عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:36 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تبارك الّذي جعل} [الفرقان: 61] يعني نفسه.
{في السّماء بروجًا} [الفرقان: 61] وقال قتادة: نجومًا.
{وجعل فيها سراجًا} [الفرقان: 61] الشّمس.
{وقمرًا منيرًا} [الفرقان: 61] يعني مضيئًا.
وهي تجري في فلكٍ دون السّماء.
وقد قال: {الّذي جعل في السّماء بروجًا} [الفرقان: 61].
والسّماء ما ارتفع.
وقال في آيةٍ أخرى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء} [النحل: 79] أي مرتفعاتٍ، متحلّقاتٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/488]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وجعل فيها سرجاً...}

قراءة العوام {سراجاً} ... حدثني هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأ (سرجاً). وكذلك قراءة أصحاب عبد الله فمن قرأ {سراجاً} ذهب إلى الشمس وهو وجه حسن؛ لأنه قد قال {وجعل الشّمس سراجاً} ومن قال (سرجاً) ذهب إلى المصابيح إذا كانت يهتدى بها، جعلها كالسرج والمصباح كالسراج في كلام العرب وقد قال الله {المصباح في زجاجةٍ} ). [معاني القرآن: 2/271]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعل فيها سراجاً} أي: شمساً وضياء). [مجاز القرآن: 2/79]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا}
البروج: قيل هي الكواكب العظام، والبرج تباعد بين الحاجبين، وكل ظاهر مرتفع فقد برج، وإنما قيل لها بروج لظهورها وتباينها وارتفاعها.
{وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا} ويقرأ (سرجا) ويجوز سرجا بتسكين الراء مثل رسل ورسل، فمن قرأ سراجا عنى الشمس كما قال تعالى: (وجعل الشمس سراجا).
ومن قرأ (سرجا) أراد الشمس والكواكب العظام معها). [معاني القرآن: 4/74-73]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا}
قال قتادة أي: نجوما
وروى إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قال: البروج النجوم العظام
وروى إسماعيل، عن يحيى بن رافع، قال: البروج قصور في السماء
قال أبو جعفر يقال لكل ما ظهر وتبين برج ومنه قيل تبرجت المرأة وقد برج برجا إذا ظهر
ثم قال جل وعز: {وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا}
{سراجا} يعني الشمس
ويقرأ (سرجا)
وقيل من قرأ هذه القراءة فالمعنى عنده وجعل في البروج سرجا
فإن قيل فقد أعاد ذكر القمر وقد قال سرجا والقمر داخل فيها
فالجواب أنه أعيد ذكر القمر لفضله عليها كما قال جل وعز: {فيهما فاكهة ونخل ورمان} ). [معاني القرآن: 5/44-43]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفةً لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورًا} [الفرقان: 62] حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: من عجز في اللّيل كان له في النّهار مستعتبٌ، ومن عجز في النّهار كان له في اللّيل مستعتبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/488]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جعل اللّيل والنّهار خلفةً...}

يذهب هذا ويجيء هذا، وقال زهير في ذلك:
بها العين والآرام يمشين خلفةً=وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
فمعنى قول زهير: خلفةً: مختلفاتٍ في أنها ضربان في ألوانها وهيئتها، وتكون خلفة في مشيتها. وقد ذكر أن قوله: {خلفةً لّمن أراد} أي من فاته عمل من الليل استدركه بالنهار فجعل هذا خلفا من هذا.
وقوله: {لّمن أراد أن يذّكّر} وهي في قراءة أبيّ (يتذكّر) حجّة لمن شدّد وقراءة أصحاب عبد الله وحمزة وكثيرٍ من الناس (لمن أراد أن يذكر) بالتخفيف، ويذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحدٍ، وفي قراءتنا {واذكروا ما فيه} وفي حرف عبد الله (وتذكّروا ما فيه) ). [معاني القرآن: 2/271]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعل اللّيل والنّهار خلفةً} أي يجيء الليل بعد النهار ويجيء النهار بعد الليل يخلف منه وجعلهما خلفة وهما اثنان لأن الخلفة مصدر فلفظه من الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث واحد وقال الشاعر:

ولها بالماطرون إذا=أكل النّمل الذي جمعا
خلفةً حتى إذا ارتبعت=سكنت من جلّقٍ بيعا
وقال:
بها العين والآرام يمشين خلفةً=وأطلاؤهما ينهض في كل مجثم).
[مجاز القرآن: 2/80-79]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفةً لّمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكوراً}
وقال: {والنّهار خلفةً} يقول: "يختلفان" ). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {خلفة}: كل واحد يخلف صاحبه). [غريب القرآن وتفسيره: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعل اللّيل والنّهار خلفةً} أي يخلف هذا هذا.
قال زهير:
بها العين والآرام يمشين خلفة= وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
«الآرام»: الظباء البيض. والآرام: الأعلام. واحدة: أرم. أي إذا ذهب فوج الوحش، جاء فوج). [تفسير غريب القرآن: 315-314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفة لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا}
ويقرأ {لمن أراد أن يذكر}.
قال الحسن: من فاته عمله من التذكر والشكر كان له في الليل مستعتب، ومن فاته بالليل كان له في النهار مستعتب.
وقال أهل اللغة خلفة يجيء هذا في أثر هذا،
وأنشدوا قول زهير:
بها العين والأرام يمشين خلفة=وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وجاء أيضا في التفسير خلفة مختلفان كما قال اللّه عزّ وجلّ: (إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآيات لأولي الألباب * الّذين يذكرون اللّه قياما) الآية). [معاني القرآن: 4/74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة}
قال مجاهد أي يخلف هذا هذا ويخلف هذا هذا
وقال الحسن من نسي شيئا من التذكر والشكر بالنهار كانت له في الليل عتبى ومن نسيه بالليل كانت له في النهار عتبى
وقيل {خلفة} أي مختلفين كما قال جل وعز: {واختلاف الليل والنهار}
قال أبو جعفر وأولى هذه الأقوال قول مجاهد
والمعنى كل واحد منهما يخلف صاحبه مشتق من الخلف ومنه خلف فلان فلانا بخير أو شر ومنه قول زهير:
بها العين والآرام يمشين خلفة = وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم).
[معاني القرآن: 5/45-44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خِلْفَةً}: كل واحد يخلف صاحبه). [العمدة في غريب القرآن: 224]

تفسير قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان: 63] حدّثني المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: الهون في كلام العرب: اللّين والسّكينة.
[تفسير القرآن العظيم: 1/488]
سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: بالوقار والسّكينة.
وتفسير عمرٍو عن الحسن قال: إنّ اللّه مدح المؤمنين وذمّ المشركين فقال: {وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان: 63] حلماء، وأنتم أيّها المشركون لستم بحلماء.
قوله: {وإذا خاطبهم الجاهلون} [الفرقان: 63] المشركون.
{قالوا سلامًا} [الفرقان: 63] حدّثني أبو الأشهب عن الحسن قال: حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/489]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {على الأرض هوناً...}

... حدثني شريك عن جابر الجعفيّ عن عكرمة ومجاهدٍ في قوله: {الّذين يمشون على الأرض هوناً} قال: بالسّكينة والوقار.
وقوله: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} كان أهل مكّة إذا سبّوا المسلمين ردّوا عليهم ردّاً جميلاً قبل أن يؤمروا بقتالهم). [معاني القرآن: 2/272-271]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}
وقال: {وعباد الرحمن الّذين يمشون على الأرض} فهذا ليس له خبرٌ إلاّ في المعنى والله أعلم). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وعباد الرّحمن} أي عبيد الرحمن. نسبهم إليه - والناس جميعا عبيده -: [لاصطفائه] إيّاهم.
كما يقال: «بيت اللّه» - والبيوت كلها للّه - و«ناقة اللّه».
{يمشون على الأرض هوناً}. أي مشيا رويدا.
{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} أي سدادا من القول: لا رفث فيه، ولا هجر). [تفسير غريب القرآن: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}
أي يمشون بسكينة ووقار وحلم.
{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} أي: نتسلم منكم سلاما لا نجاهلكم، كأنّهم قالوا تسلّما منكم.
و {عباد} مرفوع بالابتداء، والأحسن أن يكون خبر الابتداء ههنا ما في آخر السورة من قوله: (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا)، كأنّه قال: وعباد الرحمن الذين هذه صفتهم كلها
-إلى قوله - {واجعلنا للمتقين إماما} ويجوز أن يكون قوله (وعباد الرّحمن) رفعا بالابتداء، وخبره {الذين يمشون على الأرض هونا} ). [معاني القرآن: 4/75-74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}
وكل واحد عبده فنسبهم إليه لاصطفائه إياهم كما يقال بيت الله وناقة الله
وقوله جل وعز: {الذين يمشون على الأرض هونا}
قال مجاهد أي بالوقار والسكينة
وقال الحسن علماء حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا
ثم قال تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}
قال مجاهد أي سدادا
قال سيبويه وزعم أبو الخطاب أن مثله قولك للرجل سلاما تريد تسلما منك كما قلت براءة منك قال وزعم أن هذه الآية فيما زعم مكية
ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين ولكنه على قوله تسلما ولا خير بيننا وبينكم ولا شر). [معاني القرآن: 5/46-45]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (هونا) أي: مشيا رويدا). [ياقوتة الصراط: 384]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَوْنًا}: أي رويداً.
{قالوا سلاما}: أي سدادا من القول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين يبيتون لربّهم سجّدًا وقيامًا} [الفرقان: 64] يصلّون، أي: وأنتم أيّها المشركون لا تصلّون.
- وحدّثني همّامٌ، عن قتادة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «صلّوا من اللّيل ولو ركعتين، ولو أربعًا».
قال يحيى: بلغني أنّه من صلّى من اللّيل ركعتين فهو من الّذين يبيتون لربّهم سجّدًا وقيامًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/489]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذين يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً...}

جاء في التفسير أنّ من قرأ شيئاً من القرآن في صلاة وإن قلّت، فقد بات ساجداً وقائماً. وذكروا أنّهما الركعتان بعد المغرب وبعد العشاء ركعتان). [معاني القرآن: 2/272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين يبيتون لربّهم سجّدا وقياما}
كل من أدركه الليل فقد بات يبيت، نام أو لم ينم، بات فلان البارحة قلقا، إنما المبيت إدراك اللّيل). [معاني القرآن: 4/75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما}
يقال بات إذا أدركه الليل نام أو لم ينم كما قال الشاعر:
فبتنا قياما عند رأس جوادنا = يزاولنا عن نفسه ونزاوله).
[معاني القرآن: 5/47-46]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {والّذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غرامًا} [الفرقان: 65] حدّثني أبو الأشهب عن الحسن قال: قد علموا أنّ كلّ غريمٍ مفارقٌ غريمه غير غريم جهنّم.
وبعضهم يقول: {إنّ عذابها كان غرامًا} [الفرقان: 65] لزامًا.
وهو مثل قول الحسن إلا أنّه شبّهه بالغريم يلزم غريمه.
وبعضهم يقول: انتقامًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/489]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ عذابها كان غراماً...}

يقول ملحّا دائماً. والعرب تقول: إن فلاناً لمغرم بالنّساء إذا كان مولعاً بهنّ، وإني بك لمغرمٌ إذا لم تصبر عن الرجل ونرى أن الغريم إنما سمّي غريما لأنّه يطلب حقه ويلحّ حتى يقبضه). [معاني القرآن: 2/272]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ عذابها كان غراماً} أي هلاكاً ولزاماً لهم ومنه رجل مغرم بالحب حب النساء من الغرم والدين قال الأعشى:

فرع نيعٍ يهتزّ في غصن المج=د غزير النّدى شديد المحال
إن يعاقب يكن غراماً وإن يع=ط جزيلا فإنه لا يبالي
وقال بشر بن أبي خازم:
ويوم النسار ويوم الجفا=ر كانوا عذاباً وكانوا غراما
أي هلكة). [مجاز القرآن: 2/80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {غراما}:أي هلاكا). [غريب القرآن وتفسيره: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كان غراماً} أي هلكة). [تفسير غريب القرآن: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {والّذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراما}
الغرام في اللغة أشد العذاب.
قال الشاعر:
ويوم النّسار ويوم الجفار=كانا عذابا وكانا غراما).
[معاني القرآن: 4/75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن عذابها كان غراما}
قال أبو عبيدة أي هلاكا وأنشد:
ويوم النسار ويوم الجفار = كانا عذابا وكانا غراما

وقال الفراء كان غراما أي ملحا ملازما ومنه فلان غريمي أي يلح في الطلب
والغرام عند أكثر أهل اللغة أشد العذاب
قال الأعشى:
إن يعاقب يكن غراما = وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي

قال محمد بن كعب طالبهم الله بثمن النعم فلما لم يأتوا به غرمهم ثمنها وأدخلهم النار). [معاني القرآن: 5/48-47]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {غراما} أي: لازما). [ياقوتة الصراط: 384]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غَرَامًا}: أي هلكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غَرَامًا}: هالكاً). [العمدة في غريب القرآن: 224]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّها ساءت مستقرًّا} [الفرقان: 66] أي: بئس المستقرّ هو في تفسير الحسن.
إنّ أهلها لا يستقرّون فيها.
يعني كقوله: {عاملةٌ ناصبةٌ} [الغاشية: 3] أعملها اللّه وأنصبها في النّار.
وقال: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] فهم في تردادٍ وعناءٍ في تفسير قتادة.
وأمّا قوله: {ومقامًا} [الفرقان: 76] منزلًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/489]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ساءت مستقراً ومقاماً} أي قراراً وأقامة لأنه من أقام أي مخلداً ومنزلاً، وقال جرير:

حيّوا المقام وحيّوا ساكن الدار
وقال سلامة بن جندل:
يومان يوم مقاماتٍ وأندية=ويوم سير إلى الأعداء تأويب

وإذا فتحوا أوله فهو من قمت وفي آية أخرى {ومقامٍ كريمٍ} أي مجلس،
وقال عباس بن مرداس:
فأيّ ما وأيّك كان شرّاً=فقيد إلى المقامة لا يراها
يدعو عليه بالعمى، أي إلى المجلس). [مجاز القرآن: 2/81-80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّها ساءت مستقرّا ومقاما}
{مستقرّا ومقاما} منصوبان على التمييز، المعنى أنها ساءت في المستقر والمقام). [معاني القرآن: 4/75]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} [الفرقان: 67] قال قتادة: الإسراف: النّفقة في معصية اللّه، والإقتار: الإمساك عن حقّ اللّه.
قوله: {وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67] وهذه نفقة الرّجل على أهله.
وحدّثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ قال: بلغني أنّهم أصحاب رسول اللّه كانوا لا يأكلون طعامًا يريدون به نعيمًا، ولا يلبسون ثوبًا يريدون به جمالًا وكانت قلوبهم على قلبٍ واحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/490]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا...}

بكسر التاء. قرأ أبو عبد الرحمن وعاصم (ولم يقتروا) من أقترت. وقرأ الحسن (ولم يقتروا) وهي من قترت؛ كقول من قرأ يقتروا بضم الياء. واختلافهما كاختلاف قوله: {يعرشون}
و{يعرشون} و{يعكفون} و{يعكفون} ومعناه {لم يسرفوا} ففي نصب القوام وجهان إن شئت نصبت القوام بضمير اسمٍ في كان (يكون ذلك الاسم من الإنفاق) أي وكان الإنفاق (قواماً بين ذلك) كقولك:
عدلاً بين ذلك أي بين الإسراف الإقتار. وإن شئت جعلت (بين) في معنى رفعٍ؛ كما تقول: كان دون هّذا كافياً لك، تريد: أقلّ من هذا كان كافياً لك، وتجعل {وكان بين ذلك}
كان الوسط من ذلك قواماً. والقوام قوام الشيء بين الشيئين. ويقال للمرأة: إنها لحسنة القوام في اعتدالها. ويقال: أنت قوام أهلك أي بك يقوم أمرهم وشأنهم وقيام وقيمٌ وقيّمٌ في معنى قوامٍ). [معاني القرآن: 2/273-272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}
(يقتروا) بضم الياء وكسر التاء، وبفتح الياء وضم التاء، {ولم يقتّروا} ولا أعلم أحدا قرأ بها، أعني بتشديد التاء.
والذي جاء في التفسير أن الاسراف النفقة في معصية الله، وأنه لا إسراف في الإنفاق فيما قرب إلى الله عزّ وجلّ.
وكل ما أنفق في معصية اللّه فإسراف، لأن الإسراف مجاوزة الحدّ والقصد.
وجاء في التفسيبر أيضا أن الإسراف ما يقول الناس فيه فلان مسرف.
والحق في هذا ما أدّب اللّه عزّ وجلّ به نبيّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا} [معاني القرآن: 4/76-75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}
قال سفيان لم يسرفوا لم ينفقوا في غير حق
ولم يقتروا لم يمسكوا عن حق
وأحسن ما قيل ما حدثنا أبو علي الحسن بن غليب، قال: حدثني عمران بن أبي عمران، قال: حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمي، قال: حدثني عمرو بن لبيد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي في قوله جل وعز: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} قال من أنفق في غير طاعة الله عز وجل فهو الإسراف
ومن أمسك عن طاعة الله عز وجل فهو الإقتار
ومن أنفق في طاعة الله عز وجل فهو القوام
وكان بين ذلك قواما أي عدلا
قال أحمد بن يحيى يقال هذا قوام الأمر وملاكه
وقال بعض أهل اللغة هذا غلط وإنما يقال هذا قوام الأمر واحتج بقوله تعالى: {وكان بين ذلك قواما}
قال أبو جعفر والصواب ما قال أحمد بن يحيى والمعنيان مختلفان فالقوام بالفتح الاستقامة والعدل كما قال لبيد:
واحب المجامل بالجزيل وصرمه = باق إذا ضلعت وزاغ قوامها
والقوام بالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر). [معاني القرآن: 5/50-48]

رد مع اقتباس