عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (30) إلى الآية (33) ]

{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}


قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)}
قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أحببت (32)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/326]

قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بالسّوق والأعناق (33)
روى البزّي بإسناده عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا.
ومثله: (وكشفت عن سأقيها).
[معاني القراءات وعللها: 2/326]
وروى شبل وإسماعيل بن عبد اللّه عن ابن كثير (بالسّوق) بغير همز.
وروى بعضهم عن أبي عمرو وعن ابن كثير " بالسّؤوق " بهمزة مضمومة بعدها واو، على (فعول).
قال أبو منصور: أما ما روى البزّي عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا، فهو عندي وهمٌ.
ولا همز فيه، ولا في (الساق).
والقراء كلهم على أن لا همز فيه.
وأما ما روي لأبى عمرو عن ابن كثيرٍ (بالسّؤوق) فللهمزة فيها وجه؛ لأن من العرب من يهمز مثل هذه الواو إذا انضمت.
والقراءة التي اتفق عليها قراء الأمصار (السّوق) بغير همز.
ولا يجوز عندي غيرها.
وقيل: سوقٌ، وساقٌ. كما يقال: لوبٌ، ولابٌ.
وقال بعضهم: السّوق: جمع السّاق). [معاني القراءات وعللها: 2/327]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {بالسوق والأعناق} [33].
قرأ ابن كثير وحده {بالسوق} بهمزة ساكنة، وإن كان ابن مجاهد يراه غلطًا، والرواية الصحيحة عنه بالسووق على فعول، فلما انضمت الواو همزها مثل «وقتت»، «وأقتت»، ومثل ذلك: غارت عينه غوورا، ودار، وأدؤر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]
وهذه رواية عبد الله بن على بن نصر وهو الصواب. والأول رواية قنبل فتكون الهمزة منقلبة ضمة من الواو مثل: وقتت، وأقتت، وقال البزي: {بالسوق} بغير همز مثل قراءة أبي عمرو- فـ «سوق» جمع ساق مثل باحة، وبوح، وساحة، وسوح، والساحة، والباحة والصرحة، والعرصة كل واحد، وكذلك قارة، وقور للجبيل الصغير. والمسح ها هنا-: الغسل، وذلك أن سليمان عليه السلام كان مشغوفًا بالخيل فغسل نواصيها وسوقها بالماء.
وقال آخرون: {فطفق مسحًا بالسوق والأعناق} أي: عرقبها وقطع أعناقها، لما فاتته صلاة العصر وشغلته عن ذكر الله تعالى {حتى توارت بالحجاب} [32] أي: حتى غابت الشمس.
فإن قال قائل إن سليمان عليه السلام نبي معصوم. فلم عرقب الخيل وهي لم تذنب؟
فأحسن الأجوبة: ...................). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/257]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: بالسؤق والاعناق [ص/ 33]، بهمز الواو. وقال البزّي بغير همز، قال البزي: وسمعت أبا الإخريط هنا يهمزها [ويهمز] سأقيها قال: وأنا لا أهمز شيئا من هذا، وقال علي بن نصر عن أبي عمرو: سمعت ابن كثير يقرأ: بالسئوق بواو بعد الهمزة، كذا قال لي عبيد الله بإسناده عن أبي عمرو، وكذا في أصله.
قال: ورواية أبي عمرو عن ابن كثير هذه هي الصواب من قبل أن الواو انضمت فهمزت لانضمامها والأولى لا وجه لها.
قال أبو علي: ساق وسوق مثل لابة ولوب وقارة وقور، وبدنة وبدن وخشبة وخشب، وأما الهمز في السوق فغيره أحسن وأكثر، وللهمز فيه وجه في القياس والسماع، فأمّا السّماع فإنّ أبا عثمان زعم أنّ أبا الحسن كان يقول: إنّ أبا حيّة النميري يهمز الواو التي قبلها
[الحجة للقراء السبعة: 6/68]
ضمة وينشد:
لحبّ المؤقدان إليّ مؤسى وعلى هذا يجوز همز: سؤق.
فأمّا وجه القياس، فإنّ هذه الهمزة لمّا لم يكن بينها وبين الضمّة حاجز صارت كأنّها عليها، فهمزها كما يهمزها إذا تحركت بالضمّ، ومثل هذا قولهم:
... مقلات...
لمّا لم يكن بين الكسرة والقاف حاجز صارت الكسرة كأنّها على القاف فجازت إمالة الألف من مقلات، كما جازت إمالتها في صفاف وقصاف وغلاب، وخباث، وكذلك مقلات صارت القاف كأنّها متحركة بالكسر، فبذلك جازت الإمالة فيها، كما صارت الضمّة في السوق، كأنّها على العين، فلذلك جاز إبدالها همزة، فأمّا ساق فلا وجه لهمزها، ويشبه أن يكون وجه الإشكال فيه أنّ لها جمعين قد جاز في كل واحد منهما الهمز جوازا حسنا، وهو أسؤق وسئوق، وجاز في السؤق أيضا، فظنّ أنّ الهمز لما جاز في كل واحد من جمع الكلمة ظنّ أنّها من أصلها.
وأمّا ما رواه أبو عمرو عن ابن كثير: بالسئوق فجائز كثير، وذلك أنّ الواو إذا كانت عينا مضمومة جاز فيها الهمز، كما جاز في الفاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/69]
نحو: أجوه، وأقّتت ومن تمكّن الهمز في ذلك أنّهم همزوا: أدؤر، ثم قلبوا فقالوا: أادر، فلم يعيدوا الواو التي هي عين، وجعلوه بمنزلة: قائل، وقويئل). [الحجة للقراء السبعة: 6/70]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [آية/ 33] مهموزة:-
رواها -ل- عن ابن كثير.
والوجه أنه جمع لساق، ولا همز فيه، فالقياس: سوق بغير همزٍ، كلوبٍ لجمع لابٍ، إلا أن الواو همزت لمجاورة الضمة إياها، فجعلوا الضمة المجاورة لها كأنها فيها، والواو إذا كانت فيها ضمة جاز قلبها همزة نحو أسوق وأدؤر وأثوب، قال:
144- لكل دهر قد لبست أثؤبا
وكذلك سؤر لجمع سوار.
ومما همز من الواو لمجاورة الضمة لها قول الشاعر:
145- لحب المؤقدان إلي مؤسى
وروى بعضهم عن أبي عمرو والبزي عن ابن كثير {بِالسُّوقِ} بهمزة بعدها واو على فعول.
[الموضح: 1099]
والوجه أن الهمز ههنا جائز مطرد لتحرك الواو الأولى بالضم نحو الدؤور، والواو إذا تحركت بالضم فقد اطرد الهمز فيها كما ذكرنا في سؤر ونحوه، قال الشاعر:
146- وفي الأكف اللامعات سؤر
وقال آخر:
147- ... تمنحه سؤك الإسحل
وقرأ الباقون {بِالسُّوقِ} غير مهموزة.
والوجه أنه جمع ساق،/ والأصل فيه الواو بدلالة جمعه أيضًا على الأسواق، وكان أصله سوقًا بفتح الواو فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فبقي ساق، وجمع على سوقٍ، كلابٍ ولوبٍ، ومثاله من الصحيح أسد أسد). [الموضح: 1100]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس