عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (89) إلى الآية (95) ]

{ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) }

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِثْلُ مَا أَصَابَ) نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأبو قرة عن نافع، وابن بحر عن الْمُسَيَّبِيّ، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار مرتفع بإسناد الفعل إليه). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ يَجْرِمَنَّكُمْ فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ، وَانْفِرَادُ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيِّ بِتَخْفِيفِهِ عَنْ رُوَيْسٍ، وَلَعَلَّهُ سَهْوٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش ضم ياء "لا يَجْرِمَنَّكُم" [الآية: 89] من أجرم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "شقاقي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شقاقي أن} [89] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت القراءة بضم الميم (يا قوم) وانظر الآية / 50 من هذه السورة.
{لَا يَجْرِمَنَّكُمْ}
قراءة الجماعة {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ} بفتح الياء من «جرم» الثلاثي.
وقرأ ابن وثاب والأعمش ويعقوب (لا يجرمنكم) بضم الياء من «أجرم»، ونسبها الزمخشري إلى ابن كثير، ونقلها عنه أبو حيان، ولعله سينق قلم.
قال ابن جني: «جرم الرجل ذنبا إذا كسب الجرم، ثم ينقل فيقال: أجرمته ذنبًا إذ أكسبته إياه، فعليه جاء: لا يجرمنكم» أي لا يكسبنكم بغض القوم ترك العدل...».
قال الرازي:
«والقراءتان مستويتان في المعنى، لا تفاوت بينهما، إلا أن المشهور، أفصح لفظًا كما أن كسبه مالًا أفصح من أكسبه».
وتقدم مثل هذه القراءة في سورة المائدة في الآية /۲.
[معجم القراءات: 4/125]
وروى أبو العلاء الهمداني عن رويس تخفيف النون (لا يرجمنكم).
قال ابن الجزري:
«وانفرد أبو العلاء الهمداني عنه بتخفيف (يجرمنكم)، لا أعلم أحدًا حكاه عنه غيره، ولعله سبق قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه عنه كذلك، وتبعه على ذلك الجعبري فوهم فيه...».
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية /۲ من سورة المائدة.
{شِقَاقِي أَنْ}
فتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (شقاقي أن) بفتح الياء.
وقراءة الباقين بسكون الياء.
{أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ}
قراءة الجماعة {أن يصيبكم مثل} بالرفع على الفاعلية.
وقرأ مجاهد والجحدري وابن أبي إسحاق وأبو حيوة ونافع في رواية، وابن كثير في رواية إسماعيل بن مسلم عنه (أن يصيبكم مثل..) بالنصب.
وخرج هذا على وجهين:
الأول: أن تكون الفتحة للبناء، وهو فاعل كحاله حين كان مرفوعا، ولما أضيف إلى غير متمكن جاز فيه البناء.
والثاني: أن تكون الفتحة للإعراب، وانتصب على أنه نعت لمصدر
[معجم القراءات: 4/126]
محذوف أي: إصابة مثل إصابة قوم نوح، والفاعل مضمر يفسره سياق الكلام، أي: أن يصيبكم هو، أي العذاب.
ويأتي مثل هاتين القراءتين مفصلًا في سورة الذاريات الآية /۲۳ {إنه الحق مثل ما أنكم تنطقون} ). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
{وَاسْتَغْفِرُوا}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)، بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
{كَثِيرًا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{لَنَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/127]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومن" "أرهطي أعز" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأظهر" ذال "اتخذتموه" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرهطي أعز} [92] قرأ ابن ذكوان والحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان.
تنبيه: كل من ذكرت له في هذه الياء حكمًا فهو متفق عليه، إلا هشامًا فلم يتفق عنه على الإسكان، بل له الفتح أيضًا، وبه قطع أكثر القراء، واقتصروا عليه في تآليفهم.
والمأخوذ به عند من يقرأ بما في التيسير والشاطبية الإسكان فقط، مع أن الداني رحمه الله خرج فيه عن طريق التيسير، وتبعه الشاطبي.
فالأولى القراءة بالوجهين، لأن الوجهين صحيحان، والفتح أكثر وأشهر، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح، وهو طريقه في رواية هشام، والله أعلم). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت في الآية /50 قراءة ابن محيصن بضم الميم.
{أَرَهْطِي أَعَزُّ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه، والبزي وابن محيصن واليزيدي (أرهطي أعز) بفتح الياء.
وقراءة حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر وشعبة ويعقوب (أرهطي أعز) بسكون الياء.
{وَاتَّخَذْتُمُوهُ}
أظهرالذال ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس بخلاف عنه وأبو جعفر ويعقوب.
وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وشعبة عن عاصم وحمزة والكسائي.
وانظر الآية/51 من سورة البقرة.
وقرأ ابن كثير (واتخذتموهو) في الوصل وذلك بوصل الهاء بواو.
{وَرَاءَكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة).[معجم القراءات: 4/128]

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {على مكاناتكم} (92): على الجمع.
[التيسير في القراءات السبع: 316]
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 317]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(على مكانتكم) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 408]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ مَكَانَتِكُمْ كِلَاهُمَا لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكانتكم} [93] ذكر لأبي بكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم صلوتك بالتوبة [الآية: 103]، ومكانتكم بالأنعام [الآية: 135] ولا تكلّم [هود: 105] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَانَتِكُم" [الآية: 93] بالجمع أبو بكر ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكانتكم} [93] قرأ شعبة بألف بعد النون، والباقون بحذفها). [غيث النفع: 723]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم في الآية /50.
{عَلَى مَكَانَتِكُمْ}
قراءة الجماعة {على مكانتكم} على التوحيد على إرادة الجنس، وهي رواية حفص وشيبان النحوي عن عاصم في كل القرآن.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والحسن وأبو عبد الرحمن (على مكاناتكم)، جمعًا في كل القرآن عن عاصم من هذه الرواية.
وتقدم هذا في الآية /135 من سورة الأنعام.
{يَأْتِيهِ}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الفا عن أبي عمرو وغيره، انظر الآية/۸ من هذه السورة في (ياتيهم).
وقرأ ابن كثير في الوصل (يأتيهي)بوصل الهاء بياء يزيد.
{يُخْزِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (يخزيهي)بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/129]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم "جاء أمرنا" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أمرنا} [94] جلي.
{وهي} [102] كذلك). [غيث النفع: 723] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم في الآية 40 من هذه السورة:
إمالة جاء.
وحكم الهمزة في الوقف.
حكم الهمزتين في الوصل.
{ظَلَمُوا}
تفخيم اللام عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 4/129]
{دِيَارِهِمْ}
إمالة الألف عن أبي عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية /85 من سورة البقرة، ومواضع أخرى). [معجم القراءات: 4/130]

قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعِدَت ثَمُودُ) بضم العين الْعَبْسِيّ في اختياره، وأبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسر العين، وهو الاختيار من الهلاك لا من البعد). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء "بعدت ثمود" أبو عمرو وابن عامر بخلف عن ابن ذكوان فالإظهار طريق الصوري والإدغام طريق الأخفش وحمزة والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/134]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
{بَعِدَتْ}
قرأ أبو معاذ وعلي بن أبي طالب وعيسى بن عمر وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو حيوة (بعدت)بضم العين، من البعد الذي هو ضد القرب.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن (بعدت) بكسر العين، وهو الهلاك.
قال أبو حيان:
«أرادت العرب التفرقة بين البعد من جهة الهلاك وبين غيره فغيروا البناء، وقراءة السلمي جاءت على الأصل اعتبارًا لمعنى البعد من غير تخصيص، كما يقال: ذهب فلان، ومضى، في معنى القرب... وقال الخليل: إلا أنهم يقولون بعد الرجل، وأبعده الله».
وقال ابن الأنباري:
[معجم القراءات: 4/130]
«من العرب من يسوي بين الهلاك والبعد الذي هو ضد القرب، فيقول فيهما: بعُد يبعُد وبعِد يبعِد».
وقال ابن جني:
«أما بعد فيكون مع الخير والشر، تقول: بعد عن الشر، وبعد عن الخير، ومصدرها البعد.
وأما بعد ففي الشر خاصة، يقال: بعِد يبعَدُ بَعَدًا، ومنه قولهم: أبعده الله، فهو منقول عن «بعد»؛ لأنه دعاء عليه، فهو من «بعد» الموضوعة للشر...»
{بَعِدَتْ ثَمُودُ}
أدغم التاء في الثاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش.
وأظهر التاء ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن ورش، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من طريق الصوري، وخلف). [معجم القراءات: 4/131]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس