عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 08:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (283) إلى الآية (284) ]

{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (106 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الرَّاء وَكسرهَا وَإِدْخَال الْألف وإخراجها وَضم الْهَاء وتخفيفها من قَوْله {فرهان} 283
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (فرهن)
وَاخْتلف عَنْهُمَا عَنهُ مَا فروى عبد الْوَارِث وَعبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو (فرهن) سَاكِنة الْهَاء
وروى اليزيدي عَنهُ (فرهن) محركة الْهَاء
وروى عبيد بن عقيل عَن شبْل ومطرف الشقري عَن ابْن كثير (فرهن) سَاكِنة الْهَاء
وروى قنبل عَن النبال والبزي عَن أصحابهما وَمُحَمّد بن صَالح المري عَن شبْل عَن ابْن كثير (فرهن) مَضْمُومَة الْهَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {فرهان} بِكَسْر الرَّاء وَالْألف). [السبعة في القراءات: 194 - 195]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (107 - قَوْله {فليؤد الَّذِي اؤتمن أَمَانَته} 283
قَرَأَ حَمْزَة وَعَاصِم فِي رِوَايَة يحيى بن آدم عَن أبي بكر وَحَفْص عَنهُ {الَّذِي اؤتمن} بِهَمْزَة وبرفع الْألف
وَيُشِير إِلَى الْهمزَة بِالضَّمِّ فَقَالَ أَبُو بكر وَهَذِه التَّرْجَمَة لَا تجوز لُغَة أصلا
وروى خلف وَغَيره عَن سليم من حَمْزَة {الَّذِي اؤتمن} يشم الْهمزَة أَيْضا الضَّم
وَهَذَا خطأ لَا يجوز إِلَّا تسكين الْهمزَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {الَّذِي اؤتمن} سَاكِنة الْهمزَة وَهُوَ الصَّوَاب الَّذِي لَا يجوز غَيره الذَّال مَكْسُورَة وَبعدهَا همزَة سَاكِنة بِغَيْر إشمام الضَّم). [السبعة في القراءات: 195]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فرهن}
[الغاية في القراءات العشر: 207]
مكي وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فرهنٌ) [283]: بضمتين مكي، وأبو عمرو، والمنهال . ساكنة الهاء: عبد الوارث، والمنهال.
(الذي اؤتمن) [283]: بإشمام الضم عيسى، وقد مر ذكره في «الواضح».
والصحيح ترك الإشمام، وبه آخذ، وقال ابن أيوب عن ابن زروان عن حفص بغير همز ولا إشمام.
[المنتهى: 2/612]
الابتداء بهمزتين على الأصل في نظائره: ابن لاحق طريق الأدمي).[المنتهى: 2/613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وابن كثير (فرهان) بضم الراء والهاء من غير ألف، وقرأ الباقون بكسر الراء وبألف بعد الهاء). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {فرهن} (283) بضم الراء والهاء، من غير ألف.
[التيسير في القراءات السبع: 246]
والباقون: بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (فرهن) بضم الرّاء والهاء من غير ألف، والباقون فرهان بكسر الرّاء وفتح الهاء وألف بعدها). [تحبير التيسير: 316]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا) إلى صحيفة مجاهد " كتابًا، على الجمع ابن
[الكامل في القراءات العشر: 512]
مقسم، وابن حنبل، الباقون (كَاتِبًا)، وهو الاختيار يريد به جنس الكتاب، أي: من يكتب كتابًا بين المتبايعين فليدفع المشتري رهنًا ليتسلم المبيع.
(فَرُهُنٌ) ضم الراء والهاء مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والمنهال، والزَّعْفَرَانِيّ، ومسعود بن صالح، وأبو حيوة غير أن عبد الوارث، وابن معاذ، والزهداني، ومحبوبًا، وابن قدامة، وسعيد بن أبي الحسين عن أخيه، وعمرو، وابن عبيد، وسعيد بن عروبة عن قَتَادَة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وأبا حاتم عن ابْن كَثِيرٍ بإسكان الهاء، وهو الاختيار للخفة، الباقون (فَرِهَانٌ) بالألف.
(آثِمٌ) مشدد على الفعل (قَلْبَهُ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون (آثِمٌ) منون (قَلْبُهُ) رفع، وهو الاختيار لأن (قَلْبُهُ) نعت لـ (آثِمٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([283]- {فَرِهَانٌ} بضمتين: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (543 - وَ حَقٌّ رِهَانٍ ضَمُّ كَسْرٍ وَفَتْحَةٍ = وَقَصْرٌ .... .... .... ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([543] و(حقٌ) رهانٍ ضم كسرٍ وفتحةٍ = وقصرٌ ويغفر مع يعذب (سما) العلا
[544] (شـ)ذا الجزم والتوحيد في وكتابه = (شـ)ريفٌ وفي التحريم جمع (حـ)مى (عـ)لا
قوله: (وحق رهان)، أي: وحق جمع رهانٍ؛ فهو مبتدأ. و(ضم كسر..)، وما بعده الخبر.
وذلك أن الكسائي قال: رهن: جمع رهان، ورهان: جمع رهن. ومثله: ثمر: جمع ثمار. وثمار: جمع ثمرة، فهو عنده جمع الجمع. وكذلك قال الفراء.
وقال غيره: من: جمع رهن، كسُقُف وسَقْف.
وأنشد أبو عمرو بن العلاء محتجا لذلك:
[فتح الوصيد: 2/761]
بانت سعاد وأمست دونها عدن = وغلقت عندها من قبلك الرهن
وقال: «الرهان في الخيل، لا أعرف غير ذلك».
وقال يونس: «الرهن والرهان واحد عربيتان. والرهن في الرهن أكثر، والرهان في الخيل أكثر».
وقال أحمد بن يحيى: «الاختيار في جمع رهنٍ: رهانٌ، مثل: كبشٍ وكباش، وحبلٍ وحبالٍ».
وقال أبو جعفر: «الباب في هذا: رهانٌ، كما تقول: بغلٌ وبغال.
و(رهنٌ)، سبيله أن يكون جمع رهان، مثل: كتاب وكتب ... ومن قال فيه جمع رهن، كسَقفٍ وسُقفٍ، فليس هذا الباب».
يعني أن جمع فعلٍ على فُعُل، قليلٌ في الكلام). [فتح الوصيد: 2/762]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (541- وَ "حَقٌّ" رِهَانٍ ضَمُّ كَسْرٍ وَفَتْحَةٍ،.. وَقَصْرٌ وَيَغْفِرْ مَعْ يُعَذِّبْ "سَمَا" العُلا
أي: حق جمع رهان أن يكون مضموم الراء والهاء، وأن تحذف ألفه وهو المراد بقوله: وقصر فيقال: رهن يشير إلى أن رهن جمع رهان وهو قول الأكثر، ورهان جمع رهن وهو قياس جمعه كفرخ وفراخ وبغل وبغال وكبش وكباش، والرهن في الأصل مصدر، ثم استعمل استعمال الكتاب فكما يسمى المكتوب كتابا كذلك يسمى المرهون رهنا وقيل: رهن أيضا جمع رهن كسقف وسقف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/388]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (543 - وحقّ رهان ضمّ كسر وفتحة ... وقصر ويغفر مع يعذّب سما العلا
544 - شذا الجزم والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ بضم كسر الراء، وضم فتح الهاء وبالقصر أي بضم الراء والهاء وحذف الألف. فالمراد بالقصر: حذف الألف، فتكون قراءة الباقين بكسر الراء وفتح الهاء وإثبات ألف بعدها كما لفظ به). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (84- .... .... .... .... .... = رِهَانٌ حِمىً .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: رهان حمى أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب {فرهان} [283] كما لفظ به على أنه جمع رهن وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَرِهَانٌ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فَرُهُنٌ بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْهَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْهَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَمْرٍو وَوَرْشٍ فِي إِبْدَالِ هَمْزَةِ الَّذِي أُؤْتُمِنَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فرهانٌ} [283] بضم الراء والهاء من غير ألف، والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (519- .... .... .... .... = .... .... .... رهانٌ كسرة
520 - وفتحةٌ ضمًّا وقصر حز دوا = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (رهان كسرة وفتحة ضما): أي كسرة الراء وضمة الهاء، وقصر يعني حذف الألف فيصير فرهن مقبوضة لأبي عمرو وابن كثير على أنه جمع رهان عند الأكثرين ورهن أيضا كسقف وسقف، والباقون فرهان كما لفظ به وفهم من قيده جمع رهن على القياس مثل جمع كبش ونعل قوله: (فد) من الوفادة: وهي الورود على الكتاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (رهان) فقال:
ص:
وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا = يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/226]
(ن) ص كتابه بتوحيد (شفا) = ولا نفرّق بياء (ظ) رفا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو ودال (دوا) ابن كثير فرهن مقبوضة [البقرة: 283] بضم كسرة الراء وضم فتحة الهاء والقصر، وهو حذف الألف بعد الهاء.
والباقون بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فائدة: إذا ابتدأت بـ أوتمن [البقرة: 283] من قوله تعالى: فليؤدّ الذي اؤتمن [البقرة: 283] [قرأت] بهمزة مضمومة، وبعدها واو ساكنة.
وذلك لأن أصله «اأتمن» بهمزتين الأولى للوصل، والثانية فاء الكلمة، وقعت ساكنة بعد أخرى قبلها مضمومة؛ فوجب قلبها بمجانس حركة الأولى وهو الواو.
وأما في الدرج فتذهب همزة الوصل، فتعود الهمزة إلى حالها؛ لزوال موجب قلبها، بل تقلب الياء صريحة في رواية من أبدل الساكنة.
وإنما نبهت على هذا؛ لأن كثيرا ممن لا علم عندهم بالعربية من القراء يغلطون فيبتدئون بهمزة مكسورة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فرهن" [الآية: 283] فابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع رهن كسقف وسقف، وافقهما ابن محيصن واليزيدي

[إتحاف فضلاء البشر: 1/460]
والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها جمع رهن أيضا نحو: كعب وكعاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "فليؤد" واوا مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "الذي ائتمن" [الآية: 283] وصلا ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وجها واحدا، والتحقيق ضعيف، وإن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة، وأما تجويز أبي شامة زيادة المد على حرف المد المبدل، وبنى عليه جواز الإمالة في: الهدى ائتنا، فتعقبه في النشر وأطال في رده "وأجمعوا" على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة؛ لأن الأصل ائمتن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا، أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليم} تام، وفاصلة، ومنتهى ربع الحزب بإجماع، وهي أطول آية نزلت، وأولها {يا أيها الذين آمنوا إذا} ومع طولها لم تشتمل على حروف الم عجم لأنها نقصت الثاء المثلثة والزاي والظاء.
وفي القرآن آيتان أقصر منها وقد اشتملتا على حروف المعجم، الأولى في آل عمران وهي قوله تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} إلى {الصدور}.
الثانية في الفتح، وهي {محمد رسول الله} [29] إلى آخر السورة، ولهما بركات ظاهرة، ومنافع مجربة، ليس هذا محل ذكرها). [غيث النفع: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وإن كنتم على سفر}
{فرهان} [283] قرأ المكي والبصري بضم الراء والهاء من غير ألف، والباقون بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها). [غيث النفع: 453]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فليؤد} قرأ ورش بإبدال همزه واوًا، والباقون بالهمز.
{الذي اؤتمن} أبدل همزه حال الوصل ورش والسوسي ياء خالصة، لأن همزة الوصل تذهب في الدرج، فيصير قبلها كسرة، ولا يجانسها إلا الياء، وبعض من لا علم عنده يبدلها واوًا، وهذا لم يقل به قارئ ولا نحوي، والباقون بالهمزة.
فلو وقفت على {الذي} وابتدأت بــ {اؤتمن} بهمزة مضمومة للوصل، بعدها همزة ساكنة، فاء الكلمة، فوجب قلبها بمجانس حركة الأولى وهو الواو.
ولا مد فيه لورش كسائر نظائره نحو {ائت} [يونس: 15] و{ائذن لي} [التوبة: 49] لأنه من المستثنيات، لأن همزة الوصل عارضة والابتداء بها عارض، فلم يعتد بالعارض، وهذا هو الأصح، وعليه الداني في جميع كتبه، وبه قرأت، وبعضهم يبتدئ بهمزة مكسورة وهو خطأ لا شك فيه). [غيث النفع: 453]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليود الذي اؤتمن أمنته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه والله بما تعملون عليم (283)}
{ولم تجدوا كاتبا}
قرأ الجمهور... "كاتبا" على الإفراد، ولم يجز الطبري غيره.
- وقرأ أبي ومجاهد وأبو العالية وابن عباس والحسن وعكرمة والضحاك ".... كتابا " على أنه مصدر، أو هو جمع كصاحب وصحاب.
- وقرأ ابن عباس والضحاك والحسن وأبي "كتابا" جمع كاتب على أن كل نازلة لها كاتب.
- وحكى المهدوي عن أبي العالية "كتبا" جمع كتاب، وجمع اعتبارا بالنوازل أيضا.
- وقرأ أبو العالية "كتبا" بغير ألف على الجمع مثل شهاد وشهد.
[معجم القراءات: 1/423]
{فرهان}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو جعفر وشيبة "فرهان" جمع رهن نحو كتب وكعاب.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عباس وابن محيصن واليزيدي وحسين ومحبوب وخارجة والأصمعي والمنهال عن يعقوب "فرهن" بضم الراء والهاء.
قال الزجاج: ".... وذكر فيه غير واحد أنها قرئت "فرهن" ليفصل بين الرهان في الخيل وبين جمع «رهن» في غيرها، ورهن ورهان أكثر في اللغة، قال الفراء: رهن جمع رهان، وقال غيره: رهن جمع رهن مثل سقف وسقف...، والقراءة على رهن أعجب إلي لأنها موافقة للمصحف، وما وافق المصحف وصح معناه وقرأت به القراء فهو المختار، ورهان جيد بالغ".
- وقرأ ابن كثير وعبد الوارث وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو وعاصم وشهر بن حوشب "فرهن"
[معجم القراءات: 1/424]
- وتروى هذه عن أهل مكة.
{ فإن أمن بعضكم }
- قراءة الجماعة "فإن أمن......."
- وقرأ أبي بن كعب "فإن أومن.." رباعيا مبنيا للمفعول، أي: آمنه الناس،. قال أبو حيان: "هكذا نقل هذه القراءة عن أبي الزمخشري".
- وذكر السجاوندي أن أبيا قرأ "فإن ائتمن" افتعل من الأمن، أي: وثق بلا وثيقة صك أو رهن.
{ فليؤد}
- قرأ ورش وأبو جعفر "فليود" بإبدال الهمزة واوا مفتوحة في الحالين.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز "فليؤد"۔
{الذي أؤتمن}
- قرأ حمزة وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر، وكذا حفص عنه "الذي اوتمن" برفع الألف، ويشير بالضمة إلى الهمزة.
[معجم القراءات: 1/425]
قال ابن مجاهد: "وهذه الترجمة غلط"، كذا ذكر أبو حيان، والذي في السبعة: "وهذه الترجمة لا تجوز لغة أصلا".
- وروي خلف وغيره عن سليم وحمزة واليزيدي "الذي أؤتمن" يشم الهمزة أيضا الضم
قالوا: "وهذا خطأ لا يجوز إلا تسكين الهمزة"
وقال أبو حيان: "وفي الإشارة والإشمام المذكورين نظره".
- وقرأ ابن محيصن وورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي "الذي ايتمن" بإبدال الهمزة وصلا ياء من جنس سابقتها، أي من جنس همزة الوصل التي قبلها، وحركتها الكسر.
وصورة هذه القراءة في شرح المفصل "الذيتمن".
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف على الإبدال.
- وقرأ بإشمام الياء" الضم الشيزري والداجوني عن هشام عن ابن عامر واليزيدي عن أبي عمرو وأبو بكر عن عاصم والإشناني عن عبيد عن حفص وسليم عن حمزة وابن واصل والقرشي كلاهما عن الكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 1/426]
قرأ عاصم في شاذه "الذتمن" بإدغام التاء المبدلة من الياء التي أصلها الهمزة في تاء افتعل قياسا على "اتسر" في الافتعال من اليسر.
وذكر صورة هذه القراءة أبو حيان في النهر والبحر "اللذتمن" كذا بلامين، وهو سبق قلم، أو تحريف.
- وأما حذف ياء والذي، فإنما كان لالتقاء الساكنين: الأول: الياء، والثاني: التاء الأولى.
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن ابن محيصن، وهي كذلك عند الصفراوي وصورتها عندهما "الذي اتمن" قال: "جعل التشديد عوضا من الهمزة".
- وقد أثبت الياء على النحو الذي ترى، والصواب حذفها في الوصل لأنها ساكنة وما بعدها ساكن.
{ولا تكتموا الشهادة}
- قراءة الجماعة بتاء الخطاب "ولا تكتموا..." على النهي عن كتمان الشهادة.
- وقرأ السلمي "ولا يكتموا..." بالياء على الغيبة، وهو نهي أيضا.
{الشهادة}
- قرأ الكسائي في الوقف وكذا حمزة بخلاف عنه بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
[معجم القراءات: 1/427]
{فإنه آثم قلبه}
- قرأ الجمهور ".... آثم...." اسم فاعل من أثم، وقلبه: مرفوع على الفاعلية.
- وقرأ ابن أبي عبلة: "آثم قلبه". آثم: اسم فاعل، و"قلبه" بالنصب.
وذكر ابن هشام في "مغني اللبيب" أن مكيا وهم في هذه القراءة في جعل "قلبه" بالنصب تمييزا.
قال ابن هشام: "والصواب أنه مشبه بالمفعول به كحسن وجهه، أو بدل من اسم "إن" بدل بعض من كل، أي: في قوله تعالى: «فإنه آثم».
قلت كلام ابن هشام الذي تعقب به مكيا غير صحيح، فإن مكيا رد هذا الإعراب. قال في مشكل إعراب القرآن: "وأجاز أبو حاتم نصب قلبه "بـ" "آثم" ينصبه على التفسير، وهو بعيد؛ لأنه معرفة" أرأيت!!
وقال أبو حيان: "والكوفيون يجيزون مجيء التمييز معرفة، وقد خرجه بعضهم على أنه منصوب على التشبيه بالمفعول به نحو قولهم: مررت برجل حسن وجهه...، وهذا التخريج هو على مذهب الكوفيين جائز، وعلى مذهب المبرد ممنوع، وعلى مذهب سيبويه جائز في الشعر، لا في الكلام".
[معجم القراءات: 1/428]
- وقرأ ابن أبي عبلة: "فإنه أثم قلبه" بفتح الهمزة والثاء والميم، وتشديد الثاء، على أنه فعل ماض، وقلبه: بفتح الباء نصبا على المفعول، أي جعله آثما.
- وقرئ "إثم قلبه" على الإضافة، وعزيت ليحيى بن وثاب.
{تعلمون}
- قراءة الجماعة «تعملون» بتاء الخطاب.
- وقرأ السلمي "يعملون" بالياء على الغيبة جريا على قراءته السابقة "ولا يكتموا"). [معجم القراءات: 1/429]

قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (108 - وَاخْتلفُوا فِي الْجَزْم وَالرَّفْع من قَوْله {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} 284
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} جزما
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر {فَيغْفر لمن يَشَاء ويعذب من يَشَاء} رفعا). [السبعة في القراءات: 195]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فيغفر ويعذب) رفع شامي ويزيد وعاصم ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( {فيغفر ... ويعذب} [284]: رفع شامي غير أبي بشر، وبصري غير أبوي عمرو، وعاصم.
{ويعذب من} [284]: مدغم: أبو عمرو، وعلي، وخلفٌ، وقنبلٌ طريق أبي بكر والزينبي، وأبو ربيعة طريق الهاشمي، وابن فليح إلا ابن الرقي، وإسماعيل، وابن ديزيل، والشحام، وأبو نشيط طريق ابن بویان، وحمزه طريق علي وابن عطية وخالد والعبسي، وسليم طريق الدوري، وخلاد طريق الخنيسي). [المنتهى: 2/613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم وابن عامر (فيغفر ويعذب) بالرفع وقرأ الباقون بالجزم، وكل من أسكن الباء أدغم في الميم إلا ورشًا فإنه أظهر). [التبصرة: 173]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {فيغفر ... ويعذب} (284) برفعهما.
والباقون: بجزمهما). [التيسير في القراءات السبع: 247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب: (فيغفر ويعذب). برفعهما والباقون [بجزمهما] ). [تحبير التيسير: 316]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَيَغْفِرَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبَ) بالنصب الزَّعْفَرَانِيّ، وابن أبي يزيد عن ابن مُحَيْصِن، وأبو حيوة وحميد، وقرأ أبو جعفر، وشيبة، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح، وعَاصِم، والْعَبْسِيّ، وابْن سَعْدَانَ، وشامي غير أبي بشر، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وأيوب بالرفع، وهو الاختيار لأن جواب الشرط مضى في قوله: (يُحَاسِبْكُمْ)، الباقون بالجزم). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([284]- {فَيَغْفِرُ}، و{وَيُعَذِّبُ} رفع: عاصم وابن عامر). [الإقناع: 2/616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (543- .... .... .... .... = .... وَيَغْفِرْ مَعْ يُعَذِّبْ سَمَا الْعُلاَ
[الشاطبية: 43]
544 - شَذَا الْجَزْمِ .... .... = .... .... ..... ..... ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(سما): فعل ماضٍ، و(العلا): مفعولٌ. و(شذا الجزم): فاعلٌ.
والشذا: حدة الطيب، لأن الجزم عطف على {يحاسبكم به الله}، ففيه أخذ أول الكلام بآخره.
وقراءة الرفع على الاستئناف؛ أي فهو يغفر). [فتح الوصيد: 2/762]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [543] وحق رهان ضم كسر وفتحة = وقصر ويغفر مع يعذب سما العلا
[544] شذا الجزم والتوحيد في وكتابه = شريف وفي التحريم جمع حمى علا
ب: (الشذا): حدة ذكاء الطيب.
ح: (ضم كسرٍ): مبتدأ، (حق): خبر أضيف إلى (رهان)، والمراد: حق جمع رهان، و(فتحةٍ): عطف على (كسر)، و (قصرٌ): عطف على (ضم)، (يغفر): مبتدأ، (سما العلا شذا الجزم): خبره، (شذا): فاعل، (العُلا): مفعوله، أي: علاه، (التوحيد ... شريف): مبتدأ وخبر، (جمع حمى): مبتدأ، (علا): صفته، (في التحريم): خبره.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (ولم تجدوا كاتبًا فرهنٌ مقبوضةٌ) [283] بضم الراء والهاء في موضع الكسر والفتح مع القصر على أنه جمع (رهان) كـ (كتاب) و (كتب)، أو جمع (رهن) كـ (سقفٍ) و(سقف).
والباقون: {فرهان} بكسر الراء وفتح الهاء مع المد على أنه جمع
[كنز المعاني: 2/91]
(رهن)، كـ (حبل) و (حبال).
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [284] بالجزم فيهما عطفًا على {يحاسبكم}، والباقيان ابن عامر وعاصم- بالرفع فيهما على الاستئناف.
ثم قال: (والتوحيد في وكتابه)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (آمن بالله وملائكته وكتابه) [285] بالتوحيد على أن المراد به جنس الكتب، أو القرآن وإذا آمنوا به فقد آمنوا بالكتب كلها.
وقال: (التوحيد ... شريفٌ) لأن الشرف كله في القرآن.
ثم قال: وفي سورة التحريم قرأ أبو عمرو وحفص: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} على الجمع، والباقون بالتوحيد على أن المراد
[كنز المعاني: 2/92]
بالكتاب الإنجيل أو جنس الكتب). [كنز المعاني: 2/93] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}.
فقرءتا بالجزم عطفا على: {يُحَاسِبْكُمْ}، وبالرفع قرأ ابن عامر وعاصم على الاستئناف؛ أي: فهو يغفر ويعذب ثم ذكر تتمة رمز الجزم فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/388]
542- "شَـ"ـذَا الجَزْمِ وَالتَّوْحِيدُ فِي وَكِتَابِهِ،.. "شَـ"ـرِيفٌ وَفي التَّحْرِيمِ جَمْعُ "حِـ"ـمًى "عَـ"ـلا
شذا: فاعل سما في البيت الماضي، والعلا مفعول أي: طال شذا جزم يغفر مع يعذب العلا، والشذا حدة الطيب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/389]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (543 - .... .... .... .... .... = .... ويغفر مع يعذّب سما العلا
544 - شذا الجزم والتّوحيد في وكتابه ... شريف وفي التّحريم جمع حمى علا
.....
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة والكسائي فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ بجزم الراء في الفعل الأول والباء في الثاني فتكون قراءة الباقين برفع الفعلين). [الوافي في شرح الشاطبية: 229]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (84- .... .... .... .... .... = .... .... يَغْفِرْ يُعَذِّبْ حَمَى الْعُلاَ). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يغفر يعذب حمى العلا برفع أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب و(ألف) العلا وهو أبو جعفر {فيغفر} و{يعذب} [284] برفعهما على الاستئناف وعلم من الوفاق لخلف بجزم الفعلين عطفًا على يحاسبكم). [شرح الدرة المضيئة: 106]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَيَغْفِرُ، وَيُعَذِّبُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الرَّاءِ وَالْبَاءِ مِنْهُمَا، وَالْبَاقُونَ بِجَزْمِهَا، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ فِي إِدْغَامِ الرَّاءِ فِي اللَّامِ بِخِلَافِ وَالسُّوسِيِّ، بِلَا خِلَافٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ الْبَاءِ فِي الْمِيمِ مِنْ بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {فيغفر} [284] {ويعذب} [284] برفع الراء والباء، والباقون بجزمهما، وذكر إدغام الراء وإدغام الباء في الإدغام الصغير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 477]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (520- .... .... .... .... .... = يغفر يعذّب رفع جزمٍ كم ثوى
521 - نصّ .... .... .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا = يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى)
يعني قوله تعالى «فيغفر لمن يشاء ويعذب مّن يشاء» قرأه بالرفع فيهما ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعاصم كما في أول البيت الآتي والباقون بجزمهما؛ فالرفع على الاستئناف. أي فهو يغفر، والجزم عطفا على «يحاسبكم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 204]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب ونون (نص) عاصم فيغفر لمن يشآء ويعذّب من يشآء [البقرة: 284] برفعهما.
وقرأ الباقون بجزمهما.
وإنما قيد الرفع؛ ليعلم الضد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/228]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء" [الآية: 284] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم، وافقهم اليزيدي والأعمش، والباقون برفع الراء والباء على الاستئناف أي: فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها، وأدغم الراء في اللام السوسي والدوري بخلفه، وهو من الإدغام الصغير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم باء "يعذب" في ميم "من" قالون وابن كثير وحمزة بخلف عنهم وأبو عمرو والكسائي وخلف وتقدم ذلك في الإدغام الصغير، فصار قالون وابن كثير بالجزم وإظهار الراء وكذا الباء بخلفهما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/461]
وورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما وأبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء، وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بضمهما بلا إدغام فيهما، وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء وإدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/462]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يشاء} [284] و{فلأنفسكم} [272] و{الأرض} [273] إذا وق فعليها على قول وعلى الآخر الوقف على {أغنياء} و{الشهدآء} الأول، يوقف عليه لحمزة لأنه كسر همزة (إن} كما تقدم، فهو شرط، وجوابه {فتذكر} ومن فتح الهمزة لم يقف على {الشهدآء} لتعلق {أن} المفتوحة بما قبلها، و{الأخرى} وقوفها لا يخفى). [غيث النفع: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فيغفر} {ويعذب} [284] قرأ الشامي وعاصم برفع الراء والباء من الفعلين، والباقون بجزمهما.
وإذا اعتبرت هذا مع ما يأتي لهم من الإظهار والإدغام فيصير قالون والدوري والأخوان يجزمون الفعلين، وإظهار الراء، وإدغام الباء، وللدوري أيضًا إدغام الراء.
[غيث النفع: 453]
وورش والمكي بجزمهما، وإظهارهما، والإدغام للمكي وإن كان هو المشهور عنه وقطع له به غير واحد، ولم يحك فيه خلافًا كمكي وابن شريح وأبي الطاهر إسماعيل ابن خلف الأنصاري وابن بليمة الهواري وأبي الحسن طاهر بن غلبون، وبعضهم كابن سفيان قطع به للبزي قولاً واحدًا، وبعضهم كأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون قطع به لقنبل قولاً واحدًا فليس من طريقنا، ولذلك لم نذكره.
وقول الشاطبي: يعذب دنا بالخلف تبعًا لقول أصله: «واختلف عن قنبل وعن البزي أيضًا» خروج منهما رحمهما الله تعالى عن طريقهما، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
والسوسي بالجزم، مع الإدغام فيهما، والشامي وعاصم بضمهما مع الإظهار). [غيث النفع: 454]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير (284)}
{به الله}
- تقدمت قراءة ابن محيصن «به الله» بضم الهاء على الأصل.
انظر الآية /164 "فأحيا به الأرض".
{فيغفر... ويعذب}
- قرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وسهل والحسن "فيغفر.. ويعذب" بالرفع فيهما على الاستئناف.
[معجم القراءات: 1/429]
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والأعمش واليزيدي "فيغفر... ويعذب" بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم "وهو يحاسبكم".
- وقرأ الجعفي وخلاد وطلحة بن مصرف والأعمش وعبد الله بن مسعود. "يغفر.. ويعذب" بغير فاء، ومجزوما على البدل من "يحاسبكم"، وجاء كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود.
- وقرأ ابن عباس وعاصم الجحدري والأعرج وأبو حيوة وأبو العالية وابن غزوان عن طلحة "فيغفر.. ويعذب" بالنصب فيهما على إضمار "أن"، وهي عند ابن الأنباري ليست قوية في القياس.
[معجم القراءات: 1/430]
{فيغفر لمن}
أدغم الراء الساكنة في اللام السوسي والدوري وأبو عمرو بخلاف عنه وابن محيصن واليزيدي ويعقوب وهو من الإدغام الصغير.
- وقرأ قالون وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وورش بالجزم مع إظهار الراء "فيغفر لمن ".
{ويعذب من}
- وقرأ بإدغام الباء في الميم أبو عمرو والكسائي وخلف وقالون وابن كثير وحمزة واليزيدي وابن محيصن والأعمش، على خلاف عنهم في ذلك، وتفصيله كما يلي:
1- قالون وحمزة وابن كثير وورش "يعذب من" بالجزم وإظهار الباء.
- وروي عنهم مع ذلك الإدغام ماعدا ورشا فإنه على الإظهار مع الجزم، وجه واحد.
2- ونقل إظهار الباء عند الميم اليزيدي عن ابن كثير وقالون عن نافع والبزي.
3- وحمزة والكسائي وخلف بالجزم في الفعل مع إدغام الباء
[معجم القراءات: 1/431]
بخلاف عنهم
4. وأظهر الباء من رفع الفعل، وذلك عن عاصم وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب والحسن.
{يشاء.... يشاء}
- إذا وقف حمزة عليه في الموضعين أبدل الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر،. وسهل الهمزة مع المد والقصر، وكذلك يفعل هشام.
وسبق هذا في الآية /213 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/432]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس