عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (153) إلى الآية (155) ]

{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}

قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلوون ألسنتهم) [78]، (ولا تلوون على أحد ) [153] بضم الياء، والتاء، وفتح اللام وتشديد الواو العمري). [المنتهى: 2/632] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُصْعِدُونَ)، (وَلَا تَلْوُونَ) بفتح التاء والعين الحسن، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وَحُمَيْد، ومجاهد، وابن مُحَيْصِن طريق الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار؛ لأنه يقال: صعد إذا طلع العقبة، وأصعد: إذا نزل، والصعود في القصة مروي فكان أولى من الإصعاد، روى ابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن، والمزي، والجنيد بن عمرو بن عيينة عن ابْن كَثِيرٍ (تُصْعِدُونَ)، و(تَلْوُونَ) بالياء والفتح فيهما طريقه العراقي وغيره، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (يَدْعُوكُمْ) قرأ الْأَعْمَش " وبما أصابكم " بالباء مكان اللام، الباقون باللام، وهو الاختيار لقوله: (عَلَى مَا فَاتَكُمْ)، ولموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "تصعدون" بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب، وعنه أيضا "ولا تلون" بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول، وعنه أيضا "أمنة" هنا والأنفال بسكون الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون 153}
{إذ تصعدون}
- أدغم الذال في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف وخلاد واليزيدي والحسن وابن محيصن وابن ذكوان من طريق الأخفش.
- وقراءة الإظهار عن نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب، وابن ذكوان من طريق الصوري.
{تصعدون}
- قراءة الجمهور تصعدون بضم التاء مضارع أصعد، ومعناه ذهب في الأرض.
- وقرأ أبي بن كعب تصعدون في الوادي.
- وقرأ الحسن "إذ تصعدون في الجبل"، نقلها الرازي عن الزمخشري، وأشك في صحة هذا النقل.
[معجم القراءات: 1/598]
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن ومجاهد وقتادة واليزيدي وابن محيصن وأبو رجاء العطاردي، وأبان عن عاصم وهارون عن ابن كثير "تصعدون" بفتح التاء، من صعد في الجبل إذا ارتقى.
- وذكر ابن خالويه ضم التاء عن ابن محيصن.
- وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم تصعدون من تصعد في السلم، وأصله: تتصعدون، فحذفت إحدى التاءين على الخلاف في ذلك، أهي تاء المضارعة أو تاء تفعل.
- وقرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية شبل "يصعدون" بالياء المفتوحة من صعد، وهذا على الالتفات وهو حسن.
{ولا تلون}
- قراءة الجماعة بتاء مفتوحة وواوين ولا تلوون
- وقرأ الأعمش وأبو بكر في رواية عن عاصم وأبو يوسف الأعشى وورش ولا تلوون بتاء مضمومة من ألوى، وهي لغة في لوي.
[معجم القراءات: 1/599]
- وقرأ الحسن «ولا تلون» بتاء مفتوحة وواو واحدة، وخرجوها على قراءة من همز الواو، ونقل الحركة إلى اللام ثم حذف الهمزة.
- وقرئ «تلؤون» بإبدال الواو همزة، وذلك لكراهة اجتماع الواوين، وليس هذا بقياس لكون الواو عارضة.
قال ابن عطية: بهمز الواو المضمومة، وهذه لغة.
وقرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية شبل "ولا يلوون" بالياء على الغيب.
- وقرأ الحسن ولا يلون بواو واحدة أيضا، وبالياء في أوله.
{على أحد}
- قراءة الجماعة على أحد بفتح أوله وثانيه.
- وقرأت عائشة وأبو مجلز وأبو الجوزاء وحميد بن قيس على أحد بضم الهمزة والحاء، وهو الجبل المعروف.
قال ابن عطية وغيره: والقراءة الشهيرة أقوى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على الجبل إلا بعد ما فر الناس عنه..
{أخراكم}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 1/600]
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{فأثابكم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{خبير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/601]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {يغشى طَائِفَة مِنْكُم} 154
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {يغشى طَائِفَة} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (تغشى) بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا فِي رفع اللَّام ونصبها من قَوْله {إِن الْأَمر كُله لله} 154
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {إِن الْأَمر كُله لله} رفعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {إِن الْأَمر كُله لله} نصبا). [السبعة في القراءات: 217]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تغشى} بالتاء كوفي غير عاصم وعباس). [الغاية في القراءات العشر: 218]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تغشى} [154]: بالتاء هما، وخلفٌ، والشموني طريق الخطيب، وحفص طريق ابن الصلت إلا ابن زروان وابن بشار، وزيد وغيره طريق البخاري.
{كله لله} [154]: رفع: بصري غير أيوب). [المنتهى: 2/637]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (تغشى طائفة) بالتاء والإمالة، وقرأ الباقون بالياء والفتح). [التبصرة: 183]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (الأمر كله لله) بالرفع في (كله)، ونصبه الباقون). [التبصرة: 183]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {تغشى طائفة} (154): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 255]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {كله لله} (154): برفع اللام.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 256]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (تغشى طائفة) بالتّاء. والباقون بالياء.
أبو عمرو ويعقوب (كله لله) برفع اللّام من كله والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 328]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمَنَةً) بإسكان الميم القطيعي عن ابْن كَثِيرٍ ومجاهد وابن مُحَيْصِن، وهكذا في الأنفال، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع وأشهر.
(تَغْشَى) بالتاء زيد، والحسن بن سفيان، وابن مسلم عن يَعْقُوب في قول الْخُزَاعِيّ أيضًا وهو غلط لأنه غير موجود في قول أحد من الأئمة وحفص طريق ابْن الصَّلْتِ غير زروان وابن بشار في قول الْخُزَاعِيّ أيضا، والخطيب عن الأعشى، وابن أبي ليلى عن أبي
[الكامل في القراءات العشر: 520]
بكر، والشَّذَائِيّ عن شعيب عن يحيى في قول أبي الحسين وهو صبيح، وافقه الملنجي عليه، وابْن مِقْسَمٍ وعن حفص في قول الملنجي، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، والأصمعي عن نافع، وهو الاختيار لقوله: (أَمَنَةً)، الباقون بالياء (كُلُّهُ لِلَّهِ) بالرفع طَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، والْعَبْسِيّ، وبصري غير أيوب وابن جبير عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون فصب، وهو الاختيار تأكيد الأمر.
(لَبُرِّزَ) بضم الباء وتشديد الراء أبو حيوة على ما لم يسم فاعله، الباقون خفيف على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لقوله: (فِي بُيُوتِكُمْ).
" كَتَبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ " على تسمية الفاعل مضى، الباقون على ما لم يسم فاعله (القِتَالُ) بألف الشيزري، والفليحي عن أبي جعفر، وابن زادان عن أبي الحسن عن حَمْزَة، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لقوله: (إِلى مَضَاجِعِهِم) ). [الكامل في القراءات العشر: 521]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([154]- {يَغْشَى} بالتاء: حمزة والكسائي.
[154]- {كُلَّهُ لِلَّهِ} رفع: أبو عمرو). [الإقناع: 2/623]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (572- .... .... .... .... = .... وَيَغْشى أَنَّثُوا شَائِعاً تَلاَ
573 - وَقُلْ كُلَّهُ لِلهِ بِالرَّفْعِ حَامِداً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتأنيث في {يغشی} للأمنة، والتذكير للنعاس.
وكل ذلك صحيح، لأنه أبدل النعاس من الأمنة؛ فالأمنة هي النعاس هاهنا، جعله أمنة لما كانت الأمنة تلزمه.
وقوله: (شائعًا)، منصوبٌ على الحال من الضمير في (تلا).
والضمير في (تلا)، عائدٌ على يغشی.
و(تلا)، بمعنى تبع، لأنه تبع ما قبله؛ وتقديره: وتغشی أنثوا. ثم قال: (تلا)، شائعًا ما قبله.
ويجوز أن يكون حالًا من مفعول أنثوا المحذوف؛ والتقدير: أنثوه شائعًا.
و(تلا) أيضًا، في موضع الحال، أي تاليًا.
[فتح الوصيد: 2/799]
[573] وقل كله لله بالرفع (حـ)امدًا = بما يعملون الغيب (شـ)ايع (د)خللا
معنى قوله: (حامدًا)، (أي حامدً لله مع إيجاب الأمر له والتفويض إليه.
ورفع {كله} على الابتداء. و{لله}: الخبر. والجملة خبر (إن). ونصبه على التأكيد للأمر.و(لله): خبر (إن) ). [فتح الوصيد: 2/800]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [572] وحرك عين الرعب ضما كما رسا = ورعبا ويغشى أنثوا شائعا تلا
ب: (رسا): ثبت واستقر من الرسو.
ح: (ضما) نصب على نزع الخافض، أي: بالضم، (كما رسا): نصب على الظرف، (تغشى): مفعول (أنثوا)، (شائعًا تلا): حالان منه، أي: تابعًا لما قبله، وهو: {أمنةً}، أو (شائعًا): حال من ضمير (تلا) العائد إلى (تغشى)، أو مفعول (تلا).
ص: أي: قرأ ابن عامر والكسائي بضم عين: {الرعب} [151] حيث جاء معرفًا ومنكرًا، والباقون بإسكانها، وهما لغتان، أو الأصل الضم، والإسكان تخفيف.
[كنز المعاني: 2/121]
وقرأ حمزة والكسائي: {أمنةً نعاسًا تغشى} [154] بتاء التأنيث على أن ضميره للأمنة، والباقون بياء التذكير على أنه للنعاس، وهما متقاربان؛ لأن الأمنة هي النعاس، والنعاس هو الأمنة.
[573] وقل كله لله بالرفع حامدا = بما يعملون الغيب شايع دخللا
ب: (الدخلل): الدخيل في الأمر الذي لا يخفى عليه منه شيء.
ح: (كله): مبتدأ، (بالرفع): خبر، (حامدً): حال من فاعل (قل)، (بما يعملون): مبتدأ، (الغيب): بدل، (شايع): خبر، (دخللا): حال من (الغيب) .
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {قل إن الأمر كله لله} [154] برفع {كله} على أنه {كله} مبتدأ، و {لله} خبره، والجملة: خبر {إن}، والباقون بالنصب على أن {كله} تأكيد، و{لله}: خبر.
ثم قال: (بما يعملون) يعني قوله: {والله بما يعملون بصيرٌ} [156]، قرأ حمزة والكسائي وابن كثير بياء الغيبة على أنه للمنافقين المذكورين، وهم الذين: {... وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض}
[كنز المعاني: 2/122]
[156]، والباقون بتاء الخطاب على أنه للمخاطبين قبل في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} [156].
ومعنى (شايع دخللا): تابع الغيب ما قبله مشبهًا دخللًا غير بعيد عنه). [كنز المعاني: 2/122] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتأنيث في "تغشى" للأمنة والتذكير للنعاس، وهما واحد؛ لأنه أبدل النعاس من الأمنة وشائعا تلا حالان من مفعول أنثوا؛ أي: أنثوا شائعا تابعا ما قبله وهو الأمنة أو يكون شائعا حالا من الضمير في تلا العائد على يغشى:
571- وَقُلْ كُلَّهُ لِلهِ بِالرَّفْعِ "حَـ"ـامِدًا،.. بِمَا يَعْمَلُونَ الغَيْبُ "شَـ"ـايَعَ "دُ"خْلُلا
كله مبتدأ والله الخبر، والجملة خبر: {إِنّ الْأَمْرَ}.
وقد أجمعوا على قراءة: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا}.
وهو على هذا الإعراب وكله بالنصب تأكيدا للأمر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/40]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (572 - .... .... .... .... .... = .... ويغشى أنّثوا شائعا تلا
وقرأ حمزة والكسائي تغشى طائفة بتاء التأنيث في يَغْشى وقرأ غيرهما بياء التذكير.
573 - وقل كلّه لله بالرّفع حامدا ... بما يعملون الغيب شايع دخللا
قرأ أبو عمرو: قل إن الأمر كلُّه لله. برفع لام كُلَّهُ وقرأ غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَغْشَى طَائِفَةً فَقَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالتَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّذْكِيرِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كُلَّهُ لِلَّهِ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ (كُلُّهُ) بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يغشى طائفةً} [154] بالتأنيث، والباقون بالتذكير، وهم على أصلهم في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {الأمر كله} [154] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 486]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (539- .... .... .... .... .... = .... وكلّه حمًا يغشى شفا
540 - أنّث .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ أبو عمرو ويعقوب «كلّه لله» بالرفع على اللفظ، والباقون بالنصب قوله: (يغشى) يعني قوله تعالى «يغشى طائفة» قرأه بالتاء على التأنيث حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالياء على التذكير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 210]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا = (حقّا) وكلّه (حما) يغشى (شفا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/246]
ش: أي: قرأ ذو همزة (أو جفا) نافع و(حقا) البصريان وابن كثير: وكأين من نبي قتل [آل عمران: 146] بضم القاف وكسر التاء والقصر، أي: حذف الألف.
والباقون بفتحهما وألف بينهما ضد الثلاث، فصار نافع، والبصريان يقرءون وكأيّن بالتشديد قتل بالقصر، وأبو جعفر بتسهيل وكأين، ومد قاتل وابن كثير بمد كأين وقصر قتل والباقون بقصر وكأيّن ومد قاتل.
وقرأ [(حما)] البصريان إنّ الأمر كلّه لله [آل عمران: 154] برفع اللام.
[علم] من الإطلاق: والباقون بنصبها.
وقرأ ذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف تغشى طائفة [آل عمران: 154] بتاء التأنيث كما سنذكره [على إسناده إلى ضمير الأمنة، والباقون بياء التذكير] على إسناده لضمير «النعاس» وهو الأولى للقرب.
تنبيه:
خرج بالتزام الترتيب أفإين مات أو قتل [آل عمران: 144]، وفهم رفع كله [آل عمران: 154] من الإطلاق [على] الأول.
وجه قتل: جعله من القتال، وبناؤه للفاعل.
ووجه قتل أخذه من القتل، وبناؤه للمفعول.
وعليهما فمرفوعه فاعل على الأول، ونائب على الثاني، وهو ضمير وكأيّن أو نبي وهو معنى قول قتادة وعكرمة: المخبر عنه بالقتل النبي، أو ربّيّون وهو معنى قول الحسن: «ما قتل نبي في حرب قط».
ووجه رفع كله [آل عمران: 154] أنه مبتدأ ولله خبره، والجملة خبر إنّ.
ووجه نصبه: جعله تأكيدا للأمر، وبدلا للأخفش ولله خبر إنّ وهو المختار
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/247]
لظهور كل في التأكيد.
...
ثم صرح بتأنيث تغشى [آل عمران: 154] فقال:
ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر = ضمّا هنا في متّم (شفا) أرى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/248] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "تصعدون" بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب، وعنه أيضا "ولا تلون" بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول، وعنه أيضا "أمنة" هنا والأنفال بسكون الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَغْشَى طَائِفَة" [الآية: 154] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة والتاء المثناة من فوق إسنادا إلى ضمير أمنة، وافقهم الأعمش، والباقون بالتذكير إسنادا إلى ضمير النعاس، وقلله الأزرق وله الفتح كالباقين، والجملة مستأنفة على الأولى على ما في الدر جوابا لسؤال مقدر، كأنه قيل ما حكم هذه الأمنة فأخبر بقوله: تغشى إلخ صفة لنعاس على الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كُلَّهُ لِلَّه" [الآية: 154] فأبو عمرو وكذا يعقوب بالرفع على الابتداء ومتعلق لله خبره، والجملة خبر إن نحو: إن مالك كله عندي وافقهما اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/491]
والباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بيوتكم" [الآية: 154] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف، وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في ضم الهاء والميم من "عَلَيْهِمُ الْقِتَال" [الآية: 156] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/492]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {إذ تصعدون}
{نعاسًا يغشى} [154] قرأ الأخوان بالتاء الفوقية، والباقون بالياء التحتية). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيء} أوجهه الأربعة لا تخفى). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كله لله} قرأ البصري برفع لام (كل) مبتدأ، و{لله} خبره، والجملة خبر {إن} والباقون بنصبه، تأكيدًا لاسم {إن} ). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتكم} قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم القتل} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور 154}
{أمنة}
- قرأ الجمهور "أمنة" بفتح الميم على أنه بمعنى الأمن، أو جمع "آمين"، وهو مصدر بمعنى الأمن.
- وقرا النخعي وابن محيصن ويحيي "أمنة" بسكون الميم، بمعنى الأمن، وهو مصدر.
قال ابن عطية: وفتح الميم أفصح.
[معجم القراءات: 1/601]
{يغشى}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب يغشى، بالياء المفتوحة حملا على لفظ «النعاس» بإسناد الفعل إلى الضمير البدل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش تغشى، بالتاء حملا على لفظ أمنة، بإسناد الفعل إلى ضمير المبدل منه.
وقال الزجاج بعد هذا: والأمنة تؤدي معنى النعاس.
وقالوا: تغشى على هذه القراءة صفة ل أمنة.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش تغشى بالإمالة.
- وقرأه ورش والأزرق بالفتح، وبين اللفظين.
- والباقون بالفتح.
{غير}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{من شيء}
- تقدمت القراءة فيه لحمزة في الوقف، وانظر الآيتين 20 و116 من سورة البقرة.
{إن الأمر كله}
- قراءة الجمهور.. كله بالنصب تأكيدا للفظ والأمراء وهو عند الأخفش بدل منه.
[معجم القراءات: 1/602]
وقراءة أبي عمرو ويعقوب واليزيدي وسهل وعيسى وابن أبي ليلى ".. كله" بضم اللام على أنه مبتدأ.
قال ابن عطية: "ورجح الناس قراءة الجمهور لأن التأكيد أملك بلفظة "كل".
وقال أبو حيان: "ولا ترجيح؛ إذ كل من القراءتين متواترة، والابتداء ب «كل» كثير في لسان العرب".
وعلى هذا التوجيه يكون "الله" متعلقة بالخبر، والجملة "كله الله"، خبر "إن".
قال الأخفش: "على التوكيد أجود، وبه نقرأ".
وقال الطبري: "والقراءة التي هي القراءة عندنا النصب في الكل الإجماع أكثر القراء عليه من غير أن تكون القراءة الأخرى خطأ في معنى أو عربية، ولو كانت القراءة بالرفع في ذلك مستفيضة في القراء لكانت سواء عندي القراءة بأي ذلك قرئ؛ لاتفاق معاني ذلك بأي وجهيه قرئ".
{شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{بيوتكم}
- قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي وحمزة ونافع من رواية
[معجم القراءات: 1/603]
المسيبي، وقالون وأبو بكر بن أبي أويس وعاصم من رواية يحيى ابن آدم عن أبي بكر عنه، والعجلي وخلف والأعمش، ومحمد بن غالب عن الأعشى "بيوتكم"، بكسر الباء.
وقرأ الباقون بالضم "بيوتكم" وهي رواية ورش عن نافع وكذلك ابن جماز وإسماعيل بن جعفر عنه، والواقدي، وهي رواية هبيرة عن حفص عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب، وكذا قرأه الأصبهاني في رواية البرجمي عن أبي بكر عن عاصم.
وتقدم مثل هذا في الآية/189 من سورة البقرة.
{لبرز}
- قراءة الجمهور "لبرز" ثلاثيا مبنيا للفاعل.
- وقرأ أبو حيوة ويزيد قطيب وهي رواية عن عاصم "لبرز"، مبنيا للمفعول مشدد الراء، عدي "برز"، بالتضعيف.
{كتب عليهم القتل}
- قراءة الجمهور "كتب عليهم القتل" الفعل مبني للمفعول، والقتل: بالرفع على النيابة.
[معجم القراءات: 1/604]
وقرأ ابن عباس " كتب عليهم القتل" الفعل مبني للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، والقتل: نصب به.
وقرأ الحسن والزهري والأزرق وحمزة " كتب عليهم القتال" الفعل: مبني للمفعول، والقتال: بالألف والرفع.
{عليهم القتل}
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن وروح " عليهم القتل" بكسر الهاء وضم الميم، وذلك لمناسبة الكسر للياء قبله، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن "عليهم القتل" بكسر الهاء والميم، أما كسر الهاء فقد تقدم بيانه، وأما كسر الميم فهو لالتقاء الساكنين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب "عليهم القتل" بضمهما، لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل، وضم الهاء اتباعا لها، ويعقوب يضم الميم حيث ضم الهاء، ويكسرها حيث يكسر الهاء، وأما في الوقف فهم جميعا على إسكان الميم.
وهم على أصولهم في "عليهم" فحمزة ويعقوب بضم الهاء على الأصل.
وتقدم مثل هذا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/605]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم 155}
{التقى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/606]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس