الموضوع: في
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 07:43 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي




باب: دخول حروف الخفض بعضها مكان بعض
فمنها «في»
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: دخول حروف الخفض بعضها مكان بعض
اعلم أن حروف الخفض قد يدخل بعضها مكان بعضٍ وقد جاء ذلك في القرآن وفي الشعر.
فمنها «في»
ولها ستة مواضع:
تكون مكان «على» كما قال الله جل وعز: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}، وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه}، أي: عليه.
وقال عنترة:
بطل كأن ثيابه في سرحةٍ = يُحذى نعال السبت ليس بتوأم
أراد: على سرحةٍ، من طوله.
وقال سويد بن أبي كاهل:
هم صلبوا العبدي في جذوع نخلةٍ = فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
أي: على جذع نخلةٍ، وقوله: «فلا عطست شيبان» دعاءٌ عليها.
وتكون أيضًا بمعنى «مع» قال الله جل ثناؤه: {فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}، معناه: مع عبادي، وقال: {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}، أي: مع عبادك في الجنة، وقال: {أولئك الذين حق عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم}، يعني: مع أممٍ، وقال: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ}، أي: مع تسع آيات، ويقال: «فلانٌ عاقلٌ في حلمٍ»، أي مع حلمٍ، وقال الجعدي:
ولوحا ذراعين في بركه = إلى جؤجؤٍ رهل المنكب
أي: مع بركه، و«البرك»: ما استقبلك من صدر الفرس، و«الرهل»: المسترخي، ويستحب أن يكون في جلد الصدر وجلد المنكب استرخاء.
وقال آخر، هو دراج بن زرعة:
إذا أم سرياح غدت في ظعائن = جوالس نجدا فاضت العين تدمع
أراد: مع ظعائن، وقوله: «جوالس» في موضع خفضٍ، لأنها نعت لـ «ظعائن» وإنما نصبها لأنها لا تنصرف، وصرف «ظعائن» لضرورة الشعر، ونصب «نجدًا» على نية التنوين في «جوالس» كأنه قال: «جوالس نجدًا» ومعنى «جوالس» هنا: آتياتٍ نجدًا، يقال: «جلس الرجل» إذا أتى نجدًا، فهو جالسٌ، ويقال لنجدٍ: الجلس.
وقال الآخر، وهو خراشة بن عمرو العبسي:
أو طعم غاديةٍ في جوف ذي حدبٍ = من ساكب المزن يجري في الغرانيق
أي مع الغرانيق، وهي طير الماء، واحدها غرنيق.
وتكون أيضًا مكان «بعد» قال الله تعالى: {وفصاله في عامين}، أي: بعد عامين.
وتكون مكان «من» قال الله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيدًا}، معناه: من كل أمةٍ.
وقل امرؤ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل = بصبحٍ، وما الإصباح فيك بأمثل
أراد: منك بأمثل.
وتكون مكان «إلى» قال الله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم}، أي إلى أفواههم.
وتكون مكان الباء، قال زيدُ الخيل:
وتركب يوم الروع فيها فوارس = بصيرون في طعن الأباهر والكلى
أي: بصيرون بطعن الأباهر.
وقال آخر:
وخضخضن فيا البحر حتى قطعنه = على كل حالٍ من غمارٍ ومن وحل
أي: وخضخضن بنا). [الأزهية: 267 - 272]


رد مع اقتباس