عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 08:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (285) إلى الآية (286) ]
{آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}

قوله تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (109 - وَاخْتلفُوا فِي التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وَكتبه} 285
هَهُنَا وَفِي سُورَة التَّحْرِيم 12
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {وَكتبه} هَهُنَا جمعا وَفِي التَّحْرِيم {وَكتبه} على التَّوْحِيد
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو هَهُنَا وَفِي التَّحْرِيم {وَكتبه} جمعا
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ الْكسَائي وَحَمْزَة {وَكتبه} على التَّوْحِيد فيهمَا جَمِيعًا
وَقَرَأَ خَارِجَة عَن نَافِع فِي التَّحْرِيم مثل أبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 195 - 196]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (110 - وَاخْتلفُوا فِي ضم السِّين وإسكانها من قَوْله {وَرُسُله} 285 و{رسلنَا} الْمَائِدَة 32
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مَا أضيف إِلَى مكني على حرفين مثل {رسلنَا} و{رسلكُمْ} غَافِر 50 و{رسلهم} الْأَعْرَاف 101 بِإِسْكَان السِّين وَثقل مَا عدا ذَلِك
وروى عَليّ بن نصر عَن هرون عَن أبي عَمْرو أَنه خفف {على رسلك} آل عمرَان 194 أَيْضا
وَقَالَ عَليّ بن نصر سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ {على رسلك} ثَقيلَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من هَذَا الْجِنْس بالتثقيل). [السبعة في القراءات: 196]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وكتابه} كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا يفرق} بالياء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وكتابه} [285]: بألف هما، وخلف.
{لا يفرق} [285]: بالياء يعقوب غير الحريري).[المنتهى: 2/614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (وكتابه) بالتوحيد، وقرأ الباقون (وكتبه) بالجمع). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وكتابه} (285) بالألف، على التوحيد.
والباقون: بغير ألف، على الجمع.
أبو عمرو: {رسلنا} (المائدة: 32) و: {رسلكم} (غافر: 50) و: {رسلهم} (الأعراف: 101) و: {سبلنا} (إبراهيم: 12)، إذا كان بعد اللام حرفان: بإسكان السين والباء، حيث وقع.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف و(كتابه) بالألف على التّوحيد والباقون بغير ألف على
[تحبير التيسير: 316]
الجمع (قلت: يعقوب (لا يفرق) بالياء والباقون بالنّون والله الموفق).
أبو عمرو (رسلنا ورسلكم ورسلهم وسبلنا). إذا كان بعد اللّام حرفان بإسكان السّين والباء حيث وقع، والباقون [بضمهما] ). [تحبير التيسير: 317]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كِتَابِهِ) بالألف على التوحيد طَلْحَة، والْأَعْمَش، والكسائي، وابْن مِقْسَمٍ، وحَمْزَة، غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون على الجمع وهو الاختيار لقوله: (وَرُسُلِهِ)، زاد ابْن مِقْسَمٍ " كتابه " في جميع القرآن وبجمعه في التحريم حفص، وأبان، وبصري غير أيوب، والأصمعي، وخارجة عن نافع، وبجمعه في الأنبياء كوفي غير أبي بكر، وأحمد، وأبان، وقاسم، والمفضل.
(لَا يُفَرِّقُ) بالياء يَعْقُوب غير الجريري، والْجَحْدَرَيّ، ومغيث عن خارجة، ومسعود الحربي كلاهما عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (لَا نُفَرِّقُ) بالنون وهو الاختيار للعظمة). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([285]- {وَكُتُبِهِ} موحد: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (544- .... .... وَالتَّوْحِيدُ فِي وَكِتَابِهِ = شَرِيفٌ وَفي التَّحْرِيمِ جَمْعُ حِمىً عَلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والتوحيد في (وكتابه شریفٌ)، لأنه يراد به القرآن، وهو الذي اختاره الشيخ في تأويله.
وقراءة الجمع يشاكلُ لفظها ما قبله وما بعده من الجموع.
[فتح الوصيد: 2/762]
ويجوز في قراءة الإفراد، أن يراد الجنس، كما يقال: كثر الدرهم والدينار.
وهو معنى ما روي عن ابن عباس أنه قال: «الكتاب أكثر من الكتب».
(وفي التحريم جمع حمىً علا)، لأن قبله لفظ الجمع، فهو يشاكله. ومعناه: كل كتاب أنزله الله تعالى.
ومن قرأ ثم بالتوحيد، ذهب إلى الجنس. وقيل بالإنجيل). [فتح الوصيد: 2/763]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وتوحيد الكتاب هنا أريد به القرآن أو جنس الكتاب وفي التحريم أريد به الإنجيل أو الجنس ولم يقرأ بالجمع في التحريم إلا أبو عمرو وحفص؛ لأنه ليس معه ورسله بخلافه هنا، وروينا في جزء المخزومي عن علي بن عاصم قال: أخبرنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ}، ويقول: الكتاب أكثر من الكتب، قال علي بن عاصم: فسألت أهل العربية فقالوا: الكتاب جماع الجميع، قلت: كأنهم أشاروا إلى أن الكتاب مصدر فجميع الكتب كتابه: المشهورة وغير المشهورة، ووجه قراءة من جمع في البقرة وأفرد في التحريم أنه نظر إلى من أسند الفعل إليه في الموضعين، وهو في البقرة مسند إلى المؤمنين، ومؤمنو كل زمان لهم كتاب يخصهم، وفي التحريم الفعل مسند إلى مريم وحدها فأشير إلى الكتاب المنزل في زمانها، ووجه الجمع أن قبلها: {بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}، وفي البقرة قبلها: {وَمَلائِكَتِهِ} وبعدها {وَرُسُلِهِ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/389]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (544 - .... .... والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
.....
وقرأ حمزة والكسائي وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ* بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد فتكون قراءة الباقين بضم
[الوافي في شرح الشاطبية: 229]
الكاف والتاء وحذف الألف على الجمع. وقرأ أبو عمرو وحفص وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ آخر سورة التحريم بضم الكاف والتاء من غير ألف على الجمع. وقرأ غيرهما بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 230]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (85 - بِرَفْعٍ نُفَرِّقْ يَاءُ نَرْفَعُ مَنْ نَشَا = ءُ يُوْسُفَ نَسْلُكْهُ نُعَلِّمُهُ حَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال يفرق يا يرفع من يشاء بيوسف يسلكه يعلمه حلا جميع ذلك ليعقوب أي قرأ المشار إليه (بحا) حلا وهو يعقوب بالغيبة في الخمسة وهي هنا {لا يفرق بين أحد من رسله} [البقرة: 285] و{يرفع درجات من نشاء} [76] وكلاهما بيوسف {يسلكه عذابًا} [الجن: 17] و{يعلمه الكتاب} [آل عمران: 48] ). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكُتُبِهِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَكِتَابِهِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا نُفَرِّقُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {وكتبه} [285] بالتوحيد، والباقون بالجمع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {لا نفرق} [285] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (521- .... كتابه بتوحيدٍ شفا = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (521- .... .... .... .... = ولا نفرّق بياءٍ ظرفا). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ن) صّ كتابه بتوحيد (شفا) = ولا نفرّق بياء (ظ) رفا
يعني قوله تعالى «وكتبه ورسله» قرأه حمزة والكسائي وكتابه بالتوحيد على إرادة القرآن أو جنس الكتب، والباقون بالجمع، لأن قبله وملائكته وبعده ورسله،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
فناسب قوله ولا نفرق: أي وقرأ يعقوب «لا نفرق بين أحد من رسله» بالياء حملا على «كل من آمن بالله»: أي كل من الرسل والمؤمنون، والباقون بالنون على إضمار القول: أي قالوا ويقول). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف وكتابه ورسله [البقرة: 285] بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد، والباقون بضم الكاف والتاء بلا ألف على أنه جمع تكسير.
وقرأ ذو ظاء (ظرفا) يعقوب لا يفرّق بين أحد [البقرة: 285] بالياء والباقون بنون.
الرهن: مصدر رهن، ثم سمى به المرهون.
والرهان- قال الكسائي-: جمع رهن، وهو قياس فعل: كفرخ وفراخ وكبش وكباش.
ويطلق الرهان أيضا على المال الذي يجعل لسابق الخيل.
والرّهن- بضمتين-: جمع رهن ك «سقف»، «سقف».
وإنما حكم به مع قلته: مراعاة لقول سيبويه: لا يقدم على جمع الجمع إلا بسماع، وكذلك قال يونس: رهان ورهن واحد.
وقال الكسائي والفراء: ورهن جمع رهان، كإزار وأزر، وثمار وثمر، وكأنهما لم يثبتا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/227]
مجيء فعل في فعل؛ فلهذا جعلاه جمع الجمع.
[فوجه رهان: أنه جمع رهن].
ووجه رهن: أنه جمع ثان، أو جمع الجمع.
ووجه رفع يغفر ويعذب: الاستئناف: إما بتقديره مبتدأ؛ فتكون اسمية أو بلا تقدير ففعلية.
ووجه الجزم: العطف على يحاسبكم [البقرة: 284].
وكتاب: مصدر كتب، ثم نقل إلى مطلق المكتوب، سواء قل أو كثر، وإلى المكتوب المدون، وكتب جمعه.
وعن ابن عباس أن الكتاب أكثر من الكتب ومعناه: أن كتابا إذا أريد به المصدر صدق على كل ما يكتب، وكتبا المجموعة في القرآن المراد [بها:] مفردات الشرائع، ولا خفاء [في] أن الأول أعم؛ لاندراج نحو: الصحف فيها.
ووجه التوحيد هنا [البقرة: 285]، وفي التحريم [الآية: 12] إرادة الواحد، وهو «القرآن» هنا و«الإنجيل» في التحريم.
أو يراد به الجنس، فيرادف الجمع ويعم [جميع] الكتب.
ووجه الجمع فيهما: إرادة جميع الكتب المنزلة.
ومن جمع [في] البقرة ووحد [في] التحريم جعله في الأول منسوبا للمؤمنين ومؤمنو كل ملة لهم (كتاب) فتعدد، وفي الثاني إلى مريم و(كتاب) ملتها واحد فتوحد.
وجه ياء يفرق [البقرة: 285] الحمل: على لفظ «كل»، والجملة إما في محل نصب على الحال، وإما في محل رفع خبر ثان.
ووجه النون: أن الجملة محلها نصب بقول محذوف، تقديره: يقولون: لا نفرق، أو نقول: وحاصله أنه يجوز مراعاة لفظ «كل» ومعناها: فمن راعى اللفظ قدره: يقول [ومن راعى المعنى قدره: نقول].
وهذا القول المقدر محله نصب على الحال، أو الخبر بعد خبر؛ قاله الحوفي، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في و"كتابه" [الآية: 285] هنا وفي "التحريم" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع.
وقرأ أبو عمرو وحفص ويعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتوحيد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا نفرق" [الآية: 285] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن الفعل لكل والباقون بالنون والمراد نفي الفرق بالتصديق، والجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر، وعلى الثاني محلها نصب بقول محذوف أي: يقولون لا تفرق إلخ، أو ويقول مراعاة للفظ كل، وهذا القول محله نصب على الحال أو خبر بعد خبر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وكتبه} [285] قرأ الأخوان بالتوحيد، والباقون بالجمع). [غيث النفع: 454]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285)}
{من ربه}
- قرأ علي بن أبي طالب: "آمن الرسول بما أنزل إليه والمؤمنون "، ولم يأت فيها "من ربه".
{والمؤمنون}
- قراءة الجماعة ".. إليه من ربه والمؤمنون" بالرفع عطفا على الرسول" أول الآية.
- وقرأ علي وابن مسعود "وآمن المؤمنون" بتكرار الفعل، أي: آمن الرسول.، وآمن المؤمنون".
- وتقدم في الآية /223 القراءة بالواو من غير همز "المومنون".
{وكتبه}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحفص وابن
[معجم القراءات: 1/432]
عامر وأبو عمرو في رواية كتبه على الجمع.
والجمع هو الاختيار عند مكي لعمومه، ولأن أكثر القراء عليه، واختارها الطبري أيضا، فهي أعجب القراءتين إليه.
- وقرأ نافع ويحيى بن يعمر وأبو عمرو من طريق اللؤلؤي "وكتبه" بإسكان التاء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن عباس وابن مسعود "وكتابه" على التوحيد، يريد القرآن، أو الجنس.
{ورسله}
- قرأ نافع ويحيى بن يعمر واللؤلؤي ويونس ومحبوب كلهم عن أبي
عمرو والحسن "ورسله" بإسكان السين.
- وقراءة الباقين بالضم «ورسله».
{وكتبه ورسله}
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وكتابه ولقائه ورسله" بزيادة
[معجم القراءات: 1/433]
"لقائه"، وإفراد "كتابه".
{لا نفرق}
- قرأ الجمهور لا نفترق بالنون.
- وقرأ ابن جبير وابن يعمر وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ويعقوب وخارجة عن أبي عمرو "لا يفرق" بالياء حملا على لفظ "كل" في قوله: "كل آمن بالله...."
قال الطبري: "ولا يعترض بشاذ من القراءة على ما جاءت به الحجة نقلا ورواية"، يريد أنه لا يحتج بهذه القراءة على قراءة الجماعة بالنون.
- وقال هارون: "وهي في مصحف أبي وابن مسعود "لا يفرقون" جعل على معنى كل بعد الجمل على اللفظ، وهي قراءة عصمة عن الأعمش.
- وقرأ يعقوب "لا يفرق" بالياء وفتح الراء.
- قرئ "لا نفرق " بفتح النون وضم الراء مخففة.
- وقرئ "لا تفرق" على الخطاب والنهي.
{المصير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/434]

قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "لا تُؤَاخِذْنَا" [الآية: 286] واوا مفتوحة وإبدالها ألفا من "أخطأنا" أبو عمرو بخلفه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر كوقف حمزة "ومعنى" الآية: كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من
[إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
تفريط وقلة مبالاة، أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم، فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة، لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وتفضلا، فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه، ويؤيد ذلك مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "وَاغْفِرْ لَنَا" [الآية: 286] أبو عمرو بخلف عن الدوري وتقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير أدغم هذا وجها واحدا، ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال لفظ "مولانا" [الآية: 286] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي ورويس وقاله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/463]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤاخذنا} [286] يبدل ورش همزه، ولا يمده قولاً واحدًا، راجع ما تقدم). [غيث النفع: 454]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أخطأنا} أبدله السوسي، وكذا حمزة إن وقف). [غيث النفع: 454]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إصرًا} لا خلاف في تفخيمه). [غيث النفع: 455]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين (286)}
{المصير * لا}
- قرأ بإدغام الراء في اللام وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{وسعها}
- قراءة الجماعة "وسعها" بضم الواو وسكون السين.
- وقرأ عكرمة "وسعها"، بكسر الواو وسكون السين.
- وقرأ ابن أبي عبلة "وسعها " بفتح الواو وكسر السين، على أنه فعل ماض.
- وعن ابن أبي عبلة أنه قرأ "وسعها" بفتح فسكون.
{لا تؤاخذنا}
- قرأ أبو جعفر وورش "لا تواخذنا" بإبدال الهمزة واوا مفتوحة وقفا ووصلا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{أخطأنا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني والسوسي "أخطانا" بإبدال الهمزة ألفا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ بتخفيف الهمز.
[معجم القراءات: 1/435]
قلت: لعله أراد بالتخفيف هذا الإبدال.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز "أخطأنا".
{ولا تحمل}
- قراءة الجماعة "ولا تحمل" مضارعا من حمل.
- وقرأ أبي بن كعب "ولا تحمل" بالتشديد من "حمل" المضعف.
- وقرأ عيسى بن سليمان "ولا يحمل" بالياء وتشديد الميم.
{إصرا}
- قراءة الجماعة "إصرا" بكسر فسكون.
- وروي عن عاصم "أصرا " بضم فسكون.
- وقرأ أبي بن كعب "آصارا" بالجمع.
{وأغفر لنا}
- أدغم الراء في اللام السوسي بلا خلاف، والدوري عن أبي عمرو بخلاف، وابن محيصن واليزيدي.
{مولانا}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والصغرى عن الأزرق وورش.
{الكافرين}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وابن ذكوان برواية الصوري والدوري والكسائي ورويس عن يعقوب.
- والتقليل فيه عن الأزرق وورش.
- والباقون قراءتهم فيه بالفتح، وكذا ابن ذكوان برواية الأخفش. وتقدم هذا في الآيتين/ 19، 34). [معجم القراءات: 1/436]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس