عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:10 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأسرّوا قولكم أو اجهروا به}. يقول جلّ ثناؤه: وأخفوا قولكم وكلامكم أيّها النّاس أو أعلنوه وأظهروه. {إنّه عليمٌ بذات الصّدور}. يقول: إنّه ذو علمٍ بضمائر الصّدور الّتي لم يتكلّم بها، فكيف بما نطق به وتكلّم به، أخفي ذلك أو أعلن، لأنّ من لم تخف عليه ضمائر الصّدور فغيرها أحرى أن لا يخفى عليه). [جامع البيان: 23 / 127]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير (14) هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور}.
يقول تعالى ذكره: ألا يعلم الرّبّ جلّ ثناؤه من خلق من خلقه؟ يقول: كيف يخفى عليه خلقه الّذي خلق وهو اللّطيف بعباده الخبير بهم وبأعمالهم). [جامع البيان: 23 / 127]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) }

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {مناكبها} قال: «في جبالها
»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /305]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن الحسن قال:
«لما خلق الله الأرض كادت تميد فقالوا ما هذه بمقرة على ظهرها فأصبحوا وقد خلقت الجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /306]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مناكبها}: جوانبها). [صحيح البخاري: 6 / 158]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مناكبها جوانبها قال أبو عبيدة في قوله تعالى {فامشوا في مناكبها} أي جوانبها وكذا قال الفرّاء). [فتح الباري: 8 / 660]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مناكبها جوانبها
أشار به إلى قوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [تبارك: 15] أي: امشوا في جوانب الأرض، وكذا فسره الفراء، وأصل المنكب الجانب، وعن ابن عبّاس وقتادة: جبالها، وعن مجاهد: طرقها). [عمدة القاري: 19 / 254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مناكبها}) في قوله تعالى: {فامشوا في مناكبها} أي (جوانبها).
قال في فتوح الغيب قوله: مناكبها استعارة تمثيلية أو تحقيقية لأن القصد الأرض أما ناحيتها أو جبالها فنسبة الذلول إليها ترشيح ونسبة المشي تجريد. قال الراغب: المنكب مجتمع ما بين العضد والكتف ومنه استعير للأرض المنكب في قوله تعالى: {فامشوا في مناكبها} كما استعير لها الظهر في قوله: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} [فاطر: 45] ). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولاً}. يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي جعل لكم الأرض ذلولاً سهلاً سهّلها لكم {فامشوا في مناكبها}.
واختلف أهل العلم في معنى مناكبها فقال بعضهم: مناكبها: جبالها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {في مناكبها}. يقول: «جبالها».
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن بشير بن كعبٍ، أنّه قرأ هذه الآية: {فامشوا في مناكبها}. فقال لجاريةٍ له: «إن دريت ما مناكبها فأنت حرّةٌ لوجه اللّه» قالت: فإنّ مناكبها: جبالها، فكأنّما سفع في وجهه، ورغب في جاريته. فسأل، منهم من أمره، ومنهم من نهاه، فسأل أبا الدّرداء، فقال: «الخير في طمأنينةٍ، والشّرّ في ريبةٍ، فذر ما يريبك إلى ما لا يريبك».
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة عن بشير بن كعبٍ، بمثله سواءً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فامشوا في مناكبها} جبالها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {في مناكبها}. قال: «في جبالها».
وقال آخرون: مناكبها أطرافها ونواحيها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فامشوا في مناكبها} يقول: «امشوا في أطرافها».
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، أنّ بشير بن كعبٍ العدويّ، قرأ هذه الآية {فامشوا في مناكبها} فقال لجاريته: «إن أخبرتني ما مناكبها، فأنت حرّةٌ»، فقالت: نواحيها؛ فأراد أن يتزوّجها، فسأل أبا الدّرداء، فقال: «إنّ الخير في طمأنينةٍ، وإنّ الشّرّ في ريبةٍ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فامشوا في مناكبها} قال: «طرقها وفجاجها».
وأولى القولين عندي بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فامشوا في نواحيها وجوانبها، وذلك أنّ نواحيها نظير مناكب الإنسان الّتي هي من أطرافه.
وقوله: {وكلوا من رزقه}. يقول: وكلوا من رزق اللّه الّذي أخرجه لكم من مناكب الأرض. {وإليه النّشور}. يقول تعالى ذكره: وإلى اللّه نشركم من قبوركم). [جامع البيان: 23/ 127-129]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء ،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {فامشوا في مناكبها} «يعني في أطرافها وفجاجها»). [تفسير مجاهد: 2 /685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15 - 29
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {مناكبها} قال: «جبالها».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {مناكبها} قال: «أطرافها».
وأخرج ابن المنذر عن قتادة أن بشير بن كعب قرأ هذه الآية {فامشوا في مناكبها} فقال لجاريته: «إن دريت ما مناكبها فأنت حرة لوجه الله» قالت: فإن مناكبها جبالها فسأل أبا الدرداء رضي الله عنه فقال: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {مناكبها} قال: أطرافها وفجاجها). [الدر المنثور: 14 / 609-610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان والحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العبد المؤمن المحترف».
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العبد محترفا».
وأخرج الحكيم الترمذي عن معاوية بن قرة قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم فقال: «من أنتم» قالوا: المتوكلون فقال: «أنتم المتأكلون إنما المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض وتوكل على ربه»). [الدر المنثور: 14 / 611]

تفسير قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور (16) أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير}.
يقول تعالى ذكره: {أأمنتم من في السّماء} أيّها الكافرون {أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور}. يقول: فإذا الأرض تذهب بكم وتجيء وتضطرّب). [جامع البيان: 23 / 129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أأمنتم من في السماء} قال: «الله تعالى» وفي قوله: {فإذا هي تمور} قال: « يمور بعضها فوق بعض واستدارتها»). [الدر المنثور: 14 / 611-612] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أم أمنتم من في السّماء} وهو اللّه {أن يرسل عليكم حاصبًا}: وهو التّراب فيه الحصباء الصّغار. {فستعلمون كيف نذير} يقول: فستعلمون أيّها الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم، إذ كذبتم به، ورددتموه على رسولي). [جامع البيان: 23 / 129]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد كذّب الّذين من قبلهم فكيف كان نكير (18) أولم يروا إلى الطّير فوقهم صافّاتٍ ويقبضن ما يمسكهنّ إلاّ الرّحمن إنّه بكلّ شيءٍ بصيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد كذّب الّذين من قبل هؤلاء المشركين من قريشٍ من الأمم الخالية رسلهم {فكيف كان نكير}. يقول: فكيف كان نكيري تكذيبهم إيّاهم). [جامع البيان: 23 / 130]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {صافات ويقبضن} قال: الطائر يصف جناحيه كما رأيت ثم يقبضهما). [تفسير عبد الرزاق: 2 /305]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ويقبضن}: يضربن بأجنحتهنّ " وقال مجاهدٌ: {صافّاتٍ}: «بسط أجنحتهنّ»). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله {ويقبضن} يضربن بأجنحتهنّ كذا لغير أبي ذرٍّ هنا ووصله الفريابيّ وقد تقدّم في بدء الخلق قوله وقال مجاهدٌ: {صافّاتٍ} «بسط أجنحتهنّ» سقط هذا لأبي ذرٍّ هنا ووصله الفريابيّ وقد تقدّم في بدء الخلق أيضًا). [فتح الباري: 8 / 661]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: {صافات} «بسط أجنحتهن ونفور الكفور»
قال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :{إلى الطير فوقهم صافات} قال: «بسطهن أجنحتهن»
وقال عبد عن شبابة عن ورقاء مثله). [تغليق التعليق: 4 / 346]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ويقبضن: يضربن بأجنحتهنّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ويقبض ما يمسكهن إلاّ الرّحمن أنه بكل شيء بصير} [تبارك: 19] وفسره بقوله: يضربن بأجنحتهن) المعنى: ما يمسك الطّيور. أي: ما يحبسهن في حال القبض والبسط أن يسقطن، إلاّ الرّحمن، ولم يثبت هذا لأبي ذر). [عمدة القاري: 19 / 254-255]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: {صافّاتٍ} «بسط أجنحتهنّ»
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات} وقال:« (صافات بسط أجنحتهن) يعني: في الطيران تطير وتقبض أجنحتها بعد انبساطها»، ولم يثبت هذا أيضا لأبي ذر). [عمدة القاري: 19 / 255]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {ويقبضن} أي (يضربن بأجنحتهن. وقال مجاهد فيما وصله الفريابي في قوله: {صافات} «هو بسط أجنحتهن» وسقط قوله ويقبضن إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أولم يروا إلى الطّير فوقهم صافّاتٍ}. يقول: أو لم ير هؤلاء المشركون {إلى الطّير فوقهم صافّاتٍ} أجنحتهنّ {ويقبضن} يقول: ويقبضن أجنحتهنّ أحيانًا؟ وإنّما عني بذلك أنّها تصفّ أجنحتها أحيانًا، وتقبض أحيانًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، مقال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {صافّاتٍ}. قال: «الطّير يصفّ جناحه كما رأيت، ثمّ يقبضه».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {صافّاتٍ ويقبضن} «بسطهنّ أجنحتهنّ وقبضهنّ».
وقوله: {ما يمسكهنّ إلاّ الرّحمن}. يقول: ما يمسك الطّير الصّافّات فوقكم إلاّ الرّحمن؛ يقول: فلهم بذلك مذكرٌ إن ذكّروا، ومعتبرٌ إن اعتبروا، يعلمون به أنّ ربّهم واحدٌ لا شريك له. {إنّه بكلّ شيءٍ بصيرٌ}. يقول: إنّ اللّه بكلّ شيءٍ ذو بصرٍ وخبرةٍ، لا يدخل تدبيره خللٌ، ولا يرى في خلقه تفاوتٌ). [جامع البيان: 23 / 130-131]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {فوقهم صافات} قال: {الصافات} «بسط أجنحتهن وتلذعهن وقبضهن»). [تفسير مجاهد: 2/ 685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أأمنتم من في السماء} قال: «الله تعالى» وفي قوله: {فإذا هي تمور} قال:« يمور بعضها فوق بعض واستدارتها» وفي قوله: {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات} قال: «يبسطن أجنحتهن» {ويقبضن} قال: «يضربن بأجنحتهن»). [الدر المنثور: 14 / 611-612]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أمّن هذا الّذي هو جندٌ لكم ينصركم من دون الرّحمن إن الكافرون إلاّ في غرورٍ}.
يقول تعالى ذكره: للمشركين به من قريش: من هذا الّذي هو جندٌ لكم أيّها الكافرون به، ينصركم من دون الرّحمن إن أراد بكم سوءًا، فيدفع عنكم ما أراد بكم من ذلك، {إن الكافرون إلاّ في غرورٍ}. يقول تعالى ذكره: ما الكافرون باللّه إلاّ في غرورٍ من ظنّهم أنّ آلهتهم تقرّبهم إلى اللّه زلفى، وأنّها تنفع أو تضرّ). [جامع البيان: 23 / 131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {إلا في غرور} قال: «في باطل»، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: «نعم أما سمعت قول حسان»:
تمنتك الأماني من بعيد.......وقول الكفر يرجع في غرور
). [الدر المنثور: 14 / 612]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ونفورٌ} : «الكفور»). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {ونفورٍ} الكفور وصله عبد بن حميد والطبري من طريق بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «كفورٍ» وذكر عياضٌ أنّه وقع عند الأصيليّ ونفورٍ تفور كقدرٍ أي بفتح المثنّاة تفسير قوله: {سمعوا لها شهيقًا وهي تفور} قال: وهي أوجه من الأوّل وقال في موضعٍ آخر هذا أولى وما عداه تصحيفٌ فإن تفسير نفورٍ بالنّون بكفورٍ بعيدٌ قلت استبعده من جهة أنّه معنًى فلا يفسّر بالذّات لكن لا مانع من ذلك على إرادة المعنى وحاصله أنّ الّذي يلجّ في عتوّه ونفوره هو الكفور). [فتح الباري: 8 / 661]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وعن ورقاء، عن ابن أبي نجيح ،عن مجاهد في قوله {في عتو ونفور} قال: «كفور»). [تغليق التعليق: 4 / 346]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ونفورٍ: الكفور
أشار به إلى قوله تعالى: {بل لجوا في عتو ونفور} [تبارك: 21] وفسّر النفور بالكفور، ورواه الحنظلي عن حجاج، عن شبابة، عن شبابة، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح ،عن مجاهد. وقال الثّعلبيّ: معنى {عتو}« تمادٍ في الضلال»، ومعنى: {نفور} «تباعد من الحق وأصله من النفرة»). [عمدة القاري: 19 / 255]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ونفور}) في قوله تعالى: {بل لجوا في عتوّ ونفور} قال مجاهد: «هو الكفور» فيما وصله عبد بن حميد). [إرشاد الساري: 7 / 398]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أمّن هذا الّذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجّوا في عتوٍّ ونفورٍ}.
يقول تعالى ذكره: أم من هذا الّذي يطعمكم ويسقيكم، ويأتي بأقواتكم إن أمسك بكم رزقه الّذي يرزقه عنكم؟.
وقوله: {بل لجّوا في عتوٍّ ونفورٍ}. يقول: بل تمادوا في طغيانٍ ونفورٍ عن الحقّ واستكبارٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بل لجّوا في عتوٍّ ونفورٍ} يقول: «في ضلالٍ».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {بل لجّوا في عتوٍّ ونفورٍ}. قال: «كفورٍ»). [جامع البيان: 23 / 131-132]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ،قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدـ {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «النفور الكفور»). [تفسير مجاهد: 2/ 685-686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «في الضلال».
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «كفور»). [الدر المنثور: 14 / 612] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبا} قال: هو الكافر عمل بمعصية الله فيحشره الله يوم القيامة على وجهه فذكر أنه قيل للنبي كيف يمشون على وجوههم قال: «إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 305]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} قال: «المؤمن عمل بطاعة الله فحشره الله على طاعته»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 305]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أم من يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: {أفمن يمشي} أيها الناس { مكبًّا على وجهه} لا يبصر ما بين يديه، وما عن يمينه وشماله { أهدى}: أشدّ استقامة على الطريق، وأهدى له، {أمّن يمشي سويًّا} مشي بني آدم على قدميه { على صراطٍ مستقيمٍ} يقول: على طريق لا اعوجاج فيه.
وقيل { مكبًّا} لأنه فعل غير واقع، وإذا لم يكن واقعا أدخلوا فيه الألف، فقالوا: أكبّ فلان على وجهه، فهو مكبّ؛ ومنه قول الأعشى:
مكبا على روقيه يحفر عرقها.......على ظهر عريان الطّريقة أهيما.
فقال: مكبا، لأنه فعل غير واقع، فإذا كان واقعا حذفت منه الألف، فقيل: كببت فلانا على وجهه وكبه الله على وجهه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ}. يقول: «من يمشي في الضّلالة أهدى، أمّن يمشي مهتديًا»؟.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {مكبًّا على وجهه} قال: «في الضّلالة» {أمّن يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ}. قال: «حقٌّ مستقيمٌ».
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه} يعني «الكافر {أهدى أمّن يمشي سويًّا}. المؤمن، ضرب اللّه مثلاً لهما».
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّ الكافر يحشره اللّه يوم القيامة على وجهه، فقال: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه} يوم القيامة {أهدى أمّن يمشي سويًّا} يومئذٍ؟.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى}: هو الكافر أكبّ على معاصي اللّه في الدّنيا، حشره اللّه يوم القيامة على وجهه. فقيل: يا نبيّ اللّه، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يحشره يوم القيامة على وجهه».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه}. قال: هو الكافر يعمل بمعصية اللّه، فيحشره اللّه يوم القيامة على وجهه. قال معمرٌ: قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يمشون على وجوههم؟ قال: «إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ}. قال: «المؤمن عمل بطاعة اللّه، فيحشره اللّه على طاعته»). [جامع البيان: 23 / 132-134]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: نا آدمـ قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {مكبا على وجهه} «يعني في الضلالة» {أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} «يعني على الحق المستقيم»). [تفسير مجاهد: 2/ 686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «في الضلال».
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بل لجوا في عتو ونفور} قال: «كفور» وفي قوله: {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال: «في الضلالة» {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} قال: «على الحق المستقيم»). [الدر المنثور: 14 / 612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {أفمن يمشي مكبا} قال: «في الضلال» {أم من يمشي سويا} قال: «مهتديا».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال: «هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله يوم القيامة على وجهه» {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} «يعني المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته» وفي قوله: {فلما رأوه} قال: «لما رأوا عذاب الله» {زلفة سيئت وجوه الذين كفروا} قال: «ساءت بما رأت من عذاب الله وهوانه»). [الدر المنثور: 14 / 612-613]


رد مع اقتباس