عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (163) إلى الآية (164) ]

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}

قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}

قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (54 - وَاخْتلفُوا فِي التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وتصريف الرِّيَاح} 164
فَقَرَأَ ابْن كثير {الرّيح} على الْجمع فِي خَمْسَة مَوَاضِع فِي الْبَقَرَة هَهُنَا وَفِي الْحجر (وَأَرْسَلْنَا الرّيح لوقح) 22 وَفِي الْكَهْف (تَذْرُوهُ الرّيح) 45 وَفِي الرّوم اثْنَتَانِ الْحَرْف الأول (أَن يُرْسل الرّيح مُبَشِّرَات) 46 وَفِي الجاثية (وتصريف الرّيح) 5 وَالْبَاقِي {الرّيح}
وَقَرَأَ نَافِع {الرّيح} فِي اثني عشر موضعا هَهُنَا وَفِي الْأَعْرَاف (يُرْسل الرّيح) 57 وَفِي إِبْرَاهِيم {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح} 18 وَفِي الْحجر (الرّيح لوقح) وَفِي الْكَهْف (تَذْرُوهُ الرّيح) وَفِي الْفرْقَان (أرسل الرّيح) 48 وَفِي النَّمْل (يُرْسل الرّيح) 63 وَفِي الرّوم اثْنَتَانِ (أَن يُرْسل الرّيح مُبَشِّرَات) و(يُرْسل الرّيح فتثير) 48 وَفِي فاطر (أرسل الرّيح) 9 وَفِي حم عسق {إِن يَشَأْ يسكن الرّيح} 33 وَفِي الجاثية (وتصريف الرّيح)
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو من هَذِه الاثني عشر حرفا حرفين الرّيح فِي إِبْرَاهِيم {اشتدت بِهِ الرّيح} وَفِي حم عسق {يسكن الرّيح}
وَالْبَاقِي {الرّيح} على الْجمع مثل نَافِع
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر مثل قِرَاءَة أبي عَمْرو
وَقَرَأَ حَمْزَة الرّيح على الْجمع فِي موضِعين فِي الْفرْقَان (أرسل الرّيح) وَفِي الرّوم الْحَرْف الأول (الرّيح مُبَشِّرَات) وسائرهن الرّيح على التَّوْحِيد
وَقَرَأَ الْكسَائي كَقِرَاءَة حَمْزَة وَزَاد عَلَيْهِ فِي الْحجر (الرّيح لوقح)
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي تَوْحِيد مَا لَيست فِيهِ ألف وَلَام). [السبعة في القراءات: 172 - 173]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الرياح) كل القرآن، إلا في {والذاريات}، يزيد وافقه نافع، إلا في ريح سليمان، والحج، وسبحان ههنا، وفي الحجر والكهف، وأول الروم، والجاثية. [الغاية في القراءات العشر: 188]
{الرياح} مكي في الفرقان، وأول الروم كوفي غير عاصم- وزاد الكسائي في الحجر الآخرون مثل نافع إلا في إبراهيم، وعسق). [الغاية في القراءات العشر: 189]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الرياح} [164]: ألف في كل القرآن، إلا في الحج [31]، والذاريات [41] يزيد. هنا وفي الأعراف [57]، وإبراهيم [18]، والحجر [22]، والكهف [45]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والحرف الثاني من الروم [48]، وفاطر [9]، وعسق [33]، والجاثية [5]، بغير ألف فيه إلا في الفرقان هما، وخلف. زاد
[المنتهى: 2/587]
علي في الحجر. وافق مكي في الأعراف، والنمل، والروم، وفاطر، وزاد في الفرقان.
الباقون بألف إلا في إبراهيم، وعسق. زاد جمعهما نافع. وافق أبو بشر في إبراهيم، وزاد في سبحان [69]).[المنتهى: 2/588]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في توحيد الريح وجمعها في أحد عشر موضعًا، فقرأ حمزة والكسائي بالتوحيد هنا وفي الكهف والجاثية، وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالتوحيد في الأعراف والنمل والروم الثاني منها وفاطر وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ نافع في إبراهيم والشورى بالجمع وقرأ الباقون بالتوحيد فيهما، وقرأ حمزة بالتوحيد في الحجر وقرأ الباقون بالجمع، وقرأ ابن كثير بالتوحيد في الفرقان وقرأ الباقون بالجمع، فهذه أحد عشر موضعًا). [التبصرة: 162]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {وتصريف الريح} (164)، هنا، وفي الكهف (45)، والجاثية (5): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
[التيسير في القراءات السبع: 234]
وابن كثير، وحمزة، والكسائي: في الأعراف (57)، والنمل (63)، والثاني من الروم (48)، وفاطر (9): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
وحمزة: في الحجر (22): بالتوحيد.
وابن كثير: في الفرقان (48): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع.
ونافع: في إبراهيم (18)، والشورى (33): بالجمع.
والباقون: بالتوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (وتصريف الرّياح) هنا وفي الكهف والجاثية بالتّوحيد، وابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف في الأعراف والنمل والثّاني من الرّوم وفاطر بالتّوحيد، والباقون بالجمع وحمزة وخلف في الحجر بالتّوحيد، وابن كثير في الفرقان بالتّوحيد، والباقون بالجمع ونافع وأبو جعفر في إبراهيم
[تحبير التيسير: 297]
والشورى بالجمع.
قلت: وأبو جعفر في الإسراء والأنبياء وسبأ وص بالجمع والله الموفق. والباقون بالتّوحيد). [تحبير التيسير: 298]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وتصريف الريح) وفي الكهف. " تذروه الريح "، وفي الجاثية " وتصريف الريح " [كوفي] غير عَاصِم وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، ولا خلاف في (الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ) أنها جمع إلا ما حكي عن طَلْحَة أنه مفرد وليس بصحيح، وفي الأعراف، والروم " يرسل الريح "، وفي فاطر، والنمل " يرسل الريح " مكي وكوفي غير عَاصِم وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، وابْن مِقْسَمٍ، وفي الفرقان " أرسل الريح " مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وفي الحج " أو تهوي به الرياح " ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ والهاشمي عن أبي جعفر واتفقوا على توحيد (الرِّيحَ الْعَقِيمَ)، وفي الحجر " الريح لواقح، الْأَعْمَش وأبو حنيفة، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وفي سبحان (اَلريَح)، وفي الأنبياء، وسبأ وصاد بألف أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وافق أبو بشر في سبحان، وفي إبراهيم كنافع، وفي إبراهيم، وعسق (الرياح) بالألف مدني، وابْن مِقْسَمٍ، والزعفراني.
قال أبو الحسين: خلف في الحجر كالكسائي وهو غلط إذ المفرد والجماعة بخلاف قال العراقي " ولئن أرسلنا رياحًا " وهكذا كل نكرة أبو جعفر بالألف في قول العراقي وهو خطأ؛ لأن المفرد والجماعة بخلاقه، وهو اختيار ابْن مِقْسَمٍ إلا في (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ)، وافق الحسن، والْجَحْدَرِيّ وقَتَادَة، وأحمد في رياح الرحمة دون التسخير والعذاب، وهو الاختيار لاتفاق أكثر الناس عليه ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحا). [الكامل في القراءات العشر: 494]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([164]- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} هنا وفي [الكهف: 45]، [والجاثية: 5] بالتوحيد: حمزة والكسائي.
وفي [الأعراف: 57]، [والنمل: 63]، والثاني من [الروم: 48]، [وفاطر: 9] بالتوحيد: ابن كثير وحمزة والكسائي.
وفي [الحجر: 22] بالتوحيد: حمزة.
وفي [الفرقان: 48] بالتوحيد: ابن كثير، الباقون بالجمع.
في [إبراهيم 18]، [والشورى: 33] بالجمع: نافع، الباقون بالتوحيد). [الإقناع: 2/605]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (490- .... .... وَالرِّيحَ وَحَّدَا = وَفي الكَهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلاَ
[الشاطبية: 39]
491 - وَفي النَّمْلِ وَاْلأَعْرَافِ وَالرُّومِ ثَانِياً = وَفَاطِرِ دُمْ شُكْراً وَفي الْحِجْرِ فُصِّلاَ
492 - وَفي سُورَةِ الشُّورى وَمِنْ تَحْتِ رَعْدِهِ = خُصُوصٌ وَفي الْفُرْقَانِ زَاكِيهِ هَلَّلاَ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {الريح}: فمن وحد، فيحتمل أن يراد به الجنس، فيرجع إلى معنى الجمع. فالريح يقوم مقام الرياح.
[فتح الوصيد: 2/680]
قال بعضهم: «ولذلك أنثت، لأن معناها الجماعة».
ومن قرأ {الريح} بالجمع، فلأنه جمع ريح .والمراد الرياح المختلفة المجاري في مهابها مشرقًا ومغربًا وغير ذلك.
واتفقوا على توحيد المنكر من ذلك، كقوله {ولئن أرسلنا ريحًا}.
وأما ما فيه الألف واللام، فالخلاف منه في أحد عشر موضعًا.
وستأتي مبينة في الأبيات.
وقوله: (وفي الكهف معها)، أي مع البقرة، وهو قوله تعالى: {تذروه الريح}.
وفي الشريعة: {وتصريف الريح}.
(وصلا)، يعني حمزة والكسائي. فهذه ثلاثة.
[491] وفي النمل والأعراف والروم ثانيًا = وفاطر (د)م (شـ)كرًا وفي الحجر (فـ)صلا
وفي النمل: {ومن يرسل الريح}، وفي الأعراف: {وهو الذي يرسل الريح نشرًا}، والثاني في سورة الروم: {الذي يرسل الريح فتثير سحابًا}.
ولم يختلفوا في الأول أنه على الجمع لقوله: {مبشرتً}.
[فتح الوصيد: 2/681]
وفي فاطر: {والله الذي أرسل الريح}، وفي الحجر: {وأرسلنا الريح}.
فهذه خمسة.
[492] وفي سورة الشورى ومن تحت رعده = (خـ)صوص وفي الفرقان (ز)اكيه (هـ)للا
وفي الشوری: {إن يشأ يسكن الريح}.
(ومن تحت رعده)، يعني في إبراهيم: {اشتدت به الريح}.
وفي الفرقان: {أرسل الريح نشرًا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورًا}.
وهذه ثلاثة، قرأ نافع جميعها بالجمع؛ تفرد من ذلك بسورة إبراهيم والشوری.
وقرأ ابن كثير خمسة مواضع منها بالتوحيد؛ تفرد من ذلك بسورة الفرقان.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم بالتوحيد في ما تفرد به نافع فجمعه.
وقرأ حمزة جميع ذلك بالتوحيد، إلا الذي في الفرقان؛ وتفرد مما قرأه بالتوحيد في سورة الحجر.
وقرأ الكسائي بالتوحيد إلا في الحجر، حيث تفرد بالتوحيد حمزة، وإلا في الفرقان حيث تفرد به ابن كثير.
وقوله: (خصوص)، لأن القراء اختصوا به دون نافع.
[فتح الوصيد: 2/682]
وقوله: (زاكيه هللا): الهاء في (زاكيه) تعود على الموضع.
وهلل، إذا قال: لا إله إلا الله.
والزكي و الزاكي واحد؛ يشير إلى ذكر الله عند النعمة التي تحصل بالغيث.
وكذلك قوله: (دم شكرًا).
والمواضع التي جاء ذكر الريح فيها لغير المطر، لم يشر فيها كما فعل في غيرها، كالذي في البقرة، والكهف، والجائية.
واعلم أن الذي في الأعراف والفرقان والنمل والروم وفاطر، تقوى فيه الحجة لقراءة التوحيد عندي، ويظهر معناها ظهورًا واضحًا.
وذلك أن هذه السور، ذكر فيها الريح التي تتقدم المطر، وهي واحدة، لأن العرب تقول: الجنوب تجمع السحاب، والشمال تعصره وتأتي بالمطر.
ففي الأعراف: {وهو الذي يرسل الريح نشرًا بين يدى رحمته} يعني ريح الجنوب، لتقدمها قبل المطر وجمعها للسحاب.
وكذلك في الفرقان والنمل.
وقد ظهر هذا المعنى في سورة الروم، حيث قال سبحانه: {يرسل الريح فتثير سحابًا}، وكذلك في فاطر.
ومعن القراءة بالجمع في هذه المواضع، أنها لما كانت تجيء متكررة أبدًا، كانت جمعًا). [فتح الوصيد: 2/683]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [489] وفي يعملون الغيب حل وساكنٌ = بحرفيه يطوع وفي الطاء ثقلا
[490] وفي التاء ياءٌ شاع والريح وحدا = وفي الكهف معها والشريعة وصلا
ح: (الغيب): مبتدأ، (حل): خبره، (في يعملون): ظرفه، و(يطوع): مبتدأ و(ساكن): خبره، (بحرفيه): ظرف، أي: في موضعيه، والهاء: لـ (يطوع)، (في الطاء): ظرف (ثقلا)، والمعنى: نقل التثقيل في الطاء نحو:
.............. = .............. يجرح في عراقيبها نصلي
و(في التاء ياءٌ): خبر ومبتدأ، و(شاع): خبر آخر لـ (يطوع)، و (الريح): مفعول (وحدا)، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي، (في الكهف): عطف على محذوف، أي: ههنا وفي الكهف، وضمير (معها): للبقرة، و(معها): حال،
[كنز المعاني: 2/41]
و(الشريعة): عطف على (الكهف)، (وصلا): جملة مستأنفة، وضمير التثنية: لحمزة والكسائي.
ص: أي: قرأ أبو عمرو: {عما يعملون، ومن حيث خرجت} [149 -150] على ياء الغيبة، لقوله: {ولكل وجهةٌ} [148]، والباقون: على تاء الخطاب لقوله: {فاستبقوا الخيرات} [148].
ثم قال: (يطوع) في الموضعين: (ومن يطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ) [158]، (فمن يطوع خيرًا فهو خيرٌ له) [184] قرأ حمزة والكسائي بإسكان العين وتشديد الطاء وإبدال التاء بالياء المثناة تحت على أنه (يتطوع) أدغم التاء في الطاء وجزم العين بالشرط، والباقون {تطوع} [158، 184] الماض من التطوع بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين.
ثم قال: (والريح وحدا)، أي: قرأ حمزة والكسائي: (وتصريف الريح) ههنا [البقرة: 164] (الريح) بالتوحيد، وكذلك في الكهف: (تذروه الريح) [45]، وفي الجاثية سورة الشريعة -: (وتصريف الريح) [5]
[كنز المعاني: 2/42]
قرءا بالتوحيد، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس.
والباقون على الجمع في المواضع الثلاثة). [كنز المعاني: 2/43] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [491] وفي النمل والأعراف والروم ثانيًا = وفاطر دم شكرًا وفي الحجر فُصلا
ح: (ثانيًا): حال، إذ المعنى: الذي في الروم، (شكرا): تمييز، (دم): أمر بمعنى الدعاء، أي: دام شكرك.
ص: أي: قرأ ابن كثير مع حمزة والكسائي على التوحيد في سورة النمل: (ومن يرسل الريح نشرًا) [63]، وفي الأعراف: (وهو الذي يرسل الريح) [57]، والثاني من سورة الروم: (الله الذي يرسل الريح فتثير) [48] بخلاف الأول، وهو: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} [46]، إذ لا خلاف في جمعه.
وكذلك وحدوا في فاطر: {والله الذي أرسل الريح} [9].
وتفرد حمزة بتوحيد: {وأرسلنا الريح لواقح} في الحجر [22]، وخالف غيره لأجل قلوه: {لواقح}، كما جمعوا في الروم لقوله:
[كنز المعاني: 2/43]
{مبشراتٍ}.
وحجة حمزة: أن المراد بالريح الجمع.
[492] وفي سورة الشورى ومن تحت رعده = خصوص وفي القرآن زاكيه هللا
ح: (خصوص): مبتدأ، ما قبله: خبره، والهاء في (رعده): للقرآن، وكذلك في (زاكيه): وهو: مبتدأ، (هللا): خبره، (في الفرقان): ظرف الخبر.
ص: أي: وحد القراء غير نافع في سورة الشورى: {إن يشأ يسكن الريح} [33]، وفيما تحت الرعد سورة إبراهيم -: {كرمادٍ اشتدت به الريح} [18].
وتفرد ابن كثير بتوحيد: (وهو الذي أرسل الريح نشرًا) في الفرقان [48] ويفهم التوحيد من قوله: (هللا) إذا وحد الله بأن قال: لا إله إلا الله). [كنز المعاني: 2/44]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (488- وَفي التَّاءِ يَاءٌ "شَـ"ـاعَ وَالرِّيحَ وَحَّدَا،.. وَفي الكَهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلا
كان ينبغي أن يبين بالتقييد لفظ التاء من لفظ الياء؛ فإنهما متفقان في الخط، وعادته بيان ذلك كقوله: بالثا مثلثا وكثيرا نقطة تحت نفلا فلو قال:
وفي التاء يا نقطها تحت وحد الر،.. ياح مع الكهف الشريعة شمللا
لاستغنى بالرمز آخر البيت للمسألتين كما تقدم في كفلا أي قرأ هاتين القراءتين من شملل أي أسرع وأراد: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/333]
وَالسَّحَابِ}، وفي الكهف: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}. وفي الجاثية: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}، قرأ حمزة والكسائي هذه المواضع الثلاثة بالتوحيد أي بلفظ الإفراد وهو: الريح، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس وأجمعوا على توحيد ما جاء منكرا نحو: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا}، وعلى توحيد بعض المعرف نحو: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}، والهاء في معها تعود إلى السورة التي نحن فيها وهي سورة البقرة.
489- وَفي النَّمْلِ وَالأَعْرَافِ وَالرُّومِ ثَانِيًا،.. وَفَاطِرِ "دُ"مْ "شُـ"ـكْرًا وَفي الحِجْرِ "فُـ"ـصِّلا
أي وافقهما ابن كثير على التوحيد في هذه السورة، وإعراب قوله: دم شكرا كما تقدم في دم يدا أي ذا شكر أو دام شكرك فهو أمر بمعنى الدعاء والذي في النمل: {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا}.
وفي الأعراف: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}.
والثاني الذي في الروم: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا}.
وأما الأول فيها فمجموع بالإجماع وهو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}، وثانيا: حال؛ لأن المعنى وفي الذي في الروم ثانيا، واختص حمزة بتوحيد الذي في الحجر وهو قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}، وخالفه غيره؛ لأجل قوله: لواقح كما جمعوا الذي في الروم؛ لأجل قوله تعالى: "مبشرات"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/334]
وحجة حمزة أن ذلك غير مانع؛ لأن المراد بالمفرد الجمع فلواقح مثل "نشرا" بضم النون؛ لأنه جمع نشور في قراءة ابن كثير، وأما الكسائي فلا يلزمه ذلك؛ لأنه يقرأ بفتح النون.
490- وَفي سُورَةِ الشُّورى وَمِنْ تَحْتِ رَعْدِهِ،.. "خُـ"ـصُوصٌ وَفي الفُرْقَانِ "زَ"اكِيهِ "هَـ"ـلَّلا
يعني قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ}، وفي سورة إبراهيم: {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ}، وفي الفرقان: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا}.
انفرد نافع بجمع الذي في الشورى وإبراهيم، وانفرد ابن كثير بتوحيد الذي في الفرقان، وقوله: خصوص مبتدأ خبره ما قبله أي خصوص لبعض القراء دون بعض، والهاء في رعده كما تقدم في امتحانه فإن الريح وإن كانت مؤنثة يعود الضمير إليها مذكرا باعتبار أنها حرف القراءة وموضعها، والهاء في زاكيه للموضع أيضا أو للتوحيد المفهوم من قوله: واحدا وهلل إذا قال: لا إله إلا الله، وهذا آخر الكلام في مسألة الرياح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/335]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (490 - .... .... .... والرّيح وحّدا ... وفي الكهف معها والشّريعة وصّلا
491 - وفي النّمل والأعراف والرّوم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصّلا
492 - وفي سورة الشّورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هلّلا
...
وقرأ حمزة والكسائي أيضا بتوحيد لفظ الرِّياحِ* أي بحذف الألف فتسكن الياء في هذه السورة وتصريف الرّيح، وفي الكهف تذروه الرّيح، وفي سورة الشريعة وهي الجاثية وتصريف الرّيح. وانضم إليهم ابن كثير في توحيد لفظ الرِّياحِ* في السور الآتية: النمل ومن يرسل الرّيح بشرا، والأعراف وهو الّذى يرسل الرّيح بشرا. وفي الموضع الثاني من الروم الله الّذى يرسل الرّيح واحترز به عن الموضع الأول وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ. فلا خلاف في قراءته بالجمع، وفي فاطر وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ. وانفرد حمزة بقراءة هذا اللفظ بالإفراد في الحجر وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ وقرأ السبعة إلا نافعا بالتوحيد في سورة الشورى إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ وفي السورة التي تحت الرعد وهي إبراهيم كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فتكون قراءة نافع بالجمع في السورتين. وقرأ البزي وقنبل عن ابن كثير بالتوحيد في سورة الفرقان وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً وقرأ غيرهما بالجمع). [الوافي في شرح الشاطبية: 212]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الرِّيَاحِ هُنَا، وَفِي الْأَعْرَافِ وَإِبْرَاهِيمَ، وَالْحِجْرِ وَسُبْحَانَ، وَالْكَهْفِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالنَّمْلِ، وَالثَّانِي مِنَ الرُّومِ، وَسَبَأٍ، وَفَاطِرٍ، وَص، وَالشُّورَى، وَالْجَاثِيَةِ، فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى الْجَمْعِ فِي الْخَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ إِلَّا فِي سُبْحَانَ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَسَبَأٍ، وَص، وَوَافَقَهُ ابْنُ كَثِيرٍ هُنَا، وَالْحِجْرِ، وَالْكَهْفِ، وَالْجَاثِيَةِ، وَوَافَقَهُ هُنَا وَالْأَعْرَافِ، وَالْحِجْرِ وَالْكَهْفِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالنَّمْلِ، وَثَانِي الرُّومِ، وَفَاطِرٍ، وَالْجَاثِيَةِ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ، وَاخْتَصَّ حَمْزَةُ، وَخَلَفٌ بِإِفْرَادِهَا سِوَى الْفُرْقَانِ وَافَقَهُمَا الْكِسَائِيُّ إِلَّا فِي الْحِجْرِ وَاخْتَصَّ ابْنُ كَثِيرٍ بِالْإِفْرَادِ فِي الْفُرْقَانِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْجَمْعِ فِي أَوَّلِ الرُّومِ، وَهُوَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ،
[النشر في القراءات العشر: 2/223]
وَعَلَى الْإِفْرَادِ فِي الذَّارِيَاتِ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ فِي مُبَشِّرَاتٍ وَالْإِفْرَادِ فِي الْعَقِيمَ، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي الْحَجِّ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ، فَرَوَى ابْنُ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ.
وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَغَازِلِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ كِلَاهُمَا عَنْهُ بِالْجَمْعِ فِيهِ، وَالْبَاقُونَ بِالْإِفْرَادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/224]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {الرياح} بالتوحيد هنا [164]، وفي الأعراف [57]، والكهف [45]، والنمل [63]، وثاني الروم [48]، وفاطر [9]، والجاثية [5]، وافقهم ابن كثير في الأعراف [57]، والنمل [63]، والروم [48]، وفاطر [9]، واختص وحده بموضع الفرقان [48]، واختص حمزة وخلف بالحجر [22]، والباقون بالجمع، واختص أبو جعفر بالجمع في إبراهيم [18]، وسبحان [69]، والأنبياء [81]، وسبأ [12]، وص [36]، والشورى [33]، واختلف عنه في الحج [31]، ووافقه نافع في إبراهيم والشورى). [تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (479- .... .... .... .... والّريح هم = كالكهف مع جاثيةٍ توحيدهم
[طيبة النشر: 64]
480 - حجرٍ فتىً الاعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نملٍ دم شفا الفرقان دع
481 - واجمع بإبراهيم شورى إذ ثنا = وصاد الاسرى الأنبيا سبا ثنا
482 - والحجّ خلفه .... .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (والريح) يريد قوله تعالى: وتصريف الرياح والسحاب قوله: (هم) أي حمزة والكسائي وخلف يقرءونه الريح قوله: (كالكهف) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف الذين دل عليهم شفا الريح هنا وفي الكهف والجاثية بالتوحيد، والباقون الرياح بالجمع في الثلاثة مع جاثية: أي مع الذي في الجاثية وهو قوله تعالى: وتصريف الرياح آيات يقرءونه كذلك قوله: (قوله توحيدهم) أي توحيدهم في ذلك ثابت صحيح.
حجر (فتى) الأعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
أي الذي في الحجر، وهو قوله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح قرأه بالتوحيد حمزة وخلف والباقون بالجمع قوله: (الأعراف) يريد قوله تعالى: الله الذي يرسل الرياح نشرا قوله: (ثاني الروم) يعني قوله تعالى: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات فإنه لا خلاف في جمعه لأجل مبشرات قوله: (مع فاطر) يعني قوله تعالى: والله الذي أرسل الرياح قوله: (نمل) يعني قوله تعالى: ومن يرسل الرياح قوله: (دم شفا) أي قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف المواضع الأربعة بالتوحيد، والباقون بالجمع قوله: (فرقان) يعني قوله تعالى: وهو الذي أرسل الرياح قرأه ابن كثير بالتوحيد.
واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا = وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا
أي وقرأ بالجمع في إبراهيم، يعني قوله تعالى: اشتدت به الرياح وفي شورى وهو قوله تعالى: إن يشأ يسكن الريح لنافع وأبي جعفر قوله: (ثنا) أي عطف فهو فعل ماض قوله: (وصاد الخ البيت) يعني وقرأ بالجمع في ص وهو قوله تعالى: فسخرنا له الريح وفي الإسراء «قاصفا من الريح» وفي الأنبيا «ولسليمان الريح عاصفة» وفي سبأ «ولسليمان الريح غدوها شهر» أبو جعفر في
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 188]
الأربعة والباقون بالتوحيد قوله: (ثنا آخر البيت) ممدود قصر للوقف، وهو اسم ومعناه الارتياح.
والحجّ خلفه ترى الخطاب (ظ) ل = (إ) ذ (ك) م (خ) لا خلف يرون الضّمّ (ك) ل
يعني واختلف عن أبي جعفر في حرف الحج، وهو قوله تعالى: أو تهوى به الريح ووجه جمع أبي جعفر هذه المواضع أنه أجزل وأعم وأكثر دلالة على عجيب الصنع؛ ولأن الريح لها انتشار وتفرق أجزاء، ووجه الإفراد أن المراد الجنس، ألا ترى إلى قول الشاعر:
ولو أن ما بى بالحصا فلق الحصا = وبالريح لم يسمع لهن هبوب
فوحد الرياح وأراد به الجنس بدليل قوله لهن، ومن فرق بين المواضع لاحظ المعنيين، والله سبحانه وتعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 189]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل الريح فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/188]
ص:
حجر (فتى) الاعراف ثاني الرّوم مع = فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا = وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا
ش: أي: اختلف في الريح هنا وفي الأعراف، وإبراهيم، والحجر، وسبحان، [والكهف]: والأنبياء، والفرقان، والنمل، وثاني الروم، وسبأ، وفاطر، وص، والشورى، والجاثية، فقرأ مدلول (شفا) حمزة وعلى وخلف المعبر عنهم بـ «هم» بالتوحيد في البقرة وتصريف الريح [164]، وفي الكهف تذروه الريح [45] وبالجاثية تصريف الريح [5]، ووحد مدلول (فتى) حمزة وخلف، وأرسلنا الريح لواقح في الحجر [22].
ووحد ذو دال (دم) ابن كثير ومدلول (شفا) وهو الذي يرسل الريح بالأعراف [:
57] والله الذي يرسل الريح فتثير سحابا ثاني [الروم: 46]، والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا [بفاطر: 9]، ومن يرسل الريح بالنمل [الآية: 63].
ووحد ذو دال (دع) ابن كثير وهو الذي أرسل الريح في الفرقان [الآية: 48]:
والباقون بالجمع في كل ما ذكر.
وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وثاء (ثنا) أبو جعفر اشتدت به الرياح في إبراهيم [الآية:
18]، وإن يشأ يسكن الرياح بالشورى [الآية: 33] بالجمع فيهما.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر [بالجمع] أيضا في فسخرنا له الرياح بص [الآية:
36]، ولسليمان الرياح بالأنبياء [الآية: 81]، وقاصفا من الرياح بالإسراء [الآية:
69] ولسليمان الرياح غدوها بسبأ [الآية: 12].
واختلف عنه في قوله تعالى في الحج أو تهوى به الرّيح [الآية: 31]:
فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع.
وكذلك روى الجوهري والمغازلي [من طريق الهاشمي] عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع فيه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/189]
والباقون بالإفراد فيما ذكر من قوله: (واجمع بإبراهيم ... ) [الأبيات].
تنبيه:
واتفقوا على جمع أن يرسل الرّياح مبشّرات أولى الروم [الآية: 46] وتوحيد الرّيح العقيم بالذاريات [الآية: 41].
والريح: الهواء المتحرك، وهي مؤنثة، وأصلها الواو؛ لقولهم: رويحة قلبت في الواحد؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وفي الجمع؛ لانكسار ما قبلها. وهذه منها ما المراد منه الجمع، وهي: البقرة [164]، والشريعة [الجاثية: 5] وإبراهيم [18]، والإسراء [69]، والحجر [25]، والكهف [45]، والأنبياء [81]، وسبأ [12] وص [36]، والشورى [33].
ومنها ما المراد منه الواحد وهو: الأعراف [57]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والروم [46]، وفاطر [9]؛ لأنها التي تتقدم المطر وهي الجنوب؛ إذ هي التي تجمعه، والشمال تقصره فهي مقاربة.
[فوجه] التوحيد في مواضع التوحيد: الحقيقة، وفي مواضع الجمع: أنه جنس، فمعناه الجمع: كقولهم: جاءت الريح من كل مكان.
ووجه الجمع في مواضع الجمع: الحقيقة، ومواضع التوحيد: اعتبار التكرر والصفات: من كونها حارة وباردة، [وعاصفة] ولينة، ورحمة وعذابا.
ووجه التخصيص: التنبيه على جواز الأمرين.
ووجه الإجماع: على جمع أولى «الروم» وتوحيد «الذاريات»: أن المبشرات ثلاث: الجنوب، والشمال، والصبا، تنفس عن المكروب، والمهلكة واحدة:
الدبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور»، وهذا معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم عند هبوب الريح: «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/190]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" الكسائي وحده "فأحيا به" وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الريح" [الآية: 164] إفرادا وجمعا هنا و[الأعراف الآية: 57] و[إبراهيم الآية: 18] و[الحجر الآية: 22] و[الإسراء الآية: 69] و[الكهف الآية: 45] و[الأنبياء الآية: 81] و[الفرقان الآية: 48] و[النمل الآية: 63] وثاني [الروم الآية: 48] و[سبأ الآية: 12] و[فاطر الآية: 9] و[ص الآية: 36] و[الشورى الآية: 33] و[الحاثية الآية: 5] فنافع بالجمع فيما عدا الإسراء والأنبياء وسبأ وص، وقرأ ابن كثير كذلك في: البقرة والحجر والكهف والجاثية، وافقه ابن محيصن بخلفه، وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بالجمع، كذلك في البقرة والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية، وقرأ حمزة وكذا خلف بالجمع في الفرقان فقط، وافقهما الأعمش، وقرأ الكسائي بالجمع في الفرقان أيضا وفي الحجر، وقرأ أبو جعفر بالجمع في الخمسة عشر موضعا لاختلاف أنواعها جنوبا ودبورا وصبا وغير ذلك،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/424]
واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان وافقه بان محيصن واختلف عن أبي جعفر في الحج، واتفقوا على الجمع في أول الروم "يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات" [الآية: 46] وعلى الإفراد في الذاريات "الرِّيحَ الْعَقِيم" [الآية: 41] لأجل الجمع في "مبشرات" والإفراد في "العقيم" وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الرياح} [164] قرأ الأخوان بحذف الألف بعد الياء، على الإفراد، والباقون بالألف، على الجمع). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (164)}
{والنهار}:
- قرأه بالإمالة أـبو عمرو وابن ذكوان والصوري والدوري والكسائي واليزيدي.
- وقرأه الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح فيه، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{والفلك}
- قراءة الجماعة بسكون اللام "الفلك".
- وقرئ "والفلك" بفتح الفاء وإسكان اللام، وعريت إلى السلمي وابن هرمز.
[معجم القراءات: 1/223]
- وقرأ عيسى بن عمر "الفلك" بضمها، وهي لغة في "الفلك"
{فأحيا}
- قراءة الكسائي وحده بالإمالة.
- وبالفتح والصغرى قرأ الأزرق وورش
- والباقون بالفتح.
{به الأرض}:
- قرأ بضم الهاء في الوصل عن ابن محيصن "به الأرض".
{دآبة}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة ما قبل التاء.
{وتصريف الرياح}:
- قرأ حمزة الكسائي وخلف والأعمش وابن محيصن بخلاف عنه ".... الريح" بالإفراد، والمراد به الجنس، فهو كالجمع.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب. "الرياح".
ولم يختلف القراء في توحيد ما ليس فيه ألف ولام.
- وفي مصحف حفصة: ".... الأرواح".
[معجم القراءات: 1/224]
{بين السماء والأرض}
- قرئ "بين السما..." بالقصر، وهو من قصر الممدود، قال العكبري: "ويجوز أن يكون أجرى الوصل مجرى الوقف، ولم يضبط عن القارئ ذلك"). [معجم القراءات: 1/225]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس