عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 10:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (60) إلى الآية (68) ]
{ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}

قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فاتبعوهم) وصل زيد). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤5]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبعوهم) [60]: وصل: أيوب، وزيدٌ طريق الحريري). [المنتهى: 2/872]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فاتبعوهم" بوصل الهمزة وتشديد التاء بمعنى اللحاق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/316]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}
{فَأَتْبَعُوهُمْ}
- قراءة الجمهور (فأتبعوهم) بقطع الهمزة، أي فلحقوهم.
- وقرأ الحسن والذماري وزيد عن يعقوب وعمرو بن ميمون وأيوب السختياني وأبان عن عاصم وهارون عن أبي عمرو (فاتبعوهم) بهمزة وصل شد التاء.
- وفي مصحف ابن مسعود (واتبعوهم) بالواو بدل الفاء، ووصل الهمزة وشد التاء.
{مُشْرِقِينَ}
- قراءة الجماعة (مشرقين) بالراء مخففة.
- وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون (فاتبعوهم مشرقين) بتشديد الراء). [معجم القراءات: 6/423]

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ} 61
قَرَأَ حَمْزَة وَحده (فَلَمَّا ترآءا) بِكَسْر الرَّاء ويمد ثمَّ يهمز وَكَذَلِكَ روى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم
قَالَ أَبُو بكر الْمَعْرُوف
عَن عَاصِم (ترآءا) مَفْتُوح مَمْدُود
وروى أَبُو عمَارَة عَن حَفْص عَن عَاصِم (ترآءا) مَفْتُوحًا مثل أَبي بكر
وَكَانَ حَمْزَة يقف (ترآءا) على وزن تراعى وَكَذَلِكَ قَالَ نصير عَن الكسائي يَأْتِي بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعد الْألف الَّتِي بعد الرَّاء مَعَ كسر الرَّاء
وَكَانَ الْبَاقُونَ يقفون (ترآءا) يفتحون الرَّاء وَبعدهَا ألف وَبعد الْألف همزَة مَفْتُوحَة بعْدهَا ألف بِوَزْن تراعى). [السبعة في القراءات: 471 - 472]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فَلَمَّا تَرِاءَا الجَمْعَانِ) بكسر الراء حمزة، ونصير، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤5]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تراءا الجمعان) [61]: بكسر الراء حمزة، وخلف، وعلى طريق نصير وعيسى ونهشلي وأبي عمر طريق ابن الصلت، والخزاز.
بفتح الراء وكسر الهمزة في الوقف عيسى، وأبو الحارث، وأبو عمر، ونصير طريق ابن عيسى. بكسرتين قتيبة، وابن جبير، ونهشلي. بياء ورش طريق أبي عدي، وعنه بألف. الباقون يقفون مثل (تراعا).
[المنتهى: 2/872]
ومذهب حمزة أن تقف بعد الراء المكسورة بمدة طويلة في تقدير ألفين ممالتين بينهما همزة لينة تشير إليها بصدرك من غير أن تظهرها). [المنتهى: 2/873]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد قدمنا ذكر (ترآى الجمعان) والوقف عليه والإمالة فيه، وقد ذكرنا (أرجئه) و(نعم) و(تلقف) و(آمنتم) و(أن أسر) و(القسطاس) و(كسفًا) و(يتبعهم) وشبه ذلك؛ فأغنى عن الإعادة). [التبصرة: 291]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فلما تراءا الجمعان} (61): بإمالة فتحة الراء في الوصل. وإذا وقف أتبعها الهمزة فأمالها، مع جعلها بين بين، على أصله، فتصير بين ألفين ممالتين: الأولى أميلت لإمالة فتحة الراء، والثانية أميلت لإمالة فتحة الهمزة. وهذا تحكمه المشافهة، غير أن هذا حقيقته على مذهبه.
والباقون: يخلصون فتحة الراء والهمزة في حال الوصل.
فأما الوقف فالكسائي يقف بإمالة فتحة الهمزة، فيميل الألف التي بعدها، المنقلبة من الياء لإمالتها.
وورش يجعلها فيه بين بين، على أصله في ذوات الياء.
والباقون: يقفون بالفتح). [التيسير في القراءات السبع: 391]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة وخلف (فلمّا تراءى الجمعان) بإمالة فتحة الرّاء في الوصل، وإذا وقفا أتبعاها الهمزة فأمالاها مع جعلها لحمزة بين بين على أصله فتصير بين ألفين ممالتين. الأولى أمليت لإمالة فتحة الرّاء والثّانية أمليت لإمالة فتحة الهمزة وهذا تحكمه المشافهة غير أن هذا حقيقته على مذهبه، والباقون يخلصون فتحة الرّاء والهمزة في حال الوصل، وأما الوقف فالكسائي يقف بإمالة فتحة الهمزة فيميل الألف الّتي بعدها المنقلبة من الياء لإمالتها، وورش يجعلها فيه بين بين على أصله في ذوات الياء، والباقون يقفون بالفتح). [تحبير التيسير: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَرَاءَى الْجَمْعَانِ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/335]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تراءى الجمعان} [61] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 622]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال راء "تَرَاءَى الْجَمْعَان" [الآية: 61] وصلا دون الهمزة حمزة وخلف، والباقون بفتحهما فيه، وللأزرق إذا وقف التقليل والفتح في الهمزة فقط، أما الكسائي فيميلها فيه كبرى على أصله في اليائي، وأما حمزة فيسهل الهمز بين بين، ويمليها من أجل إمالة الألف بعدها، وهي لام تفاعل؛ لأنها منقلبة عن الياء ويجوز مع ذلك في الألف التي قبل الهمزة المد والقصر لتغير الهمزة على القاعدة، ويميل الراء أيضا فينطق حينئذ بهمزة مسهلة بين ممالين وهذا هو الوجه الصحيح الذي لا يجوز غيره ولا يؤخذ بخلافه وهو القياسي، وذكر فيها وجهان آخران أحداهما حذف الألف الأخيرة لحذفها رسما فتصير متطرفة فتبدل الفاء فيجيء فيها ثلاثة: جاء وشاء وأجروا هشاما مجراه حينئذ في هذا الوجه قال في النشر: وهذا وجه لا يصح ولا يجوز وأطال في رده الثاني قلب الهمزة ياء، فيقول ترايا حكاه الهذلي وغيره وهو ضعيف أيضا، وإن كان أخف مما قبله لعدم صحة الرواية به، وأمالهما معا فيه أعني الوقف خلف عن نفسه، والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/316]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تراءا} [61] هذه الكلمة زلت فيها الأقدام، وكثرت فيها الأوهام، والفقير إن شاء الله يبين ما هو الحق فيها، بيانًا شافيًا، يوضح إبهامها، ويزيل إشكالها، ونترك التعرض لرد ما قالوه من الأوهام، خوفًا من الخروج عما قصدنا من الاختصار، مع الإتمام، فنقول وبالله التوفيق:
أصل هذه الكلمة (تراءى) تفاعل، فعل ماض، كتخاصم، وتناصر، تحركت الياء وانفتح ما قبلها، قلبت ألفًا، والأصل أن يكون فيها ثلاث ألفات ألف بناء (تفاعل) وصورة الهمزة، والمبدلة.
ولم يوجد في جميع المصاحف الشريفة إلا ألف واحدة، بعد الراء، وحذف الألفان كراهة اجتماع الصور المماثلة في الخط، ولم يقل أحد من العلماء فيما نعلمه إنها صورة الهمزة، لأن المفتوحة بعد الألف لا صورة لها.
واختلفوا هل هي ألف (تفاعل) أو المبدلة، فقال قوم بالثاني، وهو مذهب الداني
[غيث النفع: 931]
وأبي داود، وتبعهما صاحب مورد الظمآن، واحتج له الداني بثلاثة أوجه:
الأول: أنها أصلية، لأنها لام، والأولى زائدة، لبيان (تفاعل) والزائد أولى بالحذف.
الثاني: أعلت بالقلب، فلا تعل ثانيًا بالحذف.
الثالث: أنهما ساكنان، وقياسه تغير الأول.
وقال قوم بالأول، واختاره الجعبري في شرح العقلية، واحتج له بأوجه:
منها: أن الأولى تدل على معنى، وليست الثانية كذلك، فحذفها أولى.
الثاني: أن الثانية طرف، والطرف أولى بالحذف.
الثالث: أن الثانية حذفت في الوصل لفظًا، فناسب أن تحذفها خطًا، لأن التغيير يؤنس بالتغيير.
الرابع: أن حذف إحدى الألفين إنما سببه كراهة اجتماع المثلين، والاجتماع إنما يحصل بالثانية.
الخامس: أنها لو ثبتت لكان القياس أن ترسم ياء، لأنها منقلبة عنها، والأقصى على غير قياس، فلا يقاس عليه.
واختياري هذا الثاني، ويجاب عما ذكره الداني: بأن الزائد إنما يكون أولى بالحذف من الأصلي إذا كانت الزيادة لمجرد التوسع، أما إذا كانت للأبنية فلا.
وعن الثاني: بأن محل القلب اللفظ، ومحل الحذف الخط، فافترقت الجهة، فلم يعتد بالإعلال.
[غيث النفع: 932]
وعن الثالث: بأنها لم تحذف لالتقاء الساكنين، بل للمثلين, وعليه فصورة كتابتها أن تكون الألف التي قبل الهمزة سوداء، والتي بعدها حمراء، وعلى مذهب الداني العكس، ولك عليه أن لا ترسم الألف الحمراء، وتجعل في موضعها مدًا.
فإذا وصلت {تراءا} بـــ {الجمعان} فالألف المبدلة التي بعد الهمزة، الموجودة لفظًا فقط، أو لفظًا وخطًا، تحذف لالتقاء الساكنين إجماعًا، فلا إمالة فيها لأحد، وأما التي بعد الراء، وقبل الهمزة، وهي ألف (تفاعل) الموجودة لفظًا وخطًا، أو لفظًا فقط، فاختص حمزة دون الستة بإمالتها وصلاً ووقفًا، لإمالة الراء قبلها.
وكل على أصله في المد، وأما إن وقفت عليها وليست موضع وقف فاقرأ لقالون والابنين والبصري وعاصم بألفين، بينهما همزة محققة، وتمد الألف التي قبل الهمزة مدًا متوسطًا، لا تفاوت بينهم في ذلك.
وأما ورش فقال ابن القاصح تبعًا لغيره: «له ستة أوجه، لأن {تراءا} من ذوات الياء، فله فيها وجهان، وله في حرف المد الواقع بعد الهمزة ثلاثة، فتضرب الاثنين في الثلاثة بستة».
والصحيح منها أربعة، القصر مع الفتح، والتوسط مع التقيل، والطويل معهما، ولا إمالة له في الراء كالجماعة كما تقدم ومده في الألف التي قبل الهمزة طويل، على أصله.
وأما حمزة فإنه يسهل الهمزة بين بين، ويميلها من أجل إمالة الألف بعدها المنقلبة عن الياء التي حذفت وصلاً، وهي لام (تفاعل) ويجوز مع ذلك المد والقصر، على القاعدة المقررة: وإن حرف مد قب لهمز مغير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
[غيث النفع: 933]
وهذا هو الوجه الصحيح الذي يقتضيه النص والقياس، قال المحقق: «ولا يجوز غيره، ولا يؤخذ بسواه».
ويجتمع حينئذ أربع إمالات، إمالة الراء، والألف بعدها، وإمالة الألف المنقلبة، والهمزة المسهلة قبلها.
وربما تقع في المطارحات، فيقال: أي كلمة توالت فيها أربع إمالات؟ فيقال: هي {تراءا} في قراءة حمزة إن وقف.
وذكروا له فيها وجوهًا أخر، منها (ترا) بألف ممالة مع الراء، على اتباع الرسم، وذكروا له تقادير منها أن الألف التي بعد الهمز هي المحذوفة، فتصير على هذا الهمزة متطرفة، فتبدل ألفًا لوقوعها بعد ألف كـــ{جآء} و{شآء} وتجيء الثلاثة، المد والتوسط والقصر، وقرءوا بذلك لهشام، إلا أنه لا يميل الراء، لأنه يخفف المتطرفة، وهذه متطرفة على هذا التقدير.
قال المحقق: «وهذا وجه لا يصح، ولا يجوز، لاختلال لفظه، وفساد المعنى به، وقد تعلق مجيز هذا الوجه بظاهر قول ابن مجاهد: كان حمزة يقف على {تراءا} يمده مدة بعد الراء، بكسر الراء من غير همز، انتهى.
ولم يكن أراد ما قالوه، ولا جنح إليه، إنما أراد الوجه الصحيح الذي هو التسهيل، فعبر بالمد عن التسهيل، كما هو عادة القراء في إطلاق عباراتهم.
ولا شك أن أصحاب ابن مجاهد مثل الأستاذ الكبير أبي الطاهر بن أبي هاشم وغيره أخبر بمراده، دون من لم يلازمه ولا أخذ عنه».
أي: وأبو طاهر إنما روى عنه الوجه الصحيح، كما صرح بذلك غيره.
[غيث النفع: 934]
فإن قلت: أليس قد قال ابن مجاهد: من غير همز؟ قلنا: أي: محقق، ففيه تجوز، ولذا قال الداني ف يجامعه بعد أن ذكر الوجه الصحيح، وساق بعده كلام ابن مجاهد -: «وهذا مجاز، وما قلناه حقيقة، ويحكم ذلك المشافهة» .
الوجه الثاني: قلب الهمزة ياءً مع إمالة الألف قبلها، فتقول (ترايا) ذكره الهذلي وغيره، وهو أيضًا ضعيف، إذ لم يوافق القياس ولا الرسم.
الثالث: إبدالها ياء ساكنة، وهو أضعفها، ولا وجه له، ولا يستحق أن يذكر، فضلاً عن أن يقرأ به، وقد نظم العلامة المرادي هذه الوجوه غير الأخير، مع ذكر هشام فقال:
خذ أوجه الوقف في تراءا = لحمزة يا أخا الذكاء
فإن تبعت القياس سهل = بين الممالين في الأداء
واقصر لتغييره أو امدد = فالمد ما زال ذا اعتلاء
وقف على رسمه بمد = يمال لا غير بعد راء
واقصر إذا شئت أو فوسط = فوجهه ليس ذا خفاء
هذا ووجه القياس أقوى = إذ أجحف الرسم بالبناء
وقد حكى بعضهم تريا = وهو ضعيف بلا امتراء
أما هشام فإن تحقق = له فقد فزت بالولاء
ومن يرى اللام لم تصور = وكان بالرسم ذا اقتداء
يحذف له همزة ولاما = أو يبدل الهمز كالسماء
مع الوجوه الثلاث فافهم = نظما جلا غاية الجلاء
[غيث النفع: 935]
وقوله (فوجهه ليس ذا خفاء) قد قيل في توجيهه: إنه لما قربت فتحة الراء من الكسرة بالإمالة أعطوها حكم المكسورة، فأبدلوا الهمزة المفتوحة بعدها ياء، ولم يعتدوا بالألف حاجزا.
وقوله (إذ أجحف الرسم بالبناء) لأن المد في ألف (تفاعل) وسقط عين الكلمة ولامها، وهو كما قال أبو علي في الحجة: «غير مستقيم».
وأما علي فإنه يفتح الراء، ويميل الألف المنقلبة إ مالة محضة، ويلزم منه إمالة الهمزة قبلها، ورتبته في المد لا تخفى، والله أعلم). [غيث النفع: 936]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
{تَرَاءَى الْجَمْعَانِ}
- أمال فتحة الراء وصلًا حمزة وخلف والكسائي برواية نصير وحده،
[معجم القراءات: 6/423]
وكذا روى حفص عن هبيرة عن عاصم وأبو رجاء والنخغي والأعمش.
- وأمال في الوقف حمزة وخلف الراء والهمزة معًا، وهي رواية خلاد عن الكسائي.
- ولحمزة تسهيل الهمزة بين بين، ويميلها من أجل إمالة الألف بعدها، ويجوز في الألف التي قبل الهمزة المد والقصر لتغيير حركة الهمزة.
- ويميل حمزة الراء أيضًا وينطق بهمزة مسهلة بين ممالين: الألف الأولى أمليت لإمالة فتحة الراء، والألف الثانية أمليت لإمالة فتحة الهمزة.
- وإذا وقف حمزة قرأ أيضًا (تراى) بكسر الراء ممدودة قليلًا، لأن من شرطة ترك الهمز في الوقف.
- وإذا وقف حمزة والكسائي أمالا الألف المنقلبة من لام الفعل.
- والأزرق وورش يقرأان في الوقف بالفتح والتقليل في الهمزة فقط.
- ولهما أيضًا تثليث البدل.
- وقرأ حمزة ونصير عن الكسائي وخلف ورواية عن عاصم (تريء) بكسر الراء وبمد ثم همزة.
قال أبو حاتم: (وقراءة حمزة في هذا الحرف محال).
- وقرئ (ترى) قال عيسى: (لغة تميم)، وذكرها الشوكاني والألوسي قراءة للأعمش وابن وثاب، وذهب أبو حاتم إلى أن ما روي عنهما خطأ.
- وقرئ (تراء) كذا بهمزة بعد الألف، فتقلب الهمزة ألفًا مثل (جاء) في الوقف، فيجتمع ألفان فتحذف إحداهما، ويمد الصوت
[معجم القراءات: 6/424]
إشارة إلى المحذوف، ورد هذا الوجه في النشر.
- وقرئ فلما (ترايا) بقلب الهمزة ياء، حكاه الهذلي وغيره.
- وذكر أبو حيان أنه قرئ (تراي) بغير همز على مذهب التخفيف، ولا يصح القلب لوقوع الهمزة بين ألفين: إحداهما ألف تفاعل الزائدة بعد الفاء، والثانية اللام المعتلة من الفعل، فلو خففت بالقلب لاجتمع ثلاث ألفات متسقة، وذلك مما لا يكون أبدًا، ونقل هذا أبو حيان عن الرازي، ونسبها أبو حيان إلى الأعمش وابن وثاب.
- وقراءة الجمهور (تراءى) على وزن (تراعى).
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ}
- وقرئ (فلما تراءت الفئتان).
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{لَمُدْرَكُونَ}
- قراءة الجمهور (لمدركون) بإسكان الدال من (أدرك).
- وقرأ الأعرج وعبيد بن عمير والزهري (لمدركون) بفتح الدال مشددة وكسر الراء على وزن مفتعلون من (ادرك).
قال الرازي: (وقد يكون ادرك على افتعل بمعنى أفعل متعديًا، فلو كانت القراءة من ذلك لوجب فتح الراء، ولم يبلغني ذلك عنهما، يعني: الأعرج وعبيد ابن عمير).
[معجم القراءات: 6/425]
قلت: ووجدتها في معاني الفراء (لمدركون) بفتح الراء، وكذا نقلها النحاس في إعرابه عن الفراء بفتح الراء، وكذلك جاءت في المحتسب.
قال أبو حيان: (ونص على كسر الراء أبو الفضل الرازي في كتاب اللوامح، والزمخشري في كشافه وغيرهما).
قلت: ونص على الكسر الرازي أيضًا في مفاتيح الغيب، وابن خالويه في مختصره، والقرطبي في جامعه). [معجم القراءات: 6/426]

قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - قَوْله {إِن معي رَبِّي} 62 {وَمن معي من الْمُؤمنِينَ} 118
روى حَفْص عَن عَاصِم {إِن معي رَبِّي} بِنصب الْيَاء من {معي} وكل مَا في الْقُرْآن من قَوْله {معي} فَإِن عَاصِمًا فِي رِوَايَة حَفْص يُحَرك الْيَاء فِيهِ
وروى ورش عَن نَافِع مثل حَفْص عَن عَاصِم {وَمن معي من الْمُؤمنِينَ} بتحريك الْيَاء وَلم يحركها غَيرهمَا). [السبعة في القراءات: 472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح الياء من "معي ربي" حفص). [إتحاف فضلاء البشر: 2/317]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "سيهدين" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/317]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلا} [62] تام، ولا يجوز الابتداء به، اتفاقًا). [غيث النفع: 936]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي ربي} قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 936]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي}
- قرأ حفص عن عاصم (إن معي ربي) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها (إن معي ربي).
{سَيَهْدِينِ}
- قرأ يعقوب (سيهديني) بإثبات الياء في الحالين، ووافقه الحسن في الوصل.
- وقراءة الجماعة (سيهدين) بحذف الياء، وإثبات الكسرة مع النون دلالة على المحذوف، وهو حذف للتخفيف). [معجم القراءات: 6/426]

قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فرق" [الآية: 63] فجمهور المغاربة والمصريين على ترقيق رائه للكل من أجل كسر القاف والأكثرون على تفخيمه لحرف الاستعلاء، وفي النشر تصحيح الوجهين، قال: إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق، وحكى غير واحد الإجماع عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/317]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فرق} [63] فيه وجهان صحيحان لكل القراء:
الترقيق، وإليه ذهب جمهور المغاربة والمصريين، وحكى غير واحد الإجماع عليه.
قال الحافظ أبو عمرو: «لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته، لتحركه بالكسر».
والتفخيم، وإليه ذهب كثير، وهو القياس). [غيث النفع: 936]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 6/426]
{فِرْقٍ}
- قراءة الجماعة (فرقٍ) بفاء، ثم راء مهملة بعدها.
- وفي الإتحاف:
(وجمهور المغاربة والمصريين على ترقيق رائه للكل من أجل كسرة القاف، والأكثرون على تفخيمه لحرف الاستعلاء، وفي النشر تصحيح الوجهين، قال: إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق، وحكى غير واحد الإجماع عليه).
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعاصم الجحدري، وهي حكاية يعقوب عن بعض القراء (فلقٍ) بلام بدل الراء، وهو على وزان (فانفلق) ). [معجم القراءات: 6/427]

قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ رويس بخلفه "ثم" وقفا بإثبات هاء السكت وقطع به له ابن مهران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/317]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)}
{وَأَزْلَفْنَا}
- قرأ الحسن وأبو حيوة (زلفنا) بغير ألف.
- وقراءة الجماعة (أزلفنا) بالألف، أي قربنا، و(الآخرين) هم موسى وأصحابه، أي جمعنا شملهم وقربناهم بالنجاة.
- وقرأ أبي وابن عباس وعبد الله بن الحارث وابن مسعود وأبو رجاء والضحاك وابن يعمر (أزلقنا) بالقاف بدل الفاء، أي: أزللنا أقدامهم، أي فرعون وقومه، فأهلكناهم.
[معجم القراءات: 6/427]
{ثَمَّ}
- قرأ رويس في الوقف (ثمة) بهاء السكت بخلاف عنه.
وتقدم هذا في الآية/115 من سورة البقرة.
قال ابن الجزري: (رويس...، ونص الداني على (ثم) ليعقوب بكماله، ورواه الآخرون عنه بغير هاء، والوجهان صحيحان عن رويس، قرأت بهما، وبهما آخذ) ). [معجم القراءات: 6/428]

قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 6/428]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
{مُؤْمِنِينَ}
- انظر (مومنين) القراءة بالواو في سورة يونس). [معجم القراءات: 6/428]

قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لهو} [68] و{نبأ إبراهيم} بينان). [غيث النفع: 937]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}
{لَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/29، 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 6/428]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس