عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (54) إلى الآية (58) ]
{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)}


قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)}
قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {أئنكم لتأتون الفاحشة} [54].
قرأ ابن كثير: {اينكم} بياء بعد الهمزة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/156]
وقرأ نافع وأبو عمرو: {آينكم} ممدودًا.
وقرأ الباقون: {أئنكم} بهمزتين. وقد أحكمنا علته فيما سلف. ومعنى قولك: {لتأتون الفاحشة}: اللواط وما كان يعرف هذا الفعل قبل قوم لوط، لقوله تعالى: {ما سبقكم بها من أحد من العلمين} فأنذرهم لوط عليه السلام عذاب الله. فلم يرعووا حتى أرسل الله تعالى نقمته وأهلكهم. واللواط كالزنا سواء، يحد فاعله. وقد حرق أبو بكر رحمة الله عليه رجلاً لوطيًا بالنار. وكذلك على رضي الله عنه هدم على لوطي حائطًا. والعرب تقول: هذا أليط بقلبي بالياء، وأصله الواو؛ لئلا يلتبس بألوط نم اللواط على أنه قد جاء في الحديث: «الولد الوط بالقلب» أي: ألصق بالقلب من غيره. ويقال: لاط زيد حوضه يلوط: إذا أصلحه بالمدر لئلا يخرج الماء. والفاحشة في غير هذا الموضع الذي قال الله تعالى: {واللائي يأتين الفاحشة} [الزنا] وسمعت بعض النحويين يقول: اللوطي هذا المفعول به، لنه يلصق في الأرض، وسمي الفاعل أيضًا للصوقه بالمفعول. وفي جزء آخر يقتل الفاعل والمفعول. وكذلك من أتي بهيمة حد وذبحت البهيمة؛ لأن بني فزارة خاصة كانوا يأتون النوق، فولدت مرة ناقة بإنسان، فقال شاعرهم:
خذ بيدي خذ بيدي خذ بيدان
إن بني فزارة بن ذيبان
قد ولد ناقتهم بإنسان
مشنأ أعجب بخلق الرحمن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/157]
وقال آخر يهجو بني فزارة:
لا تأمنن فزاريا خلوت به = على قلوصك واكتبها بأسيار
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/158]
معنى «واكتبها»، أي: اشدد بها. يقال: كتبت القربة: إذا خرزتها، ويقال كتبت الكتاب، أي ضممت الحروف بعضها إلى البعض وجمعتها تشبيها بالخرز. وسميت الكتيبة كتيبة لاجتماعها. قال ذو الرمة:
وفراء غرفية أثاي خوارزها = مشلشل ضيعته بينها الكتب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/159]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن كثير: (أينكم لتأتون) [النمل/ 55] بهمزة واحدة غير ممدودة، وبعدها ياء ساكنة، وكذلك روى ورش عن نافع، وقد ذكرته في الأعراف وغيرها. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي:
أئنكم بهمزتين. وقرأ نافع وأبو عمرو [في غير قراءة ورش] (آينكم) بهمزة واحدة ممدودة.
قال أبو علي: أبو عمرو يريد أإنكم ثم يلين الهمزة الأخيرة فتصير [بين بين]، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم). [الحجة للقراء السبعة: 5/398]

قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [فَمَا كَانَ جَوَابُ قَوْمِهِ]، يرفع الباء.
قال أبو الفتح: أقوى من هذا {جَوَابَ قَوْمِهِ} بالنصب، ويجعل اسم كان قوله: {أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ} : لشبه أن بالمضمر. من حيث كانت لا توصف كما لا يوصف. والمضمر أعرف من هذا المظهر، وقد تقدم القول في ذلك). [المحتسب: 2/141]

قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {قدرناها من الغابرين} [57].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {قدرنها} مخففا كقوله: {فقدرنا فنعم القادرون} ولو كان {قدرناها} مشددًا لقال: فنعم المقدرون.
وقرأ الباقون مشددًا.
والعرب تقول: قدرت. وقدرت بمعنى التقدير. وقدر يقدر وقدر يقدر مشددًا، أو مخففا بمعنى ضيق عله من قوله: {فقدر عليه رزقه} وقد قرأ {فقدر عليه رزقه} بالتشديد أبو جعفر المدني، وابن عامر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/159]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (قدرناها) [النمل/ 57] خفيفة. وقرأ الباقون: قدرناها مشددة وكذلك روى حفص عن عاصم بالتشديد.
وقد ذكرنا فيما تقدّم أنّ قدرنا في معنى قدّرنا. ويدلّ على ذلك قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 5/398]
ومفرهة عنس قدرت لساقها [ومثله للأعشى:
يهماء طامسة رفعت لعرضها... طرفي لأقدر بينها أميالها
قالوا: معناه لأقدّر] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/399]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأنجيناه وأهله إلّا امرأته قدرناها من الغابرين}
[حجة القراءات: 532]
قرأ أبو بكر {قدرناها} بالتّخفيف كقوله {فقدرنا فنعم القادرون} ولو كان قدرنا لقال فنعم المقدرون وقرأ الباقون {قدرنا} بالتّشديد والعرب تقول قدرت وقدرت لغتان). [حجة القراءات: 533]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَرْنَاهَا} [آية/ 57] بتخفيف الدال:
قرأها عاصم ياش-.
وقرأها الباقون و-ص- عن عاصم {قَدَّرْنَاهَا} بالتشديد.
وقد تقدم الكلام في مثله). [الموضح: 967]

قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس