عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 10:51 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحجر

[ من الآية (51) إلى الآية (60) ]
{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}

قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "نبئهم" فلم يبدلها أبو جعفر كأنبئهم ووقف حمزة عليها بالبدل، واختلف عنه في الهاء كما مر فكسرها ابن مجاهد وابن غلبون وضمها الجمهور، ومال إليه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/176]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونبئهم} [51] همزه محقق للجميع). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)}
{وَنَبِّئْهُمْ}
قرأ أبو حيوة (ونبيهم) بإبدال الهمزة ياءً، ولم يذكر أبو حيان حالة الوقف، أو الوصل، أو هو فيهما معًا.
وذكر ابن عطية أنه ضم الهاء.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال (نبيهم).
ثم اختلف عنه في حركة الماء مع إبدال الهمزة، هل هي بالضم على الأصل، أو بالكسر لمراعاة الياء وجوارها، فذكروا أنه كسرها ابن مجاهد وأبو الطيب بن غلبون وابنه (نبيهم) وضمها الجمهور على الأصل (نبيهم).
وعرض صاحب النشر هذا الخلاف مفصلًا فقال:
«واختلف أئمتنا في تغيير حركة الهاء مع إبدال الهمزة ياءً في قوله {أنبئهم} لسورة البقرة/33، و{نبئهم} في الحجر، فكان بعضهم يرى كسرها (نبيهم) لأجل الياء كما كسر لأجلها في نحو: «فيهم، يؤتيهم»، فهذا مذهب أبي بكر بن مجاهد وأبي الطيب بن غلبون وابنه أبي الحسن ومن تبعهم.
وكان آخرون يقرأونها على ضمتها (نبيهم)؛ لأن الياء عارضة، أو لا توجد إلا في التخفيف، فلم يعتدوا بها، وهو اختيار ابن مهران
[معجم القراءات: 4/559]
ومكي والمهدوي وابن سفيان والجمهور.
وقال أبو الحسن بن غلبون: «كلا الوجهين حسن».
وقال صاحب التيسير: «وهما صحيحان».
وقال في الكافي: «الضم أحسن».
قلت أي ابن الجزري: «والضم هو القياس، وهو الأصح، فقد رواه منصوصًا محمد بن يزيد الرفاعي صاحب سليم.
وإذا كان حمزة ضم هاء «عليهم، وإليهم، ولديهم» من أجل أن الياء قبله مبدلة من ألف فكان الأصل فيها الضم، فضم هذه الهاء أولى وأصل، والله أعلم». انتهى نص النشر.
قلت: ضعف ابن جني مثل هذا البدل في اللغة، وذهب إلى أنه لا يجوز إلا في الشعر، وكان هذا في حديثه عن آية سورة البقرة/ 33 {أنبئهم}.
قال: «أما قراءة الحسن: أنبهم، كأعطهم فعلى إبدال الهمزة ياءً، على أنه يقول: أنبيت كأعطيت، وهذا ضعيف في اللغة، لأنه بدل لا تخفيف، والبدل عندنا لا يجوز إلا في ضرورة الشعر».
وعرض بعد ذلك لتخريج ضم الهاء وكسرها على وجوه العربية.
وذكر العكبري أن الأهوازي حكي رفع النون، وذهب العكبري إلى أن القارئ أشار إلى الضمة ولم يحققها فظنه السامع ضم (نبئهم)، وشبه هذا بما جاء كلامهم من توهم بالفتحة نحو الضمة في قولهم: هذه أفعو). [معجم القراءات: 4/560]

قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" ذال "إذ دخلوا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/176]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)}
{إِذْ دَخَلُوا}
أدغم الذال في الدال أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام، وابن ذكوان من طريق الأخفش، وخلاد واليزيدي وابن محيصن.
وأظهر الذال نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب، وابن ذكوان من طريق الصوري، والنهرواني عن الأخفش والحسن).[معجم القراءات: 4/561]

قوله تعالى: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {إنا نبشرك} (53): بفتح النون، وإسكان الباء، وضم الشين.
والباقون: بضم النون، وفتح الباء، وكسر الشين مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 334]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (إنّا نبشرك) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 428]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِنَّا نُبَشِّرُكَ لِحَمْزَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({إنا نبشرك} [53] ذكر لحمزة في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 568]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه: تقدم نبّي عبادي [الحجر: 49] لأبي جعفر، وإنّا نبشّرك [الحجر: 53] في آل عمران [39]). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/409] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "لا توجل" بضم التاء مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يُبَشِّرُك" [الآية: 53] بالتخفيف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبشرك} [53] قرأ حمزة بفتح النون، وإسكان الموحدة، وضم الشين، والباقون بضم النون، وفتح الموحدة، وكسر الشين مشددة). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)}
قراءة الجمهور {لا توجل}، مبنيًا للفاعل من «وجل» كشرب شرب.
وقرأ الحسن (لا توجل) بضم التاء مبنيًا للمفعول من «أوجل».
وقرأ أبو معاذ (لا تاجل) بإبدال الواو ألفًا كما قالوا: تابة في توبة.
قال النحاس: «ومن قال: تاجل، أبدل من الواو ألفا لأنها أخف».
وفي حاشية الجمل:
«وقرئ: لا تاجل، والأصل: توجل، كقراءة العامة إلا أنه أبدل من الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها وإن لم تتحرك».
[معجم القراءات: 4/561]
وقرأ أصحاب عبد الله بن مسعود (لا تواجل) من واجله بمعنى أوجلة.
وجاء الضبط بضم التاء وفتح الجيم على البناء لما لم يسم فاعله.
{نُبَشِّرُكَ}
قراءة الجماعة {نبشرك} بتشديد الشين من «بشر» المضعف.
وقراءة حمزة والمطوعي (نبشرك) بتخفيف الشين من «بشر» الثلاثي.
والثلاثي هنا بمعنى المزيد.
وتقدم هذا مفصلا في الحديث عن الآية/39 من سورة آل عمران.
وقرأ الأزرق وورش بتفخيم الراء بخلاف عنهما في (نبشرك) ).[معجم القراءات: 4/562]

قوله تعالى: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَكسرهَا من قَوْله {فَبِمَ تبشرون} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {تبشرون} كسرا غير أَن ابْن كثير شدد النُّون وخففها نَافِع
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {فَبِمَ تبشرون} بِفَتْح النُّون نصبا). [السبعة في القراءات: 367]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فبم تبشرون) بكسر النون نافع بكسرة مشدد مكي الضرير (تبشرون) خفيف). [الغاية في القراءات العشر: 294 - 295]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أبشرتموني) [54]: بتشديد النون أبو بشر.
(تبشرون) [54]: بكسر النون مكي، حمصي، ونافع، وشدده مكي.
بإثبات ياء في الحالين زيد، وروح طريق البخاري). [المنتهى: 2/781]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (فبم تبشرون) بكسر النون، وقرأ الباقون بالفتح، وكلهم خففوها إلا ابن كثير فإنه شدد النون، وكلهم شددوا الشين). [التبصرة: 249]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {فبم تبشرون} (54): بكسر النون مخففة.
وابن كثير: بكسرها مشددة.
والباقون: بفتحها مخففة). [التيسير في القراءات السبع: 334]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (فبم تبشرون) بكسر النّون مخفّفة وابن كثير بكسرها مشدّدة والباقون بفتحها مخفّفة). [تحبير التيسير: 428]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُبَشِّرُونَ) بكسر النون طَلْحَة، والحسن، ومكي، ونافع، وحمصي، والضَّرِير عن يَعْقُوب غير أن الحسن ومكيًّا شددوها، والضَّرِير، زاد الضَّرِير ياء في آخرها، أما (تُشَاقُّونَ) بكسر النون خفيف نافع، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنها نون الجماعة، (أَبَشَّرْتُمُونِي) بتشديد النون أبو بشر والضَّرِير، الباقون بفتحها وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 582]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {تُبَشِّرُونَ} بكسر النون: الحرميان، وشدد ابن كثير). [الإقناع: 2/680]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (804 - وَثُقِّلَ لِلْمَكِّيِّ نُونُ تُبَشِّرُو= نَ وَاكْسِرْهُ حِرْمِيَّا وَمَا الْحَذُفُ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([804] وثقل للـ(مكي) نون تبشرو = ن واكسره (حرميـ)ا وما الحذف أولا
التثقيل، على إدغام نون الجمع في نون الوقاية.
والتخفيف مع الكسر، على حذف نون الوقاية، لأن النون الأولى قد قامت مقامها، ولأن النون الأولى علامة للرفع فلا تحذف؛ فلما حذفت الثانية وقامت الأولى مقامها، كسرت لأجل الدلالة على الياء.
وعلى ذلك قول عمرو بن معد يكرب:
تراه كالثغام يعل مسكًا = يسوء الفاليات إذا فليني
(ويجوز أن يكون أدغم ثم خفف)، ينقل التضعيف، كما قالوا: هين في هين.
و{تبشرون}، محذوف المفعول). [فتح الوصيد: 2/1045]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([804] وثقل للمكي نون تبشرو = ن واكسره حرميًا وما الحذف أولا
ح: (نون): فاعل (ثقل)، أضيف إلى (تبشرون)، الهاء في (اكسره) له، (حرميًّا): حال من فاعل (اكسر)، أي: قارئًا بقراءة الحرميين، ومعنى (وما الحذف أولًا): وإعرابه: تقدم في الأنعام.
ص: قرأ ابن كثير المكي بتشديد نون: {فبم تبشرون} [54]، وهو نافع بكسرها، لكن ... نافع يخفف النون، والباقون: بفتح النون والتخفيف.
فيحصل لابن كثير: {تبشرون} بالتشديد والكسر على إدغام نون الوقاية في نون الإعراب، ولنافع {تبشرون} بالتخفيف والكسر على حذف نون الوقاية، وحذف ياءُ المتكلم في القراءتين اكتفاءً بالكسر، ولغيرهما: {تبشرون} بالتخفيف والفتح على أنه نون الإعراب من غير ياء المتكلم.
ويجوز أن يكون معنى قوله: (وما الحذف أولًا): أن حذف النون ليس في القراءة الأولى، أعني: قراءة ابن كثير؛ لأنه شدد بإدغام النون الأولى في الثانية، بل الحذف في القراءة الثانية، أي: قراءة نافع حيث
[كنز المعاني: 2/364]
قال:
.............. = .............. وما الحذف أولًا). [كنز المعاني: 2/365]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (804- وَثُقِّلَ لِلْمَكِّيِّ نُونُ تُبَشِّرُو،.. نَ وَاكْسِرْهُ "حِرْمِيَّا" وَمَا الحَذُفُ أَوَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/304]
قراءة الجماعة ظاهرة النون مفتوحة؛ لأنها العلامة لرفع الفعل، ومن كسرها قدر أصل الكلمة تبشرنني بنونين وياء الضمير المفعولة فحذف نافع نون الوقاية كما حذفها في: "أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ"، وأدغم ابن كثير نون علامة الرفع فيها كقراءة الجماعة في: {أَتُحَاجُّونِّي}، ثم حذف نافع وابن كثير الياء كما حذفت في نظائره من رءوس الآي نحو "عقاب" و"متاب"، وأبقيا كسرة النون دالة على الياء المحذوفة وقوله: "حرميا" حال من فاعل "واكسره"؛ أي: قارئا يقرؤه الحرمي أو من مفعوله؛ لأنه فعل منسوب إلى الحرمي وقد سبق معنى وما الحذف أولا في سورة الأنعام؛ يعني: أن من قرأ بالتخفيف مع الكسرة وهو نافع حذف إحدى النونين وليس الحذف في الأولى منهما بل في الثانية توفيرا على الفعل علامة رفعه، والتقدير: وما وقع الحذف أولا، ولو قال: الأول على تقدير: وما المحذوف الأول من التنوين لكان جائزا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/305]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (804 - وثقّل للمكّيّ نون تبشّرو = ن واكسره حرميّا وما الحذف أوّلا
قرأ ابن كثير بتشديد نون: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ. وقرأ هو ونافع بكسر النون فتكون قراءة ابن كثير بكسر النون وتشديدها وقراءة نافع بكسرها وتخفيفها. وقراءة الباقين بفتحها وتخفيفها وقوله (وما الحذف أولا) معناه: أن الحذف في قراءة نافع لم يكن في النون الأولى التي هي علامة رفع الفعل بل، كان في الثانية التي هي للوقاية وكسرت نون الرفع في قراءة نافع؛ لتدل على المحذوف التي هي نون الوقاية أو الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (140- .... .... .... .... وَتُبَشِّرُو = نِ فَافْتَحْ أَبًا .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: فافتح أبا أي قرأ مرموز (ألف) أبا وهو أبو جعفر {فبم تبشرون} [54] بفتح النون كالآخرين فاتفقوا وكنى بقوله: أبا عن بلوغ القارئ بتلك الترجمة درجة الكمال). [شرح الدرة المضيئة: 157]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَبِمَ تُبَشِّرُون فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ النُّونِ وَفَتَحَهَا الْبَاقُونَ وَشَدَّدَهَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير {فبم تبشرون} [54] بكسر النون، والباقون بفتحها، وابن كثير شددها، والباقون خففوها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 568]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (718- .... .... .... .... .... = .... تبشّرون ثقل النّون دف
719 - وكسرها اعلم دم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تبشرون) يعني قوله تعالى «فبم تبشرون» قرأه بتشديد النون ابن كثير على أن أصله تبشرونني أدغمت الأولى وحذفت الياء تخفيفا وبقيت الكسرة تدل عليها، والباقون بتخفيفها
وكسرها (ا) علم (د) م كيقنط اجمعا = (روى) (حما) خفّ قدرنا (ص) ف معا
أي يكسر النون من قوله تعالى «فبم تبشرون» نافع وابن كثير، فقرأ ابن كثير بالتشديد والكسر؛ ونافع بالتخفيف والكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
همز ادخلوا انقل اكسر الضّمّ اختلف = (غ) يث تبشّرون ثقل النّون (د) ف
ش: أي اختلف عن ذي غين (غث) رويس في وعيونن ادخلوها [الحجر: 45، 46]: فروى القاضي، وابن العلاف، والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس وأبي الطيب، والشنبوذي، ثلاثتهم عن التمار عن رويس:- بضم التنوين وكسر الخاء على ما لم يسم فاعله، والهمزة للقطع نقلت حركتها للتنوين.
وروى السعيدي، والحمامي كلاهما عن النخاس، وهبة الله كلاهما عن التمار عنه بضم الخاء على أنه فعل أمر، والهمزة للوصل.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/408]
تتمة:
كل هنا على أصله من ضم التنوين وكسره.
تنبيه: تقدم نبّي عبادي [الحجر: 49] لأبي جعفر، وإنّا نبشّرك [الحجر: 53] في آل عمران [39].
وقرأ ذو دال (دف) ابن كثير فبم تبشرون [الحجر: 54] بتشديد النون على أن أصله: «تبشرونني»، وأدغمت الأولى وحذفت ياء المتكلم وبقيت الكسرة تدل عليها، والباقون بتخفيفها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/409] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وكسرها (ا) علم (د) م كيقنط اجمعا = (روى) (حما) خفّ قدرنا (ص) ف معا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اعلم) نافع ودال (دم) ابن كثير بكسر نون فبم تبشرون [الحجر: 54]؛ فصار نافع بالتخفيف والكسر [وابن كثير بالتشديد، والكسر، والباقون بالتخفيف] والفتح.
فوجه التخفيف والكسر: ما تقدم، لكنه حذف نون الوقاية تبعا، وكسر الأولى دلالة على المحذوف أو خفف، وتمامه تقدم في الإدغام.
ووجه الفتح والتخفيف: أنه لم يثبت المفعول؛ لتقدمه فلم يحتج إلى وقاية فبقيت نون الإعراب على فتحها.
وقرأ مدلول (روى): الكسائي، وخلف، و(حما) البصريان يقنط كله وهو ومن يقنط هنا [الحجر: 56] [و] إذا هم يقنطون بالروم [الآية: 36]، [و] لا تقنطوا بالزمر [الآية: 53] بكسر النون، وهي لغة الحجاز وأسد.
والباقون بفتحها وهي لغيرهما إلا تميما وبكرا فيضمون النون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/409]
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر إلا امرأته قدرنا هنا [الحجر: 60]، وقدرناها في النمل [الآية: 57] بتخفيف الدال.
والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى: التقدير لا القدرة، أي: دبرنا، وكتبنا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/410] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في تبشرون فنافع بكسر النون مخففة، والأصل تبشرونني الأولى للرفع والثانية للوقاية، حذفت نون الوقاية للثقل، ثم حذفت الياء على حد أكرمني مجتزيا عنها بالكسرة المنقولة إلى النون الأولى، وقيل المحذوف الأولى وعليه سيبويه، وقرأ ابن كثير بكسر النون مشددة أدغم الأولى في الثانية تخفيفا، وحذف ياء الإضافة اكتفاء بالكسرة، وافقه ابن محيصن والباقون بفتحها مخففة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (تنبيه
في النشر إذا وقف على المشدد بالسكون نحو: صواف ودواب وتبشرون عند من شدد النون فمقتضى إطلاقهم لا فرق في قدر هذا المد وقفا ووصلا، ولو قيل بزيادة في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا، فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد، وزادوا مد لام من ألم على مد ميم من أجل التشديد فهذا أولى لاجتماع ثلاث سواكن ا. هـ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تبشرون} قرأ الحرميان بكسر النون، والباقون بالفتح، وقرأ المكي بتشديدها، والباقون بالتخفيف، ففيها ثلاث قراءات: نافع بتخفيف النون وكسرها، والمكي بكسرها وتثقيلها مع المد، والباقون بتخفيفها وفتحها.
فإن وقف عليه وهو كاف فالمكي بالتشديد والمد الطويل مع السكون والروم، والباقون بالثلاثة مع السكون، وبالروم مع القصر لنافع). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)}
{أَبَشَّرْتُمُونِي}
قراءة الجماعة {أبشرتموني} بهمزة الاستفهام، وهو استفهام فيه معنى التعجب والإنكار.
وقرأ الأعرج والأعمش (بشرتموني) بغير ألف استفهام، وهذا يحتمل وجهين:
الأول: الإخبار.
الثاني: يحتمل الاستفهام، وحذفت أداته للعلم بها.
[معجم القراءات: 4/562]
وقرأ الخزاعي من بعض طرقه عن ابن كثير (أبشرتموني) بتشديد النون.
{مَسَّنِيَ الْكِبَرُ}
قراءة الجماعة {... الكبر} بكسر الكاف وفتح الباء.
وقرأ ابن محيصن (... الكبر)بضم الكاف وسكون الباء، وكبر الشيء معظمه، وقال اليزيدي: «أظنها لغة».
وفي سورة النور الآية/11 {والذي تولى كبره} تفصيل أوفى.
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي {تبشرون} بفتح النون مخففة، وهي علم الرفع.
قال الزجاج: «بفتح النون وهو أجود في القراءة».
وقال العكبري:
«يقرأ بفتح النون وهو الوجه، والنون علامة الرفع».
وقال مكي: «وحجة من خفف وفتح النون أنه لم يعد الفعل إلى مفعول، فأتى بالنون، التي هي علامة الرفع، مفتوحة على أصلها، كنون: يقومون ويخرجون.
والاختيار فتح النون والتخفيف؛ لأنه وجه الكلام ورتبة الإعراب،
[معجم القراءات: 4/563]
ولأن عليه أكثر القراء».
وقرأ نافع وشيبة (تبشرون) بكسر النون خفيفة.
وتخريج هذه القراءة أنه دي الفعل فصار: تبشرونني، ثم حذف النون الثانية استخفافًا لاجتماع المثلين، فاتصلت الياء بنون الرفع، فانكسرت النون، ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها.
قال مكي: «وهذه القراءة قد طعن فيها جماعة لبعد مخرجها في العربية؛ لأن حذف النون مع الياء لا يحسن إلا في شعر، وإن قدرت حذف النون الأولى حذفت علم الرفع لغير جازم ولا ناصب، ولأن كسر النون التي هي علم الرفع قبيح، إنما حقها الفتح..».
وممن غلط نافعًا أبو حاتم، قال: «هذا يكون في الشعر اضطرارًا».
وقال قطرب: «هذه القراءة لغة غطفان».
وقال الفراء: «وقد كسر أهل المدينة، يريدون أن يجعلوا النون مفعولًا بها..».
وقال الشهاب: «اعترض أبو حاتم على هذه القراءة بأن مثله
[معجم القراءات: 4/564]
لا يكون إلا في الشعر، وتجرأ على غلطه فيها، وقال: «كسر نون الرفع قبيح» وهذا مما لا يلتفت إليه؛ لأن حذف الياء في مثله اجتزاء بالكسرة كثير فصيح، وقد قرئ به في مواضع عديدة».
وقرأ ابن كثير وابن محيصن (تبشرون) بشد النون وكسرها من غير ياء.
والأصل: تبشرونني، النون الأولى علامة الرفع، والثانية مع الياء في موضع النصب، ثم حذفت ياء الإضافة اكتفاء بالكسرة، وأدغمت النون الأولى في الثانية تخفيفًا.
قال الأخفش:
«ولو قرئت: فيم تبشرون. بتثقيل النون كان جيدًا، ولم أسمعه، كأن النون أدغمت وحذفت الياء كما تحذف من رؤوس الآي نحو: {بل لما يذوقوا عذاب} سورة ص/8، يريد: عذابي».
وذهب مكي في مشكل إعراب القرآن إلى أن قراءة ابن كثير حسنة وناقش العكبري قراءة نافع (تبشرون) بكسر النون خفيفة ثم قال: «والقراءة بالتشديد أوجه».
وقرأ الحسن (بشروني) بنون مشددة، بعدها ياء المتكلم، وهذا على إدغام نون الرفع في نون الوقاية.
[معجم القراءات: 4/565]
وروي عن الحسن أنه قرأ (فبم تبشرون) بفتح التاء وضم الشين، وعزيت إلى أحمد بن معاذ.
وروى أبو علي الضرير عن روح وغيره عن يعقوب (تبشروني) بإثبات الياء، وهو مذهب يعقوب في القراءة، في الفواصل وغيرها).[معجم القراءات: 4/566]

قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْقَانِطِينَ) بغير ألف طَلْحَة، والْأَعْمَش، والجعفي، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بألف وهو الاختيار؛ لأنه أفخم من المعنى واللفظ). [الكامل في القراءات العشر: 582]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن "الحسن القانطين" بغير ألف كفرحين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)}
{مِنَ الْقَانِطِينَ}
قراءة الجماعة {القانطين} بألف، اسم فاعل من قنط يقنط أو يقنط، ورجح الطبري هذه القراءة.
وقرأ ابن وثاب وطلحة والأعمش والحسن وبشر بن عبيد وحسين الجعفي عن أبي عمرو وبعض رواة حمزة عن حمزة (القنطين) بغير ألف مثل: فرحين، وهذا يكون من: قنط يقنط فهو قنط.
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون في الأصل: القانطين، كقراءة الجماعة، إلا أن العرب قد تحذف ألف «فاعل» في نحو هذا تخفيفًا» ).[معجم القراءات: 4/566]

قوله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَكسرهَا من قَوْله {وَمن يقنط} 56
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {يقنط} بِفَتْح النُّون في كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو والكسائي {يقنط} بِكَسْر النُّون
وَكلهمْ قرأوا {من بعد مَا قَنطُوا} بِفَتْح النُّون). [السبعة في القراءات: 367]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يقنط) بكسر النون بصري، والكسائي، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 295]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يقنط) [56]، حيث جاء: بكسر النون بصري غير أيوب، وعلي، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/781]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي (يقنط ولا تقنطوا) بكسر النون هنا وفي الروم والزمر، وفتحهن الباقون، ولم يختلفوا في فتح (قنطوا) ). [التبصرة: 249]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} (56)، وفي الروم: {يقنطون}، وفي الزمر (53): {لا تقنطوا}: بكسر النون في الثلاثة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 334]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو والكسائيّ ويعقوب وخلف: (من يقنط) هنا وفي الرّوم (يقنطون) وفي الزمر (لا تقنطوا) بكسر النّون في الثّلاثة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 428]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقْنِطُ) بكسر النون بصري غير أيوب، وخارجة، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو، والكسائي، وخلف وجرير عن الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، ومسعود بن صالح، وبضم النون خارجة، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو وطَلْحَة وزائدة عن الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار؛ لأن حركة الضم أقوى، الباقون بفتح النود حيث وقع). [الكامل في القراءات العشر: 582]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([56]- {يَقْنَطُ}، و{يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]، و{لَا تَقْنَطُوا} [الزمر: 53] بكسر النون: أبو عمرو والكسائي). [الإقناع: 2/680]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (805 - وَيَقْنَطُ مَعْهُ يَقْنَطُونَ وَتَقْنَطُوا = وَهُنَّ بِكَسْرِ النُّونِ رَافَقْنَ حُمِّلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([805] ويقنط معه يقنطون وتقنطوا = وهن بكسر النون (ر)افقن حملا
قنط يقنِط، وقنط يقنَط الغتان؛ وهو: في مواضع ثلاثة:
هنا: {ومن يقنط}، وفي الروم: {إذا هم يقنطون}، وفي الزمر: {لا تقنطوا}.
[فتح الوصيد: 2/1045]
واتفقوا في الماضي على {قنطوا}.
ومعنى قوله: (رافقن حملا)، أي جماعة حملوا ذلك ونقلوه عن العرب؛ يشير إلى أن اللغة الفاشية الكثيرة: قط يقنِط). [فتح الوصيد: 2/1046]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([805] ويقنط معه يقنطون وتقنطوا = وهن بكسر النون رافقن حملا
ح: (يقنط): مبتدأ، (معه يقنطون): خبر ومبتدأ، خبر المبتدأ الأول، أي: يقنطون وتقنطوا مصاحبان له، ضمير (هن): للكلم الثلاث مبتدأ، (رافقن): خبره، (حملا): مفعول (رافقن)، جمع: حامل.
ص: قرأ الكسائي وأبو عمرو: {ومن يقنط من رحمة ربه} هنا [56]، و{إذا هم يقنطون} في الروم [36]، و{لا تقطنوا من رحمة الله} في الزمر [53] بكسر النون في الثلاثة، على أنها من: (قنط يقنط)، كـ (ضرب يضرب) لغة أهل الحجاز، والباقون: بالفتح فيهن، على أنها من (قنط يقنط) كـ (علم يعلم) لغة عامة أهل نجد، يقوي الأولى: إجماعهم على فتح: {من بعد ما قنطوا} [الشورى: 28].
ومعنى (رافقن حُملا): أن الثلاثة بالكسر صاحبن جماعة حاملين
[كنز المعاني: 2/365]
لتلك القراءة). [كنز المعاني: 2/366]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (805- وَيَقْنَطُ مَعْهُ يَقْنَطُونَ وَتَقْنَطُوا،.. وَهُنَّ بِكَسْرِ النُّونِ "رَ"افَقْنَ "حُـ"ـمِّلا
يريد: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ}، وفي الروم: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}، وفي الزمر: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} فتح النون فيها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/305]
وكسرها لغتان، فماضي المفتوح قنط بالكسر وماضي المكسور قنط بالفتح، وهي أفصح اللغتين، وقد أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى في الشورى: {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}، وحملا جمع حامل وقوله: ويقنط مبتدأ ومعه يقنطون خبره؛ أي: هذه الكلمات اجتمعت، واتحد الحكم فيها، ثم ابتدأ مبينا حكمها، فقال: هن بكسر النون وفتحها، ولو قال موضع وهن جميعا لكان أحسن وأظهر معنى والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/306]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (805 - ويقنط معه يقنطون وتقنطوا = وهنّ بكسر النّون رافقن حمّلا
قرأ الكسائي وأبو عمرو: وَمَنْ يَقْنَطُ في هذه السورة، إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ في الروم، لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ في الزمر. بكسر النون في الثلاثة، وقرأ الباقون بفتح النون فيها (وحملا) بضم الحاء وتشديد الميم جمع حامل، والمراد هنا ناقل القراءات). [الوافي في شرح الشاطبية: 304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (140 - وَيَقْنَطُ كَسْرُ النُّوْنِ فُزْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - ويقنط كسر النون (فـ)ـز وتبشرو = ن فافتح (أ)بًا ينزل وما بعد(يـ)ـجتلي
كما القدر شق افتح تشاقون نونه (ا)تـ = ـل يدعون (حـ)ـفظ مفرطون اشدد (ا)لعلا
ش - أي قرأ المرموز له (بفا) فز وهو خلف بكسر نون {يقنط من} [الحجر: 53]، {إذا هم يقنطون} [36] في الروم و{لا تقنطوا من رحمة الله} [53] في الزمر وأطلقه اعتمادًا على الشهرة وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك ولأبي جعفر بفتح النون). [شرح الدرة المضيئة: 157]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَقْنَطُ وَيَقْنَطُونَ وَتَقْنَطُوا فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان والكسائي وخلف {يقنط} [56]، و{يقنطون} [الروم: 36]، و{تقنطوا} [الزمر: 53] بكسر النون، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 568]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (719- .... .... .... كيقنط اجمعا = روى حمًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (كيقنط) أي قرأ الكسائي وخلف والبصريان «ومن يقنط» هنا «إذا هم يقنطون» بالروم «ولا تقنطوا» بالزمر بكسر النون، والباقون بفتحها، ووجه القراءتين أن الماضي في هذه المادة فيه لغتان:
قنط بالفتح وهو أكثر وأفصح فجاء مضارعه مكسورا، وقنط بالكسر مضارعه يقنط بالفتح، وفيه لغة ثالثة يقنط بالضم ورويت شاذة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وكسرها (ا) علم (د) م كيقنط اجمعا = (روى) (حما) خفّ قدرنا (ص) ف معا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اعلم) نافع ودال (دم) ابن كثير بكسر نون فبم تبشرون [الحجر: 54]؛ فصار نافع بالتخفيف والكسر [وابن كثير بالتشديد، والكسر، والباقون بالتخفيف] والفتح.
فوجه التخفيف والكسر: ما تقدم، لكنه حذف نون الوقاية تبعا، وكسر الأولى دلالة على المحذوف أو خفف، وتمامه تقدم في الإدغام.
ووجه الفتح والتخفيف: أنه لم يثبت المفعول؛ لتقدمه فلم يحتج إلى وقاية فبقيت نون الإعراب على فتحها.
وقرأ مدلول (روى): الكسائي، وخلف، و(حما) البصريان يقنط كله وهو ومن يقنط هنا [الحجر: 56] [و] إذا هم يقنطون بالروم [الآية: 36]، [و] لا تقنطوا بالزمر [الآية: 53] بكسر النون، وهي لغة الحجاز وأسد.
والباقون بفتحها وهي لغيرهما إلا تميما وبكرا فيضمون النون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/409]
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر إلا امرأته قدرنا هنا [الحجر: 60]، وقدرناها في النمل [الآية: 57] بتخفيف الدال.
والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى: التقدير لا القدرة، أي: دبرنا، وكتبنا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/410] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَنْ يَقْنَط" [الآية: 56] هنا و"يقنطون" [بالروم الآية: 36] "لا تَقْنَطُوا" [بالزمر الآية: 53] فأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب وخلف بكسر النون وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/177]
والباقون بفتحها كعلم يعلم لغة فيه والأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز وأسد وهي الأكثر، ولذا أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى: من بعد ما قنطوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/178]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقنط} [56] قرأ البصري وعلي بكسر النون، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
{يَقْنَطُ}
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر
[معجم القراءات: 4/566]
يقط، بفتح النون في كل القرآن مثل: علم يعلم، وهي لغة بعض القبائل العربية.
وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف والحسن والأعمش واليزيدي وسهل (يقط)، بكسر النون، وماضيه قنط، فهو مثل: ضرب يضرب، وهي لغة أهل الحجاز وأسد، وهي الأكثر، وهي الأجود عند العكبري، وهي الأصح في العربية عند أبي عبيد القاسم بن سلام.
وقرأ زيد بن علي والأشهب العقيلي وعيسى بن عمر والأعمش وعبيد بن عمير وطاووس ويحيى بن يعمر وخارجة وعصمة كلاهما عن أبي عمرو والحسن وأبو حيوة وابن جبير والليث وكلاهما عن الكسائي (يقنط) بضم النون، وهي لغة تميم.
قال القرطبي: «وفتح النون وكسرها لغتان قرئ بهما، وحكي فيه (يقنط) بالضم....» ). [معجم القراءات: 4/567]

قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)}

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58)}

قوله تعالى: {إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْجِيم وتخفيفها من قَوْله {إِنَّا لمنجوهم} 59
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {إِنَّا لمنجوهم} مُشَدّدَة الْجِيم
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {لمنجوهم} خَفِيفا). [السبعة في القراءات: 367]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لمنجوهم) خفيف، حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 295]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لمنجوهم) [59]: خفيف: هما، وخلف، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/782]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لمنجوهم) مخففًا، وشدد الباقون). [التبصرة: 249]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {إنا لمنجوهم أجمعين} (59): مخففًا.
[التيسير في القراءات السبع: 334]
والباقون: مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 335]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ ويعقوب وخلف: (إنّا لمنجوهم) مخففا، والباقون مشددا). [تحبير التيسير: 429]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {لَمُنَجُّوهُمْ} خفيف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/680]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (806 - وَمُنْجُوهُمْ خِفٌّ وَفِي الْعَنْكَبُوتِ نُنْـ = ـجِيَنَّ شَفَا مُنْجُوكَ صُحْبَتُهُ دَلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([806] ومنجوهم خف وفي العنكبوت ننـ = ـجين (شـ)فا منجوك (صحبتـ)ـه (د)لا
يريد قوله تعالى هنا: {إنا لمنجوهم أجمعين}.
وفي العنكبوت: {لننجينه}، وفيها: {إنا منجوك}.
وقد سبق ذكر وجه ذلك في الأنعام). [فتح الوصيد: 2/1046]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([806] ومنجوهم خف وفي العنكبوت ننـ = ـجين شفا منجوك صحبته دلا
ب: (دلا): مر معناه.
ح: (منجوهم خف): مبتدأ وخبر، (ننجين): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: خف، وكذا: (منجوك)، و(شفا): جملة مستأنفة، والضمير: للمبتدأ، وكذا هاء (صحبته دلا).
ص: قرأ حمزة والكسائي: {إنا لمنجوهم أجمعين} هنا [59]، {لننجينه وأهله} في العنكبوت أيضًا [32] بالتخفيف من (أنجى)، والباقون: بالتشديد من (نجى)، وهما لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن كثير: {إنا منجوك وأهلك} [العنكبوت: 33] بالتخفيف، والباقون بالتثقيل على ما مر). [كنز المعاني: 2/366]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (806- وَمُنْجُوهُمُ خِفٌّ وَفِي العَنْكَبُوتِ تُنْـ،.. ـجِيَنَّ "شَـ"ـفَا مُنْجُوكَ "صُحْبَتُـ"ـهُ "دَ"لا
أي: ذو خف؛ أي: خفيف أراد: {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ}،: {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ}،: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} التخفيف والتثقيل: فيها من أنْجَى ونجَّى كأنْزَل ونزَّل وهما لغتان خفف الثلاثة حمزة والكسائي، ووافقهما أبو بكر وابن كثير على تخفيف "منجوك"، ولو قال: "لمنجوهم" خفف باللام بدل الواو لكان أحسن؛ حكاية لما في الحجر ولا حاجة إلى واو فاصلة؛ لظهور الأمر كما قال بعد ذلك: قدرنا بها والنمل، وقد مضى معنى دلا في مواضع، وفيه ضمير راجع إلى لفظ صحبة؛ لأنه مفرد وهو كما سبق في الرعد صحبة تلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/306]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (806 - ومنجوهم خفّ وفي العنكبوت ننـ = ـجينّ شفا منجوك صحبته دلا
قرأ حمزة والكسائي: إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ هنا بتخفيف الجيم المضمومة ويلزمه سكون النون، وقرآ أيضا: لَنُنَجِّيَنَّهُ في العنكبوت بتخفيف الجيم المكسورة ويلزمه كسر النون أيضا، وقرأ الباقون بتشديد الجيم مع فتح النون قبلها. وقرأ شعبة وحمزة والكسائي وابن كثير: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ في العنكبوت بتخفيف الجيم وسكون النون، وقرأ غيرهم بتشديد الجيم وفتح النون). [الوافي في شرح الشاطبية: 304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي لَمُنَجُّوهُمْ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لمنجوهم} [59] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 569]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إنّا لمنجّوهم [الحجر: 59] بالأنعام [63] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/409]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لَمُنَجُّوهُم" [الآية: 59] بالتخفيف حمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/178]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف عن أبي عمرو في إدغام "آل لوط" وكذا يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/179]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لمنجوهم} [59] قرأ الأخوان بسكون النون، وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)}
{آَلَ لُوطٍ}
روى إدغام اللام في اللام أبو طاهر بن سوار عن النهرواني وأبو الفتح ابن شيطا عن الحمامي وابن العلاف، ثلاثتهم عن ابن فرح عن الدوري، ورواه أيضًا ابن حبيش عن السوسي، وبذلك قرأ الداني، ورواه شجاع عن أبي عمرو ومدين والحسين بن شريك عن أصحابهما، والحسن بن بشار العلاف عن الدوري، وعن أحمد بن جبير كلهم عن اليزيدي، وهي رواية أبي زيد وابن واقد وابن عباس، كلاهما عن أبي عمرو، وهي قراءة يعقوب.
وروى إظهاره سائر الجماعة.
وهو اختيار ابن مجاهد، ورواه عن عصمة، ومعاذ عن أبي عمرو نصًا.
وذكر المظهرون عن أبي عمرو أنه قال: «لا أدغمهما لقلة حروفها». ورد الداني هذا بجواز الإدغام في {لك كيدا}، وهو أقل حروفًا من «آل»، وذهب إلى أنه إذا صح الإظهار فيه بالنص فإنما ذلك من أجل اعتلال عينه بالبدل، والأصل فيه أهل «على قول البصريين، وواو على قول الكوفيين، ثم أبدلت الهاء همزة لقرب مخرجهما، وانقلبت الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها، وليس الإظهار لقلة حروف الكلمة».
قال ابن الجزري:
«قلت: ولعل أبا عمرو أراد بقوله: «لقلة حروفها» أي لقلة دورها في القرآن، فإن قلة الدور وكثرته معتبرين المتقاربين...».
[معجم القراءات: 4/568]
{إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر {... لمنجوهم} بتشديد الجيم، من «نجى».
وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب (لمنجوهم)، بالتخفيف من «أنجى» ).[معجم القراءات: 4/569]

قوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - قَوْله {إِلَّا امْرَأَته قَدرنَا} 60
كلهم قَرَأَ {إِلَّا امْرَأَته قَدرنَا} مُشَدّدَة الدَّال و{قدرناها} النَّمْل 57 مُشَدّدَة إِلَّا عَاصِمًا في وَرَايَة أَبي بكر فَإِنَّهُ خففها في كل الْقُرْآن وَشَدَّدَهَا في رِوَايَة حَفْص
وَقَرَأَ ابْن كثير وَحده {نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت} الْوَاقِعَة 60 خَفِيفَة وَالْبَاقُونَ يشددون
وَقَرَأَ نَافِع والكسائي (فقدرنا فَنعم القادرون) المرسلات 23 مُشَدّدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فقدرنا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ الكسائي وَحده {وَالَّذِي قدر فهدى} الْأَعْلَى 3 خَفِيفَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {قدر} مُشَدّدَة). [السبعة في القراءات: 367 - 368]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((قدرنا) وفي النمل خفيف أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 295]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قدرنا) [60]، وفي النمل [57]: خفيف: أبو بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/782]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (قدرنا إنها) وفي النمل (قدرناها) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 250]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر : {قدرنا أنها} (60)، هنا، وفي النمل (37): بتخفيف الدال.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 335]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (قدرنا إنّها) هنا وفي النّمل بتخفيف الدّال، والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 429]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدَّرْنَا) خفيف، وهكذا في النمل أبو بكر، وأبان، والمفضل، وعصمة، الباقون مشدد وهو الاختيار للتكثير وخفف في الواقعة مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وخفف علي، ومحمد في الأعلى وشَدد مدني غير خارجة وعلي غير قاسم، والزَّعْفَرَانِيّ وأبو بشر، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، وطَلْحَة في المرسلات، وشدد أبو جعفر، وشيبة، ودمشقي في الفجر، وفي قوله: (وَيَقْدِرُ لَهُ) حيث وقع ابْن مِقْسَمٍ، الباقون إلا في المرسلات والفجر مشدد). [الكامل في القراءات العشر: 582]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([60]- {قَدَّرْنَا} هنا، وفي [النمل: 57] خفيف: أبو بكر). [الإقناع: 2/680]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (807 - قَدَرْنَا بِهَا وَالنَّمْلِ صِفْ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([807] قدرنا بها والنمل (صـ)ـف وعباد مع = بناتي وأني ثم إني فاعقلا
{قدرنا إنها}، وفي النمل {قدرنها}.
والتشديد والتخفيف بمعنى واحد؛ وهو من التقدير لا من القدرة). [فتح الوصيد: 2/1046]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([807] قدرنا بها والنمل صف وعباد مع = بناتي وأني ثم إني فاعقلا
ب: (اعقلا): أمر بمعنى: افهم، والألف: بدل من نون التوكيد.
ح: (قدرنا): مبتدأ، (بها): ظرفه، و(النمل): عطف على الضمير المجرور
[كنز المعاني: 2/366]
بلا إعادة الجار، والخبر: محذوف، أي: خفف، (صف): جملة مستأنفة، (عباد) مع ما عطف عليه: مفعول (اعقلا)، والفاء: زائدة.
ص: قرأ أبو بكر: {إلا امرأته قدرنا} ههنا [60] وفي النمل {قدرناها} [57] بالتخفيف.
ثم عد ياءات الإضافة، وهي أربع: {نبئ عبادي} [49]، {هؤلاء بناتي} [71] {أني أنا الغفور الرحيم} [49]، {إني أنا النذير المبين} [89]). [كنز المعاني: 2/367] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (807- قَدَرْنَا بِهَا وَالنَّمْلِ "صِـ"ـفْ وَعِبَادِ مَعْ،.. بَناتِي وَأَنِّي ثُمَّ إِنِّيِ فَاعْقِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/306]
يريد: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا}، وفي النمل التخفيف والتشديد فيهما أيضا لغتان، واستغنى بقيد التخفيف في "منجوهم" عن القيد فيهما كما سبق في"سكرت" وهو من التقدير: لا من القدرة، ومثل ذلك سيأتي في الواقعة والمرسلات والأعلى). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/307]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (807 - قدرنا بها والنّمل صف وعباد مع = بناتي وأنّي ثمّ إنّي فأعقلا
هذا معطوف على التخفيف السابق، يعني أن شعبة قرأ بتخفيف الدال في لفظ قَدَّرْنا في قوله تعالى هنا: إلّا امرأته قدرْنا إنّها لمن الغابرين، وفي قوله تعالى في سورة النمل إلّا امرأته قدرْنها من الغابرين. وقرأ الباقون بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَدَّرْنَا إِنَّهَا، وَفِي النَّمْلِ قَدَّرْنَاهَا، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/302]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {قدرنا إنها} هنا [60]، و{قدرناها} في النمل [57] بتخفيف الدال، والباقون بالتشديد فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 569]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (719- .... .... .... .... .... = .... خفّ قدرنا صف معا). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (خف قدرنا) أي قرأ أبو بكر «إلا امرأته قدرنا إنها» هنا و «قدرناها» في النمل بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي قدرناه وكتبناه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 260]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وكسرها (ا) علم (د) م كيقنط اجمعا = (روى) (حما) خفّ قدرنا (ص) ف معا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اعلم) نافع ودال (دم) ابن كثير بكسر نون فبم تبشرون [الحجر: 54]؛ فصار نافع بالتخفيف والكسر [وابن كثير بالتشديد، والكسر، والباقون بالتخفيف] والفتح.
فوجه التخفيف والكسر: ما تقدم، لكنه حذف نون الوقاية تبعا، وكسر الأولى دلالة على المحذوف أو خفف، وتمامه تقدم في الإدغام.
ووجه الفتح والتخفيف: أنه لم يثبت المفعول؛ لتقدمه فلم يحتج إلى وقاية فبقيت نون الإعراب على فتحها.
وقرأ مدلول (روى): الكسائي، وخلف، و(حما) البصريان يقنط كله وهو ومن يقنط هنا [الحجر: 56] [و] إذا هم يقنطون بالروم [الآية: 36]، [و] لا تقنطوا بالزمر [الآية: 53] بكسر النون، وهي لغة الحجاز وأسد.
والباقون بفتحها وهي لغيرهما إلا تميما وبكرا فيضمون النون.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/409]
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر إلا امرأته قدرنا هنا [الحجر: 60]، وقدرناها في النمل [الآية: 57] بتخفيف الدال.
والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى: التقدير لا القدرة، أي: دبرنا، وكتبنا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/410] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَدَّرْنَا" [الآية: 60] هنا و[النمل الآية: 57] فأبو بكر بتخفيف الدال والباقون بتشديدها، وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي: كتبنا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/178]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قدرنا} [60] قرأ شعبة بتخفيف الدال، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 778]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}
{قَدَّرْنَا}
قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {قدرنا} بتشديد الدال.
وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحماد، والمفضل (قدرنا) بتخفيف الدال، وهما لغتان).[معجم القراءات: 4/569]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس