عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 12:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعظ جميع العالم وحذرهم غرور الدنيا بنعيمها وزخرفها، الشاغلة عن المعاد الذي له يقول الإنسان: يا ليتني قدمت لحياتي، ولا ينفعه "ليت" يومئذ، وحذر غرور الشيطان. وقوله: {إن وعد الله} حق عبارة عن جميع خبره عز وجل في خير وتنعيم أو عذاب وعقاب. وقرأ الجمهور: "الغرور" بفتح الغين، وهو الشيطان، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وقرأ سماك العبدي، وأبو حيوة: "الغرور" بضم الغين، وذلك يحتمل أن يكون جمع غار كجالس وجلوس، ويحتمل أن يكون جمع غر، وهو مصدر غره يغره غرا، ويحتمل أن يكون مصدرا وإن كان شاذا في الأفعال المتعدية أن يجيء مصدرها على "فعول" لكنه قد جاء: "لزمه لزوما"، و"نهكه المرض نهوكا"، فهذا مثله، وكذلك هو مصدر في قوله تعالى: {فدلاهما بغرور}). [المحرر الوجيز: 7/ 203]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير * الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير * أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون}
قوله تعالى: {إن الشيطان} الآية ... يقوي قراءة من قرأ: "الغرور" بفتح الغين، وقوله: {فاتخذوه عدوا} أي: بالمباينة والمقاطعة والمخالفة له باتباع الشرع. و"الحزب": الحاشية والصاغية، واللام في "ليكونوا" لام الصيرورة: لأنه لم يدعهم إلى السعير، وإنما اتفق أن صار أمرهم عن دعائه إلى ذلك، و"السعير" طبقة من طبقات جهنم، وهي سبع طبقات).[المحرر الوجيز: 7/ 203]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {الذين كفروا} في موضع رفع بالابتداء، وهذا هو الحسن لعطف الذين آمنوا عليه بعد ذلك، فهما جملتان تعادلتا، وجوز بعض الناس أن يكون "الذين" بدلا من الضمير في "يكونوا"، وجوز غيره أن يكون في موضع خفض بدلا من "أصحاب"، وهذا محتمل، غير أن الابتداء أرجح). [المحرر الوجيز: 7/ 203-204]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أفمن زين له} الآية ... توقيف، وجوابه محذوف، تقديره عند الكسائي: تذهب نفسك حسرات عليه، ويمكن أن يتقدر: كمن اهتدى، ونحو هذا من التقدير، وأحسنها ما دل اللفظ بعد عليه، وقرأ طلحة: "أمن" بغير فاء، وهذه الآية تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام عن كفر قومه، ووجب التسليم لله تعالى في إضلال من شاء وهداية من شاء، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن أمرهم، وألا يبخع نفسه أسفا عليهم. وقرأ الحسن: "تذهب" بفتح التاء والهاء "نفسك" بالرفع، وقرأ أبو جعفر، وقتادة، وعيسى، والأشهب: "تذهب" بضم التاء وكسر الهاء "نفسك" نصبا، ورويت عن نافع. و"الحسرة": هم النفس على فوات أمر، واستشهد ابن زيد لذلك بقوله: {أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت}، ثم توعد الكفرة بقوله: {إن الله عليم بما يصنعون}). [المحرر الوجيز: 7/ 204]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور * من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور}
هذه آية احتجاج على الكفرة في إنكار البعث من القبور، فدلهم تعالى على المثال الذي يعاينونه وهو سواء مع إحياء الموتى. و"البلد الميت" هو الذي لا نبت فيه، قد اغبر من القحط، فإذا أصابه الماء من السحاب اخضر وأنبت، فتلك حياته، و"النشور" مصدر: نشر الميت إذا حيي، ومنه قول الأعشى:
يا عجبا للميت الناشر). [المحرر الوجيز: 7/ 204]

رد مع اقتباس