عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف

[ من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّخْفِيف وَالتَّاء وَالتَّشْدِيد من قَوْله {لَا تفتح لَهُم} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ مُشَدّدَة التَّاء الثَّانِيَة
وَقَرَأَ أَبُو عَامر {لَا تفتح} بِالتَّاءِ خَفِيفَة سَاكِنة الْفَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَا يفتح) بِالْيَاءِ خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لا تفتح) بالتاء خفيف (أبو عمرو، وبالياء خفيف) كوفي، - غير عاصم -). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا تفتح) [40]: بالتاء خفيف أبو عمرو. بالياء خفيف هما وخلف.
[المنتهى: 2/700]
(في سم) [40]: بكسر السين حمصي). [المنتهى: 2/701]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لا يفتح لهم) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وخفف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وشدد الباقون). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {لا تفتح} (40): بالتاء مخففًا.
وحمزة، والكسائي: بالياء مخففًا.
والباقون: بالتاء مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (لا تفتح) بالتّاء خفيفا وحمزة والكسائيّ وخلف بالياء خفيفا والباقون بالتّاء شديدا). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا تُفَتَّحُ) بالياء خفيف كوفي غير قاسم، وابن صبيح، وابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا عصمة، وبالتاء خفيف ابْن ذَكْوَانَ عن علي، وأَبُو عَمْرٍو، وغير الجعفي، الباقون غير ابن مقسم بالتاء مثقل.
أما ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن بالياء مع الثقيل الْيَزِيدِيّ في اختياره (لَا تُفْتَحُ) بالتاء خفيف، (أَبْوَابَ) نصب، والاختيار ما عليه نافع، لأن الفعل للَّه، (يَلِجَ الْجَمَلُ) مشدد بضم الجيم مجاهد، وابن مُحَيْصِن، وابْن مِقْسَمٍ، وأبان، وقَتَادَة غير أنه يخفف، الباقون بفتح الجيم خفيف، وهو الاختيار، لأن في التفسير هو البعير (الْجَمَلُ) رفع خفيف ابن مطرف عن أبي جعفر، (سَمِّ الْخِيَاطِ) بكسر السين الأصمعي عن نافع وبضمهما أبو حيوة، وأبو السَّمَّال، وأحمد، وابن مُحَيْصِن، وقَتَادَة، الباقون بفتح السين، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {لا تُفَتَّحُ} بالتاء خفيف: أبو عمرو،
[الإقناع: 2/646]
بالياء خفيف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (684- .... .... .... .... = .... .... وَيُفْتَحُ شَمْلَلاَ
685 - وَخَفِّفْ شَفَا حُكْماً .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{لا يفتح} بالتذكير، لأن التأنيث في الأبواب غير حقيقي، وللفصل بين الفاعل والفعل.
و{تفتح} بالتأنيث، على لفظ مثل: {مفتحة لهم الأبوب}.
[فتح الوصيد: 2/924]
[685] وخف (شـ)فًا (حـ)كما وما الواو دع (كـ)فى = وحيث نعم بالكسر في العين (ر)تلا
من قرأ بالتشديد، فلتكرير ذلك مرة بعد مرة.
والتخفيف شفا حكمه، لأنه قد يكون لأكثر من المرة). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [684] وخالصة ٌأصلٌ ولا يعلمون قل = لشعبة في الثاني ويفتح شمللا
ب: (شمللا): أسرع.
ح: (خالصةٌ أصلٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءة الرفع متأصلة ثابتة، (لا
[كنز المعاني: 2/242]
يعلمون): مبتدأ، (قل لشعبة في الثاني): خبره، (يفتح): مبتدأ، (شمللا): خبره، والضمير لـ (يفتح) .
ص: يعني: قرأ نافع: (خالصةٌ يوم القيامة) [32] بالرفع على أنه خبر بعد خبر، والباقون: بالنصب على الحال، يعني: خالصةً يوم القيامة للمؤمنين لا حظ للكفار فيها.
وقرأ شعبة: (لكل ضعفٌ ولكن لا يعلمون) [38] بالغيب ردًّا على قوله: {لكلٌ ضعفٌ}، والباقون: بالخطاب، لأن ما قبله: {فئاتهم عذابًا ضعفًا من النار} [38]، واحترز بالثاني عن قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [33]، فلا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: (لا يفتح لهم أبواب السماء} [40] بالتذكير، والباقون: بالتأنيث، والوجهان ذكرا.
[كنز المعاني: 2/243]
واكتفى باللفظ في الحروف الثلاثة عن القيد: بالرفع في (خالصةٌ) [32]، والغيب في: (لا يعلمون) [38]، والتذكير في: (يفتح) [40] على ما وعد بقوله:
وفي الرفع والتذكير والغيب جملة = على لفظها أطلقت من قيد العلا). [كنز المعاني: 2/244] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (المسألة الثالثة: "لا يفتح لهم أبواب السماء".
اختلف فيها في موضعين: أحدهما المذكور في هذا البيت وهو التذكير والتأنيث وكان إطلاق الناظم في قوله: ويفتح شمللا دليلا على أنه أراد التذكير لحمزة والكسائي ووجه القراءتين ظاهر؛ لأن تأنيث الأبواب ليس بحقيقي، وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها ثم ذكر الموضع الثاني فقال:
685- وَخَفِّفْ "شَـ"ـفَا "حُـ"ـكْمًا وَما الوَاوَ دَعْ "كَفى"،.. وَحَيْثُ نَعَمْ بِالْكَسْرِ فِي العَيْنِ "رُ"تِّلا
أي وافق أبو عمرو وحمزة والكسائي على تخفيف "يفتح لهم"، ولم يوافقهما في التذكير فصار فيها ثلاث قراءات: التذكير مع التخفيف والتأنيث مع التخفيف وقراءة الباقين التأنيث مع التشديد فلتخفيف من فتح والتشديد من فتح وقد تقدم نظيرهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (684 - .... .... .... .... .... = .... .... .... ويفتح شمللا
685 - وخفّف شفا حكما .... .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: لا يفتّح لهم أبواب السّماء بياء التذكير كلفظه
فيكون غيرهما بتاء التأنيث، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو بالتخفيف في التاء. ويلزمه سكون الفاء، فتكون قراءة غيرهم بتشديد التاء ويلزمه فتح الفاء. فيتحصل: أن أبا عمرو يقرأ بتاء التأنيث والتخفيف وحمزة والكسائي بياء التذكير والتخفيف والباقين بتاء التأنيث والتشديد). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (113- .... .... .... .... .... = .... تُفْتَحُ اشْدُدْ مَعْ أُبَلِّغُكُمْ حَلَا). [الدرة المضية: 28] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تفتح اشدد مع أبلغكم حلا إلخ، أي قرأ مرموز (حا) يعقوب {لا تفتح لهم} [40] بتشديد التاء، ويلزم منه فتح الفاء، وأما في تأنيث حرف المضارعة فإنه موافق لصاحبه، ولهذا اكتفى الناظم بقيد التشديد، وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالتذكير والتخفيف، ولزم إسكان الفاء، ويريد بقوله: مع أبلغكم إلخ، أي قرأ يعقوب أيضًا الراجع إليه ضمير له {أبلغكم} [62 68] هنا والأحقاف [23] ). [شرح الدرة المضيئة: 130] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالتَّذْكِيرِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّشْدِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِدْغَامُ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ لِرُوَيْسٍ مَعَ إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو فِي الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {لا تفتح لهم} [40] بالتأنيث والتخفيف، وحمزة والكسائي وخلف بالتذكير والتخفيف، والباقون بالتأنيث والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (631- .... .... .... .... .... = يفتح في روى وحز شفا يخف). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يفتح) يعني قوله «لا يفتّح لهم أبواب السماء» قرأه بالتذكير كلفظه حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، فيكون فيها ثلاث قراءات التذكير مع التخفيف لحمزة والكسائي وخلف، والتأنيث مع التخفيف لأبي عمرو والتأنيث مع التشديد للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف = يفتح (ف) ى (روى) و(ح) ز (شفا) يخف
ش: أي: قرأ ذو همزة (إذ) نافع خالصة يوم القيامة [الأعراف: 32] بالرفع، والباقون بالنصب.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولكن لا يعلمون [الأعراف: 38] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة و(روى) الكسائي وخلف لا يفتح لهم [الأعراف: 40] بياء التذكير.
والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف- بإسكان الفاء وتخفيف التاء، والباقون بفتح الفاء وتشديد التاء؛ فصار لـ (شفا) الغيب والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/328]
ول (حز) التأنيث والتخفيف، وللباقين التشديد [والتأنيث].
تنبيه:
اجتمع في البيت المسائل الثلاث التي في قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا».
وبقيد (الرابع) خرج: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 33]، ولقوم يعلمون [الأعراف: 32]، وأ تقولون على الله ما لا تعلمون [الأعراف: 28].
وجه رفع خالصة: جعلها خبر هي ضمير الزينة، وللّذين ءامنوا [الأعراف: 32] متعلق بها [أو خبر آخر، وعاملها لامه.
ووجه نصبها: حال من فاعل للّذين خبر المبتدأ، أي: الزينة خالصة] يوم القيامة للمؤمنين في الدنيا، أو هي ثابتة في الدنيا للمؤمنين، وهي خالصة لهم يوم القيامة.
ووجه غيب يعلمون: حمله على لفظ كل فريق:
ووجه خطابه: حمله على السائل، أي: لكل منكم.
ووجه تذكير يفتح وتأنيثه: بتأويل الجمع والجماعة، وتخفيفه على الأصل، وتشديده للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تُفَتَّحُ لَهُم" [الآية: 40] فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف وافقه ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل، ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف، وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير، والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن، فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط، ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "الجمل" بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تفتح} [40] قرأ البصري بالفوقية والتخفيف، والأخوان بياء الغيبة والتخفيف، والباقون بالتاء الفوقية والتشديد، ومن خفف سكن الفاء، ومن شدد فتح). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم (لا تفتح لهم أبواب) بتاء التأنيث في أوله، وتشديد التاء الثانية، والفعل مبني للمفعول، أبواب: بالرفع.
قال مكي: (والتشديد أحب إلي لأن عليه الحرميين وعاصمًا وابن عامر).
والتشديد على معنى التكرير والتكثير مرة بعد مرة.
- وقرأ أبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (لا تفتح لهم أبواب ...) بالتاء في أوله، وتخفيف التاء الثانية، وذلك على تأنيث الأبواب، لأنها جماعة.
[معجم القراءات: 3/45]
قال النحاس: (والتخفيف يكون للقليل والكثير، والتثقيل للكثير لا غير ...)، ونقل هذا القرطبي.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش والمطوعي بخلاف عنه، والبراء بن عازب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفتح لهم أبواب ...) بالياء على التذكير، وتخفيف التاء.
قال مكي: (بالياء مضمومة؛ لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي؛ ولأنه فرق بين المؤنث وفعله، وكلا العلتين يجيز التذكير).
- وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم (لا تفتح لهم أبواب..) بالتاء المفتوحة، وتشديد الثانية، ولعل أصله بتاءين: لا تتفتح، فحذفت إحداهما، على الخلاف في المحذوفة.
- وجاءت عند ابن عطية (يفتح) كذا! وأحسب أنه غير الصواب.
- وقرأ اليزيدي وأبو عمرو في رواية، والكسائي في رواية (لا تفتح لهم أبواب..) بفتح التاء الأولى وتخفيف الثانية، مبنيًا للفاعل، أبواب: بالنصب، والفعل هنا للآيات.
[معجم القراءات: 3/46]
- وقرأ مجاهد والأعمش والمطوعي والحسن (لا يفتح لهم أبواب) بالياء المفتوحة، وفتح التاء الثانية، مبنيًا للفاعل أبواب: بالنصب، والفعل لله عز وجل.
{الْجَمَلُ}
- قرأ الجمهور (الجمل) بفتح الجيم والميم، والجمل أعظم الحيوان.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه شهر بن حوشب، وعلي ومجاهد وابن يعمر وأبو مجلز والشعبي ومالك بن الشخير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء وأبو رزين وابن محيصن وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وابن جبير وعكرمة وأبان عن عاصم والمازني والخليل (الجمل) بفتح الميم وتشديدها.
وفسروه بالقلس الغليظ، وهو حبل السفينة، تجمع حبال وتفتل فتصير حبلًا واحدًا.
- وقرأ ابن عباس أيضًا في رواية مجاهد، وابن جبير وقتادة وسالم الأفطس، والحسن وعكرمة وابن مسعود وأبي بن كعب وعبد
[معجم القراءات: 3/47]
الكريم وحنظلة وأبو عمرو (الجمل) بضم الجيم وفتح الميم مخففة، وهو القلس أيضًا والحبل.
- وقرأ ابن عباس في رواية عطاء، والضحاك والجحدري (الجمل) بضمتين وهو جمع جمل، مثل: أسد وأسد.
وقيل هو الحبل الغليظ من القنب، ويقال: حبل السفينة، ويقال: الحبال المجموعة، وكله -عند ابن جني- قريب بعضه من بعض.
- وقرأ عكرمة وابن جبير في رواية وابن عباس في رواية أيضًا وأبو السمال (الجمل) بضم الجيم وسكون الميم.
قال ابن جني:
(وأما الجمل فقد يجوز في القياس أن يكون جمع جمل كأسد وأسد، ووثن ووثن..).
- وقرأ المتوكل وأبو الجوزاء وأبو السمال (الجمل) بفتح الجيم وسكون الميم، قال القرطبي: (تخفيف الجمل).
[معجم القراءات: 3/48]
وقال العكبري:
(ويقرأ في الشاذ بسكون الميم، والأحسن أن يكون لغة، لأن تخفيف المفتوح ضعيف).
وذهب ابن جني إلى أنه بعيد أن يكون مخففًا من المفتوح لخفة الفتحة..
وبعد ذكر هذه القراءات، قال أبو حيان:
(ومعناه في هذه القراءات القلس الغليظ، وهو حبل السفينة).
- وقرأ ابن مسعود (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط).
قلت: الصفرة هنا السواد، وذهب الفراء إلى أن الجمل الأصفر هو الأسود، إذ لا يرى أسود من الإبل إلا وهو مشرب صفرة، لذلك سمت العرب سود الإبل صفرًا.
وقال أبو عبيد: الأصفر: الأسود.
ولست أعلم لم خص ابن مسعود الجمل هنا بالصفرة، وهذه الزيادة وما شابهها إنما تحمل على التفسير في قراءاته ألا ترى ما أثبته الشوكاني في قراءة ابن مسعود (الأصغر) أصوب أو أنسب لهذا السياق؟! لو كانت القراءة بالاجتهاد لكان ذاك.
{سَمِّ الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (.. سم) بفتح السين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وقتادة وأبو رزين وطلحة بن مصرف وابن
[معجم القراءات: 3/49]
سيرين وأبو السمال وأبو حيوة وابن محيصن (سم) بضم السين.
- وقرأ أبو عمران الجوني وأبو نهيك وأبو السمال وأبو حيوة والأصمعي عن نافع وأبو البرهسم واليماني وأبو بحرية (سم) بكسر السين.
وفي حاشية الجمل: (مثلث السين، لغة، ولكن السبعة على الفتح، وقرئ شاذًا بالكسر والضم).
- وقرأ بعضهم (في سم الخياط) بكسر السين وتخفيف الميم.
{الْخِيَاطِ}
- قراءة الجماعة (الخياط) بكسر الخاء، وألف بعد الياء.
- وقرأ عبد الله وأبو رزين وأبو مجلز (المخيط) بكسر الميم وسكون الخاء، وفتح الياء.
- وقرأ طلحة وعبد الله وأبي (المخيط) بفتح الميم وكسر الخاء، وهي مخالفة للسواد). [معجم القراءات: 3/50]

قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم إدغام من جهنم مّهاد [الأعراف: 41] لرويس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "جهنم مهاد" رويس بخلف عنه كأبي عمرو، وأدغمه يعقوب بكماله
[إتحاف فضلاء البشر: 2/48]
من المصباح كسائر المثلين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
{جَهَنَّمَ مِهَادٌ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب ورويس بخلاف عنه.
{مِهَادٌ}
- قراءة الجماعة (مهاد) بالألف.
[معجم القراءات: 3/50]
- ويقرأ (مهد) بفتح الميم من غير ألف.
{غَوَاشٍ}
- قرأ أبو رجاء وعبد الله بن مسعود (غواش) بالرفع.
قال النيسابوري في غرائبه:
(وكذلك كل كلمة سقطت فيها الياء لأجل التنوين، أو لاجتماع الساكنين، وهو مذهب سهل من طريق ابن دريد).
وقال الشهاب: (وبعض العرب يعربه بالحركات الظاهرة على ما قبل الياء، لجعلها محذوفة نسيًا منسيًا، ولذا قرئ: غواش، برفع الشين، (وله الجوار المنشآت) بضم الراء).
- وقرأ يعقوب الحضرمي (غواشي) بالياء.
قال الزجاج: (فإذا وقفت فالاختيار أن تقف بغير ياء، فتقول: غواش؛ لتدل أن الياء كانت تحذف في الوصل، وبعض العرب إذا وقف قال: (غواشي) بإثبات الياء، ولا أرى ذلك في القرآن؛ لأن الياء محذوفة في المصحف، والكتاب على الوقف).
قلت: هذا هو المشهور من قراءة يعقوب الحضرمي قارئ أهل البصرة، ولذا قال الأنباري في إيضاح الوقف: (بعض البصريين).
- وقراءة الجماعة (غواشٍ) بحذف الياء.
قال مكي: (.. إلا أن التنوين دخلها عوض [كذا] من ذهاب
[معجم القراءات: 3/51]
حركة الياء المحذوفة، فلما التقى ساكنان: سكون الياء لثقل الضمة عليها، والتنوين، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار التنوين تابعًا للكسرة التي كانت قبل الياء المحذوفة ...)، وقيل فيها غير هذا.
- وذكر العكبري أنه قرئ (غواش) بكسر الشين من غير تنوين، والأصل غواشي بالياء فحذفت تخفيفًا، ولم ينون، لأن الاسم في الأصل غير منصرف). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
{لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا}
- قرأ الأعمش (لا تكلف نفس) مبنيًا للمفعول، ورفع (نفس).
- وقر (لا يكلف نفس) بالياء، وعزيت إلى الأعمش.
- وقراءة الجماعة (لا نكلف نفسًا) بنون العظمة، ونصب (نفسًا) ). [معجم القراءات: 3/52]

قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَمَا كُنَّا لنهتدي} 43
كلهم قَرَأَ {وَمَا كُنَّا لنهتدي} بواو غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (مَا كُنَّا لنهتدي) بِغَيْر وَاو وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الشَّام). [السبعة في القراءات: 280]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {أورثتموها} 43
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {أورثتموها} غير مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف 72
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (أورتموها) مدغمة وَكَذَلِكَ في الزخرف). [السبعة في القراءات: 281]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما كنا) (بغير واو) وفي قصة صالح). [الغاية في القراءات العشر: 254]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لهذا ما كنا) [43]: بلا واو، وفي قصة صالح {وقال} [75]: بالواو دمشقي). [المنتهى: 2/701] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ما كنا لنهتدي) بغير واو قبل (ما)، وقرأ الباقون (وما كنا) بالواو). [التبصرة: 214]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ما كنا لنهتدي} (43): بغير واو.
والباقون: {وما كنا}: بالواو). [التيسير في القراءات السبع: 288]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (ما كنّا لنهتدي) بغير واو. والباقون: (وما كنّا) بالواو). [تحبير التيسير: 371]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ) بغير واو). [الكامل في القراءات العشر: 552]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} بغير واو، وفي قصة صالح {قَالَ الْمَلَأُ} [75] بواو: ابن عامر.
بضده: الباقون). [الإقناع: 2/647]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (685- .... .... وَماَ الْوَاوَ دَعْ كَفى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 54]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقال: (كفی)، لأنه استغني عن الواو؟، لأن الجملة الثانية أوضحت الأولى.
والواو، عطف جملة على جملة، وقد سقطت الواو في مصحف الشامي وثبتت في غيره). [فتح الوصيد: 2/925]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([685] وخفف شفا حكما وما الواو دع كفى = وحيث نعم بالكسر في العين رتلا
ب: (الودع): الترك.
ح: مفعول (خفف) محذوف، أي: (يفتح)، (شفا): حال منه، أي: قد شفا، (حكمًا): تمييز، و (ما): مبتدأ، (الواو دع): خبره بحذف العائد، أي: فيه، و (الواو): مفعول (دع)، (كفى): جملة مستأنفة، ضمير (الودع): فاعله، (بالكسر): متعلق بـ (رتلا)، (حيث): ظرفه، (في العين):حال من فاعله، (نعم): مبتدأ، خبره محذوف، أي: موجود، والجملة أضيف (حيث) إليها.
ص: يعني: خفف (يفتح) لحمزة والكسائي وأبي عمرو، وثقل للباقين.
فلحمزة والكسائي: (يفتح) بالتذكير والتخفيف، ولأبي عمرو: (تُفتح) بالتأنيث والتخفيف، وللباقين {تُفتح} بالتأنيث والتشديد.
[كنز المعاني: 2/244]
ثم قال: واترك الواو من: {وما كنا لنهتدي لولا} [43] لابن عامر على الاستئناف، والباقون: بالواو على العطف.
وأشار بقوله: (كفى) إلى أن ترك الواو في المعنى غير مضر.
وقرأ الكسائي حيث جاء لفظ {نعم} بكسر العين، والباقون بفتحها، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/245] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وما الواو دع، الواو بالنصب مفعول دع؛ أي: اترك الواو أسقطها من قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}، قرأها ابن عامر كذلك؛ لأن الواو لم ترسم في مصحف الشام وهو نظير قراءته في سورة البقرة: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ}.
والباقون بالواو فيهما على ما رسم في مصاحفهم ووجه إثبات الواو فائدة العطف وسقوطها الاستئناف أو الاستغناء عنها وإليه الإشارة بقوله: كفى قال أبو علي: كأن الجملة ملتبسة بما قبلها، فأغنى القياس به عن حرف العطف قال، ومثل ذلك قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}.
فاستغني عن الحرف العاطف بالتباس إحدى الجملتين بالأخرى ونعم: بفتح العين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/169]
وكسرها لغتان وهو حرف مستعمل تارة عدة وتارة تصديقا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/170]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (685 - .... .... .... وما الواو دع كفى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ بحذف الواو قبل ما، وقرا غيره بإثباتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 271]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِغَيْرِ وَاوٍ قَبْلَ (مَا)، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أُورِثْتُمُوهَا مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/269]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ما كنا لنهتدي} [43] بغير واو، والباقون بالواو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أورثتموها} [43] ذكر في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 520]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (632 - واو وما احذف كم .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واو وما احذف (ك) م نعم كلّا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) ل (حما) (ز) هر
يعني الواو من قوله تعالى «وما كنا لنهتدي» يحذفها ابن عامر، وهو كذلك في المصحف الشامي، والباقون بإثباتها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 232] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
واو وما احذف (ك) م نعم كلا كسر = عينا (ر) جا أن خفّ (ن) لـ (حما) (ز) هر
ش: أي: حذف ذو كاف (كم) ابن عامر واو وما كنّا لنهتدي [الأعراف: 43]، وأثبتها الباقون.
وكسر ذو راء (رجا) الكسائي عين (نعم) حيث جاء، وهو أربعة: قالوا نعم فأذن مؤذن، [و] قال نعم وإنكم هنا [الآيتان: 44، 114]، والشعراء [الآية: 42]، [و] قل نعم وأنتم بالصافات [الآية: 18] وهو لغة كنانة وهذيل، وفتحها التسعة،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/329]
وهو لغة بقية العرب وهو الأفصح.
وجه الحذف: [أن] الجملة الثانية موضحة للأولى، وملتبسة بها؛ فعرف موضع العاطف، وعليه رسم الشامي.
ووجه الإثبات: الأصل، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أورثتموها [الأعراف: 43]، ومؤذّن [الأعراف: 44] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/330] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] فابن عامر بغير واو على أن الجملة الثانية موضحة ومبينة للأولى، والباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هدانا" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "لقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "أورثتموها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وهشام وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/49]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحتهم الأنهار} [43] لا يخفى). [غيث النفع: 620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما كنا لنهتدي} قرأ الشامي بحذف واو {وما} والباقون بإثباتها). [غيث النفع: 620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
{مِنْ غِلٍّ}
- قراءة أبي جعفر بإخفاء النون بغنة عند الغين.
- وقراءة غيره بالإظهار.
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ حمزة والكسائي في الوصل (من تحتهم الأنهار) بضم الهاء والميم.
[معجم القراءات: 3/52]
- وقرأ أبو عمرو (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء والميم.
- وقراءة الباقين (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء وضم الميم.
وأما في الوقف: فجميع القراء على كسر الهاء وسكون الميم.
- وأما ورش فينقل حركة الهمزة في (الأنهار) إلى اللام سواء وقف أو وصل.
- وحمزة ينقل مثل ورش في الوقف بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بغير نقل وقفًا ووصلًا.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
تقدمت القراءات في لفظ (الحمد) مفصلة في سورة الفاتحة.
فانظر هذا في الجزء الأول من هذا المعجم.
وقال صاحب الإتحاف:
(وعن الحسن: (الحمد لله) حيث وقع بكسر الدال إتباعًا لكسرة لام الجر بعدها، والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده، أي متعلقة).
{هَدَانَا ... هَدَانَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}
- قرأ ابن عامر (ما كنا ...) بغير واو، والجملة بيانية، فهي موضحة
[معجم القراءات: 3/53]
موضحة للأولى، وكذا جاءت مصاحف الشام بغير واو.
- وقراءة الجماعة بالواو (وما كنا ...)، وهي كذلك في سائر المصاحف، والواو للحال أو الاستئناف.
قال في حاشية الجمل: (فقد قرأ كل بما في مصحفه).
وقال مكي في الكشف:
(... وكذلك هي الواو في سائر المصاحف غير مصحف أهل الشام، وإثبات الواو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن فيه تأكيد ارتباط الجملة الثانية بالأولى).
{لَقَدْ جَاءَتْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وبالإظهار قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
{جَاءَتْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{رُسُلُ}
- تقدمت قراءة المطوعي فيه (رسل) بسكون الثاني.
وانظر الآية/85 من سورة البقرة.
{رُسُلُ رَبِّنَا}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
[معجم القراءات: 3/54]
{أُورِثْتُمُوهَا}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن ذكوان من طريق الأخفش وعاصم بإظهار الثاء عند التاء على الأصل.
- وأدغم الثاء في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر من طريق هشام والداجوني وابن ذكوان من رواية الصوري وصورة القراءة (أورتموها).
قال الطوسي: (ومن أدغم فلأن الثاء والتاء مهموستان متقاربتان، فاستحسن الإدغام.
ومن ترك الإدغام في (أورثتموها) وهو ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر- فلتباين المخرجين، وأن الحرفين في حكم الانفصال وإن كانا في كلمة واحدة، كما لم يدغموا (ولو شاء الله ما اقتتلوا) وإن كانا مثلين لا يلزمان؛ لأن تاء (افتعل) قد يقع بعدها غير التاء، فكذلك (أورث)، قد يقع بعدها غير التاء فلا يجب الإدغام).
وقال العكبري: (يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج).
وقال ابن خالويه: (.. فالحجة لمن أدغم مقاربة الثاء للتاء في المخرج، والحجة لمن أظهر: أن الحرفين مهموسان، فإذا أدغما خفيا فضعفا؛ فلذلك حسن الإظهار فيهما) ). [معجم القراءات: 3/55]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس