عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (169) إلى الآية (171) ]

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} 169
كلهم قَرَأَ {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا} خَفِيفَة التَّاء إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {قتلوا} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الذين قتلوا} مشددة شامي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يحسبن الذين} [169]: بالياء هشام). [المنتهى: 2/639]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تحسبن الذين قتلوا) وفي الحج (ثم قتلوا) بالتشديد فيهما، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر: (وقاتلوا) (وقتلوا) و(قد خسر الذين قتلوا أولادهم)، في الأنعام بالتشديد، وخفف الباقون ولم يختلف في غير هذه الخمسة). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {الذين قتلوا} (169)، وفي الحج (58): {ثم قتلوا}: بتشديد التاء فيهما.
والباقون: بتخفيفها.
هشام، من قراءتي على أبي الفتح: {ولا يحسبن الذين قتلوا}: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (ابن عامر: (الّذين قتلوا) هنا وفي الحج (ثمّ قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها)، هشام من قراءتي على أبي الفتح (ولا يحسبن الّذين قتلوا) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 329]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ اَلًذِينَ قُتِلُوا) بالياء هشام، وأبو إسماعيل عن ابْن ذَكْوَانَ، والاختيار بالتاء كالباقين لقوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
(قُتِّلوُا) بالتشديد دمشقي، والحسن، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون خفيف وهو الاختيار لما قدمناه، (بَلْ أَحْيَاءٌ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون رفع، وهو الاختيار على إضمار المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([169]- {الَّذِينَ قُتِلُوا}، وفي الحج: {ثُمَّ قُتِلُوا} [58] مشددا: ابن عامر.
زاد هشام {مَا قُتِلُوا} [168].
[الإقناع: 2/623]
[169]- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: هشام). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ فَرَوَاهُ هِشَامٌ مِنْ طَرِيقَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً بِالْغَيْبِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ فَرَوَاهُ الْأَزْرَقُ الْجَمَّالُ عَنْهُ بِالْغَيْبِ كَذَلِكَ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِسِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْحُلْوَانِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الدَّانِيِّ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ، وَغَيْرِهِ عَنْهُ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِيهِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهِيَ الَّتِي اقْتَصَرَ عَلَيْهَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَصَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَصَاحِبُ الْهِدَايَةِ، وَصَاحِبُ الْكَافِي أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ فِي إِرْشَادِهِ، وَابْنُهُ طَاهِرٌ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَغَيْرُهُمْ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا مِنْهُ، وَمِنْ أَخَوَاتِهِ فِي أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام بخلاف عنه {ولا تحسبن الذين} [169] بالغيب، والباقون بالخطاب، وذكر اختلافهم في السين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {قتلوا في سبيل الله} [169]، وفي الحج [58] {ثم قتلوا أو ماتوا} بتشديد التاء فيهما، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (543- .... .... .... .... = .... وخلف يحسبنّ لاموا). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (وخلف) أي واختلف عن هشام في قراءته بالغيب «ويحسبن الذين قتلوا» فرواه العراقيون وبعض المغاربة عنه بالغيب، رواه الآخرون بالخطاب وبه قرأ الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تحسبن" [الآية: 169] فهشام من طريق الداجوني بالغيب واختلف عنه من طريق الحلواني وبفتح السين على أصله والفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان، فالذين مفعول أول وأمواتا ثان، أو فاعله الذين والمفعول الأول محذوف أي: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب أي: يا محمد أو يا مخاطب "وفتح" سينه ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [169] قرأ هشام بخلف عنه بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهو الطريقة الثانية لهشام، وقرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الذين قتلوا في سبيل الله} قرأ الشامي بالتشديد، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 169}
{ولا تحسبن}
- قراءة الجمهور "لا تحسبن" بتاء الخطاب، أي: لا تحسبن أيها السامع.
[معجم القراءات: 1/618]
- وقال الزمخشري: "الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل أحد".
- وقرأ حميد بن قيس وهشام بخلاف عنه والداجوني وابن محيصن، وابن عامر في رواية "لا یحسبن بالياء" أي: لا يحسبن هو، أي حاسب واحد.
- والوجه الثاني عن هشام بالخطاب كالجماعة.
- وقرأ «تحسبن"، بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي وابن ذكوان.
- وقراءة الباقين «تحسين» بكسر السين، والكسر لغة الحجاز
وتقدم مثل هذا مفصلا في الآية/273 من سورة البقرة.
{قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وهشام والداجوني "قتلوا" بالتشديد للتكثير.
- وقراءة الجمهور "قتلوا" بالتخفيف.
- وقرأ عاصم في رواية "قاتلوا" وعنه في رواية أخرى "يقاتلون".
{بل أحياء}
- قراءة الجمهور بل أحياء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: بل هم أحياء.
[معجم القراءات: 1/619]
- وقرأ ابن أبي عبلة "بل أحياء" بالنصب.
قال الزمخشري: "على معني: بل أحسبهم أحياء"، وتبع في إضمار هذا الفعل الزجاج، ورده عليه الفارسي في الأغفال بأن الأمر يقين. قال الزجاج.. ولو قرئت: بل أحياء عند ربهم، لجاز، المعنى أحسبهم أحياء...
وقال العكبري: "ويقرأ بالنصب عطفا على "أمواتا"، كما تقول: ما ظننت زیدا قائما بل قاعدا، وقيل أضمر الفعل، تقدير: بل احسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه.
- وفيه لحمزة وهشام تسهيل الهمز، وحذفه وقفا). [معجم القراءات: 1/620]

قوله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" فتح "لا خوف" ليعقوب مع ضمه كحمزة ها "عليهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {يحزنون} كاف وقيل تام فاصلة، ومنتهى الحزب السابع بالاتفاق). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فرحين بماء اتهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170)}
{فرحين}
- قرأ ابن السميفع "فارحين" اسم فاعل.
- وقراءة الجماعة "فرحين" بغير ألف، وهو حال، أو منصوب على المدح.
{أتاهم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{ويستبشرون}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{من خلفهم}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء.
[معجم القراءات: 1/620]
{ألا خوف}
- قرأ يعقوب «ألا خوف» بفتح الفاء وحذف التنوين مبنية على
الفتح على جعل «لا» للتبرئة.
- وقراءة الباقين "ألا خوف" بالرفع وفيها قراءة أبن محيصن "لا خوف"
وتقدم هذا في الآية /38 من سورة البقرة.
{عليهم}
- قرأ يعقوب وحمزة والمطوعي "عليهم" بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها "عليهم" لمجاورة الياء، وتقدم هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/621]

قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (44 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَأَن الله لَا يضيع أجر الْمُؤمنِينَ} 171 فِي كسر الْألف وَفتحهَا
فَقَرَأَ الْكسَائي وَحده {وَأَن الله لَا يضيع} مَكْسُورَة الْألف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَأَن الله}). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وإن الله} بكسر الألف الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 219]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وإن الله} [171]: بكسر الهمزة علي). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (وأن الله لا يضيع) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {وإن الله لا يضيع} (171): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (وإن اللّه لا يضيع) بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 330]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([171]- {وَأَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: الكسائي). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578 - وَأَنَّ اكْسِرُوا رُِفْقاً .... .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([578] وأن اكسروا (ر)فقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم (أ)حفلا
إنما قال (رفقًا)-وهو مصدر في موضع الحال-، لأن بعض المتأخرين فضله، واحتج له بأن قراءة الفتح إنما معناها: يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وبأن الله.
قال: «ولا يصح الاستبشار بأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، لأن الإستبشار إنما يكون بما لم يتقدم به علم. وقد علموا قبل موتهم أن الله لا يضيع أجر المؤمنين».
فقال: (رفقًا)، أي رافقين غير مغترین بقول هذا القائل، فإنهم استبشروا بأن الله ما أضاع أجورهم حين اختصهم بالشهادة، ومنحهم أتم النعمة، وختم لهم بالنجاة والفوز.
وقد كانوا يخشون على إيمانهم ويخافون سوء الخاتمة المحبطة للأعمال. فلما رأوا ما للمؤمنين عند الله من السعادة، وما اختصهم به من حسن الخاتمة التي تصح معها الأجور وتضاعف الأعمال، استبشروا، لأنهم كانوا على وجلٍ من ذلك.
[فتح الوصيد: 2/805]
ويجوز أن يكون استبشارهم لمن خلفوه بعدهم من المؤمنين لما عاينوا منزلتهم عند الله تعالى، أو رافقين محسنين الظن بالكسائي، وإنه ما اختار الكسر إلا بعد نقله.
قال الكسائي: «إنما اخترت الكسر، لأن في مصحف عبد الله: (والله لا يضيع)» ). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (578- وَأَنَّ اكْسِرُوا "رُِ"فْقًا وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلَانْـ،.. ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"حْفَلا
يعني: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
الكسر على الاستئناف والفتح على العطف على: {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}، فيكون من جملة ما بشر به الشهداء وهو أن الله سبحانه يفعل بغيرهم من المؤمنين مثل ما فعل بهم من حسن الخاتمة، وقال أبو علي: المعنى يستبشرون بتوفر ذلك عليهم ووصوله إليهم؛ لأنه إذا لم يضعه وصل إليهم فلم يبخسوه ولم ينقصوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - وأنّ اكسروا رفقا ويحزن غير الان ... بياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
قرأ الكسائي: وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين بكسر همزة وَأَنَّ اللَّهَ وقرأ الباقون بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {وأن الله لا يضيع} [171] بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544- .... .... .... .... .... = .... .... .... واكسر وأن
545 - الله رم .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واكسر وأن) يعني «وأن الله لا يضيع» بكسر الهمزة الكسائي كما سيأتي في أول البيت:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) مّ الانبيا (ث) ما
احترز بذكر الجلالة عن نحو قوله «وأن الناس» وإن كانت الواو تخرج ما قبل زيادة بيان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيع" [الآية: 171] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بالفتح عطفا على نعمة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/494]
أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يستبشرون بنعمة من الله}
{وأن الله لا يضيع} [171] قرأ علي بكسر همزة {إن} والباقون بفتحها). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171)}
{يستبشرون}
- تقدم في الآية السابقة ترقيق الراء وتفخيمها.
{وأن الله}
- قراءة الكسائي وجماعة "وإن الله" بكسر الهمزة على الاستئناف.
وقراءة جمهور القراء "وأن الله" بفتح الهمزة عطفا على نعمة، أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين.
ويؤيد قراءة الكسائي قراءة ابن مسعود "والله لا يضيع أجر
[معجم القراءات: 1/621]
المؤمنين، وذكروا أنها كذلك في مصحفه.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، وانظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/622]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس