عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أنسجد لما تأمرنا (60)
قرأ حمزة والكسائي (لما يأمرنا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أنسجد لما يأمرنا) بالياء فمعناه: أن الكفار قالوا: أنسجد لما يأمرنا محمد؟ ومعنى استفهامهم الإنكار، أي: لا نسجد للّه وحده دون الشركاء.
ويجوز أن يكون (ما) بمعنى (من).
ومن قرأ (أنسجد لما تأمرنا) فهو خطاب من الكفار للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: لا نسجد لما تأمرنا أن نسجد له وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} [60].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فمن قرأ بالتاء جعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بالياء أراد: بمسيلمة الكذاب وذلك أنه سمى نفسه الرحمن فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نعرف الرحمن إلا نبي اليمامة. فأنزل الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى} وقال آخرون: التقدير المصدر: أي السجد لأمرك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: لما تأمرنا [الفرقان/ 60]. فقرأ حمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء وقرأ الباقون: تأمرنا بالتاء.
قال أبو علي: قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا [الفرقان/ 60] كأنّهم تلقّوا أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرّدّ، وزادهم أمره عليه السلام إياهم بالسجود نفورا عمّا أمروا به في ذلك. ومن قرأ بالياء فالمعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له على وجه الإنكار منهم لذلك، ولا يكون على: أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له، لأنّهم أنكروا الرحمن تعالى بقولهم: وما الرّحمن؟ فإنّما المعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
قرأ حمزة والكسائيّ (لما يأمرنا) بالياء وحجتهما أن التّفسير
[حجة القراءات: 511]
ورد بأن مسيلمة الكذّاب كان تسمى بالرحمن فلمّا قيل لهم {اسجدوا للرحمن} قالوا حينئذٍ أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة تكبرا منهم واستهزاء فأنزل الله جلّ وعز من قيلهم هذه الآية وقد يجوز أن يقولوا له وما الرّحمن ثمّ يقول بعضهم لبعض أنسجد لما يأمرنا محمّد بالسّجود له على وجه الإنكار منهم لذلك ويجوز أيضا أن يعني أنهم قالوا لا نصدقك فنسجد لما تزعم أنه يأمرنا بذلك
وقرأ الباقون لما تأمرنا بالتّاء جعلوا الخطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم أي أنسجد لما تأمرنا كأنّهم خاطبوه بالرّدّ {وزادهم نفورا} أي وزادهم أمره إيّاهم بالسّجود نفورا عمّا أمروا به). [حجة القراءات: 512]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لما تأمرنا} قرأه حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإنكار منهم أن يسجدوا لما يأمرهم به محمد، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب منهم للنبي عليه السلام، لأنهم أنكروا أمره لهم بالسجود لله، فقالوا: أنسجد لما تأمرنا يا محمد، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {لِمَا يَأْمُرُنَا} [آية/ 60] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على لفظ الغيبة إخبارًا عن النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما يـأمرنا محمدٌ بالسجود له؟ على وجه الإنكار منهم لذلك.
وقرأ الباقون {لِمَا تَأْمُرُنَا} بالتاء.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما تأمرنا أنت يا محمد بالسجود له؟ كـأنهم أنكروا أن يمتثلوا أمره فتلقوه بالرد، وزادهم أمره إياهم نفورًا). [الموضح: 931]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس