عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (64) إلى الآية (68) ]

{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم في الآية / 50.
{تَأْكُلْ}
قراءة الجماعة {.. تأكل} بجزم اللام، لأنه جواب الطلب.
وقرأه جماعة (تأكل) بالرفع على الاستئناف، أو الحال.
قال الزجاج:
«... فمن قرأ {تأكل} بالجزم فهو جواب الأمر...، ومن قرأ (تأكل) فمعناه فذروها في حال أكلها، ويجوز في الرفع وجه آخر على الاستئناف، المعني: فإنها تأكل في أرض الله».
وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (تاكل) بإبدال الهمزة حرف مد من جنس الحركة التي قبله وهي الفتحة.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز (تأكل).
{بِسُوءٍ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمز، انظر الآيتين /۳۰ و 174 من سورة آل عمران، والآية/54 من سورة هود هذه.
[معجم القراءات: 4/87]
{فَيَأْخُذَكُمْ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأصبهاني والأزرق وورش (فياخذكم) بإبدال الهمزة ألفًا.
وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز {فيأخذكم} ). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
{فِي دَارِكُمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَعْدٌ غَيْرُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{غَيْرُ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/88]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله {يَوْمئِذٍ} في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} 66 وفي النَّمْل {من فزع يَوْمئِذٍ} 89 وفي سَأَلَ سَائل {من عَذَاب يَوْمئِذٍ} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} و{من فزع يَوْمئِذٍ} مُضَافا ثلاثتهن بِكَسْر الْمِيم
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} مثل أَبي عَمْرو وَأَصْحَابه وخالفوهم في قَوْله {من فزع يَوْمئِذٍ} فنون عَاصِم وَحَمْزَة وفتحا الْمِيم
وَقَرَأَ الكسائي {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} و{من عَذَاب يَوْمئِذٍ} فَفتح الْمِيم فيهمَا مَعَ الْإِضَافَة
وَقَرَأَ {من فزع يَوْمئِذٍ} نصبا
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى ابْن جماز وَأَبُو بكر بن أَبي أويس والمسيبي وقالون وورش وَيَعْقُوب بن جَعْفَر كل هَؤُلَاءِ عَن نَافِع بِالْإِضَافَة في الأحرف الثَّلَاثَة وَفتح الْمِيم
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ بِالْإِضَافَة في الثَّلَاثَة وَكسر الْمِيم
وَلَا يجوز كسر الْمِيم إِذا نونت {من فزع} وَيجوز فتحهَا وَكسرهَا إِذا لم تنون). [السبعة في القراءات: 336]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خزي يومئذ) و(عذاب يومئذ) بفتح الميم مدني - غير إسماعيل - والكسائي، والبرجمي، والشموني). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خزي يومئذ) [66]، و(عذاب يومئذ) [المعارج: 11]: بفتح الميم مدني غير إسماعيل، وعلي، وأيوب، والشموني، والبرجمي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي (يومئذ) هنا وفي المعارج بفتح الميم وكسرها الباقون، وسنذكر ما في النمل في موضعه، ولم يختلف في غير هذه الثلاثة المواضع). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والكسائي: {ومن خزي يومئذ} (66)، وفي المعارج (11): {من عذاب يومئذ ببنيه}: بفتح الميم.
والكوفيون، ونافع: في النمل (89) كذلك.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع والكسائيّ وأبو جعفر: (من خزي يومئذٍ) وفي المعارج (من عذاب يومئذٍ) بفتح الميم، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 406]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)، و(عَذَابِ يَوْمِئِذٍ) مضاف مبني على الفتح أبو بشر، ومدني غير إسماعيل، وميمونة وكردم بالوجهين، وافق أبا بشر ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والْأَعْمَش، وعلي، ومحمد والأعشى، والبرجمي، وهو الاختيار؛ لأن لا يحمل على خزي واحد، الباقون بكسر الميم مضاف، وأما في النمل فمضاف مفتوح على الياء مدني غير ميمونة عن أبي جعفر، وإسماعيل وكردم عن نافع كردم بالوجهين، ومثل ورش ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وأيوب، وأبو بشر أما كوفي غير جبلة، وقاسم
[الكامل في القراءات العشر: 572]
والشيزري فمنون و[(يَوْمِئِذٍ)] بفتح الميم وهو الاختيار لما ذكرنا، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، و{عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} في [المعارج: 11] بفتح الميم: نافع والكسائي). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (761 - وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ أَتَى رِضاً = وَفِي النَّمْلِ حِصْنٌ قَبْلَهُ النُّونُ ثُمِّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح (أ)تى (ر)ضًا = وفي النمل (حصنٌ) قبله النون (ثـ)ملا
وفي النمل: {من فزع يومئذ ءامنون}.
وفي سأل: {من عذاب يومئذ}.
والفتح والكلمة في موضع خفض، «لأن يومئذ بمنزلة كلمة واحدة من قبل الإضافة، لأن المضاف يكتسب من المضاف إليه البناء والإعراب، إذا كان المضاف من الشائعة، نحو: يوم وحين وقبل، فيشبه بهذا الشياع، الأسماء المبنية الشائعة نحو: (أين) و(كيف). ولو كان مخصوصًا نحو: (رجلٍ)، لم يجز البناء، ومن ذلك:
على حين عاتبت المشيب على الصبى
ونحو:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
ومثل: {مثل ما أنكم تنطقون}.
[فتح الوصيد: 2/989]
فاكتسب منه البناء، كما اكتسب منه التعريف والتنكير، ومعنى الاستفهام والجزاء، في نحو: غلام من تضرب ؟ وغلام من تضرب أضربه.
والنفي نحو: ما أخذت باب دار أحدٍ».
هذا كله قول أبي علي رحمه الله ومعنى قوله.
قال: «وهو ظرف في المعنى»؛ يعني (يوم): كسر أو فتح.
والكسر فيه، «لأنه اسم معرب انجر بالإضافة، ولم يلزم بناؤه لإضافته إلى المبني، لما لم تلزم الإضافة المضاف.
ودليل ذلك قولك: ثوب خز، ودار زید فتعرب لا غير.
وإن كان الإسمان عملا بمعنى الحرف، ولكن لم يلزمهما البناء كما لزم ما لم ينفك عنه معنى الحرف؛ نحو: (أين) و(كيف)».
قال: «وأما الكسر في (إذ)، فلأجل التقاء الساكنين، لأن (إذ) حكمها أن تضاف إلى الجملة من الابتداء والخبر، فلما اقتطعت عنها الإضافة، نونت ليدل التنوين على قطع الإضافة، كما دل على انقضاء البيت في:
... الذرفن، و ... العتابن، و ... أو عساكن،
[فتح الوصيد: 2/990]
فكسرت الذال إسكوها وسكون التنوين».
قال: «والتنوين يجيء في كلامهم على ضروب: هذا، والذي يدخل على مبني فيفصل بين نكرته ومعرفته، كغاق وغاق، ولا يجوز أن يكون هذا هو التنوين في: رجل وفرس، لأن هذا لا يدخل إلا الأسماء المتمكنة، وقد يمتنع من بعضها، وهو ما لا ينصرف؛ ومن ذلك التنوين الذي في مسلمات. ونحوه من جمع المؤنث، ليس هو أيضًا على حد الذي في رجل، إذ لو كان كذلك، لسقط من: {فإذا أفضتم من عرفتٍ فاذكروا الله}.
قال: «وأما تنوين {من فزع} وتنكيره، فلأنه لما جاء الفزع الأكبر، دل ذلك على ضروب منه؛ فإذا نون، وقع الأمن من جميع ذلك: أكبره وأوسطه وأدونه.
والفتحة في: {يومئذ} على قراءة الكسائي، ينبغي أن تكون حركة البناء، لا نصبة، لأنه قد فتح {من عذاب يومئذٍ} و {من خزي يومئذ}، فبنى (يومًا) لما أضافه إلى غير متمكن؛ فكذلك يبنيه إذا نون المصدر.
ويجوز على هذه القراءة أن يكون (يومئذ)، معمول المصدر ومعمول اسم الفاعل».
هذا معنى قوله، ذكرته موجزًا لما فيه من الفوائد.
وثمل: أصلح، أي أصلح النون.
ونصب (يومئذٍ) على الظرف). [فتح الوصيد: 2/991]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([761] ويومئذٍ مع سال فافتح أتى رضًى = وفي النمل حصنٌ قبله النون ثملا
ب: (ثُملا): أصلح.
ح: (يومئذٍ): مفعول (افتح)، (أتى رضًى): جملة حالية، أي: قد أتى الفتح مرضيًا، (حصنٌ): خبر مبتدأ محذوف، أي: يومئذٍ في النمل حصن قبله، (النون ثملا): مبتدأ وخبر، (قبله): ظرفه، والضمير: لـ (يومئذٍ) .
ص: يعني: فتح الميم من (يومئذٍ) هنا [66] مع: {لو يفتدى من عذاب يومئذٍ} في سأل سائل [11]: نافع والكسائي، على أن (يومًا) مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وهو: (إذ)، والباقون: بجر الميم، لأنه مضاف إليه، وهما لغتان.
وقرأ الكوفيون ونافع: {من فزع يومئذٍ} في النمل [89] بالفتح، والباقون بالجر، لكن ... الكوفيون نونوا عين {فزعٍ}، فيكون لنافع
[كنز المعاني: 2/317]
الفتح من غير تنوين قبله لما ذكر، وللكوفيين الفتح مع التنوين على أنه نصب على الظرفية عمل فيه {فزعٍ} أو {آمنون}). [كنز المعاني: 2/318]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (761- وَيَوْمَئِذٍ مَعْ سَالَ فَافْتَحْ "أَ"تَى "رِ"ضًا،.. وَفِي النَّمْلِ "حِصْنٌ" قَبْلَهُ النُّونُ "ثُـ"ـمِّلا
يريد: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، وفي سورة: {سَأَلَ سَائِلٌ}: {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، قرئ بفتح الميم وجرها، فأما جرها فظاهر؛ لأنه اسم أضيف إليه ما قبله فكان مجرورًا، أما وجه الفتح، فكونه أضيف إلى غير متمكن، وهو "إذ"، وهذه حالة كل ظرف لزم الإضافة إذا أضيف إلى غير متمكن، ويجوز أن لا يبنى وعليه القراءة الأخرى،، أما الذي في النمل وهو: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ}، فزاد على فتح الميم عاصم وحمزة لكنِ الكوفيون نونوا قبله "من فزع" فهذا معنى قوله: قبله النون، أي: قبل يومئذ زاد الكوفيون نونا أو تنوينا، والباقون أضافوا: "من فزع" إلى: "يومئذٍ" فمن جر الميم مع الإضافة فقراءته واضحة كما سبق شرحه وهم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/236]
ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر على أصلهم ومن فتحها مع الإضافة وهو: نافع وحده فوجهه ما تقدم، فقراءته في السور الثلاث على طريقة واحدة، أما فتح الميم بعد التنوين فهو في قراءة عاصم وحمزة يكون حركة إعراب، وهو ظرف منصوب إما بفزع وإما بآمنون، وقراءة الكسائي تحتمل الأمرين؛ لأنه فتح الذي في هود وسأل لاعتقاده فيه البناء فكذا لو وجه هذا التنكير في فزع أنه أريد تهويله؛ أي: من فزع عظيم وهو الفزع الأكبر آمننا الله تعالى منه ومعنى ثمل أصلح؛ لأن التنوين جود الفتح على الظرفية ولم يخرج إلى وجه البناء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (761 - ويومئذ مع سال فافتح أتى رضا = وفي النّمل حصن قبله النّون ثمّلا
قرأ نافع والكسائي بفتح الميم في: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هنا، مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ في المعارج، وقرأ غيرهما بكسرها. وقرأ الكوفيون ونافع يَوْمَئِذٍ في النمل بفتح الميم، وقرأ غيرهم بكسرها. وقوله: (قبله النون ثملا) معناه: أن الكوفيين قرءوا بالنون أي التنوين في اللفظ الذي وقع قبل يَوْمَئِذٍ في سورة النمل وهو مِنْ فَزَعٍ وقرأ غير الكوفيين بترك التنوين فيه.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بحذف تنوين فَزَعٍ وفتح ميم يَوْمَئِذٍ وأن الباقين وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر يقرءون بحذف التنوين وخفض الميم و(ثملا) مبني للمعلوم أصلح). [الوافي في شرح الشاطبية: 291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ هُنَا وَمِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ فِي الْمَعَارِجِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي {ومن خزي يومئذٍ} هنا [66]، و{من عذاب يومئذٍ} في المعارج [11]، بفتح الميم، والباقون بكسرها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (692 - يومئذٍ مع سال فافتح إذ رفا = ثق نمل كوفٍ مدنٍ نوّن كفا
693 - فزع .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = ثق نمل كوف سدن نوّن (كفا)
أي فتح الميم من قوله تعالى: ومن خزى يومئذ هنا و «من عذاب يومئذ» يسأل نافع والكسائي وأبو جعفر على البناء لإضافته لمبنى وحرك للساكنين وبالفتح تخفيفا، والباقون بالكسر لاستصحاب المتمكن للانفصال وجر بالكسر للإضافة
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
قوله: (نمل كوف) أي وفتح الميم من قوله تعالى: وهم من فزع يومئذ آمنون بالنمل الكوفيون والمدنيان قوله: (نون كفا) أي ونون الكوفيون «من فزع» فيها كما في أول البيت لتمكنه وفتح الميم مع علامة النصب على الظرف بفزع أو بصفته أو آمنون، والباقون بحذف التنوين لإضافته للظرف أو على تأويله بالمفعول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا = (ث) ق نمل كوف مدن نوّن (كفى)
ش: أي: فتح ذو همزة (إذ) نافع، وراء (رفا) الكسائي، وثاء (ثق) أبو جعفر- الميم من ومن خزى يومئذ [66]. وو من عذاب يومئذ [11] بـ «سأل» [المعارج: 11] على البناء؛ لإضافته لم، وحرك للساكنين، وبالفتح تخفيفا كائن جوازا؛ لعدم لزوم الإضافة؛ وكسرها الباقون؛ لاستصحاب أصل التمكن للانفصال؛ فجر بالكسرة للإضافة.
وفتح الميم في من فزع يومئذ بالنمل [الآية: 89]- الكوفيون والمدنيان، وكسرها الباقون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]
ونوّن مدلول (كفا) الكوفيون من فزع [فيها]؛ لتمكنه وإيهامه التهويل، وفتح يومئذ معه علامة النصب على الظرف بـ فزع أو بصفته أو ءامنون، وحذفه الباقون، أو لإضافة فزع للظرف على مجيزها، أو على تأوله بالمفعول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ" [الآية: 66] وفي سأل [الآية: 11] "عَذَابِ يَوْمِئِذ" فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الميم فيهما، على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وافقهم الشنبوذي، والباقون بالكسر فيهما إجراء لليوم مجرى الأسماء، فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها، وأما "مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذ" فيأتي في محله بالنمل إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خزي يومئذ} قرأ نافع وعلي بفتح الميم، والباقون بالكسر، فلو وقف عليه فلا روم فيه، وإن كان مكسورًا.
قل المحقق: «لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين، فإذا زال التنوين في الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون، بخلاف كسرة {هؤلاء}» [البقرة: 31] وضمة {من قبل ومن بعد} [الروم: 4] فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين، لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف، لأنه من أصل الكلمة».
«وبخلاف {كل} [البقرة: 116] و{غواش} [الأعراف: 41] لأن التنوين دخل على متحرك، فالحركة فيه أصلية، فكان الوقف عليه بالروم حسنًا»). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا يا صالح}
{أرايتم} [63] لا يخفى وتقدم قريبًا.
{جا أمرنا} [66] كذلك). [غيث النفع: 717] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/ 40 من هذه السورة.
كذا حكم الهمز في الوقف عند حمزة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين من تحقيق وتسهيل وحذف في الآية / 40 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/88]
{وَمِنْ خِزْيِ}
أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
وقراءة الباقين بإظهار النون.
{وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وإسماعيل بن جعفر عن نافع وعاصم وحمزة ومحمد بن غالب عن الأعشى {ومن خزي يومئذ} على الإضافة وكسر الميم، وهي حركة إعراب.
وقرأ الكسائي، وابن جماز وأبو بكر بن أبي أويس، والمسيبي وقالون وورش ويعقوب بن جعفر، كل هؤلاء عن نافع، والبرجمي والشنبوذي ومحمد بن حبيب الشموني ومحمد بن عبد الله القلا عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وأبو جعفر (ومن خزي يومئذ) بالإضافة وفتح الميم، وهي فتحة بناء لإضافته إلى «إذ»، وهو غير متمكن.
قال مكي:
«وحجة من كسر أنه أجراه مجرى سائر الأسماء، فخفضه الإضافة «الخزي..» إليه، ولم يبنوا «يومًا» لإضافته إلى «إذ»؛ لأنه يجوز أن ينفصل من «إذ»، والبناء إنما يلزم إذا لزمت العلة.
[معجم القراءات: 4/89]
وحجة من فتح أنه بناه على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو « إذ»، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال».
وقرأ طلحة وأبان بن تغلب وابن مسعود (ومن خزي يومئذٍ) بالتنوين، ونصب (يومئذ) على الظرف معمولًا لـ (خزي).
وأدغم أبو عمرو ويعقوب الياء في الياء، مع كسر الميم، وذهب بعضهم إلى أنه إخفاء، والإدغام رواية الأهوازي عن شجاع عن أبي عمرو قال النحاس:
«قال أبو حاتم: حدثنا أبو زيد عن أبي عمرو أنه قرأ (ومن خزي يومئذ) أدغم الياء في الياء، وأضاف، وكسر الميم من (يومئذ).
قال أبو جعفر: الذي يرويه النحويون مثل سيبويه ومن قاريه عن أبي عمرو في مثل هذا الإخفاء، فأما الإدغام فلا يجوز لأنه يلتقي ساكنان ولا يحوز كسر الزاي».
ونقل هذا القرطبي عن النحاس.
{يَوْمِئِذٍ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 4/90]

قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
{ظَلَمُوا}
تقدمت القراءة بتغليظ اللام، انظر الأنفال/25.
{دِيَارِهِمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي.
[معجم القراءات: 4/90]
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/91]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في صرف ثَمُود وَترك إجرائه في خَمْسَة مَوَاضِع في هود {أَلا إِن ثَمُود كفرُوا رَبهم أَلا بعدا لثمود} 68 وفي الْفرْقَان {وعادا وَثَمُود وَأَصْحَاب الرس} 38 وفي العنكبوت {وعادا وَثَمُود} وفي النَّجْم {وَثَمُود فَمَا أبقى} 51
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر بِالتَّنْوِينِ في أَرْبَعَة مَوَاضِع في هود (أَلا إِن ثمودا) وفي الْفرْقَان (وعادا وثمودا وأصحب الرس) وفي العنكبوت (وعادا وثمودا وَقد تبين لكم) وفي النَّجْم (وثمودا فَمَا أبقى) وَلم يصرفوا {أَلا بعدا لثمود}
وَقَرَأَ حَمْزَة بترك صرف هَذِه الأحرف الْخَمْسَة
وَقَرَأَ الكسائي بصرفهن جمع
وَاخْتلف عَن عَاصِم في الَّتِي في سُورَة النَّجْم فروى يحيى بن آدم عَن أَبي بكر عَنهُ أَنه أجْرى ثمودا في ثَلَاثَة مَوَاضِع في هود وَالْفرْقَان وَالْعَنْكَبُوت وَلم يجره في النَّجْم
وروى الكسائي عَن أَبي بكر وحسين الجعفي أَيْضا عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه أجْرى الأحرف الْأَرْبَعَة
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه لم يجر {ثَمُود} في شيء من الْقُرْآن مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 337]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ألا إن ثمود) وفي الفرقان، والعنكبوت، والنجم غير مجري، حمزة، وحفص، ويعقوب، وسهل، وافق الشموني، وحماد، ويحيى في "والنجم" لثمود منون الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألا إن ثمود) [68]، وفي الفرقان [38]، والعنكبوت [38]، والنجم [51]: بلا تنوين حمزة، وحفص، وسلامٌ، وسهل، ويعقوب إلا المنهال، وافق أبو بكر غير علي وابن غالب، وحماد طريق الضرير، وحمصي في النجم، وهكذا في تعليقي عن البرجمي، وزاد في العنكبوت حمصي.
[المنتهى: 2/751]
(لثمود) [68]: منون: علي، وأبو بكر طريق علي). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة (ثمود) بغير صرف في الثاني من هذه السورة وفي الفرقان والعنكبوت والنجم، وتابعهما أبو بكر على ترك الصرف في والنجم وحدها، وقرأ الباقون بالصرف في الأربعة مواضع، وأما الثالث من هذه السورة
[التبصرة: 235]
وهو قوله عز وجل (ألا بعدًا لثمود) فإن الكسائي صرفه، والباقون لم يصرفوه، ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة: {ألا إن ثمود} (68)، هنا، وفي الفرقان (38)، والعنكبوت (38): بفتح الدال من غير تنوين، ووقفا بغير ألف.
والباقون: بالتنوين، ووقفوا بالألف عوضًا منه.
الكسائي: {ألا بعدا لثمود}: بخفض الدال مع التنوين.
والباقون: بفتح الدال من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة ويعقوب: (ألا إن ثمود) هنا وفي الفرقان والعنكبوت بفتح الدّال من غير تنوين، ووقفوا بغير ألف، والباقون بالتّنوين ووقفوا بالألف عوضا منه.
[تحبير التيسير: 406]
الكسائي: (ألا بعدا لثمود) بخفض الدّال مع التّنوين، والباقون بفتح الدّال من غير تنوين). [تحبير التيسير: 407]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([68]- {أَلا إِنَّ ثَمُودَ} هنا، وفي [الفرقان: 38، والعنكبوت: 38، والنجم: 51] غير مصروف: حفص وحمزة.
[الإقناع: 2/665]
وافق أبو بكر في النجم.
[68]- {لِثَمُودَ} منون: الكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (762 - ثَمُودَ مَعُ الْفُرْقَانِ وَالْعَنْكَبُوتِ لَمْ = يُنَوَّنْ عَلَى فَصْلٍ وَفِي النَّجْمِ فُصِّلاَ
763 - نَماَ لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا رِضىً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون (عـ)لى (فـ)صل وفي النجم (فـ)صلا
[763] (نـ)ما لثمودٍ نونوا واخفضوا (ر)ضى = ويعقوب نصب الرفع (عـ)ن (فـ)اضلٍ (كـ)لا
العرب تصرف ثمودا تارة، ذاهبةً به إلى الحي، وتترك صرفه أخرى، وتذهب به إلى القبيلة.
قال سيبويه في نمود و سبأ: «هما مرة للحيين، ومرة للقبيلتين».
ونادى صالحٌ يا رب أنزل بـ = ــآل ثمود منك غدًا عذابًا
وعلى الأول قوله:
دفعت أمر عمرو شر أمرٍ علمته = بأرض ثمود كلها فأجابها
ومن حجة من نون، أنها في المصحف مرسومة بألف في هذه المواضع الأربعة.
[فتح الوصيد: 2/992]
هنا: {ألا إن ثمودا}، وفي الفرقان: {وعادًا وثمودًا وأصحب الرس}، وفي العنكبوت: {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم}، وفي النجم: {وثمودا فما أبقى}.
ولو كانت غير مصروفة، لم تثبت الألف بدلًا من التنوين.
وللقائل أن يقول: إن العرب قد تُثبت الألف في ما لا ينصرف عمادًا للفتحة في الوقف، فيقولون: رأيت عمرًا.
ومثله: {الظنونا} و {الرسولا} و {السبيلا}.
ومعنى قوله: (على فصل)، أي على قول فصل.
(وفي النجم فصل)، لأن معه {أهلك عادًا} مصروفًا بإجماع. وكذلك في العنكبوت.
و(نما)، من: نميت الحديث). [فتح الوصيد: 2/993]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (762- ثَمُودَ مَعَ الفُرْقَانِ وَالعَنْكَبُوتِ لَمْ،.. يُنَوَّنْ "عَـ"ـلَى "فَـ"ـصْلٍ وَفِي النَّجْمِ "فُـ"ـصِّلا
أراد: {أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ}، وفي الفرقان: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسّ}.
وفي العنكبوت: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ}.
وفي النجم: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}.
لم ينون الجميع حفص وحمزة، ووافقهما أبو بكر على عدم تنوين الذي في النجم، ورمزه في أول البيت الآتي نما؛ لأن النون لعاصم بكماله في اصطلاح هذه الطريقة عبارة عن أبي بكر وحفص معا، والباقون نونوا في الجميع، ووجه التنوين وعدمه مبني على صرف هذه الكلمة وعدم صرفها، وللعرب فيها مذهبان تارة تصرفها ذهابا إلى اسم الحي، وتارة تترك صرفها ذهابا إلى اسم القبيلة، وكذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/237]
الخلاف في سبأ لما سيأتي في سورة النمل، فإن قلت: أطلق قوله: ثمود هنا فما المانع أن يظن أنه أراد التي في أول القصة: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} وهو غير منصرف اتفاقا، قلت: منع منه أمران.
أحدهما أن هذا سابق على كلمة يومئذ فلو كان فيه خلاف لذكره قبل مسألة يومئذ لا يقال: إنه في بعض المواضع يقدم ما تأخر من الحروف، ويؤخر ما تقدم كقوله بعد هذا البيت: ويعقوب ثم قال هنا: قال سلم ومثله ودرى اكسر ثم قال: يسبح فتح الياء كذا صف، وتوقد البيت، ولفظ توقد قبل يسبح، وإنما ضرورة النظم تحوج إلى مثل هذا؛ فإن جوابه أنه لا ضرورة هنا؛ لأن مسألة يومئذ في بيت مستقل فكان يمكنه تأخيره.
الأمر الثاني: أن جميع هذه المواضع الأربعة المختلف فيها منصوبة والخلاف واقع في إثبات التنوين وعدمه فقط، أما قوله: وإلى ثمود فمجرور فلا يكفي فيه ذكر التنوين بل لا بد من جره عند من صرفه كما ذكر بعد ذلك في "لثمود" فلم يدخل في مراده والله أعلم، قال سيبويه: وثمود وسبأ هما مرة للقبيلتين ومرة للحيين وكثرتهما سواء، قال أبو علي: فمن صرف في جميع المواضع كان حسنا، ومن لم يصرف في جميع المواضع فكذلك، وكذلك إن صرف في موضع ولم يصرف في موضع آخر إلا أنه لا ينبغي أن يخرج عما قرأت به القراء؛ لأن القراءة سنة فلا ينبغي أن نحمل على ما تجوزه العربية حتى ينضم إلى ذلك الأثر من قراءة القراء، وقول الناظم: على فصل؛ أي: على قول فصل والله أعلم.
واختار أبو عبيد قراءة التنوين في هذه المواضع الأربعة،؛ لأنها رسمت بألف بعد الدال وهو دليل الصرف.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/238]
763- "نَـ"ـما لِثَمُودٍ نَوِّنُوا وَاخْفِضُوا "رِ"ضا،.. وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "فَـ"ـاضِلٍ "كَـ"ـلا
نما من تتمة رمز الذي في النجم، ثم ابتدأ لثمود أراد: "أَلا بُعْدًا لِثَمُودٍ"؛ صرفه الكسائي فخفضه ونونه موافقة لما قبله وهو: "ألا إن ثمودًا"، وفتحه الباقون غير منون؛ لأنه غير مصروف، وقوله: رضى؛ أي: ذوي رضى، وموضع لثمود نصب ما بعده). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (762 - ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينوّن على فصل وفي النّجم فصّلا
763 - نما لثمود نوّنوا واخفضوا رضى = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
قرأ حفص وحمزة بترك التنوين في: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ هنا، وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ في الفرقان، وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ في العنكبوت. وقرأ غيرهما بالتنوين في المواضع الثلاثة، وقرأ حمزة وعاصم: وَثَمُودَ فَما أَبْقى. في النجم بحذف التنوين، وقرأ غيرهما بإثباته. وقرأ الكسائي: أَلا بُعْداً لِثَمُودَ. بخفض الدال في لِثَمُودَ
[الوافي في شرح الشاطبية: 291]
وتنوينه، وقرأ غيره بفتح الدال وترك التنوين). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... وَنَوِّنُوا = ثَمُودَ فِدًا وَاتْرُكْ حِمًا .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونونوا ثمودًا فدا إلخ أي قرأ مرموزًا (فا) فدا وهو خلف {ألا إن ثمودا} [68] هنا {وثمودا وأصحاب الرس} [38] في الفرقان {وثمودا وقد تبين} [38] في العنكبوت {وثمودا فما أبقى} [51] في النجم بالتنوين وصلًا ويقف بالألف كأبي جعفر، وقوله: واترك حما أي قرأ مرموز (حا) حما وهو يعقوب بترك التنوين في جميع ذلك ويقف بغير
[شرح الدرة المضيئة: 148]
ألف فالتنوين على أنه اسم منصرف للحى فنفوت العلمية والترك على أنه غير منصرف اسم للقبيلة ولم يلتبس هذا بقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا} [هود: 61] أول القصة ولا بقوله {لثمود} [هود: 68] باللام فإنه مجمع عليه والثاني متروك التنوين عندهم كأصولهم فأطلقا اعتمادًا على الشهرة). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا إِنَّ ثَمُودَ هُنَا، وَفِي الْفُرْقَانِ وَعَادًا وَثَمُودَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ، وَفِي النَّجْمِ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى فَقَرَأَ، يَعْقُوبُ، وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ ثَمُودَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَافَقَهُمْ أَبُو بَكْرٍ فِي حَرْفِ
[النشر في القراءات العشر: 2/289]
(النَّجْمِ)، وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الْعَطَّارُ شَيْخُ ابْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْكِنَانِيِّ عَنِ الْحَرْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ فِيهِ بِوَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَدَمُ التَّنْوِينِ، وَالثَّانِي بِالتَّنْوِينِ، وَكَذَا قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَكُلُّ مَنْ نَوَّنَ وَقَفَ بِالْأَلِفِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ وَقَفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَإِنْ كَانَتْ مَرْسُومَةً فَبِذَلِكَ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ مَنْصُوصَةً لَا نَعْلَمُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ خِلَافًا إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَفَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الدَّالِ مَعَ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مَعَ فَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وحفص {إن ثمودا} [هنا [68]، وفي الفرقان [38] {وعادًا وثمودا}، وفي العنكبوت {38] {وثمودا وقد}، وفي النجم [51] {وثمودا فما} بغير تنوين في الأربعة، والباقون بالتنوين، وافقهم أبو بكر في النجم، وانفرد العطار عن الصريفيني عن يحيى عنه فيه بالوجهين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {ألا بعدًا لثمود} [68] بكسر الدال منونة، والباقون بالفتح من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (693- .... واعكسوا ثمود ها هنا = والعنكبا الفرقان عج ظبىً فنا
694 - والنّجم نل في ظنّه اكسر نوّن = رد لثمود .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
أي قرأ حفص ويعقوب وحمزة قوله تعالى: ألا إن ثمود في هذه السورة «وثمود وقد» في العنكبوت «وعادا وثمود» في الفرقان بعكس ما قرأه الكوفيون في فزع، فحذفوا التنوين في الثلاث.
والنّجم (ن) ل (ف) ي (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
أي وحذف التنوين أيضا من قوله تعالى: وثمود فما أبقى في عاصم وحمزة ويعقوب، والباقون بالتنوين في الأربعة والصرف وعدمه لغتان قوله: (اكسر) أي كسر الدال منونة الكسائي من قوله تعالى: ألا بعدا لثمود وفتحها الباقون من غير تنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
فزع واعكسوا ثمود هاهنا = والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا
والنّجم (ن) لـ (ف) ى (ظ) نّه اكسر نوّن = (ر) د لثمود قال سلم سكّن
ش: أي: قرأ ذو عين (عج) حفص: وظاء (ظبى) [يعقوب]، وفاء (فتى) حمزة ألا إنّ ثمودا كفروا هنا [68]، [و] وعادا وثمودا وقد تبيّن بالعنكبوت [الآية: 38]، وعادا وثمودا وأصحب الرّسّ بالفرقان [الآية: 38]- بعكس قراءة الكوفيين في فزع [النمل: 89]- فحذفوا التنوين من الثلاث، وحذفه أيضا من وثمودا فمآ أبقى [النجم: 51] ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظنه) يعقوب، والباقون بتنوين الأربعة.
وقرأ ذو راء (رد) الكسائي ألا بعدا لثمود [هود: 68] بالكسر والتنوين، والتسعة بحذفه والفتح.
تنبيه:
كل من نون وقف بألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة فبذلك جاء النص [عنهم باتفاق] - إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه، وقف بالألف.
وجه تنوين ثمود وعدمه: أنه علم شخص أو جنس للعرب، [فيه] مذهبان:
المنع للعلمية والتأنيث باعتبار القبيلة أو الأم.
والصرف لعدم التأنيث؛ باعتبار الحي أو الأب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا إِنَّ ثَمُودا" [الآية: 68] هنا وفي [الفرقان الآية: 38] "وَعَادًا وَثَمُودَا" وفي [العنكبوت الآية: 38] "وَثَمُودَ وَقَد" وفي [النجم الآية: 51] "وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى" فحفص وحمزة وكذا يعقوب بغير تنوين في الأربعة للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة، ويقفون بلا ألف كما جاء نصا عنهم، وإن كانت مرسومة وافقهم الحسن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
وقرأ أبو بكر كذلك في النجم فقط، والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلا بُعْدًا لِثَمُود" [الآية: 68] فالكسائي بكسر الدال مع التنوين وافقه الأعمش، والباقون بغير تنوين مع فتحها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا إن ثمودا} [68] قرأ حفص وحمزة بغير تنوين في الدال، والباقون بالتنوين، وكل من نون وقف بالألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة بذلك، وجاءت الرواية عنهم، ففيه مخالفة خط المصحف). [غيث النفع: 717]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا بعدا لثمود} قرأ علي بكسر الدال مع التنوين، والباقون بفتح الدال من غير تنوين، ومن قرأ بالخفض والتنوين وقف بالسكون والروم، ومن قرأ بالفتح من غير تنوين وقف بالسكون فقط، لأن الروم لا يكون في مفتوح.
فإن قلت: هذا غير مفتوح حكمًا، لجره باللام.
[غيث النفع: 717]
فالجواب: أن المعتبر في جواز الروم والإشمام الحركة الظاهرة الملفوظ بها، سواء كانت النون أصلية، أو نائبة عن غيرها، فيجوز الروم فيما جمع بألف وتاء مزيدتين، وما ألحق به، نحو {خلق الله السماوات} [العنكبوت: 44] {وإن كن أولات} [الطلاق: 6] وإن كان منصوبًا، لأن نصبه بالكسرة، ولا يجوز في الاسم الذي لا ينصرف، نحو {إلى إبراهم} [البقرة: 125] و{بإسحاق} [71] لأن جره بالفتحة.
و{ثمودا} يجوز صرفه وعدم صرفه، وكلاهما جاء نظمًا ونثرًا، فمنع صرفه للعلمية والتأنيث، باعتبار القبيلة أو الأم والصرف لعدم التأنيث، باعتبار الحي أو الأب، فيجري حكم الوقف عليه على هذا، وقد جعل بعض العلماء حكم هذه المسألة لغزًا، وهو ظاهر، والله أعلم). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
{كَأَنْ}
قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة حيث جاءت في القرآن.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ}
قرأ حفص عن عاصم وحمزة وسهيل ويعقوب (ألا إن ثمود)بغير تنونين للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر عنه، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر وحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أيضًا، والحسن وخلف وأبو جعفر، والبرجمي ومحمد بن غالب عن الأعشى والأعمش (ألا إن ثمودًا) مصروفًا على إرادة الحي.
وجاء في النشر:
«وكل من نون وقف بالألف (لثمودا)، ومن لم ينون وقف بغير ألف (ثمود)، وإن كانت مرسومة، فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة لا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافًا إلا ما انفرد به أبو الربيع
[معجم القراءات: 4/91]
الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف، أي في القراءة الأولى».
ومن هذا النص نرى أن القراءة في الوقف على ثلاثة أوجه:
ا. ألا إن ثمودا: كذا بالألف عن الجماعة.
۲ - ألا إن ثمود: حفص عن عاصم وحمزة بغير ألف وإن كانت الألف مثبتة في الرسم.
٣- ألا إن ثمودا: الرواية عن حفص عن عاصم من طريق أبي الربيع الزهراني، مع أن قراءة حفص عن عاصم في الأصل بغير ألف.
قال ابن خالويه: «... يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفًا وغير مصروف، فلمن صرفه وجهان:
أحدهما: أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه.
والآخر: أنه جعله «فعولًا» من الثمد وهو الماء القليل، فصرفه.
والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسمًا للقبيلة، فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف، إحداهما: التأنيث، وهو فرع للتذكير، والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير.
والقراء مختلفون في هذه الأسماء، وأكثرهم يتبع السواد، فما كان بألف أجراه، وما كان بغير ألف منعه الإجراء».
وقال الأنباري:
«فمن أجراه في المواضع الأربعة احتج بأن الألف ثابتة فيهن في المصحف، ويقف أصحاب هذه القراءة (ألا إن ثمودا) بالألف.
[معجم القراءات: 4/92]
ومن لم يجره وقف أيضًا (ألا إن ثمودا) بالألف إتباعا للكتاب، والحجة في هذا أن العرب تقف على المنصوب الذي لا يجرونه بالألف، فيقولون: رأيت سلاسلا وقواريرا، ورأيت يزيدا، فإذا وصلوا لم ينونوا، حكى هذا الرؤاسي والكسائي عن العرب.
قال أبو بكر: ولا أستحب لمن لم يجر «ثمود» أن يقف عليه (ألا إن ثمود) بلا ألف لأنه يخالف المصحف.
والحجة لمن أجرى «ثمودًا» أن يقول: هو اسم لرجل معروف؛ فلذلك أجريته.
ومن لم يجر «ثمود» قال: هو اسم للأمة والقبيلة فصار بمنزلة أسماء الإناث».
وقال الأخفش: «... وإنما قرئ منه مصروفًا ما كانت فيه الألف وبذلك نقرأ...»
{أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ}
قراءة الجماعة {ألا بعدًا لثمود} ممنوع من الصرف على إرادة القبيلة.
وقرأ الكسائي والأعمش (.. لثمود) بالصرف على إرادة الحي.
قال الأنباري:
«قال الفراء: قلت للكسائي: لم أجريت «ثمود» في قوله: {ألا بعدًا لثمود}، ومن أصلك ألا تجريه إلا في موضع النصب اتباعًا للكتاب؟
.
[معجم القراءات: 4/93]
وفي معاني الفراء:
«ومنهم من أجرى «ثمود» في النصب لأنها مكتوبة بالألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود الناقة مبصرة}، فأخذ بذلك الكسائي فأجراها في النصب، ولم يجرها في الخفض، ولا الرفع إلا في حرف واحد، قوله:
«{ألا إن ثمودًا كفروا ربهم ألا بعدًا لثمود} فسألوه عن ذلك فقال: قرئت في الخفض من المجرى، وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه» ). [معجم القراءات: 4/94]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس