عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (11) إلى الآية (26) ]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}

قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فَاسْتَفْتِهِمْ لِرُوَيْسٍ فِي أُمِّ الْقُرْآنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/356]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فاستفتهم} [11] ذكر لرويس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 659]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم فاستفتهم [الصافات: 11] لرويس بالفاتحة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}
{فَاسْتَفْتِهِمْ}
- قراءة الجماعة بكسر الهاء وقفًا ووصلًا (فاستفتهم) وهو المناسب لكسر التاء قبله.
- وقرأ رويس (فاستفتهم) بضم الهاء وقفًا ووصلًا، وهي الأصل في الهاء.
{أَمْ مَنْ}
- قراءة الجماعة (أم من)، كلمتان: أم ومن، وهي أم المتصلة
[معجم القراءات: 8/10]
عطفت (من) على (هم).
- وقرأ الأعمش (أمن) بتخفيف الميم دون (أم)، جعله استفهامًا ثانيًا تقريرًا أيضًا بعد الاستفهام الأول: أهم..
{أَمْ مَنْ خَلَقْنَا}
- قراءة الجماعة (أم من خلقنا).
- وقرأ أبو جعفر بإخفاء النون في الخاء.
- وقرأ الضحاك والأعمش وعبد الله بن مسعود (أم من عددنا)، وهو تفسير عن خلقنا، أي من عددنا من الصافات وما بعدها من المخلوقين.
وذكر أبو حيان أنها كذلك في مصحفه، وإلى مثل هذا ذهب ابن عطية.
- وقرئ (أم من عددنا) بتشديد الدال.
{مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}
- وقراءة الجماعة (... لازب).
- وقرئ (... لازم).
ومعناهما واحد، أي لازق، والباء أعلى، والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميمًا لتقارب المخرج.
[معجم القراءات: 8/11]
- وقرئ (لاتب)، ومعناها كمعنى القراءتين السابقتين.
وقد ذكر هذه القراءة الزمخشري، وأخشى أن تكون تفسيرًا وليست قراءة!
وقال الفراء: (اللازب اللاصق، وقيس تقول: طين لاتب..).
وذكرها الشوكاني قراءة ثم قال: (ولا أدري من قرأ بذلك) فأخبر بما سمع ثم احترس!!). [معجم القراءات: 8/12]

قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في ضم التَّاء وَفتحهَا من قَوْله تَعَالَى {بل عجبت} 12
فَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {بل عجبت} بِضَم التَّاء
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {بل عجبت} بِفَتْح التَّاء). [السبعة في القراءات: 547]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بل عجبت) بضم التاء كوفي- غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: ٣78]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بل عجبت) [12]: بضم التاء كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/929]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (بل عجبت) بضم التاء، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 318]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {بل عجبت} (12): بضم التاء.
[التيسير في القراءات السبع: 431]
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 432]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (بل عجبت) بضم التّاء، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 528]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَجِبْتَ) بضم التاء ابن مقسم، وكوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، الباقون بفتحها، وهو الاختيار يعجب نبيه عليه السلام). [الكامل في القراءات العشر: 627]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {بَلْ عَجِبْتَ} بضم التاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/745]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (996- .... وَاضْمُمْ تَا عَجِبْتَ شَذاً .... = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([996] بثقليه واضمم تا عجبت (شـ)ـذا وسا = كن معا او آباؤنا (كـ)ـيف (بـ)ـللا
...
و{بل عجبت}: المعنى أن من شاهدهم يقول: عجبت لأنه يعاين منهم العجب، لأنه قال: {فاستفتهم أهم أشد خلقًا أم من خلقنا}، وهو ماقدم ذكره في المشارق والمغارب والسماء وزينتها وحفظها، والشياطين وتمردها،
[فتح الوصيد: 2/1207]
والملأ الأعلى وما فيه من أنواع الملائكة، والأرض، وما بين السماء والأرض، أفهم في الإعادة يوم النشور أشد خلقا أم من خلقنا ؟!
وقال: {من}، ولم يقل (ما) تغليبًا لمن يعقل.
ثم قال: {إنا خلقنهم من طين} في المبدأ، فكيف أنكروا إخراجهم من التراب في الإعادة؟
فلما قيل لهم ذلك، سخروا فقال: (بل عجبت وهم يسخرون).
وهي قراءة علي وابن عباس وابن مسعود.
ولا وجه لإنكارها؛ فإن إضافة العجب والسخط والرضى والحب والبغض إلى الله سبحانه، ليس على وجه إضافته إلى البشر. وكذلك {سخر الله منهم}.
والعجب من الخلق، إذ يرى الإنسان ما يندر وقوعه ويقل عرفه فيقول: عجبت.
وإذا فعل الآدمي ما يعجب منه من خير عظيم أو شر كبير، جاز أن يقال: عجب الله منه. وقد جاء في الحديث «تعجب ربكم من إلكم وقنوطكم ومن إجابته لكم».
والمراد بذلك، الاستعظام لوقوع ذلك؛ وهو مثل قوله: {وإن تعجب فعجب قولهم}.
[فتح الوصيد: 2/1208]
و{بل عجبت} بالفتح، أي عجبت یا محمد من قدرة الله تعالى على هذه المخلوقات العظيمة، وهم يسخرون وينكرون المعاد.
وكان شريح يقرأ بالفتح ويقول: الله تعالى لا يعجب، إنما يعجب من لا يعلم. فقال النخعي: إن شريحًا كان يعجبه علمه، وابن مسعود أعلم.
ويجوز أن يكون المعني: قل يا محمد: بل عجبت). [فتح الوصيد: 2/1209]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [995] بزينة نون في ندٍ والكواكب انـ = صبوا صفوةً يسمعون شذًا علا
[996] بثقليه واضمم تا عجبت شذًا وسا = كنٌ معًا وآباؤنا كيف بللا
ح: (بزينة): مفعول (نون)، (في ندٍ): حال، أي: في مكان ندٍ، وروي (ندًا) بالألف، أي: في كرم، (صفوةً): حال من الفاعل، وهو الواو في (انصبوا)، و (الكواكب): مفعوله، (صفوةً): جمع، (صفي)، كـ (صبية) جمع (صبي)، (يسمعون): مبتدأ، (علا): فعل ماضٍ خبره، (شذًا): مفعوله، أو حال مقدم، أو تمييز كذلك عند من يجوزه، (بثقليه): متعلق
[كنز المعاني: 2/569]
بـ (علا)، (تا): مفعول (اضمم) أضيف إلى (عجبت)، وقصر ضرورة، (أو آباؤنا): مبتدأ، (ساكنٌ): خبره، (معًا): حال، (كيف بللا): ظرف له، ومعناه: حال تبليله وقلته؛ لأنه لم يقرأ به سوى ابن عامر وقالون.
ص: قرأ حمزة وعاصم: {إنا زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكب} [6] بتنوين {بزينةٍ} وجر {الكواكب} على البدل غير أبي بكر، فإنه ينصبه بإعمال (الزينة) فيه، أو بتقدير (أعني)، أو على البدل من محل (زينة)، والباقون: بترك التنوين وجر {الكواكب} بإضافة (الزينة) إليها.
فتلك ثلاث قراءات: {بزينةٍ الكواكب} بالتنوين والجر: لحمزة وحفص، بالتنوين والنصب: لأبي بكر، بإضافة {بزينة} إلى {الكواكب} للباقين.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} [8] بتشديد السين والميم، على أن الأصل: (يتسمعون) أدغمت التاء في
[كنز المعاني: 2/570]
السين، والباقون: (يسمعون) بتخفيف السين والميم، نحو: (يذهبون)، وإنما عدي بـ {إلى} لما فيه من معنى الإصغاء.
وقرأ حمزة والكسائي: (بل عجبتُ ويسخرون) [12] بضم التاء، على أن الفعل لله على سبيل المجاز، أي: انتهى حالهم في القبح إلى حد يتعجب منه تعجب الإنكار والذم، أو (قل) مضمر، أي: قل: بل عجبت، والباقون: بالفتح على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقرأ ابن عامر وقالون: {أو آباؤنا الأولون} في الموضعين: هنا [17]، وفي الواقعة [48] بسكون الواو على أن {أو} حرف عطف، كما مضى في {أو أمن} [الأعراف: 98].
[كنز المعاني: 2/571]
والباقون: بفتحها على أن الهمزة للاستفهام، والواو حرف عطف كما في: {أوعجبتم} [الأعراف: 63] ). [كنز المعاني: 2/572] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: واضمم تاء عجبت شذا؛ أي: ذا شذا فهو حال من الفاعل أو المفعول، وإضافة العجب إلى الله تعالى، وكذا سائر ما أضيف إليه مما لا يصح إنصافه بأعيانه المراد منه لوازمه وثمراته، فالمعنى هنا أن حال هؤلاء انتهت في القبح إلى حد يتعجب منه تعجب الإفكار والذم، وذكر أبو عبيد أنها قراءة ابن مسعود وابن عباس وعبد الله بن مقفل وإبراهيم ويحيى بن وثاب والأعمش -رضي الله عنهم- ويشهد لها: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ}، فأخبر الله جل جلاله أنه عجب، والحديث المرفوع: "لقد عجب الله البارحة من فلان".
قلت: وفي حديث آخر: "يعجب ربكم من إلكم وقنوطكم".
واختار أبو عبيد قراءة الرفع، وقال الفراء: الرفع أحب إلينا؛ لأنها قراءة علي وعبد الله وابن عباس -رضي الله عنهم- قال: والعجب وإن أسند إلى الله تعالى فليس معناه منه كمعناه من العباد كما أنه قال: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}. {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}.
وعجبت بالفتح خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل: التقدير في الضم: قل يا محمد: بل عجبت). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/128]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (996 - .... واضمم تا عجبت شذا .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ بضم التاء، فتكون قراءة غيرهم بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 351]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ((وَاخْتَلَفُوا) فِي: بَلْ عَجِبْتَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/356]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {بل عجبت} [12] بضم التاء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 659]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (883 - عجبت ضمّ التّا شفا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عجبت ضمّ التّا (شفا) اسكن أو (عم) = لا أزرق معا يرفّوا (ف) ز بضم
يريد «عجبت» قرأه بضم التاء مدلول شفا، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 303]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
عجبت ضمّ التّا (شفا) اسكن أو (عمّ) = لا أزرق معا يزفّوا (ف) ز بضمّ
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/528]
ش: أي: قرأ [ذو] (شفا) [حمزة والكسائي وخلف] بل عجبت [الصافات: 12] بضم التاء وهو مسند للمتكلم على حد: وإن تعجب فعجب [الرعد: 5]، وهو انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه، فهو على الله تعالى محال؛ فتأويله: أن هؤلاء من رأى حالهم من الناس [يقول: «عجبت»].
والباقون بفتحها وهو مسند للمخاطب، أي: بل عجبت يا رسول الله من إنكارهم الوحي، وهم يسخرون منك، أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق، أو من إنكارهم البعث، وهو أسهل من المخلوقات المتقدمة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عْجِبَت" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم المضمومة أي: قل يا محمد بل
[إتحاف فضلاء البشر: 2/408]
عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت؛ لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة؛ لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه، وإسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك والتبشبش ونحوهما، فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين، وحينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها والضمير للرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: بل عجبت من قدرة الله تعالى هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة الله تعالى، أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/409]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عجبت} [12] قرأ الأخوان بضم التاء، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 1041]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}
{عَجِبْتَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر (عجبت) بتاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
والمعنى: عجبت من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك ومن تعجبك.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن سعدان وابن مقسم وأبو بكر وطلحة وابن أبي ليلى وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود والنخعي
[معجم القراءات: 8/12]
وابن وثاب والسلمي وخلف وطلحة وسفيان والأعمش وابن عباس، وأبو عبيد والنخعي وأبو وائل شقيق بن سلمة وسعيد بن جبير، هي اختيار أبي عبيدة (عجبت) بضم التاء، والظاهر أن ضمير المتكلم لله تعالى، والعجب لا يجوز على الله تعالى لأنه روعة تعتري المتعجب من الشيء، وقد جاء في الحديث إسناد العجب إلى الله تعالى، وتؤول على أنه صفة فعل يظهرها الله تعالى في صفة المتعجب منه من تعظيم أو تحقير حتى يصير الناس متعجبين منه، والمعنى: بل عجبت من ضلالتهم وسوء عملهم وجعلتها للناظرين فيها وفيما اقترن فيها من شرعي وهداي متعجبًا.
وأنكر شريح القاضي هذه القراءة وقال: (الله لا يعجب) فقال إبراهيم: كان شريح معجبًا بعلمه، وعبد الله أعلم منه، يعني عبد الله بن مسعود.
وقال الفراء: (قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها أحب إليَّ؛ لأنها قراءة عليّ وابن مسعود وعبد الله بن عباس).
قلت: اهتمام الفراء بقراءات ابن مسعود بين لمن يتتبع تفسيره وقراءات عبد الله فيه.
وقال أبو جعفر: (سمعت عليّ بن سليمان يقول: معنى القراءتين واحد ...).
وقال ابن حجر في الفتح: (وأما الضم فحكاية شريح تدل على أنه
[معجم القراءات: 8/13]
حمله على الله وليس لإنكاره معنى؛ لأنه إذا ثبت حمل على ما يليق به سبحانه وتعالى، ويحتمل أن يكون مصروفًا للسامع، أي: قل: بل عجبت ويسخرون ...) ). [معجم القراءات: 8/14]

قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13)}
{ذُكِّرُوا}
- قراءة الجماعة بتشديد الكاف (ذكروا) من التذكير، أي إذا وعظوا لا يتعظون.
- وقرأ الضحاك وسعيد بن جبير وأبو المتوكل وأبو عمران والجحدري وجناح ابن حبيش (ذكروا) بكسر الكاف مخفف، وهذا من الذكر، ولا أعرف له وجهًا إلا أن يكون المجرد والمزيد معناهما هنا واحد.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما؟). [معجم القراءات: 8/14]

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}
{يَسْتَسْخِرُونَ}
- قراءة الجماعة بالخاء (يستسخرون)، من استسخر إذا طلب السخرية، أي: يبالغون فيها.
- وقرئ (يستسحرون) بالحاء المهملة، وهو إشارة إلى ما ذكره ركانة على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم من معجزات، فجعلوا هذا من باب السحر.
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 8/14]

قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15)}
{سِحْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 8/15]

قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أذا) [16، 53]: مستفهم، (إنا) [16، 53]: خبر في موضعين: مدني، وعلي، ويعقوب، وقاسم، وسهل. بضده دمشقي، وافقه فضل في الثاني. كلاهما خبر: زيد طريق البخاري. الباقون بالاستفهام فيهن. وخالف عيسى أصله في الحرف الأول فجمع بينهما كحمزة). [المنتهى: 2/930] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الاستفهامان منها في الموضعين (16، 53): قد ذكر). [التيسير في القراءات السبع: 432] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَئِذَا مِتْنَا أَئِنَّا
[النشر في القراءات العشر: 2/356]
فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/357] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أءذا * أءنا} كلاهما في الموضعين [16، 53] ذكرن في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 659] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَإِذَا مِتْنَا، أَإِنَّا لَمَبْعُوثُون" [الآية: 16] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله، فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل بالألف وورش وابن كثير ورويس كذلك، لكن بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مر، وجواب أئذا على الاستفهام محذوف أي: نبعث ويدل عليه لمبعوثون قاله في البحر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/409]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "متنا" معا بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف كما مر بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أاذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا} [16] قرأ نافع وعلي بالاستفهام في الأول، وهو {أا ذا} والإخبار في الثاني، وهو {إنا} والشامي بعكس ذلك، وهو الإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما.
وأصولهم في الهمزتين، من التحقيق والتسهيل، والإدخال وعدمه، لا يخفى وقد تقدم مثله وكذلك كسر ميم {متنا} لنافع وحفص والأخوين، وضمهما للباقين). [غيث النفع: 1041]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)}
{أَإِذَا مِتْنَا ... أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}
- قرأ نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (أإذا ... إنا)، بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني.
- وقرأ ابن عامر (إذا ... أإنا)، بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني.
- وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما.
- وقرأ ابن يزداد عن أبي جعفر ونافع برواية قالون وزيد عن يعقوب وأبو عمرو واليزيدي بالتسهيل بين الهمزة والياء مع الفصل بينهما بألف.
- وقرأ ورش وابن كثير ورويس وابن محيصن، بالتسهيل فيهما، ولكن بلا فصل.
- وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بالتحقيق فيهما بلا فصل.
وأما هشام، فعنه وجهان:
[معجم القراءات: 8/15]
1- التحقيق بلا فصل، وبه قرأ الداجوني عن هشام في الباب كله عند جمهور العراقيين وغيرهم، وهو الصحيح من طريق زيد عنه.
2- التحقيق والفصل في الجميع، وهو المشهور عن الحلواني عنه عند جمهور العراقيين.
{مِتْنَا}
- قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعرج وشيبة (متنا) بكسر الميم.
- وقرأ الباقون (متنا) بضم الميم، وهي رواية شعبة عن عاصم.
وتقدم هذا في الآية/157 من آل عمران في (متم)، فارجع إليه). [معجم القراءات: 8/16]

قوله تعالى: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو آباؤنا) وفي الواقعة ساكنة الواو، مدني- غير ورش- وشامي). [الغاية في القراءات العشر: ٣78]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو ءاباؤنا) [17]، وفي الواقعة [48]: ساكنه الواو: مدني، دمشقي). [المنتهى: 2/930]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قالون، وابن عامر: {أو آباؤنا} (17)، هنا، وفي الواقعة (48): بإسكان الواو.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 432]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قالون وابن عامر وأبو جعفر: (أو آباؤنا) هنا وفي الواقعة بإسكان الواو والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([17]- {أَوَآبَاؤُنَا} هنا، وفي [الواقعة: 48] ساكنة الواو: نافع وابن عامر.
ونقل ورش الحركة). [الإقناع: 2/745]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (996- .... .... .... .... وَسَا = كِنٌ مَعاً وآبَاؤُنَا كَيْفَ بَلَّلاَ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [996] بثقليه واضمم تا عجبت (شـ)ـذا وسا = كن معا او آباؤنا (كـ)ـيف (بـ)ـللا
...
(وساكنٌ معنا أو آباؤنا)، يريد هاهنا وفي الواقعة، وهو مثل: (أو أمن من أهل القرى).
و(كيف بلل)، على تبليله وقلته؛ أي إنه لم يقرأ به سوی ابن عامر وقالون. ويرد به رواية ابن مجاهدٍ ذلك عن نافع، وقد شرط أنه متى اتفق أصحاب نافع قال: قرأ نافع.
ورواية أبي يعقوب الأزرق وعبد الصمد عن ورش، بفتح الواو.
والذي روى الإسكان عن ورش الإصبهاني، مثل: (أو امن) ). [فتح الوصيد: 2/1209]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [995] بزينة نون في ندٍ والكواكب انـ = صبوا صفوةً يسمعون شذًا علا
[996] بثقليه واضمم تا عجبت شذًا وسا = كنٌ معًا وآباؤنا كيف بللا
ح: (بزينة): مفعول (نون)، (في ندٍ): حال، أي: في مكان ندٍ، وروي (ندًا) بالألف، أي: في كرم، (صفوةً): حال من الفاعل، وهو الواو في (انصبوا)، و (الكواكب): مفعوله، (صفوةً): جمع، (صفي)، كـ (صبية) جمع (صبي)، (يسمعون): مبتدأ، (علا): فعل ماضٍ خبره، (شذًا): مفعوله، أو حال مقدم، أو تمييز كذلك عند من يجوزه، (بثقليه): متعلق
[كنز المعاني: 2/569]
بـ (علا)، (تا): مفعول (اضمم) أضيف إلى (عجبت)، وقصر ضرورة، (أو آباؤنا): مبتدأ، (ساكنٌ): خبره، (معًا): حال، (كيف بللا): ظرف له، ومعناه: حال تبليله وقلته؛ لأنه لم يقرأ به سوى ابن عامر وقالون.
ص: قرأ حمزة وعاصم: {إنا زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكب} [6] بتنوين {بزينةٍ} وجر {الكواكب} على البدل غير أبي بكر، فإنه ينصبه بإعمال (الزينة) فيه، أو بتقدير (أعني)، أو على البدل من محل (زينة)، والباقون: بترك التنوين وجر {الكواكب} بإضافة (الزينة) إليها.
فتلك ثلاث قراءات: {بزينةٍ الكواكب} بالتنوين والجر: لحمزة وحفص، بالتنوين والنصب: لأبي بكر، بإضافة {بزينة} إلى {الكواكب} للباقين.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} [8] بتشديد السين والميم، على أن الأصل: (يتسمعون) أدغمت التاء في
[كنز المعاني: 2/570]
السين، والباقون: (يسمعون) بتخفيف السين والميم، نحو: (يذهبون)، وإنما عدي بـ {إلى} لما فيه من معنى الإصغاء.
وقرأ حمزة والكسائي: (بل عجبتُ ويسخرون) [12] بضم التاء، على أن الفعل لله على سبيل المجاز، أي: انتهى حالهم في القبح إلى حد يتعجب منه تعجب الإنكار والذم، أو (قل) مضمر، أي: قل: بل عجبت، والباقون: بالفتح على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقرأ ابن عامر وقالون: {أو آباؤنا الأولون} في الموضعين: هنا [17]، وفي الواقعة [48] بسكون الواو على أن {أو} حرف عطف، كما مضى في {أو أمن} [الأعراف: 98].
[كنز المعاني: 2/571]
والباقون: بفتحها على أن الهمزة للاستفهام، والواو حرف عطف كما في: {أوعجبتم} [الأعراف: 63] ). [كنز المعاني: 2/572] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} هنا وفي الواقعة وإلى ذلك الإشارة بقوله: معا فإسكان الواو وفتحها كما مضى في: {أَوَأَمِنَ} في سورة الأعراف، وتقدير النظم: أوآباؤنا ساكن معا فالواو للعطف نحو: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ}.
قال الشيخ: ومعنى كيف بللا؛ أي: على تبليله وقلته؛ أي: لم يقرأ به سوى ابن عامر وقالون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/129]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (996 - .... .... .... .... وسا = كن معا أو آباؤنا كيف بلّلا
....
وقرأ ابن عامر وقالون: أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ* هنا وفي الواقعة بإسكان واو أو* وقرأ غيرهما بفتح الواو في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 351]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (193- .... .... .... .... .... = وَاسْكِنَنْ أَوْ أُدْ .... .... ). [الدرة المضية: 37]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: واسكنا أو اد أي قرأ مرموز (ألف) اد وهو أبو جعفر {أو آباؤنا} [17] هنا وفي الواقعة [48] بإسكان واو أو في الموضعين
[شرح الدرة المضيئة: 211]
على أن {أو} حرف عطف فخالف أصله باعتبار أحد روايتيه وعلم للآخرين بفتح الواو فيهما على أن الهمزة للاستفهام والواو حرف عطف). [شرح الدرة المضيئة: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوَآبَاؤُنَا هُنَا، وَفِي الْوَاقِعَةِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَقَالُونُ بِإِسْكَانِ الْوَاوِ فِيهِمَا. وَاخْتُلِفَ عَنْ وَرْشٍ، فَرَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِنَقْلِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ بَعْدَهَا إِلَيْهَا كَسَائِرِ السَّوَاكِنِ. وَرَوَى الْأَزْرَقُ عَنْهُ فَتْحَ الْوَاوِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/357]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون والأصبهاني عن ورش {أوءاباؤنا} هنا [17]، وفي الواقعة [48] بإسكان الواو، والأصبهاني ينقل على أصله، والباقون بفتحها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 660]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (883- .... .... .... اسكن أو عم = لا أزرقٌ معاً .... .... .... ). [طيبة النشر: 93]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أو عم: أي قرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون والأصبهاني عن ورش «أو آباؤنا» بإسكان الواو، والأصبهاني ينقل على أصله قوله: (معا) أي هنا وفي سورة الواقعة، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 303]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول [(عم)] المدنيان وابن عامر إلا الأزرق: أو ءاباؤنا الأوّلون قل نعم [الصافات: 17، 18] أو ءاباؤنا الأوّلون قل إنّ في الواقعة [الآيتان: 48، 49] بإسكان الواو على أن العطف بـ «أو» التي لأحد الشيئين، والباقون بفتحها على أن العطف بالواو، وأعيدت معها همزة الإنكار وأو ءابآؤنا عليهما عطف على محل إنّ واسمها، ويحسن على ضمير الخبر للفاتح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أو آباؤنا" هنا والواقعة فقالون وابن عامر وأبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين، وقرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته، والباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار، وآباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي: مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان: وتعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن واسمها أو على ضمير مبعوثون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أوءابآؤنا} [17] قرأ قالون والشامي بإسكان واو {أو} حرف عطف، والباقون بفتح الواو، حرف عطف دخلت عليها همزة الإنكار، وأعيدت للتأكيد، فليست الحركة عند الأزرق حركة النقل كما توهم، بل هي أصلية). [غيث النفع: 1041]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)}
{أَوَآبَاؤُنَا}
- قرأ الجمهور (أو آباؤنا) بفتح الواو في (أو) على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار.
وآباؤنا: مبتدأ خبره محذوف أي: مبعوثون؛ لدلالة ما قبله عليه. وهذا مذهب أبي حيان.
وذهب الزمخشري غير هذا المذهب وتعقبه أبو حيان.
- وقرأ أبو جعفر وشيبة وابن عامر ونافع في رواية قالون (أو
[معجم القراءات: 8/16]
آباؤنا) بالسكون على الواو: فهي حرف عطف (أو).
- وقرأ الأصبهاني عن ورش بنقل حركة همزة (آباؤنا) إلى الواو قبلها على القاعدة المعروفة، وصورتها (أو اباؤنا) كذا!
- وروى الأزرق عن ورش فتح الواو من غير نقل كالباقين). [معجم القراءات: 8/17]

قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {قل نعم} (18): بكسر العين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 432]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و (قل نعم) قد ذكر في الأعراف). [تحبير التيسير: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَعَمْ لِلْكِسَائِيِّ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/357]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نعم} [1] ذكر للكسائي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 660]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نعم" بكسر العين الكسائي ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نعم} [18] قرأ علي بكسر العين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 1042]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18)}
{قُلْ}
- قراءة الجماعة (قل) على الطلب.
- وقرئ (قال...) فعلًا ماضيًا.
{نَعَمْ}
- قراءة الجماعة بفتح النون والعين (نعم).
- وقرأ ابن وثاب والكسائي والشنبوذي (نعم) بضم النون وكسر العين، وهي لغة لكنانة وهذيل.
وتقدم هذا في الأعراف/44، 114، والشعراء في الآية/41.
{دَاخِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 8/17]

قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}
{يَا وَيْلَنَا}
- وقف أبو حاتم على قوله تعالى (يا ويلنا)، وجعل (هذا يوم الدين) من قول الله تعالى لهم أو الملائكة.
- وقراءة الجماعة بغير الوقف على أن (هذا يوم الدين) من قولهم أيضًا.
قال الأنباري: (وقالوا يا ويلنا) وقف تام، فقالت الملائكة: هذا يوم الدين. هذا يوم الفصل ...).
ويجوز أن يكون (هذا يوم الدين) من كلام الكفرة لما عاينوا الحساب قالوا: يا ويلنا هذا يوم الدين أي يوم الحساب، فالوقف في هذا المذهب على الدين) انتهى). [معجم القراءات: 8/18]

قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تكذبون} تام وقيل كاف، فاصلة، وتمام نصف الحزب، اتفاقًا). [غيث النفع: 1042]

قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
{ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}
- قراءة الجماعة (ظلموا) بواو الجماعة.
- وغلظ اللام الأزرق وورش.
- قراءة الجماعة (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) بالنصب عطفًا على (الذين) أي: واحشروا أزواجهم، أي: نساءهم الكافرات.
- وقرأ عيسى بن سليمان الحجازي (.. وأزواجهم) بالرفع عطفًا على ضمير (ظلموا) أي: احشروا الذين ظلموا وظلم أزواجهم فاهدوهم..
[معجم القراءات: 8/18]
- وقرأ بعضهم (... وظلم أزواجهم) مصرحًا بلفظ الفعل). [معجم القراءات: 8/19]

قوله تعالى: {مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 23] بالسين قنبل بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {احشروا الذين ظلموا}
{صراط} [23] جلي). [غيث النفع: 1043]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
{صِرَاطِ}
- قرأ قنبل بخلاف عنه ورويس (سراط) بالسين.
- وقراءة الإشمام عن خلف عن حمزة.
ومر ببيان أفضل من هذا في سورة الفاتحة، فارجع إليه إن شئت، فإن ما ذكرته هنا يذكرك ببعض ما مضى ولا يغنيك عنه). [معجم القراءات: 8/19]

قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "مسئولون" بوجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السينو وأما بين بين فضعيف جدا كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مسئولون} لا يمده ورش لأن قبل الهمزة ساكنًا صحيحًا، وإن وقف عليه حمزة نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذفها). [غيث النفع: 1043]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}
{إِنَّهُمْ}
- قراءة الجماعة (إنهم...) بكسر الهمزة على الاستئناف المفيد للعلة.
- وقرأ عيسى بن عمر وابن السميفع (أنهم...) بفتح الهمزة على تقدير: لأنهم، أو بأنهم..، وهو تقدير الكسائي.
{مَسْئُولُونَ}
- قراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين (مسؤولون).
وعن حمزة في الوقف وجهان:
[معجم القراءات: 8/19]
الأول: نقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة، فتصبح صورتها: (مسولون).
الثاني: تسهيل الهمزة بين بين.
وقد ضعف صاحب النشر هذا فقال: (وهو ضعيف جدًا)، ونقله صاحب الإتحاف.
وتقدم هذا في الآية/34 من سورة الإسراء). [معجم القراءات: 8/20]

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (193- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَكَالْبَزِّ أَوْصِلَا
194 - تَنَاصَرُوا اشْدُدْ تَا تَلَظَّى طُوًى .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 37]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وكالبز أوصلا تناصروا واشدد تا تلظي طوى أي قرأ مرموز (ألف) أوصلا وهو أبو جعفر {ما لكم لا تناصرون} [25] بتشديد التاء في الوصل فأشار أولا إلى الترجمة بقوله كالبز وثانيًا إلى القيد بقوله أوصلا وأما إن أبتدأ به فيحذف إحدى التاءين كالجماعة لأن أصلها تتناصرون وعلم للآخرين في الوصل كالابتداء وقوله: واشدد تا تلظى طوى أي كالبزي في الوصل وعلم لمن بقي بتاء واحدة). [شرح الدرة المضيئة: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (لَا تَّنَاصَرُونَ) لِأَبِي جَعْفَرٍ وَالْبَزِّيِّ، فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/357]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا تناصرون} [25] ذكر لأبي جعفر والبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 660]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم لا تناصرون [الصافات: 25] للبزي وأبي جعفر، والمخلصين [الصافات: 40] بيوسف [الآية: 24]، وللشّاربين [الصافات: 46] لابن ذكوان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/529] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا تَنَاصَرُون" بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه وأبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليلو ويشبع المد للساكنين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تناصرون} قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، مع المد الطويل، والباقون بالتخفيف والقصر). [غيث النفع: 1043]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}
{لَا تَنَاصَرُونَ}
- قراءة الجماعة (... لا تناصرون) بتاء واحدة خفيفة، على تقدير: تتناصرون، فحذفت التاء التي هي تاء المضارعة مع إرادتها.
- وقرأ خالد وعبد الله بن مسعود (لا تتناصرون) بتاءين.
- وقرأ أبو جعفر والبزي بخلف عنه وابن فليح (لا تناصرون) بتشديد التاء وصلًا مع المد المشبع للساكنين.
- وقراءة أبي جعفر والبزي في الابتداء بالتخفيف كقراءة الجماعة (تناصرون) ). [معجم القراءات: 8/20]

قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}
{الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم). [معجم القراءات: 8/21]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس