عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 06:46 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

ذكر امتحان عفّان بن مسلم رحمه الله وما كان من ثباته على الحق

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشميّ الخطيب، كان في جامع منصورٍ قال: حدّثنا أبو عليٍّ حنبل بن إسحاق بن حنبلٍ، قال: حضرت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ عند عفّان وكان أوّل ما امتحن عفّان، وسأله يحيى بعدما امتحن من الغد فقال له: يا أبا عثمان أخبرنا بما كلّمك به إسحاق وما كان مرّده عليك؟
فقال: «يا أبا زكريّا لم أسوّد وجهك ولا وجوه أصحابك، يعني بذلك أنّي لم أجب»
فقال له: كيف كان؟
قال: " قرأ عليّ الكتاب الّذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرّقة، فإذا فيه: امتحن عفّان وادعه إلى أن يقول: القرآن - يعني: مخلوقٌ - فإن أجاب فأقرّه على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به، فاقطع عنه الّذي تجري عليه " قال عفّان: " فلمّا قرأ عليّ، قال لي إسحاق: ما تقول؟ فقرأت عليه {قل هو اللّه أحدٌ} [الإخلاص: 1] " فقال لي إسحاق: يا شيخ إنّ أمير المؤمنين يقول: إنّك إن لم تجبه إلى ما يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا نحن أيضًا.
فقال: قال عفّان: فقلت له: فقول اللّه عزّ وجلّ {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} [الذاريات: 22] قال: فسكت عنّي وانصرفت، فسرّ أبو عبد اللّه بذلك ويحيى وأصحابهم "
قال حنبلٌ: فسمعت أبا عبد اللّه بعد ذلك يقول: " سبحان اللّه كان النّاس يتكلّمون يعني: في هذين الشّيخين ويذكرونهما، وكنّا من النّاس في أمرهما ما اللّه به عليمٌ، قاما للّه بأمرٍ لم يقم به أحدٌ مثل ما قاما به عفّان وأبو نعيمٍ.
- وحدّثنا أبو إسحاق إبراهيم الشّيرجيّ، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: حدّثني أبو بكرٍ الأعين، قال: كنت عند عفّان وقد دعاه إسحاق لهذا الأمر، فقال: " أعطوني ثيابي، فجاءوه بقميصٍ جديدٍ، فقال لهم: هذا يكون لكم، هاتوا قميصًا خلقًا. قال: فألبسته إيّاه، يعني: لضرب العنق "
- وأخبرني أبو عمرٍو عثمان بن عمر قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن هارون، قال: أخبرنا عليّ بن سهل بن المغيرة البزّاز، قال: " لمّا امتحن عفّان قال: امتحنه إسحاق بن إبراهيم بكتاب المأمون، وكان المأمون يجري على عفّان كلّ شهرٍ خمسمائة درهمٍ، وكان إسحاق يجري عليه ثلاثمائة درهمٍ، فكتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم: امتحن عفّان، فإن أجاب إلى خلق القرآن، فأجر عليه ما كنّا نجري، وإن لم يجب، فأسقط عنه ما كان يجرى عليه، فبعث إسحاق فأحضره، وقرأ عليه كتاب المأمون فأبى أن يجيب، فقال له إسحاق: يا شيخ إنّه يقطع عنك ما كان يجري عليك إن لم تجب، فلا أدري ما ردّ عليه، قال عليّ بن سهلٍ: فأحسن إسحاق في أمره، وكتب إلى المأمون أنّه شيخٌ كبيرٌ مريضٌ، وقد امتحنه فلم يجب، ولا أحسب يصل كتابي إلى أمير المؤمنين إلّا وقد توفّي.). [الإبانة الكبرى: 6/ 293-295]


رد مع اقتباس