عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (24) ، (25) ]

{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) }

قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((يُغنِ) بالياء قَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء وهو الاختيار، لأن " الأرض " متقدمة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وازينت" بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي: صارت ذات زينة وعن المطوعي، وتزينت بتاء مفتوحة، وفتح الزاي وتشديد الياء، والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن كأن لم يغن بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/23.
{يَأْكُلُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم
[معجم القراءات: 3/525]
(ياكل) بقلب الهمزة الساكنة بعد الفتح ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز (يأكل).
{زُخْرُفَهَا}
- قراءة الجماعة (زخرفها) مفردًا.
- وقرئ على الجمع (زخارفها).
{وَازَّيَّنَتْ}
- قراءة الجمهور (وازينت)، وأصله: تزينت، فأدغمت التاء في الزاي؛ ولأن الحرف المدغم في مقام حرفين الأول منهما ساكن اجتلبت همزة الوصل لضرورة تسكين الزاي عند الإدغام.
وهذه القراءة هي الأجود عند الطوسي، وهي الصواب عند الطبري، وهي أجود في العربية عند الزجاج.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن علي والأعمش والمطوعي (وتزينت) بالتاء على وزن تفعلت، وهي أصل قراءة الجماعة.
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر والحسن والشعبي وأبو العالية وقتادة ونصر بن عاصم وابن هرمز الأعرج، وعيسى بن عمر الثقفي وأبو رجاء بخلاف عنه
[معجم القراءات: 3/526]
ومالك بن دينار واللؤلؤي والخفاف عن أبي عمرو (وأزينت) على وزن أفعلت، مثل: أحصد الزرع، أي حضرت زينتها وحانت.
قال أبو الفتح:
(أما (أزينت) فمعناه صارت إلى الزينة بالنبت، ومثله من أفعل أي: صار إلى كذا، أجذع المهر صار إلى الإجذاع، وأحصد الزرع، وأجز النخل: أي صار إلى الحصاد والجزاز، إلا أنه أخرج العين على الصحة، وكان قياسه أزانت، مثل أشاع الحديث، وأباع الثوب: أي عرضه للبيع).
وقال الزجاج:
(ومن قرأ (وأزينت) بالتخفيف فهو على أفعلت، أي جاءت بالزينة، وازينت بالتشديد، أجود في العربية؛ لأن أزينت الأجود فيه في الكلام أزانت).
- وقرأ الأعرج (وازينت) على وزن أحمر.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازينت) مثل: (افعلت)! كذا جاء ضبطه عند القرطبي.
ولعل ضبط هذه القراءة على غير هذا الذي جاء في القرطبي، فلو كانت مثل: أفعلت لكانت الهمزة همزة قطع، ولكانت كقراءة
[معجم القراءات: 3/527]
سعد بن أبي وقاص السابقة، فلعلها بتشديد النون كقراءة الأعرج السابقة!!
- وقرأ أبو عثمان النهدي وأشياخ عوف بن أبي جميلة الأعرابي (وازيانت) بنون مشددة وألف ساكنة قبلها، مثل (اسوادت)، وهذا على اجتماع ساكنين: الألف والنون، وهو يحتاج في القراءة إلى مد الألف.
- وقرأ أبو عثمان النهدي (وازيأنت) على وزن (افعألت)، ونسب ابن عطية هذه القراءة لفرقة، وذهب إلى أنها لغة.
قال أبو الفتح:
(وأما ازيأنت، فإنه أراد افعألت، وأصله: ازيانت، مثل ابياضت واسوادت، إلا أنه كره التقاء الألف والنون الأولى ساكنتين، فحرك الألف، فانقلبت همزة، كقول كثير:
وللأرض: أما سودها فتجللت = بياضًا وأما بيضها فادهأمت)
وقال الشهاب: (... بوزن احمارت بألف صريحة، فكرهوا اجتماع
[معجم القراءات: 3/528]
ساكنين، فقلبوا الألف همزة مفتوحة، كما قرئ: (الضألين)، بالهمز...).
- وفي رواية المقدمي من أشياخ عوف الأعرابي، ويحيى بن يعمر (وازاينت).
وأصله تزاينت على وزن تفاعلت، ثم أدغم التاء في الزاي، فصارت زايًا مشددة، وجيء بهمزة الوصل لأن أول المدغمين ساكن لا يبتدأ به.
- وقرئ (وأزينت) بضم الهمزة وكسر الزاي وسكون الياء.
{قَادِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- والباقون على التفخيم.
{أَتَاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل، بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{كَأَنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتحقيق الهمز وتسهيله.
والتسهيل عن الأصبهاني وورش أيضًا.
{لَمْ تَغْنَ}
- قراءة الجماعة (لم تغن) بالتاء، والضمير يعود إلى الأرض.
- وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء (لم يغن) بالياء على التذكير،
[معجم القراءات: 3/529]
قيل الضمير عائد على المضاف المحذوف الذي هو الزرع، وقامت هاء التأنيث مقامه في عليها، وأتاها، وجعلناها.
وقيل يذهب بالضمير إلى الزخرف.
ورجح أبو حيان عوده على الحصيد، أي: كأن لم يغن الحصيد.
- وكان مروان بن الحكم يقرأ على المنبر (لم تتغن) بتاءين مثل: تتفعل.
قال أبو الفتح:
(جاء هذا مجيء نظائره، كقولهم: تمتعت بكذا، وتأنقت فيه، وتلبست بالأمر، مما جاء تفعلت على هذا الحد).
- وفي مصحف أبي بن كعب، وهي رواية ابن عباس عن أبي (كأن لم تغن بالأمس وما كنا لنهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقيل في مصحف أبي: (وما كان ليهلكها إلا بذنوب أهلها).
- وقرأ أبي وابن عباس، وكذا مروان على المنبر (وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها) بالتصريح بلفظ الجلالة.
- ونقل أبو حيان عن التحرير (أن أبا سلمة بن عبد الرحمن يقرأ في قراءة أبي (كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها).
قال أبو حيان: (وفي التحرير...، ولا يحسن أن يقرأ أحد بهذه القراءة؛ لأنها مخالفة لخط المصحف الذب أجمع عليه الصحابة والتابعون).
[معجم القراءات: 3/530]
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
- قرأ أبو الدرداء (لقوم يتذكرون) بالذال بدل الفاء.
- وقراءة الجماعة (لقوم يتفكرون) ). [معجم القراءات: 3/531]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشاء إلى" بتسهيل الثانية كالياء، وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إلى} [25] لا يخفى {صراط} كذلك). [غيث النفع: 685]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستقيم} تام وقيل كاف، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الحزب الحادي والعشرين باتفاق عند المغاربة، وعلى قول عند المشارقة، والمشهور المعروف عندهم {يفترون} بعده، ودعوى الاتفاق عليه عندهم فيه قصور). [غيث النفع: 685]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
{إِلَى دَارِ}
- أمال لفظ (دار) أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَشَاءُ إِلَى}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن مهران عن روح قراءتين:
1- الأولى: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
وذهب بعضهم إلى تسهيلها كالواو أيضًا، ورده صاحب النشر.
2- الثانية: بإبدال الهمزة الثانية ياءً مكسورة وصورتها: (يشاء يلى).
وعلى هاتين القراءتين تكون الهمزة الأولى محققة.
- وإذا وقف حمزة وهشام على (يشاء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وسهلاها أيضًا مع المد والقصر.
- ومد حمزة في الوجهين الأخيرين أطول من مد هشام.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش وخلف ويعقوب وروح بتحقيق الهمزتين جميعًا (يشاء إلى).
وتقدم مثل هذا في الآية/213 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/531]
{صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل وابن مجاهد ورويس على خلاف في النقل عن قنبل، وابن محيصن والشنبوذي (سراط) بالسين.
- وقرأ بإشمام الزاي خلف عن حمزة، والمطوعي، وهي لغة قيس.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (صراط) بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني عن قنبل.
وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 3/532]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس