عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (41) إلى الآية (46) ]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والله عليم بما تفعلون) [41]: بالتاء سلام). [المنتهى: 2/863]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((صَافَّاتٍ) رفع خارجة عن نافع، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار على الحال، (تَفعَلُونَ) بالتاء سلام، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (كُلٌّ) ). [الكامل في القراءات العشر: 609]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
{وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ}
- قراءة الجمهور (والطير صافاتٍ) فالطير: بالرفع معطوف على (من)، و(صافاتٍ) نصب على الحال من الطير.
- وقرأ الحسن وخارجة عن نافع (والطير صافات) برفعهما على الابتداء والخبر.
- وقرأ الأعرج (والطير صافات) الطير: نصب على المفعول معه، وهو عند النحاس مثل: قمت وزيدًا، وذهب إلى أنه أجود من الرفع.
{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}
- قرأ قتادة والجحدري وابن يعمر (كل قد علم صلاته وتسبيحه) على بناء الفعل لما لم يسن فاعله، وذكر هذه القراءة أبو حاتم.
- وقرئ (قد علمت صلاته وتسبيحه) الفعل بالتاء وهو مبني للمفعول.
[معجم القراءات: 6/281]
- وقال القرطبي: وذكر بعض النحويين أن بعضهم قرأ (كل قد علم صلاته وتسبيحه).
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ}
- في مصحف أبي وابن مسعود (والله بصير...).
{يَفْعَلُونَ}
- قرأ الحسن وعيسى وسلام وهارون عن أبي عمرو وابن مسعود وأبي وأبو بكر وحسين عن حفص عن عاصم (تفعلون) بتاء الخطاب، وهو التفات فيه وعيد وتخويف.
- وقراءة الجماعة (يفعلون) بالغيبة). [معجم القراءات: 6/282]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {ثمَّ يؤلف بَينه} 43
روى ورش عَن نَافِع {يؤلف} لَا يهمز
وقالون يهمز {يؤلف} وَكَذَلِكَ الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 457]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يذهب) بضم الياء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: ٣40]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يذهب) [43]: بضم الياء وكسر الهاء يزيد). [المنتهى: 2/863]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ) بضمتين و(سَنَاء) ممدود محمد بن طَلْحَة عن أبيه جريش عنه (بَرْقِهِ) بضم الباء وفتح الراء). [الكامل في القراءات العشر: 609]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَلَلِهِ) بغير ألف وفتح الخاء معاذ العنبري عن أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بكسر الخاء مع الألف، وهو الاختيار لموافقة المصحف، (يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) بضم الياء وكسر الهاء أبو جعفر، وشيبة، الباقون بفتحها، وهو الاختيار لئلا تكون الياء زائدة). [الكامل في القراءات العشر: 609]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (171- .... .... يَذْهَبُ اضْمُمْ بِكَسْرٍ اُدْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 34]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(قوله: يذهب إلخ أي قرأ أيضًا أبو جعفر {يذهب بالأبصار} [43] بضم الياء وكسر الهاء من أذهب وهو معنى قوله: اضمم بكسر والباء مؤكدة وعلم من انفراده للآخرين بفتحهما من ذهب والباء للتعدية). [شرح الدرة المضيئة: 187]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، فَقِيلَ: إِنَّ بَاءَ بِالْأَبْصَارِ تَكُونُ زَائِدَةً كَمَا هِيَ فِي وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى " مِنْ " كَمَا جَاءَتْ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
شَرِبَ النَّزِيفُ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
أَيْ: مِنْ بَرْدِ، وَيَكُونُ الْمَفْعُولُ مَحْذُوفًا، أَيْ: يَذْهَبُ النُّورُ مِنَ الْأَبْصَارِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {يذهب} [43] بضم الياء وكسر الهاء، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (816- .... .... .... يذهب ضم = واكسر ثنا .... .... .... ). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخفض رفع بعد (د) م يذهب ضم = واكسر (ث) نا كذا كما استخلف (ض) م
قوله: (يذهب ضم) أي قرأ بضم الياء وكسر الهاء أبو جعفر والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 286]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر: يذهب بالأبصار [43] بضم الياء وكسر الهاء، مضارع: أذهب، فقيل على زيادة الباء من «بالأبصار» مثل: ولا تلقوا بأيديكم [البقرة:
195] وقيل بمعنى: من، والمفعول محذوف، أي: يذهب النور [من الأبصار. وقرأ الباقون بفتح] الياء والهاء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (يذهب) بضم الياء وكسر الهاء والباقون بفتحهما والله الموفق). [تحبير التيسير: 482]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "يؤلف" واوا ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/299]
وأثبت هنا في الأصل الخلف فيه عن ابن وردان، ولعله سبق قلم وليس عنه خلف في هذا الباب إلا في حرف واحد، وهو يؤيد بنصره بآل عمران كما مر في بابه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَتَرَى الْوَدْق" [الآية: 43] وصلا السوسي بخلفه، وفتحه الباقون، أما الوقف فكل على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "خلاله" بفتح الخاء بلا ألف على الإفراد واختلف هل خلال مفرد كحجاب أو جمع كجبال جمع جبل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وينزل" [الآية: 43] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار" [الآية: 43] فأبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء من أذهب فقيل الياء زائدة على حد تنبت بالدهن، وقيل بمعنى من والمفعول محذوف تقديره يذهب النور من الأبصار، والباقون بفتح الياء والهاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بالأبصار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" اتفاقهم على فتح "سنا برقه" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤلف} [43] إبدال همزه واوًا لورش بين). [غيث النفع: 912]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وينزل} قرأ المكي والبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي). [غيث النفع: 912]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
{يُؤَلِّفُ}
- قرأ ورش وقالون عن نافع، وأبو جعفر (يولف) بإبدال الهمزة واوًا في الوقف والوصل.
وقال ابن مجاهد: (وقالون يهمز...).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالواو.
- وقراءة الباقين بالهمز في الحالين، وهو الأصل (يؤلف).
{فَتَرَى}
أ- في الوصل:
[معجم القراءات: 6/282]
- قراءة السوسي بالإمالة بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بالفتح.
ب- في حال الوقف:
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري بالإمالة.
- وورش والأزرق بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{مِنْ خِلَالِهِ}
- قرأ ابن مسعود وابن عباس والضحاك ومجاهد ومعاذ العنبري عن أبي عمرو والزعفراني وابن زيد والحسن البصري وسعيد بن جبير وأبو البرهسم وأبو العالية والأعمش (من خلله) على التوحيد، وهي الفرج في السحاب يخرج منها المطر.
- وذكر ابن خالويه أن ابن مسعود وابن عباس والضحاك قرأوا (من خلاله) كذا جاءت عنده بالألف وفتح الخاء.
- وقراءة الجماعة (من خلاله) بكسر أوله وألف بعد اللام.
قال الزجاج: (... وخلاله أعم وأجود في القراءة).
[معجم القراءات: 6/283]
- وعن أبي جعفر إخفاء النون عند الخاء.
{وَيُنَزِّلُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وسهل وابن محيصن واليزيدي (وينزل) بالتخفيف من (أنزل).
- وقراءة الباقين بتشديد الزاي.
{فَيُصِيبُ بِهِ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الباء في الباء، ولهما الإظهار.
{يَكَادُ سَنَا}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الدال في السين، ولهما الإظهار.
{سَنَا بَرْقِهِ}
- قراءة الجمهور (سنا برقه).
سنا: مقصور، وهو النور.
برقه: بفتح فسكون على الإفراد، يقال: سنا يسنو سنا أي: أضاء يضيء.
وبعد قراءة الجماعة اضطرب النقل في قراءات أخرى، وعرضها كما يلي:
1- جاء في التاج أنه قرئ (سناء برقه) كذا بالمد، ومن غير ضبط للبرق، ومثله في شرح التصريح والضرائر.
- وذكر هذه القراءة ابن جني في المحتسب عن طلحة بن مصرف: (سناء برقه) كذا بالمد، ثم فتح فسكون في البرق، ومثل هذا
[معجم القراءات: 6/284]
جاء في اللسان وتوضيح المقاصد.
والسنا ممدودًا ليس لغة في المقصور، وإنما عني به ارتفاع البرق، كذا قال ابن سيده، وذكر الشوكاني أنها قراءة طلحة بن مصرف ويحيى بن وثاب.
2- والقراءة الثانية (سنا برقه) كذا جاءت بالقصر عند الزجاج وفي اللسان والتاج.
3- قراءة طلحة بن مصرف (سناء برقه) ذكرها أبو حيان وغيره بالمد في (سناء)، والمراد به ارتفاع البرق، و(برقع) بضم ففتح، قال: جمع برقه، وهي المقدار من البرق، كالغرفة واللقمة.
4- ونقل عن طلحة أيضًا أنه قرأ (سناء برقه) كذا بالمد، وضمتين، وقد أتبع حركة الراء لحركة الباء، وذكر هذه القراءة ابن خالويه (سنا برقه)، كذا بالقصر وضمتين.
وهي كما ترى قراءات ليس فيها تحقيق عند المتقدمين، وقد اعتراها التصحيف والاضطراب في النقل، ولم يذكروا لها قارئًا غير طلحة.
{يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}
- قراءة الجمهور (يذهب بالأبصار) بفتح الياء والهاء.
[معجم القراءات: 6/285]
- وقرأ أبو جعفر المدني والجحدري وشيبة ومجاهد (يذهب بالأبصار) بضم الياء وكسر الهاء من (أذهب).
وذهب الأخفش وأبو حاتم إلى تخطئة أبي جعفر في هذه القراءة، قالا: (لأن الباء لا تعاقب الهمزة).
قال أبو حيان: وليس الصواب (أي ردهما)؛ لأنه لم يكن يقرأ إلا بما روى، وقد أخذ -أي أبو جعفر- هذه القراءات عن سادات التابعين الآخذين عن جلة الصحابة، أبي وغيره، ولم ينفرد بها أبو جعفر، بل قرأه شيبة كذلك، وخرج على زيادة الباء، أي يذهب الأبصار، وعلى أن الباء بمعنى (من) والمفعول محذوف، تقديره: يذهب النور من الأبصار.
- قلت: يشبه هذه القراءة ما تقدم من قراءة زيد بن علي (أن تذهبوا به) في الآية/13 من سورة يوسف.
{يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}
- إدغام الباء في الباء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{بِالْأَبْصَارِ}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، والدوري عن الكسائي.
[معجم القراءات: 6/286]
- والأزرق وورش بالتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 6/287]

قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
{الْأَبْصَارِ}
- تقدمت فيه الإمالة في الآية السابقة). [معجم القراءات: 6/287]

قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {وَالله خلق كل دَابَّة} 45
قَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالله خلق كل دَابَّة} بِأَلف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {خلق كل دَابَّة} بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 457]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (خلق) بالألف والرفع (كل) بالخفض، وقرأ الباقون
[التبصرة: 285]
(خلق) بالفتح من غير ألف ونصب (كل) ). [التبصرة: 286]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {خالق كل دابة} (45): بألف، ورفع القاف، على وزن (فاعل)، وخفض (كل).
والباقون: {خلق}، على وزن (فعل)، ونصب (كل) ). [التيسير في القراءات السبع: 384]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (خالق كل دابّة) ذكر في إبراهيم). [تحبير التيسير: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ " خَالِقُ كُلِّ دَابَّةٍ " لِحَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ فِي إِبْرَاهِيمَ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({خلق كل دابةٍ} [45] ذكر في إبراهيم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم خلق كلّ دآبّة [45]، وليحكم [48] معا لأبي جعفر بالبقرة ويتّقه [52] في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/478] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خالق كل دابة" [الآية: 45] بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف وجر "كل" على الإضافة حمزة والكسائي وخلف ومر بإبراهيم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسهل الثانية كالياء وأبدلها أيضا واوا مكسورة من "يشاء إن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وتقدم رد تسهيلها كالواو، وكذا حكم "يشاء إلى"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خلق كل} [45] قرأ الأخوان {خالق} بألف بعد الخاء، وكسر اللام بعدها، ورفع القاف، وخفض لام {كل} والباقون بترك الألف، وفتح اللام والقاف، ونصب لام {كل} ). [غيث النفع: 912]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء ان} [45] و{يشآء إلى} [46] و{صراط} جلي). [غيث النفع: 913] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
{خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ}
- إدغام القاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وحفصٍ عن عاصم وابن عامر وأبي جعفر (خلق كل) فعلًا ماضيًا، و(كل) نصب به.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف وابن وثاب والأعمش وعبد الله وأبو إسحاق السبيعي الهمداني وعبد الله بن معقل والحسن (خالق كل...) اسم فاعل مضافًا إلى (كل).
وتقدم هذا في الآية/19 من سورة إبراهيم.
[معجم القراءات: 6/287]
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}
- في مصحف أبي بن كعب (ومنهم من يمشي على أكثر) فعم بهذه الزيادة جميع الحيوان، لكن لم يثبت قرآنا، ولعله ما أورده مورد القرآن، بل تنبيهًا على أن الله خلق من يمشي على أكثر من أربع، كالعنكبوت والعقرب...، كذا عن أبي حيان وغيره.
{مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (ما يشاءون...) بإبدال الثانية واوًا خالصة مكسورة.
- ولهم تسهيلها كالياء أيضًا (ما يشاءين).
- وقراءة الباقين بالهمز فيهما (ما يشاء إن).
- وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- ولهما أيضًا تسهيلها مع المد والقصر مع الروم.
وتقدمت في آل عمران الآية/13). [معجم القراءات: 6/288]

قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي: {آيات مبينات} (34، 46)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (11): بكسر الياء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 383] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (آيات مبينات) في الموضعين هنا وفي الطّلاق بكسر الياء، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 481] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي مُبَيِّنَاتٍ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 46] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم "مبينات" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/300]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء ان} [45] و{يشآء إلى} [46] و{صراط} جلي). [غيث النفع: 913] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مبينات} [46] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 913]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}
{مُبَيِّنَاتٍ}
- تقدم فتح الياء وكسرها في الآية/34 من هذه السورة.
{مَنْ يَشَاءُ إِلَى}
- الحكم في الهمزتين كالحكم في (يشاء إن) في الآية السابقة.
{إِلَى صِرَاطٍ}
- قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس (إلى سراط) بالسين.
- وقراءة الإشمام -إشمام الصاد زايًا- عن خلف عن حمزة.
وتقدم هذا مفصلًا في آية سورة الفاتحة في الجزء الأول من هذا المعجم: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين...) ). [معجم القراءات: 6/288]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس