عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور (22) إن أنت إلّا نذيرٌ (23) إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا وإن من أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ (24) وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير (25) ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير (26) }
يقول تعالى: كما لا تستوي هذه الأشياء المتباينة المختلفة، كالأعمى والبصير لا يستويان، بل بينهما فرقٌ وبونٌ كثيرٌ، وكما لا تستوي الظّلمات ولا النّور ولا الظّلّ ولا الحرور، كذلك لا تستوي الأحياء ولا الأموات، وهذا مثلٌ ضربه اللّه للمؤمنين وهم الأحياء، وللكافرين وهم الأموات، كقوله تعالى: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارجٍ منها} [الأنعام: 122]، وقال تعالى: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلا} [هودٍ: 24] فالمؤمن سميعٌ بصيرٌ في نورٍ يمشي، على صراطٍ مستقيمٍ في الدّنيا والآخرة، حتّى يستقرّ به الحال في الجنّات ذات الظّلال والعيون، والكافر أعمى أصمّ، في ظلماتٍ يمشي، لا خروج له منها، بل هو يتيه في غيّه وضلاله في الدّنيا والآخرة، حتّى يفضي به ذلك إلى الحرور والسّموم والحميم، {وظلٍّ من يحمومٍ لا باردٍ ولا كريمٍ} [الواقعة: 43، 44].
وقوله: {إنّ اللّه يسمع من يشاء} أي: يهديهم إلى سماع الحجّة وقبولها والانقياد لها {وما أنت بمسمعٍ من في القبور} أي: كما لا [يسمع و] ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم، وهم كفّارٌ بالهداية والدّعوة إليها، كذلك هؤلاء المشركون الّذين كتب عليهم الشّقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 542-543]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({إن أنت إلا نذيرٌ} أي: إنّما عليك البلاغ والإنذار، واللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا} أي: بشيرًا للمؤمنين ونذيرًا للكافرين، {وإن من أمّةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ} أي: وما من أمّةٍ خلت من بني آدم إلّا وقد بعث اللّه إليهم النّذر، وأزاح عنهم العلل، كما قال تعالى: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} [الرّعد: 7]، وكما قال تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة} الآية [النّحل:136]، والآيات في هذا كثيرةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تبارك وتعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات} وهي: المعجزات الباهرات، والأدلّة القاطعات، {وبالزّبر} وهي الكتب، {وبالكتاب المنير} أي: الواضح البيّن). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أخذت الّذين كفروا} أي: ومع هذا كلّه كذّب أولئك رسلهم فيما جاؤوهم به، فأخذتهم، أي: بالعقاب والنّكال، {فكيف كان نكير} أي: فكيف رأيت إنكاري عليهم عظيمًا شديدًا بليغًا؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

رد مع اقتباس