عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:24 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}


تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)}


تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجلون} أي خائفون). [مجاز القرآن: 1/351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وجلون}: خائفون). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنّا منكم وجلون}
{فقالوا سلاما} قال سلام.
{سلاما} منصوب على المصدر كأنهم قالوا سلّمنا سلاما.
وقوله: {قال إنّا منكم وجلون} أي خائفون، فإنما وجل لما قدّم إليهم العجل فرآهم لا يأكلون منه وجل). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَجِلونَ}: خائفون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا لا توجل} ويقال: لا تيجل، ولا تأجل بغير همز، ولا تأجل يهمز يجتلبون فيها همزة وكذلك كل ما كان من قبيل وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ). [مجاز القرآن: 1/351]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلامٍ عليمٍ}
وقال: {قالوا لا توجل} لأنه من "وجل" "يوجل". وما كان على "فعل" فـ"هو يفعل" تظهر فيه الواو ولا تذهب كما تذهب من "يزن" لأنّ "وزن" "فعل" وأمّا بنو تميم فيقولون (تيجل) لأنهم يقولون في "فعل" "تفعل" فيكسرون التاء في "تفعل" والألف من "أفعل" والنون من "تفعل" ولا يكسرون الياء لأنّ الكسر من الياء فاستثقلوا اجتماع ذلك. وقد كسروا الياء في باب "وجل" لأن الواو قد تحولت إلى الياء مع التاء والنون والألف. فلو فتحوها استنكروا الواو ولو فتحوا الياء لجاءت الواو، فكسروا الياء فقالوا "ييجل" ليكون الذي بعدها ياء [إذ] كانت الياء أخف مع الياء من الواو مع الياء لأنه يفر إلى الياء من الواو ولا يفر إلى الواو من الياء. قال بعضهم (ييجل) فقلبها ياء وترك التي قبلها مفتوحة كراهة اجتماع السكرة والياءين). [معاني القرآن: 2/63-62]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لا توجل} زعم يونس: أن فيها أربع لغات وجل، يوجل، وياجل، وييجل بالياء مكسورة الأول، وييجل بالياء مفتوحة الأول؛ وكذلك نوجل وتوجل وأوجل وأوجل مثل يوجل في لغاتها.
قال ابن نويرة:
فقصرك ألا تسمعيني ملامة = ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
وقال أبو النجم:
فذاك خير لك من أن تجزعي = فتحبسي وتشتمي وتيجعي
فكسر أيضًا.
وقال الراجز:
فحب جمل يا خليلي قاتل = والقلب من تذكير جمل يأجل
صيرها ألفًا.
وزعم يونس: أن ياءس بتحويل الياء ألفًا؛ ولم يجزه في يعر ييعر، أن يقول: ياعر؛ لا يجعله مطردًا كالواو؛ وقال أبو علي: وقد حكيت لنا: يبس يابس وييبس؛ ويابس التي لم يطردها يونس.
وقال الأعشى:
ويهماء قفر تاله العين وسطها = وتلقى بها بيض النعام ترائكا
فقال: "تاله" أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 796]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلام عليم}
يقال وجل يوجل، وياجل ييجل ويجل، إذا خاف). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا لا توجل} معناه لا تفزع والقانطون اليائسون). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أبشّرتموني على أن مّسّني الكبر...}
لو لم يكن فيها (على) لكان صواباً أيضاً. ومثله {حقيقٌ على أن لا أقول}. وفي قراءة عبد الله (حقيقٌ بأن لا أقول) ومثله في الكلام أتيتك أنك تعطى فلم أجدك تعطى،
تريد: أتيتك على أنك تعطى فلا أراك كذلك.
وقوله: {فبم تبشّرون} النون منصوبة؛ لأنه فعل لهم لم يذكر مفعول. وهو جائز في الكلام.
وقد كسر أهل المدينة يريدون أن يجعلوا النون مفعولا بها. وكأنهم شدّدوا النون فقالوا {فبم تبشّرونّ قالوا} ثم خفّفوها والنّيّة على تثقيلها كقول عمرو بن معدي كرب:

رأته كالثّغام يعلّ مسكاً = يسوء الفاليات إذا فليني
فأقسم لو جعلت عليّ نذراً = بطعنة فارس لقضيت ديني
وقد خففت العرب النون من أنّ الناصبة ثم أنفذوا لها نصبها، وهي أشدّ من ذا.
قال الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني = فراقك لم أبخل وأنت صديق
فما ردّ تزويج عليه شهادة = وما ردّ من بعد الحرار عتيق
وقال آخر:

لقد علم الضّيف والمرملون = إذا اغبرّ أفقٌ وهبّت شمالا
بأنك الربيع وغيث مريع = وقدماً هناك تكون الثّمالا).
[معاني القرآن: 2/90-89]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فبم تبشّرون} قال: قوم يكسرون النون، وكان أبو عمرو ويفتحها
ويقول: إنها إن أضيفت لم تكن إلاّ بنونين لأنها في موضع رفع، فاحتج من أضافها بغير أن يلحق فيها نوناً أخرى بالحذف حذف أحد الحرفين إذا كانا من لفظ واحد،
قال أبو حيّة النّميريّ.
أبالموت الذي لا بدّ أني= ملاقٍ لا أباك تخّوفيني
ولم يقل تخوفينني؛ لا أباك: أي لا أبا لك، فجاء بقول أهل المدينة.
وقال عمرو بن معد يكرب:
تراه كالثّغام يعلّ مسكاً= يسوء الفاليات إذا فليني
أراد فلينني فخذف إحدى النونين). [مجاز القرآن: 1/353-352]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (نافع {فبم تبشرون} بنون واحدة مكسورة.
[معاني القرآن لقطرب: 788]
الحسن والأعمش وعاصم وأبو عمرو وأبو جعفر {تبشرون قالوا} بنصب النون، لا يصير فيها مفعولاً، وهي أسهلهما في الإعراب؛ والأولى تكون: "تبشرونني" فحذف إحدى النونين، وهي لغة لبعض غطفان.
قال أبو علي أنشدنا الثقة:
أبالموت الذي لا بد أني = ملاق لا أباك تخوفيني
يريد: تخوفينني؛ فحذف إحدى النونين.
وقال طرفة:
تذكرونا إذ نقاتلكم = إذ لا يضر معدما عدمه
وقد فسرنا ذلك؛ يريد: تذكروننا؛ فحذف إحدى النونين). [معاني القرآن لقطرب: 789]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال أبشّرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشّرون}
{فبم تبشّرون} بفتح النون وهو أجود في القراءة، وقرئت: فبم تبشّرون - بكسر النون - قرأ بها نافع، والأصل (فبم تبشرونن) فاستثقل النونان، فحذفت إحداهما
وقيل الحذف من الإدغام، كأنّها فبم تبشرن، بتشديد النون، فحذفت إحدى النونين لثقل التضعيف، كما قالوا ربما، وربّما.
قال الشاعر في حذف النون:
رأته كالنعام يعلّ مسكا= يسوء الغاليات إذا فليني
يريد فلينني). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل المدينة {فلا تكن من القانطين}.
الأعمش "من القنطين"؛ و"من بعد ما قنطوا" ). [معاني القرآن لقطرب: 789]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا تكن من القانطين} أي اليائسين). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من القانطين} أي من اليائسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال ومن يقنط من رحمة ربّه} أي ييأس، يقال: قنط يقنط وقنط يقنط قنوطاً). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ومن يقنط من رّحمة ربّه إلاّ الضّآلّون}
وقال: {ومن يقنط من رّحمة ربّه} لأنها من "قنط" "يقنط" وقال بعضهم (يقنط) مثل "يقتل" و"يقنط" مثل "علم" يعلم"). [معاني القرآن: 2/63]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {ومن يقنط من رحمة ربه}.
الحسن والأعرج وأهل مكة {ومن يقنط}.
الأشهب العقيلي "ومن يقنط" برفع النون.
و"يقنطون" لغة تميم؛ وقالوا: قنط يقنط ويقنط، وقنط قنطا وقنوطا وقناطة). [معاني القرآن لقطرب: 789]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يقنط}: ييأس). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ومن يقنط من رحمة ربّه إلّا الضّالّون}
يقال قنط يقنط، وقنط يقنط، وهما جميعا جائزتان، والقنوط بمعنى اليأس). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْنَطُ}: ييئس). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فما خطبكم أيّها}أي فما أمركم). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا إنّا أرسلنا إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ إنّا لمنجّوهم أجمعين}
وقال: {إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ} استثناء من المجرمين أي: لا يدخلون في الإجرام). [معاني القرآن: 2/63]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم {إنا لمنجوهم أجمعين} بالتشديد.
والأعمش ويحيى وحمزة يخففونها.
[إلى هاهنا زيادة محمد] ). [معاني القرآن لقطرب: 790]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين }
استثناء ليس من الأول، المعنى: {قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين}
المعنى إنا أرسلنا بالعذاب إلى قوم لوط). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا امرأته قدّرنا إنّها لمن الغابرين}
المعنى علمنا أنّها لمن الغابرين، وقيل دبرنا إنها لمن الغابرين، وقدرنا ههنا لا يحتاج إلى تفسير، المعنى إلا امرأته قدرنا أنها لمن الباقين في العذاب، والغابر الباقي،
قال الشاعر:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
المعنى وما بقي). [معاني القرآن: 3/182-181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين} قيل قدرنا بمعنى علمنا وقدرنا على بابه أي هو في تقديرنا وفيما أخبرناه به هكذا والغابر الباقي وقد يستعمل للذاهب والمعنى إنها لمن الباقين في الهلاك
وأنشد أهل اللغة:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
الأغبار بقايا اللبن). [معاني القرآن: 4/30]


رد مع اقتباس