عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أنتم مّدهنون...} مكذبون وكافرون، كلّ قد سمعته). [معاني القرآن: 3/130]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أنتم مدهنون }: واحدها مدهن , وهو المداهن). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدهنون}: أي مكذبون. مدهنون مكذبون وكافرون كل قد سمعته قد أدهن: قد كفر، واحدها مدهن، والمدهن والمداهن واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أنتم مدهنون}: أي مداهنون. يقال: أدهن في دينه، وداهن). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون}
أي: أفبالقرآن تكذبون، والمدهن المداهنّ والكذاب المنافق). [معاني القرآن: 5/116]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({مدهنون}: أي: منافقون). [ياقوتة الصراط: 503]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و{أَنتُم مُّدْهِنُونَ} أي مداهنون, وقيل: مدهنون: مكذّبون.
وقيل: منافقون, وقيل: أنتم تليّنون القول للمكذّبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّدْهِنُونَ}: مكذبون). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون...}.
جاء في الأثر: تجعلون رزقكم: شكركم، وهو في العربية حسن أن تقول: جعلت زيارتي إياك أنك استخففت بي، فيكون المعنى: جعلت ثواب الزيارة ـ الجفاء. كذلك جعلتم شكر الرزق ـ التكذيب). [معاني القرآن: 3/130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وتجعلون رزقكم أنكم تكبون}: أي شكركم. يقال فعلت بك كذا وكذا فما رزقتني أي ما شكرتني).[غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وتجعلون رزقكم} : أي : شكركم، {أنّكم تكذّبون}: أي جعلتم شكر الرزق التكذيب.
قال عطاء: «كانوا يمطرون، فيقولون: مطرنا بنوء كذا»). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون}
كانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا، ولا ينسبون السقيا إلى اللّه عزّ وجلّ ,فقيل لهم: أتجعلون رزقكم أي شكركم بما رزقتم التكذيب.
وقرئت (وتجعلون شكركم أنكم أنّكم تكذّبون), ولا ينبغي أن يقرأ بها لخلاف المصحف.
وقد قالوا: إن تفسير رزقكم ههنا الشكر، ورووا أنه يقال "وتجعلون رزقي في معنى شكري" , وليس بصحيح.
إنما الكلام في قوله {وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون}: يدل على معنى {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون }: أي تجعلون شكر رزقكم أن تقولوا: مطرنا بنوء كذا، فتكذبون في ذلك). [معاني القرآن: 5/116]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِزْقَكُمْ}: شكركم). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم...} يعني: النّفس عند الموت). [معاني القرآن: 3/130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فلولا إذا بلغت الحلقوم}: أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} يعنى : إذا بلغت الروح الحلقوم). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنتم حينئذٍ تنظرون...} يعني: أهل الميت عنده ينظرون إليه.
والعرب تخاطب القوم بالفعل كأنهم أصحابه، وإنما يراد به بعضهم: غائباً كان أو شاهداً، فهذا من ذلك كقولك للقوم: أنت قتلتم فلاناً، وإنما قتله الواحد الغائب. ألا ترى أنك قد تقول لأهل المسجد لو آذوا رجلا بالازدحام: اتقوا الله، فإنكم تؤذون المسلمين، فيكون صوابا.
وإنما تعظ غير الفاعل في كثير من الكلام، ويقال: أين جواب (فلولا) الأولى، وجواب التي بعدها؟ والجواب في ذلك: أنهما أجيبا بجواب واحد وهو ترجعونها، وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد. فهذا من ذلك، ومنه: {فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم}. أجيبا بجواب واحد وهما جزاءان، ومن ذلك قوله: {لا تحسبنّ الّذين يفرحون بما أتوا وّيحبّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنّهم}.
وقوله: {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم مخرجون} , وقد فسّر في غير هذا الموضوع). [معاني القرآن: 3/130-131]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنتم حينئذ تنظرون} : أي: أنتم يا أهل الميّت في تلك الحال ترونه قد صار إلى أن تخرج نفسه). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}
جاء في التفسير أنه لا يموت أحد حتى يعلم أهو من أهل الجنّة أم من أهل النّار). [معاني القرآن: 5/116-117]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {غير مدينين...} مملوكين، وسمعت: مجزيين). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ غير مدينين }: غير مجزيين، دنته، كما تدين تدان، والعبد مدينٌ، قال الأخطل:
ربت وربا في كرمها ابن مدينةٍ يظلّ على مسحاته يتركّل
ابن مدينة : ابن أمةٍ). [مجاز القرآن: 2/252-253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلولا إذا بلغت الحلقوم}
وقال: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} , ثم قال: {فلولا إن كنتم غير مدينين} أي: غير مجزيّين مقهورين ترجعون تلك النفس وأنتم ترون كيف تخرج عند ذلك {إن كنتم صادقين}: أنكم تمتنعون من الموت). [معاني القرآن: 4/24-25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غير مدينين}: غير مجزيين بأعمالكم). [غريب القرآن وتفسيره: 369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {فلولا إن كنتم غير مدينين}: أي غير مملوكين أذلاء. من قولك: دنت له بالطاعة, وقال أبو عبيدة: {مدينين}: مجزيين). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( "لولا" و"لوما"
لولا تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا تريد هلّا، فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ}، {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}، {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}، أي فهلا. وقال: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ} .
وقال الشاعر:
تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ = بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المقنَّعَا
أي: فهّلا تعدُّونَ الكميَّ.
وكذلك (لوما)، قال: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} أي هلّا تأتينا). [تأويل مشكل القرآن: 540-541](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({غَيْرَ مَدِينِينَ} : أي غير مملوكين. وقيل: [غير] مجزيين بأعمالكم عند أنفسكم.
وقيل: غير مبعوثين، على قولكم. وقيل: غير محاسبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَدِينِينَ}: مجزيين بأعمالهم). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلولا إذا بلغت الحلقوم}
وقال: {فلولا إذا بلغت الحلقوم}, ثم قال: {فلولا إن كنتم غير مدينين} أي: غير مجزيّين مقهورين ترجعون تلك النفس , وأنتم ترون كيف تخرج عند ذلك {إن كنتم صادقين}: أنكم تمتنعون من الموت). [معاني القرآن: 4/24-25] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ترجعونها}: أي تردون النفس!). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ترجعونها إن كنتم صادقين (87)}: ومعناه: هلّا ترجعون الروح إن كنتم غير مدينين، أي غير مملوكين مدبّرين ليس لكم في الحياة والموت قدرة، فهلّا إن كنتم كما زعمتم ومثل قولكم الذي جاء في القرآن: {الّذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}, كما قال :{أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}
فالمعنى: إن كنتم تقدرون أن تؤخروا أجلا فهلّا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم، وهلّا تدرأون عن أنفسكم الموت). [معاني القرآن: 5/117]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأمّا إن كان من المقرّبين...} من أهل جنة عدن). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (ثم أخبرهم فقال: {فأمّا إن كان من المقرّبين}). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فروحٌ وريحانٌ...}...
- وحدثني شيخ , عن حماد بن سلمة , عن عبد الله بن شقيق, عن عائشة, عن النبي صلى الله عليه أنه قال: {فروح وريحان}, وقراءة الحسن كذلك، والأعمش, وعاصم والسّلمي, وأهل المدينة, وسائر القراء.
{فروحٌ} أي: فروح في القبر، ومن قرأ {فروحٌ}: يقول: حياة لا موت فيها، {وريحان}: رزق). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فروحٌ وريحانٌ }, فحياة , وبقاء ورزق , وروح أي: برد). [مجاز القرآن: 2/253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فروحٌ وريحان}: أي: فله روحٌ وريحان). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فروح}: برد "ومن قرأ فروح فهو الحياة والبقاء أي أحياه الله ورزقه الله".
{وريحان}: أي رزق). [غريب القرآن وتفسيره: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فروحٌ} في القبر، أي طيب نسيم، {وريحانٌ}: رزق, ومن قرأ: {فروحٌ}، أراد: فحياة وبقاء). [تفسير غريب القرآن: 452]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن قرأ: (فرُوحٌ وريحانٌ) بضم الراء، أراد فرحمة ورزق.
والريحان: الرزق. قال النّمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه = ورحمته وسماء درر
فجمع بين الرّزق والرحمة، كما قال الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}، وهذا شاهد لتفسير المفسرين.
قال أبو عبيدة: فرُوحٌ، أراد: حياة وبقاء لا موت فيه.
ومن قرأ: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} بالفتح، أراد: الرّاحة وطيب النّسيم.
وقد تكون الرَّوح: الرحمة، قال الله تعالى: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، أي من رحمته. سمّاها روحا لأنّ الرّوح والرّاحة يكونان بها). [تأويل مشكل القرآن: 487-488] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فأمّا إن كان من المقرّبين * فروح وريحان وجنّت نعيم}
بفتح الراء في {روح}, ومعناه فاستراحة وبرد، {وريحان}: رزق قال الشاعر:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
ورويت {فروح} بضم الراء، وتفسيره فحياة دائمة لا موت بعدها (وريحان) رزق. وجائز أن يكون ريحان ههنا تحية لأهل الجنة، وأجمع النحويون أن أصل ريحان في اللغة (ريّحان) من ذوات الواو فالأصل " ريوحان " فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الأولى، فصارت ريحان، فخفف كما قالوا في " ميّت ميت، ولا يجوز في " ريحان " التشديد إلا على بعد لأنه قد زيد فيه ألف ونون فخفف بحذف الياء وألزم التخفيف.
ورفعه على معنى فأما إن كان المتوفى من المقربين فله روح وريحان). [معاني القرآن: 5/117-118]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَوْح}: أي طيب نسيم من القبر. ومن قرأ: {فُروح}: أراد حياة وبقاء, {وَرَيْحَانٌ}: رزق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فرَوْحٌ}: الحياة , {ورَيْحَانٌ}: رزق). [العمدة في غريب القرآن: 300]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: { وأمّا إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين}
وقد بيّن ما لأصحاب اليمين في أول السورة). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فسلامٌ لّك من أصحاب اليمين...}.
أي: فذلك مسلّم لك أنك من أصحاب اليمين، وألقيت أن , وهو معناها كما تقول: أنت مصدّق مسافر عن قليل إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل.
وكذلك تجد معناه: أنت مصدق أنك مسافر، ومعناه: فسلام لك أنت من أصحاب اليمين.
وقد يكون كالدعاء له، كقولك: فسقيا لك من الرجال، وإن رفعت السلام فهو دعاء.
والله أعلم بصوابه). [معاني القرآن: 3/131]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأمّا إن كان من أصحاب اليمين * فسلامٌ لّك من أصحاب اليمين} أي: فيقال له "سلامٌ لك"). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى {فسلام لك من أصحاب اليمين}: أنك ترى فيهم ما تحب من السّلامة وقد علمت ما أعدّ لهم من الجزاء). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأمّا إن كان من المكذّبين الضّالّين * فنزل من حميم}
ويقرأ {فنزل} بالتخفيف والتثقيل.
فمعناه: فغذاء من حميم وتصلية جحيم) ). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وتصلية جحيم}: أي: إقامة في جحيم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن الجحيم ههنا للمكذبين الضالين). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لهو حقّ اليقين}: مضافاً إلى اليقين وقد يكون صفة له، كقولك: صلاة الأولى وصلاة العصر). [مجاز القرآن: 2/253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّ هذا لهو حقّ اليقين}
وقال: {حقّ اليقين} فأضاف إلى "اليقين" كما قال: {دين القيّمة} أي: ذلك دين الملّة القيّمة، وذلك حقّ الأمر اليقين. وأما "هذا رجل السوء" فلا يكون فيه: هذا الرجل السوء, كما يكون في "الحقّ اليقين" لأن "السّوء" ليس بـ"الرّجل" و"اليقين هو الحقّ"). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}
أي إن هذا الذي قصصنا عليك في هذه السورة من الأقاصيص وما أعد اللّه لأوليائه وأعدائه وما ذكر مما يدل على وحدانيته ليقين حق اليقين، كما تقول: " إن زيدا لعالم حق عالم، وإنه للعالم حق العالم " إذا بالغت في التوكيد). [معاني القرآن: 5/118]

تفسير قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فسبّح باسم ربّك العظيم}
أي فنزّه اللّه - عزّ وجلّ - عن السوء، لأن معنى سبحان اللّه تنزيه اللّه عن السوء. كذلك جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل اللغة كذلك يفسّرونه: براءة اللّه من السوء.
وأنشد سيبويه في هذا المعنى:
أقول لما جاء في فخره = سبحان من علقمة الفاجر
أي: أبرأ منه). [معاني القرآن: 5/118-119]

رد مع اقتباس