عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 05:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 36 إلى 49]

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا} [الإسراء: 36] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لا تقف، قال: لا تقل: رأيت ولم تر، ولا سمعت ولم تسمع، فإنّ اللّه سائلك عن ذلك كلّه.
وتفسير الحسن: لا تقف أخاك المسلم من بعده إذا مرّ بك، فتقول: إنّي رأيت هذا يفعل كذا، ورأيته يفعل كذا، وسمعته يقول كذا، لم تسمع ولم تر.
{كلّ أولئك} [الإسراء: 36] كلّ ذلك.
{كان عنه مسئولا} [الإسراء: 36] يسأل السّمع على حدةٍ عمّا سمع، ويسأل البصر على حدةٍ عمّا بصر، ويسأل القلب عمّا عزم عليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تقف...}

أكثر القراء يجعلونها من قفوت، فتحرّك الفاء إلى الواو، فتقول {ولا تقف} وبعضهم قال (ولا تقف) والعرب تقول قفت أثره وقفوته. ومثله يعتام ويعتمي وقاع الجمل الناقة وقعا إذا ركبها، وعاث وعثي من الفساد. وهو كثير، منه شاك السلاح وشاكي السلاح، وجرف هارٌ وهارٍ. وسمعت بعض قضاعة يقول: اجتحى ماله واللغة الفاشية اجتاح ماله. وقد قال الشاعر:

ولو أني رأيتك من بعيد = لعاقك من دعاء النّيب عاقي
يريد: عائق
حسبت بغام راحلتي عناقاً = وما هي ويب غيرك بالعناق).
[معاني القرآن: 2/124-123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ} مجازه: ولا تتبع ما لا تعلمه ولا يعنيك. وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمّنا ولا نقفوا آباءنا)؛ وروى في الحديث: (ولا نقتفي من أبينا) وقال النّابغة الجعديّ:
ومثل الدّمى شمّ العرانين ساكنٌ= بهن الحياء لا بشعن التّقافيا
يعني التقاذف.
{كلّ أولئك كان عنه مسئولاً} خرج مخرج ما جعلوا الخبر عنه والعدد كالخبر عن الآدميّين وعلى لفظ عددهم إذا جمعوا وهو في الكلام: كل تلك، ومجاز عنه كقولهم: كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول: كل أولئك ذاهبوا، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل). [مجاز القرآن: 1/380-379]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً}
[وقال] {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً} قال: {أولئك}. هذا وأشباهه مذكّراً كان أو مؤنّثاً تقول فيه "أولئك" قال الشاعر:
ذمّي المنازل بعد منزلة اللّوى = والعيش بعد أولئك الأيام
وهذا كثير). [معاني القرآن: 2/71]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا تقف}: أي تتبع). [غريب القرآن وتفسيره: 216]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ} أي: لا تتبعه الحدس والظّنون ثم تقول: رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع،
وعلمت ولم تعلم. وهو مأخوذ من القفاء كأنك تقفو الأمور، أي تكون في أقفائها وأواخرها تتعقبها.
يقال: قفوت أثره. والقائف: الذي يعرف الآثار ويتبعها. وكأنه مقلوب عن القافي). [تفسير غريب القرآن: 255-254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا}
أي لا تقولن في شيء بما لا تعلم.
فإذا نهي النّبي - صلى الله عليه وسلم - مع جكمته وعلمه وتوفيق اللّه إيّاه - أن يقول بما لا يعلم، فكيف سائر أمّته والمسرفين على أنفسهم.
يقال قفوت الشيء أقفوه قفوا إذا اتبعت أثره، فالتأويل لا تتبعن لسانك من القول ما ليس لك به علم، وكذلك من جميع العقل.
{إنّ السّمع والبصر والفؤاد} شواهد عليك.
قال الله عزّ وجلّ {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}.
فالجوارح شواهد على ابن آدم بعمله.
ويقرأ.. (ولا تقف ما ليس لك به علم) بإسكان الفاء وضم القاف، من قاف يقوف - وكأنه مقلوب من قفا يقفو، لأن المعنى واحد.
وقوله: {كلّ أولئك كان عنه مسئولا}.
فقال (مسئولا)، وقال: (كان)، لأن " كل " في لفظ الواحد؛ فقال {أولئك} لغير الناس، لأن كل جمع أشرت إليه من الناس وغيرهم ومن الموات فلفظه (أولئك)
قال جرير:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى= والعيش بعد أولئك الأيّام).
[معاني القرآن: 3/240-239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقف ما ليس لك به علم}
روى عن ابن عباس قال لا تقل ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا قال يسأل أكان ذاك أم لا
وقال ابن الحنفية رحمة الله عليه هذا في شهادة الزور وروى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال: {لا تقف} لا ترم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو من قفوت الشيء أي اتبعت أثره والمعنى لا تتبعن لسانك ما لم تعلمه فتتكلم بالحدس والظن
وحكى الكسائي ولا تقف من القيافة وهو بمعنى الأول على القلب). [معاني القرآن: 4/156-155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا تقف ما ليس لك به علم} أي لا تتبعه الحدس والظنون، ثم تقول: رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، ومنه القائف الذي يتتبع الآثار، كأنه مقلوب وأصله القافي، وهو كله من القفا، كأنك تقفو الأمور، أي تكون في أقفائها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {تَقْفُ}: تتبع). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تمش في الأرض} [الإسراء: 37]، يعني: على الأرض.
{مرحًا} [الإسراء: 37] كما يمشي المشركون، فتمرح في الأرض، وهي مثل قوله:
[تفسير القرآن العظيم: 1/135]
{ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون} [غافر: 75] وكقوله: {وفرحوا بالحياة الدّنيا} [الرعد: 26]، يعني: المشركين، لا يفرحون بالآخرة.
وقال: {إنّك لن تخرق الأرض} [الإسراء: 37] بقدمك إذا مشيت.
{ولن تبلغ الجبال طولا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {إنّك لن تخرق الأرض} مجازه: لن تقطع الأرض، وقال رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق
أي المقطّع وقال آخرون: إنك لن تنقٌب الأرض، وليس بشيء). [مجاز القرآن: 1/380]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً}
وقل {مرحاً} و{مرحا} والمكسورة أحسنهما لأنك لو قلت: تمشي مرحا" كان أحسن من "تمشى مرحا" ونقرؤها مفتوحة). [معاني القرآن: 2/71]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تخرق الأرض}: تقطعها ويقال تثقبها). [غريب القرآن وتفسيره: 216]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تمش في الأرض مرحاً} أي: بالكبر والفخر.
{إنّك لن تخرق الأرض} أي: لا تقدر أن تقطعها حتى تبلغ آخرها يقال: فلان أخرق للأرض من فلان، إذا كان أكثر أسفارا وغزوا.
{ولن تبلغ الجبال طولًا} يريد: أنه ليس للفاجر أن يبذخ ويستكبر). [تفسير غريب القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تمش في الأرض مرحا إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}
ويقرأ مرحا - بكسر الراء -، وزعم الأخفش أن مرحا أجود من مرحا.
لأن مرحا اسم الفاعل. وهذا - أعني المصدر - جيد بالغ، وكلاهما في الجودة سواء، غير أنّ المصدر أوكد في الاستعمال تقول: جاء زيد ركضا، وجاء زيد راكضا، فركضا أوكد في الاستعمال لأن ركضا يدلّ على توكيد الفعل.
ومرحا - بفتح الراء أكثر في القراءة.
وتأويل الآية: ولا تمش في الأرض مختالا ولا فخورا.
{إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}.
قالوا: معنى {تخرق الأرض} تقطع الأرض، وقيل تثقب الأرض.
والتأويل أن قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، فيكون ذلك وصلة إلى الاختيال). [معاني القرآن: 3/240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تمش في الأرض مرحا} أي متكبرا متبذخا). [معاني القرآن: 4/156]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنك لن تحرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا} فيه لأهل اللغة قولان:
أحدهما أن المعنى إنك لن تنقب الأرض،
والآخر لن تقطعها كلها قال أبو جعفر وهذا أبين كأنه مأخوذ من الخرق وهو الصحراء الواسعة ويقال فلان أخرق من فلان أي أكثر سفرا وغزوا منه). [معاني القرآن: 4/157-156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَخْرِقَ}: تقطع). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولن تبلغ الجبال طولا {37} كلّ ذلك كان سيّئه} [الإسراء: 37-38] في قراءة من قرأها بالرّفع.
{عند ربّك مكروهًا} [الإسراء: 38]، يقول: سيّئٌ ذلك الفعل.
ومن قرأها بالنّصب يقول: كلّ ذلك كان سيّئهً مهموزةً يوجب أنّها سيّئةٌ {عند ربّك مكروهًا} [الإسراء: 38] وهي قراءة المكّيّ، ذكره حمّاد بن سلمة). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروهاً...}

وقرأ بعض أهل الحجاز {كان سيّئةً عند ربّك مكروهاً} ). [معاني القرآن: 2/124]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروها}
سيئه في معنى خطيئة، وكان أبو عمرو لا يقرأ (سيّئه)، ويقرأ (سيئة)، وهذا غلط، لأن في الأقاصيص سيئا وغير سيئ وذلك أن فيها {وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة}
وفيها: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل}.
و {وأوفوا بالعهد} ، {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن}، أي اقربوه بالتي هي أحسن.
ففيما جرى من الآيات سيئ وحسن، فسيئه بلا تنوين أحسن من سيئة ههنا.
ومن قرأ سيئة جعل " كلا " إحاطة بالمنهي عنه فقط، المعنى كل ما نهى الله عنه كان سيئة). [معاني القرآن: 3/241-240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ثناؤه: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها}
ويقرأ {سيئة} عند ربك مكروها
وقيل الأول أبين لأنه قد تقدم قوله: {وآت ذا القربى حقه} وأشياء حسنة وسيئة فقال: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها} وأيضا فإنه لم يقل مكروهة). [معاني القرآن: 4/158-157]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذلك ممّا أوحى إليك ربّك من الحكمة ولا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتلقى في جهنّم ملومًا مدحورًا} [الإسراء: 39] ملومًا في نقمة اللّه، {مدحورًا} [الإسراء: 39] في عذاب اللّه، والمدحور: المطرود، المبعد، المقصى عن الجنّة، في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {مدحوراً} مقصيا مبعدا. يقال: اللهم ادحر الشيطان عني).
[تفسير غريب القرآن: 255]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذلك ممّا أوحى إليك ربّك من الحكمة ولا تجعل مع اللّه إلها آخر فتلقى في جهنّم ملوما مدحورا}
{فتلقى في جهنّم ملوما مدحورا} أي مباعدا من رحمة اللّه). [معاني القرآن: 3/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا}
أي مقصى مباعدا ومنه اللهم ادحر عنا الشيطان). [معاني القرآن: 4/158]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مدحورا} أي: مباعدا من الخير). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مدحورا} أي مقصيا مبعدا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفأصفاكم ربّكم بالبنين واتّخذ من الملائكة إناثًا} [الإسراء: 40] على الاستفهام.
أي لم يفعل ذلك، لقولهم: إنّ الملائكة بنات اللّه.
وقال: {إنّكم لتقولون قولا عظيمًا} [الإسراء: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أفأصفاكم ربّكم بالبنين} أي اختصكم).
[مجاز القرآن: 1/380]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّخذ من الملائكة إناثاً} كانوا يقولون: الملائكة بنات اللّه). [تفسير غريب القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفأصفاكم ربّكم بالبنين واتّخذ من الملائكة إناثا إنّكم لتقولون قولا عظيما}
كانت الكفرة من العرب تزعم أنّ الملائكة بنات اللّه، فوبخوا، وقيل لهم:(أفأصفاكم ربّكم بالبنين)، أي أختار لكم ربّكم صفوة الشيء وأخذ من الملائكة غير الصفوة).[معاني القرآن: 3/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):(ثم قال جل وعز:{أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا} لأنهم قالوا الملائكة بنات الله تعالى الله).[معاني القرآن: 4/158]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا} [الإسراء: 41] ضربنا في هذا القرآن الأمثال، فأخبرناهم أنّا أهلكنا القرون الأولى، أي ليذّكّروا فيؤمنوا، لا ينزل بهم ما نزل بالأمم من قبلهم من عذاب اللّه.
{وما يزيدهم} [الإسراء: 41] ذلك.
{إلا نفورًا} [الإسراء: 41] إلا تركًا لأمر اللّه، يعني: أنّهم كلّما نزل في
[تفسير القرآن العظيم: 1/136]
القرآن شيءٌ كفروا به ونفروا.
- أبو الأشهب والرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده».
في حديث أبي الأشهب، «ليدخلنّ الجنّة إلا من أبى».
يقول: أبى أن يؤمن.
- يحيى، عن الحسن بن دينارٍ، عن الجريريّ، عن يعلى بن عطاءٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لتدخلنّ الجنّة إلا أن تشردوا على اللّه كما يشرد البعير على أهله».
قال يحيى: وسمعت عبد الوهّاب بن سليمٍ العامريّ يحدّث هذا الحديث عن النّبيّ عليه السّلام وزاد فيه، ثمّ تلا هذه الآية: {ولقد صرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا وما يزيدهم إلا نفورًا} [الإسراء: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرآن ليذّكّروا وما يزيدهم إلّا نفورا }
أي بينا.
{وما يزيدهم إلّا نفورا} أي ما يزيدهم التبيين إلا نفورا، كما قال اللّه - عزّ وجلّ -: {وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلّا خسارا}. [معاني القرآن: 3/241]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون} [الإسراء: 42] وهي تقرأ أيضًا بالتّاء.
فمن قرأها بالتّاء فيقول للنّبيّ: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ، ثمّ أقبل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كما تقولون.
ومن قرأها بالياء يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ كما يقولون.
{إذًا لابتغوا} [الإسراء: 42]، يعني: الآلهة لو كانت آلهةً.
{إلى ذي العرش سبيلا} [الإسراء: 42] إذًا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة.
وقال قتادة: إذًا لعرفوا له فضله عليهم، ولابتغوا إليه ما يقرّبهم إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلًا} يقول: لو كان الأمر كما تقولون لابتغى من تدعونه إلها، التقرّب إلى اللّه، لأنه ربّ كل مدعوّ. ويقال: لابتغوا سبيلا، أي طريقا للوصول إليه).
[تفسير غريب القرآن: 255]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }
فمن قرأ (كما تقولون) فعلى مخاطبة القائلين {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}.
أي لتقربوا إلى ذي العرش، كما قال: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب}.
وقال بعضهم: {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} أي لكانوا مضادّين له يطلبون الانفراد بالربوبية.
والقول الأول عليه المفسرون). [معاني القرآن: 3/242-241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}
قال قتادة المعنى إذا لتقربوا إلى الله
وقال سعيد بن جبير إذا لطلبوا إليه طريقا للوصول ليزيلوا ملكه جل وعز). [معاني القرآن: 4/159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} لو كان معه آلهة كما تقولون، لابتغوا -أولئك الآلهة- التقرب إلى الله، لأنه رب كل شيء.
وقيل: لابتغوا سبيلا: أي طريقا إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {سبحانه} [الإسراء: 43] ينزّه نفسه.
{وتعالى} [الإسراء: 43] ارتفع.
[تفسير القرآن العظيم: 1/137]
{عمّا يقولون علوًّا كبيرًا} [الإسراء: 43].
يسبّح له السّموات السّبع، أي: ومن فيهنّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/138]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً}

وقال: {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً} فقال: {علوّاً} ولم يقل "تعالياً" كما قال: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال الشاعر:

أنت الفداء لكعبةٍ هدّمتها = ونقرتها بيديك كلّ منقّر
منع الحمام مقيله من سقفها = ومن الحطيم فطار كلّ مطيّر
وقال الآخر:
* يجري عليها أيّما إجراء *
وقال الآخر:
وخير الأمر ما استقبلت منه = وليس بأن تتبّعه اتّباعا).
[معاني القرآن: 2/71]

تفسير قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {والأرض ومن فيهنّ} [الإسراء: 44] من المؤمنين، ومن يسبّح له من الخلق.
{وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44] كان الحسن يقول: إنّ الجبل يسبّح، فإذا قطع منه شيءٌ لم يسبّح المقطوع ويسبّح الأصل، وكذلك الشّجرة ما قطع منها لم يسبّح وتسبّح هي.
قال: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44] كقوله: {ولو يؤاخذ اللّه النّاس بظلمهم ما ترك عليها من دابّةٍ} [النحل: 61] إذًا يحبس القطر عنهم فأهلكهم.
قال: {غفورًا} [الإسراء: 44] لهم إن تابوا.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {حليمًا} [الإسراء: 44] عن خلقه، فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعضٍ، {غفورًا} [الإسراء: 44] لهم إذا تابوا وراجعوا الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/138]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{تسبّح له السّماوات السّبع...}

أكثر القراء على التاء. وهي في قراءة عبد الله (سبّحت له السموات السبع) فهذا يقوّي الذين قرءوا بالتاء. ولو قرئت بالياء لكان صواباً؛ كما قرءوا {تكاد السّموات} و{يكاد}.
وإنما حسنت الياء لأنه عدد قليل، وإذا قلّ العدد من المؤنّث والمذكر كانت الياء فيه أحسن من التاء قال الله عزّ وجلّ في المؤنّث القليل {وقال نسوةٌ في المدينة}، وقال في المذكّر
{فإذا انسلخ الأشهر الحرم} فجاء بالتذكير. وذلك أن أوّل فعل المؤنث إذا قلّ يكون بالياء، فيقال: النسوة يقمن. فإذا تقدّم الفعل سقطت النون من آخره لأن الاسم ظاهر فثبت الفعل من أوّله على الياء، ومن أنّث ذهب إلى أن الجمع يقع عليه (هذه) فأنّث لتأنيث (هذه) والمذكر فيه كالمؤنّث؛ ألا ترى أنك تقول: هذه الرجال، وهذه النساء.
... حدثني قيس بن الربيع عن عمّار الدهني عن سعيد بن جبير قال: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة، وكلّ سلطان حجّة، هذا لقوله: {وإن مّن شيءٍ إلاّ يسبّح بحمده} ).
[معاني القرآن: 2/125-124]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فقال: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ}
وقال: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} أي سبّحن معه. وقال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ).[تأويل مشكل القرآن: 113] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليما غفورا }
قيل إن كل ما خلق اللّه يسبح بحمده وإن صرير السقف وصرير الباب من التسبيح للّه عزّ وجلّ.
ويكون - على هذا - الخطاب للمشركين وحدهم من قوله: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء ممّا علم اللّه به، لا يفقه منه إلا ما علّمنا.
وقال قوم: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده} أي ما من شيء إلا وفيه دليل أن الله خالقه، وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
أي ولكنكم أيها الكفار لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات.
وهذا ليس بشيء لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين بأن الله خالقهم وخالق السّماوات والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخلقة وهم عارفون بها). [معاني القرآن: 3/242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}
قيل تسبيحه لدلالته على قدرة الله وأنه خالقه وأكثر أهل التفسير منهم عكرمة على أن المعنى وإن من شيء فيه الروح إلا يسبح بحمده
قال أبو جعفر وهذا القول أولى لأنه قال {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ). [معاني القرآن: 4/160-159]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مّستوراً}
وقال: {حجاباً مّستوراً} لأن الفاعل قد يكون في لفظ المفعول كما تقول: "إنّك مشؤوم علينا" و"ميمون" وإنّما هو "شائم" و"يامن" لأنه من "شأمهم" و"يمنهم" و"الحجاب" ههنا هو الساتر، وقال: {مستورا} ). [معاني القرآن: 2/72-71]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}
قال أهل اللغة معنى {مستورا} ههنا في موضع ساتر،، تأويل الحجاب - واللّه أعلم - الطبع الذي على قلوبهم.
ويدل على ذلك قوله: {وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه} والأكنة جمع كنان وهو ما ستر.
ومعنى {أن يفقهوه} كراهة {أن يفقهوه} وقيل معناه ألا يفقهوه والمعنيان واحد، غير أن كراهة أجود في العربيّة.
وقيل: {جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}
الحجاب منع اللّه إياهم من النبي-عليه السلام-ويجوز أن يكون {مستورا} على غير معنى ساتر، فيكون الحجاب ما لا يرونه ولا يعلمونه من الطبع على قلوبهم).[معاني القرآن: 3/243-252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} فيه قولان:
أحدهما أن الحجاب الطبع على قلوبهم ودل على هذا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه،
والقول الآخر أن الحجاب منع الله إياه منهم). [معاني القرآن: 4/160]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا {45} وجعلنا على قلوبهم أكنّةً} [الإسراء: 45-46] غلفٌ.
{أن يفقهوه} [الإسراء: 46] لئلا يفقهوه.
{وفي آذانهم وقرًا} [الإسراء: 46] مثل قوله: {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً} [الجاثية: 23] سعيدٌ، عن قتادة، قال: حجابًا مستورًا، وهو أكنّةٌ على قلوبهم أن يفقهوه.
قال: {وإذا ذكرت ربّك في القرءان وحده} [الإسراء: 46] أنّه لا إله إلا هو.
[تفسير القرآن العظيم: 1/138]
{ولّوا على أدبارهم نفورًا} [الإسراء: 46] أعرضوا عنه.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: إنّ المسلمين لمّا قالوا: لا إله إلا اللّه أنكر ذلك المشركون، وكبرت عليهم، وضاقها إبليس وجنوده). [تفسير القرآن العظيم: 1/139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وفي آذانهم وقراً} أي صمماً واستكاكاً وثقلاً وأوله مفتوح والوقر من الحمل مكسور الأول.

{ولّوا على أدبارهم نفوراً} أي أعقابهم، نفور: جمع نافر بمنزلة قاعد وقعود وجالس وجلوس). [مجاز القرآن: 1/381-380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أكنّةً} جمع كنان. مثل غطاء وأغطية). [تفسير غريب القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربّك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا}
{وفي آذانهم وقرا} الوقر ثقل السمع، والوقر أن يحمل الإنسان وقره
وقوله: {ولّوا على أدبارهم نفورا}.
{نفورا} يحتمل مذهبين:
أحدهما المصدر. المعنى: ولّوا نافرين نفورا
ويجوز أن يكون (نفورا) جمع نافر، فيكون نافر ونفور، مثل شاهد وشهود). [معاني القرآن: 3/243]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا}
قال أبو الجوزاء الذكر قول لا إله إلا الله). [معاني القرآن: 4/160]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وفي آذانهم وقرا} أي: ثقلا من الصمم). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أكنة} جمع كنان، مثل غطاء وأغطية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى} [الإسراء: 47] يتناجون في أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{إذ يقول الظّالمون} [الإسراء: 47] المشركون.
{إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الإسراء: 47] قال: بلغنا أنّ أبا سفيان بن حربٍ، وأبا جهل بن هشامٍ، وعتبة بن ربيعة في رهطٍ من قريشٍ قاموا من المسجد إلى دارٍ في أصل الصّفا، فيها نبيّ اللّه يصلّي فاستمعوا، فلمّا فرغ نبيّ اللّه من صلاته قال أبو سفيان: يا أبا الوليد، لعتبة، أنشدك اللّه هل تعرف شيئًا ممّا يقول؟ فقال عتبة: اللّهمّ أعرف بعضًا وأنكر بعضًا، فقال أبو جهلٍ: فأنت
يا أبا سفيان؟ فقال أبو سفيان: اللّهمّ نعم.
قال أبو سفيان لأبي جهلٍ: يا أبا الحكم هل تعرف ممّا يقول شيئًا؟ فقال أبو جهلٍ: لا واللّه الّذي جعلها بيته، يعني الكعبة، ما أعرف ممّا يقول قليلًا ولا كثيرًا.
و{إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الإسراء: 47]، يعني: المؤمنين.
وهي تقرأ أيضًا على الياء، يقول المشركون للمؤمنين: إن يتّبعون إلا رجلا مسحورًا وقال سعيدٌ، عن قتادة: نجواهم أن زعموا أنّه مجنونٌ، وأنّه ساحرٌ.
وقالوا أساطير الأوّلين). [تفسير القرآن العظيم: 1/139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وإذ هم نجوى} وهي مصدر من ناجيت أو اسم منها فوصف القوم بها والعرب تفعل ذلك، كقولهم: إنما هم عذاب وأنتم غم، فجاءت في موضع متناجين.

{إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً} أي ما تتبعون كقولك ما تتبعون إلا رجلاً مسحوراً، أي له سحر وهو أيضاً مسحر وكذلك كل دابة أو طائر أو بشر يأكل فهو مسحور لأن له سحراً، والسحر الرّئة، قال لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا= عصافير من هذا الأنام المسحّر
وقال:
ونسحر بالشراب وبالطّعام
أي نغذي لأن أهل السماء لا يأكلون فأرادوا أن يكون ملكاً). [مجاز القرآن: 1/382-381]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {نّحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مّسحوراً}
وقال: {وإذ هم نجوى} وإنما "النّجوى" فعلهم كما تقول: "هم قومٌ رضىً" وإنما "الرّضى" فعلهم). [معاني القرآن: 2/72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وإذ هم نجوى}: مصدر ناجيت والمعنى متناجون ويقال للقوم هم نجوى. وقال {هم ما يكون من نجوى ثلاثة}
ويقال: الرجل نجي والرجلان نجيان والقوم أنجية. وقد يجوز أن يقال للقوم نجي والمرأة نجي. وقال الله {خلصوا نجيا} فجعله موحدا وهو صفة للقوم.
{رجلا مسحورا}: قالوا من السحر، وبعضهم يقول من السحر، والسحر الرئة. والمعنى أنه كان يأكل الطعام، وكل شيء يأكل الطعام يقال سحر ويقال له سحر).
[غريب القرآن وتفسيره: 217-216]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ هم نجوى} أي متناجون: يسار بعضهم بعضا.
{إن تتّبعون إلّا رجلًا مسحوراً}. قال أبوة عبيدة: يريدون بشرا ذا سحر، ذا رئة. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير المستكره؟.
وقد سبق التفسير من السلف بما لا استكراه فيه. قال مجاهد في قوله: {إلّا رجلًا مسحوراً} أي مخدوعا، لأن السحر حيلة وخديعة.
وقالوا في قوله: {فأنّى تسحرون}: أي من أين تخدعون؟ {إنّما أنت من المسحّرين} أي من المعلّلين.
وقال امرؤ القيس: ونسحر بالطّعام وبالشراب أي نعلّل، فكأنا نخدع.
وقال لبيد: فإن تسألينا: فيم نحن؟ فإنّنا عصافير من هذا الأنام المسحّر
أي المعلّل. والناس يقولون: سحرتني بكلامك. يريدون خدعتني.
وقوله: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} يدل على هذا التأويل لأنهم لو أرادوا رجلا ذا رئة، لم يكن في ذلك مثل ضربوه.
ولكنهم لما أرادوا رجلا مخدوعا - كأنه بالخديعة سحر - كان مثلا ضربوه، وتشبيها شبهوه.
وكأن المشركين ذهبوا إلى أن قوما يعلّمونه ويخدعونه.
وقال اللّه في موضع آخر حكاية عنهم: {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشرٌ}.
وقول فرعون: {إنّي لأظنّك يا موسى مسحوراً} لا يجوز أن يكون أراد به: إني لأظنك إنسانا ذا رئة،
وإنما أراد: إني لأظنك مخدوعا.
والرفات ما رفت. وهو مثل الفتات). [تفسير غريب القرآن: 257-255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظّالمون إن تتّبعون إلّا رجلا مسحورا }
{نجوى} في معنى المصدر، أي وإذ هم ذوو نجوى، والنجوى اسم للمصدر، وكانوا يستمعون من النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقولون بينهم: هو ساحر وهو مسحور وما أشبه ذلك من القول.
وقال أهل اللغة في قوله: {إلّا رجلا مسحورا} قولين:
أحدهما أن مسحورا ذو سحر، والسحر الرنّة،
وقالوا: إن تتبعون إلا من له سحر بشر مثلكم يأكل الطعام.
قال لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا= عصافير من هذا الأنام المسحّر
وقالوا: مسحورا أي قد سحر وأزيل عن حدّ الاستواء). [معاني القرآن: 3/243-244]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى} أي ذوو نجوة أي سرار ثم بين ما يتناجون به فقال جل ثناءه إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا في معناه قولان:
قال مجاهد أي مخدوعا
وقال أبو عبيدة أي له سَحْرٌ والسَّحْرُ والسُّحْرُ الرئة
والمعنى عنده إن تتبعون إلا بشرا أي ليس بملك قال أبو جعفر والقول الأول أنسب بالمعنى وأعرف في كلام العرب لأنه يقال ما فلان إلا مسحور أي مخدوع كما
قال تعالى: {إني لأظنك يا موسى مسحورا}
أي مخدوعا قال الشاعر:
أرانا موضعين لحتم غيب = ونسحر بالطعام وبالشراب
أي نعلل بهما فكأنهما نخدع ويبينه قوله تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال}
وقال في موضع أخر ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر). [معاني القرآن: 4/162-161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وإذ هم نجوى} أي متناجون، يسار بعضهم بعضا.
{إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} أي مخدوعا، ومنه قوله تعالى: {فأنى تسحرون} أي: من أين تخدعون. وقيل: مسحورا: ذا رئة، والسحر: الرئة، وقيل: مخادعا،
وقيل: معالا بالطعام والشراب. وقيل: مسحورا بالسحر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {النَّجوى}: السرار). [العمدة في غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَسْحوراً}: من السحر). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا} [الإسراء: 48] بقولهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/139]
{فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48] قال مجاهدٌ: مخرجًا.
وقال مجاهدٌ: {إذ يستمعون إليك} [الإسراء: 47] قول الوليد بن المغيرة ومن معه في دار النّدوة.
{فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48]، يعني: مخرجًا.
الوليد بن المغيرة وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 1/140]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا أئذا كنّا عظامًا ورفاتًا} [الإسراء: 49] ترابًا في تفسير مجاهدٍ.
{أإنّا لمبعوثون خلقًا جديدًا} [الإسراء: 49] على الاستفهام.
أي: لا نبعث.
وهو كقوله: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميمٌ} [يس: 78].
كان أبيّ بن خلفٍ أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعظمٍ نخرٍ ففتّه، فقال: يا محمّد أيحيي اللّه هذا؟ قال اللّه: {قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّةٍ} [يس: 79] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/140]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {عظاماً ورفاتاً}: الرّفات: التراب لا واحد له، بمنزلة الدقاق والحطام).
[معاني القرآن: 2/125]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أئذا كنّا عظاماً ورفاتاً} عظاماً لم تحطم، ورفاتاً أي حطاماً). [مجاز القرآن: 1/382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عظاما ورفاتا}: الرفات ما حطم. والرفات والحطام والرضاض والجذاذ واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا أإذا كنّا عظاما ورفاتا أإنّا لمبعوثون خلقا جديدا}
الرّفات التراب، والرفات أيضا كل شيء حطم وكسر، وكل ما كان من هذا النحو فهو مبني على فعال، نحو الفتات والحطام والرفات والتراب.
وقوله: {خلقا جديدا}، في معنى مجدّد). [معاني القرآن: 3/244]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا}
قال مجاهد أي ترابا وهو قول الفراء
وقال أبو عبيدة والكسائي يقال منه رفت رفتا أي حطم). [معاني القرآن: 4/162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أئنا لمبعوثون خلقا جديدا} أي مجددا). [معاني القرآن: 4/163]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرُّفاتُ}: ما نكس). [العمدة في غريب القرآن: 183]


رد مع اقتباس