عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 05:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 23 إلى 35]

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)}

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقضى ربّك} [الإسراء: 23] : أمر ربّك.
وقال السّدّيّ: وصّى ربّك.
{وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23] يقول: وأمرنا بالوالدين إحسانًا، يعني: برًّا.
تفسير السّدّيّ.
{إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} [الإسراء: 23] أي: إن بلغا عندك الكبر أحدهما فولّيت منهما ما ولّيا منك في صغرك، فوجدت منهما ريحًا يؤذيك فلا تقل لهما أفٍّ.
وتفسير الحسن: {فلا تقل لهما أفٍّ} [الإسراء: 23]، أي: ولا تؤذهما.
{ولا تنهرهما} [الإسراء: 23]، يعني الانتهار في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/126]
وقال مجاهدٌ: لا تغلّظ لهما.
{وقل لهما قولا كريمًا} [الإسراء: 23] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ليّنًا سهلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/127]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا...}

كقولك: أمر ربك وهي في قراءة عبد الله (وأوصى ربّك) وقال ابن عباس هي (ووصّى) التصقت واوها. والعرب تقول تركته يقضى أمور الناس أي يأمر فيها فينفذ أمره.
وقوله: {وبالوالدين إحساناً} معناه: وأوصى بالوالدين إحساناً.
والعرب تقول أوصيك به خيراً، وآمرك به خيراً. وكان معناه: آمرك أن تفعل به ثم تحذف (أن) فتوصل الخير بالوصيّة وبالأمر،
قال الشاعر:

عجبت من دهماء إذ تشكونا = ومن أبي دهماء إذ يوصينا
* خيراً بها كأننا جافونا *
وقوله: {إمّا يبلغنّ عندك الكبر} فإنه ثنّى لأن الوالدين قد ذكرا قبله فصار الفعل على عددهما، ثم قال {أحدهما أو كلاهما} على الاستئناف كقوله: {ثمّ عموا وصمّوا} ثم استأنف فقال: {كثيرٌ منهم} وكذلك قوله: {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى} ثم استأنف فقال: {الذين ظلموا} وقد قرأها ناس كثير {إمّا يبلغنّ عندك الكبر} جعلت {يبلغنّ} فعلا لأحدهما. فكرّرت فكرت عليه كلاهما.
وقوله: {فلا تقل لّهما أفٍّ} قرأها عاصم بن أبي النّجود والأعمش (أفّ) خفضاً بغير نون. وقرأ العوامّ (أفٍّ) فالذين خفضوا ونوّنوا ذهبوا إلى أنها صوت لا يعرف معناه إلاّ بالنطق به فخفضوه كما تخفض الأصوات. من ذلك قول العرب: سمعت طاقٍ طاقٍ لصوت الضرب، ويقولون: سمعت تغٍ تغٍ لصوت الضحك. والذين لم ينوّنوا وخفضوا قالوا: أفّ على ثلاثة أحرف، وأكثر الأصوات إنما يكون على حرفين مثل صه ومثل يغ ومه، فذلك الذي يخفض وينوّن فيه لأنه متحرك الأوّل. ولسنا بمضطرين إلى حركة الثاني من الأدوات وأشباهها فيخفض فخفض بالنون: وشبّهت أفّ بقولك مدّ وردّ إذ كانت على ثلاثة أحرف. ويدلّ على ذلك أنّ بعض العرب قد رفعها فيقول أفّ لك.
ومثله قول الراجز:
سألتها الوصل فقالت مضّ = وحرّكت لي رأسها بالنغض
كقول القائل (لا) يقولها بأضراسه، ويقال: ما علّمك أهلك إلا (مضّ ومضّ) وبعضهم: إلاّ مضّا يوقع عليها الفعل. وقد قال بعض العرب: لا تقولن له أفّا ولا تفّا يجعل كالاسم فيصيبه الخفض الرفع [والنصب] ثبت في والنصب بلا نون يجوز كما قالوا ردّ. والعرب تقول: جعل يتأفّف من ريح وجدها، معناه يقول: أفّ أفّ.
وقد قال الشاعر فيما نوّن:
وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالمٍ = وما بال تكليم الديار البلاقع
فحذف النون لأنها كالأداة، إذا كانت على ثلاثة أحرف، شبّهت بقولهم: جير لا أفعل ذلك،
وقد قال الشاعر:
فقلن على الفردوس أوّل مشرب = أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره).
[معاني القرآن: 2/122-120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقضى ربّك أن لا تعبدوا إلاّ إيّاه} مجازه: وأمر ربّك.
{فلا تقل لهما أفّ} تكسر وتضمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه في معناه ما غلظ وقبح من الكلام). [مجاز القرآن: 1/374]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لّهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لّهما قولاً كريماً}
وقال: {فلا تقل لّهما أفٍّ} قد قرئت {أفّ} و{أفّاً} لغة جعلوها مثل {تعساً} وقرأ بعضهم {أفّ} وذلك أن بعض العرب يقول "أفّ لك" على الحكاية: أي لا تقل لهما هذا القول، والرفع قبيح لأنه لم يجيء بعده باللام، والذين قالوا {أفّ} فكسروا كثير وهو أجود. وكسر بعضهم ونّون. وقال بعضهم {أفّي} كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه فقال: "أفّي هذا لكما" والمكسور هنا منون، وغير منون على أنه اسم متمكن نحو "أمس" وما أشبهه. والمفتوح بغير نون كذلك.
وقال: {ولا تنهرهما} لأنه يقول: "نهره" "ينهره" وانتهره" "ينتهره"). [معاني القرآن: 2/70-69]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وقضى ربك}: أمر). [غريب القرآن وتفسيره: 213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه} أي أمر ربك). [تفسير غريب القرآن: 253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} أي لا تستثقل شيئا من أمرهما، وتضق به صدرا، ولا تغلظ لهما.
والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون: أُفٍّ له.
وأصل هذا نفخك للشيء يسقط عليك من تراب أو رماد وغير ذلك، وللمكان تريد إماطة الشيء عنه لِتَقْعُدَ فيه. فقيل لكل مستثقل: أُفٍّ لك، ولذلك تُحَرَّكُ بالكسر للحكاية، كما يقولون: غاقِ غاقِ، إذا حَكَوْا صوتَ الغراب.
والوجه أن يسكَّن هذا، إلا أنه يُحَرَّك لاجتماع الساكنين، فربما نُوِّنَ، وربما لم يُنَوَّن، وربما حُرِّك إلى غير الكسر أيضا). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي ووصّى بالوالدين.
وقال النَّمِرُ بن تَوْلَب:
فإنَّ المنيةَ مَن يخشها = فسوفَ تُصادِفُهُ أينمَا
أراد أينما ذهب). [تأويل مشكل القرآن: 217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل قضى: حتم، كقول الله عز وجل: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} أي حتمه عليها.
ثم يصير الحتم بمعان، كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أي أمر، لأنه لما أمر حتم بالأمر). [تأويل مشكل القرآن: 441]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل.
قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: حسن يبتهج به.
وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، أي حسنا. وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما }معناه أمر ربّك
{وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}
{وبالوالدين إحسانا} أي أمر أن يحسنوا بالوالدين
{إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} ترفع {أحدهما} بـ {يبلغنّ}، و {كلاهما} عطف عليه.
ويقرأ: {يبلغانّ عندك الكبر}، ويكون أحدهما أو كلاهما بدل من الألف.
وقوله: {فلا تقل لهما أفّ}.
في قوله {أفّ} سبع لغات: الكسر بغير تنوين، والكسر بتنوين، والضم بغير تنوين، وبتنوين، وكذلك الفتح بتنوين، وبغير تنوين، وفيها لغة أخرى سابعة لا يجوز أن يقرأ بها، وهي " أفيّ " بالياء، فأمّا الكسر فلالتقاء السّاكنين، وأف غير متمكن بمنزلة الأصوات، فإذا لم تنوّن فهي معرفة، وإذا نون فهو نكرة بمنزلة غاق وغاق في الأصوات، والفتح لالتقاء السّاكنين أيضا، والفتح مع التضعيف حسن لخفة الفتحة وثقل التضعيف والضم، لأن قبله مضموما - حسن أيضا، والتنوين فيه كله على جهة النكرة.
والمعنى: لا تقل لهما كلاما تتبرم فيه بهما، ومعنى أفّ النتن، وقيل إن أف وسخ الأظفار، والتّف الشيء الحقير نحو وسخ الأذان أو الشظية تؤخذ من الأرض.
ومعنى الآية: لا تقل لهما ما فيه أذى بتبرم، أي إذا كبرا، أو أسنّا فينبغي أن تتولى من خدمتهما مثل الذي توليا من القيام بشأنك وبخدمتك، ولا تنهرهما بمعنى: لا تنتهرهما،
أي لا تكلمهما ضجرا صائحا في أوجههما.
يقال نهرته أنهره نهرا، وانتهرته أنتهره انتهارا، بمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/234-233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل ذكره: {وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه} روى مبارك عن الحسن قال قضى أمر ألا تعبدوا إلا إياه
وروى سفيان عن الأعمش قال قرأ عبد الله بن مسعود ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه). [معاني القرآن: 4/139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا} أي وأمر أن تحسنوا بالوالدين إحسانا). [معاني القرآن: 4/139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلا تقل لهما أف}
روى عن مجاهد أنه قال لا تستقذرهما كما كانا لا يستقذرانك والمعنى عن أهل اللغة لا تستثقلهما ولا تغلظ عليهما في القول والناس يقولون لما يستثقلونه أف له وأصل هذا أن الإنسان إذا وقع عليه الغبار أو شيء يتأذى به نفخه فقال أف وقيل إن أف وسخ الأظفار وإن التف الشيء الحقير نحو وسخ الأذن والقول الأول أعرف). [معاني القرآن: 4/140-139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تنهرهما} أي لا تكلمهما بصياح ولا بضجر
يقال نهره وانتهره بمعنى واحد وبين هذا بقوله: {وقل لهما قولا كريما} ). [معاني القرآن: 4/140]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقضى ربك} أي: أمر ربك - هاهنا). [ياقوتة الصراط: 306]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقَضَى}: أمر). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة} [الإسراء: 24] سفيان، عن هشام بن عمرٍو، عن أبيه، قال: لا تمتنع من شيءٍ أحبّاه.
- سعيد بن عبد العزيز، عن مكحولٍ، أنّ رسول اللّه عليه السّلام أوصى بعض أهل بيته، فكان فيما أوصاه به أن أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من مالك كلّه فافعل.
قوله: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} [الإسراء: 24] هذا إذا كانا مسلمين، وإذا كانا مشركين فلا تقل: {ربّ ارحمهما} [الإسراء: 24].
هذا الحرف منسوخٌ نسخه: {ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113].
- أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رضا الرّبّ مع رضا الوالد وسخط الرّبّ مع سخط الوالد».
- المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عبّاسٍ، قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/127]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أصبح مرضيًّا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدٌ فواحدٌ، ومن أصبح مسخطًا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان من النّار ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدٌ فواحدٌ وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه».
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فوق كلّ برٍّ برًّا حتّى إنّ الرّجل ليهريق دمه للّه، وإنّ فوق كلّ فجورٍ فجورًا حتّى إنّ الرّجل يعقّ والديه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/128]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ...}

بالضمّ قرأها العوامّ. ... حدثني هشيم عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير أنه قرأ {واخفض لهما جناح الذّلّ} بالكسر.
قال: حدثنا الفراء وحدثني الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النّجود أنه قرأها (الذّلّ) بالكسر. قال أبو زكريا: فسألت أبا بكر عنها فقال: قرأها عاصم بالضمّ.
والذلّ من الذلّة أن يتذلّل وليس بذليل في الخلقة، والذّلّة والذّلّ مصدر الذليل والذّلّ مصدر للذلول؛ مثل الدابّة والأرض. تقول: جملٌ ذلول، ودابّة ذلول، وأرض ذلول بيّنة الذّلّ).
[معاني القرآن: 2/122]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا }
وتقرأ الذّل - بكسر الذّال - ومعنى {اخفض لهما جناح الذل}.
أي ألن لهما جانبك متذلّلا لهما، من مبالغتك في الرحمة لهما.
ويقال: رجل ذليل بين الذلّ، وقد ذل يذلّ ذلا، ودابّة ذلول. بين الذل، ويجوز أن جميعا في الإنسان). [معاني القرآن: 3/235-234]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} قرأ سعيد بن جبير ويحيى بن وثاب وعاصم الجحدري
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} بكسر الذال ومعنى الضم كن لهما بمنزلة الذليل المقهور إكراما وإعظاما وتبجيلا
وروى هشام بن عروة عن أبيه وبعضهم يقول عن عائشة واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هو أن يطيعهما ولا يمتنع من شيء أراداه وقال عطاء لا ترفع يدك عليهما
وقال سعيد بن المسيب هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ
ويقال ذل يذل ذلا وذلة ومذلة فهو ذاك وذليل ومعنى الذل بالكسر السمح عنهما يقال رجل ذليل بين الذل إذا كان سمحا لينا مواتيا
وكذلك يقال دابة ذلول بين الذل إذا كان مواتيا ومنه وذللت قطوفها تذليلا). [معاني القرآن: 4/142-141]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّكم أعلم بما في نفوسكم} [الإسراء: 25]، يعني: بما في قلوبكم.
تفسير السّدّيّ: من برّ الوالدين.
{إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفورًا} [الإسراء: 25] الأوّاب: التّائب، الرّاجع عن ذنبه.
سفيان الثّوريّ، ونعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: الأوّاب: الّذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: هو الّذي يذنب ثمّ يتوب، ثمّ يذنب ثمّ يتوب.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {فإنّه كان للأوّابين غفورًا} [الإسراء: 25] هم المطيعون، وأهل الصّلاة). [تفسير القرآن العظيم: 1/128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فإنّه كان للأوّابين غفوراً} أي للتّوابين من الذنوب).
[مجاز القرآن: 1/374]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {للأوابين}: التوابين). [غريب القرآن وتفسيره: 214]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( الأواب التائب مرة بعد مرة. وكذلك التواب، وهو من آب يؤوب، أي رجع). [تفسير غريب القرآن: 253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين}
الأواب بمعنى التواب، والراجع إلى الله في كل ما أمر به، المقلع عن جميع ما نهى عنه، يقال قد آب يؤوب أوبا إذا رجع). [معاني القرآن: 3/235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ربكم أعلم بكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}
روى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال الأوابون الراجعون إلى الخير كما في قول الله إنه أواب
قال أبو جعفر قرئ على الفريابي عن قتيبة قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس انه قال الأواب الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله تعالى: {إنه كان للأوابين غفورا} قال هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلا ثم يستغفرون الله
وروى يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب يتوب
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة والأصل في هذا أنه يقال آب يئوب إذا رجع فهو آيب وأواب على التكثير). [معاني القرآن: 4/143-142]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {للأوابين} أي: التوابين). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الأوَّابين}: التوابين). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وآت ذا القربى حقّه} [الإسراء: 26]، يعني: ما أمر اللّه به من صلة القرابة.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يقال: إن كان لك مالٌ فصله بمالك، وإن لم يكن لك مالٌ فامش إليه برجلك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/128]
أبو الأشهب، عن الحسن، قال: حقّ الرّحم ألا تحرمها وتهجرها.
- فطرٌ، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الرّحم معلّقةٌ بالعرش، وليس الواصل المكافئ، ولكنّ الّذي إذا انقطعت رحمه وصلها ".
قوله: {والمسكين وابن السّبيل} [الإسراء: 26] هما صنفان من أهل الزّكاة الواجبة.
وكانت نزلت قبل أن يسمّى أهل الزّكاة.
{ولا تبذّر تبذيرًا} [الإسراء: 26] لا تنفق في غير حقٍّ.
شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن عياضٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: النّفقة في غير حقّها.
- المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنفقتم في سبيل اللّه فلكم، وما أنفقتم على أنفسكم فلكم، وما أنفقتم على عيالكم فلكم، وما تركتم فللوارث».
- يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: ما أنفقت على نفسك فلك، وما أنفقت على عيالك فلك، وما أنفقت رياءً وسمعةً فهو للمختطف، يعني: الشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 1/129]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرا }

{ولا تبذّر تبذيرا}.
معناه لا تسرف، وقيل: التبذير النفقة في غير طاعة اللّه، وقيل كانت الجاهلية تنحر الإبل وتبذّر الأموال، تطلب بذلك الفخر والسمعة وتذكر ذلك في أشعارها، فأمر اللّه - عزّ وجلّ - بالنفقة في وجوههما فيما يقرّب منه ويزلف عنده). [معاني القرآن: 3/235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآت ذا القربى حقه} قال عكرمة أي صلته التي تريد أن تصله بها). [معاني القرآن: 4/143]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا}
روى حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال التبذير النفقة في غير طاعة الله وكذلك روى عن عبد الله بن مسعود إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين معنى إخوان الشياطين أي في المعصية لما عصوا وعصا أولئك جمعتهم المعصية فسموا إخوانا وكلما جمعت شيئا إلى شيء فقد آخيت بينهما ومنه إخاء النبي صلى الله عليه وسلم له بين أصحابه). [معاني القرآن: 4/144]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين} [الإسراء: 27] يعني في الدّين والولاية.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يعني المشركين ينفقون في معاصي اللّه فهو للشّيطان، وما أنفق المؤمن لغير اللّه لا يقبله اللّه منه، وإنّما هو للشّيطان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/129]
- مندل بن عليٍّ، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزّار، قال: قال رجلٌ لابن مسعودٍ: ما المبذّرون؟ قال: الإنفاق في غير حقٍّ.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: المبذّرون: المنفقون في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/130]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {المبذّرين} المبذّر هو المسرف المفسد العائث).
[مجاز القرآن: 1/374]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربّه كفورا } أي يفعلون ما يسول لهم الشيطان). [معاني القرآن: 3/235]

تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمةٍ من ربّك ترجوها} [الإسراء: 28] ابن مجاهدٍ، عن أبيه، قال: ابتغاء الرّزق.
{فقل لهم قولا ميسورًا} [الإسراء: 28]
- أبو أميّة، عن الحسن، أنّ سائلا قام فقال: يا رسول اللّه فقد بتنا البارحة بغير عشاءٍ، وما أمسينا اللّيلة نرجوه، فقال: «يرزقنا اللّه وإيّاك من فضله، اجلس».
فجلس.
ثمّ قام آخر فقال مثل ذلك، فردّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ذلك.
فأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأربع أواقٍ من ذهبٍ، فقال: «أين السّائلان؟».
فقام الرّجلان، فأعطى كلّ واحدٍ منهما أوقيّةً، ولم يسأله أحدٌ.
فرجع بوقيّتين، فجعلهما تحت فراشه، فسهر ليلته بين فراشه ومسجده.
فقالت أمّ المؤمنين: يا رسول اللّه، ما أسهرك؟ أوجعٌ أو أمرٌ نزل؟ فقال: أوتيت بأربع أواقٍ فأمضيت وقيّتين وبقيت وقيّتان، فخشيت أن يحدث بي حدثٌ ولم أوجّههما.
قال يحيى: وبلغني أنّ قوله: {فقل لهم قولا ميسورًا} [الإسراء: 28] أن تقول للسّائل: رزقنا اللّه وإيّاك.
- عاصم بن حكيمٍ، وأشعث، عن عاصمٍ الأحول، عن قريبه، عن عائشة
[تفسير القرآن العظيم: 1/130]
قالت: لا تقولوا للمسكين في حديث عاصمٍ، وقال الأشعث: للسّائل: بارك اللّه فيك؛ فإنّه يسأل البرّ والفاجر.
قال يحيى: يعني: الكافر، ولكن قولوا: يرزقك اللّه.
في حديث عاصمٍ، وقال الأشعث: يرزقنا اللّه وإيّاك.
وأمّا قوله: {ابتغاء رحمةٍ من ربّك ترجوها} [الإسراء: 28]، يعني: انتظار رزق ربّك.
- أبو الأشهب، عن الحسن قال: كان السّائل يسأل، فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أمسى في بيوت آل محمّدٍ صاعٌ من طعامٍ، وهم يومئذٍ تسعة أبياتٍ».
أبو أميّة، عن الحسن، عن النّبيّ نحوه.
خداشٌ، عن هشامٍ، عن الحسن، عن النّبيّ عليه السّلام مثله.
وقال الحسن: ولا واللّه ما شكا ذلك إليهم ولكن قاله اعتذارًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/131]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمةٍ مّن رّبّك...}

يقول: إذا أتتك قرابتك أو سواهم من المحتاجين يسألونك فأعرضت لأنه لا شيء عندك تعطيهم فقل لهم: قولا ميسوراً، يقول: عدهم عدة حسنةً. ثم نهاه أن يعطى كلّ ما عنده حتى لا يبقى محسوراً لا شيء عنده. والعرب تقول للبعير: هو محسور إذا انقطع سيره وحسرت الدابّة إذا سرتها حتى ينقطع سيرها. وقوله: {ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ}
يحسر عند أقصر بلوغ المنظر). [معاني القرآن: 2/122]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قولاً ميسوراً} أي ليّناً هيّناً، وهو من اليسر). [مجاز القرآن: 1/375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قولا ميسورا}: أي لينا هينا). [غريب القرآن وتفسيره: 214]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قولًا ميسوراً} أي ليّنا). [تفسير غريب القرآن: 253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمة من ربّك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا }
{عنهم} هذه الهاء والميم يرجعان على ذي القربى والمسكين وابن السبيل، (وإمّا تعرضنّ عنهم)، أي وإن أعرضت عنهم، ابتغاء رحمة من ربّك ترجوها، أي لطلب رزق من ربك ترجوه {فقل لهم قولا ميسورا}.
{ابتغاء} منصوب لأنه مفعول له، المعنى: وإن أعرضت عنهم لابتغاء رحمة من ربّك.
وروي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سئل وليس عنده ما يعطى أمسك انتظار الرزق يأتي من اللّه - جلّ وعز - كأنّه يكره الردّ، فلما نزلت هذه الآية:
{فقل لهم قولا ميسورا} كان عليه السلام إذا سئل فلم يكن عنده ما يعطي قال: يرزقنا اللّه وإياكم من فضله.
فتأويل قوله: {ميسورا} واللّه أعلم أنه يكسر عليهم فقرهم بدعائه لهم). [معاني القرآن: 3/236-235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا}
قال قتادة أي عدهم وقال عكرمة إن أعرضت عنهم لرزق تنتظره فعدهم وقل لهم سيكون فإذا جاءنا شيء أعطيناكم وقال الحسن قولا ميسورا أي لينا
والمعنى عند أهل اللغة يسر فقرهم عليهم بدعائك لهم). [معاني القرآن: 4/145-144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَيْسوراً}: ليّنا). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك} [الإسراء: 29] قال الحسن: أي: لا تدع النّفقة في حقّ اللّه، فيكون مثلك مثل الّذي غلّت يده إلى عنقه فلا يستطيع أن يبسطها.
قال: {ولا تبسطها كلّ البسط} [الإسراء: 29] فتنفق في غير حقّ اللّه.
{فتقعد ملومًا} [الإسراء: 29] في عباد اللّه لا تستطيع أن توسع النّاس.
{محسورًا} [الإسراء: 29] قد ذهب ما في يديك، يقول: قد خسر.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يقول: لا تمسكها عن طاعة اللّه، ولا عن حقّه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/131]
{ولا تبسطها كلّ البسط} [الإسراء: 29]، أي: لا تنفقها في معصية اللّه وفيما لا يصلح، وهو الإسراف.
وقال السّدّيّ: هذا مثلٌ ضربه اللّه في أمر النّفقة وذلك قوله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك} [الإسراء: 29]، يعني: لا تمسك يدك عن النّفقة بمنزلة المغلولة، فلا تستطيع بسطها.
قال: {فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29] ملومًا في عباد اللّه لا تستطيع أن توسع النّاس، محسورًا قد ذهب ما في يدك، يقول: قد خسر). [تفسير القرآن العظيم: 1/132]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك} مجازه في موضع قولهم: لا تمسك عما ينبغي لك أن تبذل من الحق وهو مثل وتشبيه.

{ولا تبسطها كلّ البسط} أي لا تسرف كل السرف، وتبذّر كل التبذير.
(ملوماً محسوراً) أي منضىً قد أعيا، يقال: حسرت البعير، وحسرته بالمسئلة؛ والبصر أيضاً إذا رجع محسوراً، وقال الهذلي:
إنّ العسير بها داءً مخامرها= فشطرها نظر العينين محسور
أي فنحوها). [مجاز القرآن: 1/375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}: أي لا تمسك عن البذل فيما ينبغي. وهو مثل.
{محسورا}: معيبا. وهو الساقط الكال. {خاسئا وهو حسير} ). [غريب القرآن وتفسيره: 214]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {محسوراً} أي تحسرك العطية وتقطعك. كما يحسر السفر البعير فيبقى منقطعا. يقال: حسرت الرجل فأنا أحسره،
وحسر فهو يحسر). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا }
معناه لا تبخل ولا تسرف.
{فتقعد} منصوب على جواب النهي، و {محسورا} أي قد بالغت في الحمل على نفسك وحالك حتى تصير بمنزلة من قد حسر.
والحسير والمحسور الذي قد بلغ الغاية في التعب والإعياء). [معاني القرآن: 3/236]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}
قال قتادة {ولا تجعل يدك مغلوله إلى عنقك} أي: لا تمتنع من النفقة في الطاعة {ولا تبسطها كل البسط} أي لا تنفق في معصية فتقعد ملوما محسورا ،
قال عكرمة وقتادة أي نادما
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد فتقعد ملوما قال مذنبا أو آثما محسورا قد انقطع بك
قال أبو جعفر وكذلك المحسور في اللغة يقول حسره السفر إذا انقطع به وكذلك البعير حسير ومحسور إذا انقطع ووقف وهو أشد من الكلال). [معاني القرآن: 4/146-145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَحْسوراً}: معدماً). [العمدة في غريب القرآن: 181]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ ربّك يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر} [الإسراء: 30]، أي: ويقتر.
وتقتيره على المؤمن نظرًا له.
{إنّه كان بعباده خبيرًا بصيرًا} [الإسراء: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/132]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {يبسط الرّزق لمن يشاء} يوسّع عليه.

{ويقدر} أي يضيّق عليه). [تفسير غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقتلوا أولادكم} [الإسراء: 31]، يعني: الموءودة.
{خشية إملاقٍ} [الإسراء: 31] قال قتادة: خشية الفاقة، كان أهل الجاهليّة يقتلون أولادهم خشية الفاقة.
كان أحدهم يقتل ابنته يدفنها حيّةً حتّى تموت؛ مخافة الفاقة، ويغذّي كلبه.
{نحن نرزقهم وإيّاكم إنّ قتلهم كان خطأً كبيرًا} [الإسراء: 31] ذنبًا كبيرًا.
قتل النّفس الّتي حرّم اللّه من الكبائر.
وقال الحسن: ذنبًا كبيرًا.
وقال قتادة: إثمًا كبيرًا.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/132]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خطئاً كبيراً...}

وقرأ الحسن خطاءً كبيراً بالمدّ. وقرأ أبو جعفر المدنيّ {خطأ كبيراً} قصر وهمز. وكلٌّ صواب. وكأنّ الخطأ الإثم. وقد يكون في معنى خطأ بالقصر.
كما قالوا: قتب وقتب، وحذرٌ وحذرٌ، ونجسٌ ونجسٌ. ومثله قراءة من قرأ {هم أولاء على أثري} و{إثري} ). [معاني القرآن: 2/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ} كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر وهو الإملاق.
{إنّ قتلهم كان خطئاً كبيراً} إثما وهو اسم من خطأت، وإذا فتحته فهو مصدر كقول أوس بن علفاء الهجيميّ.
دعيني إنّما خطأي وصوبي= علىّ وإن ما أهلكت مال
يريد إصابتي، وخطأت لغتان، زعم يونس عن أبي إسحاق قال: أصل الكلام بناؤه على فعل ثم يبنى آخره على عدد من له الفعل من المؤنث والمذكر من الواحد والإثنين والجميع كقولك: فعلت وفعلنا وفعلن وفعلا وفعلوا، ويزاد في أوله ما ليس من بنائه فيزيدون الألف، كقولك: أعطيت إنما أصلها عطوت، ثم يقولون معطى فيزيدون الميم بدلاً من الألف وإنما أصلها عاطي، ويزيدون في أوساط فعل افتعل وانفعل واستفعل ونحو هذا، والأصل فعل

وإنما أعادوا هذه الزوائد إلى الأصل فمن ذلك في القرآن {وأرسلنا الرّياح لواقح} وإنما يريد الريح ملقحة فأعادوه إلى الأصل ومنه قولهم:
طوّحتني الطّوائح
وإنما هي المطاوح لأنها المطوّحة، ومن ذلك قول العجّاج:
يكشف عن جمّاته دلو الدال
وهي من أدلى دلوه، وكذلك قول رؤبة:
يخرجن من أجواز ليلٍ غاضي
وهي من أغضى الليل أي سكن). [مجاز القرآن: 1/377-375]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نّحن نرزقهم وإيّاكم إنّ قتلهم كان خطئاً كبيراً}
وقال: {إنّ قتلهم كان خطئاً} من "خطئ" "يخطأ" تفسيره: "أذنب" وليس في معنى "أخطأ" لأن ما أخطأت [فيه] ما صنعته خطأً، و[ما] "خطئت" [فيه] ما صنعته عمدا وهو الذنب. وقد يقول ناس من العرب: "خطئت" في معنى "أخطأت".
وقال امرؤ القيس:
يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا = القاتلين الملك الحلاحلا
* ت الله لا يذهب شيخي باطلا *
وقال آخر:
والناس يلحون الأمير إذا هم = خطئوا الصّواب ولا يلام المرشد).
[معاني القرآن: 2/70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {خشية إملاق}: إقتار. وقد أملق الرجل إذا ذهب ماله.
{خطأ}: إثما). [غريب القرآن وتفسيره: 215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإيّاكم إنّ قتلهم كان خطئا كبيرا}
{خشية إملاق} منصوب لأنه مفعول له، والإملاق الفقر، يقال أملق يملق إملاقا.
وكانوا يدفنون البنات إذا ولدن لهم خوفا من الفقر، فضمن اللّه - عزّ وجل - لهم رزقهم، فقال: {نحن نرزقهم وإيّاكم}.
وهي الموءودة، كانوا يدفنون الابنة إذا ولدت حيّة.
وقوله: {إنّ قتلهم كان خطئا كبيرا}، وتقرأ خطا كبيرا.
فمن قال خطئا: بالكسر فمعناه إثما كثيرا، يقال قد خطئ الرجل يخطأ خطئا: أثم يأثم إثما {وخطأ كبيرا} له تأويلان أحدهما معناه إن قتلهم كان غير صواب يقال: قد أخطأ يخطئ إخطاء، وخطأ، والخطأ الاسم من هذا لا المصدر، ويكون الخطأ من خطئ يخطأ خطأ إذا لم يصب مثل لجج يلجج
قال الشاعر:
والناس يلحون الأمير إذا هم= خطئوا الصواب ولا يلام المرشد).
[معاني القرآن: 3/236]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} الإملاق الفقر وكانوا يئدون بناتهم). [معاني القرآن: 4/146]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن قتلهم كان خطئا كبيرا} بكسر الخاء والمد
وروى عن الحسن كان خطئا بفتح الخاء والمد قال أبو جعفر وأعرف هذه القراءات عند أهل اللغة كان خطأ كبيرا قال أبن جريج وزعم أنه قوله ابن عباس وهو قول مجاهد الخطأ الخطيئة
قال أبو جعفر وهذا المعروف في اللغة يقال خطئ يخطأ خطأ إذا أثم وتعمد الذنب وقد حكى في المصدر خطأ وأخطأ يخطئ إخطاء والاسم الخطأ إذا لم يتعمد الذنب،
فأما قراءة من قرأ كان خطاء بالكسر والمد والفتح والمد فلا يعرف في اللغة ولا في كلام العرب).[معاني القرآن: 4/148-147]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {خشية إملاق} أي: فقر). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِمْلاقٍ}: فقر.
{خِطْأً}: إثما). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقربوا الزّنى إنّه كان فاحشةً وساء سبيلا} [الإسراء: 32] وبئس الطّريق.
وقال السّدّيّ: ويعني: المسلك.
وهو نحوه). [تفسير القرآن العظيم: 1/132]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولا تقربوا الزّنى} مقصور وقد يمدّ في كلام أهل نجد، قال الفرزدق:

أبا حاضرٍ من يزن يعرف زناؤه= ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا
وقال الفرزدق:
أخضبت عردك للزناء ولم تكن= يوم اللقاء لتخضب الأبطالا
وقال الجعدي:
كانت فريضة ما تقول كما= كان الزناء فريضة الرّجم).
[مجاز القرآن: 1/378-377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقربوا الزّنا إنّه كان فاحشة وساء سبيلا}
أي وساء الزنا سبيلا. و{سبيلا} منصوب على التمييز). [معاني القرآن: 3/237]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ} [الإسراء: 33]
[تفسير القرآن العظيم: 1/132]
- سعيدٌ وهشامٌ، عن قتادة، أنّ عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا يحلّ دم مسلمٍ إلا بأحد ثلاثٍ: رجلٌ كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسًا متعمّدًا".
- حمّادٌ، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «القتيل دون ماله شهيدٌ».
- المعلّى، عن سماك بن حربٍ، عن قابوس بن المخارق، عن أبيه، أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه، الرّجل يعرض لي يريد نفسي ومالي، كيف أصنع به؟ قال: «ناشده اللّه».
قال: نشدته باللّه فلم ينته، قال: «استعد عليه السّلطان».
قال: ليس بحضرتنا سلطانٌ، قال: «استعن عليه المسلمين».
قال: نحن بفلاةٍ من الأرض، ليس قربنا أحدٌ، قال: «فجاهده دون مالك حتّى تمنعه أو تكتب في شهداء الآخرة».
- أشعث، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه عليه السّلام: «من قاتل دون ماله فقتل فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون نفسه فقتل فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون أهله فقتل فهو شهيدٌ.
وكلّ قتيلٍ في جنب اللّه فهو شهيدٌ».
قوله: {ومن قتل مظلومًا} [الإسراء: 33] يعني: المقتول ظلمه القاتل حين قتله بغير حقّه.
تفسير السّدّيّ.
{فقد جعلنا لوليّه سلطانًا} [الإسراء: 33]
[تفسير القرآن العظيم: 1/133]
قال قتادة: وهو القود إلا أن يعفو الوليّ، أو يرضى بالدّية إن أعطيها.
قوله: {فلا يسرف في القتل} [الإسراء: 33] لا يقتل غير قاتله.
{إنّه كان منصورًا} [الإسراء: 33] ينصره السّلطان حتّى يقيده منه.
حمّادٌ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، قال: لا يقتل غير قاتله.
وقال حمّادٌ: قال قتادة: من قتل بحديدةٍ قتل بحديدةٍ، ومن قتل بعصًا قتل بعصًا.
وقال سعيدٌ، عن قتادة: من قتل بحديدةٍ قتل بحديدةٍ، ومن قتل بخشبةٍ قتل بخشبةٍ، ومن قتل بحجرٍ قتل بحجرٍ.
- الحسن، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا قود إلا بالسّيف».
وبعضهم يقول: {إنّه كان منصورًا} [الإسراء: 33] يعني في الآخرة، يعني الّذي يعدى عليه فقتل وليس هو قاتل الأوّل ينصر على الّذي تعدّى عليه فقتله). [تفسير القرآن العظيم: 1/134]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً...}

في الاقتصاص أو قبول الدّية. ثم قال: {فلا يسرف فّي القتل} فقرئت بالتّاء والياء. فمن قال بالياء ذهب إلى الوليّ أي لا يقتلنّ غير قاتله. يقول فلا يسرف لوليّ في القتل.
... وحدثني غير واحد، منهم مندل وجرير وقيس عن مغيرة عن إبراهيم عن أبي معمر عن حذيفة بن اليمان أنه قرأ (فلا تسرف) بالتاء.
وفي قراءة أبيّ (فلا يسرفوا في القتل).
وقوله: {إنّه كان منصوراً} يقال: إن وليّه كان منصوراً. ويقال الهاء للدم. إن دم المقتول كان منصوراً لأنه ظلم.
وقد تكون الهاء للمقتول نفسه، وتكون للقتل لأنه فعل فيجري مجرى الدم والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 2/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فقد جعلنا لوليّه سلطاناً فلا يسرف في القتل} جزمه بعضهم على مجاز النهى، كقولك: فلا يسرفن في القتل أي يمثل به ويطول عليه العذاب، ويقول بعضهم {فلا يسرف في القتل} فيرفعه على مجاز الخبر كقولك: إنه ليس في قتل ولي المقتول الذي قتل ثم قتل هو به سرفٌ.
{إنّه كان منصوراً} مجازه من النصر، أي يعان ويدفع إليه حتى يقتله بمقتوله). [مجاز القرآن: 1/378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا يسرف في القتل} أي: لا تمثّل إذا قتلت بالقود، ولا تقتل غير قاتلك). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليّه سلطانا فلا يسرف في القتل إنّه كان منصورا}
حرّم اللّه قتل المؤمن إلّا أن يرتدّ بعد إيمانه، أو يقتل مؤمنا متعمّدا، أو يزني بعد إحصان.
كذلك قال قتادة في تفسير هذه الآية.
{ومن قتل مظلوما} أي من غير أن يأتي بواحدة من هذه الثلاث.
{فقد جعلنا لوليّه سلطانا} الأجود إدغام الدال في الجيم، والإظهار جيّد بالغ، لأنّ الجيم من وسط اللسان، والدال من طرف اللسان، والإدغام جائز لأنّ حروف وسط اللسان قد تقرب من حروف طرف اللسان.
ووليه الذي بينه وبينه قرابة توجب المطالبة بدمه..
فإن لم يكن له ولي فالسلطان وليه.
و " سلطانا " أي حجة.
وقوله: {فلا يسرف في القتل}.
القراءة الجزم على النهي، ويقرأ بالياء والتاء جميعا، وتقرأ فلا يسرف بالرفع. والإسراف في القتل قد اختلف فيه.
فقال أكثر الناس: الإسراف أن يقتل الوليّ غير قاتل صاحبه.
وقيل: الإسراف أن يقتل هو القاتل دون السّلطان، وكانت العرب إذا قتل منها السيد وكان قاتله خسيسا لم يرضوا بأن يقتل قاتله وربما لم يرضوا أن يقتل واحد بواحد حتى تقتل جماعة بواحد.
وقوله: {إنّه كان منصورا} أي أن القتيل إذا قتل بغير حق فهو منصور في الدنيا والآخرة، فأما نصرته في الدنيا فقتل قاتله، وأما في الآخرة فإجزال الثواب له، ويخلّد قاتله في النّار،
ومن قرأ فلا يسرف - في القتل - بالرفع - فالمعنى أن وليّه ليس بمسرف في القتل إذا قتل قاتله ولم يقبل الدية). [معاني القرآن: 3/238-237]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} بين هذا الحديث لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث خلال شرك بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس). [معاني القرآن: 4/148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا} اختلف المتقدمون من العلماء في السلطان الذي جعل للولي
فروى خصيف عن مجاهد قال حجته التي جعلت له أن يقتل قاتله وذهب جماعة من العلماء إلى أن هذا هو السلطان الذي جعل له وأنه ليس له أن يأخذ الدية إلا أن يشاء القاتل وقال الضحاك في السلطان الذي جعل له إن شاء قتل وإن شاء أخذ الدية وإن شاء عفا
والقول عند أهل المدينة وأهل الكوفة قول مجاهد إن السلطان ههنا القود خاصة لا ما سواه
وذهب الشافعي رحمه الله إلى قول الضحاك غير أنه قال كان يستحق إذا عفا أخذ الدية أشترط ذلك أو لم يشترطه والحجة له فمن عفي له من أخيه شيء والحديث ولي المقتول بأحد النظرين). [معاني القرآن: 4/150-148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فلا يسرف في القتل}
روى خصيف عن مجاهد قال لا يقتل غير قاتله وروى منصور عن طلق بن حبيب قال لا تقتل غير قاتلك ولا تمثل به وروى خصيف عن سعيد بن جبير قال لا يقتل اثنين بواحد وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال لا يقتل أبا القاتل ولا ابنه وقرأ حذيفة {فلا تسرف في القتل} بالتاء
وروى العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال هو للقاتل الأول والمعنى عنده على هذا فلا تسرف أيها القاتل). [معاني القرآن: 4/151-150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنه كان منصورا} روى ابن كثير عن مجاهد قال إن المقتول كان منصورا ومعنى قوله إن الله نصره بوليه
وروى أنه في قراءة أبي فلا تسرفوا في القتل إن ولي المقتول كان منصورا
قال أبو جعفر الأبين بالياء وتكون للولي لأنه إنما يقال لا يسرف لمن كان له أن يقتل فهذا للولي
وقد يجوز بالتاء ويكون للولي أيضا إلا أنه يحتاج فيه إلى تحويل المخاطبة). [معاني القرآن: 4/152-151]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فلا يسرف في القتل} أي لا يمثل إذا قتل بالقود، ولا يقتل غير قاتله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالّتي هي أحسن} [الإسراء: 34] والّتي هي أحسن أن يوفّر ماله، حتّى إذا بلغ أشدّه دفع إليه ماله إن آنس منه رشدًا.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية اشتدّت عليهم، فكانوا لا
[تفسير القرآن العظيم: 1/134]
يخالطونهم في المال ولا في المأكل، فجهدهم ذلك، فنسختها هذه الآية: {وإن تخالطوهم فإخوانكم واللّه يعلم المفسد من المصلح} [البقرة: 220].
قوله: {وأوفوا بالعهد} [الإسراء: 34]، يعني: ما عاهدتم عليه فيما وافق الحقّ.
{إنّ العهد كان مسئولا} [الإسراء: 34] مطلوبًا، يسأل عنه أهله الّذين أعطوه). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى يبلغ أشدّه...}

... وحدثني حبّان بن عليّ عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: الأشدّ. ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين). [معاني القرآن: 2/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مال اليتيم إلا بالّتي هي أحسن} مجازه: بالقوت إذا قام به وعمره من غير أن يتأثل منه مالاً.
{حتّى يبلغ أشدّه} مجازه: منتهاه من بلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا: أشدّ، بمنزلة صبّ والجميع أضبّ.
{إنّ العهد كان مسئولاً} أي مطلوباً، يقال: وليسألن فلان عهد فلان). [مجاز القرآن: 1/379-378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبلغ أشده}: منتهاه وهو جمع واحدة شد وبعضهم يجعله اسما واحدا). [غريب القرآن وتفسيره: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه} أي: يتناهى في الثّبات إلى حدّ الرجال.
ويقال: ذلك ثمانية عشرة سنة. وأشدّ اليتيم غير أشدّ الرجل في قول اللّه عز وجل: {حتّى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنةً}: وإن كان اللفظان واحدا، لأن أشدّ الرجل: الاكتهال والحنكة وأن يشتد رأيه وعقله. وذلك ثلاثون سنة. ويقال: ثمان وثلاثون سنة. وأشدّ الغلام: أن يشتد خلقه، ويتناهى ثباته). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} أي: مكنّا لهم.
والعرب تقول: عددتك مائة، أي عددت لك، وأستغفر الله ذنبي.
قال الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لستُ محصيَهُ = ربَّ العبادِ إليهِ الوجهُ والعملُ
وشبعت خبزا ولحما، وشربت ورويت ماء ولبنا وتعرّضت معروفك، ونزلتك ونأيتك، وبتّ القوم، وغاليت السلعة، وثويت البصرة وسرقتك مالا، وسعيت القوم، واستجبتك.
قال الشاعر:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النَّدى = فلم يستجبْهُ عند ذاكَ مجيبُ
وقوله جل وعزّ: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} أي: مسؤولا عنه.
قال أبو عبيدة: يقال: (لتسألنّ عهدي) أي عن عهدي). [تأويل مشكل القرآن: 230-299] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا}
أي لا تذخروا من ماله، ولا تأكلوا - إذا أقمتم عليه إلا ما يسكن الجوعة، ولا تكتسوا إلّا ما ستر العورة، ولا تقربوه إلا بالإصلاح للمال حتى يبلغ أشده.
وأشده أن يبلغ النكاح، وقيل: أشده أن يأتي له ثماني عشرة سنة.
وبلوغ أشده هو الاحتلام، وأن يكون مع ذلك غير ذي عاهة في عقل وأن يكون حازما في ماله.
وقوله: {وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا}.
قال بعضهم: لا أدري ما العهد، والعهد كل ما عوهد اللّه عليه، وكل ما بين العباد من المواثيق فهي عهود.
وكذلك قوله:، {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم} ). [معاني القرآن: 3/238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن}
قال محمد سألت عبيدة عن قوله تعالى: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}
فقال يستقرض فإذا استغنى رد ثم تلا فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وقال أبو العالية نحوا من هذا
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ما يقوي هذا
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد النحوي قال حدثنا الحسن بن غليب قال نا يوسف بن عدي قال نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن يرفا مولى عمر قال قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يا يرفا إني أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم إذا احتجت أخذت منه فإذا أيسرت رددته وإني إن استغنيت استعففت عنه فإني قد وليت من أمر المسلمين أمرا عظيما
وقال سعيد بن المسيب لا يشرب الماء من مال اليتم قال فقلت له إن الله يقول ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال فقال إنما ذلك لخدمته وغسل ثوبه
وروى أبو يحيى وليث عن مجاهد قال لا تقرب مال اليتيم إلا للتجارة ولا تستقرض قال فأما قوله تعالى: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} فإنما معناه فليأكل من ماله بالمعروف يعني من مال نفسه
وقال بهذا جماعة من الفقهاء وأهل النظر حتى قال أبو يوسف لعل قوله: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} منسوخ بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} ). [معاني القرآن: 4/154-152]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى يبلغ أشده} وبيان هذا في قوله: {حتى إذا بلغوا النكاح} قال مجاهد أي الحلم). [معاني القرآن: 4/154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَشُدَّهُ}: منتهى قوّته). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الإسراء: 35] والقسطاس: العدل بالرّوميّة.
{ذلك خيرٌ} [الإسراء: 35] إذا أوفيتم الكيل، وأقمتم الوزن.
{وأحسن تأويلا} [الإسراء: 35]، يعني: عاقبةً في الآخرة.
تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: خيرٌ ثوابًا وعاقبةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً}

وقال: {وزنوا بالقسطاس} "والقسطاس" مثل "القرطاس" و"القرطاس" و"الفسطاط" و"الفسطاط"). [معاني القرآن: 2/70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القسطاس}: العدل). [غريب القرآن وتفسيره: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بالقسطاس}: الميزان. يقال: هو بلسان الروم. وفيه لغة أخرى: بالقسطاس بضم القاف. وقد قرئ باللغتين جميعا.
{وأحسن تأويلًا} أي أحسن عاقبة). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا}
{وزنوا بالقسطاس المستقيم}.
والقسطاس جميعا - بالضم - والكسر - قيل: القسطاس هو القرسطون وقيل القفان، والقسطاس ميزان العدل، أي ميزان كان من موازين الدراهم أو غيرها.
وقوله: {ذلك خير وأحسن تأويلا}.
معنى {وأحسن تأويلا} أن الوفاء أحسن من النقصان، ويجوز أن يكون المعنى أحسن ما يؤول إليه أمر صاحب الوفاء). [معاني القرآن: 3/239-238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم}
روى ابن جريج عن مجاهد قال القسطاس العدل وقال الضحاك هو الميزان). [معاني القرآن: 4/154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلا} [معاني القرآن: 4/154]
قال قتادة أي أحسن عاقبة أي ما يئول إليه الأمر في الدنيا والآخرة وقيل أحسن من النقصان). [معاني القرآن: 4/155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والقسطاس} الميزان، وهو عجمي بلسان الروم، والضم لغة.
{وأحسن تأويلا} أي عاقبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {القِسْطَاسِ}: العدل). [العمدة في غريب القرآن: 182]


رد مع اقتباس