عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (106) إلى الآية (108) ]

{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}

قوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (شهادة) منونة (الله) ممدود، روح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (شهادة) [106]: منونة، (آلله) [106]: مستفهم: زيدٌ طريق الحريري). [المنتهى: 2/667]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شَهَادَةٌ) منون (بَيْنَكُمْ) نصب أبو حيوة، وعباد عن الحسن، وجرير عن الْأَعْمَش، الباقون مضاف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن ارتبتم} [106] لا خلاف في تفخيم الراء، لعروض الكسرة، وكذا ما ماثله، نحو {أم ارتابوا} [النور: 50] {يا بني اركب} و{رب ارجعون} [المؤمنون} وكذا إذا وقعت الكسرة في الابتداء فقط، نحو {لكم ارجعوا} [النور: 28] {ءامنوا اركعوا} [الحج: 77] و{الذين ارتدوا} [محمد: 25] ). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106)}
{شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}
- قرأ الجمهور (شهادة بينكم) بالرفع والإضافة إلى (بينكم) على الاتساع في الظرف، وشهادة: مبتدأ، وخبره: اثنان.
وأجاز الزمخشري حذف الخبر، واثنان فاعل بشهادة، على تقدير: فيما فرض عليكم أن يشهد اثنان.
- وقرأ الشعبي والحسن والأعرج والأشهب العقيلي والأزرق وابن محارب وابن دينار كلهم عن حمزة، وأبو بكر عن عاصم من طريق الداني (شهادة بينكم) بالرفع والتنوين، ونصب (بينكم) على الأصل بعد زوال الإضافة.
وتخريجها على نسق قراءة العامة السابقة.
- وقرأ السلمي والحسن ونعيم بن ميسرة وأبو حيوة والأعرج بخلاف عنه (شهادةً بينكم) بالنصب والتنوين، وبينكم: نصب على الظرفية.
وذهب ابن جني إلى أن نصب (شهادةً) بفعل مضمر، واثنان فاعله، أي ليقم شهادةً بينكم اثنان، وتبعه الزمخشري.
قال أبو حيان:
(وهذا الذي قدره الزمخشري هو تقدير ابن جني بعينه...، وهذا
[معجم القراءات: 2/353]
الذي ذكره ابن جني مخالف لما قاله أصحابنا، قالوا: لا يجوز حذف الفعل وإبقاء فاعله..، والذي عندي أن هذه القراءة الشاذة تخرج على وجهين:
أحدهما: أن يكون شهادةً منصوبة على المصدر الذي ناب مناب الفعل بمعنى الأمر، واثنان مرتفع به، والتقدير: ليشهد بينكم اثنان، فيكون من باب قولك: ضربًا زيدًا..
والوجه الثاني: أن يكون أيضًا مصدرًا ليس بمعنى الأمر، بل يكون خبرًا ناب مناب الفعل في الخبر وإن كان ذلك قليلًا، كقولك: افعل وكرامةً ومسرةً، أي وأكرمك وأسرك..).
{بَيْنِكُمْ}
- وذكر الشهاب أنه قرئ (بينكم) بالرفع على القطع والتصرف في الظرف. كذا! وأحسب أنه يشير إلى القراءة بالرفع في غير هذه الآية، أو أنه التبس عليه هذا بذلك.
{مِنْ غَيْرِكُمْ}
- أخفى أبو جعفر النون في الغين.
{الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في التاء بخلاف.
{الصَّلَاةِ}
- عن الأزرق وورش تفخيم اللام.
{قُرْبَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/354]
{وَلَا نَكْتُمُ}
- قراءة الجماعة (ولا نكتم) بالرفع عطفًا على (لا نشتري..).
- وقرأ الحسن والشعبي (ولا نكتم) بجزم الميم نهيا أنفسهما عن كتمان الشهادة، ودخول (لا) الناهية على المتكلم قليل.
{وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ}
- قراءة الجماعة (ولا نكتم شهادة الله) بنصب (شهادة)، وإضافته إلى لفظ الجلالة.
- وقرأ عليّ ونعيم بن ميسرة والشعبي بخلاف عنه وسعيد بن المسيب وعكرمة (ولا نكتم شهادة الله) بنصبهما، وتنونين (شهادة)، فقد انتصبا بالفعل نكتم، والتقدير: ولا نكتم الله شهادةً.
وخرجه أبو البقاء على أنه منصوب بفعل القسم محذوفًا.
- وقرأ علي والسلمي والشعبي والحسن والبصري ونعيم بن ميسرة، ويعقوب برواية روح وزيد وعبد الله بن حبيب (ولا نكتم شهادةً الله) بتنوين (شهادة)، والله: بالمد فيه همزة الاستفهام التي هي عوض من حرف القسم دخلت تقريرًا وتوقيفًا لنفوس المقسمين، أو لمن خاطبوه.
قال ابن مهران: (قال روح: كان أصلها: شهادة والله فأبدلوا الواو مدة..).
- وقرأ يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم والسلمي وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر والحسن
[معجم القراءات: 2/355]
والكلبي والشعبي (ولا نكتم شهادة ألله) شهادةً: بالتنوين، ألله: بقطع الألف دون مد، وخفض الهاء منه.
قال ابن جني:
(وأما (ألله) مقصورة بالجر فحكى سيبويه، أن منهم من يحذف حرف القسم، ولا يعوض منه همزة الاستفهام، فيقول: ألله لقد كان كذا، قال: وذلك لكثرة الاستعمال).
- وقرأ الشعبي (.. شهادةً الله) بالتنوين ووصل الألف.
- وقرأ أبو العالية وعمرو بن دينار (شهادة آلله) بنصب الهاء من لفظ الجلالة مع المد، وإسكان الهاء الأولى في الوصل.
- وقرأ الشعبي وأبو عمران الجوني (شهادة ألله) بالهاء الساكنة، ثم قطع ألف الوصل، دون مد الاستفهام.
- وقرأ الشعبي وابن السميفع (شهاده آلله) بالهاء الساكنة ثم المد، والجر على حذف حرف القسم وتعويض حرف الاستفهام منه.
قال ابن جني:
(الوقف على شهاده، بسكون الهاء، واستئناف القسم حسن، لأن استئنافه في أول الكلام أوقر له، وأشد هيبة من أن يدخل في عرض القول).
[معجم القراءات: 2/356]
{لَمِنَ الْآَثِمِينَ}
- قرأ الأعمش وابن محيصن (لملاثمين) بإدغام النون في لام (الآثمين)، بعد حذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام.
قال النحاس: (أدغم النون في اللام، وهذا رديء في العربية؛ لأن اللام حكمها السكون، وإن حركت فإنما الحركة للهمزة...) ). [معجم القراءات: 3/357]

قوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (107)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - وَاخْتلفُوا في التَّثْنِيَة وَالْجمع في قَوْله {اسْتحق عَلَيْهِم الأوليان} 107
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي (اسْتحق عَلَيْهِم الْأَوَّلين) {اسْتحق} مَضْمُومَة التَّاء {الْأَوَّلين} على التَّثْنِيَة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة {اسْتحق} بِرَفْع التَّاء {الْأَوَّلين} جمعا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {اسْتحق} بِفَتْح التَّاء {الْأَوَّلين} مثل أَبي عَمْرو على التَّثْنِيَة
وروى نصر بن علي عَن أَبِيه عَن قُرَّة قَالَ سَأَلت ابْن كثير فَقَرَأَ {اسْتحق} بِفَتْح التَّاء {الْأَوَّلين} بالأف على التَّثْنِيَة). [السبعة في القراءات: 248 - 249]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({من الذين استحق} بفتح التاء والحاء. {الأوليان}). [الغاية في القراءات العشر: 233]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (استحق) بالفتح، حفص). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الأولين) عراقي - غير أبي عمرو - والكسائي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 237]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استحق) [107]: بالفتح حفص، وأبو بكر طريق على والأعشى من اختيار أبي بكر، والمفضل طريق جبلة.
[المنتهى: 2/667]
(الأولين) [107]: جمع: بصري غير أبوي عمرو، وحمزة، وأبو بكر إلا الأعشى، والمفضل، وخلف). [المنتهى: 2/668]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (استحق) بفتح التاء والحاء والابتداء بكسر الألف، وقرأ الباقون بضم التاء وكسر الحاء والابتداء بضم الألف). [التبصرة: 199]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وحمزة (الأولين) بالجمع جمع (أول) المخفوض المسلم، وقرأ الباقون بالتثنية تثنية (أولى) المرفوع، وقد ذكرنا (القدس) و(طيرًا) في آل عمران فيما تقدم). [التبصرة: 199]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {من الذين استحق} (107): بفتح التاء والحاء. وإذا ابتدأ كسر الألف.
والباقون: بضم التاء، وكسر الحاء. وإذا ابتدؤوا ضموا الألف.
أبو بكر، وحمزة: {عليهم الأولين} (107): بالجمع.
والباقون: {الأوليان}: على التثنية). [التيسير في القراءات السبع: 272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (من الّذين استحق) بفتح التّاء والحاء وإذا ابتدأ كسر الألف، والباقون بضم التّاء وكسر الحاء وإذا ابتدءوا ضمّوا الألف.
[تحبير التيسير: 349]
أبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف: (عليهم الأوّلين) بالجمع والباقون (الأوليان) على التّثنية). [تحبير التيسير: 350]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْأَوَّلِينَ) على الجمع بالياء بصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والْعَبْسِيّ والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والمفضل وأبو بكر إلا الأعشى قال: واختياره، قال أبو الحسين: غير سهل وهو سهو؛ إذ المفرد بخلافه، الباقون (الْأَوْلَيَانِ) وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 536]
على التثنية بدل من الضمير في يقولان). [الكامل في القراءات العشر: 537]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([107]- {اسْتَحَقَّ} مبني للفاعل، ويبتدئ بالكسر: حفص.
[107]- {الْأَوْلَيَانِ} جمع: أبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/636]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (627 - وَضَمَّ اسْتُحِقَّ افتح لَحِفْصٍ وَكَسْرُهُ = وَفي الأَوْلَياَنِ الأَوَّلِينَ فَطِبْ صِلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([627] وضم استحق افتح لـ (حفصٍ) وكسره = وفي الأوليان الأولين (فـ)طب (صـ)لا
قرأ حفص {استحق عليهم الأولين}، وهي قراءة أبي وعلي وابن عباس.
والأوليان: تثنية أولى، وهو فاعل {استحق}؛ فالمعنى: من الورثة الذين استحق عليهم الأوليان؛ أي الأحقان من بينهم بالشهادة. والأوليان، بأن يجردوهما للقيام بالشهادة، ويظهروا بهما كذب الكاذبين؛ كأن هذين الشاهدين، استحقا على الذين هما منهم، أن يستشهدوهما وأن يعينوهما.
وقرأ حمزة وأبو بكر {استحق عليهم الأولين}، على أنه وصف للذين استحق عليهم، وهو مجرور أو منصوب بأعني. وجعلهم أولين: إما لتقدم ذكرهم في أول القصة، وهو قوله: {يأيها الذين ءامنوا شهادة بينكم}، أو لتقدمهم على الأجانب في الشهادة لكونهم أحق بها.
وقرأ الباقون {استحق عليهم الأولين}، قالوا: ومعناه: من الذين استحق عليهم الإثم؛ أي: جني عليهم. والأوليان على هذا، مرفوع على تقدير قول قائل: ومن هما ؟ فقيل: هما الأوليان؛ أو على البدل من (ءاخران)؛ أو من الضمير في {يقومان}، أو على الابتداء؛ والتقدير: فالأوليان آخران.
[فتح الوصيد: 2/864]
وأجاز الأخفش أن يكون صفة لآخران، لأنه لما وصف بـ:يقومان، اختص. فلما اختص، جاز أن يوصف بما وصف به المعارف.
وقيل: هو مفعولٌ لما لم يسم فاعله؛ أي استحق عليهم إقامة الأوليين منهم للشهادة، وهو وجه حسن.
قال أبو محمد مكي في الكشف: «وهذه الآية في قراءقا وإعرابها وتفسيرها ومعانيها وأحكامها، من أصعب آية في القرآن وأشكلها، ويحتمل أن يبسط ما فيها من العلوم في ثلاثين ورقة أو أكثر، وقد ذكرنا من ذلك طرفا في كتاب الهداية، وذكرنا من مشكل إعرابها طرفًا في مشكل الإعراب، ثم ذكرناها مشروحة بجميع وجوهها من تفسير وإعراب في كتاب منفرد».
ولعمري إنما المشكلة جدا كما ذكر، وما رأيت أحدًا تخلص كلامه فيها من أولها إلى آخرها.
وأشكل ما فيها قوله: {من الذين استحق عليهم}، إلا ما ذكرته فيها من قول بعضهم: ويحتمل عندي-وهو الذي لا يغلب على الظن سواه - أن معنى قوله: {استحق عليهم}، أي استحق خصومهم الحق عليهم، لأن الخصمين مستحق ومستحق عليه.
فقد كانوا بتحليف المذكورين مستحقا عليهم؛ فلما حصلت الريبة في الحالفين، ووقع ما شكك في صدقهما، قام آخران من الذين استحق عليهم.
[فتح الوصيد: 2/865]
واستعار الصلا، في قوله: (فطب صلا)، للذكاء، لأنهم يقولون: يتوقد ذكاءً.
فالمعنى: فطب ذكاء). [فتح الوصيد: 2/866]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [627] وضم استحق افتح لحفصٍ وكسره = وفي الأوليان الأولين فطب صلا
ب: (الصلا): وقود النار، استعير للذكاء.
ح: (ضم): مفعول (افتح)، و (كسره): عطف على (ضم)، (الأولين): مبتدأ، (في الأوليان): خبر، (صلا): تمييز.
ص: يعني: افتح التاء المضمومة والحاء المكسورة لحفص في قوله تعالى: {من الذين استحق عليهم الأوليان} [107] على بناء الفاعل، و{الأوليان}: فاعل، أي: استوجب عليهم الأحقان بالشهادة أن يجردوهما للقيام بالشهادة، والباقون: {استحق} بضم التاء وكسر الحاء على بناء المفعول.
وقرأ حمزة وأبو بكر: (استحق عليهم الأولين) [107] منصوبًا
[كنز المعاني: 2/182]
على أنه مفعول: (أعني)، أو مجرورًا صفة لـ {الذين استحق عليهم}، ومرفوع {استحق} محذوف، أي: الإثم، كما تقول: (جني عليه)، وجعل الورثة أولين لتقدم ذكرهم في أول القصة، والباقون: {الأوليان} تثنية (الأولى) مرفوع على خبر مبتدأ محذوف، أي: هما الأوليان، أو بدل من {فآخران}، أو مبتدأ خبره: {فآخران} ). [كنز المعاني: 2/183]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (627- وَضَمَّ اسْتُحِقَّ افتح لَحِفْصٍ وَكَسْرُهُ،.. وَفي الأَوْلَيانِ الأَوَّلِينَ "فَـ"ـطِبْ "صِـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/102]
يعني: افتح الياء المضمومة والحاء المكسورة، وكان يمكنه أن يقول: وتاء استحق افتح لحفص وحاءه ولكن المعنى كان يختل في التاء دون الحاء فإن ضد الفتح الكسر والتاء في قراءة غير حفص مضمومة فاحتاج أن يقول وضم استحق، ثم قال: وكسره فهو أولى من أن يقول: وحاءه؛ لوجهين: أحدهما المقابلة بين حركتي الضم والكسر، والثاني زيادة البيان لقراءة الغير، وإذا ابتدئت هذه الكلمة كسرت همزتها في قراءة حفص، وضمت في قراءة غيره، وأرادوا: قرأ "الأولين" في موضع "الأوليان" أو "الأولين" استقر مكان "الأوليان" وأراد بالصلا الذكاء؛ لأنهم يقولون هو يتوقد ذكاء أو أراد نار الضيافة كقوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا،.. تجد حطبا جزلا ونارا تأجَّجَا
وهو إشارة إلى حصول العلم منه، فموضع صلا نصب على التمييز أو الحال مثل دم غنا ودم يدا، والأوليان على قراءة حفص -رحمه الله- فاعل استحق كأنهما استحقا على أصحابهما أن يقيموهما للشهادة والأوليان تثنية الأولى وهو في غير قراءة حفص مفعول ما لم يسم فاعله على حذف مضاف؛ أي: استحق عليهم إقامة الأولين منهم للشهادة وقيل:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/103]
بدل من آخران أو من الضمير في يقومان أو على تقديرهما الأوليان، وقيل: هو مبتدأ خبره آخران المقدم عليه؛ أي: فالأولياء آخران، وقيل هو صفة لآخران وإن كان لفظه نكرة؛ لأنه قد اختص بالصفة في قوله: يقومان، ومرفوع استحق على هذه الأقوال غير القول الأول محذوف؛ أي: استحق عليهم الإثم فاستغنى عنه بقوله: عليهم كما تقول: جنى عليهم، وقيل معناه استحق خصومهم الحق عليهم والأولين في قراءة حمزة وأبي بكر صفة الذين استحق؛ لأنهم أول المذكورين في القصة، وهم أولياء الميت أو؛ لأنهم هم الذين دفعوا الحكومة أولا، واعلم أن الآية من أشكل آي القرآن تفسيرًا وإعرابا وفقها، قال أبو محمد مكي في كتاب الكشف: هذه الآية في قراءتها وإعرابها وتفسيرها ومعانيها وأحكامها من أصعب آية في القرآن وأشكلها، قال: ويحتمل أن يبسط ما فيها من العلوم في ثلاثين ورقة أو أكثر، قال: وقد ذكرناها مشروحة في كتاب منفرد، قلت: وسأجتهد إن شاء الله تعالى في بيانها وكشف غامضها وتفصيل أحكامها في الكتاب "المذهب في علم المذهب"، أو في كتاب "إيضاح مشكلات الآيات"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/104]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (627 - وضمّ استحقّ افتح لحفص وكسره = وفي الأوليان الأوّلين فطب صلا
628 - وضمّ الغيوب يكسران عيونا ال = عيون شيوخا دانه صحبة ملا
629 - جيوب منير دون شكّ وساحر = بسحر بها مع هود والصّفّ شمللا
قرأ حفص: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ بفتح ضم التاء وفتح كسر الحاء، فتكون قراءة غيره بضم التاء وكسر الحاء. وإذا ابتدأ القارئ هذه الكلمة كسر همزتها لحفص وضمها لغيره، وقرأ حمزة وشعبة الأوَّلين بتشديد الواو مفتوحة وبعدها لام مكسورة فياء ساكنة مدية فنون مفتوحة في مكان الْأَوْلَيانِ بسكون الواو وفتح اللام والياء وبعدها ألف مع كسر النون وهي قراءة الباقين). [الوافي في شرح الشاطبية: 254]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (101- .... .... وَبِالنَّصْبِ مَعْ جَزَ = اءُ نُوِّنْ وَمِثْلِ ارْفَعْ رِسَالاتِ حُوِّلَا
102 - مَعَ الأَوَّلِيْنَ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ويريد بقوله: مع الأولين أي قرأ مرموز (حا) حولا أيضًا {عليهم الأولين} [107] بالجمع كما نطق به وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك
[شرح الدرة المضيئة: 121]
وأن لأبي جعفر {الأوليان} بالتثنية). [شرح الدرة المضيئة: 122]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: " اسْتَحَقَّ "، فَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْحَاءِ، وَإِذَا ابْتَدَأَ كَسَرَ هَمْزَةَ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَإِذَا ابْتَدَءُوا ضَمُّوا الْهَمْزَةَ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْأَوْلَيَانِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ " الْأَوَّلِينَ " بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَكَسْرِ اللَّامِ بَعْدَهَا وَفَتْحِ النُّونِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْوَاوِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {استحق} [107] بفتح التاء والحاء، ويبتدئ بكسر همزة الوصل، والباقون بضم التاء وكسر الحاء والابتداء لهم بضم الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة وخلف وأبو بكر {الأوليان} [107] بالجمع، والباقون {الأوليان} على التثنية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 503]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (587 - ضمّ استحقّ افتح وكسره علا = والأوليان الأوّلين ظللا
588 - صفوٌ فتى .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ضمّ استحقّ افتح وكسره (ع) لا = والأوليان الأوّلين (ظ) لّلا
يعني «استحق عليهم الأوليان» بفتح التاء والحاء حفص، والباقون بضم التاء وكسر الحاء قوله: (وكسره) عطف على ضم استحقّ: أي افتح ضمه وافتح كسره قوله: (والأوليان) أي وقرأ الأوّلين على الجمع موضع الأوليان يعقوب وشعبة وحمزة وخلف كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون الأوليان على التثنية). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 221]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضمّ استحقّ افتح وكسره (ع) لا = والأوليان الأوّلين (ظ) لّلا
ش: أي: قرأ ذو عين (علا) حفص من الّذين استحقّ [المائدة: 107] بفتح ضم التاء وفتح الحاء، والباقون بضم فكسر.
وقرأ ذو ظاء (ظللا) يعقوب وصاد «صفو» أول التالي أبو بكر و«فتى» حمزة وخلف عليهم الأوّلين [المائدة: 107] بتشديد الواو، وكسر اللام، وإسكان الياء، وفتح النون، والباقون بإسكان الواو، وفتح اللام، والياء، وكسر النون.
واستغنى بلفظهما عن القيد. وجه حفص: بناؤه للفاعل.
والأولين: تثنية الأولى [أي:] الأحق، [و] فاعله ومفعوله محذوف، أي: فرجلان آخران من الورثة الذين استحق الأوليان عليهم أن يقيموها للشهادة المسقطة للجانبين.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/291]
ووجه غيره: بناؤه للمفعول [و] الأوّلين نائب على حذف المضاف، أي: استحق إقامة الأوليين أو النائب ضمير الإثم، أي: استحق الإثم عليهم، أو خصومهم، أو الإيصاء، أو الجار والمجرور؛ ف الأوّلين رفع بدل من فاخران، أو من ضمير يقومان، أو مبتدأ مؤخر خبره فاخران، أو خبر لمقدر، أي: هما.
ووجه الضم والجمع: بناء استحق للمفعول ونائبه أحد الأوجه الأخرى.
والأوّلين [المائدة: 107] جمع «أول» [جر بدلا] من «الذين»، أو من ضمير «عليهم»، أو نصب بـ «أعني» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/292]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "اسْتَحَق" [الآية: 107] فحفص بفتح التاء والحاء مبنيا للفاعل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة وافقه الحسن والباقون بضم الطاء وكسر الحاء مبنيا للمفعول، وإذا ابتدأوا ضموا الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "الْأَوَّلِين" [الآية: 107] فأبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف بتشديد الواو وكسر اللام بعدها، وفتح النون جمع أو المقابل لآخر مجرور صفة للذين أو بدل منه، أو من الضمير
[إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
في عليهم وافقهم الأعمش، وعن الحسن أوَّلان بتشديد الواو وفتح اللام مثنى أول مرفوع باستحق، والباقون الأوليان بإسكان الواو وفتح اللام وكسر النون مثنى أولى أي: الأحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما، هو خبر محذوف أي: وهما الأوليان أو خبر آخران أو بدل منهما أو من الضمير في يقومان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق ضم الهاء من عليهم وكذا إدغام راء "تغفر لهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/546] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {استحق عليهم} [107] قرأ حفص بفتح التاء والحاء، مبنيًا للفاعل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة، والباقون بضم التاء، وكسر الحاء، مبنيًا للمفعول، وإذا ابتدءوا ضموا الهمزة). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأوليان} قرأ شعبة وحمزة بتشديد الواو، وكسر اللام، وبعدها ياء ساكنة، وفتح النون، على الجمع لـــ (أول) والباقون بإسكان الواو، وفتح اللام، وفتح الياء، وألف بعدها، وكسر النون، على التثنية لـــ (أولى) ). [غيث النفع: 563]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [97] و{الأوليان} [107] {والإنجيل} [110] و{بإذني} الثلاثية، وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 563] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107)}
{عُثِرَ}
- رقق الراء الأزرق وورش.
{اسْتَحَقَّ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وخلف (استحق) بضم التاء وكسر الحاء مبنيًا للمفعول.
- وإذا ابتدأ هؤلاء ضموا الهمزة (استحق).
- وقرأ حفص عن عاصم والحسن، ونصر بن علي عن أبيه عن قرة
[معجم القراءات: 2/357]
عن ابن كثير، والأعشى وأبي بن كعب وابن عباس وعلي (استحق) بفتح التاء مبنيًا للفاعل، وإذا ابتدأوا كسروا الهمزة (استحق).
{عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ}
- نقل ورش حركة الهمزة إلى اللام وقفًا ووصلًا (لوليان).
- وإذا وصل كسر الهاء وضم الميم (عليهم لوليان).
- وحمزة ينقل في الوقف بخلاف عنه، ويضم الهاء والميم، وكذا الكسائي من غير نقل، وهي قراءة خلف والأعمش ويعقوب (عليهم الأوليان).
- وصورتها على النقل عند حمزة (عليهم لوليان).
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن (عليهم الأوليان) بكسر الهاء والميم.
- وقراءة الباقين (عليهم الأوليان) بكسر الهاء وضم الميم.
- ولخلف السكت على لام التعريف.
- وعن خلاد السكت وعدمه.
{الْأَوْلَيَانِ}
- قرأ الحسن (استحق.. الأولان) ببناء الفعل للفاعل.
والأولان: مرفوع على الفاعلية، وهو تثنية (أول):
[معجم القراءات: 2/358]
قال الطبري: (وأما القراءة التي حكيت عن الحسن فقراءة عن قراءة الحجة من القراء شاذة، وكفى بشذوذها عن قراءتهم دليلًا بعدها عن الصواب).
- وقرأ ابن سيرين (.. الأوليين) تثنية الأولى.
وذهب أبو حيان إلى انتصابه على المدح.
- وعن ابن سيرين أنه قرأ (الأولين) بالياء تثنية أول، وانتصابه على المدح أيضًا.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف والأعمش ويعقوب وابن مسعود ويحيى بن وثاب وابن عباس (الأولين) بتشديد الواو وكسر اللام بعدها وفتح النون جمع (أول).
وهو مجرور صفة (الذين) أو بدل منه، أو بدل من الضمير في (عليهم).
- وقيل: هو منصوب على المدح.
- وقرأ (الأوليان) بالرفع تثنية (الأولى) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم وأبي وعلي وابن عباس وأبو جعفر.
قال الأخفش: (وبها نقرأ).
[معجم القراءات: 2/359]
والأوليان:
... وصف (آخران)، أو بدل من الضمير في (يقومان).
وقيل هو مفعول لم يسم فاعله لـ (استحق) على قراءة من ضم التاء.
وعلى هذا يكون فاعل (استحق) عند من فتح التاء.
وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: همها الأوليان.
- وقرئ (الأولين) كذا بسكون الواو وفتح اللام جمع (أولى) كالأعلين جمع أعلى.
قال الشهاب:
(أما قراءة الأولين كالأعلين فشاذة لم تعز لأحد، وهو جمع (أولى)، وأعرابه كإعراب الأولين والأوليين) ). [معجم القراءات: 3/360]

قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أدنى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/544]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)}
{أَدْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{أَنْ يَأْتُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يأتوا) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 2/360]
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/361]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس