عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (123) إلى الآية (132) ]

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {وَإِن إلْيَاس} 123
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {وَإِن إلْيَاس} بِغَيْر همز
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَإِن إلْيَاس} بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 548]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإن الياس) [123]: موصول: ابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/931]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن ذكوان، من قراءتي على الفارسي، عن النقاش، عن الأخفش، عنه: {وإن الياس} (123): بحذف الهمزة.
والباقون: بتحقيقها.
وكذلك قرأت لابن ذكوان، من طريق الشاميين.
وقال ابن ذكوان في كتابه: بغير همز. والله أعلم بما أراد). [التيسير في القراءات السبع: 433]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن ذكوان من قراءتي على الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه: (وإن الياس) بحذف الهمزة والباقون بتحقيقها وكذا قرأت لابن ذكوان من طريق الشاميين وقال ابن ذكوان في كتابه بغير همز والله أعلم بما أراد). [تحبير التيسير: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([123]- {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} موصول: ابن ذكوان عن طريق النقاش والسلمي.
والابتداء بفتح الهمزة.
وقال جعفر بن أبي داود، وسائر الشاميين، وابن شنبوذ معهم، بقطع الهمزة وكسرها في الحالين كالباقين.
قال أبو عمرو: "وقال ابن ذكوان في كتابه بغير همزة، والله أعلم بما أراد"). [الإقناع: 2/746]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (998- .... .... .... .... .... = وَإِلْيَاسَ حَذْفُ الْهَمْزِ بِالْخُلْفِ مُثِّلاَ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([998] وماذا تري بالضم والكسر (شـ)ـائع = وإلياس حذف الهمز بالخلف (مـ)ـثلا
...
و{إلياس}، اسم سرياني تكلمت به العرب على أوجه كما فعلوا في میكال، وجبرئيل، فقالوا: إلياسين، كما قالوا: جبرائن بالنون، ومیكائیل.
وقالوا: إلياس، مثل: إسحاق، وقالوا: الياس بالوصل، كأنه في الأصل یاس، دخلت عليه آلة التعريف). [فتح الوصيد: 2/1211]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [998] وماذا ترى بالضم والكسر شائعٌ = وإلياس حذف الهمز بالخلف مثلا
ح: (ماذا ترى): مبتدأ، (شائعٌ): خبره، (بالضم): حال، (إلياس): مبتدأ، (حذف الهمز): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (مثلا): خبر، (بالخلف): متعلق به، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة والكسائي: (فانظر ماذا ترى) [102] بضم التاء وكسر الراء، وبعدها ياء ساكنة، أي: ماذا تُظهر لي وتريني من الإذعان وغيره؟ والباقون: بفتح التاء والراء، والألف بعدهما من الرأي، أي: ماذا تعتقد لي في هذا الأمر؟
وقرأ ابن ذكوان بخلافٍ عنه: (وإن الياس) [123] بحذف الهمزة
[كنز المعاني: 2/573]
في الدرج وقطعها في الابتداء، على أن الاسم (ياس)، دخله لام التعريف، والهمزة للوصل، والباقون: بإثبات الهمزة مطلقًا على أنها همزة قطع من جملة الاسم، لا للتعريف، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/574] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وإلياس سريانيّ تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوا في جبريل وميكال فقالوا إلياسين كجبرائيل وإلياس كإسحاق، ووصلوا همزته كأنه في الأصل ياس دخلته آلة التعريف وموضع هذا الخلاف: "وَإِنَّ الْيَاسَ" وصل همزته ابن ذكوان وقطعها غيره. والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/130]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (998 - .... .... .... .... .... = وإلياس حذف الهمز بالخلف مثّلا
....
وقرأ ابن ذكوان: وَإِنَّ إِلْياسَ بحذف همزة إِلْياسَ وصلا بخلف عنه، فإذا ابتدأ بهذه الكلمة إِلْياسَ فتح الهمزة، وقرأ غيره بإثبات الهمزة مكسورة وصلا وابتداء وهو الوجه الثاني لابن ذكوان). [الوافي في شرح الشاطبية: 351]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (" وَاخْتُلِفَ " عَنِ ابْنِ عَامِرٍ فِي وَإِنَّ إِلْيَاسَ، فَرَوَى الْبَغْدَادِيُّونَ عَنْ أَصْحَابِهِمْ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ ذَكْوَانَ كَالصُّورِيِّ وَالتَّغْلِبِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ وَالتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ الْمُعَلَّى بِوَصْلِ هَمْزَةِ إِلْيَاسَ. اللَّفْظُ بَعْدَ نُونِ إِنَّ، بِلَامٍ سَاكِنَةٍ حَالَةَ الْوَصْلِ، وَبِهَذَا كَانَ يَأْخُذُ النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَا كَانَ يَأْخُذُ الدَّاجُونِيُّ، وَهُوَ إِمَامُ قِرَاءَةِ الشَّامِيِّينَ عَنْ أَصْحَابِهِ فِي رِوَايَتَيْ هِشَامٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ. كَذَا رَوَى الْكَارَزِينِيُّ عَمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ أَصْحَابِ الْأَخْفَشِ الشَّامِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ كَالْمُطَّوِّعِيِّ صَاحِبِ الْحَسَنِ بْنِ حَبِيبٍ وَكَالشَّذَائِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الدَّارَانِيِّ خَطِيبِ دِمَشْقَ، وَأَبِي بَكْرٍ السُّلَمِيِّ إِمَامِ الْقِرَاءَةِ بِدِمَشْقَ، وَهَؤُلَاءِ أَصْحَابُ ابْنِ الْأَخْرَمِ، وَرَوَى الْكَارَزِينِيُّ الْوَجْهَيْنِ، يَعْنِي الْوَصْلَ وَالْقَطْعَ عَنِ الْمُطَّوِّعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ الدَّارَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ بِكَمَالِهِ. وَرَوَى ابْنُ الْعَلَّافِ وَالنَّهْرَوَانِيُّ الْوَصْلَ أَيْضًا
[النشر في القراءات العشر: 2/357]
عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَكَذَا رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَنَصَّ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ عَلَى ذَلِكَ لِابْنِ عَامِرٍ بِكَمَالِهِ، وَأَكْثَرُهُمْ عَلَى اسْتِثْنَاءِ الْحُلْوَانِيِّ فَقَطْ عَنْ هِشَامٍ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ فِيهِ سِوَى الْحُلْوَانِيِّ وَابْنِ الْأَخْرَمِ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ فَارِسٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ سِوَى الْحُلْوَانِيِّ وَالْوَلِيدِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ عَنْ أَئِمَّةِ الْمَغَارِبَةِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ سِوَاهُ، وَبِهِ قَرَأَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى النَّقَّاشِ مِنَ الشَّامِيِّينَ بِالْهَمْزِ وَالْقَطْعِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: وَالْوَصْلُ غَيْرُ صَحِيحٍ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ ذَكْوَانَ تَرْجَمَ عَنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ فَتَأَوَّلَ ذَلِكَ عَامَّةُ الْبَغْدَادِيِّينَ، وَابْنُ مُجَاهِدٍ وَالنَّقَّاشُ وَأَبُو طَاهِرٍ، وَغَيْرُهُمْ - أَنَهُ يَعْنِي هَمْزَ أَوَّلِ الِاسْمِ، وَسَطَّرُوا ذَلِكَ عَنْهُ فِي كُتُبِهِمْ وَأَخَذُوا بِهِ فِي مَذَاهِبِهِمْ عَلَى أَصْحَابِهِمْ، قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ مِنْ تَأْوِيلِهِمْ وَوَهْمٌ مِنْ تَقْدِيرِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ ذَكْوَانَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ - لَا تُهْمَزُ الْأَلِفُ الَّتِي فِي وَسَطِ هَذَا الِاسْمِ كَمَا تُهْمَزُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ الْكَأْسِ وَالرَّأْسِ وَالْبَأْسِ وَالشَّأْنِ وَمَا أَشْبَهَهُ، فَقَالَ: غَيْرُ مَهْمُوزٍ؛ لِيَرْفَعَ الْإِشْكَالَ وَيُزِيلَ الْإِلْبَاسَ وَيَدُلَّ عَلَى مُخَالَفَتِهِ الْأَسْمَاءَ الْمَذْكُورَةَ الَّتِي هِيَ مَهْمُوزَةٌ، وَلَمْ يُرِدْ أَنَّ هَمْزَةَ أَوَّلِهِ سَاقِطَةٌ. قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ وَأَنَّهُ أَرَادَ مَا قُلْنَاهُ إِجْمَاعُ الْآخِذِينَ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَالَّذِينَ نَقَلُوا الْقِرَاءَةَ عَنْهُ وَشَاهَدُوهُ مِنْ لَدُنْ تَصَدُّرِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ وَقَامُوا بِالْقِرَاءَةِ عَنْهُ - عَلَى تَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ الْمُبْتَدَأَةِ فِي ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ مَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا.
(قُلْتُ): وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو مُتَّجَهٌ وَظَاهِرُهُ مُحْتَمَلٌ لَوْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ تُؤْخَذُ مِنَ الْكُتُبِ دُونَ الْمُشَافَهَةِ وَإِلَّا إِذَا كَانَتِ الْقِرَاءَةُ لَا بُدَّ فِيهَا مِنَ الْمُشَافَهَةِ وَالسَّمَاعِ فَمِنَ الْبَعِيدِ تَوَاطُؤُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الْأَئِمَّةِ شَرْقًا وَغَرْبًا عَلَى الْخَطَأِ فِي ذَلِكَ، وَتَلَقِّي الْأُمَّةِ ذَلِكَ بِالْقَبُولِ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ مِنْ غَيْرِ أَصْلٍ. وَأَمَّا قَوْلُهُ " إِنَّ إِجْمَاعَ الْآخِذِينَ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ
[النشر في القراءات العشر: 2/358]
عَلَى تَحْقِيقِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ الْمُبْتَدَأَةِ " فَقَدْ قَدَّمْنَا النَّقْلَ عَنْ أَئِمَّةِ بَلَدِهِ عَلَى وَصْلِ الْهَمْزَةِ، وَالنَّاقِلُونَ عَنْهُمْ ذَلِكَ مِمَّنْ أَثْبَتَ أَبُو عَمْرٍو لَهُمُ الْحِفْظَ وَالضَّبْطَ وَالْإِتْقَانَ، وَوَافَقَهُمْ مَنْ ذَكَرَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَهِشَامٍ جَمِيعًا، بَلْ ثَبَتَ عِنْدَنَا ثُبُوتًا قَطْعِيًّا أَخْذُ الدَّانِيِّ نَفْسِهِ بِهَذَا الْوَجْهِ. وَصَحَّتْ عِنْدَنَا قِرَاءَةُ الشَّاطِبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ أَصْحَابِهِ، وَهُمْ مِنَ الثِّقَةِ وَالْعَدَالَةِ وَالضَّبْطِ بِمَكَانٍ لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ حَتَّى إِنَّ الشَّاطِبِيَّ سَوَّى بَيْنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عِنْدَهُ فِي إِطْلَاقِهِ الْخِلَافَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُشِرْ إِلَى تَرْجِيحِ أَحَدِهِمَا، وَلَا ضَعْفِهِ كَمَا هِيَ عَادَاتُهُ فِيمَا يَبْلُغُ فِي الضَّعْفِ مَبْلَغَ الْوَهْمِ وَالْغَلَطِ فَكَيْفَ بِمَا هُوَ خَطَأٌ مَحْضٌ؟ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْوَهْمَ مِنَ الدَّانِيِّ فِيمَا فَهِمَهُ - أَنَّ ابْنَ ذَكْوَانَ لَوْ أَرَادَ هَمْزَ الْأَلِفِ الَّتِي قَبْلَ السِّينِ لَرَفْعِ الْإِلْبَاسِ كَمَا ذَكَرَهُ؛ لَمْ يَكُنْ لِذِكْرِ ذَلِكَ وَالنَّصِّ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْحَرْفِ الَّذِي هُوَ فِي سُورَةِ وَالصَّافَّاتِ - فَائِدَةٌ، بَلْ كَانَ نَصُّهُ عَلَى ذَلِكَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ عِنْدَ أَوَّلِ وُقُوعِهِ هُوَ الْمُتَعَيَّنَ، كَمَا هِيَ عَادَتُهُ وَعَادَةُ غَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَالْقُرَّاءِ، وَلَمَا كَانَ أَخَّرَهُ إِلَى الْحَرْفِ الَّذِي وَقَعَ الْخِلَافُ فِي وَصْلِ هَمْزَتِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(قُلْتُ): وَبِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا آخُذُ فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَامِرٍ اعْتِمَادًا عَلَى نَقْلِ الْأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ وَاسْتِنَادًا إِلَى وَجْهِهِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَثُبُوتِهِ بِالنَّصِّ، عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ الْوَصْلُ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ ابْنُ عَامِرٍ، أَوْ بَعْضُ رُوَاتِهِ، فَقَدْ أَثْبَتَهَا الْإِمَامُ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِهِ اللَّوَامِحِ - أَنَّهَا قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَأَبِي الرَّجَاءِ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ عَنْهُمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ بِخِلَافٍ عَنْهُمَا، وَذَلِكَ فِي وَإِنَّ إِلْيَاسَ وَعَلَى إِلْ يَاسِينَ جَمِيعًا وَافَقَهُمُ ابْنُ عَامِرٍ فِي وَإِنَّ إِلْيَاسَ قَالَ: وَهَذَا مِمَّا دَخَلَ فِيهِ لَامُ التَّعْرِيفِ عَلَى " يَاسَ "، وَكَذَلِكَ إِلْ يَاسِينَ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ: قَرَأَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَابْنُ هُرْمُزَ (وَالْيَاسَ) بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ، فَاللَّامُ لِلتَّعْرِيفِ وَالِاسْمُ " يَاسُ "، انْتَهَى. وَهُوَ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْهَمْزَةِ هِيَ الْأُولَى، وَأَنَّ ذَلِكَ خِلَافُ مَا قَالَ الدَّانِيُّ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. هَذَا حَالَةَ الْوَصْلِ; وَأَمَّا حَالَةَ الِابْتِدَاءِ فَإِنَّ الْمُوَجِّهِينَ لِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ اخْتَلَفُوا
[النشر في القراءات العشر: 2/359]
فِي تَوْجِيهِهَا، فَبَعْضُهُمْ وَجَّهَهَا عَلَى أَنْ تَكُونَ هَمْزَةُ الْقَطْعِ وُصِلَتْ، وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ أَصْلَهُ " يَاسُ " فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ " الْ " كَـ " الْيَسَعَ ". وَتَظْهَرُ فَائِدَةُ اخْتِلَافِ التَّوْجِيهِ فِي الِابْتِدَاءِ، فَمَنْ يَقُولُ إِنَّ هَمْزَةَ الْقَطْعِ وُصِلَتِ ابْتَدَأَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَمَنْ يَقُولُ بِالثَّانِي ابْتَدَأَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّ وَصْلَ هَمْزَةِ الْقَطْعِ لَا يَجُوزُ إِلَّا ضَرُورَةً، وَلِأَنَّ أَكْثَرَ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ كَابْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ فَارِسٍ وَأَبِي الْفَضْلِ الرَّازِيِّ وَأَبِي الْعِزِّ وَأَبِي الْعَلَاءِ الْحَافِظِ، وَغَيْرِهِمْ نَصُّوا عَلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ، وَلِأَنَّهُ الْأَوْلَى فِي التَّوْجِيهِ، وَلَا نَعْلَمُ مِنْ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ مَنْ أَجَازَ الِابْتِدَاءَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَكْسُورَةً فِي الْحَالَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/360]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر بخلاف عنه {وإن إلياس} [123] بوصل الهمزة، وإذا ابتدأ فتحها، والباقون بقطعها مكسورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 661]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (885 - إلياس وصل الهمز خلف لفظ من = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (إلياس وصل الهمز (ل) فظ خلف (م) ن = الله ربّ ربّ غير (صحب ظ) ن
إلياس: اسم سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوه في جبرائيل وميكائيل، ووصل همزته هشام بخلاف عنه، وابن ذكوان بغير خلاف، وقطعها الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 303]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
إلياس وصل الهمز خلف (ل) فظ (م) ن = الله ربّ ربّ غير (صحب) (ظ) ن
ش: أي: قرأ التسعة: وإنّ إلياس [الصافات: 123] بهمزة قطع مكسورة، واختلف عن ذي لام [(لفظ)، وميم (من) هشام، وابن ذكوان]:
فروى البغداديون عن أصحابهم عن أصحاب ابن ذكوان كالصوري، والثعلبي، وابن أنس، والترمذي، وابن المعلى، بوصل همزة الياس ولام ساكنة بعد نون إن حالة الوصل، وبهذا كان يأخذ النقاش عن الأعمش، وكذا كان يأخذ الداجوني-[وهو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/530]
إمام قراءة الشاميين] -[عن أصحابه في روايتي هشام وابن ذكوان، وكذا روى الكارزيني عمّن من قرأ عليه من أصحاب الأخفش الشاميين] وغيرهم، وروى أيضا الوجهين عن [المطوعي] عن محمد بن القاسم الإسكندراني، وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله.
وروى [ابن العلاف] والنهرواني في الوصل أيضا عن هبة الله عن الأخفش [وكذا الصيدلاني عن الأخفش]، ونص غير واحد من العراقيين على ذلك لابن عامر بكماله، وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام، ولم يستثن أبو العلاء عن ابن عامر [فيه سوى الحلواني والوليد] وهو الذي لم يذكر مكي [عن ابن عامر سواه].
وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش عن الأخفش، وقرأ على سائر شيوخه عن كل من روى عن الأخفش من الشاميين بالهمز والقطع. قال: وهو الصحيح عن ابن ذكوان، قال: والوصل غير صحيح عنه، واعتمد [عنه] في ذلك على شيء فهمه من الكتب يطول ذكره، وهو متجه لو كانت القراءة تنقل من الكتب دون المشافهة، وأما إذا كانت القراءة لا بد فيها من المشافهة والسماع، فمن البعيد تواطؤ من ذكرنا من الأئمة شرقا وغربا على الخطأ في ذلك وتلقى الأئمة ذلك بالقبول خلفا عن سلف [عن غير] أصل.
وتقدم النقل عن أئمة بلده على الوصل، والناقلون عنهم ذلك ممّن أثبت هو لهم الضبط والإتقان، بل ربما يدعى أخذ الداني نفسه بهذا الوجه؛ لأن الشاطبي قرأ به على [أصحاب] أصحابه، وهم من الضبط والثقة بمكان، حتى أن الشاطبي سوى بين الوجهين عن ابن ذكوان، ولم يشر لضعف كعادته في الضعيف، فكيف به لو كان خطأ محضا؟ فلا يسمع قول الداني [و] إجماع ناقلي بلده على التحقيق.
قال الناظم: وبالوجهين آخذ في رواية ابن عامر؛ اعتمادا على نقل الأئمة الثقات، واستنادا إلى وجهه في العربية، وهي قراءة ابن محيصن، وأبي رجاء بلا خلاف عنهما، والحسن وعكرمة بخلاف عنهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/531]
تنبيه:
هذا كله حالة الوصل، وأما حالة الابتداء فإنهم اختلفوا في توجيه القراءة:
فقال بعضهم: [همزة القطع وصلت، فيكون مثل إسحاق؛ فيكون غير منصرف للسببين].
والأكثرون على أن أصله: «ياس» [دخلت «أل» عليها] ك اليسع [الأنعام: 86]؛ فينصرف ك «نوح».
وينبني على الخلاف حكم الابتداء: فعلى الأول يبتدئ بهمزة مكسورة، وعلى الثاني بهمزة مفتوحة، وهو الصواب؛ [لأن وصل همزة القطع لا] يجوز إلا ضرورة، ولأن أكثر أئمة القراءة-: كابن سوار وفارس والرازي وأبي العز وأبي العلاء وغيرهم- نصوا عليه دون غيره، ولأنه [الأولى] في التوجيه، ولا نعلم من أئمة القراءة من أجاز الابتداء بكسر الهمزة، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَإِنَّ إِلْيَاس" [الآية: 123] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن ويبتدئ بهمزة مفتوحة، وافقه ابن محيصن من المفردة والحسن، والباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ ووصلا، وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثاني وروى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان وذكرهما في الشاطبية له كذلك، وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام، وأطلق الخلاف عن هشام وابن ذكوان في الطيبة،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/414]
قال في النشر: وبهما أي: الوصل والقطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية، وثبوته بالنص ا. هـ. ووجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى، والأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع، ويبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة وعلى الثاني بهمزة مفتوحة وهو الصواب كما في النشر، قال: لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولنصبهم على الفتح دون غيره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإن إلياس} [123] قرأ ابن ذكوان بخلف عنه بوصل همزه، فتلفظ حال الوصل بعد نون {إن} المشددة بلام ساكنة، فإن ابتدأت به فالصواب أن تفتح الهمزة، لأن أصله (ياس) دخلت عليه (ال) والباقون بهمزة قطع مكسورة في الحالين، وهو الطريق
[غيث النفع: 1045]
الثاني لابن ذكوان، وضعف الداني الأول، والصواب صحة كل من الوجهين، والله أعلم). [غيث النفع: 1046]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ}
- قرأ الجمهور (وإن إلياس) بهمزة قطع مسكورة.
وجاءت كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود، وهي الرواية عن ابن عامر.
- وقرأ عكرمة والحسن بخلاف عنهما والأعرج والمطوعي وأبو رجاء وابن عامر وابن محيصن وابن ذكوان بخلاف عنه وهشام بخلاف عنه (وإن الياس) بوصل الهمزة.
قال الأصبهاني: (قرأ ابن عامر بقطع الألف مثل سائر القراء، ومن ذكر عنه وصل الألف فقد أخطأ وغلط، وكان أهل الشأن ينكرونه ولا يعرفونه).
- وقرأ بعضهم (إن اليأس)، فقد جعل اسمه (يأسًا)، ثم أدخل عليه الألف واللام.
- وقرأ أبي بن كعب (وإن أيليس) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها لام مكسورة بعده ياء ساكنة وسين مفتوحة.
[معجم القراءات: 8/52]
وحكى هذا عنه أبو حاتم، وهو كذلك في مصحف، وذكر الشهاب أنه روي عنه في الهمز الوصل والقطع، والثاني أشهر.
- وقرأ ابن مسعود وابن وثاب والأعمش والمنهال بن عمر والحكم ابن عيينة الكوفي وقتادة وأبو العالية وأبو عثمان النهدي (وإن إدريس)، وهي كذلك في مصحف ابن مسعود.
قال أبو حيان: (وهي محمولة عندي على تفسيره؛ لأن المستفيض عن ابن مسعود أنه قرأ (وإن إلياس)، وأيضًا تفسيره إلياس بأنه إدريس لعله لا يصح عنه؛ لأن إدريس في التاريخ المنقول كان قبل نوح).
- وقرئ (وإن إدراس)، وهي لغة في إدريس، مثل إبراهام في (إبراهيم)). [معجم القراءات: 8/53]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
{قَالَ لِقَوْمِهِ}
- قرأ بإدغام اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 8/53]

قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}
{أَتَدْعُونَ}
- قراءة الجماعة (أتدعون) بهمزة الاستفهام.
- وقرأ بعضهم (آتدعون) بالمد.
[معجم القراءات: 8/53]
{بَعْلًا}
- قرئ (بعلاء) بالمد على وزن حمراء، ويؤنس هذه القراءة من قال: إنه اسم امرأة). [معجم القراءات: 8/54]

قوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في النصب وَالرَّفْع من قَوْله تَعَالَى {الله ربكُم وَرب آبائكم الْأَوَّلين} 126
فَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم (الله ربكُم وَرب ءابآئكم) نصبا
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَأَبُو بكر عَن عَاصِم (الله ربكُم وَرب ءابآئكم) رفعا). [السبعة في القراءات: 548 - 549]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (اللهَ رّبَّكُمْ وَرَبَّ) نصب عراقي- غير أبي عمرو- وأبي بكر). [الغاية في القراءات العشر: ٣79]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الله ربكم ورب) [126]: نصب: عراقي غير أبي عمرو وأبي بكر والمفضل). [المنتهى: 2/932]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (الله ربكم ورب آبائكم) بالنصب في الثلاثة،
[التبصرة: 318]
وقرأ الباقون بالرفع فيهن). [التبصرة: 319]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {الله ربكم ورب آبائكم} (126): بنصب الأسماء الثلاثة.
[التيسير في القراءات السبع: 433]
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 434]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف ويعقوب: (اللّه ربكم ورب آبائكم الأوّلين) بنصب الأسماء الثّلاثة والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([126]- {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ} نصب: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/746]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (999 - وَغَيْرُ صِحَابٍ رَفْعُهُ اللهَ رَبَّكُمْ = وَرَبَّ .... .... .... .... ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [999] وغير (صحاب) رفعه الله ربكم = ورب وإلياسين بالكسر وصلا
[1000] مع القصر مع إسكان كسر (د)نا (غـ)ـنى = وإني وذو الثنيا وأني اجملا
{الله ربكم} بالرفع: ابتداء وخبر.
وبالنصب، على أنه بدل من (أحسن)، أو عطف بیان). [فتح الوصيد: 2/1211]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [999] وغير صحابٍ رفعه الله ربكم = ورب وإلياسين بالكسر وصلا
[1000] مع القصر مع إسكان كسرٍ دنا غنًى = وإني وذو الثنيا وأني أجملا
ح: (غيرُ صحاب): مبتدأ، (رفعه): خبر، (الله): فاعل (رفعه)، أي: مرفوعه الله، والهاء: للغير، (إلياسين): مبتدأ، (وُصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به، (مع القصر): حال، وكذلك: (مع إسكان كسرٍ)، (دنا): جملة مستأنفة، أي: دنا المذكور، (غنًى) تمييز أو حال، (إني): مبتدأ ما بعده: عطف، (أجملا): خبر.
ص: قرأ غير حمزة والكسائي وحفصٌ: {الله ربكم وربٌ} [126] برفع الكلم الثلاث، على أن {الله}: مبتدأ، {ربكم}: خبر،
[كنز المعاني: 2/574]
وهم قرءوا ينصبهن بدلًا من {أحسن الخالقين} [125]، أو عطف بيان له.
وقرأ ابن كثير والكوفيون وأبو عمرو: {سلام على إل ياسين} [130] بكسر الهمزة وترك الألف بعدها وإسكان اللام لغة في (إلياس)، نحو: (ميكال) و(ميكائيل)، و(إدريس) و(إدريسين)، والباقون: (ءال ياسين) بفتح الهمزة ومدها وكسر اللام، والمراد: آل إلياسين، أو آل محمدٍ في قول). [كنز المعاني: 2/575] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (999- وَغَيْرُ "صِحَابٍ" رَفْعُهُ اللهَ رَبَّكُمْ،.. وَرَبَّ وَإِلْياسِينَ بِالكَسْرِ وُصِّلا
الهاء في رفعه لغير صحاب؛ أي: مرفوعه؛ أي: الذي رفعه غير صحاب هو قوله: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ} جعلوه مبتدأ وخبرًا، ولو قال برفع: {اللَّهُ رَبُّكُمْ} لحصل الغرض وكان أبين لفظا، ونصب الثلاث صحاب جعلوا ذلك بدلا من: {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}، أو عطف بيان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/131]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (999 - وغير صحاب رفعه الله ربّكم = وربّ .... .... ....
[الوافي في شرح الشاطبية: 351]
....
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة- وهم غير صحاب-: اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ برفع هاء لفظ الجلالة وباء رَبَّكُمْ وَرَبَّ فتكون قراءة صحاب بنصب هاء لفظ
الجلالة وباء رَبَّكُمْ وَرَبَّ). [الوافي في شرح الشاطبية: 352]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (194- .... .... .... .... .... = .... .... وَاللهُ رَبُّ انْصِبَنْ حَلَا
195 - وَرَبُّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 37]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: والله رب انصبا حلا ورب أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {الله ربكم ورب} [126] بنصب الثلاثة بدلًا من أحسن الخالقين وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بالرفع في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ فِي الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/360]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص {الله ربكم ورب} [126] بنصب الأسماء الثلاثة، والباقون برفعها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 661]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (885- .... .... .... .... .... = ألله ربّ ربّ غير صحب ظن). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (الله ربكم ورب آبائكم) بنصب الأسماء الثلاثة مدلول صحب ويعقوب جعلوا ذلك بدلا من «أحسن الخالقين» أو عطف بيان، والباقون برفعها جعلوا مبتدأ وخبره قوله: (غير صحب) أي قرأ بالرفع غير المذكورين، والله أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 303]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ العشرة غير (صحب [و] ظن): الله ربّكم وربّ [الصافات: 126] برفع الثلاثة على أن [الله] ربكم اسمية وو ربّ معطوف، فيتم الوقف على الخلقين [الصافات: 125] [أو هو خبر] فيحسن.
و [قرأ] (صحب) [و] (ظن): حمزة، والكسائي، وحفص وخلف، ويعقوب بالنصب بدلا من أحسن [الصافات: 125]، أو بيانا وربّكم نعته وو ربّ عطف؛ فيقبح الوقف.
تنبيه:
ترجم لغير المذكورين اختصارا، وكررت ليعلم دخول ربّكم مع الأول). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/532]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في نصب "اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبّ" [الآية: 126] فحفص وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن وربكم نعته ورب عطف عليه، وافقهم الأعمش، والباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ وربكم خبره ورب عطف عليه أو خبر هو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الله ربكم ورب} [126] قرأ الأخوان وحفص بنصب الثلاثة، هاء الجلالة وباء الاسمين الكريمين بعدها، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 1046]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}
{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف والأعمش وعبد الله بن مسعود والربيع بن خثيم وابن أبي إسحاق ويحيى بن وثاب والحسن وأبو إسحاق (الله ربكم ورب...) بالنصب في الثلاثة، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم.
وتخريجها كما يلي:
1- الله: نعت لـ(أحسن) في الآية السابقة.
وربكم: نعته.
ورب: عطف عليه.
2- رد أبو جعفر النعت، قال: (هذا غلط وإنما هو على البدل، ولا يجوز النعت ههنا لأنه ليس بتحلية).
3- أنه عطف بيان لما قبله.
[معجم القراءات: 8/54]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وشيبة وأبو جعفر (الله ربكم ورب) بالرفع على أن (الله) مبتدأ، وربكم: خبره، ورب: عطف عليه.
- وذكر أبو حيان أنه روي عن حمزة أنه إذا وصل نصب، وإذا قطع رفع.
قلت: معنى هذا: أنه إذا قرأ (.. أحسن الخالقين الله ...) فلم بقف على (الخالقين) بل وصله بما بعده، وهو لفظ الجلالة قرأه بالنصب (الله...).
وإذا وقف على (الخالقين)، ثم استأنف القراءة بعد القطع فقال (الله...) كان عنده بالرفع.
- وقرأ ابن مسعود (ربكم الله ورب آبائكم)، على التقديم والتأخير). [معجم القراءات: 8/55]

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {المخلصين} (40، 74، 128، 160، 169): بفتح اللام.
والباقون: بكسرها.
جميع ما في هذه السورة. قد ذكر في سورة يوسف (24) ). [التيسير في القراءات السبع: 432] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (المخلصين) ذكر في يوسف وجميع ما فيها أي من لفظ المخلصين). [تحبير التيسير: 528] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر "المخلصين" في السورة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/415]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر حكم "المخلصين" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/416]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المخلصين} قرأ نافع والكوفيون بفتح اللام، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 1046]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)}
{الْمُخْلَصِينَ}
- تقدمت القراءة بفتح اللام وكسرها في الآية/40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 8/55]

قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129)}
{عَلَيْهِ}
- تقدمت القراءة (عليهي) عن ابن كثير في الآية/108). [معجم القراءات: 8/55]

قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {سَلام على إل ياسين} 130
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (سلم علئال ياسين) بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة وَلَام مَكْسُورَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (سلم على إل ياسين) مَكْسُورَة الْألف سَاكِنة اللَّام). [السبعة في القراءات: 549]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آل ياسين) شامي، ونافع، ورويس). [الغاية في القراءات العشر: ٣79]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءال ياسين) [130]: بالمد شامي، ونافع، ويعقوب غير زيد). [المنتهى: 2/932]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (آل ياسين) بفتح الهمزة والمد وكسر اللام غير أن ورشًا أشبع المد قليلاً، وقرأ الباقون بكسر الهمزة وإسكان اللام من غير مد). [التبصرة: 319]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {على آل ياسين} (130): منفصلاً، مثل: (آل محمد).
والباقون: بكسر الهمزة، وإسكان اللام متصلاً). [التيسير في القراءات السبع: 434]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر ويعقوب: (على آل ياسين) منفصلا مثل آل محمّد وكذا رسم في جميع المصاحف والباقون بكسر الهمزة وإسكان اللّام متّصلا). [تحبير التيسير: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([130]- {إِلْ يَاسِينَ}، بالمد: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/747]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (999- .... .... .... .... .... = .... وَإِلْياسِينَ بِالْكَسْرِ وُصِّلاَ
1000 - مَعَ الْقَصْرِ مَعْ إِسْكَانِ كَسْرٍ دَنَا غِنىً = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [999] وغير (صحاب) رفعه الله ربكم = ورب وإلياسين بالكسر وصلا
[1000] مع القصر مع إسكان كسر (د)نا (غـ)ـنى = وإني وذو الثنيا وأني اجملا
...
و(إلياسين بالكسر)، أي بكسر الهمز. (وصل)، أي وصل (مع القصر مع إسكان كسر)؛ يعني إسكان كسرة اللام، فيصير ءال ياسين: إلياسين.
وكتبت في المصحف: (ءال ياسين)، كأن اسمه ياسين، وسلم على آله من أجله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم صل على آل أبي أوفى».
وإلياسين: لغة في إلياس كما سبق؛ وذلك مثل: إدراسين في إدريس.
وليس قول من قال: هو جمع منسوب إلى إلياس بصحيح، لأنه لو كان كذلك، لقال: ألاء ياسين كما قال:
قدني من نصر الخبيبين قدي
وإنما يصح ذلك لو وصلت الألف فقيل: على الياسين، فتكون الألف واللام دخلت على ياسين، كما دخلت على: أعجمين وخبيبين). [فتح الوصيد: 2/1212]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [999] وغير صحابٍ رفعه الله ربكم = ورب وإلياسين بالكسر وصلا
[1000] مع القصر مع إسكان كسرٍ دنا غنًى = وإني وذو الثنيا وأني أجملا
ح: (غيرُ صحاب): مبتدأ، (رفعه): خبر، (الله): فاعل (رفعه)، أي: مرفوعه الله، والهاء: للغير، (إلياسين): مبتدأ، (وُصلا): خبر، (بالكسر): متعلق به، (مع القصر): حال، وكذلك: (مع إسكان كسرٍ)، (دنا): جملة مستأنفة، أي: دنا المذكور، (غنًى) تمييز أو حال، (إني): مبتدأ ما بعده: عطف، (أجملا): خبر.
ص: قرأ غير حمزة والكسائي وحفصٌ: {الله ربكم وربٌ} [126] برفع الكلم الثلاث، على أن {الله}: مبتدأ، {ربكم}: خبر،
[كنز المعاني: 2/574]
وهم قرءوا ينصبهن بدلًا من {أحسن الخالقين} [125]، أو عطف بيان له.
وقرأ ابن كثير والكوفيون وأبو عمرو: {سلام على إل ياسين} [130] بكسر الهمزة وترك الألف بعدها وإسكان اللام لغة في (إلياس)، نحو: (ميكال) و(ميكائيل)، و(إدريس) و(إدريسين)، والباقون: (ءال ياسين) بفتح الهمزة ومدها وكسر اللام، والمراد: آل إلياسين، أو آل محمدٍ في قول). [كنز المعاني: 2/575] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} فكسر همزتها وقصرها وأسكن كسر لامها من ذكره في قوله:
1000- مَعَ الْقَصْرِ مَعْ إِسْكَانِ كَسْرٍ "دَ"نَا "غِـ"ـنًى،.. وَإِنِّي وَذُو الثُّنْيَا وَأَنِّيَ أُجْمِلا
عنى بالقصر حذف المد بين الهمزة المفتوحة واللام المكسورة فقرأ مدلول قوله: دنا غنا على ما لفظ به في البيت السابق، وغنا في موضع نصب على التمييز أو الحال؛ أي: دنا غناه أو ذا غناء؛ لأن هذه القراءة استغنت بوضوحها عن تأويل القراءة الأخرى؛ لأن هذا لغة في اسم إلياس على ما سبق، وقرأه نافع وابن عامر "آل ياسين" كما جاء في "آل عمران"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/131]
وكتبت كذا مفصولة في المصحف كأن اسمه يس على وزن ميكال، فيكون اسمه جاء في القرآن بأربع لغات، وكذا سبق في قراءة اسم جبريل وهي إلياس بقطع الهمزة ووصلها وياسين وإلياسين، وتكون القراءتان قد تضمنتا التسليم عليه وعلى آله، وقيل: أريد بآله نفسه، وقيل: سلم عليهم من أجله تنبيها على استحقاقهم لذلك؛ لعدم شهرتهم بخلاف آل باقي الأنبياء المسلم عليهم في هذه السورة، وقيل: المراد بالقراءتين آله وإلياسين جمع فهو من باب قول الراجز:
قدني من نصر الخبيس قدني
ورد هذا بأنه لو أريد لكان الوجه تعريفه فيقال الإلياسين كقوله: الخبييين، وقرئ على إلياسين بوصل الهمزة فهذا يمكن فيه ذلك؛ لأن فيه "أل" التعريف، وقيل: ياسين اسم أبي إلياس أضيف الآل إليه فدخل إلياس فيهم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/132]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (999 - .... .... .... .... .... = .... وإلياسين بالكسر وصّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 351]
1000 - مع القصر مع إسكان كسر دنا غنى = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون بكسر الهمزة من إِلْ ياسِينَ وحذف الألف بعدها وإسكان كسر اللام كلفظه، فتكون قراءة نافع والشامي بفتح الهمزة وإثبات ألف بعدها وكسر اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 352]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (195- .... وَإِلْيَاسِيْنَ كَالْبَصْرِ أُدْ وَكَالْـ = ـمَدِيْنِي حَلاَ .... .... .... ). [الدرة المضية: 37]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وإل ياسين كالبصر أد أي قرأ المرموز له (بألف) أد وهو أبو جعفر {إل ياسين} [130] كأبي عمرو بالكسر من القصر وإسكان اللام
[شرح الدرة المضيئة: 212]
موصولًا وعلم لخلف كذلك.
وقوله: كالمديني حلا أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بألف بعد الهمزة وكسر اللام منفصلة من يس وإليه أشار بقوله كالمديني). [شرح الدرة المضيئة: 213]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلْ يَاسِينَ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ، آلِ يَاسِينَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَمَدٍّ، وَقَطْعِ اللَّامِ مِنَ الْيَاءِ وَحْدَهَا مِثْلَ آلِ يَعْقُوبَ، وَكَذَا رُسِمَتْ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ بَعْدَهَا وَوَصْلِهَا بِالْيَاءِ كَلِمَةً وَاحِدَةً فِي الْحَالَيْنِ. وَانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرَانَ بِذَلِكَ عَنْ رَوْحٍ فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ الرُّوَاةِ. وَتَقَدَّمَ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ فِي وَصْلِ الْمَقْطُوعِ أَنَّهَا عَلَى قِرَاءَةِ هَؤُلَاءِ لَا يَجُوزُ قَطْعُهَا فَيُوقَفُ عَلَى اللَّامِ لِكَوْنِهَا مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ اتِّفَاقًا، وَذَلِكَ مِمَّا لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/360]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر ويعقوب {آل ياسين} [130] بالمد وقطع {آل} من {ياسين} كما رسمت وخفضها، والباقون بكسر الهمزة وإسكان اللام ووصلها بالياء، وانفرد ابن مهران به عن روح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 661]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (886 - وآل ياسين بإلياسين كم = أتى ظبىً .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وآل ياسين بالياسين (ك) م = أتى (ظ) بى وصل اصطفى (ج) د خلف (ث) م
أي قرأ ابن عامر ونافع ويعقوب «سلام على آل ياسين» كما رسمت مكان قراءة غيرهم إلياسين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 303]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآل ياسين بإلياسين (ك) م = (أ) تى (ظ) ما وصل اصطفى (ج) د خلف (ث) م
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وهمزة (أتى) نافع، وظاء (ظما)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/532]
يعقوب على آل ياسين [الصافات: 130] بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بلا ألف.
فوجه الثاني: جعله اسم النبي المذكور، وهي لغة ك طور سينآء [المؤمنون: 20] وسينين [التين: 2]، وإدريس [مريم: 56] وفروعه، وعليه فهي كلمة واحدة، لا وقف إلا على النون، وكتبت مفصولة؛ بناء على أنها أداة التعريف، وكسرت على الأصل المرفوض، [وهذا واضح على] وجه وصل الهمزة فيها، [فالسلام على] النبي نفسه.
[ووجه الأولى]: جعل آل كلمة بمعنى: أهل، مضاف إلى نبيهم، ف آل ياسين كآل محمد [صلّى الله عليه وسلّم] فهما كلمتان؛ ولذلك رسمت منفصلة.
ويجوز الوقف على آل، ويتم على آل ياسين، فالسلام على آل ياسين ذريته [وأتباعه]؛ إكراما له كقوله عليه السلام: «اللهمّ صلّ على [آل] أبي أوفى» أو ياسين أبو إلياسين، فالسلام عليه؛ لأنه من ذريته). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/533]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلْ يَاسِين" [الآية: 130] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/415]
والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب وبنيه، أو على جعله اسما للنبي المذكور -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة كطور سيناء وسينين، وهي حينئذ كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع أحديهما عن الأخرى، ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/416]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءال ياسين} قرأ نافع والشامي بهمزة مفتوحة قبل الألف، بعدها لام مكسورة مفصولة من {ياسين} كفصل اللام من العين في {ءال عمران} [33] وكذا رسمها في جميع المصاحف، فيجوز قطعها وقفًا إن اضطر لذلك.
والباقون بكسر الهمزة تحت الألف، وإسكان اللام بعدها، ووصلها بالياء في اللفظ، كالكلمة الواحدة، ولا يجوز قطعها، فيوقف على اللام إجماعًا.
قال المحقق: «وعلى قراءة من كسر الهمزة وقصرها وسكن اللام فقد قطعت رسمًا واتصلت لفظًا، ولا يجوز اتباع الرسم فيها وقفًا إجماعًا، ولم يقع لهذه الكلمة في القرآن نظير، والله أ علم» ). [غيث النفع: 1046]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}
{إِلْ يَاسِينَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحفص والكسائي وحمزة وعكرمة (إلياسين بهمز مكسورة، وهو جمع المنسوبين إلى إلياس، والأصل إلياسي، ثم حذفت ياء النسب، وقد حذفت لثقلها وثقل الجمع، أو هو لغة في إلياس مثل: ميكال وميكائيل.
- وقرأ أبو رجاء وابن محيصن وعكرمة والحسن بخلاف (على الياسين) بوصل الألف على أنه جمع يراد به إلياس، كذا قال الزمخشري.
- وقرأ الحسن (ألياسين) بفتح الهمزة.
وذكر الصفراوي أنها قراءة جعفر الصادق في اختياره (أل ياسين) بقطع الألف وسكون اللام بعدها.
- وقرأ زيد بن عليّ ونافع وابن عامر ويعقوب برواية رويس والأعرج
[معجم القراءات: 8/56]
وشيبة (على آل ياسين) بفتح الهمزة والمد وكسر اللام، والمراد به آل محمد.
وقيل: المراد ولد ياسين وأصحابه.
- قال مكي: (وأشبع ورش المد قليلًا).
- وقرأ ابن مسعود وقتادة (إدرسين).
- وقرأ قتادة (إدريسين) كذا بياء قبل السين.
- وقرأ ابن مسعود ويحيى والأعمش والمنهال بن عمرو وقتادة وقطرب والحكم ابن عيينة (على إدراسين).
وهي كذلك في مصحف ابن مسعود.
قال العكبري: (منسوبون إلى إدريس).
- وقرأ أبي بن كعب فيما حكاه أبو حاتم عنه (على إيليسين).
- وذكروا أنه قرأ (على إيليس) وهي كذلك في مصحفه، وقد
[معجم القراءات: 8/57]
حكى هذا أبو حاتم عنه.
- وقرأ الحسن وأبي بن كعب وأبو نهيك (على ياسين).
- وذكر الزجاج أنه قرئ (إلياس)). [معجم القراءات: 8/58]

قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت قراءة (المومنين) بالواو من غير همز، وانظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 8/58]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس