عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (118) إلى الآية (120) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون 118}
{لا يألونكم}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني، ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم لا يألونكم بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{قد بدت البغضاء}
- قراءة الجماعة قد بدت.. بالتاء على التأنيث.
- وقرأ عبد الله بن مسعود "قد بدا البغضاء" بتذكير الفعل، لأن الفاعل «البغضاء» مؤنث مجازا، أو على معنى البغض.
قال الفراء: اذكر لأن البغضاء مصدر، والمصدر إذا كان مؤنثا جاز تذكير فعله إذا تقدم). [معجم القراءات: 1/562]

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هانتم)، [66، 119]: ممدود بلا همز مدني، وأبو عمرو، بخلاف عنهما.
بوزن «هعنتم» قنبل إلا ابن الصلت والربعي والهاشمي، وورش طريق الأسدي.
بغير مد ولا همز اليزيدي طريق أبي عبد الرحمن وأبي حمدون طريق البلخي، والأزرق طريق الطائي، وقالون طريق الشذائي وابن دیزیل، وإسماعيل طريق البلخي، والحلواني طريق النقاش). [المنتهى: 2/630] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هؤلاء} [66، 119]: حجازي غير سالم وورش، وبصري غير أيوب لا يمدون «ها»، ولم يختلفوا في مد «أولآء» حيث وقع.
[المنتهى: 2/630]
(هو لا): بغير همز الحريري). [المنتهى: 2/631] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَا أَنْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ها أنتم} [119] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 484]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خلاف أبي جعفر في كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110] [ومدة الأزرق] وإمالة دوري الكسائي أنصاري [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] في الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه] ويؤده [آل عمران: 75] معا في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "الدنيا" وكذا "ها أنتم" "وأبدل" همز تسؤهم أبو جعفر والأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/486] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {ها انتم أولاء} [119] تقدم قريبًا نظيره، إلا أن هذا فيه زيادة وجه، وهو مد الميم مع الصلة، لملاقاة همزة {أولاء} فلقالون فيه خمسة أوجه، قصر ومد {هاانتم} مضروبان في ثلاثة الميم، ستة أوجه، منها واحد ممنوع وهو قصر الميم مع الضم ومد {هاانتم} وتقدم تعليله). [غيث النفع: 489]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عضوا} [119] ضاده سقاطة بخلاف {الغيظ} و{بغيظكم} ). [غيث النفع: 489]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا أمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور 119}
{ها أنتم}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية/66 من هذه السورة.
{تؤمنون}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوا في الآية/110 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 1/562]
{بذات الصدور}
- قراءة الكسائي في الوقف بالهاء "بذاه" وذهب إلى هذا الجرمي أيضا.
- وزعم ابن جبارة أنها قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب. وضعف هذه الرواية صاحب النشر وإن كان قد أثبتها عن الكسائي
- وقرأ الباقون بالتاء في الوقف والوصل بذات..، وإلى هذا ذهب الفراء وابن كيسان والأخفش؛ مراعاة لرسم المصحف). [معجم القراءات: 1/563]

قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الضَّاد وَتَشْديد الرَّاء وَكسر الضَّاد وَتَخْفِيف الرَّاء من قَوْله {لَا يضركم} 120
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {لَا يضركم} خَفِيفا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لَا يضركم} مُشَدّدَة مَرْفُوعَة
وروى حجاج عَن حَمْزَة {لَا يضركم} مثل ابي عَمْرو
أَخْبرنِي بذلك أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الرَّمْلِيّ عَن عبد الرَّزَّاق بن الْحسن عَن أَحْمد بن جُبَير عَن حجاج الْأَعْوَر عَن حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 215]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا يضركم} بكسر الضاد
[الغاية في القراءات العشر: 216]
مكي بصري ونافع). [الغاية في القراءات العشر: 217]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بما تعملون محيط} بالتاء سهل). [الغاية في القراءات العشر: 217]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا يضركم} [120]: خفيف: حجازي بصري غير يزيد وأيوب. بفتح الراء المفضل طريق سعيد.
[المنتهى: 2/634]
(تسوهم) [120]، بابه: بلا همز يزيد، وأبو زيد، والأعشى، وسالم، وورش طريق ابن عيسى والأسدي.
(بما تعملون) [120]: بالتاء سهل). [المنتهى: 2/635]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (لا يضركم) بالتشديد وضم الضاد والرفع، وقرأ
[التبصرة: 181]
الباقون بالتخفيف والإسكان وكسر الضاد). [التبصرة: 182]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {لا يضركم} (120): بضم الضاد، ورفع الراء مع تشديدها.
والباقون: بكسر الضاد، وجزم الراء مع تخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر وأبو جعفر (لا يضركم) بضم الضّاد ورفع الرّاء مع تشديدها، والباقون بكسر الضّاد وجزم الرّاء). [تحبير التيسير: 326]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَضِرْكُمْ) بكسر الضاد وإسكان الراء خفيف مكي، ونافع غير اختيار ورش، والعجلي عن حَمْزَة في قول الرَّازِيّ وهو خطأ الإجماع على خلافه وبصري غير الحسن، وقَتَادَة، والزعفرانى، الباقون (يَضُرُّكُمْ) بضم الضاد والراء مشدد غير أن أبا زيد عن المفضل، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ بفتح الراء مع التشديد، والاختيار ضم الضاد والراء والتشديد لقوله في المائدة: (لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ).
(يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) بالتاء الحسن، وسهل، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (كَيْدُهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 518]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([120]- {لا يَضُرُّكُمْ} مشددا والراء مضمومة: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/622]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (567 - يَضِرْكُمْ بِكَسْرِ الضَّادِ مَعْ جَزْمِ رَائِهِ = سَماَوَيُضَمُّ الْغَيْرُ وَالرَّاءَ ثَقَّلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([567] يضركم بكسر الضاد مع جزم رائه = (سما) ويضم الغير والراء ثقلا
(يضركم) بالتخفيف، من: ضار يضير.
وأشار بقوله: (سما)، إلى حسنه واطراح قول من يقول: إن ضر أكثر من ضار، ويشهد له قوله تعالى: {لا ضير}.
وأصله: لا يضيركم، فلما سكنت الراء للجزم، وكانت الياء قبلها ساكنة لما نقلت حركتها إلى الضاد، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وكانت أولى بالحذف، لأن كسرها المنقولة إلى ما قبلها دالةُ عليها.
ومن شدد، فهو من: ضر يضر؛ وهو مجزوم في جواب الشرط. والأصل: يضركم، فلما أريد إدغام الراء، نقلت حركتها إلى الضاد، ثم أدغمت في الراء الأخرى، وضمت إتباعًا بضمة الضاد لما لم يكن بُد من تحريكها كما قيل: لم يرد.
ويجوز الفتح لخفته، وهو كثير مستعمل.
والكسر على أصل التقاء الساكنين.
وذهب الفراء والكسائي إلى أن الفعل مرفوعٌ، وأنها حركة إعراب، وأن (لا) بمعنى (ليس) مع إضمار الفاء كما قال:
[فتح الوصيد: 2/793]
من يفعل الحسنات الله يشكرها
والتقدير: فالله يشكرها.
وكما قال:
فإن كان لا يرضيك حتى تردني = إلى قطري لا إخالك راضيا
أي: فلا إخالك.
فالتقدير: فليس يضركم.
وقال بعضهم: «هو مرفوع على تقدير تقديمه؛ أي لا يضركم أن تصبروا»، واحتج بما أنشد سيبويه:
إنك إن يُصرع أخوك تُصرع). [فتح الوصيد: 2/794]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [567] يضركم بكسر الضاد مع جزم رائه = سما ويضم الغير والراء ثقلا
ح: (يضركم): مبتدأ، (بكسر الضاد): حال، أي: ملتبسًا به، (سما): خبر، مفعول (يضم): ضمير الضاد محذوف، (الغير): فاعل، (الراء): مفعول، (ثقلا): فاعله ضمير الغير.
ص: أي: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا} [120] بكسر ضاد {يضركم} وجزم رائه، من (ضار يضير ضيرًا)، والباقون بضم الضاد والراء مع تشديدها، من (ضر يضر)، وهما لغتان.
وعلى القراءتين: الفعل مجزوم على جواب الشرط، وضم الراء على قراءة التشديد للإتباع، أو لأن الفعل مرفوع، (ولا): بمعنى (ليس) ). [كنز المعاني: 2/117]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (565- يَضِرْكُمْ بِكَسْرِ الضَّادِ مَعْ جَزْمِ رَائِهِ،.. "سَما" وَيُضَمُّ الغَيْرُ وَالرَّاءَ ثَقَّلا
يريد: {لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}؛ ضار يضير، وضر يضر: لغتان:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/35]
والفعل مجزوم في القراءتين على جواب الشرط، والضم في الراء على قراءة من شدد ضمة بناء إتباعا لضمة الضاد كما نقول: لا يردّ، ويجوز في اللغة الفتح والكسر، وظاهر كلامه يدل على أن ضمة الراء حركة إعراب؛ لأنه ضد الجزم، وقد قيل به على أن يكون في نية التقديم على الشرط وقيل على حذف الفاء وكلاهما ضعيف، والأصح ما تقدم، ولكن ضاقت على الناظم العبارة كما تقدم في تضارر في سورة البقرة، وأراد بقوله: ويضم الغير ضمة الضاد؛ لأن الكسر ضده الفتح لا الضم فاحتاج إلى بيانه، وما جزم الراء فيفهم من القراءة الأخرى؛ لأن الجزم ضده الرفع والراء بالنصب؛ لأنه مفعول ثقلا وإنما نص عليه في القراءة الأخرى ولم ينص على التخفيف في الأولى؛ لأنه مستغنٍ عن ذكر التخفيف في الأولى؛ لعدم إمكان النطق بمشدد مجزوم في وسط كلمة، ولا يتعذر النطق بمرفوع خفيف فذكره في موضع الحاجة إليه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/36]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (567 - يضركم بكسر الضّاد مع جزم رائه ... سما ويضمّ الغير والرّاء ثقّلا
قرأ أهل (سما): لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً بكسر الضاد وجزم الراء، وقرأ غيرهم بضم الضاد ورفع الراء وتثقيلها وأخذ رفع الراء من الضد لأن الرفع ضد الجزم وإنما صرح بقراءة الغير في الضاد؛ لأنها لا تؤخذ من الضد وكذلك صرح بتثقيل الراء؛ لأنه لا يؤخذ من الضد أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 238]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (88- .... .... .... .... .... = وَحَجُّ اكْسِرَنْ وَاقْرَأْ يَضُرُّكُمُ أَلَا). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وحج اكسرن واقرأ يضركم ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا وهو أبو جعفر {حج البيت} [97] بكسر الحاء كخلف، ويعقوب بالفتح علم من الوفاق، وقرأ أيضًا أبو جعفر {يضركم كيدهم} [120] بضم الضاد وبتشديد الراء للاتباع كخلف أيضًا ويعقوب على أصله بكسر الضاد مع جزم الراء من ضار يضير ضيرًا). [شرح الدرة المضيئة: 110] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَضُرُّكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الضَّادِ وَرَفْعِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الضَّادِ وَجَزْمِ الرَّاءِ مَخَفَّفَةً). [النشر في القراءات العشر: 2/242]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون وأبو جعفر {يضركم} [120] بضم الضاد ورفع الراء مشددة، والباقون بكسر الضاد وجزم الراء مخففة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 485]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (535- .... .... .... .... .... = .... يضركم اكسر اجزم أوصلا
536 - حقًّا وضمّ اشدد لباقٍ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (يضركم) يعني «لا يضركم كيدهم» بكسر الضاد والجزم نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في أول البيت الآتي:
(حقّا) وضمّ لباق واشددوا = منزّلين منزلون (ك) بّدوا
أي والباقون بضم الضاد وتشديد الراء مع الرفع، ولم يحتج إلى التنبيه على الرفع لأنه فهم من ضد الجزم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 209]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ما يفعلوا لن يكفروا (صحب) (ط) لا = خلفا يضركم اكسر اجزم (أ) وصلا
ش: أي: قرأ [ذو] (صحب) حمزة والكسائي وخلف و[حفص] وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [آل عمران: 115] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
واختلف عن ذي طاء (طلا) دوري أبي عمرو، فروى النهرواني، وبكر بن شاذان عن زيد بن فرح عنه بالغيب.
وهي رواية عبد الوارث والعباس عن أبي عمرو، وطريق [النقاش] عن أبي الحارث عن السوسي.
وروى المهدوي [من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري] التخيير، وعليه أكثر أصحاب اليزيدي عنه.
وكلهم نص عن أبي عمرو أنه قال: ما أبالي بالتاء أم بالياء قرأتهما، وهما صحيحان، والخطاب أكثر وأشهر.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/243]
وقرأ ذو ألف (أوصلا) نافع و«حقا» أول الآتي البصريان وابن كثير لا يضركم كيدهم [آل عمران: 120] بكسر الضاد وسكون الراء، والباقون بضم الضاد ورفع الراء.
تنبيه:
فهم الغيب من إطلاقه، [وضد الجزم الرفع]، وفيه تجوز بلقب الإعراب عن البناء؛ لأنه مجزوم في القراءتين.
ووجه غيبهما: إسناده إلى أهل الكتاب؛ لتقدمهم في قوله تعالى: من أهل الكتب أمّة [آل عمران: 113] إلى الصّلحين [آل عمران: 114].
ووجه الخطاب إسناده إلى المسلمين المشار إليهم بقوله: كنتم خير أمّة ... الآية [آل عمران: 110]، واعترضت قصتهم، أو التفت إليهم، أو وقلنا لهم، وهو المختار؛ لأن المؤمنين أولى بالبشارة.
وضار وضر لغتان فصيحتان.
فوجه التخفيف: أنه مضارع «ضار» وعليه لا ضير [الشعراء: 50]، وأصله:
يضيركم كيغلبكم، نقلت الكسرة للضاد؛ فحذفت الياء؛ [لالتقاء] الساكنين، والكسرة دالة عليها.
ووجه التشديد: أنه مضارع [ضر،] وعليه لا يضرّكم مّن ضلّ [المائدة: 105]، وأصله ك «يضرركم» ك «ينصركم» نقلت ضمة الراء إلى الضاد ليصح الإدغام.
ثم سكنت الثانية؛ للجزم، فالتقى ساكنان؛ فحركت الثانية له؛ لأنها طرف، وكانت ضمة إتباعا ك «لم يرد» فليست الضمة على هذا إعرابا، وهو المختار.
ولما لم يفهم قراءة الباقين من ضد القيود، صرح بها مع ذكر باقي قراء الأولى فقال:
ص:
حقّا وضمّ اشدد لباق واشددوا = منزّلين منزلون (ك) بّدوا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/244] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يضركم" [الآية: 120] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بكسر الضاد وجزم الراء جوابا للشرط من ضاره يضيره، والأصل يضيركم كيغلبكم نقلت كسرة الياء إلى الضاد فحذفت الياء للساكنين، والكسرة دالة عليها، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم الضاد ورفع الراء مشددة، على أن الفعل مرفوع لوقوعه بعد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/486]
فاء مقدرة، والجملة جواب الشرط على حد من يفعل الحسنات الله يشكرها أي: فالله وجعله الجعبري وتبعه النويري مجزوما، والضمة ليست إعرابا كلم يرد، إذ الأصل يضرركم كينصركم نقلت ضمة الراء الأولى إلى الضاد ليصح الإدغام، ثم سكنت للجزم فالتقى ساكنان، فحركت الثانية له، لكونها طرفا وكانت ضمة للاتباع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/487]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن والمطوعي"بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" [الآية: 120] بالخطاب التفاتا أو التقدير قل لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/487]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "الدنيا" وكذا "ها أنتم" "وأبدل" همز تسؤهم أبو جعفر والأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 1/486] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {تسؤهم} [120] لا خلاف بين السبعة في إثبات همزه، إلا حمزة إذا وقف). [غيث النفع: 489]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يضركم} قرأ الحرميان والبصري بكسر الضاد، وجزم الراء، والباقون بضم الضاد، ورفع الراء وتشديدها). [غيث النفع: 489]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط 120}
{تمسسكم}
- قراءة الجمهور "تمسسكم" بالتاء على التأنيث لأن بعده حسنة.
- وقرأ السلمي يمسسكم بالياء على التذكير؛ لأن تأنيث حسنة، مجازي.
{تسؤهم}
- أبدل الهمزة واوا أبو جعفر المدني والأصبهاني وأبو بكر وأوقية عن اليزيدي عن أبي عمرو "تسوهم".
- قرأ حمزة بإبدال في الوقف.
{سيئة}
- تقدمت القراءة فيها في الآية /81 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/563]
{وإن تصبروا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء والتفخيم، وقراءة الباقين بالتفخيم
{لا يضركم كيدهم شيئا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة ويعقوب وابن محيصن واليزيدي لا يضيركم من ضار يضير خفيفة، والضاد مكسورة، والراء مجزومة.
قال ابن عطية: «وهي لغة فصيحة».
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف لا يضركم بضم الضاد والراء المشددة من ضر يضر.
والأصل يضركم فنقلت الضمة من الراء الأولى إلى الضاد، وأدغمت الراء في الراء والتشديد من أجل ذلك.
- وقرأ عاصم فيما روى عنه أبو زيد عن المفضل، وهي حكاية المهدوي يضركم بضم الضاد وفتح الراء المشددة، وهو عند
[معجم القراءات: 1/564]
مكي أحسن من الضم. وعنده وعند غيره الفتح هو الكثير المستعمل، والفتح هنا لالتقاء الساكنين.
- وقرأ الضحاك والمفضل الضبي عن عاصم لا يضركم بضم الضاد وكسر الراء المشددة على أصل التقاء الساكنين.
وقال ابن عطية: فأما الكسر فلا أعرفه قراءة.
- وقرأ الكسائي "لا يضركم".
قال مكي: حكى الكسائي «يضوره»، فيجب أن يجوز ضم الضاد، والأغلب أنه ليس قراءة".
وقال الزجاج: وهذا غير جائز، ولا يقرأ حرف من كتاب الله مخالف فيه الإجماع على قول رجل من أهل العالية.
- وقرأ أبي بن كعب "لا يضرركم" بفك الإدغام، وهي لغة أهل الحجاز، ولغة سائر العرب بالإدغام.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية / 123 من سورة البقرة.
{يعملون}
- قراءة الجمهور بالياء «يعملون»، وهو وعيد.
- وقرأ الحسن البصري وأبو حاتم والمطوعي "تعملون "بتاء الخطاب على الالتفات للكفار، أو على إضمار: قل لهم، أو على أنه خطاب للمؤمنين تضمن توعدهم في اتخاذ بطانة من الكفار). [معجم القراءات: 1/565]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس