عرض مشاركة واحدة
  #68  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (233) إلى الآية (234) ]

{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)}

قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (77 - وَاخْتلفُوا فِي نصب الرَّاء ورفعها من قَوْله {لَا تضار وَالِدَة} 233
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَأَبَان عَن عَاصِم {لَا تضار وَالِدَة} رفعا
وَكَذَلِكَ روى عبد الحميد بن بكار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر وأحسب الْأَخْفَش تَابعه
وَقَرَأَ نَافِع وَحَفْص عَن عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لَا تضار} نصبا
وَلَيْسَ عِنْدِي عَن ابْن عَامر فِي هَذَا شَيْء من رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَالْمَعْرُوف عَن أهل الشَّام النصب). [السبعة في القراءات: 183]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (78 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {إِذا سلمتم مَا آتيتم} 233
فكلهم قَرَأَ {مَا آتيتم} ممدودا
غير ابْن كثير فَإِنَّهُ قَرَأَ {مَا آتيتم} قصرا وَكَذَلِكَ قَرَأت على قنبل). [السبعة في القراءات: 183]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({لا تضار} رفع
[الغاية في القراءات العشر: 197]
مكي بصري وقتيبة). [الغاية في القراءات العشر: 198]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ما أتيتم} مقصور مكي). [الغاية في القراءات العشر: 198]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لا تضار} [233]: رفع: مكي، بصري غير أيوب، وقتيبة طريق النهاوندي، وأبو بشر. بالوجهين المفضل. بجزمه خفيفة يزيد طريق ابن شبيب). [المنتهى: 2/597]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ما أتيتم} [233]: مقصور مكي).[المنتهى: 2/598]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ولا تضار) بالرفع، وفتح الباقون). [التبصرة: 166]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (ما أتيتم) بالقصر، ومده الباقون على ما ذكرنا). [التبصرة: 166]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لا تضار} (233): برفع الراء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير : {ما أتيتم} (233): بالقصر. وكذا في الروم (39) :{وما أتيتم من ربا}.
والباقون: بالمد). [التيسير في القراءات السبع: 239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير [وأبو عمرو ويعقوب] : (لا تضار) برفع الرّاء، وأبو جعفر بإسكانها مخفّفة والباقون بفتحها.
ابن كثير: (ما أتيتم) بالقصر وكذلك في الرّوم (وما أتيتم من ربًّا) والباقون بالمدّ). [تحبير التيسير: 305]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" إن تتمَّ " بالتاء مفتوحة (الرَّضَاعَةُ) رفع مجاهد بن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، وعباد عن الحسن، ابن أرقم عن الحسن كذلك إلا أنه بالياء (الرِّضَاعَة) بكسر الراء ابن أبي عبلة، وأبو حيوة، وقرأ مجاهد " الرضعة " بغير ألف مع رفع التاء، الباقون (يُتِمَّ) بالياء وضمها (الرَّضَاعَةَ) بفتح الراء ونصب التاء وبالألف، وهو الاختيار لقوله: (لِمَن أَرَادَ)، والإرادة إذا أضيفت إلى الحي كانت حقيقةً، وإن أضيفت إلى الرضاعة كانت مجازًا والحقيقة أولى من المجاز كيف، وقد قال: (وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا)، (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا) بالنون ونصب النفمر الشافعي، وجنيد بن عمر والعدواني عن ابْن كَثِيرٍ ولولا خلات المصحف لاخترناه ليكون الفعل للَّه لكن المصحف متبع، الباقون (لَا تُكًفُ (تُكَلَّفُ) بالتاء (نَفْسٌ) رفع وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولقوله: (لَا تُضَارَّ)، (وُسْعَهَا) بفتح الواو ابن أبي عبلة " الباقون بضم الواو، وهو الاختيار؛ لأنها أشهر اللغات (لَا تُضَارَّ) ساكنة الراء الفضل عن أبي جعفر، والحسن هكذا الهاشمي عن أبي جعفر، (وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ)، أبان (لَا تُضَارَّ) بكسر الراء وضم الراء ها هنا مكي بصري غير أيوب، وابن مقسم وقُتَيْبَة طريق النهاوندي، وأبو خالد عنه، وابن أبي عبلة، وأبان بن يزيد وهو الاختيار لقوله: (لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ)، وأيضًا وإن كان نهي جاز ضمه كما قالوا في مد بالضم والفتح بالكسر احتمل الخبر والنهي فالضم أولى لاجتماع المعنيين؛ إذ معنيان أولى من معنى واحد، الباقون بفتح الراء). [الكامل في القراءات العشر: 505]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([233]- {لا تُضَارَّ} برفع الراء: ابن كثير وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/608]
[233]- {مَا آتَيْتُمْ} بالقصر، وكذلك {مَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} في [الروم: 39]: ابن كثير). [الإقناع: 2/609]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (511- .... .... وَالْكُلُّ أَدْغَمُوا = تُضَارَرْ وَضَمَّ الرَّاءَ حَقٌّوَذُو جَلاَ). [الشاطبية: 41]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (512 - وَقَصْرُ أَتَيْتُمْ مِنْ رِباً وَأَتَيْتمُو = هُنَا دَارَ وَجْهاً لَيْسَ إِلاً مُبَجَّلاَ). [الشاطبية: 41]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {تضار}، فوجه القراءة بالرفع، أنه جاء تابعًا لما قبله، وهو قوله: (لا تكلف}. فهو نفي لا نهي.
قال أبو عبيد: «وأحسبهما آثرا الرفع لقوله: {لا تكلف نفسٌ}، فأتبعا الرفع الرفع نسقا عليه، وجعلاه خبرًا بمعنى النهي. وقد يأتي الأمر بلفظ الخبر، كقوله: {يتربصن بأنفسهن}. وكذلك النهي».
ومن قرأ {لا تضار} بفتح الراء، فهو جزم بالنهي.
والفتح يختار في التضعيف إذا كان قبله فتحٌ أو ألف للموافقة. كقولك: عض زیدًا وضار بكرا.
[فتح الوصيد: 2/717]
وإنما قال: (وضم الراء) ولم يقل ورفع الراء ضرورة، لأن الحركة في إحدى القراءتين للبناء، والأخرى للإعراب. فلا بد من الإخلال باسم إحداهما.
فلو قال: ورفع الراء، للزم من ذلك أن تكون القراءة الأخرى بالنصب وهي بالفتح؛ فقال: (وضم الراء)، لأن الأخرى بالفتح.
وقوله: (تضارر)، اختلف فيه؛ فقيل: أصله: تضارر، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود، وإليه ذهب الفراء وغيره.
وفي قراءة ابن عباس: (تضارر)، وإليه ذهب الزجاج.
فقال أبو القاسم شيخنا رحمه الله: (تضارِرْ) و(تُضَارَرْ)، ذاهبا إلى تصویب المذهبين جميعًا.
و{ولدةٌ} على ذلك، مفعولٌ لما لم يسم فاعله.وعلى القول الآخر فاعلة.
فمن فتح، فمعناه: لا تُمنع من إرضاع ولدها وهي راضية بما رضي به غيرها ولا تمنع من نفقته.
وعلى الكسر، تكون فاعلة، ومعناه: لا تتعدى في طلب ما ليس لها من الأجر، ولا تضار بالامتناع من الإرضاع.
{ولا مولود له}، داخل في حكم ما قبله على المعنيين.
وقوله: (وذو جلا)، أي: وذو انكشاف وظهور). [فتح الوصيد: 2/718]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([512] وقصر أتيت من ربًا وأتيتمو = هنا (د)ار وجهًا ليس إلا مبجلا
يقال أتى إليه إحسانًا بالقصر، أي فعل ذلك؛ ومنه قوله تعالى: {إنه كان وعده مأتيًا}، أي مفعولًا.
ومن قرأ {ءاتيتم} بالمد، فمعناه: أعطيتم؛ وحقيقته: إذا سلمتم إليهن ما أردتم إعطائه. وهو كقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلوة}.
وقوله: (دار وجهًا): في (دار)، ضميرٌ يعود على أتيتم.
و(وجهًا)، منصوب على التميز. واسم ليس: مسترٌ، وهو يعود علی الوجه.
والمبجل: الموقر.
وأشار بذلك إلى طعن من طعن على هذه القراءة كقول ابن الأنباري: «لا يحتمل أن يكون معناه غير ما جئتم بالمعروف من المجيء».
قال: «وليست في هذا الموضع حسنة».
فدار وجهه على ما قدمته مبجلا عن مثل هذا الطعن). [فتح الوصيد: 2/719]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [511] وضم يخافا فاز والكل أدغموا = تضارر وضم الراء حقٌ وذو جلا
ح: (ضم): مبتدأ، (يخافا): مضاف إليه، (فاز): جملة خبره، (تضارر): مفعول (أدغموا)، و(ضم): مبتدأ، (حق): خبره، و (ذو جلا): عطف، وقصرت (جلا): ضرورة، أي: ضم الراء ثابت ذو انكشاف وظهور.
ص: أي: قرأ حمزة: {إلا أن يخافا ألا يقيما} [229] بضم الياء على بناء المجهول، و{ألا يقيما}: بدل من فاعل {يخافا} بدل الاشتمال، نحو: (خيف زيدٌ شره)، والباقون: بفتح الياء على بناء
[كنز المعاني: 2/61]
الفاعل، و{ألا يقيما}: مفعول به.
ثم قال: كل القراء أدغموا: {لا تضار والدة بولدها} [233] على بناء الفاعل أو المفعول، لكن ... أبو عمرو وابن كثير يضمان الراء على أنه إخبار بمعنى النهي، والباقون: يفتحونها على أنه نهي، وفتح الراء لالتقاء الساكنين، وكون الفتح أخف نحو: {من يرتد} [المائدة: 54] ). [كنز المعاني: 2/62] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [512] وقصر أتيتم من ربًا وأتيتم = هنا دار وجهًا ليس إلا مبجلا
ب: (المبجل): الموقر والمعظم.
ح: (دار): خبر (قصر)، (وجهًا): تمييز، والجملة بعده، صفته، واسم (ليس): ضمير الوجه، (مبجلا): خبره.
ص: يعني: قرأ ابن كثير: {أتيتم من ربًا} في الروم [39]، و{إذا سلمتم ما أتيتم} هنا [233] بقصر الهمزتين من (أتى أمرًا عظيمًا): إذا فعل، والباقون بالمد من الإيتاء بمعنى الإعطاء.
[كنز المعاني: 2/62]
ومدح وجه القصر بأنه وجه معظم، خلافًا لمن عابه بأن القصر لا يكون إلا من المجيء، وليس هذا موضعه). [كنز المعاني: 2/63]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله سبحانه: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ} أصله: لا تضارر بكسر الراء الأولى أو بفتحها مبنيا للفاعل أو للمفعول على اختلاف في تفسيره، والكل صحيح المعنى في الآية أدغمت الراء الأولى في الثانية فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي ومن فتح فهو نهي انجزمت الراء له، ففتحت؛ لالتقاء الساكنين، كقولك: لا تعض زيدا؛ لأن المدغم ساكن، ومثله في المائدة: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ} وقرئ {مَنْ يَرْتَدِدْ} على الأصل، ولم يقرأ هنا تضارر فقوله: وضم الراء يعني: الراء المشددة الثانية من الراءين المدغمة والمدغم فيها، وإنما قال الناظم: وضم الراء ولم يقل ورفع الراء؛ لأن القراءة الأخرى بالفتح؛ لأنها حركة بناء فلا بد من الإخلال بإحدى العبارتين، وقوله: وذو جلا؛ أي: ذو جلاء بالمد؛ أي: انكشاف وظهور ويروى بفتح الجيم وكسرها، وذو جلا ليس برمز، وكذا قوله: في آخر آل عمران: وذو ملا؛ لأن الواو فاصلة ولا تجعل الواو في ذلك كالواو في وحكم صحاب على ما تقدم في شرح الخطبة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/358]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (510- وَقَصْرُ أَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا وَأَتَيْتمُو،.. هُنَا "دَ"ارَ وَجْهًا لَيْسَ إِلا مُبَجَّلا
{آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا}، في سورة الروم وهنا: {إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ}
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/358]
فالقصر بمعنى فعلتم، والمد بمعنى أعطيتم، وفي دار ضمير يعود على وقصر أتيتم، ووجها تمييز أو حال أو مفعول فعل مضمر كما تقدم في قوله: وجها على الأصل أقبلا، واسم ليس: ضمير يعود إلى الوجه، والمبجل الموقر يثني على قراءة القصر خلافًا لمن عابها، وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم -رحمه الله- إنما قال: ليس إلا مبجلا؛ لأن قصره من باب المجيء لا من باب الإعطاء، وإنما يتضح بتبجيله مع تفسير: سلمتم بالإخلاص من المنة والخصام من قوله: سبحانه: {مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا}، أي سالمة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/359]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (511 - .... .... .... والكلّ أدغموا ... تضارر وضمّ الرّاء حقّ وذو جلا
وكل القراء أدغموا الراء الأولى في الثانية في لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها فقرءوا براء واحدة مشددة، وضم هذه الراء ابن كثير وأبو عمرو وفتحها غيرهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 219]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (512 - وقصر أتيتم من ربا وأتيتمو ... هنا دار وجها ليس إلّا مبجّلا
قرأ ابن كثير: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً في الروم، إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، في هذه السورة بقصر الهمزة فيهما، والمراد بالقصر حذف الألف بعدها، وقرأ غيره بالمد أي
بإثبات حرف المد أي: الألف بعد الهمزة في الموضعين. والتبجيل: التعظيم). [الوافي في شرح الشاطبية: 220]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (79- .... .... .... .... .... = .... .... وَاقْرَأْ تُضَارَ كَذَا وَلَا
80 - يُضَارَ بِخِفٍّ مَعْ سُكُونٍ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واقرأ تضار كذا ولا يضار بخف مع سكون إلخ أي قرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر {لا تضار والدة} [233] كذا {ولا يضار كاتب} [282] بتخفيف الراء مع إسكانها وهو معنى قوله: بخف مع
[شرح الدرة المضيئة: 101]
سكون، وسكون الراء على نية الوقف كمن سكن سماء وعلم من الوفاق أن يعقوب قرأ بالرفع والتشديد على النفي وأن خلفا بالفتح والتشديد على النهى). [شرح الدرة المضيئة: 102] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تُضَارَّ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِرَفْعِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا. وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي سُكُونِهَا مُخَفَّفَةً، فَرَوَى عِيسَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ وَابْنِ جَمَّازٍ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/227]
طَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ مَعَ إِسْكَانِهَا كَذَلِكَ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ آخِرَ السُّورَةٍ، وَرَوَى ابْنُ جَمَّازٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ وَعِيسَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ تَشْدِيدَ الرَّاءِ وَفَتْحَهَا فِيهِمَا، وَلَا خِلَافَ عَنْهُمْ فِي مَدِّ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/228]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ هُنَا وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا فِي الرُّومِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِقَصْرِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا مِنْ بَابِ الْمَجِيءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ مِنْ بَابِ الْإِعْطَاءِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: الْمَدِّ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنَ الرُّومِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَعْطَيْتُمْ وَكَقَوْلِهِ وَآتَى الزَّكَاةَ بِخِلَافِ هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ فَإِنَّ الْقَصْرَ فِيهِمَا عَلَى مَعْنَى فَعَلْتُمْ وَقَصَدْتُمْ وَنَحْوَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا فَهِيَ بِخِلَافِ قَوْلِهِ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/228]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {لا تضار} [233] برفع الراء، والباقون بنصبها، وأسكن الراء مخففة أبو جعفر بخلاف عنه، وكذا خفف {ولا يضار كاتبٌ} [282] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 469]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {ما آتيتم بالمعروف} هنا [233]، وفي الروم [39] {وما آتيتم من ربًا} [قصر الهمزة، والباقون بمدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 469]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (497- .... .... .... تضار حق = رفعٌ وسكّن خفّف الخلف ثدق
498 - مع لا يضار .... .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (498- .... .... وأتيتم قصره = كأوّل الرّوم دنا ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (تضارّ حق الخ) أي قرأ بالرفع أي رفع الراء مع تشديدها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والباقون بالنصب وهو الفتح مع التشديد أيضا، إلا أبا جعفر فإنه اختلف عنه في إسكان الراء مع تخفيفها كما بينه أيضا، فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي، ومن فتح فعلى أنه نهى انجزمت الراء به ففتحت للساكنين، ووجه التخفيف مع الإسكان أنه مضارع من ضاره يضيره ويضوره بمعنى ضر مرفوع إجراء له في الوصل مجرى الوقف قوله: (ثدق) أي جاوز وكثر، يقال ثدق المطر: إذا تجاوز وزاد ما ثادق: أي سائل، وكذا السحاب.
مع لا يضار وأتيتم قصره = كأوّل الرّوم (د) نا وقدره
يعني قوله تعالى: ولا يضارّ كاتب في آخر البقرة؛ اختلف أيضا عن أبي جعفر في إسكان رائه مع تخفيفها، ولا خلاف في فتحها وتشديدها عن الباقين قوله: (وأتيتم قصره) أي قرأ ابن كثير «إذا سلمتم ما أتيتم» بالقصر للهمزة،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 196]
وكذلك في الروم «وما أتيتم من ربا» والباقون بالمد فيهما، فالقصر بمعنى فعلتم والمد بمعنى أعطيتم قوله: (كأول الروم) احترز بذلك عن قوله تعالى فيها «وما اتيتم من زكاة» فإنه لا خلاف في مده). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 197]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ضمّ يخافا (ف) ز (ثوى) تضار (حق) = رفع وسكّن خفّف الخلف (ث) د ق
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ومدلول (ثوى) [يعقوب وأبو جعفر] إلا أن يخافا أن [البقرة: 229] بضم الياء، والباقون بفتحها.
وقرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير لا تضارّ والدة [البقرة: 233] بتشديد الراء وضمها، والباقون بتشديدها [وفتحها] إلا ذا ثاء (ثر) أبو جعفر فروى عنه عيسى من غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب، وابن جماز من طريق الهاشمي عيسى من طريق ابن مهران وغيره عن ابن شبيب- تشديد الراء، وفتحها فيهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/205]
ولا [خلاف] عن العشرة في المد للساكن.
وجه [ضم] يخافا: أن أصله: يخاف الحكام الزوجين على ألا يقيما؛ من المعدى لواحد بنفسه.
والثاني بالحرف على حد فإذا خفت عليه [القصص: 7]، ثم بنى للمفعول؛ اختصارا، فحذف الفاعل، وناب الزوجان؛ لكونهما مفعولا صريحا.
ثم حذف على الصورة.
[وأما] «أن» فموضعها نصب عند سيبويه للمباشرة، وجر عند الخليل والكسائي بالمقدرة.
ويجوز أن يكون: ألّا يقيما [البقرة: 229] بدل اشتمال من الزوجين كخيف بكر تركه حدود الله، ويكون معدى [إلى واحد].
ووجه الفتح: أنه بناء للفاعل، وأسنده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق، وأوقعه على ألّا يقيما من المعدى إلى واحد.
وأما تضآرّ [البقرة: 233] فالحجازيون وأسد يفتحون كل مضاعف مدغم مجزوم، وتميم وكثير من قيس يكسرونه، وبعضهم يضم مضموم الأول وعليه قوله:
فغضّ الطّرف إنّك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فوجه الرفع أن «لا» نافية ومعناه: النهي؛ طلبا لمشاكلة الطرفين، وجاز أن يكون جزما اتباعا على التميمية.
[ووجه] الفتح: جزمه بـ «لا» الناهية [مناسبة للثاني].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/206]
ولما أريد تخفيف المثلين أدغم عند غير أبي جعفر، وحرك الثاني؛ ليصح الإدغام.
ووجه الحذف: المبالغة في التخفيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/207] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل حرفي أبي جعفر فقال:
ص:
مع لا يضار وأتيتم قصره = كأوّل الرّوم (د) نا وقدره
ش: أي: قرأ ذو دال (دنا) ابن كثير إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف [البقرة: 233]، «هنا» وأتيتم من ربا أول الروم [الآية: 39]- بحذف الألف، والباقون بإثباتها بعد الهمزة.
تنبيه:
إنما ترجم مع كشف [اللفظ] الوجه [لأجل الضد ومن رّبا قيد لأولى (الروم) [الآية: 39] ولا خلاف في مد ثاني الروم ومآ ءاتيتم من زكاة [الآية: 39].
وجه قصر البقرة: أنه بمعنى «جئتم»] أي: جئتم به المراضع على حد فأتت به قومها تحمله [مريم: 27]، ثم حذف المفعولان؛ لأن «أو» بمعنى فعلتم وفسر بذلتم، ومنه كان وعده مأتيّا [مريم: 61]، أي: مفعولا، فيتعدى لواحد.
ووجه المد: أنه بمعنى: أعطى؛ ليتعدى لمفعولين متناسبين يجوز الاقتصار على أحدهما، وحذفهما فيصح، أي: ما آتيتموهم إياه.
ووجه قصر الروم: أنه من المتعدى لواحد، وقد استوفاه.
ووجه المد: أنه من أعطى، أي: أي شيء أعطيتم للناس من الربا؟
ولم يقصر الثاني تبعا للمد معهما، نحو: وءاتوا الزّكوة [البقرة: 43] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/207]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("عن" ابن محيصن "تتم" بفتح الياء من تم "الرضاعة" بالرفع أسند الفعل إلى الرضاعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا تُضَار" [الآية: 233] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب برفع الراء مشددة؛ لأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فرفع فلا نافية ومعناه النهي للمشاكلة من حيث إنه عطف جملة خبرية على مثلها، من حيث اللفظ وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ أبو جعفر بسكونها مخففة من رواية عيسى غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب، وابن جماز من طريق الهاشمي، وكذلك ولا يضار كاتب آخر السورة قيل: من ضار يضير ويكون السكون لإجراء الوصل مجرى الوقف، وروى ابن جماز من طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران تشديد الراء وفتحها فيهما، ولا خلاف عنهم في مد الألف للساكنين وعن الحسن براءين مفتوحة فساكنة، والباقون بفتحها مشددة على أن لا ناهية فهي جازمة فسكنت الراء الأخيرة للجزم، وقبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحركنا الثاني لا الأول، وإن كان الأصل للأول وكانت فتحة لأجل الألف إذ هي أختها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وغلظ الأزرق لام "فصالا" بخلف عنه للفصل بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم يعقوب الهاء من "عليهما" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوف" [الآية: 233] هنا "وما أتيتم من ربا" أول الروم فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء أي: جئتم وفعلتم،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/440]
والباقون بالمد من باب الإعطاء فهو متعد لاثنين واتفقوا على مد ثاني الروم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/441]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لا تضآر} [233] قرأ المكي والبصري، برفع الراء، والباقون بالفتح، ولا خلاف عنهم في المد لالتقاء الساكنين). [غيث النفع: 437]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فصالاً} اختلف عن ورش في تفخيم اللام وترقيقها، والوجهان صحيحان، والتفخيم مقدم). [غيث النفع: 437]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ما ءاتيتم} قرأ المكي بقصر الهمزة، فالألف عنده صورتها، والباقون بالمد، أي بإثبات الألف بعد الهمزة). [غيث النفع: 437]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)}
{أَوْلَادَهُنَّ}
- قرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه «أولادهنه».
{أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}
- قرأ الجمهور «أن يتم الرضاعة» بالياء من «أتم»، ونصب الرضاعة، وفتح الراء.
- قال الطبري: «وهي قراءة عامة أهل المدينة والعراق والشام».
- وقرأ أبو رجاء والجارود بن أبي سبرة، وطلحة بن مصرف وابن أبي عبلة «أن يتم الرضاعة، بالياء من «أتم»، والرضاعة منصوب، والراء مكسورة.
[معجم القراءات: 1/320]
- وقرأ مجاهد وابن محيصن وابن عباس في رواية «أن يتم الرضاعة» برفع الميم، وقد جاء رفع الفعل بعد «أن» في كلام العرب، وقد ترك إعمال «أن» حملا على «ما» أختها في كون كل منهما مصدرية، وهذا رأي البصريين، أما الكوفيون فهي عندهم المخففة من الثقيلة.
- قال أبو حيان: «والقراءة المنسوبة إلى مجاهد وما سبيله هذا لا تبنى عليه قاعدة».
- قال الزمخشري: «وأن يتم الرضاعة برفع الفعل تشبيهاً ل «أن» ب «ما» لتأخيهما في التأويل».
- وقرأ مجاهد والحسن وحميد وابن محيصن وأبو رجاء، وهي رواية الحلبي عن عبد الوارث «أن تتمَّ الرَّضاعةُ» الفعل بالتاء، والرضاعة: رفع به، وهو بفتح الراء.
- وقرأ أبو حنيفة وابن أبي عبلة والجارود بن أبي سبرة وأبو رجاء وأبو حيوة «أن تتمَّ الرَّضاعة» الفعل بالتاء والرَّضاعة: مرفوع، وهو بكسر الراء، وقالوا: هي لغة بعض تميم.
[معجم القراءات: 1/321]
- وروي عن ابن عباس أنه قرأ «أن يكمل الرضاعة».
- كما روي عن ابن عباس «أن تكملوا الرضاعة».
- وروي عن مجاهد أنه قرأ «... الرضعة»، على وزن القصعة.
{الرضاعة}
- قرأ الكسائي وحمزة في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها بخلف عنهما.
{رزقهن}
- قرأ يعقوب بهاء السكت في الوقف «رزقهنه».
{وكسوتهن}
- قراءة الجماعة «كسوتهن» بكسر الكاف.
- وقرأ طلحة والسلمي عن علي رضي الله عنه «كسوتهن» بضم الكاف، وهما لغتان، كسوة وكسوة.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت «كسوتهنه».
{لا تكلف نفس}
- قراءة الجمهور «لا تكلف نفس»، الفعل مبني للمفعول، والفاعل هو الله تعالى، وحذف للعلم به.
- وقرأ أبو رجاء والحسن بن صالح «لا نكلف نفسه» بفتح التاء، أي: لا تتكلف، وارتفع «نفس» على الفاعلية.
[معجم القراءات: 1/322]
- وروى أبو الأشهب عن أبي رجاء أنه قرأ « لا نكلف نفسا» بالنون، ونفسا: مفعول به. والفعل مسند إلى ضمير الله تعالى.
{وُسّعَهَا}
- قرأ ابن أبي عبلة «... إلا وسعها» بفتح الواو.
{لَا تُضَاَرً واَلِدَة}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن جماز من طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران «لا تضار والدة» بفتح الراء، جعلوه تهيأ، فسكنت الراء الأخيرة للجزم، وسكنت الراء الأولى للإدغام، فالتقى ساكنان، فحرك الأخير منهما بالفتح لموافقة الألف التي قبل الراء لتجانس الألف والفتحة، وهذه القراءة المعروفة عن أهل الشام، ورجح الطبري هذه القراءة، والإدغام لغة تميم.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبان عن عاصم وقتيبة عن الكسائي وابن محيصن ويعقوب واليزيدي:
«لا تضار والدة» برفع الراء المشددة، فهو فعل مضارع قبله «لا» النافية، ومعناه النهي للمشاكلة من حيث إنه عطف جملة خبرية
[معجم القراءات: 1/323]
على مثلها من حيث اللفظ، وهو قوله تعالى: «لا تكلف نفسه»، فالجملة الأولى: «لا تكلف...» خبرية لفظا ومعنى، والثانية: «لا تضار» خبرية لفظا نهيية في المعنى.
- وعن الحسن أنه قرأ «لا تضار» بالتاء وكسر الراء المشددة على النهي.
- وروي عنه أنه قرأ «لا يضار» بالياء وكسر الراء المشددة على النهي.
- وقرأ أبو جعفر الصفار وأبو جعفر يزيد بن القعقاع والأعرج والكسائي عن المفضل عن عاصم «لا تضار» بالسكون مع التشديد، أجرى الوصل فيه مجرى الوقف.
- وروي عن أبي جعفر الصفار والأعرج وأبو جعفر من رواية عيسى وابن جماز من طريق الهاشمي «لا تضار» بإسكان الراء وتخفيفها، وهي من ضار يضير، وهو مرفوع، أجري الوصل فيه مجرى الوقف. قال الزمخشري: «اختلس الضمة، فظنه الراوي سكونا».
قال أبو حيان: «وهذا على عادته في تغليط القراء وتوهيمهم، ولا نذهب إليه».
- وقرأ ابن مسعود وأبان والضحاك وابن نبهان كلهم عن عاصم
[معجم القراءات: 1/324]
والحسن وعمر بن الخطاب «لا تضارر» بفك الإدغام وفتح الراء الأولى وسكون الثانية، وهي لغة الحجاز.
- وقرأ ابن عباس والأعرج وأبان عن عاصم «لا تضارر» بفك الإدغام، وكسر الراء الأولى وسكون الثانية، وهي لغة الحجاز.
- قرأ عمر بن الخطاب وكاتبه «لا تضرر» براءين مفتوحة فساكنة، وأثبت ابن خالويه هذه القراءة بكسر الراء الأولى «لا تضرر».
{الوارث}
- قراءة الجماعة «الوارث» اسم فاعل من «ورث».
- قرأ يحيى بن يعمر «الورثة» جمع وارث.
- وعن ابن مسعود أنه قرأ «وعلى الوارث ذي الرحم المحرم مثل ذلك» وهي قراءة تحمل على التفسير.
{أرادا}
- قراءة الجماعة «أرادا» بألف الاثنين إشارة للزوجين.
- وقرئ «أراده» على الإفراد، أي: الزوج.
{فصالا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق اللام وتغليظها؛ للفصل بالألف، والوجهان صحيحان، والتغليظ مقدم
- والباقون بالترقيق.
- قراءة الجماعة «فصالا» بالألف.
[معجم القراءات: 1/325]
- وقرأ معمر بن شمير الأعرابي «فصلا» بدون الألف.
{فلا جناح عليهما}
- روى القاسم بن عبد الوارث عن الدوري إدغام الحاء في العين،
وتقدم مثل هذا في الآية/۲۳۱.
قال في النشر: «والإظهار هو الأصح وعليه العمل».
{عليهما}
- قراءة يعقوب بضم الهاء على الأصل «عليهما».
- وقراءة الجماعة بكسر الهاء لمناسبة الياء «عليهما».
{سلمتم ما آتيتم}
- قرأ ابن كثير ومجاهد وقنبل «أتيتم» بالقصر.
- وروى شيبان عن عاصم «أوتيتم» على البناء للمفعول.
- وقرأ باقي السبعة «آتيتم» بالمد). [معجم القراءات: 1/326]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَوَفَّوْنَ) بفتح الياء فيهما المفضل، والباقون على ما لم يسم فاعل وهو الاختيار لقوله: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 505]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يتوفون) [234، 240]: بفتح الياء فيهما المفضل).[المنتهى: 2/598] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف" لحمزة على "في أنفسهن، وفي أنفسكم" بالتحقيق مع عدم السكت ومع السكت على الياء قبل الهمزة وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة، وأما التسهيل بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/441]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر وقف يعقوب بالهاء على "أنفسهن" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/441]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير (234)}
{يُتَوَفَّوْنَ}
- قراءة الجمهور «يُتَوَفَّوْنَ» بضم الياء مبنية للمفعول.
[معجم القراءات: 1/326]
- وقرأ علي والمفضل عن عاصم «يتوفَون» بفتح الياء مبنية للفاعل. ومعنى هذه القراءة أنهم يستوفون آجالهم، وقال ابن مجاهد: «ولا يقرأ بها».
{بِأَنفُسِهِنَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت «بأنفسهنه».
{أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}
- قراءة الجمهور «... وعشرا» ومعناه: عشر ليال، ولذلك حذفت التاء.
- وقرأ ابن عباس «وعشر ليال» فصرح بالمعدود.
{أَجَلَهُنّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه «أجلهنه».
{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}
- انظر التعليق على «فلا جناح عليهما» في الآية السابقة والآية / ۲۳۰.
{فِي أَنفُسِهِنّ}
- قرأ حمزة بتحقيق الهمز مع عدم السكت على الساكن قبله في حالة الوقف.
- وقرأ أيضا بتحقيق الهمز مع السكت على الياء قبل الهمزة حاله التوقف.
- وقرأ حمزة بالنقل، أي بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهو الياء، وحذف الهمزة في الوقف: «فِي أَنفُسِهِنَّ»، كذا صورة القراءة.
- والوجه الرابع المنقول عنه في الوقف هو الإدغام، وهو أن يقلب الهمزة حرف لين - أي ياء. من جنس ما قبلها، ثم يدغم الياء الأولى
[معجم القراءات: 1/327]
في الثانية، فيصير لدينا حرف لين مشددة، وصورة القراءة «في نفسيهن».
- قال في النشر بعد ذكر هذه القراءات: «والصحيح الثابت رواية في هذا النوع هو النقل ليس إلا، وهو الذي لم أقرأ بغيره على أحد من شيوخي، ولا آخذ بسواه، والله الموفق».
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت «في أنفسهنة»، وقد سبق ذكره قبل قليل.
{خَبِير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/328]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس