عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (192) إلى الآية (195) ]

{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار 192}
{من أنصار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي.
وقرأه بالتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/645]
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{أنصار/ربنا} 192، 193.
- قرأ القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمرو عن اليزيدي بإدغام الراء في الراء). [معجم القراءات: 1/646]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مع الأبرار" "وللأبرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف، وقلله الأزرق واختلف عن حمزة، فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة، ورواها عن خلف جمهور العراقيين، وقطعوا لخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين، وهو الذي في الشاطبية وغيرها فحصل لخلاد ثلاثة: الكبرى والصغرى والفتح ولخلف الكبرى والصغرى فقط، والباقون بالفتح وكذا حكم الأشرار بـ"ص" وقرار بإبراهيم وقد أفلح وغافر والمرسلات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار 193}
{فاغفر لنا}
- قرأ بإدغام الراء واللام أبو عمر واليزيدي والسوسي والدوري، والخلاف عن أبي عمرو من رواية الدوري. وانظر الآية /159 من هذه السورة واستغفر لهما، ففيها بيان حسن في هذه المسألة.
{سيئاتنا}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة "سيئاتنا".
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز.
{مع الأبرار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن مجاهد والنقاش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل، وهي رواية عن حمزة.
ويتلخص من الخلاف فيها ما يلي:
1- عن خلاد: الكبرى والصغرى والفتح.
2- عن خلف: الكبرى والصغرى.
[معجم القراءات: 1/646]
{الأبرار / ربنا}
تقدم إدغام الراء في الراء وفي الآيتين /191 192 النار ربنا 193- 194). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا أتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد 194}
{على رسلك}
- قرأ الأعمش والزهري والحسن على رسلك بإسكان السين.
وقال ابن مجاهد: "...- وروي علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو أنه خفف «على رسلك»، وقال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ على رسلك ثقيلة). [معجم القراءات: 1/647]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (52 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وقاتلوا وَقتلُوا} 195 فِي تَقْدِيم الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وتأخيره وَالتَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر {وقاتلوا وَقتلُوا} مُشَدّدَة التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو (وَقتلُوا وَقتلُوا) خَفِيفَة
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (وَقتلُوا وَقتلُوا) يبدآن بِالْفِعْلِ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول بِهِ قبل الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْفَاعِل
وَكَذَلِكَ اخْتلَافهمْ فِي سُورَة التَّوْبَة إِذْ قرآ (فيقتلون وَيقْتلُونَ) 111 غير أَن ابْن عَامر وَابْن كثير لم يشددا فِي التَّوْبَة). [السبعة في القراءات: 221 - 222]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وقتلوا وقاتلوا} كوفي غير عاصم- {وقتلوا} مشدد مكي شامي). [الغاية في القراءات العشر: 221]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وقتلوا وقتلوا} [195]: هما، وخلف.
{وقتلوا} [195]: مشدد: مكي، ودمشقي). [المنتهى: 2/642]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (وقتلوا وقاتلوا) وفي التوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءان بالمفعول قبل الفاعل، وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول، وقد ذكرنا التشديد). [التبصرة: 186]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر: {وقتلوا} (195)، هنا، وفي الأنعام (140): {الذين قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وقتلوا وقاتلوا} (195)، وفي التوبة (111): {فيقتلون ويقتلون}: يبدءان بالمفعول قبل الفاعل فيهما.
والباقون: يبدؤون بالفاعل قبل المفعول). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وابن عامر: (وقتلوا) هنا وفي الأنعام (الّذين قتلوا) بتشديد التّاء فيهما [والباقون] بتخفيفها فيهما.
حمزة والكسائيّ وخلف: (وقتلوا وقاتلوا) وفي التّوبة (فيقتلون ويقتلون) يبدءون بالمفعول قبل الفاعل فيهما، والباقون يبدءون بالفاعل قبل المفعول). [تحبير التيسير: 332]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" قُتِلُوا وَقَاتَلُوا " بدأ بالمفعول قبل الفاعل، وهكذا في التوبة (فَيُقْتَلُونَ وَيَقْتُلُونَ) الهمداني، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي غير قاسم، والزَّيَّات، وخلف عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو وقرأ مكي دمشقي، والأزرق عن أبي بكر (قَاتَلُوا وَقُتِّلُوا) مشدد، وهكذا في الأنعام (قَتَّلُوا أَوْلَادَهُمْ)، زاد دمشقي في الحج وهشام " قومًا قتلوا " (قُلْ فَادْرَءُوا)، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن على أصلهما في جميع القرآن بالتشديد ولا نعيده، وقرأ الزَّعْفَرَانِيّ (قَتَلُوا وَقُتِلُوا) بغير ألف فيهما من غير تشديد، الباقون يبدؤن بالفاعلين (قاتلوا وقتلوا) خفيف، وهو الاختيار لقوله: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا) أوله القتال ثم القتل). [الكامل في القراءات العشر: 523]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([195]- {وَقُتِلُوا}، وفي الأنعام: {الَّذِينَ قَتَلُوا} [140] مشددا: ابن كثير وابن عامر، "وقتلوا وقاتلوا": حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/625]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (585 - هُناَ قَاتَلُوا أَخِّرْ شِفَاءً وَبَعْدُ فِي = بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ شَمَرْدَلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([585] هنا قاتلوا أخر (شـ)فاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون (شـ)مردلا
إنما قال: (أخر شفاءً)، لأن أبا عبيد اختار قراءة غيرهما، فنبه على أن هذه القراءة ثابتة صحيحة. وفيها شفاء لكونها أبلغ في المدح، لأنهم إذا قتلوا وقاتلوا بعد وقوع القتل فيهم، فذلك أبلغ في مدحهم.
ووجه القراءة الأخرى ظاهر. ويجوز أن تكون معنى هذه القراءة، وهو الأولى عندي؛ أي: وقاتلوا ووقع القتل فيهم، لا أن القتل أتى على جميعهم.
وفي براءة: {فيقتلون ويقتلون}.
وقوله: (شمردلا)، أي خفيفًا؛ يعني أنه قرأ ذلك بغير تثقيل). [فتح الوصيد: 2/815]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [585] هنا قاتلوا أخر شفاءً وبعد في = براءة أخر يقتلون شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (قاتلوا): مفعول (أخر)، (شفاءً): مصدر بمعنى الحال، أي: ذا شفاء، و (هنا): ظرف الفعل، و (يقتلون): مفعول (أخر) ثانيًا، (شمردلا): حال من فاعله.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي ههنا: {وقتلوا وقاتلوا لأكفرن عنهم} [195]، وفي التوبة سورة براءة: {فيقتلون ويقتلون} [111] بتأخير بناء المعروف فيهما على المجهول بيانًا لفضيلة المقتولين على القاتلين، وتقدم مرتبة الشهادة،
[كنز المعاني: 2/135]
والباقون بالعكس.
وكرر الرمز في (شفاءً) و (شمردلا) للتوضيح). [كنز المعاني: 2/136]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (585- هُنا قَاتَلُوا أَخِّرْ "شِـ"ـفَاءً وَبَعْدُ فِي،.. بَرَاءةَ أَخِّرْ يَقْتُلُونَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يعني قوله تعالى: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}، وفي براءة {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}، قدم الجماعة في الموضعين: الفعل المبني للفاعل على الفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/55]
المبني للمفعول، وعكس ذلك حمزة والكسائي في الموضعين، فأخرا المبني للفاعل، وقدما المبني للمفعول، ووجهه من جهة المعنى أنهم: {قَاتَلُوا وَقُتِلُوا} بعد ما وقع القتل فيهم، وقتل بعضهم لا أن القتل أتى على جميعهم وهو كالمعنى السابق في قوله: {قتل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا}، وقوله: شفاء مصدر في موضع الحال؛ أي: أخره ذا شفاء والشين فيه وفي شمردلا رمز ولو اختصر على الأخير لحصل الغرض، ولكن كرر زيادة في البيان؛ لأنه محتاج إلى كلمة يتزن بها البيت في موضع شفاء فلو أتى بكلمة ليس أولها شين لكانت رمزا لمن دل عليه أول حروفها فعدل إلى كلمة أولها رمز القارئ خوفا من اللبس، والشمردل الخفيف والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/56]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (585 - هنا قاتلوا أخّر شفاء وبعد في ... براءة آخر يقتلون شمردلا
قرأ حمزة والكسائي هنا وقتلوا وقاتلوا بتقديم وَقُتِلُوا وتأخير وَقاتَلُوا وفي سورة براءة فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ بتقديم الفعل المبني للمفعول وتأخير المبنى للفاعل، وقرأ الباقون بعكس قراءة حمزة والكسائي في السورتين والشمردل الكريم). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَقَاتِلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي التَّوْبَةِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِتَقْدِيمِ (قُتِلُوا) وَتَقْدِيمِ (يُقْتَلُونَ) الْفِعْلَ الْمَجْهُولَ فِيهِمَا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَقْدِيمِ الْفِعْلِ الْمُسَمَّى الْفَاعِلِ فِيهِمَا، وَتَقَدَّمَ تَشْدِيدُ ابْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ عَامِرٍ لِلتَّاءِ مِنْ (قُتِلُوا) ). [النشر في القراءات العشر: 2/246]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {وقتلوا}، {وقاتلوا} [195] بتقديم {وقتلوا}، وكذلك في التوبة [111] {فيقتلون ويقتلون} بتقديم الفعل المجهول فيهما، والباقون بتأخيره). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وقرأ ابن كثير وابن عامر بتشديد التاء من {وقتلوا} [195] هنا، وفي الأنعام [140] من {قتلوا أولادهم سفهًا} والباقون بالتخفيف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 489]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (549- .... .... .... .... قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
550 - شفا .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا
يريد قوله تعالى «وقاتلوا وقتلوا» في هذه السورة مع «يقتلون ويقتلون» في التوبة، قدم الفعل المجهول فيهما على الفعل المسمى للفاعل حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، والباقون بعكس ذلك). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم كمل (يحسبن) [فقال]:
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا = قدّم وفي التوبة أخّر يقتلوا
ش: أي: قرأ [مدلول (حبر)] ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران: 188] (بياء الغيب وضم الباء)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/257]
توجيهها مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ مدلول «شفا» أول الآتي حمزة والكسائي وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبني للفاعل: المبالغة في المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما [واحد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/258] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] وفي التوبة "فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون" [الآية: 111] فحمزة والكسائي وخلف ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل فيهما أما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/498]
لأن الواو لا تفيد الترتيب، أو يحمل ذلك على التوزيع أي: منهم من قتل ومنهم من قاتل وافقهم المطوعي والباقون ببناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول؛ لأن القتال قبل القتل، ويقال قتل ثم قتل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا تشديد "قتلوا" لابن كثير وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {وقاتلوا وقتلوا} [195] قرأ الأخوان بتقديم {قتلوا} المبني للمجهول على {قاتلوا} المبني للفاعل، إما لأن الواو لا تقضي ترتيبًا، فلذلك قدم ما هو متأخر في الوقوع، أو أن المخبر عنه جماعة واختلف أحوالهم، فمنهم من قتل ومنهم من قاتل.
والباقون بتقديم المبني للفاعل، وهي واضحة لأن القتال قبل القتل، والمكي والشامي بتشديد تاء {قتلوا} والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 501]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195}
{أني}
- قراءة الجمهور أني بفتح الهمزة على إسقاط الباء، والتقدير: بأني.
- ويؤيد قراءة الجماعة قراءة أبي بن كعب بأني بالتصريح بحرف الجر.
- وقرأ عيسى بن عمر إني بكسر الهمزة، وهو على إضمار القول عند البصريين، أو على الحكاية بقوله: «فاستجاب»، لأن فيه معنى القول على طريقة الكوفيين.
[معجم القراءات: 1/647]
قال مكي: على تقدير: فقال إني لا أضيع.
{لا أضيع}
قراءة الجمهور... أضيع من «أضاع» الرباعي المهموز.
- وقرأ جناح بن حبیش.أضيع بشد الياء من ضيع، والهمزة والتشديد فيهما للنقل.
{لا أضيع عمل}
- إدغام العين في العين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{أنثى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{من ديارهم}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وقاتلوا وقتلوا}
- قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب «وقاتلوا وقتلوا، الأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمطوعي والأعمش وقتلوا
[معجم القراءات: 1/648]
وقاتلوا، يبدأون بالمبني للمفعول ثم المبني للفاعل.
ولا يجيز الطبري غير هاتين القراءتين، فهما منقولتان نقل وراثة، وما عداهما فشاذ.
- وقرأ عمر بن عبد العزيز ومحارب بن دثار وقتلوا وقتلوا بغير ألف، وبدأ ببناء الأول للفاعل، ثم المبني للمفعول وهي قراءة حسنة في المعنى.
- وقرأ محارب وابن وثاب وقتلوا وقاتلوا.
- وقرأ طلحة بن مصرف وقتلوا وقاتلوا بضم القاف وتشديد التاء في الأول.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن محيصن أبو رجاء والحسن وقاتلوا وقتلوا بتشديد التاء والبناء للمفعول في الثاني.
[معجم القراءات: 1/649]
{لأكفرن}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{سيئاتهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة). [معجم القراءات: 1/650]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس