عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}

قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى الْفَوَاتِحِ وَاخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكرت الفواتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 564]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سبق سكت أبي جعفر على حروف "الر" كإمالة الراء وتقليلها بأول يونس وغيرها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/166]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [1] قرأ قنبل بالسين، وخلف بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد).[غيث النفع: 765]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}
{الر}
سكت أبو جعفر على أحرف الهجاء الثلاثة بدون تنفس مقدار حركتين:
الف... لام... را، وهو مذهبه في قراءة الحروف في أوائل السور، وقد مضى بيان هذا، وانظر أول سورة البقرة.
وأما إمالة الراء فقد تقدم البيان فيها مفصلًا في أوائل السور:
يونس، وهود، ويوسف، والرعد.
وحسبك ما مضى، فقد فصلت القول فيه، وكذلك فعلت مراجع هذه القراءات، فقد أحالت على ما مضى، وليس من زيادة تضاف هنا، أو خلاف يشار إليه.
{أَنْزَلْنَاهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (أنزلناهو) بوصل الهاء بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
وقراءة الجماعة {أنزلناه}، بهاء مضمومة من غير وصل.
{لِتُخْرِجَ النَّاسَ}
قراءة الجماعة {لتخرج الناس} بالتاء، ونصب «الناس»، وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ ابن عامر في رواية وأبو الدرداء (ليخرج الناس)، بالياء على
[معجم القراءات: 4/447]
الغيبة، والناس: رفع به.
{بِإِذْنِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{إِلَى صِرَاطِ}
تقدمت القراءات فيه في سورة الفاتحة: السراط، الصراط، الصراط، وارجع إلى ما تقدم بيانه، فهذا المختصر لا يغنيك). [معجم القراءات: 4/448]

قوله تعالى: {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله (إِلَى صرط الْعَزِيز الحميد (1) الله الذي) 1 2
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {الحميد (1) الله} على الْبَدَل
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {الحميد (1) الله} رفعا
وحدثني عبيد الله بن علي عَن نصر بن علي عَن الأصمعي عَن نَافِع {الله} خفضا مثل أَبي عَمْرو
وَلم يرو عَن نَافِع ذَلِك غَيره). [السبعة في القراءات: 362]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الله الذي ...} رفع مدني شامي، يعقوب إذا وصل خفض). [الغاية في القراءات العشر: 292 - 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الله الذي} [2]: رفع: مدني، شامي، والمفضل، والمنهال. الوقف بالرفع: ابن فليح، ورويس، والبخاري لروح وزيد). [المنتهى: 2/775]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (الله الذي) بالرفع، وقرأ الباقون بالخفض، ولا يحسن الابتداء به في قراءة من خفض، لأنه بدل مما قبله، وكذلك كل ما شابهه). [التبصرة: 247]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع، وابن عارم: {الحميد * الله} (1، 2): برفع الهاء.
والباقون: بجرها في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 330]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: (الحميد لله) برفع الهاء ورويس كذلك في الابتداء وإذا وصل جرها، والباقون بجرها في الحالين). [تحبير التيسير: 424]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اللَّهِ) بالرفع أيوب، والمنهال، وعبد الوارث، ومحبوب، وهارون ووهيب عن أبي عمرو وشامي، ومدني غير الأصمعي عن نافع، والمفضل، وأبان، وفي الابتداء بالرفع، وفي الوصل بالجر ابْن فُلَيْحٍ، والْخُزَاعِيّ عن ابْن كَثِيرٍ، ورويس، والبخاري لروح، وزيد، والوليد، الباقون بالجر وقفًا ووصلًا، وهو الاختيار لقوله: (الْحَمِيدِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {اللَّهِ} رفع: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/677]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (797 - وَفِي الْخَفْضِ فِي اللهِ الَّذِي الرَّفْعُ عَمَّ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([797] وفي الخفض في الله الذي الرفع (عم) خا = لق امدده واكسر وارفع القاف (شـ)لشلا
[798] وفي النور واخفض كل فيها والأرض ها = هنا مصرخي اكسر لـ(حمزة) مجملا
[799] كها وصل أو للساكنين وقطرب = حكاها مع الفراء مع (ولد العلا)
الرفع على الابتداء، ويتم الكلام على {الحميد}.
والخفض على البدل من {العزيز الحميد}.
قال الكسائي: «جعله كلامًا واحدًا، وأتبع الخفض الخفض».
واختار القتيبي الرفع، لأنه أول آية.
وكم من آية في القرآن متعلقة بالتي قبلها). [فتح الوصيد: 2/1037]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([797] وفي الخفض في الله الذي الرفع عم خا = لق امدده واكسر وارفع القاف شلشلا
ب: (الشلشل): الخفيف.
ح: (الرفع): مبتدأ، (عم): خبره، (في الخفضِ): ظرف (عم)، (في الله): ظرف الخفض، أي: الواقع (في الله)، (خالق امدده): مبتدأ وخبر، (شلشلا): حال من فاعل (ارفع).
ص: قرأ نافع وابن عامر: {الله الذي له} [2] بالرفع على أنه مبتدأ، و{الذي}: خبره، والباقون: بالجر على البدل من {العزيز الحميد} [1] قبله.
وقرأ حمزة والكسائي: (ألم تر أن الله خالق السماوات) [19] بالمد بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف على أنه خبر (أن)، والباقون: {خلق} بترك المد وفتح اللام والقاف على بناء الماضي، ويعرف ذلك
[كنز المعاني: 2/355]
من الضد). [كنز المعاني: 2/356] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (797- وَفِي الخَفْضِ فِي اللهِ الَّذِي الرَّفْعُ "عَمَّ" خَا،.. لِقُ امْدُدْهُ وَاكْسِرْ وَارْفَعِ القَافَ "شُـ"ـلْشُلا
يريد اسم الله تعالى الذي في قوله: "إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهُ الَّذِي لَهُ"، فرفعه على الابتداء، والخفض على البدل من: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} أو هو عطف بيان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/292]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (797 - وفي الخفض في الله الّذي الرّفع عمّ خا = لق امدده واكسر وارفع القاف شلشلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 301]
798 - وفي النّور واخفض كلّ فيها والارض = هاهنا مصرخيّ اكسر لحمزة مجملا
799 - كها وصل أو للسّاكنين وقطرب = حكاها مع القرّاء مع ولد العلا
قرأ نافع وابن عامر: إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ برفع خفض الهاء في لفظ الجلالة سواء ابتدءا به أم وصلاه بما قبله، فتكون قراءة الباقين بخفض الهاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 301]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (138 - وَطِبْ رَفْعَ أَللهِ ابْتِدَاءً كَذَا اكْسِرَنْ = نَ أَنَّا صَبَبْنَا وَاخْفِضِ افْتَحْهُ مُوْصِلَا). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - و(طـ)ـب رفع الله ابتداء كذا واكسرن = ن أنا صبنا واخفض افتحه موصلا
ش - أي روى المرموز له (بطا) طب وهو رويس برفع الجلالة من قوله تعالى: {الحميد الله الذي} [1-2] إذا ابتدأ بها وهو معنى قوله ابتدأعلى أنه مبتدأ والذي له خبره وقوله: كذا اكسرن أنا صببنا أي روى رويس أيضًا كسر همزة {أنا صببنا} [25] في سورة عبس حالة الابتداءعلى الاستئناف وأما في حالة الوصل فيخفض الجلالة ويفتح الهمزة وهذا معنى قوله: اخفض افتحه موصلا على اللف والنشر والمرتب وعلم من الوفاق أن أبا جعفر على أصله في الرفع في الحالين فالوقف على ما قبله لأنه كاف و{الذي له} في صفته وأما في سورة عبس فلأبي جعفر وروح الكسر مطلقًا على أصلهما ولخلف الفتح مطلقًا ولا يقف على ما قبله لأن {أنا صببنا} بدل اشتمال من {طعام} [عبس: 24] ). [شرح الدرة المضيئة: 155]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) فِي اللَّهُ الَّذِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِرَفْعِ الْهَاءِ فِي الْحَالَيْنِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الِابْتِدَاءِ خَاصَّةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ فِي الْحَالَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {الله الذي} [2] برفع الهاء في الحالين، وافقهم رويس في الابتداء، والباقون بالخفض في الحالين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 564]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (711- .... .... .... .... .... وعمّ رفع الخفض في الله الّذي
712 - والابتدا غر .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعم) أي قرأ المدنيان وابن عامر قوله تعالى «الله الذي»
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 257]
أول إبراهيم برفع خفض الجلالة أنه مبتدأ خبره الموصول أو خبر هو، والباقون بالجر على أنه بدل من «العزيز الحميد».
والابتداء (غ) ر خالق امدد واكسر = وارفع كنور كلّ والأرض اجرر
أي وافق المذكورين رويس على رفع الجلالة في الابتداء خاصة وفي الوصل بجرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ... = و(عمّ) رفع الخفض في الله الّذي
ش: قرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: الله الذي [إبراهيم: 2] برفع الهاء على أنه مبتدأ خبره الموصول، أو خبر «هو»، أو مبتدأ خبره: «واحد»، أو «قادر» فالموصول صفته.
والوقف على الحميد [إبراهيم: 1] تام.
والباقون بجر الهاء على أنه بدل من العزيز الحميد [إبراهيم: 1]، أو عطف بيان؛ لغلبة علميته، واختصاصه بالمعبود الحق، والوقف على الحميد ناقص، وعلى البدل أنقص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/402]

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ووافق رويس على الرفع في الابتداء خاصة، وإليه أشار بقوله:
ص:
والإبتدا (غ) ر خالق امدد واكسر = وارفع كفور كلّ والأرض اجرر
(شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر = يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر
ش: أي: قرأ ذو غين (غر) رويس: الله الذي [إبراهيم: 2] برفع الهاء في (الابتداء) خاصة، وفي الوصل بجرها.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: ألم تر أن الله خالق السموات والأرض [إبراهيم: 19]، وخالق كل دابة في النور [الآية: 45] بألف بعد الخاء، وكسر اللام والرفع فيهما، وجر الأرض هنا [19] وكلّ [النور: 45] ثمّ،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/402]
والباقون خلق بفتح اللام والقاف بلا ألف، ونصب والأرض [19] وكلّ [النور: 45].
وقرأ ذو فاء (فخر) حمزة: وما أنتم بمصرخيّ [إبراهيم: 22] بكسر (الياء)، والتسعة بفتحها.
وجه خالق: اسم فاعل بمعنى المضي، ورفعه [هناك] خبر المبتدأ وثمّ خبر أنّ [19]؛ فيجب إضافته إلى مفعوله، والسموات مجرور بالإضافة أيضا.
ووجه القصر: جعله ماضيا والسموات مفعوله، وكل نصب مفعول خلق.
ووجه فتح بمصرخيّ: أن أصله: «مصرخين» جمع «مصرخ» [أي:] مغيث، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولها أصلان: السكون، والفتح، وإذا تعذر أحدهما تعين الآخر، كما هنا حذفت النون للإضافة، وقبلها ياء [الإضافة] ساكنة؛ فتعذر إسكانها؛ لئلا يجتمع ساكنان؛ فتعين الفتح.
وهما مثلان: الأول ساكن غير مد متطرف، والثاني متحرك؛ فتعين الإدغام؛ فصارت مفتوحة مشددة.
ووجه كسرها: أمران:
أحدهما: أن بني يربوع يزيدون على ياء الضمير ياء أخرى صلة لها؛ حملا على هاء الضمير؛ كقوله:
أقبل في ثوبى معافري = بين اختلاط اللّيل والعشيّ
ماض إذا ما همّ بالمضيّ = قال لها هل لك (يا تا فيّ)
قالت له ما أنت بالمرضيّ الشاهد في «يا تا في» وكسروا الياء؛ لمجانسة الصلة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/403]
ثم حذفت ياء الصلة وبقيت الكسرة دالة على هذه اللغة، وكقوله:
على لعمرو نعمة بعد نعمة = لوالده ليست بذات عقارب
الثاني- وهو تفريع على الإسكان-: أن النون حذفت للإضافة؛ فالتقى ساكنان: ياء الإعراب، وياء المتكلم الساكنة؛ فحرك؛ لتعذر [تحريك] الأول بسبب الإعراب، وليتمكن الإدغام وكانت كسرة؛ لأنه الأصل في الساكنين، ولم يستثقل على الياء؛ لتمحضها بالإدغام، ويحتمل أن الياء كسرت إتباعا لكسرة إنّي [إبراهيم: 22].
وحكى هذه اللغة قطرب، والفراء وأبو عمرو.
وعلل قطرب بالأول، والفراء بالثاني.
وهذه القراءة موافقة للغة العرب كما عرفت، ومتواترة؛ فلا يقدح فيها إلا مخطئ آثم قاصد، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/404] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في قراءة "اللَّهُ الَّذِي" [الآية: 2] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الجلالة الشريفة وصلا، وابتدأ بها على أنه مبتدأ خبره الموصول بعده، أو خبر مضمر أي: هو الله، وكذا قرأ رويس في الابتداء فقط، وافقهم الحسن في الحالين، والباقون بالجر على البدل مما قبله، أو عطف البيان؛ لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته على المعبود بحق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/166]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الحميد * الله} قرأ نافع والشامي برفع الهاء من اسم الجلالة، والباقون بالجر).[غيث النفع: 765]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}
{اللَّهِ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي والأصمعي عن نافع، والأعمش (الله...) بالجر في الوقف والوصل.
وهي قراءة رويس عن يعقوب والخزاعي عن ابن فليح في الوصل.
وتخريج هذه القراءة أنه بدل من لفظ «الحميد» في الآية السابقة، أو عطف بيان.
واختار أبو عبيد الخفض، وتعقب عليه ابن قتيبة.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر والحسن وشيبة والمفضل (الله...)، بالرفع في الوقف والوصل، واختار هذه القراءة ابن قتيبة.
[معجم القراءات: 4/448]
وتخريج هذه القراءة على ثلاثة أوجه:
1- الرفع على الابتداء، وما بعده الخبر.
2- الرفع على الخبر، والمبتدأ محذوف، أي هو الله، والذي: صفة.
3- الله: مبتدأ، والذي: صفته، والخبر محذوف.
والتقدير: الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض العزيز الحميد.
وحذف الخبر لتقدم ذكره في الآية السابقة.
وخير أبو عمرو بين الرفع والخفض في الحالين.
وقراءة الرفع أيضًا عن رويس عن يعقوب والخزاعي عن ابن فليح عن ابن كثير (الحميد، الله..) ولكن بالوقف على آخر الآية الأولى، ثم الائتناف: الله.
قال القرطبي:
«وكان يعقوب إذا وقف على «الحميد» رفع، وإذا وصل خفض على النعت. قال ابن الأنباري: من خفض وقف على «ما في الأرض» ».
وقال ابن مجاهد:
«وحدثني عبيد الله بن علي عن نصر بن علي عن الأصمعي عن نافع «الله» خفضًا مثل أبي عمرو، ولم يرو عن نافع ذلك غيره».
وقال مكي:
«واختار أبو عبيد الخفض ليتصل بعض الكلام ببعض، وتعقب عليه ابن قتيبة، فاختار الرفع؛ لأن الآية الأولى قد انقضت ثم استؤنف بآية أخرى، فحقه الابتداء؛ لأن الآية الأولى تتابعت
[معجم القراءات: 4/449]
بتمامها».
ومما جاء عند الزجاج أنه قال:
«والحميد: خفض من صفة «العزيز».
ويجوز الرفع على معنى: الحميد الله، ويرتفع الحميد بالابتداء، وقولك: «الله» خبر الابتداء...»!!
وقال الأنباري:
«وكان قوم من القراء يقولون: من خفض في الوصل فقال: (اللهِ الذي) ثم وقف على (الحميدِ) ابتدأ بالرفع. وهذا غلط بيِّن، لأن الابتداء لو كان يوجب له الرفع، ويزيل عنه معنى النعت لوجب على من وقف على قوله: الحمد لله، أن يبتدئ: رب العالمين، بالرفع، ولزمه إذا وقف على (بسم الله) أن يبتدئ: الرحمن الرحيم، بالرفع، وهذا فساد بين».
وقال في موضع آخر:
«من قرأ بالرفع وقف على (الحميد)، ومن قرأ (اللهِ الذي) وقف على (ما في الأرض).
{لِلْكَافِرِينَ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق عن ورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا مرارًا وانظر الآيات /19، 34، 89 من سورة البقرة.
وانظر الآية/ 14 من سورة الرعد، فأنت قريب العهد بها). [معجم القراءات: 4/450]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "ويصدون" بضم الياء وكسر الصاد من أصد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/166]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}
{الدُّنْيَا}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين / 85، 114 من سورة البقرة.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه، انظر الآية /4 من سورة البقرة:
السكت، نقل الحركة والحذف، تحقيق الهمز، ترقيق الراء، إمالة الهاء وما قبلها.
{وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
قراءة الجماعة {يصدون...} بفتح الياء من «صد» الثلاثي.
وقرأ الحسن (يصيدون)، بضم الياء من «أصد» الداخل عليه همزة النقل، يقال: صده عن كذا وأصده.
قال البيضاوي:
«... من أصده، وهو منقول من صد صدودًا إذا تنكب، وليس فصيحًا، لأن في صده مندوحة عن تكلف التعدية بالهمزة».
قال الشهاب:
«قوله: وليس فصيحًا أي بالنسبة إلى اللغة الأخرى، والقراءة الأخرى، ولا محذور في كون القراءة المتواترة أفصح من غيرها، وليس هذا مبنيًا على مذهب الزمخشري من أن القراءة تكون برأي واجتهاد دون سماع منه صلى الله عليه وسلم كما قيل.
وقوله: «لأن في «صده» مندوحة، أي سعة عن التعدية بالهمزة، جعله من صد صدودًا اللازم؛ لأن تعدية صد بنفسه فصيحة كثيرة في الاستعمال مع أن هذه القراءة شاذة، وهي قراءة الحسن كما قاله المعرب».
[معجم القراءات: 4/451]
وعند ابن خالويه في المختصر جاء النص:
(وتُصِدون عن سبيل الله)، الحسن.
قال ابن خالويه: سمعت أبا زيد يقول: صَدوا وصُدوا لغتان».
وجاء تعليق المحقق في الحاشية:
«ويُصدون: وتُصِيدون في النسختين، والصواب ويُصَدون» كذا بالبناء للمفعول جاء الضبط.
وضبط المحقق خطأ، ولعل الذي أوقعه في هذا تحريف اعتور سماع ابن خالويه من أبي زيد، إذ صواب النص: «صدوا وأصدوا» هذا ما يغلب على الظن، والله أعلم). [معجم القراءات: 4/452]

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" بلسن قومه " بغير ألف وربما أسكن السين أو حركها الحسن وبضم اللام، وبكسرها وإسكان السين من غير ألف أبو السَّمَّال، الباقون بفتح اللام والألف، وهو الاختيار، لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 580]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "بلسن قومه" بفتح اللام وسكون السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/166]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
{بِلِسَانِ}
قراءة الجماعة {بلسان}.
وقرأ أبو السمال والأعمش وأبو الجوزاء وأبو عمران الجوني (بلسن)، بإسكان السين وكسر اللام، على وزن ذكر، وهي بمعنى اللسان، وقالوا هو كالريش والرياش.
قال ابن جني:
«حكي أن بعض أصحابنا قال: دخلت على أبي السمال.. وهو يقرأ: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسن قومه).. فاللسن واللسان كالريش والرياش، فِعل وفِعال بمعنى واحد، هذا إذا أردت باللسان اللغة والكلام، فإن أردت به العضو فلا يقال فيه: لسن
[معجم القراءات: 4/452]
إنما ذلك في القول لا العضو، وكأن الأصل فيهما للعضو، ثم سموا القول لسانًا، لأنه باللسان، كما يسمى الشيء باسم الشيء لملابسته إياه، كالراوية والظعينة».
وذكر قريبًا من هذا صاحب التاج، فذهب إلى أن المراد باللسن اللغة، وليس العضو...
وقرأ المطوعي (بلس) بفتح اللام وسكون السين.
وقرأ جناح بن حبيش وأبو رجاء وأبو المتوكل وعاصم الجحدري (بلسن)بضم اللام والسين، وهو جمع لسان، مثل: عماد وعمد.
وقرئ أيضًا (بلسن) بضم اللام وسكون السين مخففًا مثل: رسُل ورسْل.
{لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}
إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{يَشَاءُ... يَشَاءُ}
تقدم حكم الهمز في الوقف عند حمزة، انظر الآيات 142 و 213 من سورة البقرة، و/40 من سورة المائدة.
{وَهُوَ}
قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي والحسن واليزيدي (وهْو) بسكون الهاء.
وقراءة الجماعة {وهُو} بضمها.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآيتين /29 و 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/453]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس