عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 10:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا تظْلمُونَ فتيلا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة والكسائي {وَلَا يظْلمُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {تظْلمُونَ} بِالتَّاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {يُزكي من يَشَاء وَلَا يظْلمُونَ فتيلا} النِّسَاء 49 أَنه بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يظلمون فتيلاً} بالياء، مكي كوفي غير عاصم- ويزيد، وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يظلمون} [77]: بالياء مكي، كوفي غير عاصم، ويزيد، وسلام). [المنتهى: 2/655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (ولا يظلمون فتيلا أينما) الثاني بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وكلهم قرؤوا الأول بالياء). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {ولا يظلمون فتيلا} (77)، وهو الثاني: بالياء.
والباقون: بالتاء.
ولا خلاف في الأول (49): أنه بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف وأبو جعفر وروح: (ولا يظلمون فتيلا) [وهو] الثّاني بالياء، [والباقون بالتّاء] ولا خلاف في الأول أنه بالياء). [تحبير التيسير: 341] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُظْلَمُونَ) بالياء مكي، وأبو جعفر وهشام في قول ابن مهران، والعراقي، والرَّازِيّ وسلام، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (أَيْنَمَا تَكُونُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602- .... .... .... تظْلَمُونَ غَيْـ = ـبُ شُهْدٍ دَنَا .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والياء في (تظلمون)، لأن قبله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم...} إلى آخره.
[فتح الوصيد: 2/838]
فالغيب رد على ذلك، والخطاب رد على قوله: {قل متع الدنيا قليلٌ}، فهو للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، أو على: وقل لهم ولا تظلمون.
وشبه قراءة الغيب بالشهد الذي دنا لسهولة معناه وظهوره، فهو حلو كالشهد الذي يتناوله مع دنو من غير بعد ولا كلفة). [فتح الوصيد: 2/839]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {أَيْنَمَا تَكُونُوا}، فقرئ بالغيب؛ ردًّا على ما قبله من قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ} إلى آخر الآية، والخطاب على الالتفات وإن كان المراد: قل لهم فالغيب والخطاب من باب قولك: قل لزيد لا يضرب ولا تضرب بالياء والتاء، ومنه ما سبق.
"قل للذين كفروا سيغلبون"، و"لا يعبدون إلا الله"، ولا خلاف في الأول أنه بالغيبة وهو: {لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - .... .... .... تظلمون غيـ = ـب شهد دنا .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: ولا يظلمون فتيلا بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وأراد الناظم: ولا يظلمون فتيلا الذي بعده أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ، والذي دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع: أنه ذكره بعد بيان حكم ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ، وأما وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا الذي بعده انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ فقد اتفق القراء على قراءته بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96 - وَلاَ يُظْلَمُوا أُْد يَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص- ولا يظلموا (أ)د (يـ)ـا و(حـ)ـز حصرت فنو = ون انصب وأخرى مؤمنًا فتحه (بـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر وروى مرموز (يا) وهو روح {ولا تظلمون فتيلًا أينما تكونوا} [77- 78] بالغيب كما نطق به وهو الموضع الثاني وخرج الأول وهو {يظلمون فتيلًا انظر} [49 - 50] فإنه متفق عليه وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ولرويس بالخطاب على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 116] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَمَا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ رَوْحٍ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ كَذَلِكَ بِالْغَيْبِ، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ بِالْخِطَابِ كَالْبَاقِينَ. وَقَدْ رَوَى الْغَيْبَ أَيْضًا الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ لَكِنَّهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْغَيْبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} فَلَيْسَ فِيهَا خِلَافٌ مِنْ طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ، وَلَا رِوَايَةٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِأَجْلِ أَنَّ قَوْلَهُ مَنْ يَشَاءُ لِلْغَيْبِ فَرَدَّ عَلَيْهِ.
وَالْعَجَبُ مِنَ الْإِمَامِ الْكَبِيرِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ مَعَ جَلَالَتِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْخِلَافَ فِيهِ دُونَ الثَّانِي فَجَعَلَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ مُخْتَلَفًا فِيهِ وَالْمُخْتَلَفَ فِيهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وأبو الطيب عن روح {ولا تظلمون فتيلًا * أينما} [77، 78] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (566- .... .... .... .... .... = لا يظلمو دم ثق شذا الخلف شفا). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لا يظلمون) يريد قوله تعالى «ولا يظلمون فتيلا» بالغيب على اللفظ، قرأه ابن كثير وأبو جعفر وروح بخلاف عنه، وحمزة والكسائي وخلف حملا على ما قبله في قوله تعالى «ألم تر إلى الذين قيل لهم» الآية، والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولمخالفة الاصطلاح قيد النصب، فقال:
ص:
في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (شفا)
ش: أي: قرأ ذو دال (دن) ابن كثير وعين (عن) حفص وغين (غفا) رويس- كأن لّم تكن بينكم وبينه مودّة [النساء: 73] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ دال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر، ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف- ولا يظلمون فتيلا [النساء: 77] بياء الغيب من الإطلاق.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح فرواه عنه أبو الطيب بالغيب.
ورواه سائر الرواة بالخطاب كالباقين.
تنبيه:
الخلاف في يظلمون الثاني [النساء: 124].
واتفقوا على غيب الذي قبل فتيلا [النساء: 77].
وجه تأنيث تكن [النساء: 73]: أنه مسند إلى مودّة [النساء: 73].
ووجه تذكيره: أنه مجازي، ومفصول، وبمعنى: الود، وهو المختار؛ [لأنه] الفصيح في مثلها.
ووجه غيب يظلمون [النساء: 77]: إسناده إلى الغائبين، وهم جماعة من الصحابة استأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد؛ مناسبة لقوله تعالى: ألم تر إلى الّذين قيل لهم [النساء: 77] وما بعده.
ووجه الخطاب: إسناده إليهم على الالتفات، أو في سياق: قل [النساء: 77]؛ مناسبة لقوله: أينما تكونوا يدرككم الموت [النساء: 78] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا، أَيْنَمَا" [الآية: 77] فابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح من طريق أبي الطيب وخلف بالغيب، وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالخطاب.
واتفق على غيب الأول وهو قوله تعالى: "يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُون" [الآية: 77، 78] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فليقاتل في سبيل الله الذين}
{قيل} [77] لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليهم القتال} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لم} خلاف البزي في إثبات هاء السكت إن وقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تظلمون فتيلا} قرأ المكي والأخوان بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهذا هو الذي أراد بقوله: تظلمون غيب شهد دنا.
وإنما لم يقيده لذكره بعد {قليل}، فاكتفى بذلك عن التقييد، وأما الأول وهو {ولا يظلمون فتيلا انظر} فليس فيه خلاف من طريق من الطرق، ولا رواية من الروايات). [غيث النفع: 519]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}
{قِيلَ}
- تقدم الإشمام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة والبقرة، وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم إدغام اللام في اللام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة البقرة،
وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{الصَّلَاةَ}
- تقدم في الآية/43 من هذه السورة تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (عليهم القتال) بكسر الهاء وضم الميم، ووجهه مناسبة الهاء للياء، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم القتال) بكسر الهاء والميم، أما كسر الهاء فلمناسبة الياء، وأما كسر الميم فعلى أصل التقاء الساكنين.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (عليهم القتال)
[معجم القراءات: 2/109]
بضمهما؛ لأن الميم حركت بحركة الأصل وضم الهاء إتباعًا لها.
- وأما في الوقف فكلهم على أسكان الميم (عليهم).
وحمزة ويعقوب بضم الهاء مع أسكان الميم.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في الآية/246 من سورة البقرة.
{رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ}
- قرأ يعقوب والبزي بخلاف عنه (ربنا لمه..) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (ربنا لم..) بغير هاء في الوقف.
- والهاء ساقطة في الوصل عند الجميع.
{الْقِتَالَ لَوْلَا}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}
- قرأ ابن مسعود (لولا أخرتنا إلى أجل قريب فنموت حتف أنفنا ولا نقتل فتسر بذلك الأعداء).
وهذه القراءة وما شابهها تحمل على التفسير.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَالْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{اتَّقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/110]
{وَلَا تُظْلَمُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (ولا تظلمون) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وخلف وأبو جعفر وهشام وابن مجاهد وروح وابن محيصن والأعمش والحلواني وابن ذكوان (ولا يظلمون) بياء الغيبة). [معجم القراءات: 2/111]

قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُدْرِكْكُمُ) بإظهار الكافين مع إسكان الأول اختيار الزَّعْفَرَانِيّ برفعهما طَلْحَة وعنه بالنصب، الباقون بكاف واحدة مشددة، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى فمال مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فمال هؤلاء} [78] ذكر في باب الوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على ما من مال في مواضعه الأربعة أبو عمرو دون اللام على ما نص عليه الشاطبي وجمهور المغاربة، واختلف فيه عن الكسائي فيه على اللام، أو ما، ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على ما لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا
[إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
وحكما كما اختاره في النشر، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر، ثم إذا وقف على ما أو اللام اضطرارا أو اختيارا بالموحدة، امتنع الابتداء بقوله تعالى: لهذا وهذا، وإنما يبتدأ فمال هؤلاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فمال} [78] الوقف فيها على (ما) دون اللام للبصري، واختلف عن علي فقيل كذلك، وقيل على اللام، والباقون يقفون على اللام، قال المحقق: (والأصح جواز الوقف على (ما) للجميع، لأنها كلمة برأسها، ولأن كثيرًا من الأئمة والمؤلفين لم ينصوا فيها عن أحد بشيء، فصار كسائر الكلمات المفصولات، وأما الوقف على اللام فيحتمل لانفصالها خطا، ولم يصح في ذلك عندنا نص عن الأئمة) اهـ.
[غيث النفع: 519]
ولا ينبغي الوقف عليه إلا من ضرورة، لأن فيه كما قال الصفاقسي في إعرابه قطع المبتدأ عن الخبر والجار عن المجرور). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
{يُدْرِكُكُمُ}
- قرأ طلحة بن سليمان (يدرككم) برفع الكافين.
وخرجه أبو الفتح على حذف فاء الجواب أي: فيدرككم الموت، وهي عند أبي حيان قراءة ضعيفة.
وقال ابن مجاهد: (وهذا مردود في العربية).
وقال ابن جني: (هو لعمري ضعيف في العربية، وبابه الشعر والضرورة، إلا أنه ليس بمردود؛ لأنه قد جاء عنهم، ولو قال [أي
[معجم القراءات: 2/111]
ابن مجاهد]: مردود في القرآن لكان أصح معنى؛ وذلك أنه على حذف الفاء، كأنه قال: فيدرككم الموت..).
- وقراءة الجماعة (يدرككم) بسكون الكاف الأولى، على أنه جواب الشرط.
- وقرأه الحسن بفتح الكاف (يدرككم)، وهي رديئة.
{مُشَيَّدَةٍ}
- قراءة الجماعة (مشيدة) بالياء المشددة المفتوحة، وضم الميم في أوله، اسم مفعول بمعنى مرفوعة أو مجصصة.
- وقرأ نعيم بن ميسرة (مشيدة) بالياء المشددة المكسورة والميم المضمومة، وصفًا لها بفعل فاعلها مجازًا كما قيل: قصيدة شاعرة، وإنما الشاعر ناظمها.
- وقرأ مجاهد (مشيدة) بفتح الميم وتخفيف الياء، من شاد القصر إذا رفعه أو طلاه بالشيد، وهو الجص.
وهذا مثل قوله تعالى: (وقصر مشيد).
{مِنْ عِنْدِكَ قُلْ}
- إدغام الكاف في القاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فَمَالِ هَؤُلَاءِ}
- اتفق كتاب المصاحف على رسم هذه اللام مقطوعة (فمال) مع أنها حرف جر، واختلف القراء في الوقف عليها:
[معجم القراءات: 2/112]
- وقف أبو عمرو من رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه والكسائي بخلاف عنه على (فما).
- ووقف بقية القراء على اللام (فمال) اتباعًا للخط، وهو الوجه الثاني عن الكسائي.
قال الفراء: (ولاتصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام؛ لأنها خافضة).
- وقال النحاس: (واللام متصلة عند البصريين والفراء لأنها لام خفض، وحكى ابن سعدان انفصالها).
وقال أبو حيان: (ولا ينبغي تعمد ذلك [أي الوقف]؛ لأن الوقف على (فما) فيه قطع عن الخبر، وعلى اللام فيه قطع عن المجرور دون حرف الجر، وإنما يكون ذلك لضرورة انقطاع النفس).
وقال العكبري: (ومن القراء من يقف على اللام من قوله (فمال هؤلاء)، وليس موضع وقف، واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء، وهي خبر المبتدأ).
وقال ابن الجزري: (وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها، فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم؛ حيث لم يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسًا.
ويحتمل ألا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
وأما الوقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظًا وحكمًا ورسمًا، وهذا هو الأشبه عندي
[معجم القراءات: 2/113]
بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضًا، وآخذ به؛ فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا..).
{هَؤُلَاءِ}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فصورة الوقف عنده على ما يلي:
أ- الهمزة الأولى:
- التسهيل مع المد والقصر.
- الإبدال واوًا مع المد والقصر.
- المد مع التحقيق.
ب- الهمزة الثانية:
وله في الثانية خمسة أوجه أيضًا:
- إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- تسهيلها مع المد والقصر.
- ولهشام في الهمزة الثانية ما ذكر عن حمزة.
{لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}
- قرأ تميم بن حذلم (لا يكادون يفقهون حديثًا) بضم الياء مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 2/114]

قوله تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمِنْ نَفْسِكَ) بفتح الميم ميمونة عن أبي جعفر، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لقوله: (فَمِنَ اللَّهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)}
{فَمِنَ اللَّهِ}
- روى كرداب عن يعقوب (.. فمن الله) بتشديد النون ورفعها ونصب الميم وخفض اسم الله.
[معجم القراءات: 2/114]
{فَمِنْ نَفْسِكَ}
- قرأت عائشة رضي الله عنها، وكرداب عن يعقوب (فمن نفسك).
من: استفهام معناه الإنكار.
أي: فمن نفسك حتى ينسب إليها فعل؟
والمعنى: ما للنفس في الشيء فعل.
- وفي مصحف ابن مسعود، وقراءة ابن عباس (فمن نفسك وإنما قضيتها عليك).
قالوا: وهذه قراءة تحمل على التفسير.
- وحكى أبو عمرو أنها في مصحف ابن مسعود وقراءة أبي وابن عباس (فمن نفسك وأنا كتبتها عليك)، ورواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس، وهي عند النحاس قراءة على التفسير.
قال القرطبي: (هذه قراءة على التفسير أثبتها أهل الزيغ في القرآن).
وذكر أنه رواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس وأبي وابن مسعود.
والحديث بذلك عن ابن مسعود وأبي منقطع؛ لأن مجاهدًا لم ير عبد الله ولا أبيًا. كذا عند القرطبي.
- وروي أن ابن مسعود وأبيًا قرأا: (فمن نفسك وأنا قدرتها عليك).
- وقرأ ابن مسعود (.. وأنا عددتها عليك).
- وحكى الكسائي عن بعضهم (فمن نفسك).
[معجم القراءات: 2/115]
كذا ضبط فيه بفتح الفاء، ولا أعلم أهو قراءة أو هو جائز لغة.
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 45، 50 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/116]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس