عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 10:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحجر

[ من الآية (1) إلى الآية (9) ]
{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}

قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَإِمَالَةُ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/301]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (الفواتح ذكرت). [تقريب النشر في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
سبق السكت على "الر" لأبي جعفر كإمالة الراء وتقليلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/173]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل "قُران" لابن كثير كوقف حمزة والسكت له وصلا على الراء بخلفه كابن ذكوان وحفص وإدريس عن خلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/173]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقرءان} [1] قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الراء، وحذفها والباقون بالهمزة، وإسكان الراء). [غيث النفع: 775]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1)}
تقدم فيه ما يلي:
1- قراءة أبي جعفر بتقطيع الحروف، وذلك بسكتة يسيرة على كل حرف، وهو مذهبه في القراءة في مثل هذه الحروف.
2- إمالة الراء.
3- الإمالة بين بين.
وانظر بيانًا مفصلًا في هذا في أول سورة البقرة {الم}، وكذا إمالة الراء في أول سورة يونس، وهود، ويوسف {آلر}. وما سبق فيه الغاية.
{وَقُرْآَنٍ}
قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الراء الساكنة قبلها، ثم حذف الهمزة في الحالين، ووافقه على هذا ابن محيصن (وقران).
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالنقل والحذف مثل قراءة ابن كثير.
وقرأ حمزة في الوصل بالسكت على الراء بخلاف عنه.
وهي قراءة ابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف، في الحالين، بخلاف عنهم.
قال في النشر: «وحمزة أكثر القراء به عناية لأي بالسكت على الساكن قبل الهمز وغيرها. واختلفت الطرق فيه عنه وعن أصحابه
[معجم القراءات: 4/531]
اختلافًا كثيرًا....» ).[معجم القراءات: 4/532]

قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في تَشْدِيد الْبَاء وتخفيفها من قَوْله {رُبمَا} 2
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {رُبمَا} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع {رُبمَا} خَفِيفَة
علي بن نصر قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرؤهَا على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا خَفِيفا وثقيلا). [السبعة في القراءات: 366]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((ربما) خفيف مدني، وعاصم، الشموني، بضم الباء). [الغاية في القراءات العشر: 294]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ربما} [2]: خفيفة الباء: مدني، وعاصم. بضمه الشموني). [المنتهى: 2/779]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم (ربما) بالتخفيف، وشدد الباقون). [التبصرة: 249]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع، وعاصم: {ربما} (2): بتخفيف الباب.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 333]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ عاصم ونافع وأبو جعفر: (ربما) بتخفيف الباء والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 427]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُبَمَا) خفيف مدني، وعَاصِم، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، والثغري في قول الرَّازِيّ، والجعفي، ووهيب، وعلي بن نصر، ويونس، واللؤلؤي، وعبد الوارث إلا القصي الجهضمي بالوجهين وضم [الراء] عبد اللَّه بن عمر، والشموني عن أبي بكر، الباقون بتشديده، والاختيار ما عليه نافع، لأنها لغة قريش وهي أشهر أذ هي موضوعة للتعليل). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {رُبَمَا} خفيفة الباء: نافع وعاصم). [الإقناع: 2/679]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (802 - وَرُبَّ خَفِيفٌ إِذْ نَمَا .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([802] ورب خفيف (إ)ذ (نـ)ما سكرت (د)نا = تنزل ضم التا (شعبة) مثلا
(إذ نما)، أي نُقل؛ من: حدیث نمى إلي عجيب.
لأن العرب تشدد (رب) وتخففها، كما خففوا (إن) و (لكن).
ولا يخفف إلا المضاعف من الحروف، وليس كل مضاعف منها يخفف، إذ لم يخففوا (ثم).
قال الحادرة:
أسمي ما يدريك أن رب فتيةٍ = باكرت لذتهم بأدكن مترع
وتدخل عليها (ما)، فتكون على وجهين:
تكون نكرةً بمعنى شيء، كقوله:
ربما تكره النفوس من الأمر.
[فتح الوصيد: 2/1043]
والثاني، أن تكون (ما) كافة، مثل ما نحن فيه. ومعنى كونها كافة، أنها كفت (رب) عن العمل، وهيأتها للدخول على الفعل فقال تعالى: {ربما يود}.
ومن ذلك قول الشاعر:
ربما أوفيت في علم
وإنما تدخل في القياس على الماضي.
وإنما تدخل هاهنا على المستقبل على وجه الحكاية.
و(رب) عند سيبويه حرف). [فتح الوصيد: 2/1044]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([802] ورب خفيفٌ إذ نما سكرت دنا = تنزل ضم التا لشعبة مثلا
[803] وبالنون فيها واكسر الزاي وانصب ال = ملائكة المرفوع عن شائدٍ علا
ب: (نمى): بلغ، من قول الشاعر:
.............. = حديثٌ نمى إلي عجيب
(الشائد): الرافع للبناء.
ح: (رب): مبتدأ، (خفيفٌ): خبر، (إذ): ظرف فيه معنى التعليل، فاعل (نمى): ضمير يعود إلى التخفيف لدلالة (خفيفٌ) عليه، (سكرت): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: خفيف، (دنا): جملة مستأنفة، (تنزل): مبتدأ، (ضم التا): مبتدأ ثانٍ، (مثلا): خبره، والعائد: محذوف، أي: فيه، والجملة: خبر الأول، (بالنون): متعلق بمحذوف، أي: اقرأ، ضمير (فيها): لكلمة (تنزل)، (عن شائدٍ): متعلق بـ (انصب)، (علا): مفعول (شائد)، أي: عن قارئٍ مؤسسٍ بناءً رفيعًا ينقبل هذه القراءة.
ص: قرأ نافع وعاصم: {ربما يود الذين كفروا} [2] بالتخفيف،
[كنز المعاني: 2/362]
والباقون: بالتشديد، لغتان.
وقرأ ابن كثير: {سكرت أبصارنا} [15] بالتخفيف، أي: حبست، من (سكرت النهر): إذا حبسته، أو حيرت من السكر، والباقون: بالتشديد للتكثير.
وقرأ شعبة: {تنزل الملائكة} [8] بضم التاء على بناء المجهول، والباقون غير حفص وحمزة والكسائي بفتحها على أنه مضارع (تتنزل) حذف إحدى التائين تخفيفًا، وهم وشعبة برفع {الملائكة} على الفاعل، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (ننزل) بالنون المضمومة في موضع تاء (تنزل)، وكسر الزاي، ونصب {الملائكة} على أنه مفعول به). [كنز المعاني: 2/363] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (802- وَرُبَّ خَفِيفٌ "إِ"ذْ "نَـ"ـمَا سُكِّرَتْ "دَ"نَا،.. تَنزَّلُ ضَمُّ التَّا لِشُعْبَةَ مُثِّلا
يريد: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، التخفيف والتشديد فيها لغتان، ومعنى نما بلغ من قول الشاعر:
من حديثٍ نَمَى إليَّ عَجِيبِ
أو من نمى المال إذا زاد؛ لأن لفظة "رب" فيه لغات كثيرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/303]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (802 - وربّ خفيف إذ نما سكّرت دنا = تنزّل ضمّ التّا لشعبة مثّلا
803 - وبالنّون فيها واكسر الزّاي وانصب ال = ملائكة المرفوع عن شائد علا
قرأ نافع وعاصم: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بتخفيف الباء فتكون قراءة غيرهما
بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رُبَمَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَعَاصِمٌ بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا، وَتَقَدَّمَ خُلْفُ رُوَيْسٍ فِي وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/301]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وعاصم {ربما} [2] بتخفيف الباء، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 567]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (715- .... .... .... .... .... = وربّما الخفّ مدًا نل .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وربما الخف) أي قرأ المدنيان وعاصم «ربما يود الذين كفروا» أول الحجر بتخفيف الباء، والباقون بالتشديد وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 259]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ... = وربما الخفّ (مدا) (ن) لـ واضمما
ش: قرأ مدلول (مدا) المدنيان ونون (نل) عاصم رّبما يودّ الّذين [الحجر: 2] بتخفيف الباء.
وهي لغة الحجاز وعامة قيس، والباقون بتشديدها، وهو لغة أسد وتميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ربما" [الآية: 2] فنبافع وعاصم وأبو جعفر بتخفيف الباء الموحدة والباقون بتشديدها لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/173]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ربما} [2] قرأ نافع وعاصم بتخفيف الموحدة، والباقون بتشديدها، لغتان لقيس وتميم). [غيث النفع: 775]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)}
{رُبَمَا}
قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو بخلاف عنه، وأبو جعفر وزرين حبيش، ومحمد بن غالب عن الأعمش، وعبد الحميد بن صالح البرجمي ويحيى عن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وعبد الوارث (ربما) بتخفيف الباء وفتحها، وهي لغة الحجاز، وكثير من قيس.
وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والأعمش وأصحاب عبد الله بن مسعود والحسن ويعقوب وخلف (ربما) بتشديد الباء وفتحها، وهي لغة قيس وتميم وربيعة وأسد.
قال ابن عطية: (وربما) للتقليل، وقد تجيء شاذة للتكثير، وقال قوم: إن هذه من تلك.
قال ابن مجاهد: «علي بن نصر، قال: سمعت أبا عمرو يقرأها على الوجهين جميعًا: خفيفًا وثقيلًا».
وقال أبو حيان: «وعن أبي عمرو الوجهان»، وذكر مثل هذا عن أبي عمرو أبو جعفر الطوسي.
وقال ابن خالويه: «... فالحجة لمن خفف أن الأصل عنده في التشديد
[معجم القراءات: 4/532]
باءان، أدغمت إحداهما في الأخرى، فأسقط واحدة تخفيفًا، والحجة لمن شدد أنه أتي بلفظها على الأصل، وهو الاختيار».
قلت: هاتان القراءاتان سبعيتان كما ترى، وعليهما الاختيار، وما عداهما مما سأذكره شاذ.
روى محمد بن حبيب الشموني ومحمد بن عبد الله القلا عن الأعشى عن أبي بكر (ربما) بضم الراء والباء مع التخفيف.
وقرأ أبو زيد وأبو قرة (ربما) بفتح الراء والباء مع التخفيف.
قال أبو زيد: «سمعت أبا قرة يقرأها كذلك».
وقال اللحياني: «ولم يقرأ أحدٌ ربما، بالفتح، ولا ربما».
قلت: من سمع حجة على من لم يسمع !! وأبو زيد لا يطعن في سماعه، على أن فتح الراء حكاه الزجاج عن قطرب.
وقرأ طلحة بن مصرف وزيد بن علي وأبو السمال ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر (ربتما) بزيادة التاء، وهي تاء التأنيث، وهي لغة ذكرها الكسائي.
{مُسْلِمِينَ}
قراءة الجماعة {مسلمين}.
وقرئ (مسلمين) بالتشديد وفتح السين وكسر اللام المشددة، أي يتمنون لو سلموا الأمر لله).[معجم القراءات: 4/533]

قوله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ويلههم} [3] ذكر لرويس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 567]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم خلف رويس في ويلههم الأمل [الحجر: 3] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَيُلْهِهِمُ الْأَمَل" [الآية: 3] بضم الهاء الثانية رويس بخلفه، وتقدم حكم ضم الميم وصلا وحدها، أو مع الهاء غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/174]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويلههم الأمل} [3] جلي). [غيث النفع: 775]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ}
قراءة الجماعة {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل}، بجزم {يأكلوا} وما جاء بعده؛ لأنه وقع بعد طلب.
ذكر الفراء أنه قرئ: (ذرهم يأكلون ويتمتعون ويلهيهم الأمل)، على الرفع في (يأكلون) وما بعدها.
قال بعد ذكر قراءة الجزم:
«ولو كان رفعًا لكان صوابًا كما قال تعالى: {ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} الأنعام/91، ولم يقل يلعبوا فأما رفعه فأن تجعل {يلعبون} في موضع نصب كأنك قلت في الكلام: ذرهم لاعبين..».
ثم ذكر أن في إحدى القراءتين: (ذرهم يأكلون)، وقياس هذا على التقدير الذي رآه في سورة الأنعام أن يكون: ذرهم آكلين ومتمتعين... ويكون (يأكلون) محله النصب على الحال، وكذا حكم ما عطف عليه، ورحم الله الفراء رحمة واسعة !! فإن تفصيل ما ساقه في هذا الباب لا يتسع له المقام هنا فإن شئت أن ترجع إلى نصه فقد غنمت خيرًا كثيرًا.
{يَأْكُلُوا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ياكلوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
[معجم القراءات: 4/534]
{وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ}
قرأ أبو عمرو وروح، رويس بخلاف عنه واليزيدي والحسن ويعقوب (يلههم الأمل)، بكسر الهاء والميم وصلًا.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس والأعمش (ويلههم الأمل)، بضم الهاء والميم، وهي لغة قريش والحجازيين.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (ويلههم الأمل)، بكسر الهاء وضم الميم، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين وقيس وتميم.
وأما في حال الوقف فجميع القراء يكسرون الهاء ويسكنون الميم (يلههم)، وخرج على ذلك رويس في الوقف فهو يضم الهاء ويسكن الميم بخلاف عنه (يلههم).
والوجه الثاني لرويس كقراءة الجماعة).[معجم القراءات: 4/535]

قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)}
{إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ}
قراءة الجماعة بإثبات الواو {... إلا ولها كتاب معلوم}، وجملة «لها كتاب» صفة لـ «قرية»، ودخلت الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، وهي حال عند أبي حيان.
وقرأ ابن أبي عبلة (... إلا لها كتابٌ معلوم) بحذف الواو، والجملة الاسمية صفة لـ «قرية»).[معجم القراءات: 4/535]

قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستئخرون} إبداله لورش وسوسي، وترقيق رائه لورش كذلك). [غيث النفع: 775]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)}
{وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (يستاخرون) بإبدال الهمزة ألفا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز {يستأخرون}.
وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
والجماعة على التفخيم).[معجم القراءات: 4/536]

قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) على تسمية الفاعل ونصب الراء في الذكر وهو الاختيار كقراءة أبي البرهسم، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}
{نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}
قراءة الجماعة {نزل عليه الذكر} على بناء الفعل للمفعول وتشديد الزاي، والذكر: رفع نائبًا عن الفاعل.
وقرأ زيد بن علي (نزل عليه الذكر) الفعل مخفف مبني للفاعل، والذكر: رفع على الفاعلية.
وقرأ زيد بن علي أيضًا (ألقي إليه الذكر).
وتحمل هذه القراءة على التفسير، لأنها مخالفة لسواد المصحف.
وقرأ الأعمش (ألقي عليه الذكر).
وحكم هذه القراءة كسابقتها أنها محمولة على التفسير.
{الذِّكْرُ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما).[معجم القراءات: 4/536]

قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
{تَأْتِينَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (تاتينا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز في الحالين {تأتينا}.
{بِالْمَلَائِكَةِ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز).[معجم القراءات: 4/537]

قوله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {مَا ننزل الْمَلَائِكَة إِلَّا بِالْحَقِّ} 8
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (مَا تنزل الملئكة إِلَّا بِالْحَقِّ) مَفْتُوحَة التَّاء وَالنُّون مُشَدّدَة الزاي و{الْمَلَائِكَة} رفع فَاعل
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (مَا تنزل الملئكة) مَضْمُومَة التَّاء مَفْتُوحَة النُّون {الْمَلَائِكَة} رفع لم يسم فَاعله
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم (مَا ننزل الملئكة) بالنُّون مُشَدّدَة الزاي {الْمَلَائِكَة} نصب مفعول بِهِ
وَالْأولَى لم يَخْتَلِفُوا فِيهَا). [السبعة في القراءات: 366]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما تنزل) بنونين، (الملائكة) نصب كوفي - غير أبي بكر - (تنزل) بضم التاء وفتح الزاي (الملائكة) رفع أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 294]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ما ننزل} [8]: بنونين، {الملائكة} [8]: نصب: كوفي غير أبي بكر، وسهل.
بتخفيف الزاي سهلٌ. بضم التاءين المفضل، وأبو بكر غير علي وابن جبير). [المنتهى: 2/779]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (ما ننزل) بنونين: الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي (ألملائكة) بالنصب، وقرأ أبو بكر (ما تنزل) بتاء مضمومة ونون مفتوحة وفتح الزاي ورفع (الملائكة)، وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء). [التبصرة: 249]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {ما ننزل} (8): بنونين الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، وكسر الزاي. {الملائكة}: بالنصب.
وأبو بكر: بالتاء مضمومة، وفتح النون والزاي. {الملائكة}: بالرفع.
والباقون: كذلك، غير أنهم يفتحون التاء). [التيسير في القراءات السبع: 333]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (ما ننزل) بنونين الأولى مضمومة والثّانية مفتوحة وكسر الزّاي (الملائكة) بالنّصب، وأبو بكر بالتّاء مضمومة وفتح النّون والزّاي والملائكة بالرّفع، والباقون كذلك إلّا أنهم يفتحون التّاء). [تحبير التيسير: 427]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَا نَزَلَ) بفتح اللام على الماضي (الْمَلَائِكَةُ) رفع الحسن، (مَا نُنَزِّلُ) بنونين الثانية ساكنة (الْمَلَائِكَةَ) نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وسهل، والمفضل في قول الرَّازِيّ وهو سهو إذ لم يوافق عليه، وأبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي وهو خطأ هكذا بنونين الثانية مفتوحة (الْمَلَائِكَةَ) نصب أيوب، وابن مقسم، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ، وهو الاختيار لينسب الفعل إلى اللَّه تعالى بالتاء ورفع اللام مشدد غير أن الأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو وأبان والمفضل وعصمة، وأبا بكر إلا الحسن، وابن جبير، وابن يوسف ضموا التاء، الباقون بفتحها). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([8]- {مَا نُنَزِّلُ} بنونين {الْمَلائِكَةَ} نصب: حفص وحمزة والكسائي.
بضم التاءين: أبو بكر). [الإقناع: 2/679]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (802- .... .... .... .... = تَنزَّلُ ضَمُّ التَّا لِشُعْبَةَ مُثِّلاَ
[الشاطبية: 63]
803 - وَبِالنُّونِ فِيهاَ وَاكْسِرِ الزَّايَ وَانُصِبِ الْـ = ـمَلائِكَةَ المَرْفُوعَ عَنْ شَائِدٍ عُلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({وما تنزل الملئكة} مبني للمفعول.
[803] وبالنون فيها واكسر الزاي وانصب الـ = ملائكة المرفوع عن (شـ)ائد (عـ)لا
و{ننزل الملئكة} معروف.
و{تنزل الملئكة} بمعنى: تتنزل). [فتح الوصيد: 2/1044]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([802] ورب خفيفٌ إذ نما سكرت دنا = تنزل ضم التا لشعبة مثلا
[803] وبالنون فيها واكسر الزاي وانصب ال = ملائكة المرفوع عن شائدٍ علا
ب: (نمى): بلغ، من قول الشاعر:
.............. = حديثٌ نمى إلي عجيب
(الشائد): الرافع للبناء.
ح: (رب): مبتدأ، (خفيفٌ): خبر، (إذ): ظرف فيه معنى التعليل، فاعل (نمى): ضمير يعود إلى التخفيف لدلالة (خفيفٌ) عليه، (سكرت): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: خفيف، (دنا): جملة مستأنفة، (تنزل): مبتدأ، (ضم التا): مبتدأ ثانٍ، (مثلا): خبره، والعائد: محذوف، أي: فيه، والجملة: خبر الأول، (بالنون): متعلق بمحذوف، أي: اقرأ، ضمير (فيها): لكلمة (تنزل)، (عن شائدٍ): متعلق بـ (انصب)، (علا): مفعول (شائد)، أي: عن قارئٍ مؤسسٍ بناءً رفيعًا ينقبل هذه القراءة.
ص: قرأ نافع وعاصم: {ربما يود الذين كفروا} [2] بالتخفيف،
[كنز المعاني: 2/362]
والباقون: بالتشديد، لغتان.
وقرأ ابن كثير: {سكرت أبصارنا} [15] بالتخفيف، أي: حبست، من (سكرت النهر): إذا حبسته، أو حيرت من السكر، والباقون: بالتشديد للتكثير.
وقرأ شعبة: {تنزل الملائكة} [8] بضم التاء على بناء المجهول، والباقون غير حفص وحمزة والكسائي بفتحها على أنه مضارع (تتنزل) حذف إحدى التائين تخفيفًا، وهم وشعبة برفع {الملائكة} على الفاعل، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (ننزل) بالنون المضمومة في موضع تاء (تنزل)، وكسر الزاي، ونصب {الملائكة} على أنه مفعول به). [كنز المعاني: 2/363] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: "ما تنزل الملائكة" بضم التاء ظاهر وبفتحها على حذف إحدى التاءين أصله تتنزل الملائكة والله أعلم.
803- وَبِالنُّونِ فِيها وَاكْسِرِ الزَّايَ وَانُصِبِ الْـ،.. ـمَلائِكَةَ المَرْفُوعَ عَنْ "شَـ"ـائِدٍ عُلا
أي: واقرأ بالنون في هذه الكلمة موضع التاء واكسر الزاي فيصير "ينزل" على وزن يحوِّل، ويلزم من ذلك نصب الملائكة؛ لأنه مفعول به، ومن قرأ بالتاء رفع الملائكة؛ لأنه فاعل على قراءة من فتح التاء، ومفعول ما لم يسم فاعله على قراءة من ضمها ولم ينبه على ضم النون، وكان الأولى أن يذكره فيقول: وبالنون ضما؛ أي: ضم ولا حاجة إلى قوله: فيها؛ لأنه معلوم، وقوله: المرفوع نعت الملائكة؛ لأنه لفظ، وقوله: عن شائد علا؛ أي: ناقلا له عن عالم هذه صفته؛ أي: عن من بنى المناقب العلا ورفعها وحصلها بعلمه ومعرفته، ولا خلاف في تشديد الزاي هنا وقد تقدم في البقرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/304]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (802 - .... .... .... .... .... = تنزّل ضمّ التّا لشعبة مثّلا
803 - وبالنّون فيها واكسر الزّاي وانصب ال = ملائكة المرفوع عن شائد علا
....
وقرأ شعبة: ما تنزّل بضم التاء، وقرأ حفص: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ بالنون المضمومة في مكان التاء وكسر الزاي ونصب رفع تاء الملائكة، وأخذ ضم النون من قوله (فيها) والضمير يعود على التاء أي وبالنون في مكان التاء، وإذا وقعت النون في مكان التاء والتاء مضمومة؛ فتكون النون مضمومة أيضا؛ لأنها وقعت في مكان المضموم فأخذت صفته، فتكون قراءة الباقين- غير شعبة- بالتاء المفتوحة وفتح الزاي ورفع تاء الملائكة، وأخذت التاء للباقين من قوله: (ضم التاء). وقوله (بالنون فيها إلخ)؛ إذ يعلم من هذا وذاك أن القراءات في هذه الكلمة دائرة بين التاء والنون، وإذا لم يذكر الباقون مع القارئين بالنون؛ فلا مناص أن تكون قراءتهم بالتاء. وأخذ فتح التاء لهم من الضد؛ لأنه ذكر أن شعبة يقرأ بالضم، فتكون قراءة
[الوافي في شرح الشاطبية: 303]
غيره بالفتح، وقرأ شعبة بضم التاء وفتح الزاي ورفع تاء الملائكة، وأخذت التاء المضمومة له من صريح قوله (ضم التاء لشعبة) وأخذ له فتح الزاي ورفع تاء الملائكة من ضد قراءة حفص ومن معه، كما أخذت قراءة الباقين من الضد أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 304]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِنُونَيْنِ الْأُولَى مَضْمُومَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَفْتُوحَةٌ وَكَسْرِ الزَّايِ الْمَلَائِكَةَ بِالنَّصْبِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً وَفَتْحِ النُّونِ وَالزَّايِ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا التَّاءَ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْبَزِّيِّ فِي تَشْدِيدِ التَّاءِ وَصْلًا مِنْ أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/301]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {ننزل} [8] بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي: {الملائكة} [8] بالنصب، وروى أبو بكر بالتاء مضمومة وفتح النون والزاي، و{الملائكة} [8] بالرفع، والباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء، والبزي على أصله في تشديد التاء كما تقدم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 567]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (715- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... واضمما
716 - تنزّل الكوفي وفي التّا النّون مع = زاها اكسرًا صحبًا وبعد ما رفع). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واضمما) أي التاء من تنزل كما في أول البيت الآتي:
تنزّل الكوفي وفي التّا النّون مع = زاها اكسرا (صحبا) وبعد ما رفع
أي الكوفيون «ما ننزل الملائكة» بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي والملائكة بالنصب إلا أبا بكر فقرأها بالتاء مضمومة وفتح الزاي على ما لم يسم فاعله، فقوله: واضمما، تنزل الكوفى فهم منه ضم الأولى خاصة وهو كذلك، وخصصه بعد صحب بالنون والزاي المكسورة فتعين لأبي بكر التاء، وقد تقرر له ضمها وتعين له فتح الزاي لأنه ضد الكسر، والباقون بالتاء مفتوحة من جعله الضم للكوفيين وزاي مفتوحة من جعله الكسر لصحب أيضا قوله: (وبعد ما رفع) أي الملائكة الواقع بعد ما ننزل ما رفعها صحب بل نصبها، والباقون رفعوها، فوجه نون ننزل بناؤه للفاعل ويلزم منه ضم النون وكسر الزاي وإسناده إلى الله تعالى بنون العظمة، ووجه الفتحتين بناؤه للفاعل وإسناده للملائكة فاعله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 259]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
تنزّل (الكوفي) وفي التّا النّون مع = زاها اكسرا (صحبا) وبعدما رفع
ش: أي: قرأ الكوفيون ما ننزّل الملئكة [الحجر: 8] بنونين الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، وكسر الزاي، والملائكة [الحجر: 8] بالنصب إلا أبا بكر، فرواها بالتاء مضمومة، وفتح الزاي.
فقوله: (تنزل الكوفي) فهم منه ضم الأول خاصة وهو كذلك، وتخصيصه بعد (صحبا) بالنون والزاي المكسورة، يعين لأبي بكر التاء.
وقد تقرر له ضمها، وتعين له [أيضا] فتح الزاي لأنه ضد الكسر.
والباقون بتاء: من جعله النون لـ (صحب)، مفتوحة: من جعله الضم للكوفيين، وزاي مفتوحة من جعله الكسر لـ (صحب) [أيضا].
وقوله: (بعدما رفع) أي: الملائكة الواقع بعد ننزّل ما رفعها (صحب)، بل نصبها، والباقون رفعوها.
وجه نون ننزّل بناؤه للفاعل، ويلزم منه النون وكسر الزاي، وإسناده إلى الله تعالى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/407]
بنون العظمة.
ووجه التاء المضمومة: بناء الفعل للمفعول بضم وفتح قياسا، وأنث لإسناده إلى الملائكة [الحجر: 8]؛ تخفيفا وأصله: بضم «تتنزل» فحذفت إحدى التاءين كما تقدم في تاء «التفعل» والملائكة فاعله). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/408]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ما تنزل الملائكة" [الآية: 8] فأبو بكر بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة مبنيا للمفعول "الملائكة" بالرفع نائب الفاعل، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بنونين الأولى مضمومة والأخرى مفتوحة وكسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل "الْمَلائِكَة" بالنصب مفعولا به وافقهم الأعمش، وعن ابن محيصن بنونين مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة، والباقون بفتح التاء والنون والزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة، وأصله تتنزل حذفت إحداهما تخفيفا الملائكة بالرفع فاعله، وقرأ بتشديد تائه موصولة بما البزي بخلفه أدغم التاء المحذوفة لغيره في تاليها بعد أن نزلها منزلة الجزء من الكلمة السابقة، لتوقف الإدغام على تسكين المدغم وتعذر التسكين في المبدوء به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/174]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تنزل الملائكة} [8] قرأ حفص والأخوان بنونين، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، وكسر الزاي، و{الملائكة} بالرفع، والباقون مثله، إلا أنهم فتحوا التاء، إلا أن البزي يشددها، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 775]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)}
{مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ}
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف والأعمش وطلحة ابن مصرف (ما ننزل الملائكة) بنونين: الأولى مضمومة، والأخرى مفتوحة، وكسر الزاي مشددة، وهو مبني للفاعل من «نزل».
والملائكة: نصب، مفعول به، والفاعل: هو الله عز وجل.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر (ما تنزل الملائكة) تنزل: أصله تتنزل، وحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، والملائكة: رفع به.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، ويحيى بن وثاب وحماد والمفضل
[معجم القراءات: 4/537]
(ما تنزل الملائكة)
بضم التاء وفتح النون، والزاي مشددة مفتوحة، وهو مبني للمفعول، والملائكة: بالرفع نائب عن الفاعل، وهي عند الطبري قراءة شاذة قليل من قرأ بها.
وقرأ الحسن بن عمران (ما تنزل الملائكة) بضم التاء وكسر الزاي مخففًا.
وقرأ زيد بن علي (ما تنزل الملائكة)، مبنيًا للفاعل وهو من «نزل» الثلاثي، والملائكة مرفوع به على الفاعلية، وهو كقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين} الشعراء 26/ 193.
وقرأ ابن كثير وحده في رواية البزي وابن فليح (ما تنزل الملائكة) بتشديد تائه موصولة بما، فقد أدغم التاء المحذوفة عند غيره بتاليها، والأصل: «تتنزل»، والملائكة: فاعل به.
وقرأ ابن محيصن وأبو زيد وخالد وعدي كلهم عن أبي عمرو، وسهل بن محمد السجستاني (ما ننزل الملائكة) بنونين:
[معجم القراءات: 4/538]
مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة، وهو من «أنزل»، والملائكة: نصب على المفعولية.
وعن زيد بن علي أنه قرأ (ما ننزل الملائكة).
{نُنَزِّلُ}
ماض مخفف مبني للفاعل، والملائكة: رفع به.
وذكر البيضاوي أنه قرئ: (ما ينزل الملائكة) بالياء، ونصب الملائكة. ولم يذكر من حال الفعل غير هذا، فلا أعلم إن كان بتخفيف الزاء أو بالتثقيل، وتعقبه الشهاب فقال:
«وأورد عليه أن قراءة الياء لم يقرأ بها أحد من العشرة، ولم توجد في الشواذ أيضًا، والمصنف- رحمه الله تعالى - بنى تفسيره عليها، وحكى قراءة السبعة بصيغة التمريض).
وقرئ (وما تنزل الملائكة) كذا جاء الضبط عند الزجاج، ولست مطمئنًا إلى هذا الضبط، فلعل المحقق أخطأ في هذا !!، وله مثل هذا في الكتاب كثير).[معجم القراءات: 4/539]

قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}
{نَحْنُ نَزَّلْنَا}
إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وذهب ابن جني إلى أن النون الأولى مختلسة الضمة تخفيفًا، وأن قول القراء: «إن هذا ونحوه مدغم»، سهو منهم، وقصور عن إدراك حقيقة الأمر.
[معجم القراءات: 4/539]
{الذِّكْرَ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء).[معجم القراءات: 4/540]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس