عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (111) إلى الآية (115) ]

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {هَل يَسْتَطِيع رَبك} 112
فَقَرَأَ الكسائي وَحده (هَل تَسْتَطِيع رَبك) بِالتَّاءِ وَنصب الْبَاء وَاللَّام مدغمة في التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {هَل يَسْتَطِيع رَبك} بِالْيَاءِ وَرفع الْبَاء). [السبعة في القراءات: 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هل تستطيع} بالتاء {ربك} نصب {لا يكذبونك} خفيف.{فارقوا} بألف {لقد علمت} بضم التاء {أفحسب الذين} رفع {وحرام على قرية} {عرف بعضه} خفيف قال: قال أبو بكر: أنا أدخلت هذه الحروف عن قراءة على بن أبي طالب، رضي الله عنه، في قراءة عاصم، حتى استخلصت قراءته، وكان (النقار) يقول: {يحسب} بالكسر من حروف على قتيبة حمزة وعلي). [الغاية في القراءات العشر: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هل
[الغاية في القراءات العشر: ٢٣٧]
تستطيع) بالتاء (ربك) نصب الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هل تستطيع) [112]: بالتاء، (ربك) [112]: نصب: علي، وقاسم والأعشى، والمنهال). [المنتهى: 2/669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (هل تستطيع) بالتاء و(ربك) بالنصب، وقرأ الباقون بالياء (ربك) بالرفع، وأدغم الكسائي اللام في التاء على أصله المتقدم). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {هل تستطيع ربك} (112): بالتاء، وإدغام اللام فيها، ونصب الباء.
والباقون: بالياء، ورفع الباء). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (هل تستطيع ربك) بالتّاء وإدغام اللّام فيها ونصب الباء [فيها] والباقون بالياء ورفع الباء). [تحبير التيسير: 351]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَلْ تَسْتَطِيعُ) بالتاء (رَبَّكَ) نصب الكسائي، واختيار أبي بكر، والأعشى، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، وهو الاختيار، روي عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: كانوا أعلم باللَّه من أن يظنوا أنه لا يستطع، وعلى رواية عباد عن الحسن، الباقون بالياء (رَبُّكَ) رفع " تكن لنا عيدًا " جرير عن الْأَعْمَش، الباقون بالرفع مع الواو، وهو الاختيار بمعنى كائنة). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([112]- {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالتاء والإدغام، {رَبُّكَ} نصب: الكسائي). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (630 - وَخَاطَبَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رُوَاتُهُ = وَرَبُّكَ رَفْعُ الْبَاءِ بِالنَّصْبَ رُتِّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([630] وخاطب في هل يستطيع (ر)واته = وربك رفعُ الباء بالنصب (ر)تلا
معنى قوله: (رواته)، ما روي عن معاذ بن جبل أنه قال: أقرأنا النبي صلى الله عليه وسلم (هل تستطيع ربك).
[فتح الوصيد: 2/867]
قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا يقرأ (هل تستطيع ربك) بالتاء.
وكذلك روي أنها قراءة علي وعائشة، وقالت: كان الحواریون لا يشكون أن الله تعالى يقدر على أن ينزل عليهم مائدة، وكانوا أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: {هل يستطيع ربك}. قالت: ولكن هل تستطيع ربك.
وروى أبو عبيد عن ابن عباس كذلك بالتاء، وعن عائشة وابن جبير. وقال ابن جبير: «هل تستطيع أن تسأل ربك».
وقال: «ألا ترى أهم مؤمنون»؟
ومعنى قراءة الياء: هل يفعل ربك ذلك، فيصح ورود ذلك من المؤمنين، لأن سؤال الأنبياء عن أفعال الله تعالى، غير منكر ويجوز، ولم أعلم له ذاكرًا.
هل يستطيع ربك كذا، أي يطلب طاعته، لأنه إذا أمر المائدة بالنزول، فقد استطاع نزولها؛ أي طلب منها الطاعة، فأجابته.
وكذلك في قراءة التاء: هل تطلب من ربك أن يطيعك في إنزال المائدة، أي هل تسأله مستطيعًا له.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: «وكذلك يا عم، إن أطعت الله أطاعك» ). [فتح الوصيد: 2/868]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [630] وخاطب في هل يستطيع رواته = وربك رفع الباء بالنصب رتلا
ح: (رواته): فاعل (خاطب)، (ربك): مبتدأ، (رفع الباء): بدل الاشتمال من (ربك)، (رُتلا): خبر، (بالنصب): متعلق به.
ص: قرأ الكسائي: {هل تستطيع} [112] بتاء الخطاب، و{ربك} بنصب الباء، على معنى: هل تستطيع سؤال ربك.
وقال: (رواته) لأن معاذًا رضي الله عنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم
[كنز المعاني: 2/185]
قرأها: (هل تستطيع ربك)، والباقون بالغيبة ورفع باء {ربك} على أنه فاعل الفعل، وهو:{يستطيع}). [كنز المعاني: 2/186]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (630- وَخَاطَبَ في هَلْ يَسْتَطِيعُ "رُ"وَاتُهُ،.. وَرَبُّكَ رَفْعُ الْبَاءِ بِالنَّصْبَ "رُ"تِّلا
أي قرءوا بالخطاب للكسائي، ومعنى: قرأته ظاهر؛ أي: هل تطلب طاعة ربك في إنزال المائدة يريدون استجابة الله سبحانه دعاءه، وقراءة الجماعة على معنى: هل يطلب ربك الطاعة من نزول المائدة، ويجوز أن يكون عبر عن الفعل بالاستطاعة؛ لأنها شرطه، والمعنى: هل ينزل ربك علينا مائدة من السماء إن دعوته بها، ومثله: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}؛ أي: ظن أن لن نؤاخذه، فعبر بشرط المؤاخذة هو القدرة على المشروط وهو المؤاخذة، ومثله في حديث الذي أوصى بنيه بتحريقه وتذرية رماده في البحر قوله: لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد؛ أي: لئن حكم بتعذيبي ليكونن عذابا عظيما، ويقول الرجل للرجل بصورة المستفهم: تقدر تفعل كذا؟ وهو يعلم قدرته عليه وإنما معناه افعله فإنك قادر على فعله، وهذا معنى حسن يعم جميع هذه المواضع المشكلة والله أعلم، ومثل ذلك في الإشكال ما رواه الهيثم بن جمار وهو ضعف عن ثابت عن أنس أن أبا طالب مرض فعاده النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا ابن أخي ادع ربك الذي تعبد فيعافيني فقال: "اللهم اشف عمي"، فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي إن ربك الذي تعبد ليطيعك، قال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/106]
"وأنت يا عماه لو أطعته" أو قال: "لئن أطعته" أو قال: "لئن أطعت الله ليطيعنك"؛ أي: ليجيبنك إلى مقصوده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/107]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (630 - وخاطب في هل يستطيع رواته = وربّك رفع الباء بالنّصب رتّلا
قرأ الكسائي: هل تستطيع بتاء الخطاب في مكان ياء الغيب رَبُّكَ بنصب رفع الباء.
[الوافي في شرح الشاطبية: 254]
وقرأ غيره يَسْتَطِيعُ بياء الغيب رَبُّكَ برفع الباء ولا يخفى أن الكسائي على أصله في إدغام لام هَلْ في تاء تستطيع). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ (تَسْتَطِيعُ) بِالْخِطَابِ (رَبَّكَ) بِالنَّصْبِ، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي إِدْغَامِ اللَّامِ فِي التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَبِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {يستطيع} [112] بالخطاب {ربك} [112] بالنصب، والباقون بالرفع والغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (589- .... ويستطيع ربّك سوى = عليّهم .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (كفى) ويستطيع ربّك سوى = عليّهم يوم انصب الرّفع (أ) وى
يعني وقرأ «هل يستطيع» بالغيب «ربّك» بالرفع على اللفظ بهما جميع القراء سوى الكسائي فإنه بالخطاب في «تستطيع» وبالنصب في ربّك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) = كالصّفّ هود وبيونس (د) فا
(كفى) ويستطيع ربك سوى = عليهم يوم انصب الرفع (أ) وى
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا ساحر مبين هنا [الآية: 110] وقالوا هذا ساحر مبين في الصف [الآية: 6] وهود [الآية: 7] بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.
وقرأ ذو دال (دفا) ابن كثير و(كفى) الكوفيون إن هذا لساحر مبين أول يونس [الآية: 2].
كذلك على أن الإشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأخيرين- نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأولين عيسى، أي: قالوا: ما هو إلا ساحر ظاهر السحر، والباقون بكسر السين وحذف الألف وسكون الحاء؛ إشارة للمعجزة، أي: ما هذا الخارق إلا سحر ظاهر، أو بمعنى: ذو سحر.
وقرأ كلهم هل يستطيع ربّك [المائدة: 112] بياء الغيب، ورفع ربّك- علم من الإطلاق- إلا الكسائي فقرأ بتاء الخطاب، ونصب ربك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
وقرأ ذو ألف (أوى): نافع هذا يوم ينفع [المائدة: 119] بنصب الميم، والباقون برفعها.
ووجه الخطاب: توجيه الحوار، يبين ذلك لعيسى- عليه السلام- فاعله ضميره وربّك مفعول، أي: هل تستطيع مسألة ربك، أو هل تطلب طاعة ربك، فحذف المضاف.
ووجه الغيب: إسناده إلى الله تعالى، بمعنى: [هل] يفعل ربك بمسألتك؟ [وقال] السدى: هل يعطيك ربك إن سألته؟ أو هل يقدر؟.
ووجه رفع يوم: أنه خبر المبتدأ حقيقة، وهو هذا، أي: هذا يوم ينفع.
ووجه فتحه: نصبه مفعولا فيه.
وهذا إشارة لقول الله تعالى لعيسى: ء أنت قلت [المائدة: 116] [مبتدأ] [تقدير القول] واقع [منهم] يوم ينفع؛ فهو معمول الخبر، وهذا نصب مفعول قال، ويوم ظرفه، والفتحة إعراب، وللكوفيين بنى لإضافته لغير متمكن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/293] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ" [الآية: 112] فالكسائي بتاء الخطاب لعيسى مع إدغام اللام من هل في التاء على قاعدته و"بك" بالنصب على التعظيم أي: هل تستطيع سؤال ربك، والباقون بياء الغيب ربك بالرفع على الفاعلية أي: هل يفعل بمسألتك أو هل يطيع ربك أي: هل يجيبك واستطاع بمعنى أطاع، ويجوز أن يكونوا سألوه سؤال مستخبر هل ينزل أم لا؛ وذلك لأنهم لا يشكون في قدرة الله تعالى؛ لأنهم مؤمنون خلافا للزمخشري). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإذ أوحيت إلى الحوارين ...}
{يستطيع ربك} [112] قرأ على {تستطيع} بالخطاب {ربك} بالنصب، والباقون بالغيب والرفع). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن ينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)}
{الْحَوَارِيُّونَ}
- أماله زيد عن الداجوني، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر من طريق المعدل (الحواريون) بتخفيف الياء.
- وقراءة الجماعة على التشديد (الحواريون).
{يَا عِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية السابقة/110.
{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}
- قراءة الجمهور (هل يستطع ربك) بالياء، وضم الباء، ورجح الطبري هذه القراءة.
[معجم القراءات: 2/368]
- وقرأ الكسائي وعلي ومعاذ بن جبل وابن عباس والأعشى ومجاهد وابن جبير وعائشة، وجماعة من الصحابة والتابعين (هل تستطيع ربك) بالتاء، ونصب الباء، وهي خطاب لعيسى، أي هل تستطيع سؤال ربك، وهو على التعظيم.
وقال معاذ بن جبل: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا يقرأ بالتاء)، وبذلك قرأ علي بن أبي طالب.
وقال الأخفش:
(وإنما قرئت: هل تستطيع ربك، فيما أرى، لغموض هذا المعنى الآخر -والله أعلم- وهو جائز، كأنه أضمر الفعل، فأراد: هل تستطيع أن تدعو ربك، أو هل تستطيع ربك أن تدعوه، فكل هذا جائز).
وقالت عائشة رضي الله عنها:
(كان القوم أعلم بالله من أن يقولوا: هل يستطيع ربك، ولكن: هل تستطيع ربك).
وقال ابن خالويه:
(فالحجة لمن قرأ بالرفع: أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به، وهم في هذا السؤال عالمون أنه يستطيع ذلك، فلفظه لفظ الاستفهام، ومعناه الطلب والسؤال.
والحجة لمن قرأ بالنصب أنه أراد: هل تستطيع سؤال ربك، ثم حذف السؤال، وأقام (ربك) مقامه، كما قال: (واسأل القرية)، يريد: أهل القرية. ومعناه: سل ربك أن يفعل بنا ذلك فإنه عليه قادر).
[معجم القراءات: 2/369]
- وأدغم الكسائي اللام في التاء (هل تستطيع)، وصورتها: هتستطيع.
{أَنْ يُنَزِّلَ}
- قرئ (أن ينزل) بالتشديد، و(أن ينزل) بالتخفيف.
وتقدم هذا في الآية/101 من هذه السورة، وأنظر الآية/90 من سورة البقرة.
{مَائِدَةً}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، فهي بين الهمزة والياء.
{مُؤْمِنِينَ}
- سبقت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/370]

قوله تعالى: {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "تطمئن" بالتسهيل كالياء فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "وتعلم أن" بالتاء من فوق والفاعل ضمير القلوب
[إتحاف فضلاء البشر: 1/545]
وعنه أيضا "تكون لنا" بحذف الواو وسكون النون جزما جوابا لأنزل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "أن قد صدقتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}
{نَأْكُلَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش ومحمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ناكل) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{تَطْمَئِنَّ}
- قرأ الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان بتسهيل الهمزة كالياء.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{نَعْلَمَ}
- قراءة الجماعة (ونعلم) بالنون المفتوحة.
[معجم القراءات: 2/370]
- وقرأ الأعمش (ونعلم) بالنون المكسورة، وتقدمت هذه اللغة في (نستعين) في الفاتحة.
- وذكر السمين هذه القراءة بالتاء (وتعلم) وهي مكسورة.
- وقرأ ابن جبير (ونعلم) بضم النون مبنيًا للمفعول.
- وعنه أنه قرأ (وتعلم) مبنيًا للمفعول.
- وقرأ ابن جبير أيضًا (ويعلم) بياء مضمومة مبنيًا للمفعول، والضمير عائد على القلوب.
- وعزا ابن خالويه هذا القراءة إلى سعيد بن المسيب.
- وقرأ الأعمش والمطوعي (وتعلم) بالتاء، أي: وتعلمه قلوبنا.
- وعن المطوعي كسر التاء أيضًا.
{قَدْ صَدَقْتَنَا}
- أدغم الدال في الصاد أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وأظهر الدال نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون وابن ذكوان.
{وَنَكُونَ}
- قراءة الجمهور (ونكون) بنون الجماعة.
- وقرأ سنان وعيسى (وتكون) بالتاء، والضمير للقلوب.
وهو عند ابن خالويه عن شيبان). [معجم القراءات: 2/371]

قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "لأولانا، وأخرانا" مؤنث أول وآخر "وإنه منك" بهمزة مكسورة مقصورة ونون مفتوحة مشددة وهاء مضمومة راجعة للعبد أو للإنزال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114)}
{عِيسَى}
- تقدمت الإمالة في الآية/110 من هذه السورة، وكذا في الآية/87 من سورة البقرة.
{مَائِدَةً}
- تقدم تسهيل الهمزة في الآية/112 من هذه السورة.
{السَّمَاءِ}
- قراءة حمزة في الوقف بالسكون للوقف، ثم إبدال الهمزة ألفًا من جنس ما قبلها، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر المحذوف الأولى وهو القياس قصر، وإن قدر الثانية جازا المد والقصر، ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا.
{تَكُونُ لَنَا عِيدًا}
- قرأ الجمهور (تكون...) على أن الجملة صفة لـ(مائدة).
- وقرأ عبد الله والأعمش والمطوعي (تكن...) بحذف الواو وسكون النون جزمًا، جوابًا لـ(أنزل).
- وقرأ عبد الله والأعمش (يكن...) بالياء في أوله، والجزم في آخر، وتخريج الجزم على جواب الأمر.
قال أبو حيان: (والمعنى: يكن يوم نزولها عيدًا، وهو يوم الأحد..).
{لِأَوَّلِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا}
- قرأ زيد بن ثابت وابن محيصن والجحدري واليماني (لأولانا
[معجم القراءات: 2/372]
وأخرانا) مؤنث أول وآخر، والتأنيث هنا على معنى الأمة والجماعة والطائفة والفرقة.
- وعن ابن محيصن انه قرأه (لأولينا وأخرينا) بزيادة ياء ساكنة فيهما.
- وقراءة الجماعة (لأولنا وآخرنا).
{وَآَخِرِنَا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{وَآَيَةً مِنْكَ}
- قراءة الجماعة (وآية منك).
- وسهل حمزة الهمزة في الوقف.
- وقرأ اليماني (وأنه منك) بهمزة مفتوحة بعدها نون مشددة وضمير، وهذا الضمير راجع للعيد أو الإنزال، وذكرها الصفراوي رواية للبزي بخلاف عنه عن ابن محيصن.
- وجاءت القراءة في الإتحاف، عنه (وإنه منك) بهمزة مكسورة مقصورة، ومثله عند الصفراوي مصرحًا بالكسر وعزا القراءة لـ (حميد بن قيس).
- وذكر القراءة ابن خالويه عن اليماني (فإنه منك) كذا بالفاء.
وليس لدي دليل أرجح به صورة من هذه الصور الثلاث التي نقلت عن اليماني، غير أن التصحيف والتحريف في البحر، والمختصر، كثير كثير!!
[معجم القراءات: 2/373]
{خَيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/374]

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - قَوْله {إِنِّي منزلهَا} 115
قَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر {إِنِّي منزلهَا} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {منزلهَا} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 250]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (منزلها) مشدد، مدني، شامي. وعاصم). [الغاية في القراءات العشر: 238]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (منزلها) [115]: مشدد: مدني، ودمشقي، وعاصم). [المنتهى: 2/669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم وابن عامر (إني منزلها) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وعاصم: {إني منزلها} (115): بتشديد الزاي.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر: (إنّي منزلها) مشددا والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 351]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([115]- {مُنَزِّلُهَا} مشددا: نافع وابن عامر وعاصم). [الإقناع: 2/636]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُنَزِّلُهَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَعَاصِمٌ بِالتَّشْدِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وعاصم {منزلها} [115] بالتشديد، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "منزلها" [الآية: 115] بفتح النون وتشديد الزاي نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر، وافقهم الحسن والباقون بالتخفيف، فقيل هما بمعنى وقيل الأول للتكثير لما قيل إنها نزلت مرات متعددة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بفتح ياء بالإضافة من "فَإِنِّي أُعَذِّبُه" [الآية: 115] نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {منزلها} [115] قرأ نافع والشامي وعاصم بفتح النون، وتشديد الزاي، والباقون بإسكان النون، وتخفيف الزاي). [غيث النفع: 565]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإني أعذبه} قرأ نافع بفتح الياء وصلاً، والباقون بإسكانها وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 565]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)}
{مُنَزِّلُهَا}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر والحسن (منزلها) بفتح النون وتشديد الزاي.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (منزلها) بسكون النون وتخفيف الزاي.
- وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف وعبد الله بن مسعود (سأنزلها) بسين الاستقبال.
{فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن بخلف عنه بفتح الياء (فإني أعذ به).
- وقراءة الباقين (فإني أعذ به) بسكون الياء.
وهو الوجه الثاني عن ابن محيصن). [معجم القراءات: 2/374]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس