عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:37 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}


تفسير قوله تعالى: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين (19)}
هذا الاختيار، أعني ذكر أنت، تقول اذهب أنت وزيد، ولو قلت: اذهب وزيد كان قبيحا.
وقد فسرناه فيما سلف:
وقوله: {ولا تقربا هذه الشّجرة}.
قال بعضهم: هي السنبلة، وقيل هي شجرة الكرم.
وقوله: {فتكونا من الظّالمين}.
الأجود أن يكون. " فتكونا " في موضع نصب على جوانب الأمر بالفاء.
أي فإنكما إن قربتماها كنتما من الظالمين.
ويجوز أن يكون في موضع جزم عطفا على قوله: ولا تقربا فتكونا، أي فلا تكونا من الظالمين). [معاني القرآن: 2/ 326]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تقربا هذه الشجرة}
روي عن ابن عباس أنها السنبلة). [معاني القرآن: 3/ 20]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فوسوس لهما الشّيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}
وقال: {فوسوس لهما الشّيطان} والمعنى: فوسوس إليهما الشيطان. ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل، ومنهم من تقول: "غرضت" في معنى: اشتقت إليه. وتفسيرها: غرضت من هؤلاء إليه.
وقال: {إلاّ أن تكونا ملكين} يقول: {ما نهاكما إلاّ} كراهة {أن تكونا} كما تقول: "إياك أن تفعل" أي: كراهة أن تفعل). [معاني القرآن: 2/ 3-4]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {سوآتهما} بالجمع.
وقراءة أخرى "سوأتهما" يصير واحدًا.
والسوءة: الفرج، والعورة أيضًا.
وقال الشاعر:
خرقوا جيب فتاتهم = لم يبالوا سوءة الرجله
يريد: المرأة.
قراءة الحسن {إلا أن تكونا ملكين} أي من الملائكة، وحكيت قراءة أخرى "ملكين" من الملك؛ ولم تسم لنا). [معاني القرآن لقطرب: 561]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ليبدي لهما} أي ليظهر. ما ووري عنهما أي ستر.
والتّواري والمواراة منه). [تفسير غريب القرآن: 166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فوسوس لهما الشّيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}
تدل واللّه أعلم على معنى قوله: {وقال ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين}.
ويجوز ملكين، لأن قوله: {هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}
يدل على ملكين وأحسبه قد قرئ به، فتدل - واللّه أعلم - على أن القول إنّما كان وسوسة من إبليس.
والأجود أن يكون خطابا، لقوله {وقاسمهما إنّي لكما لمن النّاصحين (21)} ). [معاني القرآن: 2/ 326]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما}؛ أي ليظهر لهما ما ستر عنهما من فروجهما ومن هذا تواريت من فلان
وقرأ الضحاك ويحيى بن أبي كثير ما أوري عنهما
وقوله جل وعز: {إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}
وأكثر الناس على فتح اللام وقال من احتج بكسر اللام قوله جل وعز: {وملك لا يبلى} يدل على القراءة ملكين لأن ملكا من ملك
وأنكر أبو عمرو بن العلاء كسر اللام وقال لم يكن قبل
آدم عليه السلام ملك فيصيرا ملكين). [معاني القرآن: 3/ 20-21]

تفسير قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقاسمهما} أي حالفهما، وله موضع آخر في موضع معنى القسمة). [مجاز القرآن: 1/ 212]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وقاسمهما} فكان ابن عباس يقول: حلف لهما، من القسم لا من القسمة، وقال {تقاسموا بالله} أي تحالفوا.
وقال خالد بن زهير الهذلي:
وقاسمها بالله جهدا لأنتم = ألذ من السلوى إذا ما نشورها
وقال الأعشى:
رضيعي لبان ثدي أم تقاسما = بأسحم داج عوض لا يتفرق.
ويروى: عوض بالرفع والنصب.
[معاني القرآن لقطرب: 585]
تقاسما: مثل تحالفا). [معاني القرآن لقطرب: 586]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وقاسمهما}: من القسم. أي حلف لهما). [غريب القرآن وتفسيره: 144]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقاسمهما إنّي لكما لمن النّاصحين (21)}؛ أي فحلف لهما). [معاني القرآن: 2/ 326-327]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} أقسم لهما مثل طارقت النعل
وقيل حلفا أن لا يقبلا منه إلا أن يحلف فحلف لهما). [معاني القرآن: 3/ 21]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقَاسَمَهُمَا}: حلف لهما). [العمدة في غريب القرآن: 133]

تفسير قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سوءاتهما}؛ كناية عن فرجيهما.
{وطفقا يخصفان عليهما}؛ يقال: طفقت أصنع كذا وكذا كقولك: ما زلت أصنع ذا وظللت، ويخصفان الورق بعضه إلى بعض). [مجاز القرآن: 1/ 212]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فدلاّهما بغرورٍ فلمّا ذاقا الشّجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشّجرة وأقل لّكما إنّ الشّيطان لكما عدوٌ مّبينٌ}
وقال: {وطفقا} وقال بعضهم {وطفقا} فمن قال: "طفق" قال: "يطفق" ومن قال "طفق" قال "يطفق".
وقال: {يخصفان} جعلها من "يختصفان" فأدغم التاء في الصاد فسكنت وبقيت الخاء ساكنة فحركت الخاء بالكسر لاجتماع السكانين. ومنهم من يفتح الخاء ويحول عليها حركة التاء وهو كقوله: {أمّن لاّ يهدّي} وقال بعضهم {يهدّي إلا أن يهدى} ). [معاني القرآن: 2/ 4]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن "يخصفان عليهما" بنصب الياء وكسر الخاء والصاد.
قراءة أبي عمرو {يخصفان عليهما} مثل خصف النعل.
وكان ابن عباس رحمه الله يقول: يوصلان الورق بعضه إلى بعض وقد فسرنا ذلك في الإدغام وغيره.
والمعنى في قراءة الحسن: يختصفان؛ فأدغم التاء في الصاد). [معاني القرآن لقطرب: 561]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وطفقا يخصفان عليهما} قالوا: طفق يفعل؛ وقوله {فطفق مسحا} من ذلك؛ والمعنى أي: أقبل، جعل، أخذ.
وكان ابن عباس يقول في {وطفقا}: وعمدا يخصفان ذاك.
وبعض العرب يقول: قد بدأ فلان يفعل بدءًا مهموز؛ وبدوا بلا همز). [معاني القرآن لقطرب: 586]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وطفقا يخصفان}: ظلا يخيطان الورق بعضه إلى بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وطفقا} أي جعلا وأقبلا. يقال: طفقت أفعل كذا.
{يخصفان} أي يصلان الورق بعضه ببعض، ويلصقان بعضه على بعض. ومنه يقال: خصفت نعلي: إذا طبّقت عليها رقعة). [تفسير غريب القرآن: 166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فدلّاهما بغرور فلمّا ذاقا الشّجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشّجرة وأقل لكما إنّ الشّيطان لكما عدوّ مبين (22)}
أي: دلاهما في المعصية بأن غرهما.
{فلمّا ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما}؛ أي ظهرت لهما فروجهما، وإنما السّوءة كناية عن الفرج، إلا أن الأصل - في التسمية السّوءة.
وقوله عزّ وجلّ: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة}.
معنى طفقا أخذا في الفعل، والأكثر طفق يطفق. وقد رويت طفق يطفق، بكسر الفاء.
وقيل: كان ورق الجنة ذلك ورق التين، ومعنى يخصفان، يجعلان ورقة على ورقة، ومنه قيل للخصّاف الذي يرقع النعل: هو يخصف.
قال الشاعر:
أو يخصف النعل لهفي أيّة صنعا
ويجوز يخصفان ويخصّفان، والأصل الكسر في الخاء، وفتحها وتشديد الصّاد، ويكون المعنى: يختصفان.
وفي هذه الآية دليل على أن أمر التكشف وإظهار السوءة قبيح من لدن
آدم. ألا ترى أنه ذكر عظم شأنها في المعصية فقال: (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما).
وأنهما بادرا يستتران لقبح التكشف.

وقوله: {ووري عنهما}.
يجوز فيه أورى، لأنّ الواو مضمومة، إن شئت أبدلت منها همزة، إلا أن القراءة تتبع في ذلك.
والقراءة المشهورة وخط المصحف (ووري) بالواو.
ومعنى {إلا أن تكونا ملكين}، وقوله:{ذاقا الشجرة} يدل على أنهما ذاقاها ذوقا ولم يبالغا في الأكل.
وقوله: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التّقوى ذلك خير ذلك من آيات اللّه لعلّهم يذّكّرون (26)}
ويقرأ (ورياشا) والريش اللباس. العرب تقول: أعطيته بريشته، أي بكسوته، والريش كل ما ستر الرجل في جسمه ومعيشته، يقال: تريّش فلان أي صار له ما يعيش به، أنشد سيبويه وغيره.
فريشي منكمو وهواي معكم... وإن كانت زيارتكم لماما
(ولباس التّقوى) برفع اللباس، فمن نصب عطف به على الريش يكون المعنى: أنزلنا عليكم لباس التقوى، ويرفع خيرا بذلك.
ومن رفع اللباس فرفعه على ضربين:
أحدهما أن يكون مبتدأ ويكون ذلك من صفته، ويكون (خير) خبر الابتداء. المعنى ولباس التقوى المشار إليه خير.
ويجوز أن يكون. (ولباس التقوى) مرفوعا بإضمار " هو " المعنى هو
لباس التقوى: أي وستر العورة لباس المتقين.
ثم قال: (ذلك خير) ويكون على أن لباس التقوى مرفوع بالابتداء، ويكون (ذلك) خير يرتفع به " خير " على أنه خبر ذلك.
ويكون ذلك بمنزلة " هو " كأنه - واللّه أعلم - ولباس التقوى هو خير، لأن أسماء الإشارة تقرب فيما يعود من الذكر من المضمر.
والوجهان الأوّلان أبين في العربية). [معاني القرآن: 2/ 327-329]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فدلاهما بغرور}المعنى فدلاهما في المعصية
ثم قال جل وعز: {فلما ذاقا الشجرة} وهذا يدل على أنهما لم يمعنا في الأكل
وقوله جل وعز: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}؛ أي أخذ يلزقان ومنه خصفت النعل أي رقعتها.
قال ابن عباس: وهو ورق التين أخذاه فجعلاه على سوءاتهما والفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس أن إبليس أقام على الذنب وتاب آدم ورجع قال الله جل وعز: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ). [معاني القرآن: 3/ 21-22]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَطَفِقَا} أي عمدا وأقبلا.
{يخْصِفَانِ} أي يصلان بعض الورق إلى بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 84]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وطَفِقَا}: جعلا
{يَخْصِفَانِ}: يحيطان الورق). [العمدة في غريب القرآن: 133-134]

تفسير قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لّم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}
وقال: {وإن لّم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} فكأنه على القسم والله أعلم كأنه قال: "و الله لنكوننّ من الخاسرين إن لم تغفر لنا وترحمنا"). [معاني القرآن: 2/ 4]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ومتاعٌ إلى حينٍ) (23) إلى وقت يوم القيامة، وقال:
وما مزاحك بعد الحلم والدّين ....... وقد علاك مشيب حين لاحين
أي وقت لا وقت). [مجاز القرآن: 1/ 212]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن ومجاهد وأبو عمرو وأهل المدينة {ومنها تخرجون} بضم التاء في الكتاب كله، إلا حرفًا واحدًا {ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون}.
أصحاب عبد الله بن مسعود يفتحون في القرآن كله {تخرجون}.
وقوله {فاليوم لا يخرجون منها} يفتحون الياء أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 562]


رد مع اقتباس