عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:32 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قال موسى لفتاه} [الكهف: 60] وهو يوشع بن نون، وهو اليسع.
{لا أبرح} [الكهف: 60] لا أزال.
وهو تفسير السّدّيّ، أمضي قدمًا.
{حتّى أبلغ مجمع البحرين} [الكهف: 60] بحر فارس والرّوم، حيث التقيا وهما محيطان بالخلق.
وقال قتادة: بحر فارس والرّوم، وبحر الرّوم نحو المشرق.
{أو أمضي حقبًا} [الكهف: 60] سبعين سنةً في تفسير مجاهدٍ.
وبعضهم يقول ثمانين.
وذلك أنّ موسى قام في بني إسرائيل مقامًا فقال: ما بقي اليوم أحدٌ أعطاه اللّه مثل ما أعطاكم: أنجاكم من قوم فرعون، وقطع بكم البحر، وأنزل عليكم التّوراة.
ورأى في نفسه حين فعل اللّه ذلك به وعلّمه أنّه لم يبق أحدٌ أعلم منه.
فأوحى اللّه إليه: إنّ لي عبدًا أعلم منك يقال له: «الخضر» فاطلبه.
فقال له موسى: ربّ كيف لي بلقائه؟ فأوحى اللّه إليه أن يجعل حوتًا في متاعه ويمضي على وجهه حتّى يبلغ مجمع البحرين، بحر فارس والرّوم، وجعل العلم على لقائه أن يفتقد الحوت، فإذا فقدت الحوت فاطلب صاحبك عند ذلك.
فانطلق هو وفتاه، وهو يوشع بن نون، وحملا معهما مكتلا فيه حوتٌ مملوحٌ.
قال: فسايرا البحر زمانًا ثمّ أويا يعني: انتهيا.
تفسير السّدّيّ، إلى الصّخرة
[تفسير القرآن العظيم: 1/195]
على ساحل البحر الّذي عند مجتمع البحرين عندها عين ماءٍ، فباتا بها وأكلا نصف الحوت وبقي نصفه، فانسرب الحوت في العين.
وقال بعضهم أدنى فتاه المكتل من العين فأصابه الماء، فعاش الحوت فدخل في البحر.
وارتحل موسى وفتاه فسايرا البحر حتّى أصبح). [تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح...}

يريد: لا أزال حتى أبلغ، لم يرد: لا أبرح مكاني. وقوله: {فلن أبرح الأرض حتّى يأذن لي أبي} غير معنى أزال، هذه إقامة. وقوله: {لن نبرح عليه عاكفين}: لن نزال عليه عاكفين.
ومثلها ما فتئت وما فتأت - لغة - ولا أفتأ أذكرك. وقوله: {تالله تفتأ تذكر يوسف} معناه: لا تزال تذكر يوسف. ولا يكون تزال وأفتأ وأبرح إذا كانت في معناهما إلاّ بجحد ظاهر أو مضمر. فأما الظاهر فقد تراه في القرآن {ولا يزالون مختلفين} {ولا يزال الذين كفروا} {فما زالت تلك دعواهم} وكذلك {لا أبرح} والمضمر فيه الجحد قول الله {تفتأ} ومعناه:
لا تفتأ. لا تزال تذكر يوسف: ومثله قول الشاعر:
فلا وأبي دهماء زالت عزيزةً = على قومها ما فتّل الزّند قادح
وكذلك قول امرئ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعداً = ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
قوله: {أو أمضي حقباً} الحقب في لغة قيس: سنة. وجاء التفسير أنه ثمانون سنة.
وأمّ قوله: {مجمع البحرين} فبحر فارس والروم.
وإنما سمّى فتى موسى لأنه كان لازماً له يأخذ عنه العلم. وهو يوشع بن نون). [معاني القرآن: 2/154-153]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أو أمضى حقباً} أي زماناً وجميعه أحقاب، ويقال في معناه: مضت له حقبة والجميع حقب على تقدير كسرة والجميع كسر كثيرةٌ). [مجاز القرآن: 1/409]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً}
وقال: {لا أبرح} أي: لا أزال.
قال الشاعر:
وما برحوا حتّى تهادت نساؤهم = ببطحاء ذي قارٍ عياب اللّطائم
أي: ما زالوا). [معاني القرآن: 2/79]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لا أبرح حتى أبلغ} لا أبرح، مثل: لا أزال أفعل.
قال امرئ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعدًا = ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وقال خداش:
وأبرح ما أدام الله قومي = بحمد الله منتطقًا مجيدا
أي راكب فرس جواد). [معاني القرآن لقطرب: 875]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( {أو أمضي حقبا}؛ وقوله {لابثين فيها أحقابا} فيكون الواحد حقب؛ وقالوا: حقبة من الدهر أيضًا.
ابن عباس: الحقبة: سنة بلغة قيس). [معاني القرآن لقطرب: 875]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا أبرح}: لن أزال ومنه {لن نبرح عليه عاكفين}: لن نزال. يقال ما برحت أقول ذلك، أي مازلت.
{حقبا}: زمانا وهو واحد وجمعه أحقاب). [غريب القرآن وتفسيره: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حقباً} أي زمانا ودهرا. ويقال الحقب: ثمانون سنة). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا}
وإن شئت قلت بالإمالة والكسر، وهي لغة تميم، وأهل الحجاز.
يفتحون ويفخّمون.
ويروى في التفسير أنّ فتاه " يوشع بن نون ".
{لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين}.
معنى (لا أبرح) لا أزال، ولو كان لا أزول كان محالا، لأنه إذا لم يزل من مكانه لم يقطع أرضا، ومعنى لا أبرح في معنى لا أزال - موجود في كلام العرب.
قال الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي= على الأعداء منتطقا مجيدا

أي: لا أزال.
وإنما سمى فتاه لأنه كان يخدمه، والدليل على ذلك قول موسى:{آتنا غداءنا}.
وقوله: {حقبا} الحقب ثمانون سنة، وكان مجمع البحرين الموضع الذي وعد فيه موسى بلقاء الخضر عليه السلام.
وأحب الله عزّ وجلّ أن يعلم موسى - وإن كان قد أوتي التوراة أنه قد أوتي غيره من العلم أيضا ما ليس عنده، فوعد بلقاء الخضر). [معاني القرآن: 3/299-298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح} قيل إنما قيل له فتاه لأنه كان يخدمه وهو يوشع ومعنى لا أبرح
أي لا أزال وليس معناه لا أزول). [معاني القرآن: 4/263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {حتى أبلغ مجمع البحرين} روى معمر عن قتادة قال بحر الروم بحر فارس
وقال غيره هو الموضع الذي وعده الله أن يلقى فيه الخضر). [معاني القرآن: 4/264-263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {أو أمضى حقبا} روى عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال الحقب ثمانون سنة وروى ابن نجيح
قال الحقب سبعون خريفا وروى معمر عن قتادة قال الحقب زمان قال أبو جعفر الذي يعرفه أهل اللغة أن الحقب
والحقبة زمان من الدهر مبهم غير محدود كما أن قوما ورهطا مبهم غير محدود والحقب بضمتين جمعه أحقاب ويجوز أن يكون أحقاب جمع حقب وحقب جمع حقبة ثم قال جل وعز: {فلما بلغا مجمع بينهما} قال مجاهد أي بين البحرين وقال أبي بن كعب رحمه الله أفريقيه). [معاني القرآن: 4/265-264]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا أبرح} أي: لا أزال). [ياقوتة الصراط: 327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحقب) ثمانون سنة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا أَبْرَحُ}: لا أزول.
{حُقُبـاً}: زمانـاً). [العمدة في غريب القرآن: 191]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نسيا حوتهما...}
وإنما نسيه يوشع فأضافه إليهما، كما قال {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من الملح دون العذب. وقوله: {فاتّخذ سبيله في البحر سرباً} كان مالحاً فلمّا حيي بالماء الذي أصابه من العين فوقع في البحر جمد طريقه في البحر فكان كالسرب.
وقوله: {فاتّخذ سبيله}.
يقول: اتخذ موسى سبيل الحوت {في البحر عجباً}.
ثم قال حين أخبره بقصّة الحوت). [معاني القرآن: 2/155-154]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في البحر سرباً} أي مسلكا ومذهباً أي يسرب فيه، وفي آيةٍ أخرى {وساربٌ بالنّهار} ). [مجاز القرآن: 1/409]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( {مجمع بينهما} وقالوا: مجمع أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 875]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( {في البحر سربا} أي مسلكًا ومذهبًا، من حيث يسرب؛ وقد فسرنا ذلك مع {سارب بالنهار}.
[إلى هاهنا زيادة محمد بن صالح] ). [معاني القرآن لقطرب: 876]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سربا}: مذهبا ومسلكا). [غريب القرآن وتفسيره: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاتّخذ سبيله} أي فاتخذ الحوت طريقه في البحر.
{سرباً} أي مذهبا ومسلكا). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} .
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن.
وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}.
واللؤلؤ والمرجان إنما يخرجان من الماء الملح لا من العذب.
وكذلك قوله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}.
وقد غلط في هذا المعنى أبو ذؤيب الهذليّ ولا أدري أمن جهة هذه الآيات غلط
أم من غيرها؟ قال يذكر الدّرّة:
فجاء بها ما شئت من لطميّة = يدوم الفرات فوقها ويموج
والفرات لا يدوم فوقها وإنما يدوم الأجاج). [تأويل مشكل القرآن: 288-286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فلمّا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتّخذ سبيله في البحر سربا}
يعنى به موسى ويوشع.
{نسيا حوتهما} وكانت فيما روي سمكة مملوحة، وكانت آية لموسى في الموضع الذي يلقى فيه الخضر.
{فاتّخذ سبيله في البحر سربا} أحيا اللّه السمكة حتى سربت في البحر، و (سربا) منصوب على جهتين.
على المفعول كقولك: اتخذت طريقي في السرب، واتخذت طريقي مكان كذا وكذا، فيكون مفعولا ثانيا كقولك اتخذت زيدا وكيلا.
ويجوز أن يكون " سربا " مصدرا يدل عليه (فاتخذ سبيله في البحر) فيكون المعنى نسيا حوتهما فجعل الحوت طريقه في البحر ثم بين كيف ذلك، فكأنه قال: سرب الحوت سربا،
ومعنى نسيا حوتهما، كان النسيان من يوشع أن تقدمه، وكان النسيان من موسى أن يأمره فيه بشيء). [معاني القرآن: 3/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا} قيل كان النسيان من موسى صلى الله عليه وسلم أن يتقدم إلى يوشع بشيء من أمر الحوت وكان النسيان من يوشع عليه السلام يخبره بسربه وقيل أن يقدمه،
ثم قال {فاتخذ سيله في البحر سربا} السرب في اللغة المذهب والمسلك). [معاني القرآن: 4/266-265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سربا} مذهبا ومسلكا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَرَبا}: هرباً مرهباً). [العمدة في غريب القرآن: 191]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وارتحل موسى وفتاه فسايرا البحر حتّى أصبح ثمّ: {قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا} شدّةً، يعني: نصب السّفر). [تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {فلمّا جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً}

وقال: {آتنا غداءنا} إن شئت جعلته من "آتى الغداء" أو "أئية" كما تقول "ذهب" و"أذهبته" وإن شئت من "أعطى" وهذا كثير). [معاني القرآن: 2/79]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فتاه:
{أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت} [الكهف: 63] السّدّيّ: يعني لم أحفظ ذكره.
قال: {وما أنسانيه إلا الشّيطان أن أذكره} [الكهف: 63] لك، وفي بعض القراءة: أن أدركه.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ موسى لمّا قطع البحر وأنجاه اللّه من آل فرعون جمع بني إسرائيل فخطبهم فقال: أنتم اليوم خير أهل الأرض وأعلمه، قد أهلك اللّه عدوّكم، وأقطعكم البحر، وأنزل عليكم التّوراة.
قال: فقيل له: إنّ هاهنا رجلا هو أعلم منك.
فانطلق هو وفتاه يوشع بن نون يطلبانه وتزوّدا مملوحة في مكتلٍ لهما، وقيل لهما: إذا نسيتما بعض ما معكما لقيتما رجلا عالمًا يقال له: «خضرٌ».
فلمّا أتيا ذلك المكان ردّ اللّه إلى الحوت روحه فسرب له من الجدّ حتّى أفضى إلى البحر، ثمّ سلك فجعل لا يسلك فيه طريقًا إلا صار الماء جامدًا.
ومضى موسى وفتاه، {فلمّا جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا {62} قال أرأيت إذ أوينا} [الكهف: 62-63] يعني: إذ انتهينا.
وهوتفسير السّدّيّ.
{إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت} أن أذكره، وفي مصحف عبد اللّه: أن أدركه، فرجعا عودهما على بدئهما). [تفسير القرآن العظيم: 1/196-197]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {واتّخذ سبيله في البحر عجبًا}
موسى يعجب من أثر الحوت في البحر.
وهو تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({واتّخذ سبيله في البحر} سبيلا {عجباً}). [تفسير غريب القرآن: 269]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (النسيان: ضد الحفظ، كقوله: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} ، وقال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} ). [تأويل مشكل القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبا}
والصخرة موضع الموعد).
{قال أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبا}
{فإنّي نسيت الحوت}.
وهذا قول يوشع لموسى، حين قال موسى {آتنا غداءنا}.
وكانت السمكة من عدّة غدائهما، فقال: {وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره}.
كسر الهاء وضمها جائزان في (أنسانيه)، (أن أذكره) بدل من الهاء لاشتمال الذكر على الهاء في المعنى، والمعنى وما أنساني أن أذكره إلا الشيطان.
{واتّخذ سبيله في البحر عجبا}.
(عجبا) منصوب على وجهين، على قول يوشع: واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا، ويجوز أن يكون قال يوشع: اتخذ الحوت سبيله في البحر.
فأجابه موسى فقال: (عجبا)، كأنّه قال: أعجب عجبا). [معاني القرآن: 3/300]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فارتدّا على آثارهما قصصًا} [الكهف: 64] فلقيا الخضر.
وذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّما سمّي الخضر لأنّه قعد على قرددٍ بيضاء فاهتزّت به خضراء»). [تفسير القرآن العظيم: 1/197]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال ذلك ما كنّا نبغ} [الكهف: 64] قال موسى: ذلك حيث أمرت أن أجد «خضرًا» حيث يفارقني الحوت.
قال يحيى: والخضر هو إلياس.
قوله: {فارتدّا على آثارهما} [الكهف: 64] اتّبع موسى وفتاه الحوت يشقّ البحر راجعًا.
هذا تفسير مجاهدٍ.
قال: {قصصًا} [الكهف: 64] عودهما على بدئهما راجعين حتّى أتيا الصّخرة فاتّبعا أثر الحوت في البحر.
وكان الحوت حيث مرّ جعل يضرب بذنبه يمينًا وشمالا في البحر، فجعل كلّ شيءٍ يضربه الحوت بذنبه ييبس فصار كهيئة طريقٍ في البحر.
فاتّبعا أثره حتّى خرجا إلى جزيرةٍ، فإذا هما بالخضر في روضةٍ يصلّي.
فأتياه من خلفه فسلّم عليه موسى، فأنكر الخضر التّسليم من ذلك الموضع، فرفع رأسه فإذا هو بموسى فعرفه، فقال: وعليك السّلام يا نبيّ بني إسرائيل.
فقال موسى:
[تفسير القرآن العظيم: 1/197]
وما يدريك أنّي رسول بني إسرائيل؟ قال: أدراني بك الّذي أدراك بي). [تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذلك ما كنّا نبغ...}
أي هذا الذي كنّا نبغي). [معاني القرآن: 2/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فارتدّا على آثارهما قصصاً} مجازه: نكصا على أدبارهما فرجعا قصصاً، رجعا يقصان الأّثر). [مجاز القرآن: 1/409]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل المدينة {ذلك ما كنا نبغي} في الوصل، وتحذف في الوقف، وكذلك {يوم يأتي} {والليل إذا يسرى}.
وعاصم بن بهدلة {يوم يأتي لا تكلم} بغير ياء في الوقف والوصل؛ {والليل إذا يسر}، وقد فسرنا ذلك كله في سورة أم الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 855]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ذلك ما كنا نبغ} المعنى نطلب.
وقوله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} قالوا في الفعل والمصدر: بغى الرجل حاجته بغاءً؛ وإنه لذو بغاية: إذا كان كسوبًا؛ وبغية الرجل: طلبته.
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
بغاية إنما يبغي الصحاب من الفتيان في مثلها الشم الأناجيح
وقالوا بغت المرأة تبغي بغيًا وبغاءً؛ والبغي أيضًا التي لا بأس بها؛ لأنها تبتغي وتراد؛ والبغي أيضًا الأمة.
قال الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الإضريج والشرعي ذا الأذيال
ويقال: أيضًا: أبغني كذا وكذا إبغاءً؛ أي أعني عليه واطلبه معي؛ ويقال: بغى الرجل علي بغيًا؛ والجرح يبغي بغيًا؛ إذا ترامى إلى الفساد.
ويقال: دفعنا بغي السماء عنا؛ أي شدتها ومعظم مطرها؛ ويقال: ما انبغي لك أن تفعل كذا؛ أي ما يصلح لك؛ وينبغي لك أن تفعل من هذه.
وأما قوله {فارتدا على آثارهما قصصا} فواحد الآثار أثر؛ وتميم تقول: على إثره بكسر الألف؛ وقالوا أيضًا: على أثره بفتح الألف وسكون الثاء؛ وهي قليلة.
[معاني القرآن لقطرب: 876]
وقوله {قصصا} أي في أدبارها، يقصان الأثر؛ وهو قول ابن عباس، وقال الله عز وجل {وقالت لأخته قصيه} يعني الأثر). [معاني القرآن لقطرب: 877]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قصصا}: يقص الأثر أي يتبعه). [غريب القرآن وتفسيره: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قصصاً} أي يقتصّان الأثر الذي جاء فيه). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {ذلك ما كنّا نبغي}.
الأكثر في الوقف (نبغ) على اتباع المصحف.
وبعد " نبغ " آية ويجوز وهو أحسن في العربية {ذلك ما كنا نبغي} في الوقف. أما الوصل فالأحسن فيه نبغي بإثبات الياء، وهذا مذهب أبي عمرو، وهو أقوى في العربية.
ومعنى قول موسى (عليه السلام): {ذلك ما كنّا نبغ}، أي ما كنا نريد.
لأنه وعد بالخضر في ذلك المكان الذي تتسرب فيه السمكة.
{فارتدّا على آثارهما قصصا} أي رجعا في الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر قصصا، والقصص اتباع الأثر). [معاني القرآن: 3/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال ذلك ما كنا نبغ} أي الذي كنا نبغي لأنه وعد أن يلقى الخضر في الموضع الذي ينسرب فيه).
[معاني القرآن: 4/266]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فارتدا على آثارهم قصصا} أي رجعا في الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر قصصا والقصص اتباع الأثر). [معاني القرآن: 4/266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قصصا} أي يقصان الأثر الذي جاء فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قَصَصاً}: اتباع الأثر). [العمدة في غريب القرآن: 191]


رد مع اقتباس