عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والعصر * إنّ الإنسان لفي خسرٍ * إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما:
«العصر: الدّهر، يقال فيه: عصرٌ، وعصرٌ ـ بضمّ العين والصاد» ـ قال امرؤ القيس:
وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟
وقال قتادة: «العصر: العشيّ».
وقال أبيّ بن كعبٍ: سألت النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن العصر فقال:
«أقسم ربّك بآخر النّهار».
وقال بعض العلماء - وذكره أبو عليٍّ -: العصر: اليوم، والعصر: الليلة، ومنه قول حميدٍ:
ولن يلبث العصران: يومٌ وليلةٌ ....... إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما
وقال بعض العلماء: العصر: بكرةٌ، والعصر عشيّةٌ، وهما الأبردان. وقال مقاتلٌ: «العصر: هي الصلاة الوسطى، أقسم اللّه تعالى بها»). [المحرر الوجيز: 8/ 685-686]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الإنسان) اسم جنسٍ.
و(الخسر): النّقصان وسوء الحال، وذلك بيّنٌ غاية البيان في الكافر، أنه خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين. وأما المؤمن - وإن كان في خسرٍ في دنياه في هرمه وما يقاسيه من شقاء هذه الدار - فذلك معفوٌّ عنه في جانب فلاحه في الآخرة، وربحه الذي لا يفنى، ومن كان في مدّة عمره في التّوصّي بالحقّ والعمل بحسب الوصاة فلا خسر معه، وقد جمع له الخير كلّه.
وقرأ عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: (والعصر ونوائب الدّهر إنّ الإنسان). وفي مصحف عبد اللّه: (والعصر لقد خلقنا الإنسان في خسرٍ).
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنه قرأ: (إنّ الإنسان لفي خسرٍ وإنّه فيه إلى آخر الدّهر إلاّ الّذين).
وقرأ عاصمٌ والأعرج: (لفي خسرٍ) بضمّ السّين.
وقرأ سلام أبو المنذر: (والعصر) بكسر الصاد (والصّبر) بكسر الباء، وهذا لا يجوز إلاّ في الوقف، على نقل الحركة، وروي عن أبي عمرٍو: (بالصّبر) بكسر الباء إشمامًا، وهذا أيضًا لا يكون إلا في الوقف). [المحرر الوجيز: 8/ 686]


رد مع اقتباس