عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 07:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (28) إلى الآية (33) ]
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}

قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)}

قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}
{وَلَا تَبْسُطْهَا}
- قراءة الجماعة (ولا تبسطها) بالسين.
- قراءة الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ولا تبصطها) بالصاد.
{الْبَسْطِ}
- قراءة الجماعة (البسط) بالسين.
- وروي عن قالون، وروى الأعمش عن أبي بكر، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (البصط) بالصاد). [معجم القراءات: 5/49]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)}
{يَشَاءُ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف انظر الآية/142 من سورة البقرة.
{يَقْدِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
[معجم القراءات: 5/49]
{خَبِيرًا بَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
- والجماعة على التفخيم). [معجم القراءات: 5/50]

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {كَانَ خطأ كَبِيرا} 31
فَقَرَأَ ابْن كثير (خطآء) مَكْسُورَة الْخَاء ممدودة مَهْمُوزَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر {خطأ} بِنصب الْخَاء والطاء وبالهمز من غير مد
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {خطأ} مَكْسُورَة الْخَاء سَاكِنة الطَّاء مَهْمُوزَة مَقْصُورَة
وروى عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (خطئا) مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 379 - 380]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خطأ) بالفتح يزيد، وابن ذكوان، بكسر الخاء ممدود مكي). [الغاية في القراءات العشر: 301]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خطاء) [31]: بالمد وكسر الخاء مكي. بفتحهما دمشقي إلا الحلواني، ويزيد، زاد مدها عمري). [المنتهى: 2/794]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (كان خطاء) بكسر الخاء وفتح الطاء والمد، وقرأ ابن ذكوان بفتح الخاء والطاء من غير مد، وقرأ الباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء من غير مد، وكلهم همزوا). [التبصرة: 254]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {كان خطاء} (31): بكسر الخاء، وفتح الطاء، مع المد.
وابن ذكوان: بفتح الخاء والطاء، من غير مد.
والباقون: بكسر الخاء، وإسكان الطاء). [التيسير في القراءات السبع: 342]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير (كان خطاء) بكسر الخاء وفتح الطّاء مع المدّ، وابن ذكوان وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء من غير مد، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطّاء). [تحبير التيسير: 437]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {خِطْئًا} بالمد وكسر الخاء: ابن كثير.
بفتحهما مقصور: ابن ذكوان). [الإقناع: 2/686]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (819 - وَبِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ خِطْأً مُصَوَّب = وَحَرَّكَهُ الْمَكِّي وَمَدَّ وَجَمَّلاَ). [الشاطبية: 65]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([819] وبالفتح والتحريك خطأ (مـ)ـصوب = وحركه (المكي) ومد وجملا
إنما قال: (مصوب)، لأن قوما استبعدوا ذلك وقالوا: الخطأ مالم يتعمد؛ فلا يصح معناه هاهنا.
وقد صوبه الزجاج وقال: «له وجهان:
[فتح الوصيد: 2/1056]
أحدهما: أن قتلهم كان غير صواب؛ يقال: أخطأ يخطئ إخطاءً، وخطأ، والخطأ الاسم من هذا المصدر».
قال: «وقد يكون من: خطئ يخطأ خطأ، إذا لم يصب».
وأنشد:
والناس يلحون الأمير إذا هم = خطئوا الصواب ولا يلام المرشد
وأما خطاء، فمصدر خاطأ خطاءً، مثل: خاطر خطارًا.
وأما {خطئًا}، فهو عندهم القراءة الجيدة؛ يقال: خطى خطئًا، إذا أثم بتعمد الذنب). [فتح الوصيد: 2/1057]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([819] وبالفتح والتحريك خطأً مصوبٌ = وحركه المكي ومد وجملا
ح: (خطأً): مبتدأ، (مصوبٌ): خبر، (بالفتح): متعلق به، ضمير (حركه): لـ (خطأً).
ص: قرأ ابن ذكوان: {إن قتلهم كان خطأً} [31] بفتح الخاء وتحريك
[كنز المعاني: 2/379]
الطاء بالفتح، كـ (مثل)، والباقون: بكسرها وسكون الطاء على وزن: (مثل)، إلا ابن كثير، فإنه يحرك الطاء بالفتح ويمدها على وزن: (مثال)، والكل لغات، أو (الخطأ): ضد الصواب، و(الخطاءُ): الإثم.
وقوله: (خطأً مصوبٌ) من باب صيغة التضاد، وإشارة إلى أن ما استبعد قومٌ قراءة ابن ذكوان بأن الخطأ ما لم يتعمد ليس بجيد، إذ الخطأ يستعمل في التعمد أيضًا). [كنز المعاني: 2/380]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (819- وَبِالفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ خِطْئاً "مُـ"ـصَوَّب،.. وَحَرَّكَهُ المَكِّي وَمَدَّ وَجَمَّلا
يريد: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا} فلفظ بقراءة الجماعة، وذكر أن ابن ذكوان فتح الخاء والطاء وعبر عنه بالتحريك المطلق وهو الفتح؛ ليؤخذ للباقين ضده وهو السكون، وعبر عن حركة الخاء بلفظ الفتح؛ ليؤخذ للباقين ضده وهو الكسر، فدخل ابن كثير مع الباقين في هذا ولم يخالفهم فيه، ولما خالفهم في إسكان الطاء تعرض له، فقال: وحركه المكي، وزاد مدا بعد الطاء فقراءة الجماعة خطأ بمعنى إنما يقال خَطِأَ خِطْأً كأَثِمَ إِثْمًا، وهو في قراءة ابن ذكوان ضد الصواب، وقيل: هما لغتان كالحَذَر والحِذْر والمَثَل والمِثْل.
قال الزجاج: وقد يكون من خطأ خطأ إذا لم يصب، وقراءة ابن كثير خاطأ خِطَاءً مثل خاطر خِطارا. قال أبو علي: وإن لم يسمع خاطأ، ولكن قد جاء ما يدل عليه وهو: تخاطأ؛ لأنه مطاوعه، قال: وقد قالوا: أخطى في معنى خطى كما أن خطئ في معنى أخطأ.
قلت:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/319]
فإلى هذا أشار الناظم بقوله: مصوب؛ لأن قوما استبعدوا قراءة ابن ذكوان فقالوا الخطأ ما لم يتعمد، وجوابه أنه استعمل في التعمد أيضا، وقول الناظم: خطأ مصوب مبتدأ وخبر؛ أي: هو مصوب بالفتح والتحريك، فقابل بين لفظي الخطأ والتصويب، وإخباره عن الخطأ بالتصويب من عجائب هذا النظم ومحاسنه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/320]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (819 - وبالفتح والتّحريك خطأ مصوّب = وحرّكه المكّي ومدّ وجمّلا
قرأ ابن ذكوان: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً بفتح الخاء وتحريك الطاء أي فتحها. وقرأ المكي بتحريك الطاء والمد أي زيادة ألف بعدها مع كسر الخاء؛ لأن فتحها خاص بابن
[الوافي في شرح الشاطبية: 307]
ذكوان، فتكون قراءة الباقين بكسر الخاء وسكون الطاء. والحاصل: أن ابن ذكوان يقرأ بفتح الخاء والطاء من غير مد وابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومدها
والباقين بكسر الخاء وسكون الطاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 308]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (145- .... .... .... وَقُلْ خَطَأً أَتَى = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقل خطأ أتى أي قرأ المرموز له (بألف) أتى وهو أبو جعفر {خطأ كبيرًا} [31] كابن ذكوان بفتح الحاء والطاء كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين بكسر الخاء وسكون الطاء فالأول ضد الصواب والثاني الإثم). [شرح الدرة المضيئة: 163]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خِطْئًا كَبِيرًا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَأَلِفٍ مَمْدُودَةٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالطَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا مَدٍّ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى الشَّذَائِيُّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الْمُفَسِّرِ كَذَلِكَ، أَعْنِي مِثْلَ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَبِذَلِكَ قَطَعَ لَهُ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ مِنْ طُرُقِهِ إِلَّا الْأَخْفَشَ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَهِبَةُ اللَّهِ الْمُفَسِّرُ عَنِ الدَّاجُونِيِّ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ الطَّاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَحَمْزَةُ، عَلَى أَصْلِهِ فِي إِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا وَقْفًا، وَهُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي السَّكْتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {خطئًا} [31] بكسر الخاء وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها، وأبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه بفتح الخاء والطاء من غير ألف ولا مد، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 577]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (732 - وفتح خطئًا من له الخلف ثرا = حرّك لهم والمكّ والمدّ درى). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفتح خطئا (م) ن (ل) هـ الخلف (ث) را = حرّك لهم والمكّ والمدّ (د) رى
أي فتح الخاء من «خطأ» ابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، وأبو جعفر
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 263]
والباقون بكسرها، وحرك الطاء الثلاثة وابن كثير المكي، وأثبت بعدها ألفا ممدودة؛ فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء وألف بعدها، وابن ذكوان وهشام من أحد وجهيه وأبو جعفر بفتحهما من غير ألف، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء بلا ألف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 264]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفتح خطئا (م) ن (ل) هـ الخلف (ث) را = حرّك لهم والمكّ والمدّ (د) رى
ش: أي: فتح الخاء من خطأ [الإسراء: 31] ذو ميم (من) ابن ذكوان، وثاء (ثرا) أبو جعفر، واختلف عن ذي لام (لنا).
فروى الشذائي عن الداجوني، وزيد بن علي من جميع طرقه إلا من طريق المفسر كذلك.
وبذلك قطع له صاحب «المبهج» من جميع طرقه [إلا الأخفش عنه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/420]
وروى عنه الحلواني من جميع طرقه] وهبة الله المفسر عن الداجوني بكسر الخاء وإسكان الطاء، والباقون بكسر الخاء، وحرك الطاء الثلاثة وابن كثير المكي، والباقون بإسكانها.
وقرأ ذو دال (درى) ابن كثير بألف بعد الطاء، وحذفها الباقون؛ فصار ابن كثير بكسر [الخاء] وفتح الطاء وألف بعدها، وابن ذكوان وأبو جعفر وأحد وجهي هشام بفتحهما بلا ألف، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء بلا ألف.
[فإن قيل]: ظاهر عبارته: أن هشاما يقرأ في ثاني وجهيه خطأ بكسر الخاء وفتح الطاء؛ لأنه لم يخص [تحريك] الطاء بوجه دون آخر.
قلت: لا نسلم، بل خصه بالفتح؛ لأنه صرح بالفتح لهشام، ثم قال: (وعنه الخلف)، [أي:] وورد عنه خلاف الفتح؛ فتعين الكسر، [و] لم يفهم من لفظه، والمصرح به إنما هو الفتح، فهشام المذكور إنما هو من طريق من قرأ بالفتح خاصة، لا من جميع طرقه، والضمير في (لهم) إنما يعود على المذكور؛ فصار المعين بالمنطوق:
إنما هو الفتح، [وتتمته صرح به بقوله: (حرك لهم) والمعين من غير المنطوق:
الكسر]، وتتمته من مفهوم قوله: (حرك لهم)، فكمل المنطوق بالمنطوق، والمفهوم بالمفهوم، والله تعالى أعلم.
وجه الفتحتين: قول الزجاج: إنه مصدر: [«خطئ] خطأ ك «ورم» [ورما»] بمعنى أثم أو لم يصب، أو اسم مصدر «أخطأ» بالمعنيين.
ووجه المد: أنه مصدر «خاطأ» من «خطئ» مثل «سافر»؛ لثبوت «تخاطأ» مطاوعه أو مصدر «خطئ» ك «قام قياما».
ووجه الإسكان: أنه مصدر [خطئ] خطأ ك «أثم إثما» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/421]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خطأ" فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء والمد، وافقه ابن محيصن مصدر خاطأ يخاطئ خطاء كقاتل يقاتل قتالا، وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني غير المفسر وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء اسم مصدر من أخطأ، وقيل مصدر خطئ خطأ كورم وربما بمعنى إثم، ولم يصب وعن الحسن بفتح الخاء وسكون الطاء مصدر خطئ بالكسر، والباقون بكسر الخاء وسكون الطاء من غير مد، وبه قرأ هشام من طريق الحلواني، والمفسر عن الداجوني مصدر خطئ خطأ إذا لم يتعمد كأثم إثما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/197]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطئا} [31] قرأ المكي بكسر الخاء، وفتح الطاء، وألف ممدودة بعدها، وابن ذكوان بفتح الخاء والطاء، من غير ألف ولا مد، والباقون بكسر الخاء، وإسكان الطاء، ولا بد من التنوين والهمز للجميع). [غيث النفع: 802]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
{وَلَا تَقْتُلُوا}
- قراءة الجماعة (ولا تقتلوا) بالتخفيف من (قتل) الثلاثي.
- وقرأ الأعمش وابن وثاب (ولا تقتلوا) بالتشديد من (قتل)، وهو يفيد التكثير.
{خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}
- قراءة الجماعة (خشية) بفتح الخاء، ونصب التاء، وهو مفعول له.
- وقرئ: (خشية...) بكسر الخاء، ونصب التاء، وهي لغة.
- وذكر ابن خالويه أن بعضهم قرأ: (خشية) بضم التاء في آخره، ولعله على الخبر لمبتدأ مقدر.
{نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- وقراءة ابن محيصن بإسكان القاف، واختلاس ضمتها (نرزقهم).
{كَانَ خِطْئًا}
- قرأ نافع وأبو عمرو، وعبيد بن شبيل عن ابن كثير، وعاصم وحمزة والكسائي، وهشام من طريق الحلواني والداجوني
[معجم القراءات: 5/50]
(... خطئًا) بكسر الخاء وسكون الطاء، وهو مصدر خطئ، مثل: أثم إثمًا، وعلم علمًا.
قال الزجاج:
(فمن قال: (خطئًا) بالكسر فمعناه: إثمًا كثيرًا، يقال: قد خطئ الرجل يخطأ خطئًا: أثم يأثم إثمًا).
واختار الطبري هذه القراءة لإجماع الحجة من القراء عليها، وشذوذ ما عداها.
وقال مكي:
(وحجة من كسر الخاء وأسكن الطاء ولم يمد أنه المشهور المستعمل في مصدر (خطئ) إذا تعمد، وهو الاختيار؛ لأنه الأصل، ولأن الأكثر عليه).
- وقرأ ابن كثير وابن محيصن وطلحة بن مصرف وشبل والأعمش ويحيى وخالد بن إلياس وقتادة والحسن والأعرج بخلاف عنهما وعطاء (خطاءً) بكسر الخاء وفتح الطاء والمد.
قال النحاس:
(ولا أعرف لهذه القراءة وجهًا، ولذلك جعلها أبو حاتم غلطًا). وهذا
[معجم القراءات: 5/51]
النص لم أجده في المطبوع من إعراب النحاس، ولكنه مثبت في القرطبي، وهو على عادته ينقل كثيرًا عن النحاس فيعزو ذلك لصاحبه مرة، ويسكت عنه مرات.
وقال أبو علي:
(هو مصدر من خاطأ يخاطئ، وإن كنا لا نجد خاطأ ولكن وجدنا تخاطأ، وهو مطاوع خاطأ، فدلنا عليه، ومنه قول الشاعر:
تخاطأت النبل أحشاءه = وأخر يومي فلم أعجل).
ونقل الشهاب تخريج أبي علي هذا ثم قال:
(فلا عبرة بقول أبي حاتم: إن هذه القراءة غلط).
وفي حاشية الجمل:
(وهو مصدر لخاطأ، وهو وإن لم يسمع لكنه سمع تخاطؤوا) اهـ من البيضاوي.
ومجيء تخاطؤوا يدل على وجود خاطأ؛ لأن تفاعل مطاوع فاعل، كباعدته فتباعد، وناولته فتناول اهـ زادة).
- وقرأ ابن عامر برواية ابت ذكوان، والحسن في رواية وأبو جعفر وهشام من طريق الداجوني وهي رواية شبل عن ابن كثير (خطأ) بفتح الخاء والطاء والهمز من غير مد، على وزن نبأ.
وهو اسم مصدر، وقيل: خطئ خطأ كورم ورمًا، ومعناه أثم.
[معجم القراءات: 5/52]
قال الزجاج:
(وخطأً كبيرًا، له تأويلان: أحدهما معناه إن قتلهم كان غير صواب، يقال قد أخطأ يخطئ إخطاءً وخطأً، والخطأ الاسم من هذا لا المصدر، ويكون الخطأ من خطئ يخطأ خطأً إذا لم يصب...).
وذكر الشهاب القراءة عن ابن ذكوان، ثم نقل تخريج الزجاج لها، ثم قال:
(وقد استشكلوا هذه القراءة: لأن الخطأ ما لم يتعمد. وليس هذا محله، ورد بأنهم لم يقفوا على ما مر عن أهل اللغة والتفسير).
- وقرأ ابن عامر والحسن بخلاف (خطاً) بلا همز ولا مد، والطاء منونة، مثل: هوىً وعصاً.
والألف على هذا مبدلة من الهمزة، وهو عند ابن جني تخفيف (خطئًا).
- وعن ابن عامر بخلاف عنه وابن مجاهد عن ابن ذكوان وابن عباس والحسن وقتادة (خطئًا) بالفتح وسكون الطاء، وهو مصدر (خطئ).
- وقرأ الحسن وأبو رزين والعمري عن أبي جعفر والحلواني عن هشام عن ابن عامر (خطاءً) بفتح الخاء والطاء والمد ثم همزة.
[معجم القراءات: 5/53]
قال أبو حاتم: (لا يعرف هذا في اللغة، وهو غلط غير جائز).
قال ابن جني: (وأما خطاءً فاسم بمعنى المصدر، والمصدر من أخطأت: إخطاءً، والخطاء من أخطأت: كالعطاء من أعطيت).
- وقرأ أبو رجاء والزهري وحميد بن قيس وأبو جعفر والأزرق من طريق الأهوازي والحلواني عن هشام عن ابن عامر (خطاً) مثل (ربًا) بكسر الخاء والتنوين، وهو عند ابن جني تخفيف من (خطئاً).
- وذكر العكبري أنه قرئ (خطأً) بكسر الخاء وفتح الطاء ثم الهز، منونًا، قال: (مثل عنب).
- وأما في الوقف فحمزة على أصله من إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وهو الطاء، وحذف الهمزة، فيصير النطق بخاء مكسورة وطاء مفتوحة ممدودة مدًّا طبيعيًا بعدها، وصورتها: (خطا) وهي مثل قراءة أبي رجاء والزهري المتقدمة.
{كَبِيرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها وصلًا.
- وبترقيقها في الوقف.
- وقراءة الباقين بالتفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/54]

قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الزنا" بالزاي حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/197]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}
{الزِّنَا}
- قراءة الجماعة (الزنى) على القصر، وهي لغة الحجاز.
- وقرأ أبو رزين والحسن أبو الجوزاء (الزناء) بالمد، وهي لغة تميم، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه لغة في المقصور.
والثاني: أنه مصدر زانأ يزانئ، مثل: يقاتل قتالًا، لأنه يكون من اثنين، كذا في حاشية الجمل، ووجدته في بعض مراجع المتقدمين، زانى يزاني زناء.
قال العكبري: (الزنا: الأكثر القصر، والمد لغة، وقد قرئ به).
وفي التاج: (زنى الرجل يزني زنًا وزناءً، بكسرهما.
قال اللحياني: القصر لغة أهل الحجاز، والمد لغة بني تميم).
- وأمال (الزنا) حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{فَاحِشَةً}
- القراءة في الوقف بإمالة ما قبل الهاء عن الكسائي.
{سَاءَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر.
- وقرأ أبي بن كعب كما أخرجه عنه ابن مردويه:
[معجم القراءات: 5/55]
(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتًا وساء سبيلًا إلا من تاب فإن الله كان غفورًا رحيمًا) كذا بهذه الزيادة على قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/56]

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {فَلَا يسرف فِي الْقَتْل} 33
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم {فَلَا يسرف} بِالْيَاءِ جزما
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَابْن عَامر (فَلَا تسرف) بِالتَّاءِ جزما). [السبعة في القراءات: 380]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسرف) بالتاء كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 301]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تسرف) [33]: بالتاء هما، وخلفٌ، وقاسمٌ). [المنتهى: 2/794]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فلا تسرف) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 255]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فلا تسرف} (33): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 342]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (فلا تسرف) بالتّاء. والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 437]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَلَا يُسْرِفْ) بالتاء الثعلبي ابْن ذَكْوَانَ، وعباس في قول أبي علي وليس بصحيح وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالياء وهو الاختيار بغير الولي). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([33]- {فَلا يُسْرِفْ} بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/686]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (820 - وَخَاطَبَ فِي يُسْرِفْ شُهُود وَضَمُّنَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 65]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([820] وخاطب في يسرف (شهود) وضمنا = بحرفيه بالقسطاس كسر (شـ)ـذ (عـ)ـلا
(شهود)، أي قوم حضور؛ يريد بذلك، أنهم ذووا فهمٍ ومعرفة، كما أن الجاهل بالشيء كالغائب عنه.
والمعنى عندهم: فلا تسرف أيها الإنسان في قتل من تقتله، إن من تقتله كان منصورًا؛ أو: فلا تسرف أيها الولي في قتل من لم يقتل، أو في التمثيل بالقاتل؛ أو في قتله بعد أخذ الدية، أو بوجهٍ ليس لك، كائنًا ما كان.
[فتح الوصيد: 2/1057]
ويسرف بالياء، عائدٌ إلى الولي، أو إلى الإنسان على ما سبق). [فتح الوصيد: 2/1058]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([820] وخاطب في يسرف شهودٌ وضمنا = بحرفيه بالقسطاس كسر شذًا علا
ح: (شهودٌ): فاعل (خاطب)، (في يسرف): ظرفه، و(ضمنا): مبتدأ، (بالقسطاس): مفعوله، (بحرفيه): مفعول فيه متعلق بـ (القسطاس)، والهاء لـ (القسطاس)، (كسر): خبر أضيف إلى (شذًا)، (علا): نعت (شذًا)، والمراد: في موضع ضمنا كسرُ شذًا.
[كنز المعاني: 2/380]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (فلا تسرف في القتل) [33] بالخطاب على أنه للولي، أو للإنسان، والباقون: بالغيبة ردًا إلى الولي.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {وزنوا بالقسطاس المستقيم} هنا [35]، وفي الشعراء [182] بكسر القاف، والباقون: بضمها، لغتان). [كنز المعاني: 2/381] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (820- وَخَاطَبَ فِي يُسْرِفْ "شُـ"ـهُود وَضَمُّنَا،.. بِحَرْفَيْهِ بِالقِسْطَاسِ كَسْرُ "شَـ"ـذٍ "عَـ"ـلا
أي: قراءة شهود أراد: "فلا تسرف في القتل" الخطاب للولي أو الإنسان، والياء للولي). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/320]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (820 - وخاطب في يسرف شهود وضمّنا = بحرفيه بالقسطاس كسر شذ علا
قرأ حمزة والكسائي: فلا تسرف فّي القتل. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 308]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا يُسْرِفْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {فلا يسرف} [33] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 577]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (733 - يسرف شفا خاطب .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يسرف (شفا) خاطب وقسطاس اكسر = ضمّا معا (صحب) وضمّ ذكر
يعني قرأ قوله تعالى «فلا تسرف» بالخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على خطاب الإنسان، والباقون بالغيب حملا على لفظ الإنسان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 264]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يسرف (شفا) خاطب وقسطاس اكسر = ضمّا معا (صحب) وضمّ ذكّر
ش: أي: قرأ مدلول [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف فلا تسرف في القتل [الإسراء: 33] بتاء الخطاب على أنه مسند للمخاطب، أي: لا تسرف يا إنسان، أو يا قاتل ابتداء بالقتل العدوان، أو يا قاتل استيفاء أو يا ولى بالقتل بعد الدية أو العفو أو بغير المماثلة، أو بقتل جماعة بواحد، أو بغير القاتل.
والباقون بياء الغيب على أنه مسند لضمير أحد الثلاثة على أحد التقادير الستة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/422]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلا يُسْرِف" [الآية: 33] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب للإنسان أو القاتل ابتدأ بالقتل العدوان أو القاتل استيفاء أو ولي القتل بعد نحو الدية، أو يقتل غير القاتل كعادة الجاهلية، وافقهم الأعمش، والباقون بالغيب حملا على الإنسان أو الولي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/197]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يسرف} [33] قرأ الأخوان بالتاء، علي الخطاب، والباقون بالياء، على الغيب). [غيث النفع: 802]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}
{فَقَدْ جَعَلْنَا}
- إدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وإظهار الدال عن ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وقالون، وهو رواية عن رويس.
قال الزجاج:
(الأجود إدغام الدال في الجيم، والإظهار جيد بالغ لأن الجيم من وسط اللسان، والدال من طرف اللسان، والإدغام جائز، لأن حروف وسط اللسان قد تقرب من حروف طرف اللسان).
{فَلَا يُسْرِفْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر [مع الاختلاف في الرواية عنه] وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (فلا يسرف) بالياء، وجزم الفاء، وضمير الغائب (هو) يعود على الولي.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر [مع الاختلاف في الرواية عنه] وحذيفة بن اليمان ويحيى بن وثاب والأعمش ومجاهد بخلاف والنقاش عن ابن ذكوان وخلف وزيد بن علي (فلا تسرف) بالتاء
[معجم القراءات: 5/56]
على الخطاب وجزم الفاء، والمخاطب هو الولي.
وقال الطبري: (الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة من بعده، أي فلا تقتلوا غير القاتل).
وفي نسخة من تفسير ابن عطية -المحرر- (وعن ابن عامر بالتاء (فلا تسرف) كقراءة حمزة والكسائي ومن معهما) قال أبو حيان بعد هذا: (وهم وهم).
قلت ذكر ابن مجاهد في السبعة قراءة التاء عن ابن عامر مع حمزة والكسائي.
وكتب السبعة لم تذكر قراءة التاء عن ابن عامر، بل ذكرت عنه قراءة الياء كأبي عمرو ومن معه، وكان على محقق كتاب ابن مجاهد ألا يترك هذا من غير تحقيق، غير أنها العجلة!!.
وذكر القرطبي قراءة التاء عن ابن عامر مع حمزة والكسائي، وكذا فعل الفارسي.
- وقرأ أبو مسلم السراج صاحب الدولة العباسية [وقال صاحب اللوامح: أبو مسلم العجلي مولى صاحب الدولة] (فلا يسرف) بضم الفاء على الخبر، ومعناه النهي، وقد يأتي الأمر والنهي بلفظ الخبر كقولهم: يرحم الله زيدًا، فهذا لفظ الخبر ومعناه الدعاء، أي: ليرحمه.
قال ابن عطية: (في الاحتجاج بأبي مسلم في القراءة نظر).
[معجم القراءات: 5/57]
{فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ}
- في حرف ابن مسعود وأبي (فلا تسرفوا في القتل) على الخطاب والجمع.
- وذكر الفراء عن أبي أنه قرأ (فلا يسرفوا في القتل) على الغيبة والجمع.
{فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}
- قرأ أبي بن كعب: (فلا تسرفوا في القتل إن ولي المقتول كان منصورًا).
قال أبو حيان: (والأولى حمل قوله: إن ولي المقتول) على التفسير، لا على القراءة لمخالفته السواد، ولأن المستفيض عنه (إنه كان منصورًا) كقراءة الجماعة) ). [معجم القراءات: 5/58]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس