عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 07:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (22) إلى الآية (27) ]
{لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}

قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مخذولاً} تام، وفاصلة، ومنتهى الربع، بلا خلاف). [غيث النفع: 801]

قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد والتثنية من قَوْله {إِمَّا يبلغن عنْدك} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {يبلغن} على وَاحِد
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يبلغن} على اثْنَيْنِ). [السبعة في القراءات: 379]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح الْفَاء وَكسرهَا والتنوين من قَوْله {فَلَا تقل لَهما أُفٍّ} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر {أُفٍّ} بِفَتْح الْفَاء
وَقَرَأَ نَافِع {أُفٍّ} بِالتَّنْوِينِ وَكَذَلِكَ في الْأَنْبِيَاء 67 والأحقاف 17
وَحَفْص عَن عَاصِم مثله
وَقَرَأَ أَبُو عمر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {أُفٍّ} خفضا بِغَيْر تَنْوِين). [السبعة في القراءات: 379]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يبلغان) كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 300]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أف) بفتح الفاء مكي، شامي، وبصري - غير أبي عمرو- بكسره منون، مدني وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 300 - 301]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبلغان) [23]: بألف، و(ليذكروا) [41، الفرقان: 50] فيهما: خفيف: هما، وخلف). [المنتهى: 2/793] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أفٍ) [23]، وفي الأنبياء [67]: بالفتح، وفي الأحقاف [17]: بالتنوين المفضل، واختلف عنه. بفتحه مكي، ودمشقي، ويعقوب،
[المنتهى: 2/793]
وسهل. منون: مدني، وحفص، وأيوب). [المنتهى: 2/794]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يبلغان) بألف قبل النون مع كسر النون، وقرأ الباقون بفتح النون من غير ألف قبلها، وكلهم شددوا النون). [التبصرة: 254]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر (أف) بفتح الفاء من غير تنوين حيث وقع، وقرأ نافع وحفص بكسر الفاء والتنوين، وقرأ الباقون بكسر الفاء من غير تنوين). [التبصرة: 254]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إما يبلغان عندك} (23): بكسر النون، وألف قبلها.
والباقون: بفتحها من غير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 341]
ولا خلاف في تشديد النون). [التيسير في القراءات السبع: 342]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص: {أف} (23)، هنا، وفي الأنبياء (76)، وفي الأحقاف (17): بالتنوين، وكسر الفاء.
وابن كثير، وابن عامر: بفتح الفاء، من غير تنوين.
والباقون: بكسر الفاء، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 342]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (إمّا يبلغان)، بكسر النّون وألف قبلها، والباقون بفتحها من غير ألف ولا خلاف في تشديد النّون.
نافع أبو جعفر وحفص: أفٍّ هنا وفي الأنبياء والأحقاف بالتّنوين وكسر الفاء وابن عامر وابن كثير ويعقوب بفتح الفاء من غير تنوين، والباقون بكسرها من غير تنوين). [تحبير التيسير: 436]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْلُغَنَّ) على التثنية بكسر النون وبالألف ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير قاسم، وعَاصِم، الباقون على التوحيد وهو الاختيار لقوله: (أَحَدُهُمَا)، (أُفٍّ) بفتح الفاء من غير تنوين دمشقي مكي غير ابن مقسم، ويَعْقُوب، وسهل، والحسن في روايته عباد، والجهضمي عن أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، وطَلْحَة وافق المفضل طريق جبلة ها هنا في قول أبي علي، وقال غيره: بل المفضل في الأنبياء بالفتح كدمشقي في الأحقاف كنافع وها هنا كالزَّيَّات بالضم من غير تنوين في الثلاثة أبو السَّمَّال، وهو الاختيار على أنه مبني كـ قبل وبعد؛ لأنه صوت وبالكسر والتنوين في الثلاثة مدني، وأيوب، وهارون، وعبد الوارث عن الحسن، واللؤلؤي، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وحفص وبالرفع والتنوين أبو حيوة، الباقون بالكسر من غير تنوين). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {يَبْلُغَنَّ} مثنى: حمزة والكسائي.
وتشديد النون إجماع.
[23]- {أُفٍّ} هنا، وفي [الأنبياء: 67]، [والأحقاف: 17] منون: نافع وحفص.
[الإقناع: 2/685]
بفتحهن: ابن كثير وابن عامر.
الباقون بالكسر بلا تنوين). [الإقناع: 2/686]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (817- .... .... .... .... = .... يَبْلُغَنَّ امْدُدْهُ وَاكْسِرْ شَمَرْدَلاَ). [الشاطبية: 65]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (818 - وَعَنْ كُلِّهِمْ شَدِّدْ وَفاً أُفِّ كُلِّهاَ = بِفَتْحٍ دَناَ كُفْؤًا وَنَوِّنْ عَلَى اعْتَلاَ). [الشاطبية: 65]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [817] (سما) ويلقاه يضم مشددا = (كـ)ـفى يبلغن امدده واكسر (شـ)ـمردلا
...
و{إما يبلغن}، هي (إن) الشرطية، صحبتها (ما) لتأكيد الشرط.
و{يبلغن}، لتقدم ذكرهما.
و{أحدهما}: بدل من الضمير في {يبلغن}.
و{يبلغن}: فعل، فاعله {أحدهما}.
و{أو كلاهما}: عطف على البدل، أو على الفاعل). [فتح الوصيد: 2/1055]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([818] وعن كلهم شدد وفا أف كلها = بفتح (د)نا كفؤا ونون (عـ)ـلى (ا)عتلا
...
(وعن كلهم شدد)، لأنها نون التأكيد في القراءتين، وإن كانت هذه النون لا يؤكد بها إلا فعل مستقبل فيه معنى الطلب؛ وذلك بأن يكون أمرًا أو نهيًا أو قسمًا أو استفهامًا أو عرضًا أو تمنيًا: اذهبن، ولا تخرجن، وتالله لأكيدن، وهل يذهبن، وإلا تسمعن وليتك تأتين.
[فتح الوصيد: 2/1055]
ولكن سوغ ذلك في الشرط، دخول (ما) لشبهها بلام القسم في كونهما للتأكيد؛ ولذلك قالوا: حيثما تكونن.
فإن لم تدخل (ما) على (إن)، لم تؤكد بالنون إلا في ضرورة الشعر تشبيهًا للجزاء بالنهي.
(وفا اف كلها): الضمير في (كلها) عائد على كلمة (أف)، وهو صوت معناه التضجر.
و {أف}، بالكسر على أصل البناء.
والفتح للتخفيف.
والتنوين على تقدير التنكير.
ومن لم ينون، قدر فيه المعرفة.
وقال الأخفش: «أف بالكسر أكثر وأجود»). [فتح الوصيد: 2/1056]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([816] ويتخذوا غيبٌ حلا ليسوء نو = ن راوٍ وضم الهمز والمد عدلا
[817] سما ويلقاه يضم مشددًّا = كفى يبلغن امدده واكسر شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (يتخذوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبر، أي: ذو غيب، (حلا): نعته، (ليسوء) مبتدأ، (نون راوٍ): خبر، أي: ذو نون، ألف (عدلا): للتثنية عائد إلى (الضم والمد)، (سما): جملة مستأنفة، والضمير: لـ (يسوء)، (يلقاه): مبتدأ، (يضم): خبر، (مشددًا): حال، (كفى): استئناف، أو خبر بعد خبر، (يبلغن امدده): مبتدأ وخبر، أو (يبلغن): منصوب بفعل يفسره (امدده)، (شمردلا): حال من فاعل (اكسر).
ص: قرأ أبو عمرو: (ألا يتخذوا) [2] بالغيبة؛ لأن قبله: {هدًى لبني إسرائيل} [2]، والباقون بالخطاب على أنه حكاية ما في الكتاب، كما في البقرة: {لا تعبدون إلا الله} [83].
وقرأ الكسائي: (لنسوءا وجوهكم) [7] بالنون على إخبار الله تعالى
[كنز المعاني: 2/377]
عن نفسه بالتعظيم، والباقون: بالياء، لكن حفصًا ونافعًا وأبا عمرو وابن كثير قرءوا: بضم الهمز والمد بعده على وزن (يقولوا) برد ضمير الجمع إلى العباد في: {بعثنا عليكم عبادًا لنا} [5]، وقرأ الباقون منهم: بنصب الهمز من غير مد على أن الضمير للرب في: {عسى ربكم} [8]، أو لوعد في: {جاء وعدُ الآخرة} [7].
وقرأ ابن عامر: (كتابًا يُلقاه) [13] بضم الياء تشديد القاف مع فتح اللام على أنه فعل مجهول، من باب التفعيل، والباقون: بالفتح والتخفيف مع إسكان اللام على بناء الفاعل من الثلاثي، وهما لغتان.
ولم يقيد فتح اللام لوضوحه.
وقرأ حمزة والكسائي: (إما يبلغان) [23] بالمد بعد الغين وكسر النون على أن الألف ضمير التثنية، لتقدم ذكر الوالدين، و{أحدهما}: بلد، والباقون: بترك المد وفتح النون على أن فاعل
[كنز المعاني: 2/378]
الفعل {أحدهما}، وتشديد النون إجماع كما بين بقوله:
[818] وعن كلهم شدد وفا أف كلها = بفتحٍ دنا كفؤًا ونون على اعتلا
ح: (عن كلهم): حال من فاعل (شدد)، أي: ناقلًا عنهم، (فا): مبتدأ أضيف إلى (أف)، و(كلها) بالجر: تأكيد لـ (أف)، (دنا): خبر، (بفتحٍ): متعلق به، (كفؤًا): حال من فاعله، (علا اعتلا): حال، قصر (اعتلا) للضرورة، أي: معتمدًا على رفعه. ص: قرأ ابن كثير وابن عامر {أف} أين جاء، وهو ههنا [23]،وفي الأنبياء [67] والأحقاف [17] بفتح الفاء، والباقون بالكسر، ثم منهم حفص ونافع قرءآ بالتنوين مع الكسر، ومن بقي بغير تنوين، والكل لغات). [كنز المعاني: 2/379]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (و{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ} فمد بعد الغين؛ أي: زد ألفا واكسر النون المشددة فيصير "يبلغان"، والضمير للوالدين وأحدهما بدل منه وهو فاعل على قراءة القصر والنون للتأكيد فيها والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/318]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (818- وَعَنْ كُلِّهِمْ شَدِّدْ وَفَا أُفِّ كُلِّها،.. بِفَتْحٍ "دَ"نا "كُـ"ـفْؤًا وَنَوِّنْ "عَـ"ـلَى "ا"عْتَلا
يعني أجمعوا على تشديد النون، وهذا منه زيادة في البيان وإلا فهو معلوم مما تقدم؛ لأنه لفظ بقوله: يبلغن مشدد النون وأمر بكسرها ولم يتعرض للتشديد بنفي ولا إثبات فدل على أنه لا خلاف فيه.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/318]
أما أف ففيها لغات كثيرة لم يقرأ فيها إلا بثلاث: الفتح والكسر والتنوين مع الكسر وهي قراءة نافع وحفص، وهو معنى قوله: على اعتلا؛ أي: معتمدا على اعتلا قوله: كلها بالجر تأكيد لأف؛ يعني: حيث جاء وهو هنا وفي الأنبياء والأحقاف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/319]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (817 - .... .... .... .... = .... يبلغنّ امدده واكسر شمردلا
818 - وعن كلّهم شدّد وفا أفّ كلّها = بفتح دنا كفؤا ونوّن على اعتلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: إمّا يبلغان بالمد أي بإثبات ألف بعد الغين وبكسر النون، وعلى هذه القراءة يكون المد لازما مشبعا للساكنين. وقرأ الباقون بالقصر أي حذف الألف وبفتح النون، واتفقوا على تشديد النون). [الوافي في شرح الشاطبية: 307]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (818 - وعن كلّهم شدّد وفا أفّ كلّها = بفتح دنا كفؤا ونوّن على اعتلا
....
وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح فاء لفظ أُفٍّ* في كل مواضعه، فتكون قراءة غيرهما بكسر الفاء. وقرأ حفص ونافع بتنوين الفاء فتكون قراءة غيرهما بحذف التنوين.
والخلاصة: أن ابن كثير وابن عامر يقرءان بفتح الفاء وترك التنوين. وأن نافعا وحفصا يقرءان بكسر الفاء وتنوينها. وأن الباقين يقرءون بكسر الفاء وترك تنوينها. ووقع هذا اللفظ في ثلاثة مواضع: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ هنا، أُفٍّ لَكُمْ في الأنبياء، أُفٍّ لَكُما في الأحقاف). [الوافي في شرح الشاطبية: 307]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (145 - وَأُفِّ افْتَحَنْ حَقًّا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص - وأف افتحن (حـ)ـقا وقل خطأ (أ)تى = ونخسف نعيد اليا ونرسل (حـ)ـملا
ونغرق (يـ)ـم أنت (ا)تل (طـ)ـمًا وشد = ـدد الخلف (بـ)ـن والريح بالجمع (أ)صلا
كصاد سبأ والأنبيا ناء (أ)د معًا = خلافك مع تفجر لنا الخف (حـ)ـملا
ش - أي قرأ المشار له (بحا) حقًا وهو يعقوب {أف} حيث وقع بفتح الفاء من غير تنوين إذ ترك التنوين لازم لتلك القراءة وعلم من الوفاق لأبي جعفر بالكسر والتنوين وخلف بالكسر من غير تنوين وهو اسم فعل معناه التضجر والكراهة فمن كسر بناه على الأصل لالتقاء الساكنين ومن فتح طلب التخفيف ومن نون أراد التنكير ومن لم ينون أراد التعريف والكل لغات). [شرح الدرة المضيئة: 162]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِمَّا يَبْلُغَنَّ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ (يَبْلُغَانِ) بِأَلِفٍ مُطَوَّلَةٍ بَعْدَ الْغَيْنِ وَكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَفَتْحِ النُّونِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ كِلَاهُمَا فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أُفٍّ هُنَا وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَحْقَافِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/306]
وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَحَفْصٌ بِكَسْرِ الْفَاءِ مَعَ التَّنْوِينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/307]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {إما يبلغن} [23] بألف ممدودة بعد الغين وكسر النون على التثنية، والباقون بغير ألف وفتح النون توحيدًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 577]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب {أفٍ} هنا [23]، والأنبياء [67]، والأحقاف [17] بفتح الفاء من غير تنوين، والمدنيان وحفص بكسر الفاء منونة، والباقون بالكسر من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 577]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (730- .... .... .... .... .... = .... ويبلغنّ مدّ وكسر
731 - شفا وحيث أفّ نوّن عن مدا = وفتح فائه دنا ظلّ كدا). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويبلغن) أي قرأ قوله تعالى «إما يبلغن» بألف ممدودة بعد الغين وكسر النون على التثنية حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بغير ألف، وفتح النون توحيدا.
(شفا) وحيث أفّ (ع) ن (مدا) = وفتح فائه (د) نا (ظ) لّ (ك) دا
أراد بقوله: وحيث أف أن حفصا والمدنيين نونوا الفاء من «أفّ» حيث أتت وذلك هنا والأنبياء والأحقاف، وفتحها ابن كثير ويعقوب وابن عامر؛ فالمدنيان وحفص بالكسر والتنوين، وابن كثير ويعقوب وابن عامر بالفتح وترك التنوين، والباقون بالكسر من غير تنوين وكلها لغات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 263]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ: مدلول [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، إما يبلغان [الإسراء: 23] بألف بعد الغين - وهي مراده بالمد- وكسر النون المشددة؛ على أنه مسند لضمير «الوالدين»، وهو الألف والمؤكدة مكسورة معه، وأحدهما [الإسراء: 23] بدل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/419]
بعض، وكلاهما [الإسراء: 23] بدل كل، ولولا أحدهما لكان كلاهما توكيدا، وجاز أن يكون فاعلا والألف حرفا على لغة «قاما رجلان».
والباقون بحذف الألف، وفتح المؤكدة على الإسناد لـ أحدهمآ، [والمؤكدة بفتح مع غير الألف].
وقرأ ذو عين (عن) حفص ومدلول (مدا) المدنيان فلا تقل لّهمآ أفّ هنا [الإسراء: 23] وأفّ لّكم ولما تعبدون بالأنبياء [الآية: 67] [و] أفّ لكمآ بالأحقاف [الآية: 17]- بكسر الفاء والتنوين، وفتحها ذو دال (دنا) ابن كثير وظاء (ظل) يعقوب، وكاف (كدا) ابن عامر، وكسرها الباقون بلا تنوين.
وأفّ: اسم فعل بمعنى: أتضجر، بنى لإضافته في مسماه] على حركة للساكنين كسرا على أصله، وفتح تخفيفا، وتنوينه للتنكير، ولغة الحجاز الكسر بالتنوين كاليمن وبعدمه، وقيس الفتح.
ووجه [الثلاث] [قراءت]: الثلاث [لغات] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/420]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة يلقاه [الإسراء: 13] لـ «شفا» [ولابن ذكوان] واقرا [الإسراء: 14] لأبي جعفر، وإمالة كلاهما [الإسراء: 23] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/420] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي "وقضاء ربك" بالمد والهمز مصدرا مرفوعا بالابتداء، وربك بالجر على الإضافة، وأن لا تعبدوا خبره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/195]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أَوْ كِلاهُمَا" حمزة والكسائي وخلف واختلف فيه عن الأزرق، فألحقه بعضهم بنظائره من القوى والضحى فقلله وهو صريح العنوان، وظاهر جامع البيان والجمهور على فتحه له وجها واحدا كالربا بالموحدة كما في النشر قال: وهو الذي نأخذ به ثم قال: وهذا هو الذي عليه العمل عند أهل الأداء قاطبة، ولا يوجد نص أحد منهم بخلافه ا. هـ.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/195]
وذلك لأن ألفها منقلبة عن واو لإبدال التاء منها في كلتا ولدار رسمت ألفا، والمميل يعلل بكسر الكاف، وقيل عن ياء لقول سيبويه: لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/196]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِمَّا يَبْلُغَن" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف "يبلغان" بألف التثنية قبل نون التوكيد الشديدة المكسورة، على أن الألف ضمير الوالدين وأحدهما بدل منه بدل بعض وكلاهما عطف عليه بدل كل، ولولا أحدهما لكان كلاهما توكيدا للألف، وافقهم المطوعي والباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد؛ لأنها تفتح مع غير الألف، وأحدهما فاعله وكلاهما عطف عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/196]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أف" هنا والأنبياء والأحقاف، فنافع وحفص وأبو جعفر بتشديد الفاء مع كسرها منونة في الثلاثة للتنكير، وافقهم الحسن، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء من غير تنوين فيها للتخفيف، وافقهم ابن محيصن والباقون بكسرها بلا تنوين على أصل التقاء الساكنين، ولقصد التعريف، وهو صوت يدل على تضجر، ولغة الحجاز الكسر بالتنوين وعدمه، ولغة قيس الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/196]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقضى ربك}
{يبلغن} [23] قرأ الأخوان بألف ممدودة طويلاً بعد الغين، وكسر النون، والباقون بغير ألف، وفتح النون، وهي مشددة للجميع). [غيث النفع: 802]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أف} قرأ نافع وحفص بكسر الفاء مع التنوين، والابنان بفتح الفاء من غير تنوين، والباقون كذلك إلا إنهم يكسرون الفاء). [غيث النفع: 802]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
{وَقَضَى رَبُّكَ}
- قرأ الجمهور (وقضى....) فعلًا ماضيًا من القضاء.
وذهب ابن عباس إلى أن القراءة ليست على هذا، بل أصلها (ووصى) فالتصقت الواو بما بعدهما فصارت (وقضى). وهذا شيء غريب!!، وقد استنكره العلماء من ابن عباس.
[معجم القراءات: 5/37]
قال ابن حجر:
(... وقد جاء عن ابن عباس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) قال: ووصى، التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه...).
ونقل في موضع آخر فقال: (ومن طريق الضحاك أنه قرأ: ووصى، وقال: ألصقت الواو بالصاد فصارت قافًا فقرئت: وقضى، كذا قال، واستنكروه منه).
وقال الضحاك: (تصحفت على قوم (وصى، بقضى)، حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف).
وقال الرازي: (وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: كان من الأصل ووصى ربك، فالتصقت إحدى الواوين بالصاد، فقرئ: وقضى ربك، ثم قال: ولو كان على القضاء ما عصى الله أحد قط؛ لأن خلاف قضاء الله ممتنع، هكذا رواه عنه الضحاك وسعيد بن جبير....).
- وأمال (قضى) حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
- وقرأ بعض السلف، وبعض ولد معاذ بن جبل، ومعاذ والمطوعي وأبو عمران، وعاصم الجحدري (وقضاء ربك).
مصدر قضى، وهو مرفوع على الابتداء، و(ألا تعبدوا) هو الخبر.
- وقرأ علي وابن عباس وعبد الله بن مسعود وأصحابه والضحاك
[معجم القراءات: 5/38]
وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وميمون بن مهران وقتادة وأبي بن كعب وأبو المتوكل (ووصى) من التوصية.
وجاءت كذلك في مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب.
وأنقل إليك نص ابن حجر بعد ذكر هذه القراءة وموقف العلماء من ابن عباس، مع قراءة تقدمت في سورة الرعد وهي: (أفلم يتبين) في موضع (أفلم ييئس) آية/31.
قال: (وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد لكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس من دأب أهل التحصيل، فلننظر في تأويله بما يليق به).
وجاء حديثه هذا بعد كلام للزمخشري على القراءة الأولى يقول فيه: (وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال: (وهي والله فرية ما فيها مرية)، وتبعه جماعة بعده والله المستعان).
- وقرأ مجاهد وعبد الله بن مسعود (وأوصى) من الإيصاء.
قال أبو حيان (وقرأ بعضهم (وأوصى) من الإيصاء، وينبغي أن يحمل ذلك على التفسير؛ لأنها قراءة مخالفة لسواد المصحف، والمتواتر هو (وقضى)، هو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم في أسانيد القراء السبعة).
{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر
[معجم القراءات: 5/39]
ويعقوب (إما يبلغن...) بنون التوكيد الشديدة، والفعل مسند إلى (أحدهما)، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وروي عن ابن ذكوان أنه قرأ (إما يبلغن) بالنون الخفيفة.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمطوعي والأعمش والسلمي وابن وثاب والجحدري وطلحة (إما يبلغان) بألف التثنية، ونون التوكيد المشددة.
وقيل: الألف علامة تثنية الضمير، وهذا على لغة (أكلوني البراغيث).
وقيل: الألف ضمير (الوالدين)، و(أحدهما) بدل من الضمير.
- وقرئ (إما يبلغان...) بالألف ونون خفيفة بعده.
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود (إما يبلغان عندك الكبر إما واحد وإما كلاهما).
[معجم القراءات: 5/40]
كذا جاء الضبط بتخفيف النون، على أنها نون الرفع، و(واحد) بدلًا من (أحدهما)، وتكرار (إما) كما ترى.
{أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}
- تقدم في الموضع السابق خلاف ابن مسعود للجماعة (إما واحد وإما كلاهما).
- وأمال (كلاهما) حمزة والكسائي وخلف.
- وأما الأزرق فاختلف عنه، فألحقه بعضهم بنظائره من القوى والضحى، فقرأه بالتقليل، والجمهور على فتحه له وجهًا واحدًا كالربا.
قال ابن الجزري:
(وهذا -أي الفتح- هو الذي عليه العمل عند أهل الأداء قاطبة -وذلك لأن ألفها منقلبة عن واو؛ لإبدال التاء منها في كلتا، ولذا رسمت ألفًا، والمميل يعلل بكسر الكاف).
وانظر مثل هذا في الإتحاف، وفيه أن الألف منقلبة عن ياء مذهب سيبويه.
{فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة وعيسى ابن عمر (أف) بالكسر والتشديد مع التنوين، وهي لغة الحجاز.
قال الزجاج:
(فأما الكسر فلالتقاء الساكنين، وأف غير متمكن بمنزلة
[معجم القراءات: 5/41]
الأصوات...، وإذا نون فهو نكرة...).
وقال القرطبي: (وقرئ (أف) منونًا مخفوضًا كما تخفض الأصوات وتنون، تقول: صهٍ ومهٍ).
وقال الفراء:
(فالذين خفضوا ونونوا ذهبوا إلى أنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به، فخفضوه كما تخفض الأصوات، ومن ذلك قول العرب: سمعت طاقٍ طاقٍ، لثوت الضرب، ويقولون سمعت تغٍ تغٍ الضحك).
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم والأعمش وخلف (أف) بالكسر من غير تنوين، والكسر لالتقاء الساكنين على الأصل، وهي لغة الحجاز أيضًا.
قال الأخفش: (والذين قالوا: أف فكسروا كثير، وهو أجود، وكسر بعضهم ونون).
وقال الفراء:
(والذين لم ينونوا وخفضوا قالوا: أف على ثلاثة أحرف، وأكثر الأصوات إنما يكون على حرفين مثل: صه، ومثل: يغ ومه، فذلك الذي يخفض وينون فيه، لأنه متحرك الأول، ولسنا بمضطرين إلى حركة الثاني من الأدوات وأشباهها فيخفض فخفض بالنون).
[معجم القراءات: 5/42]
وذهب الزجاج إلى أنه غير متمكن بمنزلة الأصوات، فإذا لم ينون فهو معرفة.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن ذكوان وسهل ويعقوب وابن عباس والمفضل وابن محيصن (أف) مشددة مفتوحة من غير تنوين، وهي لغة قيس.
والفتح لالتقاء الساكنين، والفتح مع التضعيف حسن.
قال الأخفش:
(وقرأ بعضهم (أف)، وذلك أن بعض العرب يقول: أف لك، على الحكاية، أي لا تقل لهما هذا القول).
وقال الفراء: (وشبهت (أف) بقولك: مد ورد، إذ كانت على ثلاثة أحرف...).
وقال الزجاج:
(والفتح لالتقاء الساكنين أيضًا، والفتح مع التضعيف حسن لخفة الفتحة، وثقل التضعيف).
- وحكى هارون، وهي رواية عن نافع، وأبو الجوزاء وابن يعمر (أف)، بالرفع والتنوين مع التشديد.
[معجم القراءات: 5/43]
قال الزجاج: والضم، لأن قبله مضمومًا حسن أيضًا، والتنوين فيه كله على جهة النكرة).
وذكر مثل هذا العكبري.
وذهب الأخفش إلى أن الرفع قبيح، لأنه لم يجيء بعده باللام.
- وقرأ أبو السمال وأبو عمران الجوني، وهي رواية الأصمعي والرؤاسي عن أبي عمرو (أف) مشددة مضمومة من غير تنوين، والضم إتباع، كالقراءة المتقدمة.
- وروى ابن الأنباري أن بعضهم قرا (إف) بكسر الهمزة والفاء الخفيفة.
- وقرأ زيد بن علي، وشبل عن أهل مكة، ومعاذ القارئ وعاصم الجحدري (أفًا) بالنصب والتشديد والتنوين.
قال الأخفش: (وأفًا) لغة، جعلوها مثل تعسًا).
- وقرأ ابن عباس (أف) مفتوحة وخفيفة.
وضبطها بعضهم (أف) بالسكون.
[معجم القراءات: 5/44]
وهي عند ابن الجوزي (قراءة عكرمة وأبي المتوكل وأبي رجاء وأبي الجوزاء، بإسكان الفاء وتخفيفها (ومنهم من قال: أف، بفتح الفاء مع تخفيفها، وقد قرأ بها ابن عباس ووجه ذلك أنهم أبقوا الحركة مع التخفيف أمارة على أنها كانت مثقلة مفتوحة).
وقال ابن جني:
وأما (أف) خفيفة مفتوحة فقياسها قياس (رب) خفيفة مفتوحة، وكان قياسها إذا خففت أن يسكن آخرها، لأنه لم يلتق ساكنان متحرك، لكنهم بقوا الحركة مع التخفيف أمارة ودلالة على أنها كانت مثقلة مفتوحة...).
- ما يأتي بعد هذا قراءات وجدتها في تاج العروس، وفي غيره لغات:
- وقرأ عمرو بن عبيد (إف) بكسر الهمزة وفتح الفاء.
- وجاءت عند الصاغاني (إف) كذا قيدها المحققون.
- وعن عمرو بن عبيد أيضًا (إف) بضم الفاء مشددة مع كسر الهمزة.
- وروى عن عمرو بن عبيد أنه قرأ (إفا) مثل (إنا).
- وقرئ (أفى) بهمزة مضمومة وفاء مشددة مفتوحة بعدها ألف، وهي إلف التأنيث.
- وقرئ (أفى) بهمزة مضمومة وألف ممالة.
- كما قرئ بين بين.
[معجم القراءات: 5/45]
- وقرأ أبو العالية وأبو حصين الأسدي (أفي) بكسر الفاء والإضافة إلى الياء.
قال الأخفش:
(وقال بعضهم: أفي، كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه، فقال: أفي هذا لكما).
وقال ابن جني: (هي التي يقول لها العامة: (أفي، بالياء).
وذهب الزجاج إلى أنها لغة، لا يجوز أن يقرأ بها). [معجم القراءات: 5/46]

قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الذُّلِّ) حيث وقع أبو السَّمَّال والْجَحْدَرِيّ وأبو حيوة وابن أبي عبلة، وحماد بن عمرو، والحكم بن ظهير عن عَاصِم، الباقون بضم الذال، وهو الاختيار؛ لأن الكسر مستعمل في الدواب يقال دابة بينة الذل ورجل بين الذل). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
{جَنَاحَ الذُّلِّ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (... الذل) بضم الذال.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن عباس وعروة بن الزبير والحسن البصري وسعيد بن جبير وعاصم الجحدري ويحيى بن وثاب وحماد الأسدي عن أبي بكر رضي الله عنه وأبو حيوة وابن أبي عبلة وسفيان بن حسين وقتادة وأبو رزين (الذل) بكسر الذال.
قال الفراء: (... وحدثني الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأها (الذل) بالكسر، قال أبو زكريا: فسألت أبا بكر عنها فقال: قرأها عاصم بالضم).
[معجم القراءات: 5/46]
وقال العكبري: (بالضم، وهو ضمير العز، وبالكسر -وهو الانقياد- ضد الصعوبة).
وقال ابن جني: (الذل في الدابة ضد الصعوبة، ولا ذل للإنسان، وهو ضد العز، وكأنهم اختاروا للفصل بينهما الضمة للإنسان والكسرة للدابة، لأن ما يلحق الإنسان أكبر قدرًا مما يلحق الدابة، واختاروا الضمة لقوتها للإنسان، والكسرة لضعفها للدابة.
ولا تستنكر مثل هذا، ولا تنب عنه، فإنه من عرف أنس، ومن جهل استوحش....). قلت: رحم الله ابن جني، وأسكنه فسيح جنته، فأي بيان هذا البيان!
{وَقُلْ رَبِّ}
- إدغام اللام في الراء عن أبي عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار، وتقدم هذا مرارًا.
{رَبِّ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن (رب) وانظر الآية/126 من سورة البقرة.
{صَغِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها في الوصل، وبالترقيق في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/47]

قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكر المتقدمون أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء، والصواب أنه تسكين للميم ثم إخفاؤهما في الباء.
وقد أنبهت على هذا مرارًا فيما تقدم). [معجم القراءات: 5/47]

قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}
{وَآتِ ذَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الذال وبالإظهار.
- والجمهور على إظهار التاء.
قال ابن الجزري:
(كان ابن مجاهد وأصحابه وابن المنادي وكثير من البغداديين يأخذونه بالإظهار من أجل النقص، وقلة الحروف، وكان ابن شنبوذ وأصحابه وأبو بكر والداجوني ومن تبعهم يأخذونه بالإدغام للتقارب، وقوة الكسر، وبالوجهين قرأ الداني، وبهما أخذ الشاطبي وأكثر المقرئين).
{الْقُرْبَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{تَبْذِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها في الوصل.
- وقرأ بالترقيق في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/48]

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) على واحد سليمان عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "إن المبذرين" بسكون الباء وتخفيف الذال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/196]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ}
- قراءة الجماعة (إن المبذرين) بفتح الباء وتشديد الذال، اسم فاعل من (بذر).
- وقرأ الحسن (إن المبذرين) بسكون الباء وتخفيف الذال من
[معجم القراءات: 5/48]
(أبذر) الرباعي.
{كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}
- قراءة الجماعة (... إخوان الشياطين) على جمع (شيطان).
- وقرأ الحسن والضحاك (إخوان الشيطان).
الشيطان: مفردًا، وكذا جاء في مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه.
وهو مفرد أريد به الجنس، فهي في معنى قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/49]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس