عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:47 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويسألونك عن ذي القرنين} [الكهف: 83] سعيدٌ عن قتادة قال: سألت اليهود نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذي القرنين، فأنزل اللّه: {قل سأتلو عليكم منه ذكرًا} [الكهف: 83] يعني خبرًا.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا }

كانت اليهود سألت عن قصة ذي القرنين على جنس الامتحان.
{قل سأتلو عليكم منه ذكرا}
يقال إنه سمي ذا القرنين لأنه كانت، له ضفيرتان، ويروى عن علي عليه السلام أنه قال سمي ذا القرنين لأنه ضرب على جانب رأسه الأيمن، وجانب رأسه الأيسر، أي ضرب على قرني رأسه.
ويجوز أن يكون على مذهب أهل اللغة أن يكون سمّي ذا القرنين لأنه بلغ قطري الدنيا - مشرق الشمس ومغربها). [معاني القرآن: 3/308-307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا}
روى أبو الطفيل أن ابن الكوا سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين أكان نبيا أو ملكا فقال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه ونصح الله فنصحه الله ضرب على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات ففيكم مثله
قال أبو جعفر وهذا أجل إسناد روى في تسميه بذي القرنين وقد قيل كانت له ضفيرتان وقيل لأنه بلغ قطري الأرض المشرق والمغرب
قال محمد بن إسحاق حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علمه إن ذا القرنين كان رجلا من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبه اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح قال ابن هشام واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه
قال محمد بن إسحاق وقد حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي وكان رجلا قد أدرك الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب
وقال خالد سمع عمر بن الخطاب رحمة الله عليه رجلا يقول يا ذا القرنين فقال عمر اللهم غفرا أما رضيتم أن تسموا بالنبيين حتى تسميتم بالملائكة). [معاني القرآن: 4/285-283]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا مكّنّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيءٍ سببًا} [الكهف: 84] بلاغًا بحاجته في تفسير الحسن.
وقال السّدّيّ: علمًا.
وفي تفسير قتادة: علمًا، يعني: علمه الّذي أعطي.
بلغنا أنّه ملك مشارق الأرض ومغاربها). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وآتيناه من كل شيء سببا} وقالوا: {فليمدد بسبب إلى السماء} قالوا السبب: الطريق والمنهج، والحبل أيضًا يقال له سبب؛ ويقال للرجل الفاضل في الدين: ارتقى فلان في الأسباب). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا}
روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس قال علما والمعنى على هذا التفسير علما يصل به إلى المسير في أقطار الأرض). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَبَباً}: طريقا). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأتبع سببًا} [الكهف: 85] طرق الأرض ومعالمها بحاجته في تفسير الحسن.
وقال المعلّى بن هلالٍ عن أبي يحيى عن مجاهدٍ: طرق الأرض ومنازلها.
وقال السّدّيّ: علمًا، يعني: علم منازل الأرض والطّرق.
وقال قتادة: منازل الأرض ومعالمها). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأتبع سبباً...}

قرئت (فأتبع) و(اتّبع) وأتبع أحسن من اتّبع، لأن اتّبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه. وإذا قلت أتبعته بقطع الألف فكأنك قفوته). [معاني القرآن: 2/158]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتبع سبباً} أي طريقاً وأثراً ومنهجاً). [مجاز القرآن: 1/413]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أصحاب عبد الله {فأتبع سببا} أفعل {ثم أتبع سببا} مثله، وكذلك {فأتبعوهم مشرقين}.
الحسن وأهل المدينة {فاتبع} يثقلون على افتعل، إلا أن أبا عمرو وأهل المدينة يقولون {فأتبعوهم مشرقين} على أفعل). [معاني القرآن لقطرب: 859]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (السبب والحبل
السّبب أصله: الحبل.
ثم قيل لكل شيء وصلت به إلى موضع، أو حاجة تريدها: سبب.
تقول: فلان سببي إليك، أي وصلني إليك. وما بيني وبينك سبب، أي آصرة رحم، أو عاطفة مودّة.
ومنه قيل للطريق: سبب، لأنّك بسلوكه تصل إلى الموضع الذي تريده، قال عز وجل: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} أي: طريقا.
وأسباب السماء: أبوابها، لأن الوصول إلى السماء يكون بدخولها. قال الله عز وجل- حكاية عن فرعون: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ}.
وقال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نالَ أسبابَ السَّمَاءِ بسُلَّمِ).
[تأويل مشكل القرآن: 464]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا مكّنّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيء سببا *[فاتّبع] سببا}
ويقرأ (فأتبع) أي آتيناه من كل شيء ما يبلغ به في التمكّن أقطار الأرض.
(سببا) أي علما يوصله إلى حيث يريد، كما سخر الله عزّ وجل لسليمان الريح.
ومعنى {فأتبع سببا} - واللّه أعلم - أي فاتبع سببا من الأسباب التي أوتي). [معاني القرآن: 3/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {فاتبع سببا} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال منزلا وطريقا بين المشرق والمغرب). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأتبع سببا} أي طريقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ} [الكهف: 86] وهي تقرأ على وجهين: حمئةٍ وحاميةً.
[تفسير القرآن العظيم: 1/201]
- حدّثني المعلّى عن محمّد بن عبيد اللّه عن ابن أبي مليكة قال: مارى ابن عبّاسٍ عمرو بن العاصي في: {عينٍ حمئةٍ} [الكهف: 86] فقال ابن عبّاسٍ: {حمئةٍ} [الكهف: 86]، وقال عمرٌو: «عينٍ حاميةٍ» فجعلا بينهما كعبًا الحبر، فقال كعبٌ: نجدها في التّوراة: تغرب في ماءٍ وطينٍ كما قال ابن عبّاسٍ.
قال يحيى: يعني بالحمأة: الطّين المنتن.
ومن قرأها حاميةٍ يقول: حارّةٍ.
قال: {ووجد عندها قومًا قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب} [الكهف: 86] قال الحسن: يعني القتل.
وذلك حكم اللّه فيمن أظهر الشّرك إلا من حكم عليه بالجزية من أهل الكتاب إذا لم يسلم وأقرّ بالجزية، ومن تقبل منه الجزية اليوم.
{وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنًا} [الكهف: 86] يعني العفو.
تفسير السّدّيّ.
قال: فحكّموه فحكم بينهم، فوافق حكمه حكم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/202]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حمئةٍ...}

... حدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (حمئةٍ) قال: تغرب في عين سوداء.
وكذلك قرأها ابن عباس ... حدثني سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ (حمئةٍ)، ... حدثني محمد بن عبد العزيز عن مغيرة عن مجاهد أن ابن الزبير قرأ (حامية) وذكر بعض المشيخة عن خصيف عن أبي عبيدة (أن ابن مسعود قرأ) (حاميةٍ).
وقوله: {إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسناً} موضع أن كلتيهما نصب. ولو رفعت كان صواباً أي فإنما هو هذا أو هذا. وأنشدني بعض العرب:
فسيرا فإمّا حاجةٌ تقضيانها = وإما مقيل صالح وصديقا
ولو كان قوله: {فإمّا منّاً بعد وإمّا فداء} رفعاً كان صواباً؛ والعرب تستأنف بإمّا وإمّا. أنشدني بعض بني عكل:
ومن لا يزل يستودع الناس ماله = تربه على بعض الخطوب الودائع
ترى الناس إمّا جاعلوه وقاية = لمالهم أو تاركوه فضائع
وقايةً ووقاءهم. والنصب على افعل بنا هذا أو هذا، والرفع على هو هذا أو هذا). [معاني القرآن: 2/159-158]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في عينٍ حمئةٍ} تقديرها: فعلةٌ ومرسة وهي مهموزة، لأن مجازها مجاز ذات حمأةٍ، قال:
تجئ بملئها يوماً ويوماً= تجئ بحمأةٍ وقليل ماء
وقال حاتم طيّ:
وسقيت بالماء النّمير ولم= أترك الأطم حمأة الجفر
النمير الماء الذي تسمن عنه الماشية. ومن لم يهمزها جعل مجازه مجاز فعلة من الحرّ الحامي وموضعها حامية). [مجاز القرآن: 1/413]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة عبد الله بن عباس وأهل مكة وأبي عمرو ونافع {في عين حمئة} بالهمز.
وابن مسعود وابن الزبير والحسن {حامية}.
[معاني القرآن لقطرب: 859]
فقمن قرأه "حمئة" فإنهم يقولون: حمئت البئر، حمئًا وحمئًا، مثل خمعًا؛ وحمأتها أنا حمئًا: أخرجت حمأتها؛ وأحمأت البئر إحماءً: جعلتها حمأة.
ومن قال: {حامية} بغير همز؛ فإنها من حميت النار حميًا وحميًا؛ وقالوا اشتد حمي الشمس وحموها؛ وقالوا: أحميت الحديدة في النار، إحماءً؛ وحميت الحمى أيضًا؛ وحميت أنفي حمية؛ وحميت المريض الطعام حمية وحموةً، لغتان بالياء والواو). [معاني القرآن لقطرب: 860]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تغرب في عينٍ حمئةٍ} ذات حمأة. ومن قرأ: حامية، أراد حارة قال الشاعر يذكر ذا القرنين:
فأتي مغيب الشمس عند مآبها في عين ذي خلب وثأط حرمد
والخلب: الطين في بعض اللغات. والثّأط: الحمأة. والحرمد: الأسود). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا}
{حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حامية}
ويقرأ (حمئة) بالهمز فمن قرأ حمئة أراد في عين ذات حمأة، ويقال حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها، وأحمأتها - إذا ألقيت فيها الحمأة، وحمئت هي تحمأ فهي حمئة إدا صارت فيها الحمأة.
ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارّة، وقد تكون حارّة ذات حمأة.
{ووجد عندها قوما} أي عند العين.
وقوله: {قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا}.
أباحه اللّه - عزّ وجلّ - هذين الحكمين كما أباح محمدا - صلى الله عليه وسلم - الحكم بين أهل الكتاب أو الإعراض عنهم). [معاني القرآن: 3/309-308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}
قرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير حامية وقرأ ابن عباس حمئة
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون قال سمعت أبا حاضر يقول سمعت ابن عباس يقول كنت عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت ما نقرؤها إلا حمئة فقال لعبد الله بن عمرو كيف تقرؤها يا عبد الله بن عمرو قال كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت في بيتي يا أمير المؤمنين أنزل القرآن فأرسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال أما في العربية فأنتم أعلم بها وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب فقلت لابن عباس لو كنت عندك فرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في حمئة قال ابن عباس ما هي قلت فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين من قوله:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي = أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها = في عين ذي خلب وثاط حرمد
فقال ابن عباس ما الخلب فقال الطين بكلامهم قال وما الثاط قلت الحمأة قال وما الحرمد قلت الأسود
قال أبو جعفر فهذا تفسير الحمأة يقال حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة وحمأتها أخرجت منها الحمأة
فأما قراءة من قرأ حامية فيحتمل معنيين
أحدهما أن يكون المعنى حمئة فكأنه قال حامئة أي ذات حمأة ثم خففت الهمزة
والمعنى الآخر أن يكون بمعنى حارة ويحوز أن تكون حارة وهي ذات حمأ والله أعلم بحقيقته قال القتبي يجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبة والله أعلم بذلك). [معاني القرآن: 4/288-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا}
قال إبراهيم بن السري خيره بين هذين كما خير محمدا صلى الله عليه وسلم فقال فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم
وقال علي بن سليمان المعنى قلنا يا محمد قالوا يا ذا القرنين
قال لأن بعده قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا
فكيف يقول لربه ثم يرد إلى ربه وكيف يقول فسوف تعذبه والعبد لا يخاطب بهذا ولم يصح أن ذا القرنين نبي فيقول الله قلنا يا ذا القرنين
قال أبو جعفر وهذا موضع مشكل وليس بممتنع حذف القول والله أعلم بما أراد). [معاني القرآن: 4/289-288]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {في عين حمئة} و(حامية) فحمئة: كثيرة الحمأة، وحاميه: حارة). [ياقوتة الصراط: 329-328]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حمئة} أي ذات حمأة. ومن قرأ (حامية) أراد حارة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال أمّا من ظلم} [الكهف: 87] يعني: من الشّرك.
{فسوف نعذّبه} [الكهف: 87] يعني: القتل.
{ثمّ يردّ إلى ربّه فيعذّبه عذابًا نكرًا} [الكهف: 87] عظيمًا في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال أمّا من ظلم فسوف نعذّبه ثمّ يردّ إلى ربّه فيعذّبه عذابا نكرا}

أي فسوف نعذّبه بالقتل وعذاب اللّه إيّاه بالنار أنكر من عذاب القتل). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}
قرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير حامية وقرأ ابن عباس حمئة
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون قال سمعت أبا حاضر يقول سمعت ابن عباس يقول كنت عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت ما نقرؤها إلا حمئة فقال لعبد الله بن عمرو كيف تقرؤها يا عبد الله بن عمرو قال كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت في بيتي يا أمير المؤمنين أنزل القرآن
فأرسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال أما في العربية فأنتم أعلم بها وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب فقلت لابن عباس لو كنت عندك فرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في حمئة قال ابن عباس ما هي قلت فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين من قوله:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي = أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها = في عين ذي خلب وثاط حرمد
فقال ابن عباس ما الخلب فقال الطين بكلامهم قال وما الثاط قلت الحمأة قال وما الحرمد قلت الأسود
قال أبو جعفر فهذا تفسير الحمأة يقال حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة وحمأتها أخرجت منها الحمأة
فأما قراءة من قرأ حامية فيحتمل معنيين
أحدهما أن يكون المعنى حمئة فكأنه قال حامئة أي ذات حمأة ثم خففت الهمزة
والمعنى الآخر أن يكون بمعنى حارة
ويحوز أن تكون حارة وهي ذات حمأ والله أعلم بحقيقته قال القتبي يجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبة والله اعلم بذلك). [معاني القرآن: 4/288-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وروى معمر عن قتادة في قوله جل وعز: {فسوف نعذبه} قال بالقتل). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا} لأن عذاب الآخرة أنكر من القتل). [معاني القرآن: 4/290-289]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأمّا من آمن وعمل صالحًا فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال: {فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] قال: هي لا إله إلا اللّه، أي: الحسنى: هي لا إله إلا اللّه.
سفيان عن أبي هاشمٍ صاحب الرّمّان عن مجاهدٍ قال: الجنّة.
وقال السّدّيّ: {فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] يعني: العفو.
{وسنقول له من أمرنا} [الكهف: 88] ما صحبناه في الدّنيا وصحبنا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/202]
{يسرًا} [الكهف: 88] يعني العارف.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {من أمرنا يسرًا} [الكهف: 88] معروفًا وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فله جزاء الحسنى...}

أي فله جزاء الحسنى نصبت الجزاء على التفسير وهذا مما فسّرت لك. وقوله: {جزاء الحسنى} مضاف. وقد تكون الحسنى حسناته فهو جزاؤها. وتكون الحسنى الجنة، تضيف الجزاء إليها، وهي هو، كما قال {حقّ اليقين} و{دين القيّمة} {ولدار الآخرة خيرٌ} ولو جعلت (الحسنى) رفعاً وقد رفعت الجزاء ونوّنت فيه كان وجهاً. ولم يقرأ به أحد.
فتكون كقراءة مسروق {إنّا زيّنا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} فخفض الكواكب ترجمة عن الزينة). [معاني القرآن: 2/159]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل المدينة وأهل مكة {فله جزاء الحسنى} على الإضافة.
وابن أبي إسحاق "فله جزاء الحسنى".
أصحاب عبد الله يحيى وعلقمة {فله جزاء الحسنى} بالنصب.
أما الرفع فعلى: فله جزاء ثم أبدل الحسنى من الجزاء؛ لأن جزاء نكرة، فصار كقولك: مررت برجل أخيك.
وأما النصب في الجزاء فيكون حالاً للحسنى، كأنه قال: له الحسنى جزاء، كقولك: فيها قائمًا زيد). [معاني القرآن لقطرب: 860]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {يسرا} قال ابن عباس: خيرًا). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا}
{وأمّا من آمن وعمل صالحا فله [جزاء] الحسنى}
وتقرأ {جزاء الحسنى}، المعنى فله الحسنى جزاء، وجزاء مصدر موضوع في موضع الحال.
المعنى فله الحسنى مجزيّا بها جزاء.
ومن قرأ {جزاء الحسنى}، أضاف جزاء إلى الحسنى.
وقد قرئ بهما جميعا.
{وسنقول له من أمرنا يسرا} أي نقول له قولا جميلا). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى} قيل الحسنى ههنا الجنة ويقرأ فله جزاء الحسنى
أي الإحسان). [معاني القرآن: 4/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وسنقول له من أمرنا يسرا} أي قولا جميلا). [معاني القرآن: 4/290]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أتبع سببًا} [الكهف: 89] طرق الأرض ومعالمها لحاجته على ما وصفت من تفسيرهم فيها). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ( {ثم اتبع سببا}: طريقا وأثرا).
[غريب القرآن وتفسيره: 233]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ أتبع سببا}
أي سببا آخر مما يوصله إلى قطر من أقطار الأرض). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: (ثم اتبع سببا) ويقرأ {ثم أتبع} بقطع الألف أي سببا من الأسباب التي تؤديه إلى أقطار الأرض
قال الأصمعي يقال أتبعت القوم بقطع الألف أي لحقتهم واتبعتهم بوصل الألف إذا مررت في آثارهم وإن لم تلحقهم). [معاني القرآن: 4/291-290]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى إذا بلغ مطلع الشّمس وجدها تطلع على قومٍ لم نجعل لهم من دونها سترًا} [الكهف: 90] سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّهم كانوا في مكانٍ لا يستقرّ عليهم البناء وأنّهم يكونون في أسرابٍ لهم حتّى إذا زالت عنهم الشّمس خرجوا في معائشهم وحروثهم.
وقال الحسن: إذا طلعت الشّمس انسربوا في البحر فكانوا فيه حتّى تغيب الشّمس، فإذا غابت الشّمس خرجوا فتسوّقوا وتبايعوا في أسواقهم وقضوا حوائجهم باللّيل). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّم نجعل لّهم مّن دونها ستراً...}

يقول: لا جبل ولا ستر ولا شجر؛ هم عراة). [معاني القرآن: 2/159]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن وعاصم والأعمش {مطلع الشمس}.
وقراءة عبد الله بن كثير "مطلع" بالفتح؛ وقالوا في اللغة: المطلع حيث تطلع، والمطلع الطلوع نفسه؛ وبعضهم يقول: المطلع في الوجهين جميعًا، كما قالوا: مفرق الطريق ومفرقه؛ ومنصف ومنصف). [معاني القرآن لقطرب: 860]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا بلغ مطلع الشّمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا}
أي: لم نجعل لهم شيئا يظلهم من سقف ولا لباس). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا}
أي ليس لهم بنيان ولا قمص
قال الحسن إذا طلعت نزلوا الماء حتى تغرب
فأما معنى كذلك فقيل فيه حكمهم كحكم الذين تغرب عليهم الشمس أي هم كأولئك). [معاني القرآن: 4/291]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرًا} [الكهف: 91] أي: هكذا كان ما قصّ من أمر ذي القرنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {كذلك} يجوز أن يكون وجدها تطلع على قوم كذلك القبيل الذين كانوا عند مغرب الشمس، وأن حكمهم حكم أولئك).
[معاني القرآن: 3/310]



رد مع اقتباس