عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (36) إلى الآية (40)]
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) }


قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نقيّض له شيطانًا (36)
قرأ الحضرمي وحده (يقيّض) بالياء.
وقرأ الباقون (نقيّض) بالنون.
قال أبو منصور: التقيّض من فعل الله، قرأته بالياء أو بالنون.
والمعنى: ومن يعش عن ذكر الرّحمن، أي: يعرض عن ذكره، فلا يذكر ربّه، نجازيه
[معاني القراءات وعللها: 2/364]
بأن نسبّب له شيطانًا يضله فيستوجب العذاب.
وقيل: نقيض: نمثل، يقال: هما قيضان، أي: مثلان، ومنه المقايضة في البيع، وهي المبادلة). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} [آية/ 36] بالياء.
قرأها يعقوب، وحماد عن عاصم.
والوجه أن الياء في {نُقَيِّضْ} لضمير الرحمن عز وجل، والتقدير: ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض هو له شيطانًا.
[الموضح: 1150]
وقرأ الباقون {نُقَيِّضْ} بالنون.
والوجه أنه على إخبار الله تعالى عن نفسه بالتقييض، والمعنى: نقيض نحن له شيطانًا فهو له قرين). [الموضح: 1151]

قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)}
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى إذا جاءنا (38)
قرأ ابن كثير ونافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (حتّى إذا جاءانا) على فعل اثنين.
وقرا الباقون (جاءنا) على فعل الواحد.
قال أبو منصور: من قرأ (جاءانا) بالتثنية فمعناه: حتى إذا جاءنا الكافر وشيطانه الذي هو له قرين.
ومن قرأ (حتّى إذا جاءنا) فهو للكافر وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {حتى إذا جآءنا} [38].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر {جآءنا} على الاثنين يعني الكافر وقرينه، كقوله: {وإذا النفوس زوجت} أي: قرنت بنظيرها من الشياطين، الدليل على ذلك قوله: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} يعني مشرق الصيف والشتاء، قال الفراء: الاختيار، بعد المشرق، والمغرب. فقال: المشرقين كما قال سنة العمرين، يعني أبا بكر وعمر. وكما قيل: بين الأذانين، يعني: الأذان والإقامة، وأنشد:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
أخذنا بآفاق السماء عليكم = لنا قمراها والنجوم الطوالع
يعني: الشمس والقمر، وقال المفضل: يعني بالقمرين محمدًا، وإبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام، قال ابن خالوية: من قال سنة العمرين عمر بن عبد العزيز فقد أخطأ؛ لأن قتادة قال: قد قيل: سنة العمرين قبل أن يولد عمر بن عبد العزيز. وقالوا لعلي: سن سنة العمرين، يعنون أبا بكر وعمر، ونحوه قول العرب: الأصرمان: الذيب والغراب،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/298]
والأقهبان: الفيل والجاموس، والأسودان: التمر والماء، والصفران: الذهب والزعفران، وأهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر، والجديدان: الليل والنهار، وينشد:
إن الجديدين إذا ما استوليا = على جديد أدنياه للبلي
ويقال: ذهب منه الأطيبان: الأكل والنكاح، ويقال: الخمر والزنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/299]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التوحيد والتثنية من قوله تعالى: حتى إذا جاءنا قال [الزخرف/ 38].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر حتى إذا جاءانا لاثنين.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: جاءنا واحد.
حجّة الإفراد: قوله: قال: يا ليت بيني وبينك [الزخرف/ 38]
[الحجة للقراء السبعة: 6/150]
فهو واحد، وحجّة التثنية قوله: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين [الزخرف/ 36] فقوله: جاءانا على التثنية هو الكافر وقرينه هذا.
وهكذا روي عن عكرمة قال: الكافر وقرينه، وليس يدلّ قوله: يا ليت بيني وبينك أنّ قرينه ليس معه، بل يجوز أن يقول له هذا وهو معه). [الحجة للقراء السبعة: 6/151]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (حتّى إذا جاءانا) على اثنين يعني الكافر وقرينه من الشّياطين وحجتهم قوله {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} يعني بعد مشرق الصّيف ومشرق الشتاء
وقرأ الباقون {جاءنا} واحدًا وحده أفرد بالخطاب في الدّنيا وأقيمت عليه الحجّة بإنفاذ الرّسول إليه فاجتزئ بالواحد عن الاثنين كما قال {لينبذن في الحطمة} والمراد لينبذن هو وماله وحجتهم قوله قبلها {ومن يعش عن ذكر الرّحمن} ). [حجة القراءات: 650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {حتى إذا جاءنا} قرأه الحرميان وأبو بكر وابن عامر على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
التثنية على أن المراد به الإنسان وشيطانه وهو قرينه، لتقدم ذكرهما في قوله: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين} «36» فأخبر عنهما بالمجيء إلى المحشر، يعني الكافر وقرينه، وقرأ الباقون {جاءنا} بالتوحيد، ردوه على قوله: {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} فحمل {جاءنا} على {قال} ووحّدهما جميعًا، يريد بذلك «الكافر» وهو «من» في قوله: {ومن يعش}، وهو الضمير في {يعش} وفي {له} وأتى بلفظ الجمع في قوله: {وإنهم ليصدونههم} «37» حملًا على معنى {من}، وأتى التوحيد في {يعش} وفي {له} حملًا على لفظ {من} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/259]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا} [آية/ 38] على التثنية:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم.
والوجه أن ضمير التثنية راجع إلى الكافر والشيطان الذي هو قرينة.
وقرأ الباقون {جَاءَنَا} على الوحدة.
والوجه أن الضمير للواحد وهو الكافر وحده؛ لأنه وحد الضمير فيما بعد، فقال: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ} فهذا يقوي توحيد الضمير). [الموضح: 1151]

قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفق القراء على فتح الألف من قوله: (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب (39)...
ومعناه: أنهم منعوا فرجة التأسي باشتراكهم في النار، فلا يخفف ذلك عنهم شيئًا.
وذلك أن البشر في الدنيا إذا تأسوا في نازلة تنزل بهم فتعمهم أنها تخف عليهم فتكون أهون من أن يخصّ بها بعضٌ دون بعضٍ). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله [تعالى]: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلتم أنكم في العذاب مشتركون} [39].
يعني الكافر وقرينه. وذلك أن حكم المشتركين في المصيبة والبلاء أن يخف ذلك عليهما ليتسلى بعض ببعض كما قالت الخنساء:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/299]
يذكرني طلوع الشمس صخرًا = وأذكره بكل مغيب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي = على أحبابهم لقتلت نفسي
وما بيكون مثل أخي ولكن = أعزي النفس عنه بالتأس
فقال الله تعالى: إن اشتراكهم في النار لن ينفعهم ولن يسليهم.
وقرأ الباقون: {حتى إذا جآءنا} على التوحيد وإنما أفراد بالخطاب لأنه الذي أفرد بالخطاب في الدنيا، وأقيمت عليه الحجة بتوجيه الرسول، إليه، فاجتزأ بالواحد عن الاثنين كما قال الله تعالى: {لينبذن في الحطمة} والأصل: لينبذان بمعنى هو ماله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم} [39].
قرأ ابن عامر وحده بكسر الألف جعله تمام الآية، والوقف على قوله: {إذ ظلمتم} ثم استأنف {إنكم} لأن [«إن»] إذا كانت مبتدأة كانت مكسورة.
وقرأ الباقون: {أنكم} بالفتح، جعلوا «أن» اسما في موضع رفع، ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في النار حيث ظلمتم أنفسكم في الدنيا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم إنكم [الزخرف/ 39] بكسر الألف.
وقرأ الباقون: أنكم بفتح الألف.
قال أبو علي: قراءة ابن عامر: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون [الزخرف/ 39] فاعل ينفعكم فيه الاشتراك كما أنّه في قول من فتح أنّ كذلك، المعنى:
ولن ينفعكم اليوم اشتراككم
[الحجة للقراء السبعة: 6/155]
وفي هذا حرمان التأسّي، وهي نعمة يسلبها الله من أهل النّار ليكون أشدّ لعذابهم، ألا ترى أنّ التأسّي قد يخفّف عن المتأسّي كثيرا من حزن كما جاء:
... ولكن أعزّي النفس عنه بالتأسّي ولكنّه أضمر الفاعل هنا لما يقع عليه من الدّلالة بعد، وجاز له إضمار الفاعل لدلالة الحال عليه، كقولهم: إذا كان غدا فائتني، فأضمر الفاعل، فكذلك أضمره لدلالة في قوله: لن ينفعكم اليوم، وحال التلاوة دالّة عليه ومبينة له، ويجوز فيه وجه آخر، وهو: أن يكون فاعل ينفع التبرّؤ كأنّه: ولن ينفعكم اليوم تبّرؤ بعضكم من بعض، وأظنّ أنّ بعض المفسّرين قد قاله، ودلّ على التبرؤ ما في الكلام من الدّلالة عليه، وذلك أنّ قوله: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين [الزخرف/ 38]، يدلّ على التبرؤ، فصار إضمار الفاعل هنا كإضماره في قوله: فزادهم إيمانا [آل عمران/ 173] ونحوه في أن ما تقدّم من الكلام يدلّ عليه، ومن فتح أن* على هذا القول وجب أن يكون في موضع نصب، لأنّ الفعل إذ اشتغل بما تحمّله من الضمير الذي هو الذّكر، في المعنى، وجب أن يكون أنكم في موضع نصب، فأمّا اليوم في قوله ولن ينفعكم اليوم فمتعلق بالنفع، ولا يجوز إذا تعلّق به ظرف من الزّمان أن يتعلّق به آخر منه، ولا يصحّ بدل إذ* من اليوم*، ولكن الظرف الذي هو إذ* يتعلّق بالمعنى كأنّه: لن ينفعكم
[الحجة للقراء السبعة: 6/156]
اليوم اشتراككم أمس، ولا يتعلّق بالاشتراك، لأنّ الموصول لا تتقدّم عليه صلته، ولكنّه نحو قوله: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين [الفرقان/ 22]. ألا ترى أنّ ما بعد لا* هذه لا يعمل فيما قبلها، كما أنّ ما بعد أن* لا يعمل فيما قبلها؟ وكذلك المصدر، ولكنّ المعنى: ولن ينفعكم اجتماعكم إذ ظلمتم، فإذا* في كلتا القراءتين يتعلّق بهذا المعنى، ولا يتعلق بالنفع). [الحجة للقراء السبعة: 6/157]

قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس