عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 08:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرعد

[ من الآية (30) إلى الآية (31) ]
{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}

قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "مآب" معا و"عقاب، متاب" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/162] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" نظير "عليهم الذي" كنقل "قرآنا" لابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/162]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الذي} [30] جلي {قرءانا} [31] كذلك). [غيث النفع: 762] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}
{عَلَيْهِمُ الَّذِي}
قرأ أبو عمرو والحسن واليزيدي (عليهم الذي) بكسر الهاء المجاورة الياء، وبكسر الميم لالتقاء الساكنين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (عليهم الذي) بضم الهاء والميم.
فالهاء على الأصل، والميم إتباع لها عند يعقوب، وعند غيره حركت الميم للساكن بحركة الأصل، والهاء إتباع لها.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن {عليهم الذي} بكسر الهاء لمناسبة الياء، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد، وأهل الحرمين.
[معجم القراءات: 4/419]
وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم (عليهم)، وهم على أصولهم في الهاء، فحمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي على ضم الهاء على الأصل، والباقون على الكسر لمناسبة الياء.
{عَلَيْهِ.... وَإِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير فيها بوصل الهاء بياء في الوصل (عليهي... وإليهي).
وقراءة غيره بهاء مكسورة من غير وصل.
{مَتَابِ}
قرأ يعقوب وسلام والسرنديني عن قنبل (متابي) بالياء في الحالين: الوقف والوصل.
وقراءة الباقين {متاب} بدون ياء في الحالين، وهو الموافق للرسم). [معجم القراءات: 4/420]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي (أفلم يايس) بألف بين ياءين مفتوحتين من غير همز في هذا الموضع خاصة، وقرأ الباقون بهمزة قبلها ياءان، وروي هذا عن البزي أيضًا، وقد قرأت له بالوجهين، وقد روي عن البزي مثل هذا في (استيئس الرسل) في يوسف، والذي قرأت به للبزي في يوسف مثل الجماعة). [التبصرة: 246]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي: {أفلم يايس الذين} (31): بفتح الياء من غير همز. بخلاف عنه. وقد ذكر في يوسف.
والباقون: بإسكان الياء الثانية، وهمزة بعدها، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 329]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (البزي (أفلم ييأس الّذين آمنوا) بفتح الياء من غير همز وقد ذكر في يوسف). [تحبير التيسير: 422]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَفَلَمْ يَيْأَسِ لِلْبَزِّيِّ، وَانْفَرَدَ الْحَنْبَلِيُّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يايئس} [31] في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 562]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أءذا [الرعد: 5]، أءنّا [الرعد: 5] في الهمزتين من كلمة، ووقف ابن كثير على هادي [الرعد: 7]، ووالي [الرعد: 11]، وواقي [الرعد: 34، 37] وأ فلم يأيئس [الرعد: 31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/400] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" "أفلم ييأس" للبزي بخلفه بسورة يوسف كالهمز المفرد، ووقف حمزة عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/162]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم الذي} [30] جلي {قرءانا} [31] كذلك). [غيث النفع: 762] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يايئس} قرأ البزي بخلف عنه بألف بعد الياء، وبعد الألف ياء مفتوحة، ولا همزة والباقون بياء ساكنة بعد الياء الأولى، وبعد الياء الساكنة همزة مفتوحة، وهو الطريق الثاني للبزي.
وورش له فيه وجهان، التوسط والطويل، كــ {شيء} [البقرة: 20].
فإن وصلته بـ {ءامنوا} بعده ففيه أربعة أوجه، التوسط فيه عليه الثلاثة في {ءامنوا} والطويل فيه مع الطويل فقط في {ءامنوا} ). [غيث النفع: 762]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
{قُرْآَنًا}
قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء قبلها ثم حذف الهمزة، ووافقه ابن محيصن (قرانًا).
{سُيِّرَتْ}
قراءة الأزق وورش بترقيق الراء.
{كُلِّمَ بِهِ}
ذكروا أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الياء، وروي عنهما الإظهار.
والصواب في مثل هذا أنه إخفاء، وذلك بإسكان الميم عند الباء
[معجم القراءات: 4/420]
وقد صحح هذا صاحب النشر، وتبعه على ذلك في الإتحاف.
{الْمَوْتَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والتقليل عن أبي عمرو والأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا}
قرأ ابن كثير من طريق البزي بخلاف عنه (أفلم يايس) بتقديم الهمزة، وجعلها في موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم إبدال الهمزة ألفًا.
والطريقان عن البزي في الإتحاف كما يلي:
1- فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفًا، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ووافقه المطوعي عن الأعمش عن هذا الموضع: (أفلم يايس).
وإنما جاز إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتحة.
2- وروى الأخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب كالباقين بالهمز بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل، فإن الياء من «يئس» فاء، والهمزة عين، (أفلم ييئس).
ولحمزة في الوقف وجهان:
الأول: كقراءة البزي عن ابن كثير (أفلم يايس).
والثاني: بالنقل والإدغام (أفلم ييس).
وورش على أصله يتم على الياء قبل الهمزة ويقصر.
[معجم القراءات: 4/421]
وقراءة الجماعة، وهي الوجه الثاني لابن كثير من طريق أبي ربيعة وأبن الحباب عن البزي (أفلم ييئس).
وذهب الرازي إلى أن عليًا وابن عباس رضي الله عنهما قرأ (أفلم يأس).
قال الرازي: «فقيل لابن عباس: (أفلم ييأس) فقال: أظن أن الكاتب كتبها وهو ناعس، إنه كان في الخط «یأس»، فزاد الكاتب سنة واحدة فصار «ييأس» فقرئ: «ييأس».
قال الرازي: وهذا القول بعيد جدًا، لأنه يقتضي كون القراءة محلًا للتحريف والتصحيف، وذلك يخرجه عن كونه حجة، قال صاحب الكشاف: ما هذا القول والله إلا فرية بلا مرية».
وقرأ علي وابن عباس وعكرمة وابن أبي مليكة وعاصم الجحدري وعلي بن الحسين وابنه زيد وابن مسعود وعلي بن بديمةوأبو يزيد المدني وفي البحر: أبو زيد المزني، وجعفر بن محمد وعبدالله بن يزيد وابن أبي نجيح ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو جعفر وشهر بن حوشب وابن كثير وابن عامر (أفلم يتبين)، من بينت كذا إذا عرفته.
وذكروا أنها لغة هوازن، وقيل لغة وهبيل، فخذ من النخع.
[معجم القراءات: 4/422]
قال أبو حيان:
«وتدل هذه القراءة على أن معنى «أفلم ييئس» هنا معنى العلم، كما تضافرت النقول أنها لغة لبعض العرب، وهذه القراءة ليست قراءة تفسير لقوله: {أفلم بیئس}، كما يدل عليه كلام الزمخشري، بل هي قراءة مسندة إلى الرسول، وليست مخالفة للسواد، إذ كتبوا «ييس» بغير صورة الهمزة، وهذه كقراءة «فتبينوا. فتثبتوا» وكلتاهما في السبعة».
وفي التاج:
«ويئس أيضًا: علم، في لغة النخع، كما في الصحاح، هكذا قاله ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، في تفسير الآية، وقال الكلبي: هي لغة وهبيل: حي من النخع، وهم رهط من شريك.
وقال القاسم بن معن: هي لغة هوازن، ومنه قوله تعالى: (أفلم ييأس الذين آمنوا...، أي: أفلم يعلموا...، وقيل معناه: أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون...».
وقال الشهاب:
قوله «وذهب أكثرهم» أي المفسرين إلى أن معناه أفلم يعلم، فاليأس بمعنى العلم والتبيين، ويشهد له القراءة المذكورة، وقوله: «وهو تفسيره» أي تفسيره بمعنى يدل على أن المراد منه ذلك لا أنهم قرأوا بها للتفسير من غير أن يسمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه غير صحيح..».
موقف ابن عباس من قراءة {أفلم ييئس}:
عندما قرأ ابن عباس (أفلم يتبين) قالوا له: القراءة {أفلم ييئس} فقال: «أظن أن الكاتب كتبها وهو ناعس فسوى أسنان السين».
[معجم القراءات: 4/423]
وعنه: «أنه كان في الخط «يأس» فزاد الكاتب سنة واحدة فصار «ييأس» فقرئ: ييأس».
قال القشيري:
«وقيل لابن عباس: المكتوب {أفلم ييئس}، قال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس، أي زاد بعض الحروف حتى صار ييئس».
موقف العلماء من قول ابن عباس:
الزمخشري:
قال الزمخشري: «وقيل إنما كتبه الكاتب وهو ناعس مستوي السينات، وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتًا بين دفتي الإمام وكان متقلبًا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله، المهيمنين عليه، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصًا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء. هذه والله فرية ما فيها مرية» انتهى نص الزمخشري. أي هي فرية على ابن عباس ولاشك في هذا.
أبو بكر الأنباري:
قال أبو بكر: «روي عن عكرمة عن ابن أبي نجيح أنه قرأ (أفلم يتبين الذين آمنوا)، وبها احتج من زعم أنه الصواب في التلاوة، وهو باطل عن ابن عباس؛ لأن مجاهدًا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس» ثم إن معناه (أفلم يتبين) فإن كان مراد الله تحت اللفظة التي خالفوا بها الإجماع فقراءتنا تقع عليها، وتأتي بتأويلها، وإن أراد الله المعنى الآخر الذي اليأس فيه
[معجم القراءات: 4/424]
ليس من طريق العلم فقط سقط مما أوردوا، وأما كذا! سقوطه يبطل القرآن، و لزوم أصحابه البهتان».
نقلت النص عن القرطبي.
أبو حيان الأندلسي:
قال أبو حيان: «وأما قول من قال: إنما كتبه الكاتب وهو ناعس فسوى أسنان السين فقول زنديق ملحد».
وأبو حيان يريد أن من روى هذا عن ابن عباس زنديق ملحد.
الفراء:
وقال الفراء: «وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ييأس، في معنى يعلم لغة للنخع، قال الفراء: ولم نجدها في العربية إلا على ما فسرت، وقول الشاعر لبيد:
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا = غضفًا دواجن قافلًا أعصامها
معناه حتى إذا يئسوا من كل شيء مما يمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا، فهو معنى حتى إذا علموا أن ليس وجه إلى الذي رأوا أرسلوا، كان ما وراءه يأسًا».
وفي البحر نص منقول عن الفراء يقول:
«وقال الفراء: لا يتلى إلا كما أنزل: أفلم ييئس».
الرازي:
وقال الرازي: «وهذا القول بعيد جدًا؛ لأنه يقتضي كون القرآن محلًا للتحريف والتصحيف، وذلك يخرجه عن كونه حجة. قال صاحب الكشاف: ما هذا القول والله إلا فرية بلا مرية».
ابن حجر العسقلاني:
قال ابن حجر في فتح الباري:
[معجم القراءات: 4/425]
«قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {أفلم ييأس الذين آمنوا} أي أفلم يعلم ويتبين، قال سحيم اليربوعي:
ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
أي ألم تتبينوا.
وقال آخر:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه = وإن كنت عن أرض العشيرة نائيًا
ونقل الطبري عن القاسم بن معن أنه كان يقول إنها لغة هوازن، تقول: يئست كذا أي علمته، قال: وأنكره بعض الكوفيين، يعني الفراء، لكنه سلم أنه هنا بمعنى علمت وإن لم يكن مسموعًا، ورد عليه بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ.
ووجهوه بأن اليأس إنما استعمل بمعنى العلم؛ لأن الآيس عن الشيء عالم بأنه لا يكون، وروى الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما (أفلم ييأس) أي أفلم يعلم.
وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرؤها (أفلم يتبين) ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس.
ومن طريق ابن جريج قال: زعم ابن كثير وغيره أنها القراءة الأولى، وهذه القراءة جاء عن علي وابن عباس وعكرمة وابن مليكة وعلي بن بذيمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيد وحفيده جعفر بن محمد في آخر من قرأوا كلهم (أفلم يتبين) وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أنه قال: «وهي والله فرية ما فيها مرية» وتبعه جماعة
[معجم القراءات: 4/426]
بعده والله المستعان.
وقد جاء عن ابن عباس نحو ذلك في قوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه» قال: (ووصي) التزقت الواو في الصاد».
أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه.
وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد لكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق به».
انتهى نص ابن حجر.
هذا، وقد أكثرت من نقل النصوص، ومناقشات العلماء في هذه القراءة، والخبر المروي عن ابن عباس؛ لأن القارئ لا يتهيأ له ذلك، وقد لا تبلغ به الهمة تتبع هذه الآراء، وكنت حريصًا على ألا يفوته هذا، ورتبت هذه النصوص بحيث يكون نص ابن حجر خاتمتها، وهو نص جيد في المسألة كما ترى.
{يَشَاءُ}
تقدمت القراءة فيه وحكم الهمزة في الوقف عند حمزة، انظر الآيات/ 142 و 213 من سورة البقرة، 40 من سورة المائدة.
{لَهَدَى}
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا.... تَحُلُّ}
قرأ ابن مسعود ومجاهد (ولا يزال الذين ظلموا).
قراءة الجماعة {تحل...} بالتاء.
وفيه تخريجان:
1- على معنى: أو تحل القارعة قريبًا منهم فيفزعون ويضطربون.
[معجم القراءات: 4/427]
2- الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أي: أو تحل أنت يا محمد قريبًا من دارهم بجيشك.
وقرأ مجاهد وابن جبير (يحل...) بالياء على الغيبة، قالوا: قد يكون عائدًا على القارعة وقد راعى فيها التذكير لأنها بمعنى البلاء.
واحتمل أن يكون عائدًا على الرسول صلى الله عليه وسلم أي: ويحل الرسول.
ووجدت قراءة مجاهد عند ابن خالويه كقراءة الجماعة {تحل...} ويغلب على الظن أنه تصحيف، صوابه بالياء.
{دَارِهِمْ}
قرأ مجاهد وابن جبير (ديارهم) على الجمع.
وقراءة الجماعة {دارهم} مفردًا.
وأماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَأْتِيَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر، والأزرق وورش والأصبهاني (ياتي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز {يأتي} ). [معجم القراءات: 4/428]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس