عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 26 رجب 1440هـ/1-04-2019م, 06:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

الفصل السادس: في أحياز الحروف التي تخرج منها ونسبتها إليها
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (الفصل السادس: في أحياز الحروف التي تخرج منها ونسبتها إليها
ولهذه الحروف التي ذكرنا أصنافها أحيازٌ ثمانية، وهي مواضع من الفم، كل عدة من الحروف لها موضع مخصوص، يسمى حيزًا، تكون تلك الحروف منسوبة إليه لكونها خارجة منه.
1- فمن تلك الأحياز: الحلق، ولها سبعة أحرف تسمى الحلقية، وهي الهمزة والألف والهاء والعين والحاء والغين والخاء، ولهذا الحيز ثلاثة أقسام:
أحدها: أقصى الحلق، ومنه مخرج الهمزة والألف والهاء.
والثاني: أوسط الحلق، ومنه مخرج العين والحاء.
والثالث: أدنى الحلق، ومنه مخرج الغين والخاء.
والكل تسمى الحلقية.
2- ومن تلك الأحياز أيضًا: اللهاة، وهي اللحمة المسترخية التي هي
[الموضح: 181]
كالزنمة في أقصى الفم عند أدنى الحلق، وهي حيز القاف والكاف، فهما لهويتان.
3- ومنها شجر الفم، وهو مفرجه وهو حيز الجيم والشين والياء، وتسمى هذه الحروف شجرية.
والخليل يجعل مكان الياء الضاد فيجعلها شجرية.
4- ومنها ذلق اللسان، وهو تحديد طرفيه كذلق السنان لطرفه المحدّد وهو حيز اللام والنون والراء، فتدعى ذلقية وذولقية، وذلك لأن مبدأ كل واحدٍ منها من ذلق اللسان.
5- ومنها نطع الغار الأعلى وهو سقف الفم، فهو حيز الطاء والدال والتاء، فيقال لها نطعية؛ لأن مبدأها من النطع.
6- ومنها أسلة اللسان، وهي مستدق طرفيه، وهي حيز الصاد والسين والزاي، وتسمى هذه الحروف أسلية؛ لأن مبدأها من أسلة اللسان.
7- ومنها للثة، وهي اللحم الذي فيه مركب الأسنان، وهي حيز الظاء والثاء والذال، وتعرف باللثوية؛ لأن مبدأها من اللثة.
8- ومنها الشفة، وهي حيز الفاء والباء والميم والواو، وهذه الحروف يقال لها الشفوية أو الشفهية؛ لأن مبدأها من الشفة.
[الموضح: 182]
وهذه الحروف لقبها الخليل بن أحمد بهذه الألقاب التي ذكرنا، إلا الهمزة والألف والواو والياء فإنه لقبها بالحروف الهوائية.
فهذه صفات الحروف بمخارجها وأصنافها وأحيازها، ونحن نذكر بعد ذلك شيئًا من أحكام الهمزة لكثرة ما يقع من اختلاف القراء فيها، ثم نتبعه بشيء من أحكام الإدغام وأقسامه، ثم نذكر بعده في الإمالة والوقف ما يقع به الغنيمة في هذا الكتاب، وإنما أوردنا جميع ذلك في هذه التقدمة ليكون ذلك تسهيلًا لإدراك ما يمر بك منه في تضاعيف الكتاب إن شاء الله). [الموضح: 183]


رد مع اقتباس