عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 6 صفر 1432هـ/11-01-2011م, 07:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي معنى السورة - تسوير القرآن

معنى السورة

معنى السورة لغة واصطلاحا

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (والسورة، بغير همز: المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سور المدينة، سمي بذلك الحائط الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه. غير أن السورة من سور المدينة لم يسمع في جمعها "سور"، كما سمع في جمع سورة من القرآن "سور". قال العجاج في جمع السورة من البناء:
فرب ذي سرادق محجور
=
سرت إليه في أعالي السور
فخرج تقدير جمعها على تقدير جمع برة وبسرة، لأن ذلك يجمع برا وبسرا.
وكذلك لم يسمع في جمع سورة من القرآن سور، ولو جمعت كذلك لم يكن خطأ في القياس، إذا أريد به جميع القرآن. وإنما تركوا -فيما يرى- جمعه كذلك، لأن كل جمع كان بلفظ الواحد المذكر مثل: بر وشعير وقصب وما أشبه ذلك، فإن جماعه مجرى الواحد من الأشياء غيره. لأن حكم الواحد منه منفردا قلما يصاب، فجرى جماعه مجرى الواحد من الأشياء غيره ثم جعلت الواحدة منه كالقطعة من جميعه، فقيل: برة وشعيرة وقصبة، يراد به قطعة منه.
ولم تكن سور القرآن موجودة مجتمعة اجتماع البر والشعير وسور المدينة، بل كل سورة منها موجودة منفردة بنفسها، انفراد كل غرفة من الغرف وخطبة من الخطب، فجعل جمعها جمع الغرف والخطب، المبني جمعها من واحدها.
ومن الدلالة على أن معنى السورة: المنزلة من الارتفاع، قول نابغة بني ذبيان:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
يعني بذلك: أن الله أعطاه منزلة من منازل الشرف التي قصرت عنها منازل الملوك.
وقد همز بعضهم السورة من القرآن. وتأويلها، في لغة من همزها، القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت. وذلك أن سؤر كل شيء: البقية منه تبقى بعد الذي يؤخذ منه، ولذلك سميت الفضلة من شراب الرجل -يشربه ثم يفضلها فيبقيها في الإناء- سؤرا. ومن ذلك قول أعشى بني ثعلبة، يصف امرأة فارقته فأبقت في قلبه من وجدها بقية:
فبانت وقد أسأرت في الفؤا = د صدعا على نأيها
وقال الأعشى في مثل ذلك:
بانت وقد أسأرت في النفس حاجتها = بعد ائتلاف وخير الود ما نفعا).
[جامع البيان: 1/102-104]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب ذكر البيان عن معنى السورة والآية والفاصلة والكلمة والحرف
فأما السورة فسميت بذلك لأنها يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة كسورة البناء أنشدونا للنابغة :
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
أي منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك وقيل سميت بذلك لشرفها وارتفاعها كما يقال لما ارتفع من الأرض سور وقيل سميت بذلك لأنها قطعة من القرآن على حدة من قول العرب للبقية سؤر وجاءني سائر الناس أي بقاياهم أيضا فعلى هذا يكون الأصل سؤرة بالهمز ثم خففت فأبدلت واوا لانضمام ما قبلها وقيل سميت بذلك لتمامها وكمالها من قول العرب للناقة التامة سورة...). [البيان: 121-128]
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وفي السورة لغتان الهمز وتركه، والترك أفصح وهو الذي جاء به القرآن وممن ذكر اللغتين ابن قتيبة في غريب الحديث). [التبيان في آداب حملة القرآن: 171]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (فائدة في بيان لفظ السورة لغة واصطلاحا
قال القتيبي: السورة تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من أسأرت، أي: أفضلت من السور، وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن، ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزتها.ومنهم من شبهها بسور البناء، أي: القطعة منه، أي: منزلة بعد منزلة.وقيل: من سور المدينة لإحاطتها بآياتها، واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور، ومنه السوار لإحاطته بالساعد، وعلى هذا فالواو أصلية.ويحتمل أن تكون: من السورة بمعنى المرتبة؛ لأن الآيات مرتبة في كل سورة ترتيبا مناسبا، وفي ذلك حجة لمن تتبع الآيات بالمناسبات.
وقال ابن جني في "شرح منهوكة أبي نواس": إنما سميت سورة لارتفاع قدرها؛ لأنها كلام الله تعالى، وفيها معرفة الحلال والحرام، ومنه رجل سوار، أي: معربد؛ لأنه يعلو بفعله ويشتط، ويقال: أصلها من السورة، وهي الوثبة، تقول: سرت إليه وثرت إليه.وجمع سورة القرآن: سور بفتح الواو، وجمع سورة البناء: سور بسكونها.
وقيل: هو بمعنى العلو، ومنه قوله تعالى: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} نزلوا عليه من علو، فسميت القراءة به لتركب بعضها على بعض، وقيل: لعلو شأنه وشأن قارئه، ثم كره بعضهم أن يقال: سورة كذا، والصحيح جوازه، ومنه قول ابن مسعود: (هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة).
وأما في الاصطلاح، فقال الجعبري: حد السورة قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات).
[البرهان في علوم القرآن: 1/263-265]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فصل في أسماء السور
قال العتبي: السورة تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من أسأرت أي أفضلت من السؤر وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم، وسهل همزها.
- ومنهم من يشبهها بسور البناء أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة.
- وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور، ومنه السوار لإحاطته بالساعد.
- وقيل لارتفاعها لأنها كلام الله والسورة المنزلة الرفيعة، قال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك حولها يتذبذب
وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركب، ومنه: {إذ تسوروا المحراب}.
وقال الجعبري: حد السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.
وقال غيره: السورة الطائفة المترجمة توقيفا أي المسماة باسم خاص بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم...).[الإتقان في علوم القرآن: 2/346-348]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الفصل الرابع: في معنى السورة والحرف والكلمة وعدد كلٍّ
اعلم أن السورة تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من أسْأرَتُ أي أفْضَلْتُ من السؤر وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة(1) من القرآن ومن لم يهمزها سهَّل همزتها بإبدالها واوًا ومنهم من يشبِّهها بسُور البناء أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة، وقيل: من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها بها كاجتماع البيوت بالسور ومنه السِّوار لإحاطته بالساعد وقيل لارتفاعها لأنها كلام الله والسورةُ المُنْزِلَةُ الرفيعة قال النابغة(2):
ألم ترَ أنَّ الله أعطاكَ سـورةً تَرى كُلُّ مَلَكٍ دونَها يَتَذَبْذَبُ
وقيل: لتركيب بعضها على بعض من التَّسوُّر بمعنى التصاعد، والتركيب ومنه {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} ، وقال الجعبري:حد السورة قران يشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمه وأقلها ثلاث آيات، وقال غيره: السورة الطائفة المترجمة توقيفًا أي المسماة باسم خاص بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.).[القول الوجيز: 1-2]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) لأنها قطعت من القرآن الكريم على حدة.
(2) هو النابغة الذبياني والبيت في ديوانه وقد ذكره السيوطي في الإتقان [ج1 ص1 150].
ومعنى البيت: أن الله أعطاك منزلة شرفٍ ارتفعت إليها عن منازل الملوك).[التعليق على القول الوجيز : 1 - 2]


رد مع اقتباس