عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 47) إلى الآية ( 52) ]
{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}

قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "رسله" بإسكان السين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [42 - 47] معًا قرأ الشامي وحمزة وعاصم بفتح السين، والباقون بالكسر).[غيث النفع: 773] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}
{فَلَا تَحْسَبَنَّ}
تقدم فيه ثلاث قراءات:
فلا تحسب: بغير نون توكيد، وهي عن طلحة.
فلا تحسبن: بفتح السين.
فلا تحسبن: بكسر السين.
[معجم القراءات: 4/517]
انظر الآية/ 42 من هذه السورة.
وقرأ طلحة هنا (فلا تحسب الله) كذا بحذف النون.
{مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}
قراءة الجمهور {مخلف وعده رسله} بإضافة {مخلف} إلى {وعده}، ونصب «رسله» وتخريجها كما يلي:
رسله: مفعول أول، وعده: مفعول ثان، وإضافة {مخلف} إلى {وعده} اتساع، والأصل: مخلف رسله وعده، ولكن ساغ هذا لما كان كل واحدٍ منهما مفعولًا.
وقالوا: قُدم المفعول الثاني إيذانا بأنه لا يخلف الوعد أصلًا.
وفي حاشية الجمل نقل لتوجيه آخر عن السمين يقول فيه:
«إنه أي مخلف متعد لواحد وهو: وعده، وأما رسله فمنصوب بالمصدر، فإنه ينحل بحرف مصدري وفعلٍ تقديره: مخلف ما وعد رسله، فما مصدرية لا بمعنى الذي».
وقال القتبي: «هو من المقدم الذي يوضحه التأخير، والمؤخر الذي يوضحه التقديم، وسواء في قولك: مخلف وعده رسله، ومخلف رسله وعده» وذكر مثل هذا أبو حيان.
وقرأ جماعة (مخلف وعده رسله) بنصب (وعده)، وجر (رسله)،
[معجم القراءات: 4/518]
ففصل بين المتضايفين، وهذا كقراءة أبن عامر:
(زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب (أولادهم) وجر (شركائهم) على الفصل بين المضاف والمضاف إليه.
وتقدم الحديث مفصلًا في هذا في الآية/ 137 من سورة الأنعام.
أما هذا الموضع من سورة إبراهيم فقيل فيه ما يلي:
قال أبو جعفر الطوسي:
«.. وهي شاذة رديئة؛ لأنه لا يجوز أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه، وأنشد الفراء:
فزججتها بمزجة = زج القلوص أبي مزاده
والمعنى: زج أبي مزادة القلوص، والصحيح ما عليه القراء...».
وقال الزمخشري:
«وهذه في الضعف كمن قرأ: قتل أولادهم شركائهم».
وقال الزجاج: «... وهذه القراءة التي بنصب الوعد وخفض الرسل شاذة رديئة، لا يجوز أن يفرق بين المضاف والمضاف إليه...».
وقال الأخفش:
«فأضاف إلى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن أن يضيف إلى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه؛ فلا بد من إضافته؛ لأنه قد ألقى الألف، ولو كانت مخلفًا نصبهما جميعًا..».
وناقش أبو حيان هذه الآراء في آية سورة الأنعام، وذكر معها آية سورة إبراهيم هذه، وقد استوفيت هذا فيما تقدم، وحسبك ما مضى، فهو كافٍ وافٍ إن شاء الله تعالى.
{رُسُلَهُ}
قراءة الجماعة {رسله}، بضم الراء والسين.
[معجم القراءات: 4/519]
وقراءة الحسن (رسله) بضم الراء وسكون السين).[معجم القراءات: 4/520]

قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَوْمَ تُبَدَّلُ) بالنون (الْأَرْضُ غَيْرَ) نصبه أبان عن عَاصِم، وهو الاختيار لأن الفعل للَّه، الباقون (تُبَدَّلُ) بالتاء على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ قَرَارٍ وَالْبَوَارِ وَالْقَهَّارُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/299] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({من قرارٍ} [26]، {البوار} [28]، و{القهار} [48] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 565] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الْقَهَّار" [الآية: 48] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة بخلف عنه تقدم تفصيله في البوار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ}
قراءة الجماعة {... تبدل الأرض} بتاء التأنيث، والفعل مبني لما لم يسم فاعله، والأرض: رفع على نيابته عن الفاعل.
وقرأ رويس عن يعقوب من طريق المعدل (يبدل الأرض... والسموات) بياء وكسر الدال ونصب الأرض وكسر التاء من السماوات.
وقرأ أبان عن عاصم (.. يبدل الأرض) بالياء على التذكير، وجواز ذلك مجاز التأنيث في «الأرض».
وروى أبان عن عاصم (... نبدل الأرض... والسماوات) بنون العظمة في الفعل مسندًا لله سبحانه وتعالى.
والأرض: نصب على المفعولية.
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{وَبَرَزُوا}
قراءة الجماعة {وبرزوا} بتخفيف الراء مفتوحة، وبناء الفعل للفاعل.
وقرأ زيد بن علي (وبرزوا) بضم الباء، وكسر الراء مشددة، جعله مبنيًا للمفعول، وهو الواو.
والتشديد للتكثير بالنسبة إلى العالم وكثرتهم، لا بالنسبة إلى
[معجم القراءات: 4/520]
تكرير الفعل.
وتقدم مثل هذا في الآية/21 من هذه السورة.
{الْقَهَّارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش وحمزة في وجهه الثاني بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من طريق الأخفش، والوجه الثاني عن حمزة).[معجم القراءات: 4/521]

قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الْمُجْرِمِين" [الآية: 49] وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ}
أمال السوسي (ترى...) في الوصل بخلاف عنه.
وأمال أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واليزيدي والأعمش، وابن ذكوان من طريق الصوري (تری) في الوقف.
وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{الْأَصْفَادِ}
تأتي مع الآية الآتية في الوصل). [معجم القراءات: 4/521]

قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من كل ما) (ومن قطر آن) منونين زيد). [الغاية في القراءات العشر: 293] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قطرٍ ءانٍ) [50]: منون: زيد طريق الحريري). [المنتهى: 2/777]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَغْشَى) بالتشديد، أعني: الشين (وُجُوهَهُمُ) نصب التاء رفع جر - وعن الْأَعْمَش). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَغْشَى" [الآية: 50] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
{الْأَصْفَادِ... سَرَابِيلُهُمْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الدال في السين، وبالإظهار.
{مِنْ قَطِرَانٍ}
قراءة الجماعة {من قطران} بفتح أوله وكسر ثانية، وهو ما تطلى به الإبل التي أكلها الجرب.
وقرأ عیسی بن عمر والأعمش (من قطران) بكسر القاف وإسكان الطاء.
وقرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعيسى بن عمر والأعمش (من قطران) بفتح القاف سكون الطاء.
قال ابن جني:
«وأما القطران ففيه ثلاث لغات: قطران على فعلان، وهو أحد التي جاءت على فعلان.. ويقال أيضًا: قطران، بفتح القاف وإسكان الطاء، وقطران، بكسر القاف وإسكان الطاء.
والأصل فيهما قطران فأسكنا على ما يقال في كلمة: كلمة وكلمة، لغة تميمية...».
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعكرمة وسعيد بن جبير ويعقوب (قطران) بفتح القاف والطاء.
[معجم القراءات: 4/522]
وقرأ علي وأبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن بخلاف عنه وسنان بن سلمة بن المحنق وزيد بن علي وقتادة وأبو صالح والكلبي وعيسى الهمداني وعمرو بن فائد وعمرو بن عبيد والربيع بن سليمان وزيد عن يعقوب (من قطر آن) بتنوين «قطر»، و «آن» اسم فاعل من «أني»، وهو صفة لـ «قطر»، والقطر: النحاس، وقيل: القصدير.
والآني: الذائب، الحار الذي قد تناهی حره.
قال ابن عباس: «أي آن أن يعذبوا به».
وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وعلقمة وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن وسنان بن سلمة بن المحبق وعمرو بن عبيد والكلبي وأبو صالح وعيسى الهمداني وقتادة والربيع بن أنس وعمرو بن فائد وعكرمة وأبو رزين وأبو مجلز وأبو حاتم عن يعقوب وأبو عمرو رواية الخفاف ويعقوب (من قطر آن).
كذا جاء الضبط بكسر القاف وسكون الطاء وتنوين الراء، و «آن» بالتنوين على أنهما كلمتان، والقراء هموهمو في القراءة المتقدمة !! واكتفى ابن جني بهذه القراءة ولم يذكر القراءة السابقة (من قطرآن)، وفعل مثل هذا الفراء.
[معجم القراءات: 4/523]
ملاحظات على المراجع:
1- جاء في تأويل مشكل القرآن/ 69:
(.. وسرابيلهم من قطرٍ آن) قراءة عكرمة ومن تابعه» قلت: ليس الضبط بفتح القاف إنما هو بكسرها مع سكون الطاء (قطرآن) أو بفتح القاف وكسر الطاء (قطرآن).
٢- جاء في المبسوط للأصبهاني /257:
«زيد عن يعقوب «(من قطرآن) منونتين على كلمتين» كذا جاء الضبط فيه عن يعقوب عند الأصبهاني.
3- وفي حاشية الشهاب 5/279:
أي روي عن يعقوب رحمه الله تعالى، وهو أحد الشراء المعروفين أنه قرأ (من قطران) على أنهما كلمتان منونتان، أولاهما: «قطر» بفتح القاف وكسر الطاء كما في الدر المصون،... وآنٍ بوزن عان بمعنى شديد الحرارة».
قلت: وهذا مخالف لضبط الأصبهاني.
4- وفي القرطبي 9/ 385:
ذكر القراءة عن يعقوب (من قطر آن) بكسر القاف وسكون الطاء وتنوين الراء.
5- وفي البحر المحيط5/ 440:
لم يذكر أبو حيان غير (قطر آن)، وليس أبو حيان ممن تغيب عنه القراءة الثانية لهؤلاء القراء (قطر آن) التي ذكرها ابن جني وغيره؟ !!.
6- وفي المحتسب لابن جني 1/ 366:
لم يذكر غير قراءة (قطر آن)، وليس ابن جني ممن يجهل القراءة
[معجم القراءات: 4/524]
الأخرى (قطر آن)!! ومع ذلك لم تأت في المحتسب.
ولقد أردت من هذا أن أضع أمامك صورة الاضطراب في ضبط هذه القراءة، ومثل هذا كثير.
وقراءة يعقوب في الوقف (... من قطر آني) بإثبات الياء، وهو مذهبه في القراءة بإثبات الياء في الحالين، غير أن النيسابوري صرح في «غرائب القرآن» بأنها قراءة في الوقف ولم يشر إلى الوصل.
{تَغْشَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
والباقون على الفتح
{تَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}
قراءة الجمهور {تغشى وجوههم النار} النار: فاعل مؤخر، ووجوههم: بالنصب: مفعول مقدم.
وقرأ ابن مسعود (تغشى وجوههم النار) بتشديد الشين على معنى: تتغشى.
وقرأ ابن مسعود: (وتغشى وجوههم النار) وجوههم: بالرفع فاعل، والنار: بالنصب على المفعولية، وهذه القراءة على التجوز، فقد جعل ورود الوجه على النار غشيانًا.
[معجم القراءات: 4/525]
وقرأ السامري عن رويس عن يعقوب من طريق المعدل (يغشى..) بالياء.
وذكر العكبري هذه القراءة (تغشي) على البناء لما لم يسم فاعله.
{النَّارُ}
يأتي حكم الراء في الوصل مع ما بعدها).[معجم القراءات: 4/526]

قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}
{النَّارُ لِيَجْزِيَ}
إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والباقون على الإظهار).[معجم القراءات: 4/526]

قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلِيُنْذَرُوا) بإسكان اللام مجاهد، الباقون بكسرها، وهو الاختيار على أنه لام كي). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الألباب} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب السادس والعشرين، إجماعًا).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
{لِلنَّاسِ}
سبقت الإمالة فيه في الآية /25 من هذه السورة.
{وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}
قراءة الجماعة {ولينذروا به}، بضم الياء وفتح الذال مبنيًا للمفعول الذي لم يسم فاعله.
وقرأ مجاهد وحميد (ولتنذروا به) بتاء الخطاب مضمومة وكسر الذال من «أندر»، ولعله خطاب للرسل أو للمؤمنين لينذروا به غيرهم.
[معجم القراءات: 4/526]
وقرأ يحيى بن عمارة الذارع عن أبيه وأحمد بن يزيد بن أسيد بن يزيد السلمي وابن السميفع (ولينذروا به) بفتح الياء والذال مضارع: نذر بالشيء إذا علم به فاستعد له.
قال ابن جني:
يقال: ندرت بالشيء إذا علمت به فاستعددت له، فهو معنى فهمته وعلمت به، وعلمت له، وفي وزن ذلك، ولم تستعمل العرب لقولهم «ندرت بالشيء» مصدرًا كأنه من الفروع المهجورة الأصول، ومنه «عسى» لا مصادر لها، وكذلك «ليس»، وكأنهم استغنوا عنه بأن والفعل نحو: سرني أن نذرت بالشيء، ويسرني أن تنذر به».
قلت: ذكر له ابن القطاع ثلاثة مصادر قال:
«نذرت بالشيء نذارة، ونذارة، ونذرًا: علمته».
ونقلت هذا عن التاج، وقد ذكر عن شيخه مثل الذين ذكره ابن جني هذا.
ثم تيسر لي كتاب الأفعال لابن القطاع وفيه.
«نذرت الشيء نذرًا ونذرًا جعلته لله تعالى على نفسي، ونذرت بالشيء نذارة ونذارة ونذرًا علمته، والقوم بالعدو علموا بمسيرهم إليهم...» ). [معجم القراءات: 4/527]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس