الموضوع: في
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 08:00 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



(فصل) في
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ( (فصل) في:
حرف جر ومعناه: الظرف، قيل: وإن انتشرت معانيه فهي راجعة إليه، وذكروا له أحد عشر معنى:
الأول: الظرف وهو إمَّا حقيقة أو مجازًا، والحقيقة إمَّا زمانية أو مكانية، وقد اجتمعا في قوله تعالى: {الم غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}، والمجاز نحو قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة}.
الثاني: المصاحبة نحو قوله تعالى: {ادخلوا في أمم}، وقوله تعالى: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آيات} أي: مع تسع آيات، وقال الجعدي يصف فرسًا:
ولوحا ذراعين في بركةٍ = إلى جؤجؤ رهل المنكب
وقال آخر:
إذا أم سرياح غدت في ظعائن = جوالس نجدا فاضت العين تدمع
أي: مع ظعائن.
الثالث: التعليل نحو قوله تعالى: {فذلكن الذي لمتنني فيه}، وقوله تعالى: {لمسكم فيما أفضتم فيه}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها».
الرابع: الاستعلاء، نحو قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، وقوله تعالى: {أم لهم سلم يستمعون فيه}، قال سويد بن أبي كاهل:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلةٍ = فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
وقال عنترة:
بطل كأن ثيابه في سرحةٍ = يُحذى نعال السبت ليس بتوأم
أي: على سرحة من طوله أو من شدة عدوه.
الخامس: مرادفة الباء، قال زيد الخيل:
ويركب يوم الروع منا فوارس = بصيرون في طعن الأباهر والكلى
السادس: مرادفة إلى، نحو قوله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم}، أي: إلى أفواههم.
السابع: مرادفة من، كقول امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي = بصبحٍ وما الإصباح فيك بأمثل
أي: منك بأمثل، ومنه قوله تعالى: {وارزقوهم فيها}، أي: منها، وقوله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيدًا}، قيل: معناه: من كل أمةٍ.
الثامن: المقايسة، وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق نحو قوله: {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}.
التاسع: التعويض، وهي الزائدة عوضًا من «في» أخرى محذوفة كقولك: ضربت فيمن رغبت، أصله: ضربت من رغبت فيه، أجازه ابن مالك.
وحده بالقياس على قوله:
= ... فانظر بمن تثق =
إذا حملناه على ظاهره.
العاشر: البعدية، فتكون بمعنى بعد، قال الله عز وجل: {وفصاله في عامين} أي: بعد عامين.
الحادي عشر: التوكيد بالزيادة، أجازه الفارسي في الضرورة، وأنشد:
أنا أبو سعدٍ إذا الليل دجا = تخالُ في سواده يرندجا
وأجازه بعضهم في قوله تعالى: {قال اركبوا فيها} ). [مصابيح المغاني: 314 - 319]


رد مع اقتباس