عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (55) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فبه بإبدال الهمزة واواً، انظر الآيتين/ 88 من سورة البقرة، و185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/311]

قوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)}

قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ خَلْفِهِمْ) على أن " مِن " حرف جر جرير عن الْأَعْمَش، وأبو حيوة، الباقون " مَن " بفتح الميم، وهو الاختيار بمعنى: من يأتي من بعدهم). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "فَشَرِّذ" بالذال المعجمة قيل هذه المادة مهملة في لغة العرب، وقيل ثابتة ومن قال إنها كذلك في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تعقبه في الدر بأن النقط والشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}
{فَشَرِّدْ}
- قرأ المطوعي والأعمش بخلاف عنه وابن مسعود (فشرذ) بالذال.
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله، وقالوا: ولم تحفظ هذه المادة في لغة العرب).
قال ابن جني: (لم يمرر بنا في اللغة تركيب (ش ر ذ)، وأوجه ما يُصرف إليه ذلك أن تكون الذال بدلاً من الدال، كما قالوا: لحم خرادل وخراذل [أي مقطع مفرق]، والمعنى الجامع لهما أنهما مجهوران ومتقاربان).
وقال القرطبي: (وهما لغتان [أي الذال والدال]، وقال قطرب: بالذال المعجمة التنكيل، وبالدال المهملة التفريق، حكاه الثعلبي وقال المهدوي: لا وجه لها إلا أن تكون بدلاً من الدال المهملة لتقاربهمان، ولا يعرف في اللغة شرذ).
قال الصفراوي: (... الأعمش من طريق السماع دون التلاوة..).
- وقراءة الجماعة (فشرد) بالدال المهملة.
[معجم القراءات: 3/312]
{مَنْ خَلْفَهُمْ}
- قرأ أبو حيوة والأعمش بخلاف عنه، وحكاها عنه المهدوي وأبو بكر عن عاصم (مِن خلفهم) جاراً ومجروراً.
قال الفراء:
(وربما قرئت.. بكسر (مِن) وليس لها معنىً استحبه في التفسير).
والمفعول على هذه القراءة محذوف: أي فشرد أمثالهم من الأعداء أو ناساً يعلمون بعملهم).
قال الطوسي: (والمعنى: نكل بهم أنت يا محمد من ورائهم، والأول أجود، وعليه القراءة).
- وقراءة الجماعة (من خلفهم) بفتح الميم والفاء.
- وأخفى أبو جعفر النون في الخاء بغنة). [معجم القراءات: 3/313]

قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إليهم} [58] جلي). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
{مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء بغنة.
والباقون على الإظهار.
{فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ}
- قرأ ورش (فانبذ ليهم) بنقل حركة الهمزة إلى الذال قبلها، ثم حذف الهمزة.
- وسكت خلف عن حمزة على الذال بخلاف عنه، لأنه ساكن
[معجم القراءات: 3/313]
{إِلَيْهِمْ}
- قرأ حمزة ويعقوب (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (إليهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{عَلَى سَوَاءٍ}
- قرأ زيد بن على (على سواء) بكسر السين.
- والجماعة على الفتح (على سواء).
- وقرأ حمزة بتسهيل الهمزة في الوقف، وذلك بأن يسكن ثم يبدل ألفاً من جنس ما قبله (سواا)، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما، ويجوز إبقاؤهما للوقف، ويمد.
- وعن هشام خلاف في الوقف على الهمز، فروي عنه التسهيل مثل: حمزة، وروي عنه التحقيق مثل سائر القراء). [معجم القراءات: 3/314]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا سبقوا} 59
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر والكسائي {وَلَا تحسبن} بِالتَّاءِ وَكسر السِّين غير عَاصِم فَإِنَّهُ فتح السِّين وفي النُّور أَيْضا 57 بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} بِالْيَاءِ وَفتح السِّين
وروى حَفْص عَن عَاصِم بِالْيَاءِ هَهُنَا وفي النُّور بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ غير حَمْزَة وَابْن عَامر في السورتين بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَابْن عَامر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 307]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {إِنَّهُم لَا يعجزون} 59
كلهم قَرَأَ {إِنَّهُم لَا يعجزون} بِكَسْر الْألف إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {إِنَّهُم} بِفَتْح الْألف). [السبعة في القراءات: 308]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا يحسبن) بالياء، شامي، ويزيد، وحمزة (وحفص) (سبقوا أنهم) بفتح الألف، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا يحسبن) [59]: بالياء دمشقي إلا الوليد بن عتبة، ويزيد طريق الفضل، وحمزة، وحفص). [المنتهى: 2/721]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنهم) [59]: بفتح الألف دمشقي). [المنتهى: 2/722]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة وابن عامر (ولا يحسبن الذين كفروا) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد تقدم ذكر فتح عاصم وحمزة وابن عامر للسين وكسر الباقين لها حيث وقع). [التبصرة: 224]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (أنهم لا يعجزون) بفتح الهمزة، وكسرها الباقون). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وابن عامر، وحمزة: {ولا يحسبن الذين} (59): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 300]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {أنهم لا يعجزون} (59): بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وابن عامر وحمزة وأبو جعفر: (ولا يحسبن الّذين كفروا) بالياء، والباقون بالتّاء.
ابن عامر: (أنهم لا يعجزون) بفتح الهمزة. والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 386]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُعْجِزُونَ) بكسر النون من غير ياء ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد إلا أن حميدًا بياء مجاهد هكذا إلا أنه شدد النون أبو قرة، وخارجة عن نافع كابن مُحَيْصِن، الباقون بفتح النون، وهو الاختيار على الجمع). [الكامل في القراءات العشر: 560]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: حفص وابن عامر وحمزة.
[59]- {إِنَّهُمْ} بفتح الهمزة: ابن عامر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (720 - وَبِالْغَيْب فِيهَا تَحْسَبَنَّ كَمَا فَشَا = عَمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ فَاشِيهِ كَحَّلاَ). [الشاطبية: 57]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (721 - وَإِنَّهُمُ افْتَحْ كَاِفيًا .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([720] وبالغيب فيها تحسبن (كـ)ما (فـ)شا = (عـ)ميمًا وقل في النور (فـ)اشيه (كـ)حلا
(كما فشا): كما اشتهر وانتشر.
و(عميمًا)، منصوبٌ على الحال من الضمير في (فشا)، لأن المعنى: ولا يحسبن المؤمنون الذين كفروا سبقوا.
وقيل: الفعل للذين كفروا؛ والتقدير: أنهم سبقوا، فحذف الموصول اكتفاء بالصلة؛ ومثله: {ومن ءاياته يريكم البرق}.
وفي قراءة ابن مسعود: (لأنهم سبقوا).
وقيل: وقع الفعل على أنهم لا يعجزون، على أن (لا): صلة، و(سبقوا): حال بمعنى: سابقين، أي منفلتين.
[فتح الوصيد: 2/953]
وقيل: المعنى: ولا يحسبنهم الذين كفروا سبقوا، فحذف الضمير لكونه مفهومًا.
قال الزمخشري: «وهذه الأقاويل كلها متمحلة، وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة».
وقد غلط في إفراده حمزة رحمه الله بهذه القراءة كما ترى، ومع كونها قراءة أهل الشام ورواية حفص عن عاصم، فهي قراءة الحسن وأبي جعفر وأبي رجاء والأعمش وطلحة وابن محيصن وابن أبي ليلى.
وإلى قوله هذا، أشار بقوله: (فشا عميمًا).
وفي النور: {لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض}.
قيل: الفاعل: الرسول، وقبله: {أطیعوا الله وأطيعوا الرسول}.
وقيل: معناه: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض، أو لا تحسبنهم الذين كفروا معجزين في الأرض، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأول.
ويجوز أن يكون {الذين كفروا} فاعلًا، و {معجزين} مفعول، و (في الأرض) مفعول ثان؛ أي: لا يحسبوا أحدًا يُعجز الله في الأرض.
والخطاب في قراءة التاء للنبي صلى الله عليه وسلم، و{الذين كفروا} مفعول، و{سبقوا} في موضع المفعول الثاني. وكذلك في النور. والمفعول الثاني هناك: {معجزین} ). [فتح الوصيد: 2/954]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([721] وإنهم افتح (كـ)افيًا واكسروا لـ(شعـ = ـبة) السلم واكسر في القتال (فـ)طب (صـ)لا
فتح {أنهم}، على إسقاط اللام: أي لأنهم لا يعجزون.
أو على أن (لا) لغو؛ كما قيل في قوله تعالى: {وحرم على قرية أهلكنها أنهم لا يرجعون}.
والكسر على الاستئناف). [فتح الوصيد: 2/955]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([720] وبالغيب فيها تحسبن كما فشا = عميما وقل في النور فاشيه كحلا
ب: (العميم): الشامل، (الفاشي): الظاهر المنتشر، (كحل العين): إذا جعل فيه الكحل.
ح: (تحسبن): مبتدأ، (فيها): حال، أي: كائنًا فيها، والضمير: للسورة، (بالغيب): خبر، (كما): نصب على الظرف، (فشا): صلة (ما) الموصولة، (عميمًا): حال من فاعل (فشا)، (فاشيه): مبتدأ، (كحلا): خبره، (في النور): ظرفه، والجملة: مفعول (قل).
[كنز المعاني: 2/275]
ص: يعني: قرأ ابن عامر وحمزة وحفص: (ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا) هنا [59] بياء الغيبة على أن الفاعل ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، أو كل أحد، ومفعولا {يحسبن}: {الذين كفروا سبقوا}، وباقيهم: بالخطاب، أي: لا تحسبن يا محمد.
وقرأ حمزة وابن عامر في النور: (لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) [57] بياء الغيبة أيضًا، والباقون: بالخطاب، والتوجيهان ذكرا.
ووصف القراءتين بأن الأولى أشهر بين القراء وأعم، والثانية فشوها زين حال القراء- كالكحل للعين). [كنز المعاني: 2/276]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([721] وإنهم افتح كافيًا واكسروا لشعـ = ـبة السلم واكسر في القتال فطب صلا
ب: (صلا): استعار النار.
ح: (إنهم): مفعول (افتح)، (كافيًا): حال من فاعله، (السلم): مفعول (اكسروا)، ومفعول (اكسر): محذوف، أي: السلم، (صلا): تمييز، أي: طب ذكاءً.
[كنز المعاني: 2/276]
ص: يعني قرأ ابن عامر: (سبقوا أنهم لا يعجزون) [59] بفتح الهمزة، أي: لأنهم، أو هو مفعول (يحسبن)، و(لا) زائدة، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
وقرأ أبو بكر شعبة: (وإن جنحوا للسلم) [61] بكسر السين، وهو وحمزة في سورة القتال: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم) [محمد: 35]، بكسرها أيضًا، والباقون: بفتح السين فيهما، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/277] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (720- وَبِالغَيْب فِيهَا تَحْسَبَنَّ "كَـ"ـمَا "فَـ"ـشَا،.. "عَـ"ـمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ "فَا"شِيهِ "كَـ"ـحَّلا
يريد: "ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون"، فقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/199]
الخطاب ظاهرة، "الذين كفروا سبقوا" مفعول بلا تحسبن والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأما القراءة بالغيب فعلى تقدير: ولا يحسبن الرسول أو حاسب، فبقي الذين كفروا سبقوا: مفعولين كما ذكرنا وقيل: الذين كفروا فاعل يحسبن، وسبقوا: المفعول الثاني والأول محذوف تقديره: إياهم سبقوا، كذا قدره أبو علي، وهو معنى تقدير أبي عبيد وغيره حين قالوا: لا تحسبنهم سبقوا، وقيل سد سبقوا مسد المفعولين على تقدير أنهم سبقوا أو أن سبقوا أو بأن قدره أبو علي أيضا، ثم حذفت أن واسمها اختصارا للعلم بمكانها، ومعنى سبقوا فاتوا كما قال سبحانه في موضع آخر: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا}،
والذي في النور: "لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض"، يتوجه فيه جميع الوجوه المذكورة إلا الأخير منها وهو تقدير: أنهم سبقوا؛ لأن لفظ معجزين منصوب نعم يقوم مقامه وجه آخر لا يتأتى هناك، وهو أن يكون معجزين: مفعولا أولا وفي الأرض: مفعولا ثانيا؛ أي: لا تحسبن أن في الأرض من يعجز الله، وقوله: عميما حال من الضمير في فشا ومعناه اشتهر في حال عمومه يشير إلى أنه مقدر بقولنا لا يحسبن أحد وكحلا بالتشديد مبالغة في كحل عينه استعاره هنا على أنه شفا أو بصر ونور وهدى ونحو ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/200]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (721- وَإِنَّهُمُ افْتَحْ "كَـ"ـاِفيًا وَاكْسِرُوا لِشُعْـ،.. ـبَةَ السَّلْمَ وَاكْسِرْ فِي القِتالِ "فَـ"ـطِبْ "صِـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/200]
يريد {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ}، كسره على الاستئناف والفتح على تقدير: لأنهم، وقيل: هو مفعول لا يحسبن على تقدير أن "لا" زائدة؛ لأن ابن عامر الذي فتح أنهم يقرأ "لا يحسبن" بالغيب، وتكون زيادة "لا" هنا كما سبق في الأنعام {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/201]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (720 - وبالغيب فيها تحسبنّ كما فشا = عميما وقل في النّور فاشية كحّلا
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا بياء الغيب، فتكون قراءة غيرهم بتاء الخطاب. وقرأ حمزة وابن عامر: لا يحسبنّ الّذين كفروا معجزين في الأرض في النور بياء الغيب، فتكون قراءة غيرهما بتاء الخطاب. ومعنى (فاشية كحّلا) أي فاشي هذه القراءة ومذيعها قد بصّر غيره وأنار عين بصيرته). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (721 - وإنّهم افتح كافيا واكسروا لشعـ = ـبة السّلم واكسر في القتال فطب صلا
قرأ ابن عامر: إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ بفتح الهمزة وقرأ غيره بكسرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (119- .... .... .... .... .... = .... .... وَيَحْسَبْ أُدْ وَخَاطَبَ فَاعْتَلَا). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويحسب أد وخاطب فاعتلا أي قرأ مرموز (ألف) اد وهو أبو جعفر {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} [59] بالغيبة، فالموصول فاعل، و{سبقوا} المفعول الثاني، والأول محذوف أي إياهم سبقوا، وتقدم فتح السين له، وعلم الغيب من وقوعه مقابل الخطاب، وقوله: وخاطب فاعتلا، أي قرأ مرموز (فا) فاعتلا وهو خلف بتاء الخطاب فيه، وعلم من الوفاق ليعقوب كذلك فاتفقا، وقوله: اعتلا أي ارتفع الخطاب لكثرةرجاله). [شرح الدرة المضيئة: 137]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا هُنَا وَالنُّورِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَوَافَقَهُمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَحَفْصٌ هُنَا، وَاخْتُلِفَ عَنْ إِدْرِيسَ عَنْ خَلَفٍ، فَرَوَى الشَّطِّيُّ عَنْهُ كَذَلِكَ فِيهِمَا، وَرَوَاهُمَا عَنْهُ الْمُطَّوِّعِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَالْقَطِيعِيُّ وَابْنُ هَاشِمٍ بِالْخِطَابِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والشطي عن إدريس {ولا يحسبن الذين} هنا [59]، وفي النور [57] بالغيب، وافقهم أبو جعفر وحفص هنا، والباقون بالخطاب فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إنهم لا يعجزون} [59] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 532]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (661- .... .... .... .... = ويتوفّى أنّث انّهم فتح
662 - كفلٌ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(660- .... .... .... ويحسبنّ في = عن كم ثنا والنّور فاشيه كفي
661 - وفيهما خلاف إدريس اتّضح = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويتوفى) يعني قوله تعالى «ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا» قرأ ابن عامر بالتأنيث وأنهم بفتح الهمزة، يعني قوله تعالى: «أنهم لا يعجزون» بفتح الهمزة، ابن عامر كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون يتوفى بالتذكير وإنهم بالكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحسبن) يعني قوله تعالى «ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا» حمزة وحفص وابن عامر وأبو جعفر بالغيب كما لفظ به على تقدير ولا يحسبن الرسول أو حاسب، والباقون بالخطاب على أنه النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (والنور) والموضع الذي في النور وهو قوله تعالى: ولا تحسبن الذين كفروا معجزين» حمزة وابن عامر أيضا، والباقون بالخطاب، ووجههما ما تقدم هنا.
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
يعني واختلف عن إدريس في الموضعين هنا والنور على ما أوضحه الناظم في النشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيى اكسر مظهرا (صفا) (ز) عا
خلف (ثوى) (إ) ذ (هـ) بـ ويحسبنّ (ف) ى = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (فا) شيه (ك) فى
ش: أي: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى [الأنفال: 42] بكسر العين فيهما، والباقون بالضم، وهما لغة الحجاز.
قال [الفراء:] الضم أعرف.
وقرأ مدلولي (صفا) أبو بكر وخلف، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وهمزة (إذ) نافع، وهاء (هب) البزي: من حيي عن بينة [الأنفال: 42] بإظهار الياء الأولى وكسرها، والباقون بإسكانها وإدغامها في الثانية.
واختلف فيها عن ذي زاي (زعا) قنبل: فروى عنه ابن شنبوذ والزينبي الإظهار، وروى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
عنه ابن مجاهد الإدغام؛ نص على ذلك في كتابه «السبعة»، وفي كتاب «المكيين»، وأنه قرأ بذلك على قنبل، ونص في كتابه «الجامع» على خلاف ذلك.
قال الداني: إن ذلك وهم منه.
قال المصنف: وهو رواية ابن بويان، وابن الصباح، وابن عبد الرزاق، وأبي ربيعة، كلهم عن قنبل، وكذا روى الحلواني عن القواسي.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا [الأنفال: 59] بياء الغيب.
وقرأ ذو فاء (فاشيه) حمزة وكاف (كفى) ابن عامر لا يحسبن الذين كفروا معجزين بالنور [الآية: 57] بياء الغيب، وأيضا: بتاء الخطاب فيهم.
تنبيه:
لا بد من قوله: (اكسر) بيانا لحركة الحرف المظهر، وليس بتأكيد، ولا يلزم من إظهار الحرف كسره، ولا مفهوم له؛ لأنه فرع الوجود.
وجه إظهار حيي: الأصل المؤيد بقصد الحركة وكراهة [تشديد العليل]، ووجه الإدغام تخفيف ثقل المثلين، وعليه صريح الرسم.
ووجه غيب يحسبنّ فيهما: إسناده لضمير النبي صلّى الله عليه وسلّم أو «حاسب» [أو] «المؤمنين»: مناسبة لطرفيه الّذين كفروا، وسبقوا مفعولا، أي: يحسبن النبي الكافرين فئتين، والّذين كفروا فاعله، والأول محذوف، وسبقوا الثاني.
ووجه الخطاب فيهما: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم لتقدمه، والّذين كفروا وسبقوا مفعولاه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/352] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وفيهما خلاف إدريس اتّضح = ويتوفّى أنّث أنّهم فتح
(ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا = ثاني يكن (حما) (كفى) بعد (كفى)
ش: أي: واختلف في يحسبنّ [الأنفال: 59] في السورتين عن (إدريس) عن خلف: فروى الشطي عنه بالغيب، ورواهما عنه المطوعي، وابن مقسم، والقطيعي بتاء الخطاب.
وقرأ ذو كاف (كفل) ابن عامر: ولو ترى إذ تتوفى [الأنفال: 50] بتاء التأنيث، [و] إنّهم لا يعجزون [الأنفال: 59] بفتح الهمزة، والباقون بالتذكير والكسر.
وقرأ ذو غين (غفا)، رويس ترهبون [الأنفال: 60] بفتح الراء وتشديد الهاء.
وقرأ (حما) البصريان و(كفا) الكوفيون: وإن يكن منكم مّائة يغلبوا ألفا [الأنفال: 65] بياء التذكير، وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون: فإن يكن منكم مائة صابرة [الأنفال: 66] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث فيهما؛ [فصار] الكوفيون بياء التذكير فيهما، و(حما) في الثاني دون الثالث، والباقون بالتأنيث [فيهما].
تنبيه:
لا خلاف في تذكير الأول والرابع؛ لاتحاد الجهة، واختص الخلاف بالمسند إلى مائة، واستغنى بالإطلاق عن القيد.
وجه تأنيث تتوفى: أنه مسند إلى الملائكة، ولفظها مؤنث، وبتأويل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/353]
جماعة.
ووجه التذكير: أن معناه مذكر جمع «ملك»، أو بتأويل جمع، أو مسند لضمير الله تعالى: الملائكة يضربون [الأنفال: 50] اسمية حالية.
ووجه فتح أنهم تقدير اللام، أي: إيقاع يحسبنّ عليه والكسر للاستئناف.
ووجه ترهبون: أنه مضارع: «يرهب» المشدد، و«أرهب» الرباعي.
ووجه تذكير يكن: اعتبار معنى المائة، والتأنيث لاعتبار [لفظ] التاء، والفرق بينهما [و] بين يكون له أسرى [الأنفال: 67] تأكيد التأنيث بالصفة ولزوم الألف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/354] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الآية: 59] هنا و[النور الآية: 56]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/81]
فابن عامر وحمزة بالغيب فيهما، واختلف عن إدريس عن خلف، فروى الشطي عنه كذلك فيهما ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بالخطاب، وبه قرأ الباقون وافق أبا عمرو الأعمش واليزيدي فيهما، ووافق حمزة الحسن ووافق أبا جعفر ابن محيصن، والذين مفعول أول على قراء الخطاب، وسبقوا ثان والمخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والفاعل على قراءة الغيب ضمير يعود على الرسول، أو يفسره السياق أي: قتيل المؤمنين، وإن جعل الذين فاعلا فالمفعول الأول محذوف أي: أنفسهم والثاني سبقوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح سين "يحسبن" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو حعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُون" [الآية: 59] فابن عامر بفتح الهمزة على إسقاط لام العلة والباقون بكسرها على الاستئناف وعن ابن محيصن "يعجزون" بكسر النون وشددها بخلف عنه فأدغم نون الرفع في نون الوقاية، وحذف ياء المتكلم مجتزيا عنها بالكسرة، وأثبتها بخلف عنه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/82]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [59] قرأ الحرميان والبصري وعلى بتاء الخطاب، وكسر السين، وشعبة مثلهم، إلا أنه يفتح السين، والباقون بياء الغيب، وفتح السين). [غيث النفع: 659]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( { إنهم} [59] قرأ الشامي بفتح الهمزة، والباقون بالكسر.
وإذا اعتبرته مع ما قبله، فالحرميان وبصري وعلي بالخطاب، وكسر السين والهمزة، والشامي بالغيب، وفتح السين والهمزة، وشعبة بالخطاب وفتح السين، وكسر الهمزة، والباقون بالغيب، وفتح السين، وكسر الهمزة). [غيث النفع: 659]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يعجزون} كاف، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وقيل {ظالمين} قبله وقيل {لا تظلمون} بعده). [غيث النفع: 659]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
{وَلَا يَحْسَبَنَّ}
- قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم وأبو جعفر وعلي وعثمان وأبو عبد الرحمن وابن محيصن وإدريس بخلاف عنه وعيسى والحسن وابن مسعود (ولا يحسبن) بالياء وفتح السين، أي: لا يحسبن الرسول أو حاسب أو المؤمن.
[معجم القراءات: 3/314]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم والأعمش واليزيدي والأعرج وخالد بن إلياس (ولا تحسبن) بالتاء خطاباً للرسول أو للسامع.
قال الزمخشري:
(وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيرة)، وتعقبه أبو حيان فقال:
(... ولم يتفرد بها حمزة كما ذكر بل قرأ بها ابن عامر، وهو من العرب الذين سبقوا اللحن..، فلا التفات لقوله: ليست بنيرة).
وقال النحاس: (.. فزعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم أن هذا أي قراءة حمزة- لحن، لا تحل القراءة به، ولا يسمع لمن عرف الإعراب أو عرفه.
قال أبو جعفر: وهذا تحامل شديد، وقد قال أبو حاتم أكثر من هذا، قال: لأنه لم يأت ليحسبن بمفعول، وهو يحتاج إلى مفعولين.
قال أبو جعفر: القراءة تجوز، ويكون المعنى: ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا، فيكون الضمير يعود على ما تقدم، إلا أن القراءة بالتاء أبين).
وقال الفراء بعد تخريج قراءة حمزة:
(وما أحبها لشذوذها)، كذا!، مع أن القراءة متواترة النقل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (ولا يحسبن) بفتح السين.
- الباقون على كسرها.
وتقدم هذا مفصلاً في الآية/ 273 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/315]
- وقال أبو حاتم: وقرأ مجاهد وابن كثير وشبل (ولا تحسبن) بكسر التاء.
وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود (ولا يحسب) بفتح السين، والياء من تحت، ويخرج مثل هذا على حذف النون الخفيفة لملاقاة الساكن، والأصل فيه: ولا يحسبن الذين..
- وذكر الفراء القراءة بالنون الثقيلة (ولا يحسبن) كذا! عن عبد الله.
- وذكر الزمخشري عن الأعمش قراءتين:
1- الأولى: ولا تحسب، كذا بفتح الباء على تقدير حذف النون الخفيفة، والتاء.
2- الثانية: ولا تحسب.. بكسر الباء على أصل التقاء الساكنين، وبالتاء في اوله.
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود (ولا يحسب الذين كفروا سبقوا)، كذا بضم الباء على الخبر.
{سَبَقُوا إِنَّهُمْ}
- قرئ (إنهم سبقوا) بكسر همزة (إن)، كذا جاءت عند الشوكاني، بزيادة (إنهم) على قراءة الجماعة.
[معجم القراءات: 3/316]
- وروي عن ابن مسعود أنه قرأ (أنهم سبقوا)، وذكروا أنه كذلك في مصحفه.
{سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ}
- قرأ ابن عامر وحده (... أنهم لا يعجزون،) بفتح الهمزة، أي: لأنهم.
- وبقية القراء على كسرها (... إنهن ...) على الاستئناف.
قال النحاس:
(واستبعد أبو حاتم وأبو عبيد هذه القراءة، أي بفتح الهمزة. قال أبو عبيد: وإنما تجوز على أن يكون المعنى: ولا تحسبن الذين كفروا أنهم لا يعجزون.
قال أبو جعفر:
(الذي ذكره أبو عبيد لا يجوز عند النحويين البصريين، لا يجوز حسبت زيداً أنه خارج، إلا بكسر (إن) ...، والقراءة جيدة على أن يكون المعنى: لأنهم لا يعجزون ...).
[معجم القراءات: 3/317]
قال أبو حيان: (لا استبعاد فيها؛ لأنها تعليل للنهي).
{لَا يُعْجِزُونَ}
- قراءة الجماعة (لا يعجزون) بفتح النون، وهي نون الرفع.
قال الزجاج:
(فتح النون هو الاختيار، ويجوز كسرها ...).
- وقرأ ابن محيصن وطلحة (لا يعجزون) بكسر النون.
قال النحاس:
(وقد ذكرنا أنه من قرأ ... بكسر النون فقد لحن).
- وقرأ ابن محيصن (لا يعجزون) بتشديد الجيم وفتح النون.
وذكره أبو حاتم عن بعض الناس.
- وعنه أنه قرأ (لا يعجزون) بتشديد الجيم وكسر النون.
قال أبو حيان:
(قال النحاس: وهذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أن معنى عجزه: ضعفه وضعف أمره.
والآخر: أنه كان يجب أن يكون بنونين. انتهى).
قال أبو حيان: (وأما كونه بنون واحدة فهو جائز لا واجب، وقد قرئ به في السبعة، وأما عجزتي مشدداً فذكر صاحب اللوامح أن معناه بطأ وثبط، قال: وقد يكون بمعنى نسبني إلى العجز، والتشديد في هذه القراءة من هذا المعنى، فلا تكون القراءة خطأ كما ذكر النحاس).
[معجم القراءات: 3/318]
- وقرأ ابن محيصن: (لا يعجزون) بتشديد النون وكسرها، أدغم نون الإعراب في نون الوقاية، وحذف ياء المتكلم مجتزئاً عنها بالكسرة.
- وروي عن ابن محيصن (لا يعجزوني) بإثبات الياء وتشديد النون.
- وقرأ ابن محيصن ورويس عن يعقوب (لا يعجزوني) بكسر النون وياء بعدها، والنون للوقاية أو نون الرفع، أراد يعجزونني، فحذف إحدى النونين اختصاراً). [معجم القراءات: 3/319]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس