عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (165) إلى الآية (168) ]

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}

قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على نحو: "من عند أنفسكم" بوجهين التحقيق وإبدال الهمزة باء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل وسبق ذكر الإشمام في "قيل لهم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير 165}
{أنى}
- قرأه الإمالة حمزة والكسائي وخلف.
وروى الإمالة بين بين عن أبي عمرو الدوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح، وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{من عند أنفسكم}
- روي عن حمزة في الهمزة وجهان في الوقف:
1- التحقيق كالجماعة.
2- إبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: "من عند ينفسكم".
{شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين 20 و106 في سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/616]

قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين 166}
{التقى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية / 155 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/616]
{الجمعان}
- قراءة الجماعة «الجمعان» بالألف.
- وقرئ "الجمعين" بالياء، والفاعل مضمر، والذي أصابكم يوم التقى محمد الجمعين.
{فبإذن الله}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة الساكنة واوا، انظر الآية/223
من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/617]

قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وقيل لهم} [167] قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون 167}
{الذين نافقوا}
- قرأ بإدغام النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الإظهار.
{قيل}
- قرأ نافع وأبو جعفر وابن محيصن وهشام والكسائي ورويس بإشمام الكسرة الضم.
وتقدم هذا في الآية /11 من سورة البقرة.
{قيل لهم}
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{يومئذ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 1/617]
{بأفواههم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء.
{أعلم بما}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء، كذا قالوا. والصواب في مثل هذا أنه يسكن الميم ويخفيها عند الباء، ومثل هذا لا يسمى إدغاما بل هو إخفاء). [معجم القراءات: 1/618]

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الذين قتلوا} [169]: مشدد: دمشقي. زاد هشام {ما قتلوا} [168]). [المنتهى: 2/639] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 184]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} (168): بتشديد التاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(هشام (لو أطاعونا ما قتلوا) بتشديد التّاء فيهما والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 329]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (576 - بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ لَبَّى وَبَعْدَهُ = وَفي الْحَجِّ لِلشَّامِي وَالآخِرُ كَمَّلاَ
577 - دَرَاكِ وَقَدْ قَالاَ فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا = وَبِالْخُلْفِ غَيْباً يَحْسَبَنَّ لَهُ وَلاَ). [الشاطبية: 46] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([576] بما قتلوا التشديد (لـ)بى وبعده = وفي الحج لـ(لشامي) والآخر (كـ)ملا
[577] (د)راك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن (لـ)ـه ولا
هو قوله تعالى : {لو أطاعونا ما قتلوا}، وبعده {ولا يحسبن الذين قتلوا}.
والآخر قوله تعالى في آخر السورة: {وَقَتلوا وقُتِلوا} على التشديد للتكثير.
و{قتلوا} المخفف، قد يكون بمعنى المشدد.
فقراءة التشديد، دلت على أن قراءة التخفيف بذلك المعنى.
و(دراك)، مثل: نزال.معن أنزل.
وأما {ولا يحسبن الذين قتلوا}، فقال أبو عمرو رحمه الله: «قرأته على أبي الفتح عن قرأته على عبد الباقي وأبي طاهر الأنطاكي بالياء لهشام.وقرأته على أبي الحسن وعلى أبي الفتح من طريق عبد الله بالتاء».
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
[فتح الوصيد: 2/804]
والغيب على: ولا يحسبن حاسب أو لا يحسبن الرسول، أو لا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتًا، فيكون (الذين) فاعلًا.
فالمفعول الأول محذوف كما قال: {بل أحياء}، أي بل هم أحياء.
والولاء بالفتح، مصدر ولي ولاء). [فتح الوصيد: 2/805] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [576] بما قتلوا التشديد لبى وبعده = وفي الحج للشامي والآخر كملا
[577] دراك وقد قالا في الأنعام قتلوا = وبالخلف غيبًا يحسبن له ولا
ح: (التشديد): مبتدأ، (بما قتلوا): ظرف، والباء: بمعنى (في)، (لبى): خبر، (وبعده وفي الحج): عطفان على الظرف، (للشامي): خبر، أي: التشديد فيهما للشامي، و(الآخر): مبتدأ، (كملا): خبر، أي: كمل القراءة، (دراك): اسم فعل بمعنى: (أدرك)، نحو: (بدار)، (قتلوا): مفعول (قالا) بمعنى: قرءا، (يحسبن): مبتدأ، (له ولا): جملة خبره، وقصر (ولا) ضرورة، أو (له ولا) بفتح الواو-، أي: يحسبن الذي من قبله لفظ: {ولا}، (غيبًا): حال من المبتدأ، (بالخلف): حال من الحال، أي: متداخلة.
[كنز المعاني: 2/125]
ص: أي: قرأ هشام: {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] بالتشديد.
وشدد ابن عامر بكماله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [169] وبعده: {ثم قتلوا أو ماتوا} في الحج [58].
وابن عامر وابن كثير في سورة الأنعام: {قد خسر الذين قتلوا} [140] بالتشديد أيضًا.
ثم قال: (وبالخلف غيبًا يحسبن)، يعني: قرأ هشام بخلاف عنه-: {ولا يحسبن الذين قتلوا} [169] بياء الغيبة، على أن الفاعل الرسول، أو كل واحد، أو {الذين قتلوا}، وأحد مفعوليه: محذوف، أي: لا يحسبن
[كنز المعاني: 2/126]
الذين قتلوا أنفهم، وحذف أول مفعولي أفعال القلوب جائز عند الزمخشري على ما أورده في الكشاف، لأنه مبتدأ، وحذف المبتدأ مع القرنية جائز). [كنز المعاني: 2/127] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (576- بِمَا قُتِلُوا التَّشْدِيدُ "لَـ"ـبَّى وَبَعْدَهُ،.. وَفي الحَجِّ لِلشَّامِي وَالَاخِرُ "كَـ"ـمَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/43]
أي التشديد بهذا اللفظ، وهو قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والذي بعده: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، والآخر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا}.
يقرأ جميع ذلك بالتشديد والتخفيف، وفي التشديد معنى التكثير، فأما قوله: قبل ذلك: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً}، فمخفف بلا خلاف، ويعلم ذلك من كونه تعداه ولم يذكره، واشتغل بذكر متم ويغل ويجمعون ويمتاز هنا أيضا من الأول المختلف فيه بكون هذا في أوله واو وذلك لا واو في أوله فقوله: "بما قتلوا" لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577- "دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا،.. وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/44]
قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ}.
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ}، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/45] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (576 - بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده ... وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 239]
577 - دراك وقد قالا في الانعام قتّلوا ... وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
قرأ هشام: لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا بتشديد التاء، والذى دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع أنه ذكره بعد مُتُّمْ يَجْمَعُونَ ويَغُلَّ فخرج بذلك لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فمتفق على تخفيفه. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء في الموضع الذي بعد هذا وهو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً وفي موضع الحج وهو: ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا وقرأ ابن عامر وابن كثير بالتشديد في الموضع الأخير في هذه السورة وهو: وقتّلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم، وفي موضع الأنعام وهو: قد خسر الّذين قتّلوا أولدهم وقرأ الباقون في هذه الموضع بالتخفيف، وقرأ هشام بخلف عنه ولا يحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بياء الغيب. وقرأ غيره بتاء الخطاب وهو الوجه الثاني لهشام). [الوافي في شرح الشاطبية: 240] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَبَعْدَهُ (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وَآخِرِ السُّورَةِ (وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)، وَفِي الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ، وَفِي الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا، وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ التَّشْدِيدَ ابْنُ عَبْدَانَ، وَهِيَ طَرِيقُ الْمَغَارِبَةِ قَاطِبَةً، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الْمَشَارِقَةِ التَّخْفِيفَ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَزْرَقِ الْجَمَّالِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ وَهِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ.
وَأَمَّا الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَهُوَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرْفُ الْحَجِّ ثُمَّ قُتِلُوا فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ عَامِرٍ.
وَأَمَّا حَرْفُ آخِرِ السُّورَةِ. وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا وَحَرْفُ الْأَنْعَامِ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ فَشَدَّدَ التَّاءَ فِيهِمَا ابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَخْفِيفِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُوَ: مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا إِمَّا لِمُنَاسَبَةِ مَاتُوا، أَوْ لِأَنَّ الْقَتْلَ هُنَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِسَبِيلِ اللَّهِ بِدَلِيلِ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِهِ السَّفَرُ فِي التِّجَارَةِ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ. وَانْفَرَدَ فَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ بِتَشْدِيدِهِ حِكَايَةً لَا أَدَاءً فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ النَّاسِ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَنْ هِشَامٍ، وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ، وَقَالَ: لَمْ يُرْوَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَوَهِمَ ابْنُ مُؤْمِنٍ فِي الْكَنْزِ فَذَكَرَ الْخِلَافَ عَنْ هِشَامٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/243]
فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ وَتَرَكَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا، وَهُوَ سَهْوٌ قَلَّمَ رَأَيْتُهُ فِي نُسْخَةٍ مُصَحَّحَةٍ بِخَطِّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى هشام من طريق الداجوني {قتلوا قل} [168] بالتشديد، والباقون بالتخفيف. واختلف أيضًا عن الحلواني عن هشام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (542- .... .... ما قتلوا = شدّ لدى خلفٍ وبعد كفلوا
543 - كالحجّ والآخر والأنعام = دم كم .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا».
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا
أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا = شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/249]
ش: أي: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه] والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي لام (لدى) هشام في لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجوني عنه تشديد التاء، واختلف عن الحلواني:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهي طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلواني.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) ابن عامر قتّلوا في سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذي بعد هذه، وثم قتّلوا في الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم] يحضروا القتال لجمع المال.
أي: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أي: خير [مما تجمعون أنتم].
ثم [أشار] إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام = (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أي: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/250]
[آل عمران: 195]: وفي الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذي لام (لاموا) هشام في ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه] العراقيون قاطبة الغيب.
واختلف عن الحلواني عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهي عن قراءة الداني على الفارسي من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على محمد بن المقري عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني.
وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب.
وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد قتلوا] [آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع ].
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول]، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أي: لا يحسبن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/251]
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أي: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [في السين] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/252] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/493]
"وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و[في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و[في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه، وبه قرأ الباقون، وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر، وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتخفيف على الأصل، وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا، وهو ما ماتوا وما قتلوا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/494] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لو أطاعونا ما قتلوا} [168] قرأ هشام بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف، وإنما قيدناه بـ {أطاعونا} احترازًا من {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} [156] ولا خلاف بينهم في تخفيفه {فادرءوا} [168] ثلاثة ورش فيه لا تخفى). [غيث النفع: 496]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين 168}
{لإخوانهم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{ما قتلوا}
- قرأ ابن عامر والحسن وأبو الدرداء وهشام والداجوني "ما قتلوا" بالتشديد.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "ما قلوا" مخففا، وهو الوجه الثاني عن هشام.
{فادرءوا}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/618]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس