عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشورى

[ الآيات من (21) إلى (26) ]
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}


قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مسلم بن جندب: [وَأنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم]، نصب.
قال أبو الفتح: هو معطوف على كلمة "الفصل"، أي: ولولا كلمة الفصل، وإن الظالمين لهم عذاب أليم، ولولا أن الظالمين قد علم منهم أنهم سيختارون ما يوجب عليهم العذاب لهم لقضى بينهم.
ونعوذ بالله مما يجنيه الضعف في هذه اللغة العربية على من لا يعرفها، فإن أكثر من ضل عن القصد حتى كب على منخريه في قعر الجحيم إنما هو لجهله بالكلام الذي خوطب به، ثم لا يكفيه عظيم ما هو عليه وفيه دون أن يجفوها، ويعرض عما يوضحه له أهلوها. نعم، ويقول: ما الحاجة إليها؟ وأين وجه الضرورة الحاملة عليها؟ نعوذ بالله من التتابع في الجهالة، والعدول عما عليه أهل الوفور والمثالة.
وجاز الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب "لولا" الذي هو قوله: {لَقُضِيَ بَيْنَهُم}، لأن ذلك شائع، وكثير عنهم. قال لبيد:
فصلقنا في مراد صلقة ... وصداء ألحقتهم بالثلل
أي: فصلقنا في مراد وصداء صلقة.
وفيه أيضا فصل بين الموصوف الذي هو صلقة، والصفة التي هي قوله: ألحقتهم بالثلل - بالمعطوف الذي هو قوله: وصداء، والموصوف مع ذلك نكرة. وما أقوى حاجتها إلى الصفة! ومثله ما أنشدناه أبو علي من قول الآخر:
أمرت من الكتاب خيطا وأرسلت ... رسولا إلى أخرى جريا يعينها
[المحتسب: 2/250]
ففصل بين قوله: "رسولا"، وبين صفته التي هي "جريا" بقوله: إلى أخرى، وهو معمول أرسلت, على هذا حمله أبو علي وإن كان يجوز أن يكون صفة لـ"رسول" متعلقة بمحذوف، وأن يكون أيضا متعلقا بنفس "رسول".
وقد يجوز في "أنَّ" أن تكون مرفوعة بفعل مضمر، حتى كأنه قال: ووجب، أو وحق أن الظالمين لهم عذاب أليم. يؤنسك بانقطاعه عن الأول إلى هنا قراءة الجماعة بالكسر و"إن" بالكسر فهذا استئناف -كما ترى- لا محالة). [المحتسب: 2/251]

قوله تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد وحميد: [ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِرُ]، بضم الياء، وسكون الباء، وكسر الشين.
قال أبو الفتح: وجه هذه القراءة أقوى في القياس، وذلك أنه يقال: بشر زيد بكذا، ثم نقل بهمزة النقل، فقيل: أبشره الله بكذا، فهذا كمر زيد بفلان، وأمره الله به. ورغب فيه، وأرغب الله فيه.
نعم، وأفعلت ههنا كفعلت فيه، وهو أبشرته وبشرتهه، وكلاهما منقول للتعدي: أحدهما بهمزة أفعل، والآخر بتضعيف العين. فهذا كفرح وأفرحته وفرحته، وهو بشر وأبشرته وبشرته. وأما بشرته -بالتخفيف- فعلى معاقبة فعل لأفعل في معنى واحد، نحو جد في الأمر وأجد، وصد عن كذا وأصد.
قال أبو عمرو: وإنما قرأت هذا الحرف وحده [يُبْشِر] لأنه ليس معه "به"، وهذا صحيح حسن). [المحتسب: 2/251]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك الّذي يبشر الله عباده الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} 23
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائيّ {ذلك الّذي يبشر الله}
[حجة القراءات: 640]
بالتّخفيف أي يبشر الله وجوههم أي ينور الله وجوههم وحجّة أبي عمرو في تفريقه بين الّتي في عسق وبين غيرها ذكرها اليزيدي فقال لما لم يكن بعدها بكذا وكذا كانت بمعنى ينضر الله وجوههم فترى النضرة فيها
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم {يبشر الله} بالتّشديد قالوا إذا كان من البشرى فليس إلّا {يبشر} بالتّشديد). [حجة القراءات: 641]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {يُبَشِّرُ الله} [آية/ 23] بالتخفيف:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {يُبَشِّرُ الله} بضم الياء وفتح الباء وتشديد الشين.
وقد سبق الوجه في القراءتين). [الموضح: 1139]

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويعلم ما يفعلون (25)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (ما تفعلون) بالتاء.
وقرأ الباقون (يفعلون) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (يفعلون) بالياء فعلى الخبر عن الغائب.
ومن قرأ (تفعلون) فعلى المخاطبة). [معاني القراءات وعللها: 2/356]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- قوله [تعالى]: {يعلم ما تفعلون} [25].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {تفعلون} بالتاء احتجوا بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء. قال: أخبرني شبيب أن بكير ابن الأخنس ذكر عن أبيه قال: بينا أنا عند عبد الله بن مسعود إذ جاء رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن ما تقول في رجل ألم بامرأة في شبيبته ثم تاب، هل له أن يتزوجها؟ فقال عبد الله:- ورفع بها صوته وهو يقول-: {وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون} بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء؛ لأن الله تعالى قال قبل هذه الآية-: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ... ويعلم ما يفعلون} فشاهد الأولين {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} لأن العرب ترجع من الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/283]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجل: ويعلم ما تفعلون [الشورى/ 25].
فقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بالتاء.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: يفعلون* بالياء.
حجّة الياء: قبله: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده [الشورى/ 25]، ويعلم ما يفعلون، أي: ما يفعل عباده.
وحجة التاء: أنّ التاء تعمّ المخاطبين والغيب فتفعلون تقع على الجميع، فهو في العموم مثل عباده). [الحجة للقراء السبعة: 6/128]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده ويعفو عن السّيّئات ويعلم ما تفعلون}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {ويعلم ما تفعلون} بالتّاء وقرأ الباقون بالياء وحجتهم أنه أخبر عن عباده المذكورين في سياق الكلام فكأنّه قال وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده ويعفو عن السّيّئات ويعلم ما يفعل عباده
وحجّة الباقين أن الخطاب يدخل فيه الغائب والحاضر). [حجة القراءات: 641]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ويعلم ما تفعلون} قرأ حفص وحمزة والكسائي بالتاء، على المخاطبة فهي تعم الحاضر والغائب، وقرأ الباقون بالياء على الغيبة، ردوه على ما قبله من لفظ الغيبة، وهو قوله: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} ثم قال: {ويعلم ما يفعلون}، أي: ويعلم ما يفعل عباده، وهو الاختيار لصحته في المعنى، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/251]

قوله تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ويستجيب الذين ءامنوا} [26]، «الذين» في موضع النصب، والله تعالى المجيب يستجيب في معنى يجيب، استجاب الله دعاك، وأجاب: بمعنى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/284]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس